كاتب الموضوع :
أغاني الشتاء
المنتدى :
الروايات المغلقة
الفصل الأول/ لا أمــان في نبـض القلب...(N)
دخل لغرفتها...بعد أن رأى الباب مفتوحاً...
و رآها تجلس على الكرسي...أمام منضدة الزينه...و هي تبحث في أحد أدراجها المفتوحه...
تميم / مساء الخير
سمو تلتفت إليه / مساء العسل طمطم
تميم يحدق بوجهها برعب مصطنع / ياااكــااافي وش مسويه في وجهك؟؟
سمو تعود لمرآتها...و تتأمل عيناها التي رسمت لكل واحدة منهما كحلاً...و ظلالاً مختلفين...
سمو / اجرب وش بأسوي لملكة ساري
تميم بسخريه / وعسى هذا اللي طلع معك! لا تقولين موضتكم اللحين يالبنات كل عين شكل! الواحد يندم إنها ما تزوج قبل يخربون الحريم
سمو بتفاخر / لا يا ذكي اسوي كذا عشان أقارن أي أحلى علي_تلتفت له و هي تضع يداً على أحد عيناها_أي أحلى هذا.._تحجب عينها الثانيه_أو هذا
تميم يغايضها/ آسف..ما أعرف أقيم الصوره إلا و هي كامله
جواهر تدخل الغرفه / مساء الخير
/ مساء النور
جواهر / تميم أنت هنا؟ ما طلعت؟
التفت إليها و عيناه تمسحان وجهها بلحظه...قبل أن يهرب بنظراته إلى سمو...
يعجز أن يرى تلك العينين والحزن الذي يلونهما...يكره أن يتذكر غفلتهم عنها طوال تلك السنوات...
هو بالذات أقرب شخص إليها...كانت له أماً ثانيه أكثر من بقية إخوته...
هو من يحدثها بأموره الخاصه...بمشاكل أصحابه...يسرد عليها دائماً كل ما يمر بيومه..أياً كان...متعباً...أو مضحكاً...أو مملاً...
دوماً تستمع له...تشاركه بكل شيء...وهو يغفل عن أهم شيء تحتاجه..!!
تميم و عيناه تهرب لأي شيء سوى وجهها / اللحين بأطلع..تآمرون على شيء
جواهر / سلامتك
و تركهما بدون أن يرفع عيناه لها...فما بداخله يخصها...شيء لا يقوى على إخفائه عن اهتمامها...و معرفتها الدقيقه بما يشغله...
جواهر تتبعه بعينين قلقتين / وش فيه تميم؟
سمو بلا إكتراث / وش فيه؟ متعافي و سعيد كعادته
جواهر / اذكري الله بسم الله عليه
سمو تضحك / ههههه وش دعوه عمتي كل هالخوف من عيني!
جواهر / ولو قولي لااله الا الله
سمو / لا اله الا الله..ما شاء الله..و لا حول و لا قوة الا بالله..والله يخليه دوم فرحان و مبسوط و صحيحاً معافى..خلاص اوكي كذا
جواهر تبتسم / ايـه..و الشدو اليمين احلى عليك
سمو ترجع لمرآتها / والله؟ أنا احس كذا بعد
و جواهر تفكر بإستغراب...و هي تتذكر حاله طوال الأسبوع الماضي...(مو على بعضه تميم..أكيد فيه شي شاغل باله)
و أقرب فكرة كانت لها...أن أحد أصدقائه يمر بضائقة ما...وهو يشاركه الهم...
فحياة تميم الخاليه...و مشاعره البسيطه التي لا تتكلف الحزن...و الضيق...
جعلته يتبنى مشاكل الآخرين على عاتقه...فهو لا يقوى على أن يرى الغير في ضيق...بدون أن يمد يد المساعده له...
♥▓♥▒♥▓♥
مضى وقت على وصولهم...و حين عادت دانه و ضي لطبيعتهما...قررت كادي الإتصال بسامي لينفذ ما اتفقا عليه...فذهبت تبحث عن حقيبتها لتتصل عليه...
لتصدم و هي ترى حقيبتها مفتوحه...و جميع ما بداخلها انتثر بجانبها...
تذكرت دفترها الذي لا يغادرها بأي مكان...و ركضت بسرعه لتبحث بين اغراضها عنه...فلم تجده...
ضي تتبعها / وين رحتي؟
كادي تكاد تبكي / لقيت شنطتي مفتوحه و اغراضي متثره و نصها مالقيتها
ضي بغضب / هاذي اكيد رنا المفعوصه..تموت و تفتش بشنطنا
كادي / وينها؟ اكيد دفتري معها..ضي تكفين دوريها الدفتر فيه اشياء خاصه اخاف احد يشوفه
♥
♥
في مكان قريب...جلست تلك الصغيرة و ألعابها تنتشر حولها...و ما التقطته من تلك الشنطة...
فراس/ رنو وش تسوين؟
رنا/ اصحح الواجب
فراس يضحك وهو يجلس بجانبها / أي واجب؟
رنا/ شوف دبدوبي كتب كل شي صح..صحح له أنت بعد و اكتب شاطر
و مدت له دفتراً ازرق صغير...و قلم كحل تعبث به...ليقلب الدفتر بين يديه بشك...وهو يتأمل تلك الأغراض التي انتشرت بين ألعابها...
فراس / من وين جايبه هالاغراض؟
رنا بتملك / حقاتي
تأمل الدفتر بإستغراب...و رائحة العطر الانثويه الذي تفوح منه...انبأته بكذبها...
ليفتح الصفحه الأولى منه...فيتبعها بالثانيه...فالثالثه...........
♥
♥
ستبكي...على وشك البكاء...و هي تنتظر ضي التي ذهبت لتبحث عن أختها الصغيره...
تتخيل أن أحداً يتطفل على ذاك الدفتر...فيكشف كل احاسيسها...و مشاعرها...و أيامها...
لكنها زفرت براحه...و هي ترى ضي تعود ملوحه لها بدفترها وشنطة مكياجها الصغيرة...و رنا تمشي خلفها باكيه...و يبدو أن ضي افرغت بعضاً من عصبيتها بها...
لكن عيناها كانت تتعلق فقط بذا الدفتر الصغير ..
ضي / لقيتهن معها..اخذته مع ألعابها و تلعب فيه
كادي تلتقطه بسرعه / وين لقيتيها؟ أخاف أحد شافه
ضي / سألتها تقول ما أحد شافه..احمدي ربك هي كانت رايحه عند ابوي بس تقول شافها فراس و رجعها عندنا
قلبت كادي أوراق دفترها بعجل...لتتنهد براحه و هي لا ترى به إلا شخبطات بالكحل...
♥▓♥▒♥▓♥
تنهد بشرود و هي تحتله من جديد...لتسرقه من عالم نفاها منه...
رغم مرور السنوات...و البعد...و الجفاء...لا يصدق تغيرها...
هل يقولون تغيرت؟؟ كبرت؟؟ سكنت!!
و هل ذاك العشق من الممكن أن يردعه أياً من تلك الحواجز..؟؟
هل رجوعه لن يفتح لقلبها أبواباً يعرفها..يسلكها..لتنتهي به..؟؟
هل زال عشقه..حتى بقاياه..؟؟
عاش سبعة عشر عاماً في قلبها..هل خمس سنوات فقط..تقوى على محيه..؟؟
يتذكر بداية تحول الطريق بينهما...
ظهورها المربك أمامه ذات عيد...صبيه فاتنه تتلمس خطى الأنوثه الأولى...بفستانها العسلي الضيق...يحيط شعرها بوجهها كالغمامه المتموجه...
لتعترف بجرأه صدمته...و عذوبة اخرسته...بحبها...بعشقها...و قسمها أن تهب ذاك القلب الفتي بعمره...له...
ليتجاهل إنتفاضة قلبه الملبيه لها...يجاهد الخدر الذي يسكن أطرافه لرؤيته لها...
يبحث عن غضبه الطاغي ليصفعها به...عله يردعها...
لكنها هي...عشقها...جنونها...عذوبتها...لا تردع...و لا تصد...
يتذكر إمساكه بعضدها الرقيق...العاري...ليهزها...لعل عقلاً لم تعرفه يهتدي لتفكيرها...
نهرها...و بخها...هددها...فهددته بالأعظم...
تحبه...و إن لم يقبل...ستهب هذا الحب لغيره...إن باعها فستبيع قلباً لا يرغب به لغيره و إن كان برخص...
لتخدعه...أو هو من ارتضى خداعه لنفسه التي تاقت إليها منذ حرم منها...فيقبل...
كان يعتقد أن الأمر سيقف على مجرد مشاعر ستسكن قلبيهما خفيه...لكن كل شيء بينهما تقدم سريعاً...
إهتمامها بكل شيء يخصه...
و رسائلها التي يجدها كل صباح في سيارته...
ثم مكالماتها له في كل وقت...
حتى طمعت بأكثر...وهو مد هذا الطمع بأكثر من ما يلزم...
حتى ألغيت بينهما كل الحدود...غاب العقل...و ما تبقى سوى هوس الحب...و جنونه...
و حين عاد لعقله...و تفكيره...و إتزانه...تعاظم بها هي جنونها...
فتشبثت به أكثر عنفاً...و جرأه...و وقاحه...
اتصالاتها به...بمنزله...بزوجته...رجائاتها...و تهديداتها...اوصلته لتغيير رقمه و مقاطعة أهله لفتره...
خمس سنوات مرت وهو ينتظرها بلا وعي...
يخمن بأي وقت سيكون إتصالها...
لم يستبعد حتى ظهورها في جده أمامه...
فمن كان يعرفها حين يتعلق الأمر به لا يردعها أي شيء...
فتاة كهذه تتغير..؟؟
هل ينقطع أخيراً ذاك الوصل الروحي...الأبدي...بينهما..؟؟
لا..لا يصدق...كما لم يصدق للآن سكونها طوال تلك السنوات...
هناك شيء مجهول...لابد أن يتأكد منه...
♥▓♥▒♥▓♥
رمى هاتفه بعد أن قطع مكالمتها العاشرة خلال ساعة واحده...لتصله منها رسالة...يفتحها بملل...
[باسل حرام عليك ليه ما ترد علي..ما يسوى الموضوع تكبره لهالدرجه..خلاص باقولك مين البنت]
تنهد بإنتصار...و إنتظار...
و لم يتصل بها...حتى اتصلت به بعد بضع دقائق...
ضي / مرحبا
باسل / وش تبين تدقين؟ مو واضح لك إني مابي أرد؟
كانت تتمنى أن تسأله...إذن لما أجبت الآن...لكنها خشيت أن تستفزه فلا يرد عليها بعد ذلك...
ضي بعتب / للحين زعلان؟
باسل بتكابر / عسى بأزعل عليك يعني!
ضي بحزن..و عتب / ليه مو مهمه عندك لهالدرجه؟
باسل / تبين تصيرين مهمه..خليك مثل ما كنتي مطيعه و تسمعين كلامي لا تعيدين حركتك الأخيره مره ثانيه..و لا تعانديني
ضي بإستسلام / أوكي
باسل بأمـر / قولي مين البنت؟
غضبت أنه سأل...لما للآن تشغل أفكاره...فتاة مثلها..!!
ضي مجـبــره / من خوات سلام
صمت بصدمه...و خياله يحاول إسترجاع ملامحها النديه...
لترتسم نظراتها الخائفه...المصدومه...الغاضبه...أمامه من جديد...
حتى عطرها البسيط...كان يتذكره...
يحس برائحة الفانيليا...كأنها تنتشر في مساماته...
يحس بإرتجافها...و كأنه مازال يمسكها بيدها الضئيله...قريبةً منه...
انتفض من خيالاته الحمقاء...متجاهلاً سؤالاً يدور في داخله...
كيف لايزال عطرها منتعشاً بصدره..؟؟
كيف مازل يتذكر كل تلك التفاصيل الصغيره بها...هو من لا يتذكر وجوه بعض أصحابه..؟؟
باسل بهدؤ / مين؟
ضي تعجز عن كبت غضبها / بعد لازم تعرفها بالإسم!
باسل بتهديد / ضي!
ضي بقهر / صبـح..اسمها صبح ارتحت اللحين
(صبـح..صبـــح)
ردد الإسم بداخله...وهو يسترجع من جديد ملامحها...
لكن بمشاعره التي يعرفها...أحاسيسه المتكبره...و غروره المتجذر...
ليراها كما رآها أول مره...تلك الفتاة البسيطه...التافهه...و تعود له أسبابه لمعرفتها...
باسل / هي شافتك؟
ضي / لا
باسل / يعني ما عرفت مين كنت بأشوف هناك
ضي بتاكيد / أكيد لا
ابتسمت برضا...و غباء...هل هذا ما يهمه...أن لا تكون عرفت عنها شيء..؟؟
لهذا كان يسأل..و هي بغباء شعرت بالغيره من تلك...
♥▓♥▒♥▓♥
ⓛ
ⓞ
ⓥ
ⓔ
توقف النبـض مؤقتاً××♥
ღ بإنتظـار ღ إنعـاشكـم ღ
|