كاتب الموضوع :
أغاني الشتاء
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
بالكاد أوصلتها قدماها اللتان احستهما مثقلتان بالرصاص...لغرفتها...
و الدموع تحرق عينيها بجمر يتوسد أجفانها رافضاً أن يرمد...
هرعت لذاك الدولاب تتخفى بين ملابسها...
تتخفى عن نفسها...عن ماضيها...و عن أحاسيسها...و رعبها...
احتضنت ركبتيها المثنيتين بيديها لتهديء ارتجافها الشديد...و دقات قلبها تسيطر على جسدها كله...
كانت لحظه قصيره جمعتها به...لكنها استنزفت عواطفها...و قواها بشده...
و زعزعت سكينة تلك السنوات التي عاشتها...و ثقتها بنفسها...و نسيانها...
لوثت طهراً كانت تتلبسه...ظنت أنها تليق به...
طفرت الدموع من عينيها حالما التحما جفناها ببعضهما...و هي تحس باللهب يقيد مكان لمسة يده...
التي تقبض عليها الآن بكفها الآخر بكل قوه...
و كأنها تخشى أن يتفشى الإحساس به...لكل جسمها...ليصل لقلبها فينحره...
اجهشت بالبكاء...و شهقاتها تكتم بيدها...
تحاول أن تتماسك...أن تقوى على خوفها...و ضيقها...لكنها لم تستطع...
أن تردد نسيانه...و عدم تأثرها برجوعه و هي بعيده عنه شيء...
و أن تقتنع بتلك الأقاويل و تتصرف بها أمامه شيء آخر...
عجزت عنه...و ستعجز دوماً...
هناك في بيت والدها...بالقرب من كلام صبح و طمأنينتها...
كان كل شيء بسيطاً رغم الوجع الرابض في قلبها...
لكن الآن كل شعور داخلها يكبر...كل الضياع...و الندم...و القهر...
سلام تنتحب باكيه / وش يبي فيني؟؟ ليه ما نساني؟؟ هو متزوج اللحين!! للحين يبيني بذاك الرخص؟؟ أنا تغيرت...كيف هو ما تغير و نسى؟؟ كيف يبيني ارجع لنفس الخطأ و الجهل؟؟ هو اللي تركني !! وش يبي فيني اللحين؟!_تصررخ بقوه_ووووش تببببي فييينييي؟؟؟
♥
♥
مالك كان يجلس معهم في المجلس...مدعياً إنسجامه مع من حوله...
لكن فكره...يعيد بتكرار كلماتها التي سمعها...و لا يستوعبها للآن...
سمو تقف بالباب مرتعبه / يمــــه سلام مااادري وش فيها؟؟
أم ساري تقف بقلق / وش فيها؟؟؟
سمو بصوت مرتجف / مممنهااااره..تصيح بقوووه و لاااا.......
لم تحتاج أن تكمل ما بدأته...
و لم ينتظر أحداً حروفها المهتزه لتكتمل...
هبت أمها تركض خارج المجلس...ليتبعها كل من كان هناك...لا يخلفّون ورائهم...غيره...
واقفاً و خيبه قويه تنشر سهاماً موجعه في شرايينه...(لهالدرجه يا سلام! لهالدرجه خايفه مني أنا؟؟ تكرهيني أنا؟؟ أنا مالك يا سلاام..مــالك..-و بغضب-كيف تنسين؟؟)
♥
♥
اندفعت والدتها لغرفتها بذعر...تلحق بها جواهر...
تقدمت لها بقلق...و هي تسمع نحيبها يصدر من دولابها...حتى انحنت أمامها...
أم ساري / سلام يمه وش فيك؟؟
رفعت عينيها الغارقتين بحرقة دموعها...و هي ترى مالم تكن تريده...
الكل علم بتبعثر روحها...و أساها...
و لقد علم هو أيضا...
هو من أرادت أن تبدو قويه أمامه..تتتصدى له...و لكل ما فعلته معه...
لتلك الذكريات السوداء...تلك التي بدت تطفو على أفكارها...بعدما طمرتها بالأعماق...و عاشت بصفحة هادئه...بيضاء...تفخر بها...
قلبها يرتجف بوجع...ارتجاف امتد لجسمها...
فلم تجد ما يهديء روعها غير أحضان والدتها الحبيبه...لتقف و ترمي بنفسها بها...
جواهر تمسح على رأسها / بسم الله عليك يا يمه..هدي نفسك..اذكري اللـه
صحبتها مع والدتها...تسنداها حتى اجلستاها على سريرها...و والدتها تحتضنها بين يديها...
دخل في هذا الوقت...بقية أخوتها...
ساري يتأمل نحيبها بضيق / وش فيها؟
ترفع جواهر كتفيها بقلق...مشيره لعدم معرفتهم بالأمر للآن...
تميم تقدم ليجلس على ركبتيه أمامها / سلالم وش فيك؟ أحد قال لك شي؟
هزت رأسها بلا...و حاولت لم ما تبعثر داخلها...
تريد قوة كانت تظن أنها تتحلى بها...تريد ثباتها...تريد نسيانها...
لكنه عـاد...عـــاد...و بعد كل ما فعل...بعد كل هذا الوقت...
يخالها للآن كما كانت...!!
سلام بصوت مهزوز / ما فييييني شششي
أم ساري بضيق / كل هذا و ما فيك شي..يمه تكلمي رجفتي قلبي
سلام تردد لتقتنع / ما فيني شي..ما فيني شي
تميم يمسح دموعها المنهمره على خديها و يمازحها / آها أجل هاللوحه الملخبطه اللي في وجهك ميك أب سبشل عشان ملكة ساري؟
سلام ترسم ابتسامه شاحبه / والله ما فيني شي..بس حسيت بضيقه_رأت نظرات عدم التصديق بأعين الكل..فأكملت كاذبه_آآ وحده نعرفها في الكليه توفت و...
لم تجد كلاماً تكمل به كذبتها...بهذا الصوت المرتجف...و هذا الفكر المشتت...
لكنها ارتاحت و هي تسمع الكل يتمتم بدعوة..الله يرحمها...
تميم / يمه ترى تأخرنا على الناس ما يصير..أنتم روحوا اللحين..و أنا و عمتي ننتظر لين تهدأ سلام و نلحقكم
♥▓♥▒♥▓♥
كان يجلس عند سامي...بعدما غادر بيت أهله غاضباً...غير عابيء بتلك الفرحه التي تشغلهم...
سامي / أنت وش فيك من يوم جيت و أنت تنافخ
باسل بلا مقدمات / عرفت مين البنت اللي شفتها في العزيمه
سامي يلتفت عليه بإهتمام / مين؟
باسل / وحده من خوات سلام
سامي بصدمه / كيف عرفت؟ سلام قالت لك شي؟؟
باسل / لا ضي اللي قالت لي
سامي / يعني تتوقع هي ما قالت لسلام عن اللي صار؟
باسل ببرود / لا..نظرات سلام و تصرفاتها تقول إنها ما تعرف شي
سامي بضيق / الله يهديك يا باسل قلت لك هالشوفه غلط..و شوف وش جابت لك..زين اللحين نظرة البنت لـ.....
باسل بإستحقار / و أنا وش علي منها و من نظرتها! هالصبح اللي طايرين فيها مادري على ايش..من زينها عاد
سامي بصدمه / صبح!
باسل بإستغراب / وش فيك مستغرب؟ تعرفها يعني؟
سامي / لا بس كادي تكلمت عنها
باسل / وش قالت؟
سامي / ما قالت شي كثير بس أول مره كادي ترتاح لأحد و تحبه بهالسرعه
باسل بسخريه / والله هالبنات مادري كيف يفكرون..ما تسوى هالبنت كل هذا
سامي / و أنت وش عرفك إنها ما تسوى؟
باسل / يعني كأني ما شفتها
سامي / يعني هو بس بالشكل! الإنسان باللي داخله مو منظر بس و....
باسل يقاطعه بملل / اسكت تكفى يا سامي ترى واصل حدي من هالبنت..تتخيل إن سمو و سلام حتى أمي مستخسرينها فيني انا!!
سامي بإستغراب / و أنت وش دخلك فيها؟
باسل يبرر / أنا قلت لهم إني بأخطبها..كنت أبي اجس نبض سلام لو هي قالت لها عن اللي صار
سامي يضحك / و ما لقيت إلا هالطريقه؟!
باسل بغرور / تخيل..أنا تنازلت و اقولهم افكر فيها..و كل وحده عيونها قبل كلامها تقول إنها خساره فيني..هالبنت التافهه
سامي / أنا و أنا ماعرفها ما احس إنكم لبعض أبدا..يمكن هذا قصدهم إنكم ما تتوافقون بشي
باسل بقهر / لو أمي تقول هالشي بعد مالومك يوم تفكر أنت كذا..بس تدري هالصبح اللي طايرين فيها..و يشوفونها و مو مصدقين..بأخليها هي اللي تتمناني..و يعرفون إني لو بغيتها بتطير من فرحتها..و أنا اللي كثير عليها مو هي
سامي بقلق / باسل أنت وش ناوي عليه؟؟
باسل / اقولك هالبنت بتحبني..و بتتمنى افكر فيها..و أنا اللي ارفضها مو هي...تتحدى؟؟
سامي يقف / لا ما اتحداك و لاشي..باسل بنات الناس مو لعبه تتسلى فيهم..و هاذي أخت أختك لا تحرج سلام و تسوي مشكله.....
باسل يقاطعه بثقه / و أنت ليه ضامن رفضها؟ ليه ما تقول إنها بتطير من الفرح لو عرفت إن واحد مثلي يفكر فيها
لا يستوعب ما يقوله...و يعلم أنه لو حاول إقناعه أكثر لتمسك بفكرته أكثر...
لذا صمت و كله امل أن تكون هذه فكره طارئه بسبب غضبه...و تتلاشى من إهتمامه لاحقاً...
أيظن أن كل الفتيات...ضي...ينسحرن بوسامته...و مستواه...و غروره...
ليسوا كل الفتيات لا يملكن عقل...و مما سمعه عن صبح...بالتأكيد هي آخر فتاة قد ينجح معها باسل بهذه الطريقه...
سامي / أنا اقول طلع هالبنت من راسك دامها على قولتك ما تسوى
باسل بإصرار / أنا متأكد إنها ماتسوى..بس بأخليكم كلكم تعرفون إنها ما تسوى
سامي يقف / لا حول و لا قوة إلا بالله..أنت ما تسمع إلا نفسك..عن اذنك بأروح أبدل ملابسي
التفت إليه باسل / بتروح؟؟
سامي / أكيد..أنت للحين على عنادك..باسل هاذي ملكة أخوك و........
باسل يقف أيضاً ليغادر / سامي بتروح بكيفك..بس لا تفتح لي محاضره
♥▓♥▒♥▓♥
يجلس بجانب أخيه...سعيداً...مفتخراً...و الإبتسامة تشد شفتيه طوال الوقت...
سعيد أن أخاه اتخذ خطوة أولى نحو الحياة...فإغراق نفسه في العمل...و الجدية...و البرود الذي يعيشه...لم تكن حياةً أبداً...
حين يذهب حب...لا يمحوه إلا حب آخر...تلك القاعده لطالما نفعت معه...
و ساري بزواجه هذا سيقلص مساحة ذاك الحب في قلبه...
أيضاً يسمع ان تلك العروس و والدتها يطمعن بالكثير...و كله أمل أن تطمع بقلب ساري فتلغي كل قديم فيه...لتتسيده...
لا يهمه ما يقال عنها...المهم أن ساري اختارها...وهو يقتنع بحكمة ساري...
ساري يهمس بإبتسامه / اللي يشوفك يقول أنت العريس..ليه فرحان أكثر مني؟
تميم بذات الهمس / راسم لك فيس ماشي مع هالمناسبه مو احسن من أخوك..شوفه شوفه كيف مكشر و سرحان اللي يشوفه يقول في عزاء..و إلا طالع من هوشه
التفت ساري بإستغراب إلى مالك المتجهم...و الذي بدى أنه في عالم آخر بعيداً عنهم...
و تميم يعاود الإبتسام...الذي لم يمحى حتى وهو يتذكر تلك المرأه...(كيف تقول انتقلوا؟ أجل ليه سألت إن كنت اعرفها؟ ليه انصدمت و بان القهر عليها؟؟)
متاكد أنها كاذبه بما قالته...فتوتر صوتها...و إغلاق الباب بتلك القوه...لا يدلان على أنها شخص بعيد عن هذا الموضوع...
تلك المرأه الحانقه...لمحة الغضب بعينيها التي صوبت نظراتها بحده إليه...
ما إن ذكر قرابته لإبنة علي أمامها...
من هي تلك المرأه التي انكرت الحقيقه أمامه...
لما أرادته أن يذهب بعيداً و تقطع أي علاقه لها بهم...
♥
♥
مالك كان يجلس بينهم جسداً هامداً...و روحه بعيده كل البعد عن هذه الفرحه من حوله...
بعيداً عن أحاديثهم...
بعيداً أكثر عن نفسه التي كان يظن انه يعرفها...
يعيد بخياله مراراً...وجع ذاك اللقاء الذي ارعبها...و افقده نسيانه...
ليعترف أخيراً بعد دهرٍ من الإنكار...كم ارهقه إبتعاده عنها...حتى خمدت الروح بداخله...و خمدت المشاعر...و خمدت الحياة...
هي في حياته كالشمس...ما إن تغيب حتى تشرق و تملأه من جديد...
لتعانق مشاعراً امتلكتها...و توقظ حنينا افتقدها...و تنشر شعاع عشقها على أراضيه المتجمده...
تلك المشاعر التي تورات لسنوات بأعماقه يدرك الآن أنها لم تدفن...و لن تدفن...
لا بكراهيته...و لا بنسيانه المزعوم...
نعم لم يكرهها...لم ينساها...بقدر ما كان يخشى ذكرها...
كل شيء عنها كان مخدر فقط...حتى ثار برؤيتها ليعود...أصعب...و أقوى...و أقسى من الماضي...
خمسة أعوام من الإنكار...و التناسي...انهكت روحه...و صبره...و الانتظار...
تعب من مواصلة حياته وهو يجاهد ليقصيها عن تفكيره...عن مشاعره...عن عالمه...
حتى زواجه...و حياة كامله اشغلته مع عذاري...لم تستطع نزعها من قلبه...
ذاك الزواج...كان مجرد إنتقام...لإيلامها لعدم قدرته على كرهها...
و لقهر ابن عم عذاري الذي علم برغبته فيها...و حين اختلفا بالعمل...خطبها هو قبله...
زواج بأهداف كهذه...كيف كان من الممكن أن ينجح..؟؟
خضوع عذاري...و سلبيتها...و إنقيادها الكامل له...لم يجعله ينساها...
عدم إنجابه لأي طفل...قد يأخذ القليل مما اخذته هي...لم يجعله ينساها...
هي إبنة قلبه...الطفله الوحيده التي لم يكتب له أن يحب...و يرعى...غيرها...
تلك الطفله التي مازالت...و ستظل...تسكن في طيات قلبه...
كان يعتمد على جنونها بأنه سيعيده إليها...و لم يتخيلها تكبر...
فكيف لها أن تكبر على حبه..!!
♥▓♥▒♥▓♥
جلسن ثلاثتهن بصمت...و هن يراقبن تصرفات منوه و والدتها...
و سمو تراقبها و تعجز أن تجمع بينها و بين ساري...(ما اتخيل كيف ساري اختارها؟ و لا اتوقع يقدر يتحملها؟؟)
ضي / ما قلتي يا سمو..وش رايك بمرة أخوك
سمو تبتسم مناقضه أفكارها / تهبل كأنها عارضة ازياء بس لو تاخذ طول سلام ههههه
ضي بإشمئزاز / قصدك تمثال..لو توقف اشك إن أحد بينتبه إنها انسانه....والله فرحانه؟ يعني مو مستخسره ساري فيها؟
سمو تتصنع الصدمه / ليــه؟؟
ضي بصراحه / لانها ما تستحي و طماعه
سمو / طماعه احسن من الخاينه..على الأقل لها وجه واحد واضح تتصرف فيه..مو تطلع بوجه و إذا تمكنت طلعت الوجه الثاني..ناس ماتدرين متى تطعنك..صدق الأقارب عقارب
كادي بعتب / سموو
ضي / خليها..يعني انا مو عارفه لسان هالبنت
كادي تتركهما لتراقب سلام / وش فيها سلام؟ شكلها تعبانه مره!
سمو / ايه..تقول وحده يعرفونها من الكليه توفت..يمكن انصدمت من الخبر..لو شفتي كيف خوفتني أول ما دخلت عليها غرفتها..اذكرها طلعت من عندي بتشوف ساري جاء أو لا..يوم تأخرت رحت ادورها لقيتها بغرفتها تصيح و هي ترتجف بخوف..مادري بس غريب كل هاللي فيها عشان وفاة وحده حتى مو من صديقاتها!!
كادي / الله يرحمها..يمكن طريقة موتتها مؤثره..أو اللي قالت لها الخبر صدمتها فيه
سمو لا تقتنع / يمكن ما حبيت اسألها خفت تتضايق أكثر
و التفتن جميعهن يرمقنها بإستغراب...و هي تجلس بجانب والدتها ساكنه...هادئه...ضائقه...
نظرتها شارده بعيداً...و ملامحها تنطق بهمٍ تكتمه...
♥
♥
هذا كان حالها...مجهده...منهكه...
قلبها ينبض بألم...و تثاقل...يستعصي عليها التظاهر بالفرحه حتى من أجل أخيها...
و هي تغرق في لجة أحزانها الصاخبه...منذ أن لفها وميض ذاك الماضي الأسود من جديد...ليتغلغل في جدران سكونها فيتصدع...و تنهار...
للآن تشعر ببرودة القهر تسري بأوردتها...
غاضبه...خجلى...من وقوفها أمامه بذاك الشكل...بذاك القرب...من ذاك الحوار...
تحاول أن تتذكر كيف كانت تشعر بقربه في الماضي...كيف كانت أجرأ..؟؟
بأي شعور...فعلت كل ما فعلت..؟؟
فلا تجد داخلها...أي شيء من تلك الأحاسيس التي طالما ساقتها بجنون إليه...
تغيرت...تغير كل ما بداخلها إتجاهه...
لا تجد أي شيء يربطها به...خزي تلك السنوات محت كل شيء من داخلها...
فلما لم يتغير هو للآن..؟؟
هو من قام بخيانة ذاك الجنون...هو من عاد إلى عقله قبلها...هو من ادرك قبلها أن كل ما فعلاه خطأ...
هو من ذهب ليبني حياته بعيداً مع أخرى...مازالت معه...
فماذا يريد الآن؟؟؟
تذكرت ملامحه...و إرتجاف قوي يعصف بقلبها...
كم تغير كثيراً...كثيراً...أو هي من تغيرت نظرتها له...
بدا لها كبيراً أكثر من سنه...أخافتها ملامحه الحاده القريبه...زعزعتها نبرة الامتلاك...و الثقه في صوته...نظرة الإصرار في عينيه...
زفرت بقوه...و الدمع يقف على عتبات اجفانها...يحسره الضيق و الخوف...
تحاول أن تتماسك...و تتناسى جاهده ما مرت به...
تريد محيه قبل أن يعلق بذاكرتها...لأنها ترتعب من مجرد إسترجاع تلك اللحظه...
♥▓♥▒♥▓♥
بعد أن غادروا أهله...و والدتها التي لم يهدأ حماسها...و حديثها...للحظه...
تجمل فتاتها بعينه...توصيه بها...تدعي حباً و تقديرا لأهله يعلم أنه زائف...
تتحدث عن ما تكبدته من أجل هذه الليه...طبعاً آملة في التعويض...
اغمض عيناه براحه بعد هدؤ تلك الازعاجات...ليفتحهما و ترتد نظراته إلى من تجلس قريبةً منه على ذات الكنبه الطويله...
بشكلها هذا...كان يكفيه الإحراج أمام والدته...و عمته مزنه...
حمد اللـه كثيراً...لأن والده رفض الدخول معه...
هو نفسه كان محرجاً من النظر لوالدتها التي بالغت بلباسها...و كأنها تنافس ابنتها...بإبراز مفاتنها...
يالهذه الفتاة و والدتها...ألا يملكون عقل للتفكير...حتى و إن كانوا طمعى يريدون إغوائه بهذا الجمال...ألا يطمعون بذكاء..و برويه؟؟
تناسى إعتراضاته عليها...ليحبسها بداخله بعيداً عن تعبيرات وجهه البارده...و يتأملها بإبتسامه متكاسله...مستخفه...
ساري / مبروك
منوه تعبث بخصلات شعرها المنسابة بدلال..وعيناها تملأها الفرحه / الله يبارك فيك
لترخي نظراتها مدعية الخجل...و هي تتلمس بيدها تلك الإسواره الماسيه التي اثقلت يدها...
منوه / رووعه الشبكه..يسلم لي ذوقك..ربي ما يحرمني منك
ساري يجاريها / ماراح ينقصك شي من اليوم..اللي تحتاجينه تطلبينه مني
انتظر إعتراض...لكن ما أتاه فرحة...و موافقه اكيده...
منوه بدلال / و حنا مالنا غيرك..الله يخليك لي
هكذا بدايه...لم توجد بداخله الرغبه لبدء أي حديث آخر معها...ليس الآن على الأقل...
عليه أن يستعد نفسياً لهذا التغيير الذي أطرأه على حياته...
يكفيه اليوم تأكيد هذا الإرتباط الذي سيلتزم به مدى العمر...إن كتب له ذلك...
مدى العمر!! تردد صدى هذه الفكرة بداخله بجمود...
هل يعقل أن يعيش عمره مع فتاة كهذه..؟؟
منوه بغنج / أنا بأروح اللحين..يعني بعد اذنك فيه....
و قبل أن تورد أسبابها...وافق سريعاً...
ساري / على راحتك..
نظرة عيناها التي التقطها له...أنبأته بصدمتها...أو خيبتها...
هل أملت أن يرجوها للبقاء بجانبه...
حسنا أيتها الطامعه الصغيره...هذا واحد من ألف لتلك الأشياء التي سوف تطمعين بها و لن تجديها...
منوه تغادره بمشيتها المتهاديه..لتلفت عليه بإبتسامتها المغريه...
منوه / اشوفك على خير
ساري / انتظري
لا يعلم متى غادر مكانه...
و كيف وقف بهذا القرب الشديد منها...
و حين التفتت لتجيب ندائه كان لا يفصلها عن وجهه إلا فارق الطول البسيط بينهما و هي ترتدي هذا الكعب العالي...مد يده يعانق خصرها النحيل...
اتسعت عيناها بصدمه...قبل أن ترفرف أهدابها بخجل تهوى تمثيله و يستنكره عليها...
لكن لما لا...و هي اليوم ترتدي قناع الخجل تظنه يصدقها...لا تعلم أنه يدرك تمثيليتها منذ البدء...
وهو برضاه يسمح لها بلعبها عليه...لأنها تناسبه...
لا يعلم لما أراد أن يختبر إتقانها لدورها...أو أن يعرف أي ردة فعل ستمثلها...
وهو يقترب من وجهها ليطبع قبله عميقه على خدها...و يهمس بأذنها...
ساري / اشوفك قريب
بالكاد ابتعد عنها...و ارتخت يده قليلاً عن مرفقها...قبل أن تختفي من أمامه راكضه...
مالت شفتيه بضحكة مستهزئه...مشمئزه...وهو يزفر أنفاسه بقوه...بعد أن تشبعت رئتيه برائحة عطرها الساحر و الذي أسرفت به كثيراً...(الظاهر ما جهزت لهالحركه ردة فعل مدروسه)
تنهد بضيق وهو يخرج ليكمل دور العريس السعيد...
فهذا فقط أول الطريق...الذي رسمه لنفسه بلحظة قهر...
لكن ذاك الدور بدأ منذ الآن يصعب عليه...
وهو يقابل أول شخص خالد...أخاها...و يحمل من ملامحها القليل...
أو هو من يتوهم هذا الشبه ليذكرها فقط...
خالد / مبروك
ساري / الله يبارك فيك..عقبالك
خالد / لا..تو الناس..العروس للحين ما افرزوها
ساري / هههه وش هذا زواج جديد
خالد / ايه عندي بالقائمه ثلاث..بس الفرق إني مو أنا اختار بينهم.. لا انتظر وحده منهم تختارني
ساري بإستغراب / أنت صادق؟
خالد / ايه..تعرف إن جدي أبو أمي الله يرحمها..حالف لازم ناخذ من بنات خوالي..بدر ماشاء الله عليه أخذ بنت خالي الكبير وحيدته وارتاح..أنا خالي الثاني عنده ثلاث بنات..و احتاروا فيني من تاخذني و أنا للحين انتظر ههههههه
صحبه ساري وهو يضحك...و يستفسر أكثر عن هذا الزواج الغريب...
سعيد بأنه وجد ما يشغله...و يبدد الضيق الذي يسكنه بعد رؤيتها...
♥▓♥▒♥▓♥
ⓛ
ⓞ
ⓥ
ⓔ
توقف النبـض مؤقتاً✖】♥
ღ بإنتظـار ღ إنعـاشكـم ღ
|