كاتب الموضوع :
أغاني الشتاء
المنتدى :
الروايات المغلقة
الـفـصـــل الأول..[لا أمـــان فـي نـبـــض الـقـلـب..♥
♥▄الـنـبـ«16»ــضــة▄♥
مـضـــى يــومــــان...~
انتهت من إرتداء ملابسها لتجلس على سريرها...بضيق...
ها هي الظروف تعاندها...لكي تسحبها رغماً عنها لبيت والدتها...
منذ يومان ارتاحت أن سمو و كادي زارتهما هنا و لم تذهب لمنزل والدتها...
أيضاً تلك الإمتحانات...اعطتها حجة مقنعه كي لا تذهب على الأقل...حالياً...
لكن تعب جواهر...اجبرها الآن على أن تذهب للإطمئنان عليها...
حين زارتها بالأمس في المستشفى...كانت ترتجف كل ما تخيلت أن تصادفه لو من بعيد...
لكن جواهر الآن عادت إلى المنزل...و في منزل والدتها الخوف أعظم...
قلبها مثقلاً بالضيق من هذه الزياره...لا تدري لما..؟؟
صبح تطل من الباب / سلوومه يله..أبوي بيطلع اللحين
سلام تقف لتزفر ضيقها / يلـه
لحقت بها بخطوات تجرها بخمول...و هي مرتاحه على الأقل لموافقة صبح أن تصاحبها في هذه الزياره...
على الأقل تأخذها هي و الإختبارات...عذراً كي لا تطيل مكوثها عندهم...
♥▓♥▒♥▓♥
كانت تجلس على سرير إبنة الجيران...بعد وقت طويل استنزفته...بالسؤال...و الرجاء...و المبالغه في المدح...و إعادة طلبها عدة مرات...و شرح أسبابه...
تبحث في دولابها عن ما ستتصدق عليها به/ ما تلاحظين إنك ما تنعطين وجه..وش بقى بدولابي ما أخذتيه؟؟
منوه بنفاق تتقنه رغماً عنها/ وش أسوي فيك..أنتي أحلى لبس و أحلى ذوق في بنات الجيران كلهم..أجل لبس سحر يارب لك الحمد..ذيك المره بآخذ منها مالقيت عندها نص اللي عندك.._تكمل كاذبه_دائما أقول لبنات الحاره ما فيه مثل ذوقك باللبس
كانت لتلك الكلمات صدى داخلها...لتستعرض لها أفضل مالديها و تتباهى به...و منوه تغرقها مدحاً...و إنبهاراً...
منوه تقف بعد أن اخذت ما تريد/ أردها لك قريب..لك مني هديه إذا......
تقاطعها بإستنكار/ لا عيوني مو كل الناس تقبل الصدقه
منوه تتناسى الإهانه و كأنها لم تسمعها/ مو صدقه..وش دعوه اعتبريها هديه من صديقه
لترد عليها بإستكبار / ما أظن إننا صديقات
ابتسمت لها ببلاهه...و كأنها لا تفهم معنى تلك الكلمات...و الإهانات...
بينما في داخلها...كانت تتمنى لو ترمي بهذا اللباس السخيف بوجهها...
و ترتاح من إستعراض نفسها بغباء على طريقة والدتها أمام تلك العائله...
خرجت مودعه لها...لتقابل عند الباب أختها الصغيره...
التي نظرت لها بإستهزاء و لملابس اختها التي تحملها بين يديها...
و مرت بها بدون أي كلمه...و هي تدخل لغرفة أختها و تغلق الباب بوجهها...
وقفت تتنهد بقهر...تعصر ذاك الثوب الشفاف بيدها بغيض...و هي تستمع لأحاديثهن....
/ أخذت الثوب الأزرق؟ بس عاري بالحيل والله ما تستحي!
/ تكفين عاد واحد مثله آخذ وحده بهالمستوى وش يبي منها غير كذا
منوه تفكر بغيض...(و دامه عاري ليه تشترينه؟؟)...
و تركت التصنت بدعوه عليهما...و خرجت من منزلهم متوجهه...لجارة أخرى...صديقه لوالدتها...
لترسم لها ملامحاً غير ملامحها...شيء يجعلها أكثر جمالاً...إبهاراً...و إغراء...
هكذا حياتها بعد تلك الخطبه....دوامة من الأوامر..طلب من تلك و تلك...
و حرص أكثر على أن تحبس نفسها...و مشاعرها...وسط ذاك الإيطار التي رسمتها والدتها فيه...
مرت بتلك السيارة التي تقف أمام منزلهم بسائقها...لترمقه بغيض...
تتذكر ساخره فرحة والدتها بهذه السياره و السائق...و ظنها أنها استطاعت أن تحصل على شيء من ساري بسهوله...
لكن لا تدري لما...توقن هي أنه لم يجعل هذا السائق تحت أمرهم ساعة ما يشائون إلا لمراقبتهم فقط...و معرفة كل مكان يذهبون إليه...
♥▓♥▒♥▓♥
كانا يجلسان في صالة المنزل حين عادت إليهما...بعد أن انهت مكالمتها مع سمو...
كادي / يوووو خسآآآره
أبوسامي / وش فيك؟
كادي / سلام و صبح في بيت خالي..يزورون خالتي..شوفوا القهر يوم رجعت و هم يجون
سامي يبتسم...و والده يسأل / مين صبح؟
كادي / أخت سلام
و كما توقع سامي...انهالت على والدها...تتحدث عن صبح...و حبها لها...و عن أخوات سلام كلهن...و تلك الزياره التي ذهبت بها إلى بيتهن...
وهو يستمع لها مبتسماً...على الأقل اتسعت دائرة حديثها لتتعدى سمو...
ليفيق من شروده على سؤال كادي...
كادي/ بأروح اسوي لأبوي عصير برتقال..تبي سامي؟
سامي/ لا أنا بأطلع
تركتهما...و عينا والدها تتبعها بضحكة واسعه...
سامي / وش فيك تضحك يبه؟
أبوسامي / و أنت وش رايك فيها؟؟
سامي لا يفهم / بإيش يبـه؟
أبوسامي يضحك / يعني ما فهمت قصائد المدح اللي من اليوم تلقيها أختك في صبح
سامي / آه..ايه هي مرتاحه لها..تقربت من خوات سلام كلهن و......
أبوسامي / خلك من خوات سلام الباقيات..يعني بالله مو ملاحظ إن كادي تلمح لك تبيك تخطبها
سامي بإستنكار / صبح!!
أبوسامي / ايه وش فيك؟ البنت من كلام أختك ماتنعاب أبدا..يكفي إن كادي حابتها..و أنت يعني إلى متى بتبقى بدون زواج و .....
صمت والده بضيق...و الحديث بدأ يخنقه...وهو يتذكر من من المفترض أن تهتم بهذا الموضوع...
لو لم تلفت إنتباهه له كادي...لا يعلم إن كان سيتذكر أن يسأل ابنه عن رغبته في الزواج...أو يهتم بهكذا موضوع...
سامي يستغل صمته / يبه أنا بطلع..تامر على شيء
أبوسامي / ايه فكر باللي قلت لك..ودنا نفرح فيك
سامي / مو وقته اللحين..يبه لا تطلع هالفكره ببال كادي تكفى
تركه سريعاً...لكن صبح لم تترك افكاره...
يتذكر كل ما قد سمعه عنها...
شيء كنسيم الصباح...كنقاء الغيوم...فتاة كهذه قد تكون بلسم لوحدتهم...و جروحهم...
لكن ما يقف بينهما...باسل...
و تلك الصدفه المشئومه التي جمعتها به...و ذاك التحدي الأخرق الذي لا يعلم لما يتعلق به باسل للآن...
لا يتخيل أن يختارها الآن كزوجه...في حين باسل يمارس عليها تلك الألاعيب...
♥▓♥▒♥▓♥
وصلت لمنزل والده يملأها...التوتر...و الترقب... بعد معرفتها بتعب عمته...و وجوده هو أيضاً هنا...
فحين اتصلت على هاتف منزل جدته...لتسلم عليها و تستشف أخباره...اخبرتها الخادمه أنها هنا وهو من أوصلها...
فقررت أن تحضر لزيارة عمته...كخطوه غير مباشره لتعلم مالذي يؤخره عن حضوره إليها...و إنهاء خلاف طال بينهما...
بالكاد تجاوزت المدخل الرئيسي...
و هي مازالت تعاتب نفسها على ترددها لأن تتصل هي به...و تنهي ما بدأته...
ذاك الخلاف الذي لا تعلم كيف بدأته...و مازالت تستمر به...
لتقف مصدومه بما تراه أمامها...جواباً على سؤال يحيرها منذ أيام...
مالذي كان يصده عنها و يشغله...؟؟ الآن عرفــت...!!
كانا يقفا معاً...قريبةً منه...ممسكاً بكل تملك برسغها...
عذاري بصرخة مقهوره / مــااااااالك!!!
انتفض الإثنان بذعر...
ليترك يدها...بذات السرعه التي غادرته هي بها...
مرت من أمامها كالريح...لكن غضبها المحتقن داخلها جعلها تشدها من يدها بقوه قبل أن تغادرهما...
و توقفها أمامها...لترفع كفها وتهوي به على خدها بكل عنف...و غضب...
لحظه ملأت مآقيها دمعاً لم تتأثر به...و هي تصرخ بها...
عذاري بغضب..و إستحقار / أنتي وحده ماتستحين و لاتتغيرين..مثل ما كنتي حقييييره و.....
لم تكمل...لأنها غادرتها بسرعة البرق...
أما هي فلم تقوى حتى على النظر لمالك...فغضبها منه أكبر من أن تصفعه به كما صفعتها...
لتصد عنه و تغادر بإحساس مهدود...بعد أن كان يرفرف بقلبها ترقباً...و شوقاً له...
غادرتاه...وهو مازال يقف مصدوماً...
عجز أن يتحرك إليهما...فيدرك بصف من سيقف...
♥▓♥▒♥▓♥
بعد أن كان في طريقه ليخرج ...ها هو يتجه إلى المجلس بعد أن علم بوجودها...الذي فاجأه...
لم يعتقد أنها تملك هي أو والدتها...هذا الذوق و الإهتمام بالآخرين...لتزورا عمته...
لكن ما إن دخل و رآها...حتى علم أن غرض هذه الزياره بالتأكيد ليست عيادة مريض...
تنهد بملل وهو يتقدم إليهما...ألا يكفيه إتصالاتها الكثيره و سخافة حديثها...و الآن يجبر على إقتطاع وقته المهم للجلوس معها...
هذا الزواج بدأ يأخذ من وقته الكثير...و يفرض عليه أحاسيس يجب عليه تمثيلها...بالأخص أمام نظرات والدته التي تشاركهم المكان...
ما إن اقترب حتى هبت والدة منوه لتقف للسلام عليه...و البدء بإسطوانه تعرضها على مسامعه للمره الثانيه...
أم منوه / هلا والله..هلا بولدي ساري..هلا بسندنا اللي مالنا غيره..عسى الله يكثر خيرك و يحفظك لنا
صافح يدها الممدوده ببرود...ليلتفت إليها بعد ذلك يلتقط يدها الرقيقه يصافحها أيضاً...
ساري بنظرة مرتكزة عليها / وش أخبارك منوه؟
منوه تخفض أهدابها..لتهمس بدلال / تمام..و أنت؟
ساري / بخير
تحدثوا قليلاً...و كان سيعتذر منهم ليخرج لمشاغله...لكن والدتها سبقته...
أم منوه / تعالي يا أم ساري خليني اسلم على جواهر..و نخليهم مع بعض يمكن عندهم شي بيقولونه ما يبونا نسمعه
خرجت والدتها مع والدته بتلك الحجه التافهه...لتتركها مع تخبط دقات قلبها...و معه...
هربت بنظراتها بعيداً عن تحديقه الذي تحس به منصباً عليها...و إن لم تكن تراه...
و ذكرى آخر لقاء بينهما يجعل الدم يجري ساخناً بعروقها...
عبثاً حاولت شد ذاك الفستان القصير...أو رفع فتحة الصدر السخيه...لتستر القليل...مما كشف منها..لكن لا أمل...
لم تجرؤ على رفع عيناها له...لكنها خافت حين ترائت لها والدتها في خيالها...و فكرت بإحتمال وجودها قريبة في مكان ما تراقبها...
ولو كان من المستحيل هذا الشيء...لكنها عقدة طفوله زرعتها بها والدتها...و مازالت تفلح بإرهابها...
لذا أجبرت نفسها على رفع نظرات متغنجه إليه...لترى ما تخيلته...
ذات النظره البارده...المقيّمه...المستخفه...
هو...كان يراقبها بكثب...و تفكير عميق يتملكه...
لا يعلم كنه هذا الشعور الغريب الذي يحتوي قلبه بوجودها...
حين يراها ينشغل بها بالكامل...لكن بمجرد أن تغيب من أمامه...
لا يتذكرها...لا يتذكر حتى أي ملامح مما يراها الآن...
أشاح بنظره عنها...ليست كدانه...التي بعد غيابها كل تلك السنوات عنه...
يستطيع الآن أن يرسم بخياله كل شعور قد رآه صدفه بوجهها...كل لمحة لها...
تنهد وهو يعود بناظريه لتلك التي وقفت أمامه...تنظر إليه بدلال...
هذا الطول من كعبها العالي جداً...
مكياجها المبالغ به...
شعرها المموج بتكلف...
و فستانها القصيـــر...
و هذا اللباس الذي دوماً يكشف أكثر مما يستر...
لو أن أحداً زار عمته بوجودها...و أشير إليها أنها زوجة ساري...؟؟
كيف سينظر الناس إليها؟؟ وهي بهذا الشكل؟؟ بهذه المناسبه؟؟
ألا تستطيع أن تعرف الفرق بين زيارة مريض؟؟ و حضور حفله؟؟
اقترب منها...و هي تبتسم إليه بدلال...
إبتسامة اغتصبتها...من خجل تئده...إرضاءً لوالدتها...
ساري بلهجة بارده / البسي عبايتك..قبل تطلعين لعمتي
منوه/ ليه؟
ساري لا يرد..و يكمل/ و هاللبس مابي أشوفك مره ثانيه فيه؟؟
منوه تتصنع الصدمه / مو حلو؟_تكمل بدلال_ ما أعجبك؟؟
ساري تعتليه نظرة خبيثه / لا اعجبني..بس خليه بيني و بينك
منوه تبتعد عنه / اللي تآمر فيه قلبـ....._و لكنها لم تستطع أن تكملها و هي أمامه
هربت بنظراتها إلى الباب وهي ترتدي عبائتها كما أمرها تحت نظراته المحدقه بتركيز يربكها...وهي تشد على يديها تجاهد لئلا يرتجفا و ما إن انتهت حتى حثت خطواتها إلى الباب _.آآ أنا بأروح لهم....
كانت سوف تذهب...قبل أن تحس بيده تمسك معصمها و تشدها لتقف أمامه...قريباً جداً منه...
ساري يخفض رأسه لها و بصوت أقرب للهمس / بتروحين قبل تسلمين علي
لا مجال لإرضاء أمها في هذا...
كانت سوف تخترع أي حجه لتذهب...أو حتى تهرب بدون سبب...لكنه لم يمهلها الوقت لذلك...
وهو يأخذ وجهها الصغير بين كفيه...ليغرقها بقبله عميقه...
منوه تبتعد عنه لاهثه...لا تقوى حتى على النظر بوجهه...
منوه بصوت متعثر / بأأأروووح أأناااا.........
و لم يسعفها فكرها المضطرب بأكثر من هذا لتتركه...
وهو يراقبها ببرود إختفائها المضطرب من أمامه...
قد تكون المفاجأه...و لكنه حتماً ليس الخجل..!!
لا يدري لما حتى خجلها الطبيعي يستنكره عليها..؟؟
ألا إن تفكيره عنها ...و مشاعره إتجاهها سلبيه...يريد أن يؤكد سؤ رأيه عنها...كي يقتنع أن معاملته الجافه لها هي ما تستحقه...
لا ليس هذا السبب... بل لتأكده من أنها متصنعه...
تتصنع مشاعرها...تتصنع خجلها...تتصنع هذا الهروب الدائم...رغبة أن يتمسك بها و يتلهف عليها أكثر...
حتى كلماتها تخرج منها مصطنعه...مصفوفه...و كأنها تحفظها عن ظهر قلب...
شيء غريب يحسه بها..و إتجاهها...حاجز دائم بينهما...يحيط بتصرفاتها...و كلامها...
خرج من الغرفه...و ما إن خرج من منزله...
حتى تناسى لحظه جمعته بها في الحال...و غرق عقله في حسابات أخرى أهم...
♥▓♥▒♥▓♥
اقفلت على نفسها بأقرب حمام صادفها...منهاره...مرتجفه...مرتعبه مما مرت به...بسببه...
لحظه كانت التي احست فيها بأحد يمشي خلفها...
مجرد لحظه التفتت بها عليه...ليطبق يده عليها بشده...
فتظهر زوجته من العدم قبل أن تستوعب ظهوره هو أمامها...
اسندت ظهرها على الباب...و دموعها تصرخ...و تحتج...و تغضب...بدلاً من صوت كتمت شهقاته بيدها...
ظلمتها...و ليس لها الحق بأن تلومها...
يسترخصها...و لا تقوى أن تصرخ بوجهه أنها ليست كذلك...
ماضيها معهما يقيدها...حتى لدفاعها عن نفسها...
تخشاه...كم تخشاه و تخشى ذاك الماضي...
تعرف غضبه...و سيطرته...و عناده...و تخشى أن يصبه عليها...
تريده فقط أن يبتعد و ينسى...ينسى كل ما يتعلق بها...و كأنها لم تكن يوماً جزءً لا يتجزأ منه...
كم من الدمع عليها أن تهدر...لينتهي هذا العذاب...و هي على إستعداد أن تغرق نفسها به...
مسحت دمعها بقوه...تبتلع مرارته غصة موجعه...
تعلم أنها ستنهار قريباً...يكفي مجرد إسترجاع تلك اللحظه لتنسكب دمعاتها مجدداً...
لكن ليس هنا...ليس قريباً منه مرة أخرى...
خرجت بخطوات مرتجفه...تتلفت خائفه...و كأنها لا تسير في منزلها...تخشى أن تصادفه...
لتركض باقدام لا تعلم كيف حملتها إلى غرفتها...تقفل عليها...و تتصل بتميم...فوالدها لن يمر عليهما إلا بعد ساعتين كما اتفقا معه...
و هي لا تقوى على الإنتظار هنا لحظة واحده أكثر...
لكن هاتفه كان مغلق...لتشد على أسنانها بقهر يتعاظم داخلها...
سمعت صوت باسل خارجاً في الممر يتحدث بهاتفه...فركضت إليه...
سلام تقف من بعيد تخشى أن تلك الصفعه تبين له / باسل معليش ترجعنا اللحين بيت أبوي
باسل بلا مبالاة بها / مو في بالي اطلع من البيت اللحين
سلام برجاء / تكفى باسل..صبح جايه معي و لازم نرجع اللحين..وعدتها ما نطول
خفقه قويه اختلجت في صدره...ليتسلل داخله شعور مربك...و عيناه تحدقان بها دون أن ترفا...
ليزدرد ريقه بعد ان جف حلقه...لا يدري لما...
باسل / خلاص انتظركم في السياره..لا تطولين
سلام بإمتنان / مشكووور ياااقلبي
تنهدت براحه...و هي تعود لغرفتها و تكتب رساله لصبح...[صبح بنرجع البيت..لازم نطلع اللحين..اذا جيت اقولك قولي لأمي إنك ما تقدرين تطولين ولازم نرجع]
ارسلت كلماتها المتوتره...لترتدي عبائتها...و الأهم تلف طرحتها على وجهها لتغطي أثر تلك الصفعه القويه...
و تطل عليهم من الباب...آمله أن يثبت صوتها...
سلام / يله صبح لقيت أحد يوصلنا
أم ساري / مو تقولين بتجلسون ساعتين!! حتى القهوه ماكملتوها
صبح تراقب سلام بقلق/ معليش خالتي..عندنا تقارير لازم نكملها..أهم شي سلام تطمنت على عمتها..و ما تشوفون شر إن شاء الله
جواهر بتعب / الله يسلمكم..ما قصرتي يا صبح...خليهم على راحتهم يأم ساري
و خرجتا...لتلحق صبح بخطوات سلام العجلى...
صبح بقلق / سلام ياقلبي وش فيك؟
سلام بتوتر..و صوت مهزوز / فيه وحده بتزور عمتي..و مابي اشوفها..تكفين صبح لا تسألين أكثر من كذا
♥
♥
كان يجلس في سيارته بغرور...و ثقة اعتادها...لكن بدأ يتسرب إليها بعض التوتر الذي لا يعترف به...
يربت بيده على ركبته بإنتظار...غريب أنه لم يبدو له مزعج كعادته...
شعور غريب يسري داخله بترقب لذيذ...
هل هي لذة إنتقامه..؟؟
تخيلها ضي...لو أن الفرصه اتيحت لها لركوب سيارته معه...ماذا سيكون شعورها...أي فرح و توتر سيسكنها...
و كأنه بهذا استحضرها...لتواكب أفكاره متصلةً به...
راقب هاتفه بملل...وهو يصمت رناتها...(مـو وقتـك)
و خطرت في باله فكره...لطالما استخدمتها معه...و سيستخدمها مع تلك الصبح...
لتنشغل أفكاره...في البحث عن كلمات أغنيه يسمعها إياها...حين تكون معه...
ليصل بعد عدة محاولات...لكلمات تلك الأغنيه...و يبتسم بغرور متخيلاً أي مشاعر ستسكنها و هي تسمعها...
هل فيها من الذكاء لتفهم أنه يعنيها بها...أم أنها لا تصدق ذلك..؟!
حسناً سوف يرسل لها تلميحات لتستوعب أنه يقصدها هي...
ابتسم بكبرياء واثق...وهو يراقبهما تقتربان...
حتى صعدتا للسياره معه...ليعم بعدها صمت ثقيل...
هو صامت...و سلام صامته...و الجو بدأ يخنقه...لدرجة أنه بدأ يعي حتى دقات قلبه...
تذكر تلك الأغنيه...فليغير هذا الصمت بها...
لكنه بالكاد مد يده...لتشد حركته نظرات سلام التي تركزها بضيق للأمام...
لتهب ممسكه بيد باسل...و تطلبه برجاء منخفض...
سلام / باسل تكفى..لا تشغل شي..صبح ما تسمع أغاني
عادت يده لا شعورياً ببطء...لتهبط بخيبه بمكانها...و سلام تتنهد براحه و إستغراب لإجابته لطلبها بهذه السرعه...
فلا طاقة أو إحتمال لديها يجعلها تقوى على رجائه...ولو أنه عاندها كعادته و احرجها...
لكانت تلك الشعره التي قسمت ظهر تماسكها لتنهار أمامه باكيه...
تدارك باسل خيبته سريعاً و لم يصمت كعادته...و بدأ يتحدث مع سلام عن نفسه...
كان يتحدث بكبريائه المعتاد... بصوته الرخيم...يرسل لها تلميحات يتخيل ردة فعلها عليها...
لكنه لم يعلم أنه كان يتحدث لنفسه..!!
فلا سلام التي كانت ترد عليه بهمهمات...و إقتضاب...لعدم رغبتها بالكلام...
لكنها تجاريه لأنه على الأقل منع أفكارها من الإنسياق مؤقتاً لما يرعبها...
رغم أنها لا تعي ما كان يقول حقيقة...و هي تجاهد أن تتماسك...كي لا تنهار باكيه...
و لا صبح التي وضعت سماعة الجوال بأذنيها...لتكمل إستماع تلك المحاضره التي اعطتها لها والدتها ...و لم تكن تركز أبداً فيما يتحدثان به...
♥▓♥▒♥▓♥
كانت تجلس مع والدتها...و العمه مزنه التي بقت عندهم للعشاء...بعد إنشغال مالك و مغادرته المفاجأه دون علمهم...
مزنه تنظر لأم ساري بنظره ذات معنى...فهمتها أم ساري لتلتفت لسمو التي جلست تعبث بهاتفها...و هي مبتسمه...
أم ساري / سمو وش تسوين؟
سمو / وحده من البنات ارسلت لي شي يضحك..اسمعوا فيه.....
أم ساري تقاطعها / خلي الضحك عنك..و روحي كملي مذاكرتك..من اليوم ماشفتك مسكتي كتاب
سمو تقف / خلاص بأروح اجيب كتابي و اذاكر عندكم
أم ساري / وش هالمذاكره اللي يا قدام تلفزيون..يا وسط الناس
سمو تضحك / عادي أذاكر و انا في قلب الحدث
أم ساري / لا اجلسي في غرفتك ذاكري بتركيز..كلها كم ساعه يجي العشاء و تنزلين عندنا
سمو تغادر بلا رغبه / إن شاء الله
مزنه و عيناها تتابع خروجها / الله يوفقهن بهالاختبارت
أم ساري / آميــن....خير يا عمتي..وش فيه؟
مزنه / جواهر..تدرين وش اللي سبب لها ارتفاع ضغط الدم؟؟
أم ساري بضيق / لا والله..اذكرها طول اليوم ما كان فيها شي..يوم صحيت الفجر قال لي سعود إن تميم اتصل فيه و إنهم في المستشفى و رحنا لهم على طول
مزنه / و تميم ما قال شي؟
أم ساري / لا..قال انهم كانوا في الصاله يتكلمون و تعبت و راحوا المستشفى..و جواهر تقول إنها هاليومين عندها ضغط و مشاكل في الروضه متعبتها
مزنه بتفكير / مادري بس حسيت اللي فيها غير عن التعب.....تميم وينه؟
أم ساري / من يوم قالوا إنهم بيطلعون عمته الصبح..مادري وين راح..تصدقين للحين ما شافها و هي يوم كانت في المستشفى..يومين ما تحرك من عندها
مزنه / يا قلبي عليه..تعرفين إنه أقرب واحد لها يمكن ما هان عليه يشوفها بهالتعب
أم ساري / الغريب..حتى هي ما سألت عنه طول اليوم
مزنه / فاهمين بعض..المهم يا أم ساري بغيتك في طلب إن كان من خاطرك لبيه لي..ولو تشوفين نفسك ما تقوين عليه..والله إنك مسموحه
أم ساري تبتسم بإستغراب / اللي تامرين عليه يا عمتي..و إن شاء الله ما أردك
♥
♥
لا تدري كم مر عليها من الوقت و هي تغرق في مذاكرتها...حتى ملتها...
فذهبت لتستحم رغبه في إضاعة الوقت...و حين خرجت...فكرت أن ترتدي شيئاً جميلاً يحسن نفسيتها...
جففت شعرها سريعاً...لتتركه مموجاً...قصيراً...فقط رفعت بعض الخصلات عن وجهها بمشبك وردي يتناسب مع فستانها البسيط...(لازم نكشخ عشان عمتو مزنه)
لكنها تعلم أنها مجرد حجه...تتهرب بها من مذاكرتها...
وقفت وسط غرفتها لا تدري ماذا تفعل بعد ذلك...(ايه...بأروح عند عمتي اتطمن عليها لين تفك أمي الحصار)
مشت بهدؤ حين اقتربت من غرفتها...و هي تسمع صوت والدها و العمه مزنه في غرفة عمتها...
لكنها لا تسمع صوت والدتها...
اطلت عليهم بهدؤ متسحبه لتلمح عمتها مزنه بجانب والدها فقط كما تخيلت...
فــأظهرت لهم نفسها فجأه في الغرفه...
سمو / تاتتاآآآآآ الحمدلله أمي مو عندكم..تخيلوا نافيتني بغرفــ.........
قطعت كلامها بصدمه...
و هي تنتبه للشخص الواقف بقرب سريرعمتها...و الذي لم تلتفت إليه أبداً...
سمو بصدمه / وجـــــــع
انتبهت لنفسها...لتخرج بسرعه كالمصعوقه و هي تعلم الآن فقط لما كانت نظرة والدها لها مصدومه و كأنه لا يريد وجودها...و العمه مزنه تشير لها بشيء لم تفهمه...
عادت تركض لغرفتها...و هي لا تتخيل أنها مرت بهكذا إحراج...و أمام والدها بالذات...
♥
♥
كان للآن يقف متوتراً...محرجاً بشده و عيناه لا تغادر الأرض...بعد دخولها المحرج أمامه...
لا يقوى النظر بوجه عمه...
فراس / آآ يله أنا استأذن..ما تشوفين شر يا عمتي
أبومالك يقف / أول مره تدخل بيت عمك و تطلع بسرعه..و الله ما تطلع من غير عشاء..تعال ننزل للمجلس اللحين العيال بيرجعون
نزل معه محرجاً...لكن عمه خفف عليه الموقف وهو يتحدث معه و يضحك...
و كأن شيء لم يكن...
لكن حين تركه في المجلس وحده...ابتسم وهو يتذكرها...
و يتذكر دخولها العاصف...و تلك الدعوه التي رمتها عليه قبل أن تخرج...
كانت كدمية ورديه...و خصلاة شعرها القصيره....تتهافت بلهفة على وجهها الباسم...
تشبه تماماً ماوصفتها به كادي...حضورها...حيويتها...دون أي مبالغه...
♥▓♥▒♥▓♥
التفت إليه بعد أن رأى ساعته قاربت الثالثه صباحاً...وهو مازال مستغرقاً في تلك المصارعه التي يلعبها في البلاستيشن...
منذ أكثر من ساعه مل هو مشاركته فيها...وهو مازال يتحدى نفسه...صامتاً...
لا يهزه أي نصر له كعادته...و لا يعتقد أنه مستمتع بما يلعبه...
تنهد بضيق وهو يراقبه...منذ وصوله...وهو ليس تميم الذي يعرفه...شيء يخفيه لا يعلم ما هو...
ندم أنه لم يتصل بطلال...لو كان هنا لأستطاع أن يحدثه...ليعرف ما به...
و رآه أخيراً يتوقف عن اللعب...ليرمي نفسه على الكنب أمامه...
فقرر أن يتحدث معه بطبيعتهما التي اعتادا عليها...
تركي يمطط ذراعاه و يتثائب...ليلتفت عليه تميم...
تميم / تتثاوب من هنا لين الصبح ماراح اطلع اللحين
تركي يضحك / يعجبني اللي يفهمها و هي طايره..ما عندك بيت؟
تميم / لا ضيعته
تركي / عاد تصدق أنا للحين اتذكره..تبي ادلك
تميم / لا أبي قهوه
تركي يقف متذمراً / أمرنا لله..شكلنا ماراح نداوم بكره..ناس تشتغل في شركة أبوها و لا........
تميم لا يأبه به / ماراح يضر خصم يوم
ابتسم حين أصبح وحده...لكلام تركي...لهذا السبب بقي عنده...و لم يذهب لطلال...الذي سيصر على أن يسأله عما به...وهو لا يرغب أبداً في الحديث مع أي شخص عن ما يعرفه...
لكن ضيقته سرعان ما محت هذه الإبتسامه...
لا يرغب العوده هناك...
يخشى العوده...يخشى رؤيتها بذاك الوجع الذي كان هو سببه...
و لا يستطيع أن يتخيل...لم كل هذا؟؟
أفكاره الساذجه...هل صورت له أنها ستفرح بهذا الخبر و تتقبله بإبتسامة بسيطه...
لو كان الأمر بهذه السهوله...لما اختفت هذه الفتاة...و أُنكر حتى وجودها كل تلك السنوات...
♥▓♥▒♥▓♥
مر على غرفتها ليطمأن عليها...قبل أن ينام...حدثها قليلاً...
وهو يبحث بعيناها عن سبب هذا الوجع...الذي تنكره...
جواهر تتذكر / سمو تعشت؟ و إلا استحت منك و لا نزلت
سعود يبتسم / أنا اتعشيت مع العيال..أكيد تعشت.._يقف ليغادرها_يله ارتاحي الوقت متأخر
جواهر تبتلع غصة موجعه..لتهمس / الله يخليك لي
يخنقها شيء ما...يثقل صدرها بقوه...حين تراه هو بالذات...
لا تقوى على أن تلومه...فهي تعلم أنه لم يهدم لها حياتها إلا ليحافظ عليها...
تعلم أن ما فعله...فعله...دفاعاً عنها...
هي نفسها كانت تشاركه الرفض...
لكن مع الأيام...
كثرت عراقيل الحنين...في طريق تناسيها...
تكبلت بالوجع...و الذكرى...ليشلها الندم عن مواصلة حياتها بشكل طبيعي...
♥▓♥▒♥▓♥
ⓛ
ⓞ
ⓥ
ⓔ
توقف النبـض مؤقتاً××♥
ღ بإنتظـار ღ إنعـاشكـم ღ
|