كاتب الموضوع :
أغاني الشتاء
المنتدى :
الروايات المغلقة
الـفـصـــل الأول..[لا أمـــان فـي نـبـــض الـقـلـب..♥
كادت تتعثر بدرجات السلم .. و هي تحاول اللحاق به ..لو لم تركض خلفه...لما ظنت أنه سيتذكرها...
فاجأها بقدومه لمنزل عمتها...ليغيب هو و مالك طويلاً في ذاك المجلس...
و يخرج منه بوجه أسود ضائق...لم تتخيل أنها قد تراه به يوماً...لتضيق و أفكارها تتجهم...عن سبب هذا الغضب..(وش فيه؟ يارب مايكونون متهاوشين..لا لا الله لايقوله تميم و مالك مستحيل يختلفون..تميم مايزعل من أحد و لايمكن يزعل أحد)
سمو حين ركبت بجانبه في السيارة / تميم بسم الله وش فيك؟
صمت...و هي تنتظر أن يتكلم...و لكن الصمت طال...حتى شكت أنه سمعها...
سمو بإستغراب من تجاهله / تميـــــم!!
ليرد بنبرة تحذير لم تعتادها تثقل صوته / سمو اسكتي عني...لأني مو ضامن إن تكلمت كيف بأرد عليك
صمتت...وهو يحدق بطريق بالكاد يستوعب ما يرى فيه .. يقبض بقوة على المقود عله يصرف بتلك القوة شيئاً من غيضه...من ذهوله...
ثمانية عشر عاماً فقط كان عمرها .. حين حدث ما حدث ..!!
لا يتخيل أن يمس أحد أسماع سمو و سلام بكلمة تخدش كرامتهما .. فكيف احتملت هي .. عمته الغالية .. أمه الثانية .. ما جرى لها في ذاك العمر ..
بدأ غضبه يثور أكثر .. وهو يتخيل تلك الأيام .. محاولاً جمع ما يتذكره منها .. و يربطه بكلام مالك...
::
مالك / و هذا حنا صرنا لحالنا...قول وش عندك؟ وش اللي مغير وجهك كذا
تميم / أبي اسألك عن شي...يخص عمتي
مالك بقلق / أمي مزنه
تميم / لا عمتي جواهر
مالك يبتسم بإستغراب / أنت اقرب لها مننا كلنا..وش اللي بأعرفه أنا بالذات عنها وماراح تعرفه أنت؟؟
تميم يكمل بحذر / بنتها...بنتها ليه مو عندها؟
انمحت تلك الإإببتسامه الهازئة من ملامحه .. لتحتد نظرته .. وهو يصرخ به بغضب ..
مالك / أنت كلمتها عن بنتها؟؟ سألتها عنها؟؟...........عشان كذا تعبت
تميم بفضول يكاد يقتله / هذا اللي أبي اعرفه..وش صار عشان تتعب كذا من يوم سمعت فيها؟؟ وش صار يخليكم تخفون ذكر هالبنت و تحرمونها منها
مالك بعصبية / و اللحين ارتحت! بعد ما طيحتها بالمستشفى!!
تميم بإصرار / أبي اعرف السالفة و ماراح اطلع من هنا لحد ما تقول لي
مالك يعطيه ظهره و بنبرة أمر قاسيه/ تميم هالسالفة مالك خص فيها..تنساها كنك ماعرفتها لا تفتح جروح من سنين اندفنت
و لم يردعه ذاك التهديد الذي قسى به صوته...و لا تلك النظرة المهددة التي صوبها نحوه قبل أن يصد عنه...
تميم يؤكد له / لي خص فيها دامها تخص عمتي..و بأعرفها يعني بأعرفها فخلني اعرفها منك احسن
مالك يلتفت إليه بنفاذ صبر...فلديه مايكفي ليضيق به...لا تنقصه تلك الذكرى التي خرجت له من العدم...
/ ولو ما قلتلك وش بتسوي؟ بتروح تسألها مره ثانيه ما كفاك اللي جاها؟ و إلا بتسأل ابوك بعد
تميم لا يتراجع / لا بسأل اهل البنت..أنا لقيتهم و كلمتهم..بس بغيت اعرف اللي صار منكم..أبي اعرف ليه كلامه يلوم عمتي و كأنها هي الغلطانه
مالك تعب من مجادلته...و ذاك القهر الذي التمع بعيناه و بدل نظراته التي اعتادها ضاحكة...أنبأه أن لاشيء سيردعه حتى يعرف...
مالك / تبي تعرف أنا بأقولك بس السالفة اخر عهدك فيها بهالغرفة..تسمعها و تنساها و ما تحط يدك فيها بعد هاليوم
خفق قلبه بعنف...وهو يستعد لما سوف يسمعه...
مالذي أثار غضب مالك لهذه الدرجة..؟؟
و لم يقوى على الكلام فقط تعلقت عيناه بوجه مالك الذي اقتمته تلك الذكرى...
مالك بصوت خفيض..و كأن الحروف ترفض أن تنساق معه / زوجها أكيد تعرف من يكون..ولد عم أبوي....اعتدى عليها
هبطت أنفاسه...وتهاوى على تلك الكنبة خلفه...لتخرج الحروف مثقلة بالقهر...و الفزع...لا يصدق مايسمعه و لا يريد أن يصدقه...
/ يعني البنت!! البنت! بنت حـ.......
مالك / لااااا..بعد اللي صار جدي اجبره يتزوجها عشان لا ينفضح...خلاه زوجها بالإسم...امي قالت لي انه خلاه مثل الخدام بالبيت له و لها...طلع اللي سواه من عينه..لكنه ما تحمل..بيوم صحى جدي مالقاه و لا لقى عمتي بعد..اخذها و راح....بعدها طاح جدي الشلل اللي جاه من بعد اللي صار و عرف أبوي بالسالفة...و راح يدورها بكل مكان..حلف إنه اذا لقاه بيذبحه...لكن جدي خاف عليه و خاف الفضيحه تكبر و الناس تدري باللي صار..و لقاه هو و عماني قبل أبوي يلقاه..اخذ منه عمتي و خلاه يذلف برى الرياض و أخفى أثره عشان أبوي ما يلقاه
لكن عمتي طلعت حامل..كل يوم كنت اسمعها تدعي على نفسها و على اللي ببطنها..و لا تصيح إلا بحضن أبوي
كل يوم كنا نقول إنها بتفقد عقلها..كل يوم كنت احس إني بأجي اصحيها القاها ميته..
و ذاك النذل كنه ما يخاف و لا يستحي رجع يكلم جدي يطالب بولده اللي سمع عنه..كان كل همه الفلوس او الورث..أو كان يبي أبوي يشوفه ويبتلي فيه..
عشان كذا أول ما ولدت عمتي عطوه البنت و قالوا إنهم ما يبونها و لا يبونه..وهو اخذ البنت و الفلوس وراح و لا رجع بعد ذاك اليوم
::
ثلاثة أشهر!!
مخطوفة...بعيدة عن أهلها...و بيت ضمها كانت المدللة فيه..
أشهر لا ترى فيها سوى من انتهك بياض حياتها..لتعلن حدادها لبقية عمرها...
مالذي رأته معه جعلها تتمنى الموت..؟؟
مالذي فعله..لتكره طفلتها الصغيرة و تبعدها عن حنانها بسببه..؟؟
♥▓♥▒♥▓♥
اغلقت هاتفها...لتلتفت إليها مبتسمة...ها قد مرت زيارتها لها بوقت سعيد...لم يخيب أملها...
جود / يله لقينا لنا أحد يجي ياخذنا شكلي طولت عندك وتقولين هاذي ناويه تبات هنا
كادي تبتسم / لا والله أدعي لك...كنت طفشانه مررره وجيتيني من الله..يكفي هالطبخه الحلوة اللي تساعدنا فيها_تضحك_بس ترى اذا تعشينا ماراح أقول لسامي و أبوي إنها منك يعني بأتميلح إنها من ابداعاتي
جود / حلالك..اتنازل أنا عن كافة حقوقي
كادي تستمع للصوت القادم من الخارج / هذا صوت سيارة أبوي أكيد جاء...بأروح اقوله إنك عندي عشان مايدخل لأنه بيجي يدورني
خرجت تركض بحماس نادراً ماتحسه بين جدران هذا المنزل...
و إن كانت زيارة جود...و جلوسها معها...و ضحكها...تحسه خيانة لسمو...لكنها لاتجد سبباً أو عذراً تبعد به محبة جود لها...
و زيارتها هذا اليوم...حقاً كانت تحتاجها...
فحين تمل من هذا المنزل الفارغ...حين ترهبها وحدتها...
تشعر بالذنب و هي دائماً تجر إليها سمو...بعيداً عن أهلها...و إخوانها...
فهي دائماً معها...في المدرسة...في عطل نهاية الأسبوع...لا تريد أن تتطفل أيضاً على باقي يومها...لتخرجها من عائلتها...و تلصقها كالعادة بها...
فتحت باب المدخل الرئيسي...لتبتسم و هي تجد والدها كان كما توقعت على وشك الدخول إلى المنزل...
لكن مالم تتوقعه...هو أن يكون بصحبة أحد...
انمحت إبتسامتها بلحظة...لتتراجع بسرعة خلف الباب...و تعود راكضة إلى المجلس حيث تركت جود...
و مادام والدها قابل فراس...فبالتأكيد علم بوجود شقيقته في منزلهم...
كادي تدخل عند جود / جووووود الحقي علي
جود ترى وجهها المحمر / بسم الله عليك وش فيك
و حين امسكت بيديها احست بهما ترتجفان...
جود بقلق / كدووو وش فيك؟
كادي تخبرها بخجل / فتحت الباب لقيت أبوي بوجهي بيدخل..و فراس معه
تبدلت ملامحها من القلق...لتنتشر الضحكه بوجهها...و هي تتخيل الموقف...و أكثر تفكر بفراس و موقفه بعد أن رآها...
فتتعالى ضحكتها أكثر...لتدفها كادي بعيداً...
كادي / نذذذله لاتضحكين علي..والله ادعي عليك تطيحين بهالموقف مثلي
جود / ياقلبي والله ماتحملت..هههه اذا أنتي منحرجه كذا أجل وش وضع فراس قدام أبوك_ترفع جوالها_شوفيه يدق يبي يصرف نفسه بسرعه
سلمت عليها وخرجت...و كادي تلتقط هاتفها بسرعة إعتادتها و تتصرف بها تلقائياً...لتخبر سمو عن هذا الموقف...
رغم أنها تكره كيف ستجلجل ضحكتها هي أيضاً عالياً...و كم ستمازحها طويلاً على هذا الموقف...حتى تغيضها...
لكنها توقفت طويلاً عند زر الإتصال...و هي تتذكر كلام سمو لها...(بتروحين لهم بتكلمينهم بكيفك..بس لاتقولين لي نتصالح ولا تجيبين لي طاريهم أبد لا من بعيد و لا قريب)
اخفضت هاتفها...متنهدة بحزن...
أن تكون لها حياة لا تشاركها فيها سمو...أمر صعب...و لا تجد الراحة و لا الفرحة فيه...
♥
♥
منذ جلوسها بجانبه في السيارة...و هي تراقبه بين لحظة و أخرى...
لترى مدى تأثير رؤيته لكادي على ملامحه...و هي تتذكر إهتمامه و سؤاله الدائم عن علاقتها معها و مع سمو...
هل يعتقد أنه خدعها بإهتمامه بمسألة صلحها مع سمو...في حين أن كل مايهمه أن تخبره عن كادي...
فهذه الإبتسامه التي بالكاد يخفيها تبوح ما يكتمه في قلبه...
ماذا قرأ عنها في ذلك الدفتر ليتعلق بها بهذه السرعة..؟؟
أم أنه يحمل مشاعر لها منذ زمن...و هي فقط التي بدأت تحس بها للتو...
هو كان حقاً يكتم ضحكته...وهو يتذكر موقفه المحرج...
يكفيه إحراجه من عمه بالأمس...ليمر اليوم بذات الموقف...مع أبوسامي...
لكن رؤيته للفتاتين...و المقارنة بينهما...شكلهما...تصرفهما...و ما يعرف عن كلاهما...
جعل كادي تخبو بنظره سريعاً...لتتألق سمو بملامحها المشرقة في خياله أكثر...و أكثر...
تملك تأثيراً قوياً تلك الفتاة الصغيرة على من حولها...كادي...و جدته...
هل ستؤثر عليه هو أيضاً...لتملك قلبه...
♥▓♥▒♥▓♥
أغمض عينيه مستنداً برأسه فوق رجليها الواهنتين...جسده المسترخي يناقض تلك الأنفاس الثقيلة...التي تخرج ضائقة من صدره...لا تجد في الهواء من حوله متسعاً لها...
هل أخطأ بعودته؟؟
هل كان عليه أن يمد عمر تلك الكذبة المسماة (نسيانها) ما امتد به العمر..؟؟
حتى ولو لم يعرف لقلبه نبضاً...و لمشاعره معنى..!!
لا...فالعيش براحة ليس له...ليس مكتوباً لقلبه أن يمره الحب بسلام و روية...
نكرانه الذي تغلف به...بدأ يتصدع...و تلك الذكريات المتراكمه بأقاصي روحه أخذت تتضخم...و تتضخم...
لتقوده إليها رغماً عنه...و على غفلة منها...
تلك التي تحركه كدمية مسرح...تلك التي يعجز الكل على أن يخترقوا روحه التي قدت من صخر...في حين تسيطر هي على جميع حواسه...و عواطفه...و طاقاته...
لقاءاته بها تقيده ناراً تستعر...منذ عودته وهي تتفلت من بين يديه...
لتلفه التساؤلات حتى يشعر بيدها تخنقه...فيرغب بلقائها أكثر..
أي دور تلعبه معه؟؟
و إلى متى سوف تجيد إتقانه؟؟
إلى أي حد تنوي أن تصل به؟؟
تسيطر هذه الفكرة عليه...لتتوقف حياته بأكملها عندها...
كانت تراقبه بين لحظة و أخرى...تنتظر أن يتكلم...أن يعود من ذاك العالم الذي يأخذه ممن حوله...و يجول فيه وحده...
هكذا حاله منذ عودته... يجاورها جسداً خاوياً بلا روح...بلا فرح...
ليته يعود كما كان قبل سنوات...حين كانت ترى فرحةً تجهل أسبابها تحيي ملامح وجهه...
/ مالك
مالك يفتح عيناه / سمي يمـه
/ أنت متهاوش مع عذاري صح؟
ليبتسم ببرود / صـح
ضربته مع كتفه...و هي تبعده عنها... ليعتدل جالسا بجانبها / و تضحك!
نعم يضحك...حين لايجد شعوراً يصف حياته التي انقلب على عاقبها منذ عودته
لو علم أحداً ما تفعله تلك الصغيرة به...و بعالمه...لضحكوا على حاله حد الأسى...
مزنه تكمل عاتبه / أنا اشوف البنت ماقامت تتصل فيني..و أنت كل ماجبت لك طاريها تتهرب و لا تتكلم عنها! قولي وش مسوي لها؟؟
مالك / و ليه متأكده يمه إني أنا اللي مزعلها..يمكن هي اللي مزعلتني
أحقاً..هو من نطق تلك الكلمات؟؟
أيجرؤ حتى أن يتحدث عنها هكذا!!
ألا يكفيها عمراً نثرت زهرته بين يديه..لتصدها عنه...مشاعره المرهونة لغيرها...
لكنه كان يتمنى أن يجد أي ذنب قد تكون اقترفته...ليخفف من وطأة اللوم الذي يحرقه عليها...
مزنه تكلل لومه لنفسه ليتعاظم / عذاري عمرها ما اخطت معك..البنت من عرفتها وهي تحت شورك تقولها يمين تروح يمين وان قلت شمال راحت شمال..بس أنت الله عليك عمري ماشفتك راخي معها..أنتم مختلفين على سالفة العيال؟
مالك يطمئنها / لاتشغلين بالك يمه..و لاتتضايقين..هالمشاكل تصير بين أي زوجين وكلها كم يوم وبنتراضى
صمتت بضيق..و هي تراه كعادته...لايشكي...و لا يفصح عن مكنونات صدره...
كم من الهموم تشغله...لتأتي هي أيضاً و تحمله أكثر...
لكن قلبها ماعاد يتحمل هذه الفرقى بين أحبابها...و إن كانت العنود قبلت بالصلح إكراماً لها...
فموضي لن يستطيع أحد التأثير عليها سوى مالك...
مالك بعد أن انتبه لشرودها / يمــه..وش فيك؟
مزنه / والله يمه ودي اقولك و ماودي اثقل عليك..بس كل ما أفكر ماألقى غيرك عندي..الله يخليك لي
مالك بمحبة / كلنا نفداك يمه..بس أكيد بأزعل لو رحتي لأحد غيري..خير يمـه..آمريني
مزنه/ الله يحفظك لي و يحفظهم من كل شر...والله ياولدي الحال بين خالتك أم فراس و أم ساري وهالقطيعه بينهم وبين بناتهم مب مخليتني ارتاح..اقول مابي اغصبهم على شي وهو مب بخاطرهم بس بعد طولوا هالزعل و الظاهر انهم تعودوا عليه..اخاف اسكت عنهم..يجي يوم ألقى حتى العيال ماصاروا يكلمون بعض..أو حتى عمك و أبوك ينقطعون عن بعض..أنا كلمت أم ساري و الله يسعدها ما ردتني و تقول هي مستعدة للصلح...بس عاد خالتك موضي الله يهديها ماراح أقواها..و قلت يمكن تستحي منك إذا كلمتها أنت
مالك يبتسم مطمئناً لها / و بس هذا اللي شاغلك يالغاليه!...لا يهمك أنا اكلم خالتي واعتبريها وافقت..و هالجمعه اعزمهم لك كلهم في المزرعة يتصالحون
مزنه بإمتنان / الله يخليك لي و يوفقك بدنياك..و يريح بالك..و ارجع اشوفك مرتاح مثل أول واحسن
♥▓♥▒♥▓♥
دخل إلى المنزل مجبراً بخطوات ثقيلة .. ترغب في الإبتعاد كلما اقتربت أكثر ..
هو من لا يفكر بالأمر مرتين قبل أن يفعله .. بات الآن يعيد ما سيقوله أمامها مراراً و تكراراً .. مراجعاً كل كلمة .. كل حرف .. قد يجرحها من جديد ..
لكن جميع أفكاره خذلته...ليعجز أن يجد ما يرتق به الجرح بعد فتقه ...
وصل به قلقه .. و أسفه .. و قهره ..إلى غرفتها...
تجمدت يداه بجانب جسده .. غير قادر على رفعهما ليطرق بابها .. كما طرق بكل بساطته على ذاك الجرح .. و يراها تغرق الآن بنزف كان هو سببه ..
وقف طويلاً...طويـــلاً...لايعلم كم مر عليه من الوقت...
حتى كاد نبضه أن يتلاشى...حين انفتح الباب...و ظهرت له تلك الحبيبة...محملة بطعونه التي أهداها...
تميم بصوت أثقله عذرٌ..لايقبله حتى هو / ماتشوفين شر..الحمدلله على سلامتك يالغالية
فاجأتها رؤيته التي لم تكن على إستعداد لها...
و هي ترى في عينيه...جواب...عجزت لسنوات عن أن تنطق بسؤاله...
لتنتشل نفسها مرغمةً من الذكرى...تاركة الروح معلقة بينهما...
بصوت متعب..فاقد و مفقود / تميم احلفك بالله تنسى اللي عرفته...لا تخليني المح بنظرة عينك إنك تذكره
و لم تستطع أن تراه أكثر .. لم تستطع أن تقف أكثر ..
عادت بخطوة مهترئة للوراء .. لتغلق الباب بينهما .. وتستند عليه .. لتجلس أرضاً ..
فعزمها الذي استجمعته حين رأته... لم يسعفها بأكثر من تلك الكلمات التي قالتها .. آمله أن يعود الجرح الغائر للسكون كما كان .. ليجرحها بصمت .. و لايعلن ذنوبها أمامهم ..
سدت فمها بيدها .. لتكتم شهقاتها .. لأنها تعلم أنه مازال خلف الباب قلقاً عليها ..
يصلها دفء اهتمامه و محبته رغم الباب الذي اوصدته بينهما ..
تلك الفتاة...تدعو الله كما تدعوه دوماً أن يقتسم من عمرها...و صحتها...و فرحها...ليعطى لها...
لا تريد أن تشرخ حياتها برجوع تأخر دهراً من الأوجاع...
كل دعواتها لها أن تكون وجدت والدة لها...تدعوها أمي...تكون حضناً دافيء لوحشة أيامها...
♥
تراجع بقهر منها...و عليها...من ما يعرف...و ما يجهله بقلب تلك الحبيبة...
حتى و إن قالتها له...حتى لو رآها تنسى...
لن ينسى هو ذاك الجرح الذي تواريه بعيداً عن عنهم...
♥▓♥▒♥▓♥
ⓛ
ⓞ
ⓥ
ⓔ
توقف النبـض مؤقتاً××♥
ღ بإنتظـار ღ إنعـاشكـم ღ
|