كاتب الموضوع :
أغاني الشتاء
المنتدى :
الروايات المغلقة
الـفـصـــل الأول..[لا أمـــان فـي نـبـــض الـقـلـب..♥
♥▄الـنـبـ«18»ــضــة▄♥
:
:
:
فــي الـغـــد ...~
كانتا تجلسان مع زميلاتهما في الصف...يتحدثن...و يضحكن...بعد خروج المعلمة...
و هي بين لحظة و أخرى تلتفت إلى سمو مترددة...تفكر أن تخبرها و تخبرهن عن الموقف المحرج الذي مرت به بالأمس...
لكنها لا تجرؤ على إغضاب سمو...و لا تريد أن تكدرها بذكرهم إن كانت لاتطيقهم...
نعم...كفاها إستغلالاً لسمـو...لن ترغمها أيضاً على مشاركة أبسط أحاسيسها معها...بكل وقت...
لذا فضلت الصمت...و هي تراها تخرج من الفصل...
♥
♥
وقفت في الممر تراقب الفتيات...لكنها كانت شاردة...غير واعية لما يدور حولها...
تفكر فيما فعلته...و الذي ستفعله...ستكمل خطتها و ترى إلى أين سوف تأخذها...خيراً أم شراً...
سجى تطيل النظر لوجهها / وش فيك؟
سمو بلا مبالاة / وش فيني! جميله و مسرورة كعادتي ربي لا تغير علي
سجى تصر/ وش سرحانه فيه؟
سمو كعادتها تعجز أن تحتفظ بسر / بإنتقامي نيهاهاها
سجى بإندهاش / وش انتقامه بعد! و لمين؟
سمو بعد أن لمحت كادي مقبلة إليهما / أوووش جات كادي..بعدين اقولك مابي كادي تدري مابيها تقلق على شي مايسوى
سجى تهمس لها / الله يستر منــك
♥▓♥▒♥▓♥
كانت تستمع إليه منذ دقائق لم تقاطعه فيها...و مازال شريط حياتها...و أخطائها...يتعاقب أمام عينيها...
منذ اللحظة التي سمعت فيها قرار زوجها بالعودة إلى الرياض...و هي متيقنة أن هذا الأمر سيفتح من جديد...
و إن كانت تنتظره من زوجها...و ليس من والدتها..!!
لكن زوجها ما عاد يكترث...بل أصبح خلافها مع العنود موضوعاَ محضور عليهما الكلام فيه منذ سنوات...
لتأخذ دوره السابق عنه والدتها...و لا تكتفي بذلك فقط... بل ترسل لها مالك...لتحرجها...و ترغمها على القبول...
هل يرون أنه من الكثير عليها...أن تعيش مع من ترغب فقط...و تبعد عنها...و عن أبناءها من لاتحب..؟؟
لم تعد تلك المراهقة...أو المفتونة به...
نسته بالتأكيد...بل تكره حتى تلك المشاعر التي علقتها فيه بيئس...و غباء...
تكره كل ما فعلت من أجله...
تكره أن يكون هو فقط الذكريات التي تحملها منذ مراهقتها...و شبابها...
بسببه... بل بسببهما ...لا تحمل أي فرح...أو سعادة...بماضيها...
لكن ما يبعدها الآن عن العنود ليس الغيرة...بل إنها لا تحبها فقط...لم تحبها منذ سنوات...و لن تحبها الآن...و لا تظن أنها ستحبها يومـاً...
مالك / بأخليك يا خالتي تفكرين براحتك و بأروح عند خالد بالمجلس انتظر ردك..و أنا عارف انه ماراح يهون عليك ترديني و أنا أول مره اطلب شي منك
أجالت النظر في وجهه...و لم تستطع حتى الرد عليه...
نعم...لم يطلب منها شيئاً أبداً...فلما على طلبه الأول أن يكون بشأن العنود بالذات..؟؟
مالك...كان الطفل الأول الذي ربته بين يديها...
لم يكون وسيلتها لسعود فقط...بل أحبته بصدق لأنه طفل شقيقتها الذي لم تهنأ بتربيته...
أرادت أن يكون ابناً بحق لها...اعطته من الحب كثيراً و لم تبخل عليه بشيء...
أرادته هو بالذات بعيداً عن العنود...عن من سلبت كل من حولها لتبعد قلوبهم عنها...
زرعت فيه كرهها منذ صغره...لتجني خيبتها المريرة به...
أسبوع واحد فقط...بعد عودتها زوجةً مرة أخرى لسعود...لتملكه من جديد... وتملك قلب مالك أيضاً...
لتأخذه حتى هو منها...فلا تجعله يغادر بيتهم أبداً حتى لزيارتها هي...
حين تركهما تنهدت بضيق من أفكارها...و التفتت لأختها التي طوال حديثها مع مالك...كانت نظراتها تحثها على أن تصمت و أن لا ترد عليه بشيء...
أم فراس بغيض / شفتي أمي! مب مرتاحه لحد ما تنشب العنود بحلقي..مب هاين عليها ماتشوفها اذا اجتمعنا..مادري مين بنتها أنا أو هي؟؟
أم مشاري / و عساك بترفضين الصلح هالمره بعد؟
أم فراس بعناد ملأ صوتها / ايه..ماااا أحبها...ياربي الحب من الله مو بالغصب
أم مشاري مؤنبة لها / يعني و على بالك هي تحبك! أنتي ما مليتي انها دايم تطلع الطيبه السنعه و أنتي تطلعين نفسك الشينه عندهم
أم فراس/ والله أنا ماأعرف اغصب نفسي على أحد
أم مشاري / يا موضي من سنين كان الموضوع يخصك لحالك..و لا أحد غصبك عليها..لكن اللحين لو مب عشان أمي..عشان زوجك..عشان عيالك..لا تخلينها تكبر بعينهم و أنتي تصغرين
♥
♥
بعـد عــدة سـاعـات...~
دخلت إلى مكتبه...بعد عدة طرقات على الباب...بالكاد سمعت فيها صوته الخفيض...يطلب منها الدخول...
لتدخل...و تتقدم لتجلس بالقرب منه...وهو كعادته لايرفع عيناه عن شاشة ذاك الحاسوب...يتابع أعماله...
التي اصبحت أهم لديه من أي حديث قد يجمعها معه...
لحظات مرت قبل أن ينتهي مما يشغله...ليلقي عليها نظرة سريعة...و يسأل بعدم إهتمام...
أبوبدر و هو يعاود النظر لذاك الجهاز / فيه شيء؟؟
أم فراس / مالك جاء اليوم..جاي وساطة لأمي يبي نتصالح أنا و العنود و نجتمع في المزرعة الجمعة
انتظرت أن يلتفت لها متفاجيء بما سمع...أن يرفع رأسه عما يشغله...لكن لم يبدو عليه أنه يهتم...
ايقنت هذا منذ وقت طويل...لم يعد يهتم ذاك الإهتمام الكبير بها...أو ببيته...أو أولاده...
كل مايشغل عقله العمل...عمله فقط...
أبوبدر / اللي يريحك سويه..تتصالحون أو تبقون على حالكم..أهم شي بعدونا عن المشاكل و وجع الراس
أم فراس بإستسلام / بأصالحها و نجتمع عشان أمي و البنات
هل سوف يصدمه قرارها...إن كانت شقيقتها لم تصدقها حين نطقت بتلك الموافقة...و جود كادت تطير من الحماس...
ما وقع هذا الخبر عليه هو..؟؟
لكنه خيب ظنها هذه المرة أيضاً...بتلك الإيماءة البسيطة التي صدرت منه...و صوت بالكاد سمعته...
/ زيــن
خرجت من عنده...و هي لا تعرف أفعلت بنفسها...و ابنتها...خيراً أم شراً بهذا الصلح..؟؟
لكنها كما قالت أختها...ملت أن تكون هي الصورة الشريرة...الحقودة...حتى في وجه أبناءها...
و ليت هذا التفكير سكنها منذ سنوات...
ليتها تناست سنوات القهر و الإذلال من أجل فرحة صغيرتها...(يارب تطلعه من قلبها و ترزقها باللي ينسيها إياه..يارب لا تعاقبني على اللي سويته فيها..الله يهنيها و يسعدها بعيد عنه)
♥▓♥▒♥▓♥
و انتشر خبر هذا الصلح...و تفاوتت المشاعر في إستقباله و تقبلها له...
لكنه خصّ بالأكثر نبضات ثلاثة قلوب...ليعبث بها..؟!
/ منــوووووووووه!!
انتفضت في سريرها...حين رأت الباب يفتح فجأة و بقووة...حتى ارتطم بالجدار...و وجه والدتها المغتاض يطل عليها من العدم...
لتسألها بفزع / بسم الله خوفتيني!! وش فيك؟؟ وش صاير؟؟
أم منوه بغيض / أم ساري و مويضي بيتصالحن
اتسعت عيناها بوجه والدتها...محاولةً الإستيعاب...
لا..بالتأكيد ما تسمعه ليس حقيقة..
بل إن والدتها تهذر بالتخاريف كما كانت تفعل دوماً...لكن أن تصل والدتها بالخرف إلى هذه الفكرة المضحكة...
منوه ترفض التصديق / أنتي تألفين من راسك..هالثنتين مستحيل يتصالحون! إن كانوا ماتصالحوا عشان زواج عيالهم..اللحين عاد بيتصالحون!!
أم منوه بمرارة / ايه على حضك الطايح تصالحوا و بعد بكرة عازمتنا مزنه كلنا بالمزرعه بهالمناسبه_تكمل متحسرة_اليوم تصالحوا..و بكره يرجعون المياه لمجاريها لين مايبقى لنا مكان بينهم..و يطيرونا
ضحكت بسخرية على والدتها...و على نفسها...و كلما تعمقت الفكرة داخلها تعالت ضحكتها أكثر...و أكثر...حتى أصبحت تضحك كالمجنونة لاتستطيع إيقاف نفسها...
أم منوه بغضب / والله إنك مب صاحيه صدق..وش تضحكين عليه؟ على خيبتك...أنا الخبله اللي جايه أبي منك سنع وأنتي مثل ما أنتي ماتعرفين تنفعينا بشيء...اللحين كم لك تكلمينه يالفاشله ما قدرتي تعلقينه فيك؟ ماقدرتي تاخذين قلبه... عمره ما كلف حاله و دق يسأل عنك أو يفقدك
تركتها والدتها مشتعلة غيضاً..بالتأكيد ذاهبة لتجد مخططاً لهذه الحالة الطارئة...
لتهدأ ضحكتها و تسكن...فلايملأها بعدها سوى الفراغ...و هي ترى نفسها كما تراها دوماً...تلك السخيفة...المنبوذة التي لا تملك حظاً في حياتها...
لتهذي بصوت مسموع و دموعاً مُره تحرق عيناها...(يا فرحتك يا دانه..يااا فرحتك يا دانه..هالفرحه اللي مو كاتب لها ربي تنقطع عنك!!!)
لا جديد في تلك الحرب بينهما...
ففي كل معركة يحدد مسبقاً من الخاسر و من المنتصر...
لما سيكون هو إستثناء لها..؟؟ لا...لن يكون...و لن تتجرأ على الحلم بذلك..!!
♥
♥
موضي رضت بالصلح..!!
خبرٌ تلقاه اليوم كالصاعقة...ليفكر فيه لساعات بمرار...و قهر...
ألم تجد في طلبه ليد ابنتها مرتين...سبباً للصلح..؟؟ لترضى الآن؟ الآن!!
بعد سنوات من الخيبة..؟
بعد أن ربط نفسه بتلك الزوجة التي لايحمل لها نبضاً واحداً بداخله..؟
و هي..!!
هل علمت بهذا؟؟ أي شعور يسكنها بهكذا خبر ترمد قلبهما بإنتظاره..؟؟
هل تسكنها ذات الحسرة التي تملأه؟؟
هل تعرف مرارة أن يجاهد بقلبه...و حواسه...لينجح أمر يتوق إليه...فلا ينجح
و حينما ينساه مرغماً بعد أن اخذ من عمره سنوات ليقصيها حتى من أحلامه...
تعود من جديد..!!
تعود بعدما تباعدت المسافة بينهما أكثر...
بعد أن علق بهذا الحب ضحايا لا ذنب لهم...
لما يستعصي عليه نسيانها..؟؟
و لما تهديها الأيام إليه...في أشد وقت احتاجها أن تكون بعيدة..!!
♥
♥
اغتصبت فرحة باهتة لونت بها ملامحها...لتجاري بها حدود فرحة شقيقتها...و إخوتها...
لكن ما إن خلت بنفسها...حتى تلاشت تلك الكذبة من وجهها...
فحين تتأخر فرحة لطالما انتظرتها...تأتي هكذا كسيرة لا تحمل أجنحةً ترفرف بها...
لا تحمل روح...و لا ضحكة... و لا أمل...
أتت بعد أعوام...باردة بلا معنى...بلا سبب...لا توازي حزن تلك السنوات...فكيف بها تمحوه..؟؟
حسناً...و إن لم تفرح من أجلها فالتفرح لأجلهم...
إن كانت هذه الفرحة لاتعني قلبها...فهي تعني أناس تتعلق روحها بهم...
أخوتها...أختها...والدها...و جدتها...
هذا الصلح خبر سعيد سيجمع الكل...لتجد سعادتها الضائعة بسعادتهم...
وقفت أمام شباكها...تتخيل القادم من أيامها...
بالقرب منه...منهما...
كم عليها أن تجاهد...حتى تخرجه من قلبها...و لا يجرحها ذكر اسمه مرتبطاً بإسم فتاة غيرها...
فلا تجد حل بيديها إلا أن...تكمل كذبة نسيانه...تمثل أنه لايعنيها...تتجاهل حتى نبضها له...فتجعلهم يصدقونها...
لربما يوماً ما تصدق تلك الكذبة هي أيضاً...
♥▓♥▒♥▓♥
فـــي الــغــــد ...~
حينما وصل إلى منزل أبيه...بالكاد تعدى المدخل الرئيسي متجهاً إلى الصالة...ليصله صوت سمـو المرتفع...تتجادل مع والدتها...
و تقدم مبتسماً لذاك الصوت العنيد...ليدخل عليهما ...
مالك / السلام عليكم..
لتردا معاً / و عليكم السلام
لتكمل والدتها / الحمدلله هذا مالك جاء...تصرف معها
مالك يجلس...وهو يسحب يدها الصغيرة ليجلسها بقربه...
/ ليه مزعله أمك؟ و صوتك واصل آخر البيت
سمو بدلال / ما زعلتها..أنا بس قلت إني ماراح اروح هالجمعه للمزرعة..غصب! كيفي احس إن الجمعه راح اتعب_و تسعل بتمثيل واضح_شوفوا من اللحين تعبت
التقت نظراته بنظرات زوجة أبيه المشتكية...ليطمئنها بإبتسامة...
مالك / و محد راح يغصبك تروحين..ماتبين تروحين بكيفك سوي اللي يريحك
سمو ترى والدتها بإنتصار / بعد قلبي يالشييييخ..بأروح اجيب القهوة و الحلى اللي سويته مايستاهل أحد يستفتحه غيرك
مالك يبتسم بمحبة لها / يله ذوقينا ابداعاتك
العنود تعاتبه حين تركتهما تلك الصغيرة العنيدة / مالك الله يهديك..أنا ابيك تعقلها و أنت تقوي راسها!
مالك / يعني ماتعرفين سمو..تحب تعاند لو قلنا لها إلا تروحين بتطلع لك بألف حجه تخليها ماتروح..خليها على راحتها و هي ماراح تزعل أبوي..و عشانه بتروح
صمتت بإستسلام...كما تفعل بأوقات كثيرة...
أحياناً تحس أنها لا تملك السيطرة التامة على أولادها...
دوماً كان هناك من يشاركها في تربيتهم...يغير قراراتها لهم...و ينفرد بهم بعيداً عنها...
و ترجو الله أن لا يفسد مالك سمو بدلاله...كما أفسد منذ سنوات سلام بتدليله...فتركها لها فتاة عنيدة...متهورة...لا ترى سوى نفسها و لا ترد عما ترغبه...
♥
♥
عندمـا حل الليــل...~
اخذت تذرع غرفتها بملل...و هي تفكر...تحتار بين فعلين...لا تدري أيهما تقدم عليه...
تريد حقاً أن لا تذهب...و لكنها تخشى أن تحزن عمتها و والدها...و أن تجد تلك الموضي شيئاً تنتقد والدتها من أجله...
و إن ذهبت...كيف سيكون مكانها وسط ناسٍ لا تحبهم...و لاتدري مالذي سيخرج منها حين تقابلهم...بعد هذه الأعوام...
أرادت أن تتصل بكادي تفكر معها بصوت عالي كعادتهما...لكنها كالجميع بالطبع مسرورة بهذا الإجتماع و الرأي الوحيد الذي ستقدمه هو أن تحثها متحمسة للذهاب معهم...
لتغير رأيها و تتصل بسلام..
تريد أحداً بعيد عن هذه الفرحة الكاذبة التي يتشدق بها جميع من حولها...
سمو بركود لا يناسبها / أهلين سلوومتي
سلام بصوت مازال يحمل بحة التعب / هلابك سمسم..وش أخبارك؟
سمو / أنا بخير..أنتي وش أخبارك أمس أدق عليك ماتردين..دقيت على ضحى تقول إنك نايمه..يالفسقانه أحد ينام يوم كامل
سلام و وجهها يظلم وهي تتذكر حالها / كنت تعبانه اليوم اللي قبله و لانمت زين
سمو تعود لطبيعتها سريعاً / جزاك..هذا لأنك مقصره بحق أختك الزغنونه..ماتسألين عني..و حتى جياتك للبيت صارت ع طياري
سلام بضيق / ياقلبي سمسم..معليش هاليومين جد تعب و اختبارات...
سمو تقاطعها و هي تتصنع الدهشة / لالا شكلك جد تعبانه يوم عطيتيني وجه و صدقتي و تتعذرين بعد..هههه سلامتك أختي عزيزتي
سلام تعاتبها مازحه /توك تصدقين يعني
سمو / ههههه ايه..صح خلينا بالمهم اللي يغث..سمعتي إن حضرة السيدة مويضي تنازلت و رضت عننا وقررت تجتمع فينا
سلام تبتسم لرنة الغيض التي ملأت صوت سمو/ ايه أمي كلمتني اليوم و قالت لي
سمو/ تبين تروحين معهم؟
سلام بدون تفكير / لا ..للحين احس بتعب...بس تعالي أنتي ماراح تروحين؟!
سمو بعناد / لا بكيفي مااابي اشوفهم
سلام تعاتبها / سمو إن كان موضي و هي موضي رضت عشان خاطر اللي حولها..أنتي تبين تخربين عليهم فرحتهم
سمو تهددها / اذا تبيني اروح تجين معي..ترى حتى أنتي معزومه و تصرفيّن بلا تعب بلا بطيخ
سلام بتهور / خلاص أجي معك..أهم شي قولي لهم إنك بتروحين و لاتنكدين على عمي و أمي
سمو تبتسم بإنتصار / صدق..صدق...مو تلعبين علي
سلام / لا صدق..لازم أحد يروح يراقبك و يسوي كنترول على لسانك
اغلقت منها لتتنهد بقوة... حقاً لا تصدق نفسها...و تقلباتها...
بالأمس كانت تتمنى الموت على أن تلتقي بأحدهما...أو أن تكون عذاري قد تحدثت عما رأته...
و ها هي الآن تذهب برجليها إليهما..!!
لكنها سأمت حقاً من تخاذلها...من إنكسارها...و إنهزامها...
و أن يضعاها دوماً بالشكل الذي يرغبانه...متجاهلين إحساسها...و كرامتها...
لقد كبرت...
تغيرت...
و نست...
و لن تسمح لأحد أن ينكر عليها هذا الحق...لن تسمح لهما بالحكم عليها حسب أهواءهما...
فليولي الماضي بهما...ما عادت تهتم..!!
♥▓♥▒♥▓♥
دخلت إلى المجلس بخطوات تهالكت لهفتها...لتجده...و تقف أمام الباب طويلاً تتأمله...قبل أن ينتبه لها...
رباه...كيف لم تعد تعرفه...و لا تعرف نفسها... و لاحياتها معه...
ليس زوجها الذي عرفته...هذا الذي جلس بتخاذل أمامها...
ملامحه المتيقضة كانت شاحبة...ذاوية...كتفاه القويتان...ظهره المنتصب...ارتختا لتعلنا عن همٍ يثقله...
لم تتخيل أن تراه أبداً بهكذا حال...كيف يقوى قلبها أن تقسو عليه و هي تراه بهكذا إنهاك...قريباً منها..؟؟
لكن إن كان حاله تغير...فهي أيضاً تغيرت...
لم تعد تلك المغرمة...المتلهفة عليه...لم تعد تخشاه...لم تعد حريصةً على حياة تجمعها به...
كسر داخلها الحياة...و الحلم...و أي ثقة قد تربطها به...
عذاري تتقدم للداخل و تجلس أمامه و بإستهزاء جارح / زين يا مالك إني جيت على بالك بهالسرعه! ليه ماتركتني أيام بعد؟ و كملت ركض ورى اللي تهمك
نظر لها مطولاً...لتبادله النظر...علها تفهم تلك المشاعر التي اقتمت نظرته...
مالك بهدؤ لايناسبه...و صدق / عذاري ماراح أقول إني مو غلطان لأني عارف إني غلطان و غلطان بحقك أكثر..و لا أبي أتأسف لأني عارف إن هالأسف ماراح يفيدك بشيء
لكن أنا مابي اتركك..و لا راح اتركك لحد ما أنتي تتركيني
بس ماراح اكذب عليك اليوم..اذا رجعتي ارجعي و أنتي راضيه بعيوبي و بأخطائي
عذاري تترك غيضها لتنساب الكلمات منها بحزن / أنا راضيه و ياما رضيت بكل شي منك...مارضيت بس...أنا غيرت نفسي و حياتي عشانك لحد صرت ما عرفني..لكن أنت جاي اليوم تبي تقنعني أرضى بسلام! و كل اللي يصير بينكم من وراي..!!
مالك يتهرب من موضوع لا يريد التحدث به / عذاري أنا عمري قصرت معك بشي؟؟ طول هالخمس سنين حسستك إني أفكر بأحد غيرك؟
لا.. لم تشعر بذلك...
هل كان حقاً وفاءً منه...أم غباءً منها...
عذاري بيأس تام / والحال بيبقى مثل ماكان طوال هالخمس سنين..إذا صارت بين يديك وش بيبقى لي؟؟
قول لي يا مالك...ليه تركتها؟ ليه تزوجتني إن كنت تحبها كل هالحب و خمس سنين معي مانستك إياها
مالك يتململ في جلسته...و كأن الحديث عنها فقط يكفي لزعزعته...و إفقداه هدؤه / لا تسألين..ماراح اتكلم عنها مع أحد...و أكيد مستحيل اتكلم عنها معك
عذاري و قلبها يذوب في صدرها و هي ترى تأثير ذكرها عليه / لهالدرجه تهمك
مالك بصدق لا يخجل منه / تهمنــي...بس ماراح اتكلم معك لأنك انتي تهميني
عذاري تقرر حقيقة رسخت بفكرها..و قلبها لتنطقها جهراً لعل وجعها ينتهي / لهالدرجه اللي بأسمعه عنكم بيجرحني! لدرجة إنك تفكر بمشاعري قبل مشاعرها؟!
كنت غبيه مره وصدقتك...بعد اللي شفته ذيك الليله كان المفروض اعرف إن اللي بينكم أكبر من الكذبه اللي خدرت عقلي فيها_لتقف و هي تكمل_
لا يا مالك ماراح اصدقك أكثر..يكفي اللي راح من عمري و اللي ضاع من احساسي معك
أنا ماعدت اعرفك و لأدري إن كنت أحبك أو اكرهك...شككتني معك بكل شي
مادري ليه تزوجتني؟ لأي سبب؟ لأن هالزواج كان ماشي بمشاعري و تنازلاتي أنا بس
و اللحين مادري ليه جاي تراضيني بعد! واجب؟ أو ضمير؟
أي شي جمعني أو بيجمعني معك يا مالك ألقى له ألف اسم...إلا الحب
أنت ما حبيتني و لا راح تحبني..و ماراح ارضى على نفسي اعيش معك باللي بيبقى لي منك بعدها..إن بقى بعدها شي
تركته بتصميم...و لم تلتفت لحظة للوراء...و آخر كلماتها يتردد صداها بذهنه المتعب...
قد لا يكون الحب صدقاً ما جمعهما... لكنه الأمل...
أمــلاً لطالما خيبته له..
يريدها طوق نجاة لكي لا يغرق كلياً بتلك الصغيرة من جديد...
يريدها جانبه في محاولة لثبات عقله قليلاً...
يريد معها حياة يتشاغل بها عنها...كي لا يعود ذاك المهووس والذي لايسيطر على انفعالاته..و تصرفاته معها...
♥▓♥▒♥▓♥
ⓛ
ⓞ
ⓥ
ⓔ
توقف النبـض مؤقتاً××♥
ღ بإنتظـار ღ إنعـاشكـم ღ
|