لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-12-13, 12:15 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2012
العضوية: 241120
المشاركات: 21
الجنس أنثى
معدل التقييم: أغاني الشتاء عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 91

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أغاني الشتاء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أغاني الشتاء المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي الفصل الأول/ لا أمــان في نبـض القلب...(N)

 



♥▄الـنـبـ«4»ــضــة▄♥

:
:
:

صحت من غفوتها لتفتح عيناها بتثاقل...و هي تحس بيد صبح على كتفها...تهزها بلطف...


صبح / يله سلومه صحصحي..وصلنا ياقلبي
مطت يديها للأمام لتحرك عضلاتها المتشنجة / أووف يالصداع..أنا ما أحب نومة السياره بس كله من حنين
حنين مغمضه عيناها / وش دخل حنين اللحين؟ حالفه عليك تنامين!
سلام تضحك و هي تلملم بعجله كتبها المتناثره حولها / لا شكلك و أنتي دايخه و نايمه..يشهي الواحد للنوم
قاطعتهم مي / بنات..بنات شوفوا رجلنا

تسارعت دقات قلبها..قبل حتى أن تلتفت لتراه...
تعرف من تقصد مي...بتعليقها الدائم كلما رأته...
كانت دوماً تردد أنه معجب بواحدة ممن يستقلون هذه السيارة...و في كل يوم تهديه لواحدة منهن...أو لنفسها...


مي / شكلي بآخذه أنا عشان أصير جارتكم..وش رأيكم؟
صبح مازحه / خلاص اكلم لك أمه العصر..اشوف وش رايها
مي بحماس / ايه تكفين صبح..عاد امدحيني عندها..أنتي شهادتك ثقه


ضحكن البنات لمزاح مي ما عداها...
توقفت السيارة...و سلام مازالت تراقب نظرات مي المحدقة بيوسف...دوماً تستمع لذات التعليق منها مبتسمة...
لا تدري لما اليوم لم تضحكها هذه التعليقات...


انتبهت لنزول صبح...فلحقتها بسرعة...و توترها يزداد...
كانت تتمنى لو يغادر قبل أن تنزل...لكن كما توقعت...لمحته مايزال في سيارته...
ضمت الكتب التي بين يديها لصدرها...و عيناها لا تفارق الأرض...
حتى وصلت إلى باب منزلهم...الذي خُيل لها أن المسافة بينه و بين السيارة كانت أطول مما تقطعه دائماً...


دخلت المنزل...و هي تغلق الباب بسرعة...لتستند عليه و تتنفس براحة...


صبح تلتفت لتراها تستند على الباب / سلوومه وش فيك؟
سلام تنتبه لوقوفها فتتحرك / لا ما فيني شي! بس حررر اليوم
صبح ضاحكة / دامه حر..ادخلي وش موقفك بالشمس!


دخلتا معاً...لتقابلا في الصالة أم صبح...و فجر...


/ السلام عليكم
/ و عليكم السلام و الرحمه


بعدها انطلقت سلام لغرفتها تنشد سريرها و قيلولتها...بينما اتجهت صبح للجلوس معهم...


صبح تجاور فجر / فجووره ليه مانمتي؟
فجر / عندنا تسميع..و بأحفظ هاللحين..عشان اروح العصر مع أمي للسوق
صبح / ربي ييسر لك حفظك..خلاص إذا صحيت اسمع لك_تلتفت لوالدتها_يمه جارتنا أم محمد طلعت من المستشفى؟
أم صبح / ايه..الحمدلله الصبح دقيت عليها و تحمدت لها بالسلامه
صبح / وش أخبارها؟ إن شاءالله بخير
أم صبح / لا الحمدلله..تقول صارت احسن بكثير
صبح / أجل بكره نروح نقهويها..و نسلم عليها
أم صبح / إن شاء الله
صبح تقف لتغادرهم / تمسـون على خير



♥▓♥▒♥▓♥



خرج من غرفته وهو يغلق هاتفه...شاكراً لصديقه الذي أصر عليه للغداء معه...فهو حتى الآن لا يقوى على الجلوس في البيت لساعات طويلة...
مازال لا يطيق هذه الجدران التي تشاركه النواح عليها...ليعظم فقدانه لها أكثر...و أكثر...


لكن ما إن نزل إلى الصالة...و لمح جسدها الضئيل يسترخي على أحد الكنبات...بإنتظار...حتى احس بالضيق لخروجه و تركها لوحدها...


أبوسامي / كادي
كادي تفز..و تتعدل في جلستها / هلا يبه_تتأمل ملابسه_ بتطلع؟ ماراح تتغدى؟
أبوسامي يجاوبها بسؤال/ وين سامي؟
كادي / دق من شوي و قال إنه بيتأخر
أبوسامي / أنا معزوم على الغداء..ماراح يرجع سامي؟
كادي تداري خيبتها عن عيناه / لا بيتغدى برا
أبوسامي بحنان / خلاص أنا اجلس اتغدى معك و اتعذر من.....
كادي تقاطعه / لا يبه اطلع..أنا مو مشتهيه الغداء و ما نمت أمس زين..ميته من النوم بس كنت بأتغدى معك عشان ما تآكل لحالك
أبوسامي بتردد / تنامين و أنتي ما أكلتي؟
كادي كاذبه / اكلت أول ما رجعت من المدرسه
أبوسامي يبتسم لها بمحبه / زين يبه..أجل روحي ارتاحي


تركته...لتصعد الدرج...وهو يتبعها بنظرات حزينة...
كم هي مظلومة تلك الفتاة الصغيرة...بيتمها...و وحدتها...
لكن يداه مكبلتان عن تعويضها...بما يعوضها...و الخساره عظيمة...
كيف يعوضها في حين أنه لا يقوى على تعويض نفسه..؟؟


خرج من المنزل...و الأفكار تهاجمه كعادته...لتأخذه شوارده دوماً نحوها...
زوجته...حبيبته...و أخته...و رفيقة دربه...و جميع أهله...
من رضت به رغم ثرائها...و جمالها...على كثرة خطابها في ذاك الزمن...فضلته هو...
تغربت معه خلال سنوات دراسته...تركت أهلها لترحل معه في بلاد الغربة...
تحتويه...بحبها...و إهتمامها...و تغرقه بحنانها الفياض...
كانت معه في كل خطوة من حياته...قاسمته أحزانه...و أوجاعه...و أفراحه...حتى أوصلته لنجاحه...
سعدت بشهادة الدكتوراة التي نالها أكثر منه...فتعبها يساوي تعبه في نيل هذا النجاح...إن لم يكن أكثر...

كيف تتركه بعد هذا لترحل...بلحظه..!!
فقدها في لحظه...لم يفق من صدمتها للآن...






وصلت إلى غرفتها...لتدخلها بخطاوي تجرها بحزن...و أسى...و ضيق...
لا تعلم لما كذبت..؟؟
لكنها لا تريد أن يبقى في البيت و حيداً من اجلها فقط...
لتهاجمه كما تهاجمها...ذكريات عما كان يرفل به هذا البيت من حب...و حنان...


كادي بهمس خافت / آآه يـمـ ـ ـ ـه


ما إن نطقتها...أو تمتمت بها...حتى انسكب الدمع من عيناها ساخناً...
تشتاق لهذه الكلمه...و تخشى أن تنطقها بصوت عالي...فيتعاظم فقدها...و أساها...حتى يخنق بأصابعه الغليظة أي نفس لحياة تجاهد أن تعيشها بعدها...



♥▓♥▒♥▓♥



جلست تسند مرفقيها على طاولة المطبخ...تنتظر صبح حتى تنتهي من غسل الأطباق لتجففها هي...
و دخلت ضحى المطبخ...مع إحدى كتبها المدرسية التي أصبحت لا تفارق يداها هذه السنة...


ضحى / كنت اكلم رهف..طاير عقلها بالهديه اللي جبتوها لشوق..خساره كنت أبي اشوفها
صبح / هدية سلام أكيد بتكون حلوه
سلام مصححه / هديتنا
صبح / أنتي اللي دفعتي قيمتها كلها..و ما رضيتي ادفع شي
سلام بإنفعال / أنا و أنتي واحد..و إلا عندك كلام ثاني..بعدين أنتي اللي اقترحتي نشري لها طقم ذهب


ابتسمت صبح موافقه لكي لا تغضبها...و اكملت عملها...
غريب كيف أن مستوى سلام المادي المرتفع يحسسها بينهم بالنقص...
فهي دوماً ترى نفسها مختلفة...بعيدة عنهم...لهذا السبب...


تصاعد رنين هاتفها...ليقطع حديثها مع ضحى...و أفكار صبح عنها...


سلام / اهلين سمّوي
سمو بحماس / سمّوي تبي تزورك اللحين وش رايك؟


فجأه هكذا و بدون مقدمات..!!
تعلم سر هذه النبرة المتحمسة بصوتها...ذاك التخطيط أن تعرف أكثر عن قصة تتوهمها مع ابن الجيران...
أكثر من ذلك تعرف حق المعرفة فلتان لسانها...و كيف تتمادى بحديثها حتى تسبب كارثه...


سلام / لا معليش غير مره تزورينا..كلها كم يوم و اجيك أنا ما يحتاج تتعبين نفسك
سمو تتصنع العتب / أفااا تطرديني؟
سلام / عادي أمون عليك..مو فاضين حنا تجين و....


تستمع لكلامها الذي لم يعجبها...لتتقدم منها و تلتقط هاتفها من يدها على غفلة منها...


صبح / اهلين سمو
سمو بإبتسامه / هلا..مين؟ ضحى أو صبح أو بالليل هههه
صبح تضحك / لا صبح..و لا يهمك من سلام حياك الله ترى فاضين و ما عندنا شي..و انا مسويه سينابون بتاكلين اصابعك وراه تعالي اذوقك عمايل يدي
سمو بحماس / ونعــم ببنت جابر مو أختك النخله الهبله..خلاص بأجيب لكم كوفي و أنا جايه عشان السينابون..لا تخافون ماراح تنتظروني كثير نص ساعه و أنا عندكم
صبح / إن شاء الله ننتظرك يا قلبي

أغلقت الهاتف و مدته مبتسمة لسلام...التي التقطته منها ساخطة...

سلام / اللحين اصرفها..و تروحين تفتحين لها أبواب البيت على مصارعها؟
صبح / حرام عليك سلومه..أختك و بتزورك تسوين فيها كذا؟
سلام تمط شفتيها بضيق / مو رايقه لهبالها اليوم..و عندي تقارير لازم اخلصها
صبح تضحك / معليش هي كلها كم ساعه..خليها تجي نتسلى مع بعض..بعدين والله ارحمها في البيت لحالها
سلام / تروح لكادي
صبح بإستدراك / صح خساره ليتني قلت لها تجيبها معها..عاد هالبنت يا قلبي تكسر الخاطر من جد في بيت طويل عريض لحالها..الله يرحم أمها و يسكنها الجنه
سلام ممازحه / صبووح وش رايك أي وحده في بيتها لحالها و ماله نعزمها كل عصر
ضحكت ضحى و هي تقف / حلو نلقى أحد نسولف معه كل عصر..يله بأروح أبدل ملابسي و اكشخ لأختك



♥▓♥▒♥▓♥



أفاق من قيلولته متأخراً...فهو لم يعتد أن يصحو من نفسه...كانت هي دائماً من توقظه...و تهتم بكل شيء في هذا البيت...
جال بصره في الغرفة المضائة بخفوت...فها هو النهار بدأ يهجرها...ليظلم بها المساء...كما اظلمت حياته بعد رحيلها...
لأول مره منذ خمس سنوات عاشها معها...يصحو من نومه من غير أن يراها بجانبه...تنتظره بشوق...و تطلب رضاه...و تغرقه حباً...


لم تركته بعد كل هذا..؟؟


إن كانت صدقته في بداية الأمر...و هي تشاهد كل شيء أمام عيناها...لما الآن مجرد ذكريات حبيسة...فجرت غضبها...و صبرها..؟؟
هل كانت تحس بشيء و هذه الشعرة التي قصمت ظهرها..؟؟
هل سمعت عنها شيء لم يسمعه..؟؟
هل حدثتها تلك و لفقت لها الأكاذيب..؟؟

لم ترد على إتصاله طوال الأمس...فتركها مجبراً لعل و عسى أن تهدأ ثورتها قليلاً...

و هاهو الآن يتأمل الغرفة الخاوية من وجودها...ليعتدل جالساً و يمد يده إلى هاتفه و يعاود الإتصال مجدداً...و الذي أيضاً لم يلقى أي إجابه منها...


ألقى بنفسه من جديد على السرير بضيق...و قهر...لولا هذه الأشغال العالقة...و التي يجب أن ينجزها بسرعة...لأسرع إليها...
يعلم أنه لو رآها لأستطاع إرجاعها بسهولة...

التقط هاتفه الذي رماه للتو بجانبه...ليقوم بإرسال رسالة لها...علها تجد لديها صدى لم تجده مكالماته...

كتب و محى...و كتب و محى...حتى استقر على تلك الكلمات...

[اعرف إنك زعلانه..بس ردي خلينا نتكلم]

ترددت أصابعه كثيراً...لا يعرف هل يزيد على هذه الكلمات شيء أم يكتفي بها...(لا كذا يكفي..لو كانت بترد بترد كلمتين زياده ماراح تقنعها)

أرسل كلماته الشحيحة...بأمل أشح أن ترد عليه...و اغمض عينه و أسند رأسه...ليغفو قليلاً...

لكن على عكس توقعاته...احس بالهاتف يهتز بيده...ليصحو مجفلاً...يفتح رسالتها بعجل...

[الموضوع أكبر من إننا ننقاشه على التليفون]

زفر بغضب...و ضيق...(على الأقل نست طاري الطلاق)
اغمض عيناه...و ذكرى الأمس تعاوده..!!






عاد بوقت متأخر من الليل...بعد يوم طويل...من الإجتماعات...و المناقشات...

دخل إلى الفيلا يعجبه وقع الهدؤ على مسامعه...ليسترخي باقي جسده براحة...
و لا يعلم أن بإنتظاره...إجتماع أصعب مما كان يعقده طوال اليوم...و قرارات عليه أن يتخذها بلحظة...لتقرر مصير مشاعر لطالما عاشها بحيرة...و تجاهلها طوال تلك السنوات...
حتى باتت كالأشباح...يعلم أنها تسكنه و لكن لا يحسها...


تجاوز الصالة...التي امتلأت بتلك الصناديق التي بدأوا بجمعها إستعداداً للإنتقال...
كان يتولى أمور الشركة...و عذاري ترتب مع الخدم ما يجب أن ينتقل معهم من المنزل...


صعد الدرج...و الراحة التي احس بها لثواني خادعة...تتبدد توجساً...وهو يرى نور مكتبه مضاء...


قادته خطواته الحذرة...السريعة...المثقلة بالشك...متجهاً إلى المكتب...
راجياً أن لا تكون هناك منذ وقت طويل...على الأقل...ليس الوقت الكافي لتصل لذاك الدرج المنسي بما يحويه...

وقف أمام الباب...ليراها تقف أمام مكتبه توليه ظهرها...
كانت على مايبدو من مظهرها...مستغرقه بجمع شيء ما بين يديها...


أزاح نظراته عنها لذاك الدرج البعيد في آخر مكتبته...لتهدأ نبضاته المتسارعة...وهو يراه يهجع بسكون تام كما كان طوال تلك السنوات...لا يفضح عما بداخله...
حتى خرقت فرحته الموهومة...شهقة انفلتت منها...ليتعالى صوت بكاء...اخرس راحته...

قبل أن يتسنى له الوقت بفكرة...بكذبة...أو سبب...لما رأت...

رآها تلتفت إليه لتصدم بوجوده...و يصدم هو بما تناثر بين يديها...

تلك الصور...الرسائل...الذكريات...و غبار عشق يغطيها...!!


انسلت نظراته عنها...لتلك الحكايا المهاجرة...المهملة...
تلك الذكريات التي يتنساها...و لا ينساها...
هنا ارتكب العشق...الهوس...الكره...الحقد...

خمس سنوات رقدت حكايته هنا...
يخشى نبشها كالقبر...كي لا تثور الأرواح الكامنة داخلها...و تبدأ بالتنفس داخله...


مازال يحدق بتلك الحياة المنسية...
تاق للمسها...ليحسها...ليسألها عن ذاك العشق الذي استوطنه زمناً...ليردمه و يبني فوقه مدناً من أحاسيس مختلفة...


لمــا تحيي ما خشي على رده للحظات حتى بينه و بين نفسه..؟؟
ليتنفس الآن أمام ذهوله...و على مرأى منها..!

صرررخت به...ليستفيق من جموده...و شروده...و تضارب المشاعر في داخله...


عذاري باكيه / تكلــم! ليه ساكت؟ وش هذا يا مالك؟؟


تبعثر بيدها الرسائل...لتتبعثر معها المشاعر داخله...
يحاول كبح جماح المشاعر التي تتسابق للظهور على ملامحه...
ليركنها على جنب...و يملأ شعوره بالغضب...ليتقدم متجاهلاً تلك الأوراق التي تصيح بما يملأها...
و يقف أمامها...سامحاً لنفسه أن يغضب...


مالك بعصبيه / تدريييين إني ما أحب أحد يلمس أغراضي الخاصه..و لا يفتش وراي؟؟
عذاري تصرخ أيضاً / أنا كنت اجمع أغراضك..مــااافتشت فيهن عن قصد!!
مالك يصرخ / قلت لك المكتب أنا ارتبه لا.....


لكنها رفضت هذه المرة أن يخدعها...و يحور الكلام لصالحه...أن يبدأ بالهجوم لتتخذ موقع الدفاع ناسيةً حربها هي...


عذاري تبكي بقهر / لااا تغير الموضوع..(من بين شهقاتها) حرام عليك يا مالك! حرام عليك تسوي فيني كذا!! انا صدقتك صدقتك..و أنت تكذب علي!!


تهاوت على الكرسي بجانبه...و منظرها هذا...أنساه أوراقه...و ذكرياته... لتتعلق مشاعره بهذه الإنسانة أمامه...و بحياته التي توشك أن تنهار...
بعد أن استمات صبراً في المحافظة عليها...


عذاري بإنفعال غاضب / ليه محتفظ فيهن؟؟ لهالدرجه تهمك!! للحين تفكر فيها؟؟ كنت تحبها؟؟ _تكمل بتأكيد_كنت تحبها و كــذبت علـــي!!

علم أن الغضب لن ينفعه هذه المرة...فحاول جاهداً كبته...و لم شتات ما تبعثر مع تلك الذكريات...


مالك ببرود بالكاد يمثله / لو بتسمعيني بعقل بنتكلم..ما تبين تصدقين إلا اللي شفتيه..ماله داعي اتعب نفسي و...
عذاري تقاطعه / واللي شفته له معنى غير اللي وصلني؟ له معنى غير إنك كذبت علي و كنت تحبها_و بقهر_وللحين تحبها..و ما نسيتها!!
مالك يصيح بغضب / كيف تسأليني و تنتظرين مني أجاوب و أنتي جالسه تفترضين من عندك و مو معطيتني فرصه اتكلم
عذاري تقف بحنق / هذا أنا سكت..سمعني وش عندك؟؟ قول؟؟


تنهد مالك بعنف...ليتقدم إلى الكنبة التي تتوسط الجدار أمامها...و الأهم بعيداً عن ما انتثر معها...
رمى بنفسه...و نظراته لا تغادر نظراتها المتعلقة به بجرح عميق تحمله...


مالك صادقاً / هالدرج عمري ما فتحته من سنين..و....صدقيني..صدقيني...كنت ناسيهن


يأمل أن يكون عذراً مقنعاً...و يأمل أكثر أن يكون حقيقه...


عذاري محتجة بغضب / و ليه يكونون فيه من الأساس؟؟ ليه تآخذهم معك؟ ليه تحتفظ فيهم؟؟


تسأل سؤالها ببساطة...وهو الذي مرت عليه سنوات يرتصف فيها حيرته...و تساؤله عن الأسباب...
غادرها برغبته...
كرهها عن قناعة...
لكن لم يستطع محو بصماتها عنه...


مالك ببرود / لقيتهم مع الأوراق..(أكمل كاذباً) ما انتبهت لوجودهن..جمعتهن هنا و نسيتهن
عذاري بسخرية حزينه / تبيني اصدق اللي تقوله و.....
مالك يقاطعها بعد أن تلفت أعصاب كان يمسك بزمامها..ليقف بغضب / عذاااري خلصنا..تدرين إني ما أحب هالتنكيدات و التحقيق و أنتي......
عذاري تقاطعه بقهر / ماراح نرجع للرياض يا مالك..لو كانت ما تهمك خلنا نجلس في جده..خلك في الفرع اللي هنا مثل ما كنا طول هالسنين..ليه تترك الشغل اللي تعبت فيه..هناك كل أعمامك في الشركه مو ضروري وجودك
مالك بغضب / و أنا من متى امشي على شورك؟-بتهديد- اسمعيني......


و قبل أن يتم تهديده قاطعته بصراخ باكي...


عذاري و هي تتركه / لوو رجعنا الرياض بتطلقني..ماراح اجلس معك و هي.......
مالك يقاطعها بغضب عاصف / بترجعين غصب عنك و ......

لم يتم كلامه...لأنها خرجت بسرعة صافقةً الباب خلفها...لأول مره قبل أن يتم كلامه...



♥▓♥▒♥▓♥



كانت تجلس بينهم في صالة البيت مسرورة...يسعدها هذا الشيء الذي يدل على أنها ليست غريبة...لم تأتي لهذا البيت منذ سنوات...و تكاد لا تعرفهن إلا من أحاديث سلام عنهن ..
لذا اسعدها أكثر إستقبالهم المرحب بها...حتى والدتهن حين سلمت عليها قبل رحيلها لم تتضايق من وجودها...لا تدري لما خطر لها أنها قد تتضايق...


سمو / وناااسه البيت اللي فيه بنات كثار..الله لو لي خوات و......
سلام تقاطعها / قدامي و تقولين كذا! ما مليت عينك أنا؟؟
سمو / ماليه عيني و قلبي..بس انتي احسك أخت بالإيجار..يعني طالعه علي بالساعات بس


ضحكن صبح...و ضحى...لتتكلم سلام بغضب مصطنع...


سلام / الله يخليني لك غصب عنك
سمو / و انا قلت شي..الله يخليك لنا
صبح / كادي وش أخبارها؟ ليه ما جبتيها معك؟
سمو تلتفت لها بحماس / لا توصين حريص فكرت بهالشي بس دقيت عليها ما ترد..و استغربت رحت ادق على الثابت و ردت علي خدامتهم الخبله و قالت إنها نامت..حتى ما تغدت الكوكو..تقول إن الغداء ما أحد أكله..شكل أبوها و سامي طلعوا وهي نامت
سلام معلقه / ما تعرفين تختصرين!
سمو / لا لازم الذمه في نقل الأحداث
صبح / يا قلبي والله كان ودي اشوفها
سمو بحماس / الجايات اكثر..ليه ما تعزمون خوات يووسف أبي اتعرف عليهم


هــا قد بدأت..!!
رمقتها سلام بغضب...و هي تراها تبحث سريعاً فيما أتت من أجله...و ضحى و صبح يرمقانها بإستغراب...


ضحى تضحك ساخرة / و أنتي اللحين عارفه اسم اخوهم و لا تعرفين أسمائهم؟؟


عضت لسانها بإدراك...و هي تتهرب من نظرات الغضب في عيني سلام..بعد ان أدركت خطأها في السؤال مباشرة عنه...


سمو / آآ لا بس شايفه مسلسل بدوي..و فيه البنت تفتخر بإسم اخوها_تبتسم بغباء_تصدقون البنات ملغين اسمائهم يعني أنا أخت ساري هم خوات يوسف..ووو كذا
ضحى تنساق مع كلامها / يااا قلبي يا حنا..ما عندنا أخو وش يقولون لنا؟؟
سمو تهذر لتنسي سلام ماقالته / عادي بإسم أبوكم يعني أنتم بنات جابر..يا قلبي عليه أبوك عاد يستاهل..اذكر يوم كنت صغيره و جيت مع سلام اخذني البقاله و شرى لي آيسكريم..كان حلو للحين حلو؟؟
سلام مهددة / سمو شوي من العقل ماراح يضرك
صبح / حرام عليك خليها على راحتها
سمو / صح لا تكبتيني بعدين اتعقد


انشغلتا سمو و ضحى في التحدث عن المدرسة...و سنتهما الأخيرة...لتستأذنها صبح للذهاب لإحضار الشاي...و تلحق بها سلام بعد أن ظنت أن نظرة التهديد كافية لردعها عن فتح ذاك الحديث مجدداً...
لكنها سمو و فضولها لا يردعه شيء...


سمو تسحب يد ضحى لتهمس لها / وين بيت يوسف؟
ضحى بإستغراب / مين يوسف؟
سمو تضربها بخفة / ولد جيرانكم..يعني مين؟ قولي هو اللي قدام بيتكم أو اللي جنبه؟ كأني اتذكره بس نسيت
ضحى مازالت مستغربة / اللي جنبنا
سمو تصفق يديها بحماس / هو اللي سيارته لؤلؤيه صح؟
ضحى / ايه....أنتي وش تبين فيه؟
سمو / لا لا ولا شي..اسأل من باب العلم بالشيء و لا الجهل به فقط...(خساره ليته كان طالع و شفته)






بعـد ســاعه..~


كانت ترتدي عبائتها...لتخرج لتميم الذي كان ينتظرها خارجاً...


صبح / هاذي ما تعتبر زياره..لازم تجينا مره ثانيه أنتي و كادي وقت اطول
سمو / لا المره الجايه أنا باعزمكم يا بنات جابر.._ترفع نظراتها لسلام بحذر_آآ سلوومه بااااااي
سلام تقبلها لتقرص اذنها..و تهمس لها / لا تشوفين أفلام عربي كثير
سمو تخرج لباحة المنزل مغنية بصوتها المزعج / ذاااكرررني و إلا نااااسي..رد الذكرررى قربهااا..أنا ااحبك الأوووول يا قااااسي..بنت الجاااار اللي تحبهااااااا
سلام تصرخ بغضب / سمووو و وجع اسكتي فضحتينا


لوحت لها بيدها مودعة و ضحكتها تتعالى...قبل أن تخرج من المنزل...

جلست بجانب تميم...و عيناها لا تفوتان ذاك الشاب الذي خرج من منزله للتو و يقف الآن عند سيارته...ليهتز جسدها حماساً مكتوماً...(هذا يوسف..هذا يوسف..يوو لا يكون سمعني! بيوتهم قريبه لبعض!! ياويلي من سلام بتذبحني)


تحرك تميم...و رفع يده ملقياً بسلام سريع وهو يمر بالقرب من يوسف...و هي مازالت مستغرقة بالنظر إليه..
وجهه الدقيق الملامح...يوحي بسكينته...و سماحته...نظراته الصافية...تذكرها بوصف سلام له...لا تدري لما ترى روحه الطيبة تغطي ملامحه...
كانت تميل رأسها للخلف تتأمله...حتى احست بأصابع تميم التي نقرت جبهتها بعنف...


تميم / وش مطيره عيونك فيه ياللي ما تستحين!!
سمو تفرك جبهتها بغيض / آآآي
تميم / عشان تتأدبين
سمو تتدارك حرجها / هذا يوسف أخو شوق
تميم ساخر / لا والله..و يعني؟؟
سمو بحرج / آآ بأشوفه عشان اعرف إذا شوق حلوه أو لا
تميم / ليه توأم؟
سمو تهذر / لا بس إذا كان حلو أكيد هي حلوه بعد..مو معقول ما أخذت من ملامحه شي..و هي مولوده بعد..أكيد بقى منه شي من هنا و إلا من هنا و اخذته
تميم ساخرا / اسكتي اسكتي..صدق اللي يكلمك لازم يرمي نص عقله عشان يستوعب وش تقولين






وقف في مكانه...يراقب تلك السياره الفارهة...و ذاك الثراء المرتسم بهيئة أخاها...
أهذا كان سبب رفضها؟؟
هل تراه دون مستواها؟؟
هل تطمح للأفضل مادياً؟؟


و هرب من تلك الأفكار التي تخنقه...إلى الخيال الذي يهنأ له العيش على كذبه...
وهو يتذكر كلمات تلك الأغنية التي سمع فتاة ما تصيح بها قبل قليل تعالى صوتها إلى منزله...

لما على الصدف أن تجمعه بها...إن كانت لن تكون له يوماً؟؟
تلك الكلمات التي تصل إلى سمعه...ما معناها؟؟
تعنيه؟؟ أم أن خياله يصور له ذلك؟؟
لما يحس أنه يستمع لدقات قلبها...يحس بتوترها...و إرتجافها حين يراها؟؟
هل هذا حقيقة..أو وهم من خيـاله..؟؟






سلام تدخل الصالة هاتفة بحنق / فضحتنا هالخبله..سمعتي باب الجيران يتسكر أكيد سمعـ....آآ سمعوها

لم تنتظر تعليق...و هي تصعد الدرجات تتحلطم بغضب...

ضحى تضحك / والله خبله هالسمو..تونـّس


ابتسمت صبح...و هي مازالت تحدق بالدرج الذي صعدته سلام غاضبة...
تراجع في خيالها سؤال سمو عن يوسف...و الغضب الذي حقن وجه سلام بصمت...و غضبها الآن الذي سببه أنها تعرف أنه هو من خرج من منزله...
تتذكر توتر سلام...و هما يركبان معه السيارة...بكائها على تلك الكلمة التي فلتت منها...
و نظراتها التي اصبحت لا تترك الأرض حين يذكر اسمه في حديثهم...(من بعد خطبة شوق و هي على هالحال! قبل كانت عادي..ما ألاحظ عليها كل هالتوتر! صار شي؟ معقوله أحد كلمها عنه مره ثانيه؟؟)

إحساسها يؤكد لها...أن هناك شيء قد جد...
لكنها لن تسأل...حتى تخبرها سلام بنفسها إن كانت ترغب...



♥▓♥▒♥▓♥



تعتكف في غرفتها منذ وصولها بالأمس...تتقاذفها الحيرة...و الضيق...و الحزن...
تقف على مفترق طرق...لا تعلم في أي طريق صالحها...لتكمله...

بالأمس...حين تركته ثائرة...كانت تجزم أنها ما إن تصل إلى البيت حتى تخر باكية في حضن والدتها...طالبة أن يطلقوها منه...

لكنها التزمت الصمت...و لم تخبر أحداً بما حدث بينهما...و لا خلافهما...
تعذرت بوصولها أولاً...أنها ارادت الرجوع قبله لأنهم سوف يبيعون المنزل...وهو يكمل ما تبقى له من أعمال هناك و يلحق بها...


لا تدري لما؟؟
هل مازالت تطمح لحياة معه بعد كل هذا الكذب..؟
هل ستصدقه هذه المره أيضاً..و تكذب ما رأت...و ما تحس به..؟
هل تريده أن يسترضيها..لترضى....و هل سيفعل هو..؟
عدا إتصالاته...و رسالته...ماذا يمكن أن يفعل بعد ليرجعها..و مالذي يمكن أن يرضيها لتعود إليه؟؟


الآن و هي بعيدة عنه...لا تعلم حقيقة شعورها نحوه...
بعد كل ما عرفت...بعد إسترجاعها لتلك الذكرى...و إستعراضها لحياتها تلك السنين معه...

مالك...كم بدى لها كفارس أحلام خيالي حين خطبها...
رجولتـه...هيبته...قوة شخصيته...مستواه الإجتماعي...
لكن ما أصعب العيش معه...
قسوته التي لا تلين...سيطرته التي لا تنفك...غضبه العاصف...و عصبيته المرعبة...


لأول مره تتأمل نفسها من بعده...تقارن نفسها بما كانت عليه قبل سفرها معه...
كم تغيرت...انسلخت عن شخصيتها...
عن كل ما تحب لما يحبه هو...
عن كل ما يرضيها إلى ما يرضيه هو...
نفى نفسه و نفاها معه...و لم تشتكي...
هذا كان الحل الأسهل لتعيش معه براحة...و حب...

نعم كانت تريد حبه...و إرضائه...
لكن أكثر كانت ترتعب من غضبه الكاسح حين يتملكه...و لا تقوى أن تتعامل معه...
لا تأمنه...و لم تأمنه أبداً...


و الآن تسأل نفسها...
ما هي الحياة التي عاشتها معه؟؟ ماهي المشاعر التي جمعتهما؟؟

كانت تلهى في عملها نهاراً...وهو في شركته...لتكمل ما ينقصها للعمل مساء حتى يعود...
ليجدها بكامل أناقتها...بكامل مشاعرها...لا تطلب سوى رضاه و حبه...
لا تتكلم إلا حين يرغب...لا تتحرك إلى حين يأمر...

ضحت كثيراً من أجله...تحملت...صبرت...و سامحت...
و بعد كل هذا...تجده يعيش مع ذكريات لسواها...
تلك التي أنكر حبها...و ادعى أنه من طرف واحد...

تذكرت صورها التي تناثرت بين يديها...رسائلها...و أغراض كثيره لها...إسوارة...شال...مشبك شعر...
أي مهووس من جمع كل تلك الأشياء...و احتفظ بها طوال تلك السنوات..؟؟


لم تتخيل مالك أبداً أنه من هذا النوع...لم تعرفه هكذا...و لم يكن معها يوماً هكذا...(لكن لو كان يحبها كل هالحب..ليه تركها؟ ليه تركها و هي تبيه؟؟ ليه تزوجني؟؟ ليه ابعد عنها؟؟ معقوله يكون حب في الماضي و انتهى من قلبه صدق!!)



♥▓♥▒♥▓♥



عادت لتوها من التسوق...لتدخل إلى الصالة...تتبعها الخادمة بأكياس مشترياتها...


جواهر مبتسمة / مساء الخير
أم ساري / مساء النور


كان يجلس مع والدته...يشاهد برنامجاً إقتصادياً...يأخذ كل إهتمامه...لذا لم يتكلف الرد عليها...


جواهر / وين سمو؟
أم ساري / راحت عند سلام..خواتها عزموها على القهوه
جواهر / ياحليلهم والله..عاد حنا مقصرين معهم ما عمرنا عزمناهم

استمرتا بالحديث...وهو يرمقهما بنظرة ضيق...و جواهر تخرج من أحد الأكياس ما اشترته لوالدته...
زفر بتأفف...وهو يرفع الصوت أكثر ليستمع بوضوح...(من صدقهم بينثرون أغراضهم هنا! ليه؟ ما فيه غرف؟؟)


جواهر / ايه و شفت بجامات حلوه..و اخذتهن للبنات..وينهن؟_تفتش بأكياسها لترمق الكيس بالقرب من باسل_باسل عطني الكيس اللي جنبك


بالكاد التفت ليراه..و دفعه بقدمه لها...
لتتغضن ملامح والدته بضيق من تصرفه...و جواهر تلتقط الكيس بتنهيدة عدم رضا...
لم يبدين إستيائهن...لأن الجميع اعتاد على هذه التصرفات منه...

أما هو..فكان كم من لم يفعل شيء..مستغرق فيما يراه و لم يحس أنه اخطأ...بالعكس يراهم عديموا الذوق بإزعاجه بكل تلك الخربشات...و الأحاديث التافهة...


دخلت سمو راكضه بحماس / وااااو أكيد عمتي اللي رايحه السوق_تحشر نفسها بجانبها_وش جبتي لي وش جبتي لي؟؟

هذا ما كان ينقص...إزعاج تلك التي لا تهدأ...

سمو ترتدي بيجامتها فوق ملابسها / باسل وش رايك؟
باسل بسخرية / أول مره تلبسين بجامه على هالفرحه؟؟
سمو بحماس / لا هاذي هديه..يعني غير اللي اشريها أنا-كشرت بملامحها و هي تصد عنه لعمتها-يسلمو عمتو يسلمو


وقف ليغادرهم بدون أي كلمة...ليتابع البرنامج في غرفته...براحة...و دون إزعاج...
و لم يحس أحداً بخروجه...خاصة مع فوضى سمو و إزعاجها...

سمو تطل بالأكياس / وش جبتي بعد؟
جواهر / هاذي بجامات للبنات.. الزرقاء لكادي..و الموف لسلام

جمعت بين يديها تلك الملابس...و نهضت...

سمو / بأروح اكلم كدويــه..يمكن صحت..ما كلمتها اليوم..نامت ماتغدت و من عرفت و أنا حاسه بالجوع معها ههههه
جواهر مبتسمه / الله يخليكم لبعض



♥▓♥▒♥▓♥



خرجت لباحة منزلهم...و هي تحمل صحن الفواكة...
لتلتحق بجمعتهم...على ذاك المستطيل الصغير الذي غطاه العشب الأخضر...
كانت مساحة متواضعة لا تقارن بحديقة منزل والدتها...
لكن لا تعلم لما تراه...أجمل...و أقرب لنفسها من تلك الحديقه...

هنا كانت سهراتهم معاً...أو مع جاراتهم...
هنا ليالي قضينها بالمذاكرة في أيام إمتحاناتهن...
هنا يتناولون عشائهم يومياً مع والدها...يحادثونه...و يمازحهم بمودته...


ابتسمت و هي تصل إليهم...ليقابلها والدها بذات الإبتسامة المثقلة بحنانه...

أبو سلام / الله يعافيك يبه..تعالي اجلسي جنبي


توسطت والدها...و زوجة أبيها التي تحركت فوراً لإفساح مكاناً لها...و ذات الإحساس بالإمتنان يكتسيها...
كلما رأت حنان والدها...و رضا زوجة والدها بهذا الدلال الذي يخصها به من بين أخواتها...
تعلم أن والدها لا يقصر بحنانه على أي واحدة منهن...لكن هي لها مكانة خاصة لديه...
و أي زوجة كانت لتغضب من هذا الحب الذي يقتص من نصيب فتياتها...
لكنها امرأة لا تشبه أحداً بأخلاقها...بصبرها...و طيبتها...
خالتها كتلة طيبة و مراعاة ليس لها إلا نسخة واحدة...نسخة من روعتها و تفوق...إنها صبح...


أبوسلام / وينك ما شفناك على العشاء؟
سلام / ما شتهيته...و عندنا تقرير قلت اخلصه..سمو العصر كانت عندنا و راح الوقت ما سويته
أبوسلام / الله يوفقك يبه..أنتي و خواتك


اجلسها بجانبه...و كعادته بدأ يسألها عن أحوالها...عن كل صغيرة و كبيرة تعنيها...
يغرقها بدلاله...و حنانه...و إهتمامه...
ليعوضها عن تلك الطفولة القاسية...و السنين المجحفة التي كان يسلط عليها بها غضبه...


كان يشد عليها بتصرفاته...يغضب و يثور عليها من أقل خطأ قد يقع فيه أي طفل...يضيق الخناق على أفعالها...يحرمها من حنانه...
فيعلم أنها تبتعد عنه لتقترب من والدتها...و يملأه القهر...

أن تكتسب حبها تلك بما لديها و ينقصه...هذا ما كان يغضبه أكثر...ليقسو عليها أكثر...

كان يفرغ غضبه منها بطفلتها...متناسيا أن من تعاني...هي طفلته أيضاً...
لم يكن حباً لها...بل كان إحساس مر بالخيانة حتى و إن لم تكن تقصدها...أو قصدتها...


علم أنها أجبرت على الزواج به...فسكت و لم يحملها أكثر...
لم تحبه أبداً...فرضى أن يعيش بمجرد الاحترام و تلبية الواجب بينهما...
حتى حملت بين أحشائها ما ظن أنه سوف يربطهما للأبد...و يوجد بينهما المودة...و المعزة...ولو لم يخلق الحب...


ليصدم بعد ذلك بذهابها إلى بيته...
بيت طليقها...و أب أولادها...متحججة أنها لا تذهب إلا وقت خروجه...لتقف جانب صديقتها...و من تعتبرها أختها...بمحنة رفضت أن تشرح له كنهها...
ليخبرها بعدم رغبته لذهابها هناك أبداً...فترفض...و يعظم الخلاف بينهما...
تركها تذهب إلى بيت عمتها...طلقها تهديداً لها لترجع عن إصرارها...لكنها لم تهتم...
ارخصته...فأرخصها...و انقضت عدتها بوضع حملها مبكراً...فانتهى ذاك الزواج بلا قرار من كلاهما...

ليصدمه رجوعها السريع لزوجها الأول...فيستبد به الغضب...ويتزوج هو أيضا سريعاً من أخرى...


و بذات السرعة التي تزوج بها...ملكت أم صبح قلبه...و عقله...
و أخرجت العنود سريعا من تفكيره...لا بل تأكد أنها لم تكن يوماً قريباً من إحساسه...



♥▓♥▒♥▓♥



وصل إلى...(الإستراحة)..التي يجتمع فيها مع أصدقائه...ليفاجأ...بمواقفها خالية من أي سيارة...(وين الناس؟ معقول ما أحد فيه!)

ترجل من سيارته...و توجه إلى البوابة...ليدخل و لا يرى إلا العاملين يقومون بواجباتهم فقط...

تميم / صلااااااح
أتى إليه العامل راكضاً من بعيد / أهلاً يا أستاز تميم
تميم / وين الشباب؟ ما فيه أحد؟؟
صلااح / ماحدش حضر منهم النهرده
تميم / زين كمل شغلك يعطيك العافيه

أخرج هاتفه المحمول من جيبه...وهو يصعد درجات الدكة الحجرية الخارجية...التي صفت عليها الوسائد الوثيرة...ليجلس متمدداً على أحدها...


اتصل على طلال ليخبره أنه في زيارة لأهل زوجته...
و اتصل بهم واحداً تلو الآخر...الجميع لديه ما يشغله هذا اليوم...الذي لا يوجد لديه هو أي عمل...(ليييش العالم انشغلت يوم صرت فاضي؟ وش هالكلام الفاضي!!)
و أعاد الإتصال بتركي...الوحيد الذي لم يجب على إتصالاته...لكنه لم يجب أيضاً...


تميم يصرخ عالياً / صلااااح عطني القهوه


مضت ساعة...وهو يجلس لوحده...يرتشف قهوته بإستمتاع...و هدؤ...
جعل ذكرياته تثور في هذا السكون الذي يلفه...يستعرض حياته...و المشاعر التي مرت به...
أربع قصص مرت عليه...ولا واحدة منها...أوصلته لذاك القفص الذهبي..!!
الأولى...أحبته و أحبها...لكنه تركها...
الثانية...أحبها و جن بها و بالأخير احبته...لكنها تركته...
الثالثة...أعجب بها..كل ما فيها كان فخماً راقي و رائع يناقض بساطته و مع ذلك أحبته...لكن الظروف حالت بينهما...
الرابعة...لا يعرف أي قصة جمعتهما...و أي مشاعر حملها لها...حب لم يحمل أي نظرة...أو كلمة...أو لحظة بينهما...

حين انقطعت أفكاره...انتبه لنفسه...كان قد صب أربعة فناجيل صفها أمامه...ملأها بالقهوة على حسب قوة ذاك الحب...و مدته...


ابتسم وهو يتخيل أن يرجعن إليه كلهن في وقت واحد...في ذاك الوقت...من سوف تتغلب على غريماتها...و تكسب قلبه..؟؟
من منهن أحبها أكثر..؟؟
فكل واحدة منهن لا تشبه الأخرى بشيء أبداً...

مد يده للفنجال الأول...ليبعده عن البقية...و الذي كان به قليل من القهوة...
تلك كانت عبير...أول حب عرفه بسنوات مراهقته...حادثها بالهاتف بعد إتصالها الخاطيء عليه...أو قد تكون تعمدت هذا الخطأ...
كان حينها في سنته الثانوية الأولى...فأكتشف معها لذة الحب...و عرف شقاء السهر...و معاناة الشوق...
كانت فتاة مجنونة...جريئة...خفيفة الظل...و مرحه على الدوام...
ضحك بإستخفاف...وهو يتذكر تلك المحادثات الليلية الطويلة...و سخافة تلك الأحاديث التي يحكونها...و الخلافات التي يتنازعون بها...و تلك الأغاني التي يغنيها لها لتكمل معه بصوتها المزعج...(الله يغفر لنا..و يستر عليها..عساها كبرت ذيك البنت و عقلت و تركت هالدرب)

تركها بعد سنتين على علاقتهما...لأنه ادرك أن كل ما يقومان به خطأ...
ابتسم بحرج وهو يتذكر تلك الليلة التي دخلت بها عمته جواهر عليه...بعد أن استمعت لمحادثته معها...لتلقي عليه محاضرة طويلة عن تلك المكالمات المحرمة بينهما...و ما يمكن أن تجرها عليهما...
فاقتنع و تاب...و صارح عبير برغبته في قطع العلاقة...لتغضب...و تبكي...و تملك الجأة لتدعي عليه...ظناً منها أنه يتركها لأنه تعرف على غيرها...و كانت تلك آخر مكالمة بينهما...
و بالكاد اعتاد على فراغ أيامه...بعد أن كانت تملأها بفرحها...وشقاوتها...و حبها...و أحاديثها التي لا تنتهي...


بعد مرور سنتان... أدرك أن عبير لم تكن حباً صادقاً حقيقياً...فالمشاعر معها لا يمكن أن تقارن بعمق أحاسيسه التي ارتبطت بإبتسام...ابنة الجيران...في منزلهم القديم...
تلك الفتاة العذبة...الرقيقة...الحالمة...الحنونة...صاحبة العينان الناعستان...و الجمال الباهر...
شغلت تفكيره من لقائه الأول بها...صدفة جعلته يدخل إلى غرفة عمته بعد عودته من رحلة تخييم...لتلتفت إليه بحماس...مستعرضةً نفسها بدلال...تسأل عن رأيها بشكلها...ظناً منها أنه عمته...
ليقف مشدوهاً وهو يراها بقمة جمالها و أناقتها...بفستان حريري أزرق يظهر تقاسيمها الأنثوية الفاتنة...و خصلات شعرها العسلية تسترسل على كتفيها كشلال من الشهد الصافي...

لم يستطع أن يتحرك...أو أن يرمش بجفنيه للحظة...خوفاً أن يحرم نفسه من هذا الجمال الذي ارتسم أمامه...
حتى احس بيد عمته التي شدته بقوه للخارج...لتقفل الباب عليها...
تحدث معها...حتى عرف من تكون...و تركها ليذهب إلى غرفته...لايحتل ناظريه إلا صورتها العذبة...الجميلة...
ليصدم حين يقف أمام المرآة و يرى شكله الذي وقف به أمام ذاك الحسن ...
كان بثوب أسود أغبر...وجهه لوحته الشمس و الهواء حتى زادت سمرته...و ذقنه الذي طال لم يشذب و لم يرتب...حتى غترته التي ناقضت سمار بشرته...كان قد لفها على رأسه بعشوائية...

كان هذا أول لقاء...تبعه لقاءات صدف تعمد أغلبها...و مشاعر أصبحت تسكنه إتجاهها لتزداد عمقاً يوماً بعد يوم...الكل من اهله عرف بحبه لها...فهو لم يستطع إخفاء إهتمامه بها...و شوقه...و لهفته...
و سلام و سمو كانتا حمامتي السلام لها...ينقلن كل أخبارها له...كل ما يرغب بمعرفته...و كل ما جعله يتعلق بها أكثر...و أكثر...

حتى أتى ذاك اليوم...يوم تخرجه الجامعي الذي ظن أنه بداية الفرح...بداية الطريق لها...
فبعد تخرجه...و عمله...لا شيء يمنعه من الزواج بها...
لكنه صدم بخبر خطبتها...و الذي صدمه أكثر موافقتها...و الذي صدمه أكثر...و أكثر...
سبب زواجها...تزوجت بزوج أختها المتوفاة لكي تربي أولادها...و لا تتركهم بين يدي غريبة لا تعلم كيف ستتصرف معهم...ذاك الزوج الذي يكبرها بسنوات...
لكنها كانت دوماً الأم الثانية لأولئك الأيتام...و حين فكر والدهم بالزواج كانت هي خياره الأول...لتوافق رغبته...إهتمامها و محبتها لهم...لتوافق أيضاً...

يوم زواجها...ذاك اليوم ظن أن نهايته تكتب فيه...ذاك الوجع الذي أذاب قلبه...ذاك القهر الذي صهر روحه...و حزن و لوعة شلت أطرافه...
ظن أنه نهايته...و نهاية قلبه...بل نهاية العالم...
فلم يطيق الوقت...و الحي...و الناس بعدها...فقرر السفر لإكمال دراسته...أراد أن يبتعد عله ينسى...
و ابتعد...و نسى..!!


في سفره...و غربته...الذي شاركه بهما صديقه طلال...
كان دوماً هادئاً...شارداً...لا مبالياً بأحد...حتى قابل ساره...
لم يحبها سريعاً كما أحب إبتسام...بل كانت تدخل إلى قلبه رويداً رويداً...حتى سكنته...و بلت جميع عروقه و نفت أي ذكرى لسواها...
بداية أعجب بشخصيتها القوية...ثقتها...ثقافتها...جديتها...
رغم تناقض شخصياتهما...لكن حوارهما دوماً كان ممتع...شيق...دوماً ما تنتصر فيه بالأخير...لتقنعه بوجهة نظرها...
كانت تدرس الطب...و تسكن في نفس الحي الذي يسكنه...مع عائلتها...والدها المقعد... والدتها...و أخوتها الصغار...كانت الفتاة الكبرى...و التي تحمل أعباء تلك الأسره على عاتقها...
فأصبح كتفاً تستند عليها في غربتها...اهتم بأخوتها و مشاكلهم معها...يأخذ والدها لمواعيد المستشفى أثناء إنشغالها...يساعد الكل في ذاك المنزل...حتى أصبح كأنه فرد منهم...

لكن نقاشاتهم الصغيرة...بدأت بالتحول لإختلافات تكبر يوماً عن يوم...

كانت محجبة نعم...و لكنه أرادها بستر أكثر...ستر لا يكشف للغير ما سيصبح حق له وحده...
تملك الكثير من الزملاء الشباب...حتى و إن كانت العلاقة بينهم في غاية الإحترام...لكن غيرته كمسلم...لا تحتمل تلك المحادثات...و الجلسات...و الإتصالات بينهم...
اختلفا حتى على مجال عملها...اختلفا على مكان إقامتهم إذا تزوجا...فلكل منهما منطقة مختلفة سيعود إليها...

رفضت أن تغير بها شيئاً واحداً من أجله...و رفض أن يتنازل هو أكثر...فافترقا رغم عمق المشاعر التي تجمعهما...

ليتقابلا صدفةً...في مصعد...أو شارع...أو محل...كغريبان...
تحرقهما النظرات...و لكنهما لايستطيعان الكلام...
طيران يحومان حول بعضهما...مجروحان...حزينان...
عادت قبله بأسابيع...لتتركه أياماً في وحدة يعيشها بعدها...وهو يرى أطيافها في كل زاويا الشوارع...في كل الآماكن...في كل الوجوه...


كان مشغولاً دوماً بأفكاره عنها...حتى آخر ليلة له قبل عودته...و هجره لأرض الغربة...
حين عاد لشقته مساءً...ليجد مغلفاً أصفر عند بابه...
التقطه بإستغراب...و استغرب أكثر وهو يرى اسمه مكتوب عليه...بخط أنثوي...أنيق...

دخل إلى الشقه مسرعاً...ظناً منه أنه قد يكون من ساره...فهو لا يعرف لها خطاً بالعربية...كل مارآها تكتب كانت تكتب بالإنجليزية...
جلس في الصالة وحيداً فطلال كان قد عاد منذ أسبوع...بعد ولادة طفله الأول...أما هو فبقى حتى ينهي كل ما تبقى له هنا...

ليسهر تلك الليلة الطويلة...مع ذاك الدفتر الأصفر أيضاً من مجهولة...حتى صفحاته كانت صفراء باهتة...
و خطها الأنيق...الفخم...يملأ تلك السطور بلون أسود حاد...حالك...

فتاة دونت هنا مشاعرها...غيرتها التي عنونت لون الدفتر و صفحاته بها...قهرها...عشقها...حزنها...
كتبت تلك الأيام...و الذكريات...و المشاعر...بلغة فصحى مؤثرة...و عميقة...
سطرت سنوات أحبته فيها بصمت...كانت ترصد له كل حركة...أو كلمة...أو حال يمر به...
عاد يعيش أيام غربته من جديد في هذه الصفحات...ليست أيامه فقط...بل حتى مشاعره...و أحاسيسه...
و كأنها كانت تعيش بقلبه...تتمشى بأوردته...تسكن فكره...و ملامحه...لتكتب عن أدق تفاصيل عاشها...

كتبت عن وصوله منكسراً...حزيناً...غريباً...
كتبت كيف أصبح يتبدل يوماً بعد يوم...
كتبت أول صديق كسبه بالحي...
كتبت أول ضحكة رأته فيها حين كان يقف مع طلال بأحد محلات القهوة و علق عليه طلال أنها أول ضحكة له منذ وصولهم هنا...
كتبت عن أول نظرة ألقاها على ساره...إحساسها المر الذي أخبرها أنها لن تكون مجرد نظرة عابرة...
كتبت عن أول لقاء له بها...و الغيرة التي أذابت قلبها و هي تحوم حولهم كالهواء الذي لايمكن لأحد أن يراه...رغم وجودها الدائم أمامه...ادركت أنه يحبها قبل أن يعرف حتى هو بوجود هذا الحب في قلبه...
كتبت عن كل تلك المشاعر التي ارتسمت بوجهه حين يحاورها...يقابلها...و إستغرابها كيف لا تنتبه ساره و لا هو...لكل تلك المشاعر العذبة التي تسكن ملامحه بوجودها...و تغير حتى نبرة صوته...فلصوته نبره خاصة لا تظهر حتى يحدث ساره...
كتبت عن أول خلاف لهما مع بعض...خلاف احتارت مشاعرها فيه...بأي صف تقف...هل تفرح....كما هو متوقع...
لكنها لم تفرح...فهي تعيش هذه القصة معهما و تسكنها مشاعرهما...
لم تفرح بخلافاتهما...و لا بفراقهما...لم تستطع أن تفرح و كل هذا الحزن يسكنه...ليسكنها أيضا...
حتى ختمت صفحاتها...بإعتذارات طوال...
إعتذرت عن حبها العميق...الغريب..له...
إعتذرت عن مراقبته تلك السنوات...و نبش أدق تفاصيله...و العيش على إحساسه...
إعتذرت عن خجلها...و صمتها...و حظها الذي لم يسعفها لتعترف...أو لتكتب لحظةً حقيقية بينهما...
أخيراً...إعتذرت عن إرسال هذا الدفتر...و لكنها كرهت أن تكون دوماً الفتاة التي تقف بالظل في حياته...كرهت أن لايعرف أنه سكن كل زوايا روحها...كرهت أن لا يعرف أنه بنى له بيتاً بقلبها سيسكنه طوال عمرها...
كرهت أن يمر العمر و تنساه...وهو لم يعرف أبداً بحبها...


مع طلوع الفجر...انتهى من ذاك الدفتر الزاخر بمشاعرها...و أيامه...
بعد أن رأى زرقة السماء...هب يصلي الفجر سريعاً...و عاد لدفتره...
جلس بشرود...وهو يراجع في خياله وجوه كل الفتيات اللاتي مر بهن تلك السنوات...
الحي الذي يسكنه...مليء بالسعوديين...الخليجيين...العرب...
هناك العشرااات من الفتيات اللآتي يعرفهن...اللآتي مر بهن...اللاتي حدثهن...
أي واحده هي؟؟ أي واحده..؟؟؟


كانت طائرته مساء اليوم...لحظة فكر بهذا الشيء...ليخرج سريعاً بذات الملابس التي كانت عليه بالأمس...و التي سهر بها طوال الليل...
لا يعلم أين يذهب...كيف يعرف...من يسأل..؟؟

لكنه مشى بكل شارع قد مشاه سابقاً...بفرق واحد...أن عيناه تدقق النظر بكل وجه أمامه...أو يمر به...عله يعرفها...
زار كل المحلات...القريبة...و البعيدة...ليمسح وجوه الفتيات...و مشاعرهم...يتحدث مع الكل...ليعرفها...
حتى الأصدقاء...و الأسر...الذين تعرف عليهم...ذهب لوداع الكل رغم أنه سلم عليهم مسبقاً...لكنه أراد أن يراها...أن يعرفها...
صاحبة ذاك الإحساس العميق...الذي فاض دفئه من الصفحات...ليغمر صقيعاً اسكنته به ساره بعد رحيلها...

عاد إلى شقته منهكاً...خائباً...و قد تبقى على موعد طائرته ساعه واحده فقط...
ليجد كرت أحمر...و وردة بيضاء...علقت على الباب...
ركض إليه سريعاً ليأخذه...و يفتح الكرت على عجل...و لا يجد به سوى جملة واحده بذات الخط الفخم...الجميل...(شكراً لأنك بحثت عني)

تنهد وهو يحرك فنجاله الرابع...فنجالها...الذي لم يضع به سوى نقطة من القهوة...ضائعة في وسطه...كضياع ذاك الحب من نصيبه...


انتهى من الحب...استهلك جميع مشاعره...
فقد أحب...و اعجب...و عشق...
سهر...و تعذب...غار...و اشتاق...و فارق...
لم يسمع عن شعورٍ لم يسكنه...!

لذا انتهت صلاحية قلبه...و مشاعره...فلا يظن أنه سيلتقي بأنثى ستسكن قلبه...بعد كل تلك القصص التي عاشها...
إلا لو وجد أنثى تختصر كل تلك النساء بها...مرح عبير و طفولتها و ظرافتها و شقاوتها...رومنسية إبتسام و جمالها العذب و رقتها...ثقافة ساره و قوة شخصيتها و أناقتها...حتى تلك المجهولة و فيض محبتها...و صبرها...و عمق أحاسيسها و صدقها...

هل سيجد تلك الأنثى التي يدفن فيها كل تلك النساء..؟؟


/ مسكــون!!..من تقهوي أنت؟؟

انتفض من خيالاته...على صوت تركي و ضحكته...ليراه يقف أمامه مع خالد...


تميم يضحك / أحد قال لكم تخلوني لحالي..توحدوا فيني أربع جنيات
تركي يجلس أمامه / المهم إنك ما فشلتنا ببني الجن..قهويتهم و ضيفتهم-يرى الفنجالين الثاني و الثالث المملؤات بالقهوه - بس ليه ماتقهون هالثنتين؟
تميم يجاريه ساخراً / مالهن بالقهوه العربيه..يبون كابتشينو
خالد يضحك / والله إنكم مو صاحين

مد يده ليأخذ الفنجال الرابع...الخالي من القهوه...ليخطفه تميم من يده بسرعه...

تميم / عندك فناجيل هنا وش كثرها..وش تبي بهالفنجال! هذا ما حصل لي اشربه أنا عشان تشربه أنت
تركي يقهقه ضاحكاً / والله إنك مسكون صدق!_و يلوح بيديه للهواء معتذراً_آسفين يا جنيه..سامحي خالد مايقصد يشرب فنجالك



♥▓♥▒♥▓♥



كان على آخر عتبات الدرج...حين سمع صوتهما قادم من الصالة...فذهب ليلقي عليهما السلام قبل أن يخرج ليلقى أصحابه...


كان حوارهما على غير العادة...بصوت مرتفع...و كلام والدته يحمل نبرة عدم رضى...
و ما سمعه قبل أن يدخل إلى الصالة بخطوه...جعله يتوقف للحظة...ليس هو فقط بل نبض قلبه أيضاً كاد أن يقف...


جواهر / اللـه يصفي القلوب..أكيد أم فراس تغيرت بعد كل هالسنين
أم ساري / ما ظنيت قلب أم فراس يصفي علي العمر كله..أنا ما أقول إني كارهه رجعتهم يعيشون في الرياض..بس........


تراجعت خطواته لا إرادياً هاربة إلى الخارج...قبل أن يشعر أحداً بوجوده...
لأن تلك الثقة...و البرود التي طالما تأكد أنها تعتلي ملامحه الجادة...غير متأكد من وجودها الآن على وجهه...

خرج من المنزل...ليرى ما يصد نظراته يومياً مجبراً...دائماً عنه...

منزله الذي يقبع أمامه الآن...الذي بناه في ذات الحي مع منزل أهله...
منذ أربع سنوات لم يدخله...و لم يقوى على بيعه...
منذ تأكد من حرمانه منها للأبد...
منذ رفضها له للمرة الثانية...

توقف لحظات يتأمله بمزيج من غضب و أسى...حتى قادته خطواته إليه...ليتوقف أمام الباب...
يشتاق أن يدخله...يتجول فيه...لكن يخشى ما سوف يشعر به...

رغم ذلك انسلت يده إلى جيبه ليخرج مفاتيحه...و يتأمل ذاك المفتاح الذي يتحاشى النظر إليه دائماً...
و الآن يمسك به...ينوي أن يفتح تلك الجراح من جديد...آملاً أن يجدها قد ضُمدت...و تعافت...


دخل إلى المنزل...و رأى باحته الواسعة مغطاة بالتراب...و أوراق الشجر المصفرة...اليابسة...تناثرت بكل مكان...
حلمه الوحيد الذي لم يحققه دفن بالكامل تحت هذا الركام...

كل شيء حوله استقر عليه غبار كثيف...كالذي يستقر على قلبه...و أحاسيسه من بعدها...

زفر بأسى...وهو يتقدم و يجلس على عتبات المدخل...ليتذكرها...
لأول مرة منذ سنوات يسمح لنفسه بتصفح أوراق قد خط فيها من المشاعر ما هو حصر لها...لكنها مزقت كل شيء برفضها...


كانت قد غفت مشاعره إتجاهها...دنت من الموت داخله...
رحيلها أعطاه المساحة...لينسى...ليداوي جرحه...
لما كان عليها أن تعود بفترة النقاهه..؟؟
كيف يرجع لزحام المشاعر الذي كان يضج داخله...بعدما ارتاح لسكونه..؟؟

وقف سريعاً غاضباً من نفسه...و من كل شعور يسري بداخله...
نفض الغبار عن ملابسه...كما نفض أي حنين قد يرسله ذكرها إلى قلبه...
لن يسترجع تلك الذكريات...
لن يستعرض مشاعر طمرت من قلبه...
لقد تعلم الصيام عن كل ما يتعلق بها...و رجوعها لن ينقض إمساكه..!!


لا يريد أن يرجع من جديد أحداً يتدخل بشئونه...
لا يريد أن يعايش نظرات مترقبة لأفعاله...و مشاعره...
و لا نظرات متحسرة على على ما تمنى و لم يتحقق...
لم يعد راغباً بالمزيد من الحرمان...و الألم...و الشوق...و الخذلان...
لم يعد يحمل هم قلبه...كبر و شاخت مشاعره على الحب...
ليس كمن تركته...
ليس من عرفته...
لقد حبس قلبه بصدر بارد...لا تمسه أنامل الذكرى...لا تداعبه الأحلام...و لا تغريه الأوهام...
و لن يسمح لها بزيارة قلبه الذي حبسه بزنزانة إنفرادية...تحفظه قضبان الجمود...عن أي حياة قد تنادي بإسمها...قد تطالب بإستئناف حبها من جديد...
ليعود إليه ذات الوجع بالحكم المؤبد لحرمانه منها...

خرج من المنزل سريعاً ليستقل سيارته...و يبتعد عن كل هذا الشوق العتيق...

لقد تعب من التحليق في سماء نسيانها مجروح الأمل...
سيهبط و يداوي جرحاً لا يدمل...ليغلقه للأبد...
سيبدأ قصة جديدة تنهي من داخله قصة موته معهـا...
في بعدها كان يتناسى كل ذكرى لها في داخله...
لكن و هي تدنو منه بهذا الشكل القاسي...المفاجيء...
يجب عليه أن يجتهد بنسيانه أكثر...


نعم لقد نساها...لا تأثير لعودتها عليه...سوى صدمة ستتلاشى بعد وقت...
صدمة جعلته يفيق من سكونه...ليبدأ يفكر في المرحلة الثانية لنفيها من داخله للأبد...



♥▓♥▒♥▓♥






توقف النبـض مؤقتاً××♥

ღ بإنتظـار ღ إنعـاشكـم ღ


 
 

 

عرض البوم صور أغاني الشتاء  
قديم 20-12-13, 12:16 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2012
العضوية: 241120
المشاركات: 21
الجنس أنثى
معدل التقييم: أغاني الشتاء عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 91

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أغاني الشتاء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أغاني الشتاء المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي الفصل الأول/ لا أمــان في نبـض القلب...(N)

 



♥▄الـنـبــ«5»ــضـــة▄♥

:
:
:

فـي الـغـــــد..~


دخلت لجناحهما الواسع...لتجده في صالته...يجلس على ذاك الكنب الطويل و بين يديه كتاب يقرأ فيه...

ابتسمت له بمودة و هي تتقدم منه...و بين يديها صينية تحمل كوباً من الشاي الأخضر الذي يحب أن يشربه كل مساء حين يعود من عمله...

احس بخطواتها تقترب منه..و رفع رأسها ليبتسم لها بهدؤ...و يغلق كتابه...ليزيح لها مكاناً بجانبه...


جلست و ناولته الكوب / قرت عينك برجعة مالك..و أبو بدر
أبومالك يبتسم بحزن / لو إنها متأخره هالرجعه..بعد قطيعه مالها سبب..بس الحمدلله اللي ردهم بيننا
أم ساري مواسية/ ما قطعوا فيك يا سعود..هذا أنت كنت ترو......
أبومالك يقاطعها بقهر / ايه أنا..لو مو أنا اروح لهم هم ما يجون لنا لا بعيد و لاصلة رحم..لا بفرح و لابحزن..أبوبدر الله يهديه مطاوع مرته و مبعد عيالنا عن بعضهم ولو مازرته كان مازارني_بغيض أكبر_و مالك كأنه حالف ما يطب الرياض و لايزورنا حتى عزى عمته من سنتين تحجج بالسفر و لاحضر!!
أم ساري تحاول أن تمتص حزنه / يعني أنت تكره نجاحهم..و تقدمهم؟
أبومالك / يا بنت الحلال ما اكره لهم الخير..بس الشغل عمره ما كان سبب عشان الناس تقطع بأهلها..على هالقطيعه كأنهم مسافرين آخر الدنيا..مو في جده كلها كم ساعه و هم عندنا!!
أم ساري منهيه حديثاً ضايقه / الحمدلله على رجعتهم..و كل شي يتعوض.._و بأمل تعلم أنه لن يتحقق_و الله يلم القلوب على بعضها مثل أول و احسن


تنهد...وهو يرتشف من كوب الشاي الذي بين يديه...
و أفكاره تتركز على أخاه و عودته...و أكثر على تلك الخلافات التي احتدت بينهم حتى سببت القطيعة لهم...

حتى بعد تلك السنوات الطوال...و انجابهم كل هؤلاء الأولاد...و من المفترض أن يكون لديهم الآن أحفاد...
و حقد موضي و كرهها لم ينضب...أو يخف..!!

حين عاد لأهله منذ سنوات كانت قد تزوجت بمساعد بعد وفاة زوجته والدة طفليه...لا يريد أن يجزم أنها لو لم تكن حاملاً منه بطفلها الأول...لفكرت أيضاً بالطلاق من أجله...

لكنها أصبحت ساكنة لاهية بحياتها عنه...حتى عادت إليه العنود...فتجددت برؤيتها كراهيتها...
حتى و هي تبني عائلتها...و تعيش بهناء...حرمت عليهم الراحة...و الصفاء...

استمرت تلك الخلافات بين مد و جزر...حتى شتت صبر أخيه و أثارت غيرته...و غضبه...
لكن حقد موضي و كرهها لا يردعه شيء..فابتعدت...و ابعدت أبناءها...عن أبنائه...لتلحق أخيراً أخيه أيضاً...

هذه أسباب أخيه لهذا البعد...
لكن ابنه...مالك...لا يجد أي تفسير لبعده...لمقاطعته زيارتهم نهائياً...



♥▓♥▒♥▓♥



ما إن اغلقت هاتفها و رمته على السرير للحظة...حتى عاود الرنين مرة أخرى...

قفزت بلهفة إليه...على أمل أن يكون هو المتصل...لكنها تلقت ذات الخيبة كلما رن هاتفها و تخيلت أن يكون هو...


ضي / هـلا بدور
بدور / لي نص ساعه ادق عليك مشغول..مين كنتي تكلمين؟؟
ضي / امم
بدور بصدمه / لا تقولين باسل؟!
ضي / ايه
بدور بقهر / و لا تقولين إنك أنتي اللي دقيتي عليه
ضي بتردد / .....ايه
بدور / أنتي غبيه؟ اللحين يزعلك و يقفل الخط بوجهك بعد الكلام اللي سمعه لك..و تدقين ما يرد..و بعد كل هالوقت تروحين تدقين عليه؟؟ ليه ما انتظرتي لين هو اللي يدق؟؟
ضي بحزن / لأني متأكده إنه ماراح يدق
بدور بغيض / أنا مو فاهمه أنتي وش عاجبك بهالباسل؟ وش تحبين فيه؟ غير شكله والله ما فيه شي يسوى..يا ربــي مغرووور! مادري كيف تتحملينه؟
ضي بضعف / وش اسوي؟ احبه..حتى غروره علي يعجبني..مادري؟ بس معه اتحداه و اتحدى نفسي..تذكرين يوم كنت اكلمك عنه..كنتي تقولين لو تموتين ما يحس فيك و لا يعبرك..لكن اللحين شوفي وش صار؟
بدور / الله يعافيك وش صار يعني؟ تكلمينه و بعدين؟؟ ارخصتي نفسك على الفاضي ولو ما فكر فيك قبل ماراح يفكر فيك اللحين بعد هالمكالمات
ضي بعصبيه من هذا الموضوع / بدوور كم مره قلت لك لا تقارنين اللي بيني و بين باسل بمكالمات المعاكسات
بدور بسخريه / لا والله! وش الفرق؟
ضي / الفرق إن باسل ولد عمي و سمعتي من سمعته و ماراح يضرني بشي..و مكالماتنا كلها ما فيها أي قلة حياء أو كلام يتعدى الحدود..أنا حتى كلمة يا عمري ما قد قلتها له
بدور تتنهد / بس والله مالها فايده هالمكالمات اللي بينكم..غير تعلقك فيه على الفاضي..و بصراحه ما ظنيت لو بيتزوج بيفكر فيك
ضي / بدووور قولي كلام زين أو باسكر احسن..لا تغثيني
بدور / خلاص اغير لك الموجه..بس برضو عن باسل..حنا مو اتفقنا بعد زعلتك ما تدقين عليه..تخلينه يفقدك..يحس بقيمتك..بوجودك...ضي حرام عليك غيري اسلوبك معه..خليه يراعي إحساسك لا تخلينه يغلط عليك و انتي كل شي تمشينه له!


كلامها يلامس وتراً حساساً...لطالما تجاهلت أنينه...
نعم كانت بين خيارين...باسل أو كرامتها...فاختارت باسل...

لكن لا أحد يفهم ذاك المغرور سواها...
تعلم بوحدته...ببعده عن أهله...بعده عن المرح...و الضحك...
و متأكده أنه وجد في كلامه معها متنفس له...رغم لا مبالاته...رغم تجريحه لها...تعلم أنه يحتاجها...و سيدرك ذلك يوماً ما...أو هذا ما تتمناه...



♥▓♥▒♥▓♥



سكـان جده سيعودون...بعد خمسة سنوات...من غياب...و قطيعة لا سبب لها...

قد تجد أسباباً لعمها و أولاده...و إن كانت غير مقنعة...

لكن مالك...أخاها الأكبر...لما كان غيابه؟؟ لأي سبب إنقطاعه؟؟


زواجه السريع...المفاجيء...من فتاة بعيده عنهم...
بعدها رغبة مفاجئة بفتح فرع لشركته هو و أعمامه في جده...ليرحل...و يوافقه الرحيل عمها و أولاده...

فلا يكتفي بهذا الغياب فقط...ليقطع أي إتصال بينهما بالأخص...


و الآن يعود..!!


لكن مالذي غادر معه؟؟ و مالذي سوف يعود به؟؟

سؤال لا تريد طرحه...عن ذاك الماضي...
هل يذكره ليعودا كما كانوا سابقاً أخته الوحيدة...و فتاته المدللـه...
أم أن عليها الآن إتخاذ صورة جديدة تسحق بها تلك القديمة...
فتكون له...مجرد أخت غير شقيقة...يربط بينهم الدم لا أكثر...


انقطعت تساؤلاتها...و ذكرياتها...لينتشلها من شرودها صوت نغمات هاتفها...
لتقوم من سريرها بتثاقل...تلتقطه من مكتبها...و تبتسم و هي ترى اسم (توأم روحي) يلوح على شاشته...


سمو تتصنع مرحاً لاتحس به / مررحبتين يا كلي
كادي / هلا بالغلا..وش أخبارك؟
سمو / تمام
كادي بفرح / أكيد وصلتك الأخبار؟
سمو بتنهيده / ايه
كادي بإستغراب / و ليه مو متحمسه؟
سمو بسخريه تخفي فرحتها / و لمين تبين اتحمس؟


صمتت كادي بعد أن تذكرت...ما غاب عنها في ظل حماسها...


كادي بهدؤ / جود دقت علي..متحمسه لرجعتهم..و قالت لي اسلم عليك
سمو بضيق / تسلمين علي!!...لا والله ما قصرت..سلامها ما أبيه يومها ما تكلفت هي تدق تقوله؟
كادي بتردد / واللـه تكلمنا بهالشي و هي تتمنى ترجع علاقتنا مع بعض مثل أول..بس خافت إنك تصدينها..لا تنسين إنك أنتي اللي انقطعتي عنها......
سمو بقهر / مثل عادتها ماتغيرت تحب تحط الغلط علي!..تذكرين بعد هوشات أمي و أمها..اتفقنا إن هالشي ما يأثر علينا..بس كل ما رحت لها في البيت سمعتني أمها كلام يقهرني..و تسب أمي قدامي..مابي أرد عليها و ما أقدر اسكت بعد عنها..و يوم قلت لها هي بس اللي تجي لأني متأكده إن أمي ماراح تضايقها..بعد ما أعجب أمها تجي عندي..و هي ما ترضى اقول عن أمها غلطانه و أمها هي كل الغلط..وش كنتم تبوني اسوي..نبعد عن بعض احسن و نريح أمها..يكفي اللي تحملته أمي من أمها..و يكفي كسرة خاطر ساري من أختها..حتى عمي تغير و مو مهتم فينا من هالعقربه أمها_تكمل بغضب_تدرين ليتهم مارجعوا مو مرتاحه لهالرجعه..و غيري الموضوع لأني مابي اتكلم عنهم أكثر و اخسر حسناتي
كادي تغير الموضوع / زين و مالك مو متحمسه لرجعته بعد؟
سمو و عيناها تطفر بالدمع مع ذكره / مــادري! صدمتني رجعته.. تصدقين خايفه
كادي بإستغراب / من ايش؟؟
سمو / احسه تغير..احس حتى ناسينا..كارهنا..أو ما كان قطعنا كذا! لو شفته مادري وش بأشوف فيه..أخوي اللي اعرفه و أحبه..و إلا اعود نفسي على أخو جديد
كادي بتعاطف / أكيد بترجعون مثل أول و احسن..و إلا نسيتي مالك
سمو تمسح دمعة انسلت / ما نسيت و لا عمري نسيت..بس شكله هو اللي نسى



♥▓♥▒♥▓♥



عاد باسل إلى المجلس...بعد أن انهى مكالمته...التي كانا يسمعان أغلبها بلا إهتمام منه...
ليستمع لذات التعليقات من طارق...عن تلك الفتاة التي يحادثها...
من هي التي تجاوزت حصنه المنيع لتدخل إلى شيء من اهتمامه...

و سامي يسمع على مضض...تلك التعليقات و يكتم غيضه...في حين باسل يكتفي بإبتسامة متعالية...و تعليقات مستخفة عنها...

لا يعلم كيف يرضى أن تكون ابنة عمه حديثاً في مجلسه...حتى لو لم تُعرف هويتها...يكفي أن الكلام الذي يقال يطال شيء من شرفها...تهاونت به...



♥▓♥▒♥▓♥



كانت ستخرج من غرفتها...حين أعادها رنين هاتفها مرة أخرى...لتلتقطه من السرير مبتسمة و هي ترى اسم أختها على شاشته...جلست على طرف سريرها لتجيبها...


سلام / أهليــن
سمو / سلااااام
سلام تضحك / تسلمين علي أو تناديني؟؟
سمو تضحك معها / والله إن اسمك مشكله..السلام عليكم يا سلام
سلام بإبتسامه / و عليكم السلام و الرحمه
سمو تتنهد بقوه / عندي خبر مفاجيء..لا مو مفاجيء إلا صدمه..ماتتوقعينه
سلام بحماس / وش عندك؟
سمـو / مالك و عمي أبوبدر خلاص بيرجعون يسكنون في الرياض و...........


مــــــــــاااالك..!!!


اكملت سمو كلامها...و فرحتها...و عتبها...و خوفها...

لكنها لم تكن تسمعها...يصلها صوتها مجهول المعنى...و المفردات...
تصلب عامودها الفقري و تجمدت أطرافها...التي عجزت عن أي حركة..!!
حتى الهواء حولها بدأ يثقـل...لم تعد تستطيع التنفس...و هي تشعر بضيق يتعاظم سريعاً في حلقها...ليخنقها...


أعادها الوجع إلى الوراء...
لتلك الأيام المجحفة...التي ظنت أن السنين طوتها بالنسيان...
حتى باتت تسترجعها الآن...و كأنها لـم تعشها هي...
لم تلعب دور البطولة بنفسها..!!

لم تكن هي تلك الصبية العابثة التي تهوى اللعب بالنيران...
و التي هامت به بجنون...فثارت بها عواطفها...لتغويها عن أي عقل...
لقد تعلقت روحها فيه...حتى صارت لا ترى الدنيا إلا به...و معه...
أرادت أن تمتلكه لوحدها...بكل شعوره...و كل وقته...
اصبحت أجمل له...أجرأ له...أجن به...
هامت لسنوات بربوع غرامه و بنت قصوراً من سراب..حتى زرعته في كل ركن داخلها...و أملكته نفسها كلها برضا...


قصة حب جائرة...طائشة...عابثة...عاشتها بالخفاء...
ما كان لقلبها الصغير أن يحتويها...فتدنس حياتها...و برائتها...بكل ما قترفته...معه...و من أجله...


ابتلعت غصتها الموجعة...تجاهد إرتجافاً داخلياً ينبيء بإنهيار...
حاولت أن تتكلم...أن تجد حروفاً موزونة تحمل معنى ترد بها..على أختها التي ادركت للتو انها تنادي بإسمها بإستغراب...
لكن لم يستجب أياً منها لها...
سوى تمرد إبهامها لتضغط على زر الإقفال...مرتاحة من تساؤلات سمو...و ندائاتها...


رمت هاتفها على السرير و قفزت مبتعدة عنه...و كأنه سلاحاً يذكرها بتلك الجريمة التي اقترفتها...

تحركت من مكانها بخطوات مرتجفة...مشتتة...تذرع غرفتها ذهاباً و إياباً لترسل الحياة لأطرافها المجمدة...
لتتأكد أنها قادره على الحركة بعد أن شلها ما سمعته...


تصاعدت نغمات هاتفها من جديد لترمقه برعب...فذهبت حانقة لقفله...و رميه بعيداً...


ارتمت على سريرها ضائقة...مرتجفة...بأنفاس ثائرة و بركاناً يهدر في صدرها...و أعاصير ذكرياتٍ مخجله تتقاذفها...
كانت قد رمت بها في هوة سحيقة بأقصى نسيانها...و لم تتصور أنها قد تستعرضها من جديد حتى بينها و بين نفسها...

لقد مشت درباً طويلاً بعده...بعد أن ازاحها من طريقه و قمعها من حياته دون رحمه...
تغيرت و غيرت كل شي...
تلك الليالي التي قضتها...باكية...مريضة...نائحة على بعده...لقد طهرتها منه...و من عشقه...
تعيش الآن حياة جديدة...و روحاً جديدة...


لم عليـه أن يعووود..؟؟
لـم عـليــه أن يـعـوووود..!!



♥▓♥▒♥▓♥


دخل إلى الصاله ليجدها كالعادة...تجلس هناك وحيدة...شاردة...
مشى بخطوات هادئة...من خلفها...ليغمض عيناها...

سامي / مين أنا؟
كادي تضحك / ما اعرفك
سامي يترك عيناها ليقرص اذنها مازحاً / من كثر اخوانك يوم تنسيني
كادي ترد عليه بخبث لايشبهها / من كثر ما اشوفك يوم اذكرك
سامي يجلس جانبها / كأنها سمو اللي تتكلم!
كادي تبتسم لذكرها / من عاشر القوم
سامي / وش أخبار الدراسه؟
كادي / الحمدلله كل شي تمام..ادرس عني و عن سمو
سامي يبتسم / عرفتي إن خالي أبوبدر بيرجع يسكن هنا
كادي ببرود / ايه
سامي بإستغراب / كأنك مو فرحانه؟
كادي / والله كنت فرحانه..بس تضايقت عشان سمو
سامي / وش فيها سمو؟
كادي / تعرف كيف العلاقه بينهم مقطوعه..و أنا أبي نجتمع أنا و سمو و جود..لكن سمو ما تبي تسمع عنها شي...ماتعودت اعرف أحد ما تعرفه سمو..لو اروح لهم اطلع معها..كيف و سمو.....؟؟


يستمع لها بصمت...يراقب ضيقتها...و حيرتها...
يحمل إمتناناً عظيماً لسمو...و وجودها بكل وقتها...و إهتمامها...بجانب شقيقته...
فهي الوحيدة التي تخرجها من أحزانها...و وحدتها...لتشعل الحياة فيها...
لكن لا يعجبه...كيف تلغي كادي شخصيتها خلف سمو...كيف تعتمد عليها بكل صغيرة و كبيرة...لا تتحرك خطوة بدونها...لا تعرف إلا من تعرف هي...
حتى حين تختلف معه على أمر...تذهب لتشتكي لسمو...فتتصل سمو لتعاتبه بدلاً عنها...


سامي / بس جود بنت خالك مثل ما سمو بنت خالك..ادري إن سمو اقرب لك من كل الناس..بس ما يصير تقاطعين جود عشان سمو مقاطعتها..المفروض تحاولين تصلحين بينهم
كادي / حاولت بس سمو ما عطتني فرصه حتى أبدأ
سامي / أنتم قريبات لبعض..يعني بتعرفين كيف تقنعينها
كادي / مستحيل..أنت ما تعرف سمو إذا حقدت على أحد..بعدين أنا ما أعرف اقنعها لو اتكلم من هنا إلى سنه..عكسها بكلمه وحده تقنعني بأي شي



♥▓♥▒♥▓♥



تجلس في غرفتها...على مكتبها الصغير...محنية ظهرها للأمام بتركيز...و عيناها تتبع خطوات تلك المسألة الحسابية...لتنتج حلاً لها...
لكنها تعقدت أكثر...لتصل لنقطه تكتشف فيها خطأها...
تأففت بعجز...و هي تفتح صفحة أخرى لتبدأ الحل من جديد...


صبح / لاحول و لاقوة إلا بالله


انشغلت من جديد بتلك المسألة...لكن سرعان ما شتت إنتباها...إندفاع فجر المفاجيء للغرفة...


فجر / السلام عليكم
صبح / و عليكم السلام و الرحمه..خوفتيني أحد يفتح الباب كذا؟؟
فجر / آسفـه


ابتسمت صبح بمحبة...لذات الأعوام العشرة...و التي تتشبه بها بكل قول...أو فعل...


صبح / خلاص مسموحه يا قلبي..وش كنتي تبين؟
فجر / بأقولك النشيد اللي بأقوله بكره بالإذاعه..قولي حلو أو لا؟؟

صبح تترك إهتمامها بما أمامها...و تلف بكرسيها الدوّار لها...


صبح / يله سمعيني


تقف فجر مستعده...ملوحه بيديها و هي تنشد / الإنساااان المؤمـــن الشيطاااان ماااايخلييييه..
يآآكل قلبـه هم هم هم..يحرررق دمــه تشش تشش تششش
وبذكر اللـه الشيطان يخنس ويصيرصغير صغير صغير
صغر النمله نمله نمله
كبر الذرره ذرره ذرره
صبح تصفق لها / ماشاء الله حلوه
فجر بفرح / صدق؟ بأروح أقولها لسلام

ركضت خارجاً...لتعود هي مبتسمة إلى مسألتها...
لكن القلم لم يبدأ بالكتابة...حتى توقف بالهواء صدمه..!!

هل هذا الذي تسمعه صوت سلام الصارخ...الغاضب..؟؟
منذ سنوات لم تسمع تلك النبرة له...لا...لابد أنها تتوهم..!!

لكن وجه فجر أطل عليها بعد لحظة...بشفتين مرتجفتين تميلان للأسفل...و دموعاً تملأ عينيها البريئتين...لتنزلق على خدها حين بدأت بالكلام...


فجر / سلام صرخت علي..و طردتني


تركت صبح كرسيها وتقدمت لها بسرعة...لتستند على ركبتيها لتساويها طولاً...و تمسح دمعتها...

صبح مواسيه بقلق يملأها / ما عليه يا قلبي..لا تزعلين بس يمكن مشغوله و....
فجر بضيق / لا أنا مسامحتها..لأنها هي كانت زعلانه و تصيح
صبح بقلق يتعاظم / تصيح؟؟!
فجر بإهتمام / ايه..روحي لها صبح
صبح تبتسم مطمئنة لها / خلاص فجووره أنا اروح اشوفها..بس أنتي لا تقولين لأحد
فجر / إن شاء الله


غادرتا الغرفه معاً...و ما إن رأت فجر تغادر الممر...حتى طرقت باب سلام بقلق...
لكن لم يأتها أي جواب...


صبح تكرر الطرق / ســلام..ســـلام

لم ترد...و لن تنتظرها...
فتحت الباب بهدؤ...و أطلت بنصف جسدها في الغرفة...لتقطب جبينها و هي لا ترى لها وجوداً بغرفتها...رغم أنها لم تسمع بابها ينفتح بعد مغادرة فجر التي كانت للتو...

قبل أن تخرج...لمحت قدميها تمتدان...من وسط دولابها المفتوح...
تأملتها للحظة بإستغراب...منذ زمن تركت سلام عادة البكاء في دولابها...
مالذي يضايقها لتلك الدرجه..؟؟


تقدمت لداخل الغرفة...بعد أن أغلقت الباب بهدؤ كما دخلت...لتقف قريباً من الدولاب...و تطرق عليه...

لم تفتها الحركة الصادرة من وسط الدولاب...لابد أنها فاجأتها...اطلت عليها برأسها...لتراها بين ملابسها...و آثار دمع سخي بلل وجنتيها...تمسحه على الفور لحظة ظهورها...

اطرقت رأسها للأسفل...ساكنة...لتجلس صبح أمامها تستند بيديها على ركبة سلام...


صبح تتأملها بقلق / بسم الله عليك..سلوومه وش فيك؟؟ أحد كلمك؟ صاير شي؟؟
سلام مازالت مطرقه برأسها..لتهمس / أكره نفسـي..أكرهها


تنهدت صبح بقلق...لما هذا الشعور المفاجيء...الذي طالما كررته تلك السنوات...و لما الكره..؟؟


صبح بحنو / سلوومه ما فيه أحد كامل..لو كل واحد فيه عيب أو اثنين..أو غلط غلطه..كره نفسه كان الكل عقد حياته..(أكملت ضاحكه) بعدين ماراح اسمحلك تكرهين أكثر وحده أحبها
سلام تبكي بضيق / ليه كنت كذا؟؟ أنا تربيت معك بنفس البيت..ليه ما كنت مثلك..مثل ضحى..حتى سمو مو مثلي؟؟ ليه كنت أسوي اللي أسويه..ليه غلطت بحقي..و بحقكم..ما احترمت أحد و ما احترمت حتى نفسي....وين عقلي؟ كيف كنت أفكر!!


صبح تنصت لها بصمت مستغرب...
مالذي حدث لتتذكر تلك الأيام...بهذا الندم...و كل هذا اللوم..؟؟
لكنها لم تسأل...لن تفتح جروحها أكثر و هي تثور...
ستبرد الجرح...حتى لو لم تعرف سبباً لإلتهابه...


صبح / سلومه يا قلبي كنتي مراهقه و شي طبيعي....
سلام تقاطعها / لا موو طبيعي..ما فيه شي من اللي كنت اسويه طبيعي..أنتي كنتي مراهقه ما سويتي اللي سويته سمو ضحى اللحين مراهقات ما سووا اللي كنت أسويه..مااا...مااا.....


لم تستطع أن تكمل...مع أن ما بداخلها يتوق للإنفجار...
لكن كيف تنثر سواد خزيها...أمام طهر مسامع صبح...
و هي التي يرعبها مجرد التخيل أن أحداً قد يعرف بما كانت تفعل تلك السنوات...


سلام تكمل بلا شعور / أخاف ارجع مثل ما كنت..._صمتت مرتجفه_
صبح بثقه / ماراح ترجعين


تأملتها بعينين مذعورتين...غارقتين بدمع الندم...
لو تعلم أن السبب الأوحد لجنونها ذاك قد عاد..؟؟


صبح بهدؤ / سلام..لا تفكرين باللي راح..أنتي عوضتي الكل عن اللي سويتيه ذيك الأيام..محيتي الصوره بصوره أحلى..هي حقيقتك و هي اللي نشوفها اللحين و بنتذكرها دائما..سلوومه لا تحملين نفسك الذنب..كنتي مراهقه ذيك الفتره كلنا مشاعرنا تصير فيها مضطربه و حساسه..و أنتي متشتته بين بيتين..و هالشي مو سهل لأي أحد..حنا كنا بعيدين عنك و أبوي كان قاسي شوي معك..التفاهم بيننا كان صعب و.....


اكملت كلامها...و سلام تبتسم لها من بين دموعها...(تركبين نفسك الغلط يا صبح عشاني؟ لا أنتم كنتم قريبين بس أنا اللي كنت أبعد عن الكل و مابي غيره)


قطعت أفكارها بذعر قبل أن تنساق إليه...و إلى أي ذكرى لها معه...
لتزفر بألم...محاوله طرد الضيق من داخلها...ستقوى على هذا الوجع...على هذا الماضي المخزي...
لا يعنيها رجوعه...
لا يعنيها أبداً...
لقد قطع كل وصل بينهما...مزق القلب و أوردته..و رحل ليبني حياة مع غيرها...و عودته بالتأكيد لا تعنيها...


نعم لن ترجع لما كانت عليه أبداً...
لم تعد تحبه بعد اليوم...
ايقنت ذلك الآن...
مات ذاك العشق المجنون بقلبها...
نسيته الآن كما نساها...
تكرهه الآن كما تعلم أنه يكرهها بعد ما فعلت...
لن تتذكره و لا تظن أنه يرغب بتذكرها...
كل ما يجمعها به الآن الكره..الندم..القهر..الخزي...و الخوف...
لقد تشوه كل ما كان جميلاً...و بريئاً بذكرياتهما...
لا شيء يهم بعودته من جديد..
سوى ذاك الخزي الذي سيثقلها و هي ترى زوجته...بعد كل ما فعلت أمامها...و بها...



♥▓♥▒♥▓♥



جلست في الصاله...تقرأ كتاباً في التربية...وهو يتمدد بإسترخاء بجانبها يشاهد فيلماً كوميدياً...تقاطعه ضحكاته بين حين و آخر...

سمعا وقع خطواته على البلاط...ليلتفتا منتظرين دخوله عليهما كعادته...
لكن تلك الخطوات توجهت لأعلى بدون أن تمر عليهما...


جواهر بإستغراب / هذا ساري؟
تميم / أكيد ما بقى غيره مارجع للبيت
جواهر / غريبه! ما مر علينا؟
تميم / يمكن تعبان و يبي ينام
جواهر بعد صمت / .......ساري عرف إن أبوبدر بيرجع؟
تميم يترك فيلمه ليلتفت لها / مادري؟ اليوم عرفت برجعته..و من عرفنا ما شفت ساري...ليه؟
جواهر بنظره ذات مغزى / .........
تميم يرفع حاجبيه مستنكراً / يعني تظنين للحين يفكر بدانه؟ ما اتوقع
جواهر / ليه هو قالك هالشي؟
تميم / مايبي لها قول..خطبها مرتين و رفضت..و مرت اللحين اربع سنين..تبينه للحين يفكر فيها..أكيد لا.._يكمل محدثاً نفسه_وش هالغباء!!


عاد لفيلمه...و جواهر مازالت تفكر بساري و حلم تمنى أن يكتمل مع دانه و لكنها أبت...
تفكر بحاله الذي تغير...بروده...و سكونه...و جديته...
لقد تغير من بعدها...فهل ستؤثر عودتها عليه...
أم أنه نساها كما يقول تميم...الذي يستبعد أن يفكر فيها بعد تلك السنوات...

لكن ساري ليس كتميم...فتميم يأخذ الحياة...و المشاعر...ببساطة...بسطحية...بتناسي...
يمل من تعظيم الأمور...من الحزن...و الخلاف...و الذكرى...
فكل شيء عنده بسيط...و واضح...لا يعقد الأمور أبداً...


لكن ساري...كان عميق بكل شيء...و تتسائل لو لا يزال كما كان...



♥▓♥▒♥▓♥



صعدت درجات السلم...و الضيق يتعاظم داخلها حتى يحبس أنفاسها...
لم تشتهي لقمة واحدة مما ابتلعته...لكنها نزلت للعشاء معهم فقط إرضاء لصبح و لكي لا تقلقها عليها...
ما إن خطت للردهة الصغيره التي تجمع غرفهن...غرفة ضحى مقابلها غرفة فجر...فغرفتها هي مقابل غرفة صبح...و في آخر الردهة حمامهن المشترك...
حتى سمعت صوت صبح العذب...كعادتها...تذيب سود لياليهن...بتلك الآيات العطرة التي تتلوها على مسامعهن قبل النوم...
لتتنهد براحة...و هي تبتعد بنور تلك الآيات عن أفكارها المظلمة...
مرت بغرفة ضحى التي فتحت بابها على إتساعه...كي يصلها صوت صبح...أما فجر فقد جلست على الأرض على سجادتها قريباً من الباب و بين يديها مصحف...تتلو الآيات مع صوت صبح بهمس خافت...


كانت ستفتح باب غرفتها...لكنها تراجعت...الليلة بالذات لا ترغب أن تبقى لدقيقة وحدها...
تلك الذكريات التي كانت تقيدها بأغلال نسيانها...لن تعطيها حرية التجول في خاطرها...مرة أخرى...
لتضعفها...لتكسرها...و تشوه صفحةً بيضاء كتبت بها حياتها و مشاعرها...و ظنت أنها طهرتها من كل ما قد شابها...


تراجعت و دخلت إلى غرفة صبح...و استلقت على سريرها...و اغمضت عيناها مستمعة بعمق لتلاوتها...و أنفاسها تخرج ببطأ و تثاقل...و عيناها تذرف الدمع ما إن اطبقت جفناها...

حقاً تخشى الغد...
تخشى عودته و ما ستحمله من وجع...و ذل...



♥▓♥▒♥▓♥



دخلت إلى غرفتها المظلمة...و أقفلت الباب...استندت عليه والغرفة تغرق في الظلام...
أيام فقط و يعودون...تعود قريبة منه...من أخباره...ليعود يتجسد بأفكارها...و هي التي حاولت جاهده نسيانه...
لكن هو...هل نساها..؟؟
هل سامحها على رفضها..أو سيسامحها يوماً..؟؟


تنهدت بضيق...و هي تشعل الأنوار و تذهب لترتمي على سريرها...
كم تتمنى لو تبقى هنا...تسكن عند أخيها الذي تزوج و استقر هنا...
لكنها انهت دراستها و إلا كانت تحججت بها للبقاء...و لا عذر يبقيها هنا...و لابد من الرجوع...



♥▓♥▒♥▓♥



في الغــد....~


مشت بين أروقة الجامعة صباحاً...لأول مرة منذ سنوات...وحيدة...
لقد دخلت الجامعة...و سلام في سنتها الثانية بها...اعتدن على الذهاب سوية...الجلوس مع نفس الصديقات...حتى لو غابت إحداهن...فالأخرى تتثاقل الذهاب بدونها لتشاركها الغياب...(مدري كيف بأداوم السنه الجايه بدونك يا سلومه)


تنهدت بقلق...و هي تتذكر ثورة أحزانها بالأمس...
نومها المتقطع الذي احست به وهي تنام معها على ذات السرير...تنهيداتها الثقيلة...و دموعها التي كانت تمسحها بين دقيقةٍ و الأخرى...
حتى هذا الصباح حين صلت الفجر...و ذهبت إلى غرفتها لتدفن نفسها في سريرها...بدت مرهقة...خامدة...لا حيوية اعتادت عليها تسكنها...نظرة إنكسار غريبة سكنت عيناها...تشبه تلك النظرة التي كانت تسكنها منذ سنوات...(وش صار لك يا سلومه؟ ربي يبعد عنك هالضيقه و يشرح صدرك)


/ صبوووح...


وقفت لتلتفت بإبتسامة...لزميلتها التي كانت تتقدم نحوها...حتى و صلت إليها...


/ السلام عليكم
صبح / و عليكم السلام و الرحمه..هلا والله وش أخبارك؟
/ الحمدلله تمام..وين أختك الحلوه؟
صبح بإبتسامه / ما جت اليوم
/ ليه عسى ما شر؟
صبح / الشر ما يجيك يا قلبي..بس تعبانه شوي
/ سلامتها..سلمي عليها..ايه صح اليوم فيه درس بالمصلى..تجين؟
صبح / إن شاء الله..جزاك الله خير ياعمري
/ ويااااك



♥▓♥▒♥▓♥



رأتها تدخل الفصل و تتقدم منها...فأقفلت دفترها الأزرق الصغير..الذي يحمل رسمة لغيمة بيضاء نقش عليها...أول حروف اسمها...و الحرف الأول لإسم سمو...و الذي يصاحبها دوماً...و بكل وقت...


و بداخله دونت مشاعر مختلطة...فرحها...أحزانها...أمانيها...أيامها...كل ذكرياتها هنا...


سمو تجلس / تدرين إني أغار من هالدفتر..و شكلي شكلي بديت اكرهه! ما يشفع له إلا إن حرفي عليه
كادي تضحك / لا تصيرين ملقوفه..عطيني مساحه خاصه...(تمثل الغضب) كل شي بحياتي داخله فيه غصب!
سمو بإصرار / إلا هالدفتـر
كادي بهدؤ / خلاص إذا مت اسمح لك تقرينه


سمو تضربها بقوه آلمتها...


كادي / آآي اوجعتيني!!
سمو / احسن..من زينك أنتي و دفترك..خلاص مابي اقراه..ولو متي بأدفنه معك
كادي بدلال / قولي إنك تخافين علي
سمو تضحك / وش اسوي بعدك؟ ما عندي أحد أربيه هههههه



♥▓♥▒♥▓♥



بعد أن صلت العصر...جلست في الصاله تنجز تقريراً دراسياً ستقدمه في الغد...و ضحى و فجر يشاهدن التلفاز بالقرب منها...

لم تصدق و هي ترى سلام...تدخل الصالة مسرعة...تحمل بين يديها...عبائتها...و حقيبتها...و وجهها مازال يحمل ذبوله...و إرهاقه...

الجميع التفت ينظر إليها بإستغراب...فهي منذ الأمس لم تغادر سريرها...


ضحى / ويــن؟؟
سلام ترد عليها بسؤال / وين أبوي؟؟
فجر / في المجلس


كانت ستذهب له بسرعة...لكن أوقفها سؤال صبح...و نبرة القلق التي تملأه...


صبح / سلام خير وش فيك؟ إخوانك فيهم شي؟؟
سلام تقف لتلتفت إليها / لا ما فيه شي..بس ساري يبيني بموضوع


تركتهم بقلق...و سؤال مازال يلح في خاطرها...لترتجف أطرافها بحثاً عن جواب له...
مالذي يجعل ساري يطلب أن يراها...
بهذا الإلحاح؟؟
بهذا الوقت؟؟
لوحدهما؟؟


ذهبت إلى المجلس لتستأذن والدها للخروج...و ما إن خرجت منه حتى اتصل بها ساري يخبرها أنه الآن أمام المنزل...فارتدت عبائتها بيدين مرتجفتين...و ذهن مشتت...


حالها...إرهاقها...نفسيتها...هي أبعد ما تكون اليوم برغبة للكلام مع أحد...
كيف و إن كان مع أحد أخوتها...لكنها لم تستطع رفض الخروج معه...وهو يطلب منها هذا للمرة الأولى...بذاك الإصرار...


فكرت برعب...هل يعقل أنه سمع شيئاً من مالك عنها...(اهدي يا سلام اهدي..أنتي بس اللي خايفه من هالموضوع و تذكرينه..مالك و عذاري أكيد عاشوا حياتهم و نسوا بعد كل هالسنين..مو معقول يوم رجعت بتتكلم عن اللي صار! يآآآرب)


تنهدت بقوه قبل أن تفتح باب سيارته...و تجلس جانبه...


سلام تزفر بتوتر / مساء الخير
ساري يبتسم بهدؤ / مساء النور


كانت تراقب ملامحه من خلف طرحتها التي انزلتها على عينيها...ارتاحت مبدئياً لإبتسامه بوجهها...
لكنه ساري...مهما عظم الموضوع تعلم أن لا شيء مما في داخله سيظهر على ملامحه...
حقاً كم يتقن إخفاء كل ما يدور في عقلـه...و قلبـه...


ساري بعد أن أدار المحرك / وش أخبارك؟
سلام / الحمدلله تمام..بتروح البيت؟
ساري بإقتضاب / لا
صمت للحظه...و لكنه عاد ليسأل / وش فيه صوتك؟
سلام / تعبانه شوي..و ما نمت زين امس
ساري بضيق/ كان قلتي إنك ما تقدرين تطلعين و.....
سلام تقاطعه / لااا مو لهالدرجه..-و تصنعت المرح و هي تكمل-بعدين مو كل يوم تعزمني عشان افوت هالطلعه


صمت...و عادت ملامحه للجمود...
و هي لم تعد تطيق هذا التوتر الذي بدأ يظهر حتى على صوتها...
هناك شيء...بالطبع لن يكون هذا الطلب...لمجرد شوقه لها...أو للتنزه فقط...و كأنه يملك الوقت...أو الرغبة لذلك...
ستسأل...نعم ستتجرأ و تسأل...


سلام بقلق / وش فيك ساري-و بصراحه انفلتت-خوفتني؟؟
ساري يبتسم بهدؤ / وليه تخافين؟ ما يصير اتكلم مع أختي يعني؟
سلام لا تخفي دهشتها / يوم في وسط الأسبوع..و أنا عارفه إنك مشغول..أكيد هالموضوع مو عادي!!
ساري / أول خلينا نروح لكوفي نجلس فيه..أو تبين نتكلم في السياره؟


تنهدت بقلق...و ضيق...و صمتت مجبرة على الإنتظار...






بعد نصف ســاعه..~


كانت تنظر لكوب القهوة أمامها...و تحرك بيدها الملعقة داخلة...مدعية تحريك السكر...
لكنها حقيقة لم تستطع أخذ رشفة منه...و هي ترى ملامح ساري تطغى عليها هذه الجدية...و الضيق...

رفع نظراته الباردة إليها...لتبادله التحديق بخوف...و تساؤل...


ساري بلا مقدمات / قررت اتزوج


كان من المفروض أن ترتاح لأن الموضوع بعيداً عنها...و عن ما يرعبها...
لكن ذهولها من ما سمعته انساها قلقها...تعبها...و مخاوفها...


سلام بدهشه / تتزوج!


ربط خيالها بسرعة...بين هذا الطلب...و رجوع دانه...
أيعقل أن يكون.....؟؟


سلام / وش معنى اللحين؟
ساري بهدؤ / و ليه مو اللحين؟؟.._اكمل بإستهزاء بارد-المفروض كنت متزوج من زمان..عمري اثنين و ثلاثين..أصدقائي اللي معه ولد و اللي اثنين..و أنا.....


ترك جملته معلقة في الهواء...و لكن سلام اكملتها عنه...بداخلها...(و أنت ضيعت سنين عمرك تحب وحده ما قدرت هالشي)


سلام تبتسم بحب و راحة / زين اجل اقول مبروك من اللحين..و مين سعيدة الحظ؟؟


تريد أن تعرف...إن كان ساري للآن متعلق بذاك الحب...و لم يفقد الأمل...
و هي مازالت مستغربة أيعقل أنه سيخطبها من جديد..؟؟


ساري / هاذي عليك عاد..أبي تدورين لي وحده تناسبني
سلام بدهشه / أنـا؟؟!
ساري ببرود / ايه..مو أختي الكبيره مين بيخطب لي غيرك؟؟
سلام مفكره / بسسس..يعني أمي و عمتي جواهر.....!!
ساري بلامبالاة / ماراح يعترضون هم بيفرحون إني بأتزوج و ماراح يهتمون بشي ثاني..و.....


تردد قليلاً...و احست هذا بصوته...
بالتأكيد هناك سبب لهذا الطلب منها بالذات...و بهذه السرية بينهما...


سلام / كمل ليه سكت؟
ساري / أنا قلت لك أنتي تدورين لي..عشان اخطب بسرعه..لو قلت لأمي و عمتي بتمر أسابيع و هم يتنقون..و يتشاورون..و يطلعون الحلوه و الأحلى
سلام / و هذا المفروض كم ساري عندنا؟ عشان نزوجه أي وحده
ساري ببرود / ما يهمني..أنا المهم بالكثير نهاية هالأسبوع أكون خطبت و خلصت
شهقت سلام / تبني أدور لك بيومين بس؟!!
ساري بتأكيد / ايه..و وحده تكونين ضامنه موافقتها..و بسرعه
سلام / ما يمدي و .....


انقطع صوتها...و المعنى يصل متأخراً قليلاً لذهنها...
كل هذا بسبب رجوعها بالتأكيد...
كانت تظن أن أخاها للآن يأمل بذاك الحب الذي ينشده منذ سنوات...
لكن اتضح لها أنه تغير...كما تغيرت...

فساري المحب...الحساس...الذي يملك رومانسية تحلم بها أي فتاة...
تحول لذاك الرجل...البارد...العملي...الجاد...
تلاشى إحساسه...قل كلامه...و قل إهتمامه بكل شي عدا عمله...
وبالتأكيد...لا يريد أن ترجع و تراه للآن غارقاً في أطلال حبه المرفوض...


مهمة صعبة أوكلها لها...
ليس فقط لأنها لن تستطيع تنفيذها...أو قد لا تجد عروس بهذه السرعة...
الأصعب من ذلك...أنها ستختار له حياة تتحمل مسئوليتها...حياة تراه يقدم عليها بكل برود...و لا مبالاة...
و حياة إنسانة أخرى ستأخذ على عاتقها ذنبها...و هي تخطب لها شخصاً روحه ما زالت مجروحة...معلقة بفتاة لم يحصل عليها...


و هذا ما جعل تلك الفتاة تقفز لمخيلتها...
تعلم أنها هي بالذات مستحيلة...
لكن قلبها لم يطاوعها على خذلان ساري حين لجأ لها بهذه اللهفة و الحاجة لتساعده...
أيضا لأنه زواج بالطبع لن يتم...لن يرضى هو بها...و أكثر من ذلك لن ترضى بها والدتها لساري بالذات...و الكل سيعارضه...
و هي بذلك تكون قد ساعدته...لكنها متأكدة أن هذا الزواج لن يتم...


سلام بعد صمت / ما فيه غيرها..مِنوَه..أكثر وحده تناسب طلبك..و بتوافق على طول


تجعد جبينه مفكراً...يحاول أن يتذكر هوية لذلك الإسم...
بالتأكيد ليس غريباً عنه...لقد مر على مسامعه...


و تذكرها...!
ليرفع نظرات مصدومة...غير مصدقه...لسلام..!!



♥▓♥▒♥▓♥






توقف النبـض مؤقتاً××♥

ღ بإنتظـار ღ إنعـاشكـم ღ

 
 

 

عرض البوم صور أغاني الشتاء  
قديم 20-12-13, 02:51 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مشرفة المنتدى العام


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 164962
المشاركات: 9,788
الجنس أنثى
معدل التقييم: ام البنين عضو ماسيام البنين عضو ماسيام البنين عضو ماسيام البنين عضو ماسيام البنين عضو ماسيام البنين عضو ماسيام البنين عضو ماسيام البنين عضو ماسيام البنين عضو ماسيام البنين عضو ماسيام البنين عضو ماسي
نقاط التقييم: 5994

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ام البنين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أغاني الشتاء المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)

 

السلام عليكم. ياهلا باغاني نورتي ليلاس

قصة ابو ساري واخوته عجيبه

موضي وحقده وانتقامه ببنته


سلامه ومراهقته وبقية الابطال.


ساري وخطبته السبب اتوقع عشان. عودة بيت عمه

 
 

 

عرض البوم صور ام البنين  
قديم 20-12-13, 10:49 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 208372
المشاركات: 13
الجنس أنثى
معدل التقييم: ghazee عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 29

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ghazee غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أغاني الشتاء المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)

 

رووووووعه الروايه ياليت تعلمينا متى وقت البارتات

قهرتني العنود وش استفادت يوم تطلقت ورجعت لزوجها بعدين ذنب سﻻم في رقبتها المفروض سلام تكره امها وتحقد عليها مو ابوها

 
 

 

عرض البوم صور ghazee  
قديم 20-12-13, 12:42 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 215941
المشاركات: 93
الجنس أنثى
معدل التقييم: شرقاوية عسل عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 99

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شرقاوية عسل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أغاني الشتاء المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)

 

مرحبا بك يا الغالية

غنوة الشتاء الجميلة

حبي البارتات روعة

ساري ودانة

هل دانة ابنة موضي ولا بنت بو بدر ؟؟؟؟؟؟

جود بنت موضي أكيد ، بس هل دانة بنت موضي ؟؟؟

المفروض بو بدر يكون شخصيته أقوى من كذا هـ الموضي الظاهر جميلة عشان كذا معطيها بو بدر وجه بزيادة

حتى زوجها الأولي كان يعشقها بس الفترة إللي راحت مع أمها وأبوها موضي ما تزوجت واحد ثاني غير مساعد ؟؟؟

،

مالك و عذاري

أحس مالك يحب عذاري ولا ليه متمسك فيها بس هو من النوع الجلف.....

،

باسل و ضي

ضي بنت أبو بدر ولا بنت عمه الثاني ما ندري ؟؟؟؟؟

،

تميم والمرأة المجهولة

يا ترى من هي ؟؟؟؟؟؟

،

من هي منوة ؟؟؟؟

هل يعرفها ساري مسبقاً أو هو اسم دلع لاحدى اخواتها

هل تكون صبح

بالرغم من إني أشعر أن صبح لائقة لتميم أكثر

،

سلام ويوسف

هل الحب يكفي ليخفي الفوارق الطبقية

قول الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم

خذوهم فقراء يغنيهم الله

،

دوائر ودوائر و دوائر

كل دائرة فيها اثنان

طارق حتى الآن شخصية مبهمة ليس له دور مؤثر

،

القارءات السابقات للرواية حبيباتي فضلاً لا أمراً

لا تحرقوا الرواية وش ذنبنا إن حنا أول مرة نقراها

الله يخليكم خلو لنا جو المفاجأة الغموض والألغاز في الرواية

،

مشكورة أغاني

ممكن تنزلين بارتين الخميس والأثنين

بس أهم شي لما يخلص مخزون 16 بارت ما تطولي علينا

وألحين حان موعد أن أقول إلى اللقاء

 
 

 

عرض البوم صور شرقاوية عسل  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
رواية،سعودية،رومانسية،اجتماعية،بين نبضة،قلب و أخرى
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:21 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية