كاتب الموضوع :
شَوْق
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: الأحلام لا تزورها المنايا بل تبقى في الخلود حيّه
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا خجلى حاليا بسبب مضي شهران على آخر فصل بدون أي تبرير مني
تستحقون تبريرا وهو أني حاليا لم أعتد على أبطال الرواية بشكل كلي ولم أتعلق بهم بعد وزاد الطين بلّه فترة الإجازة فاجتماعات الأقارب تلهيني جدا ، فأرجوا المعذرة و أنا آسفه حقا
عموما لم أكتب ذاك الشيء الكثير ، من الممكن أن تعتبروه نصف فصل بالأحرى ، لكني سأعود و أنزل الباقي منه و فصل آخر بإذن الله ، سأحاول كل جهدي أن يكون قريبا
أرجوا أن تلتمسوا لي سبعين عذرا
و أرجوا أن تصبروا حتى أعتاد على أبطالي بشكل كامل
* ملاحظة : أي توجه فكري للشخصيات لا يدل على أني مؤمنة به
- الفصل الثالث -
في مكتب اللواء
فارس وسناء : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فيصل : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. يلتفت لفارس ... سمعنا عن الرجل القوي اللي كسر بابنا
فارس ، فاتحة خير أن أحرج هكذا ! : ما كان عندي إلا هذي الطريقة عشان أقبل هنا
فيصل : وليه تبغى تقبل هنا ، وش اسبابك ؟
فارس ينظر لعيني فيصل ، بجدية : ابغى انتقم لأمي
فيصل بملامح صدمة : نعم ؟!
فارس بضحك/ " بقمطة" : هههههههههههههههه لا لا امزح بس كنت ابغى اشوف تعابير وجهكم لمّا اسوي دراما
فيصل بشك في تبريره الغبي: و ألحين بعد ما شفت ممكن تخبرني السبب الحقيقي
فارس " بفشلة " : احم هذا المكان الوحيد يستحق ابذل فيه كل جهودي وقدراتي ، مكان يكون قادر على تطويري
فيصل : آه ، طيب وتتوقع أنك أهل لهذا المكان
فارس وكأن لم يولد مثله قط : أكيد ، و ليش لا ، أنا عندي ميزة تحتاجونها هنا " يبتسم"
سناء ، في كل مرة غرورك يزداد ! بصوت منخفض : أي ميزة غير أنك تفوح غرور
فيصل يبتسم لسخرية سناء : طيب يا فارس ، أنا جمعتكم اليوم بسبب تنبيه أشكر مازن عليه ألا وهو أنكم أنتم راح تشكلون فريق للقيادة في باكستان و بريطانيا بما أني راح أقعد هنا بسبب كم شغلة
سناء وفارس : نعم !
فيصل : فيه اعتراض لا سمح الله
سناء : لا
فارس : ايه
سناء تبتسم لنفسها ، فرصة جيدة لأريك معنى الجحيم بيدي
فيصل : حضرت السيد فارس ، وش سبب اعتراضك ؟ مو قادر تشتغل في فريق ؟ ما عندك روح تعاون ؟ لا سمح الله تكون الرائد سناء مو بقدر مقامك ؟
فارس في نفسه " الله ياخذك يا سناء قلتي نعم عشان تحرجيني " : قصدي أأكد على كلام سناء
فيصل بضحك مكتوم: طيب ، كل واحد على شغله أشوف
خارج المكتب
فارس هذا العجوز جعلني أبتلع لساني ولم يقدر أحد على فعلها أبدا حتى أبي : شايبكم ذا من أيش مصنوع !
سناء : من طين ، بعدين" شايبنا ذا "، خرّج رجال يكون بعلمك
فارس ينظر لها من أسفل لأعلى : مستحيل أشكك بكلامك
سناء تعيد له نظرته : بس ما أتوقع قدراته تفيد فيك
..............................
في مدرسة طيف
تدخل للفصل في صباح حار لتجد ظرف على طاولتها
طيف ترفع الظرف وتخاطب الفصل : مين صاحبه ؟ .. تفتحه لترى ما فيه ... و بصدمه ترى صورة لفتاة شبه عارية ! رفعت عيناها لترى وجه الفتاة لولا أن استنجاد أحد الفتيات منعها من إلقاء نظرة : طيف ألحقي بسرعة " تلهث " تقى .. تقى معها عجرة و تتضارب مع بنت ، في الساحة بسرعة
طيف تجري ، سئمت من مشاكلها التي ما إن تنتهي واحدة حتى تبدأ أخرى وكأنها غذاءٌ لها ، سئمت قلقي الدائم ، سئمتها بمعنى أصح " وصلت إلى الساحة ودخلت بين الحشود بصعوبة لتصل إلى تقى لتسحب العجرة قبل أن تهوي بها على وجه الفتاة " : تفاهمي معها بدون العجرة ، ما نبغا تدخل البنت المستشفى بسببك
تقى بصراخ يصم الآذان : جيبي العجرة طيف .. ذي البنت زي الحمار لازم نضربه عشان يفهم
فجأة امتدت كف الفتاة لتصفع تقى ، لكن طيف تمسك ذراعها وتلويها خلف ظهرها : بما أني أنا قاعدة أهدي تقى و سحبت العجرة من يدها ، المفروض أنك بكرامتك تروحين مو صح ؟! " تدفعها لتقع أرضا " روحي يلّه
تقى : من خلف طيف " والله ما تسلمين من شري يا **** " و بأسوأ الألفاظ لوثت لسانها "
طيف " بصبر نفذ تماما " : أمشي معي " تنظر في عينها " و ألحين
تقى تنظر لحشد الفتيات الملتف حولها : خير خير ! يلّه كل وحده على فصلها ، فيكم عرق لقافه فظيع متى أتخرج و أفتك منكم
( في إحدى أروقة المدرسة البعيدة عن الفصول و مكاتب المعلمات )
طيف ، بعصبية تمسك بقميص تقى من الأعلى : أنت وبعدين معك ، مو كفاية مشاكل " بصراخ " تجيبين عجرة ليه !! تبغين تدخلين الأحداث ، ولا ينزل فيك حد القصاص لو أنك قتلتيها ، قولي متى تطفشين من المشاكل متى! مو حرام عليك كل يوم والثاني تجرجيريني وراك عشان أحلهم لك ! أهجدي يا تقى أهجدي
تقى تنظر بعيدًا عن عين طيف المحمرة وبتمتمة : محد طلبك تحلينهم
طيف بصوت بلله بكاء : هه! ، هذا اللل طلع معك ؟ هاه ! محد طلبني أحلهم ! تفوقتي على نفسك صراحة معد لقيت شيء أقوله أو أرد به عليك ، روحي على الفصل
تقى : طيف هي استفزتني ، قاعده تطلع كلام وصخ عني ! وتبغيني اسكت وفوق كذا قاعده تنكر ، ويوم رحت لها أتفاهم معها أمس ، قامت تسب علطول بألفاظ وصخه زيها وما عطتني مجال للتفاهم ! وتطاولت وقامت تقذف أمي * ببكاء * قاعدة تسب أمي طيف ، ما عصبت عشانها تسبني أو تطلع إشاعات عني بس أمي ليه ! وش ذنبها تقذفها وش ذنبها ، وش ذنبها أنها عندها بنت زي تسمع زي ذا الكلام وتسببت فيه " تجلس على الأرض ليزداد نحيبها " يقذفوني أنا أستاهل بس وش ذنب أمي
طيف ، تجلس بجانبها لتحضنها : حتى ولو يا تقى نقدر نرفع عليها دعوة وتنجلد ، مايروح حق أمك كذا بهذي السهولة ، بس ما تجيبين عجرة عشان تضربينها فيها ، نبغاها تطلع هي المذنبة ، بس مو أنت معها " تمسح على شعرها " سمي بالله وقومي نروح الفصل ، عشان نثبت أن الوضع طبيعي
تقى ببحة موجعة : روحي و أنا راح ألحقك
طيف تنظر للأمام : مستحيل أدخل و أنت مو معي " تقبل رأسها " لا تخافين راح ندفع البنت الثمن غالي ، راح أتاكد أنها راح تاخذ عقابها قريب ، القذف مو شيء هين عشان تتلفظ فيه بهذي السهولة ، بكل جلده تحرق جسمها راح تندم أنها شككت بشرف أمك وتهاونت بموضوع عظيم زي كذا " تخرج من جيبها فول سوداني " خذي العشق حقك و روقي يا فيلتي
تقى تفتح الكيس على الفور لتبلع نصف الفول السوداني دفعة واحدة : عندك قدرة هائلة على تغيير مزاجك بسرعة
طيف : أنت اللي خليتيه كذا ، بسببك صار مزاجي يتقلب بسرعة
تقى بفم ممتلئ : وش دخلني ؟
طيف : ابلعي أول ابلعي ويلّه خلينا ندخل
تقى : عيني باين عليها البكا ؟
طيف : لا، تجنن ، امشي يلّه
( في الفصل )
طيف : السلام عليكم ، آسفين أستاذه على التأخير
الأستاذه : وعليكم السلام والرحمة ، ما عليه أنتو أدخلوا يله
مروه : استاذه مرت ربع ساعة من بداية الحصة ليه ما تحطين لهم تأخير
الاستاذة :أنا أعرف طيف ما تتأخر عبث
مروه : أنت حتى ما سألتيها !
الاستاذة وبتجاهل واضح لمروه : مين يحل هذي المسألة ؟
تقى تهمس لطيف : محد طاح وجهه
طيف : ههههههههههههههههههههههههههه
مروه تلتف إلى ورائها لتكلمهم : مين قصدك آنسه تقى ؟
طيف : اللي فوق راسه بطحا يتحسس عليها
مروه : ما كلمتك أنت كلمت تقى
طيف : يا ترى عندك حول أنت ؟" تمد أصبعها أمام عين مروى " كم هذي ؟ ما تعرفين أني أنا وتقى واحد ، يلّه لفي لقدام ، يجيني تلوث بصري لما أشوف وجهك
مروه ترمقهم بنظرات كره وغيض لأنها لا تعلم كيف ترد عليهم ، وتسترجع شيئا من كرامتها
................................
في ساحة التدريب
سناء بصوت عالي ليسمعها الكل : بما أننا راح نروح رحلة تدريبية ، لازم كلكم تنهون تقاريركم خلال هاليومين ، ما أبغا أي شيء يشغلكم وحنا هناك
فارس يهمس لمهند : ألحين مين راح يروح ؟
مهند : كل الفريق الميداني بالإضافة لبعض الأشخاص
فارس : يعني بس أنا و أنت و عبداللطيف و اللواء فيصل وسناء ومازن ؟
مهند في نفسه " أمدى شلت الكلافة بينك وبين الرائد سناء " : لا فريقنا مو بس ذولا ، أنت قابلتنا كلنا ماعدا شخص واحد
فارس : طيب وينه ومن هو ؟
مهند : اكتشف بنفسك ، هذي هي متعة أنك تكون جديد على الفريق
فارس : تمزح معي !
مهند : احمد ربك ، أنا أول ما جيت ، ما كنت أعرف إلا عبداللطيف ومحد علمني باقي الفريق ، قعدت يومين اكتشف من هم ، ما انسى يوم اكتشفت أن سناء كانت هي الرائد الأول ، لأني كنت احسبها عاملة تنظيف
فارس : عاملة تنظيف ! ههههههههههههههه وش معنى ؟ بالله أيش صار لك ؟ أكيد تصفقت
مهند : كنت في موقف لا أحسد عليه
( قبل سنة )
مهند : لو سمحتي نظفي مكتبي ، لأني اليوم دخلت المكتب و ما لقيته نظيف
سنا " بنرفزة استطاعت كبحها " : نعم ؟ عيد ما سمعت
مهند بصوت أعلى : أقولك نظفي مكتبي لو سمحتي ، دخلت اليوم وما لقيته نظيف
" مر مازن وهو يضحك بعد سماعه لحديث مهند "
سناء تكور كفها على شكل قبضه : قلت أنظف مكتبتك ؟! عندك خيارين ألحين يا أنك تهزمني بالقنص أو تنظف المبنى كله لمدة أسبوع ، اختار واحد من الاثنين ولا حول لفريق ثاني
مهند : وليش حضرتك ما تنظفين ! على أيش الراتب اللي تاخذينه ! بس بما أنك تحديتيني يله نروح ساحة التدريب ، " بسخرية واضحة " أنت اصلا تعرفين تمسكين مسدس ؟
سناء " تزفر من الغضب " : راح تندم على كلامك هذا في كل مره تقوم الصباح .
" بعد انتهاء التحدي "
سناء : لما تقبل تحدي أي شخص لا تستهين فيه بمجرد أن هيئته ما تدل أنه في مستواك أو أفضل و تأكد قبل هذا كلّه أنك قد التحدي " تنظر للوح النتائج " توقعت على الأقل تجيب نصف اللي اصبته أنا ، بس السدس ! " بضحكة سخرية " أنت اليوم حطمت الرقم القياسي في الهزيمة النكراء
مهند بهمس متذمر : أنا أيش خلاني أصحى الصباح اليوم !
سناء : ألحين راح تنظف كل المبنى لمدة أسبوع و أي تقصير راح يزيد المدة " تهم بالذهاب " ايه صح قبل ما انسى ، لعلمك ما فيه أي محافظين على النظافة هنا حنا نحل محلهم
مهند باستغراب : محافظين على النظافة ؟
سناء : مو راح يكون ألطف لو نسمي عمال النظافة محافظين على النظافة ؟ على الأقل نقدر عملهم الكبير بشيء بسيط زي كذا مجرد اسم ، فالنهاية لا تتوقع أنك راح تلاقي مكتبك نظيف و أنت ما تحركت ونظفته
" بعد مغادرة سناء أتى مازن و وقف بجانب مهند المحرج من هزيمته "
مازن : عندها اعتقاد بأن الأشخاص اللي يحمون بلدهم لازم يكونون قادرين على التنظيف ، صح إن اعتقادها غريب بس صحيح بنظري ، اللي ما يقدر ينظف مكانه اللي يشتغل فيه أو غرفته على الأقل كيف يكون قادر على حماية وطن يحبه ؟ المهم لما تجي تنظف مكتبي "بابتسامة عريضة" نظفه من صميم قلبك
مهند تملكه الفضول ليعرف هوية الفتاة التي اهانته : مين تكون هذي ؟
مازن بضحكة مدوية : لا تتحمس تعرف ، لحظتها راح ، ولا أقول لك اكتشف بنفسك " أكمل ضحكه و سار بطريقه "
مهند : أستغفر الله ، وش ذولا المجانين ! لو أني سامع كلام أبوي و اشتغلت في شركة ، ما كان صار اللي صار
" في اجتماع أقيم في نفس اليوم "
اللواء فيصل على رأس الطاولة : الرائد سناء تفضلي و أعرضي خطة السنة الجديدة
مهند : بهمس لعبداللطيف : من متى وفيه بنت تصير رائد !
تقف سناء لتنظر إلى عبداللطيف ومهند :أول شيء أرحب بالأفراد الجدد ، راح نحاول بجهدنا ننقل لكم كل خبراتنا " تبتسم بخبث "
مهند يحملق في الواقفة بصدمة ، وقف من الارتباك فوقع كأس العصير على زيّه : ءآآآ .. راح أروح انظفه اعذروني " وخرج مسرعا "
" مازن يضع يده في فمه ليكتم ضحكته "
اللواء فيصل أكبر مثال على اللبيب بالإشارة يفهم : مازن وسناء شكلكم قدمتوا ترحيب محترم لأخوانكم الصغار ، ما تقصرون
سناء : هذا واجبنا سيدي
(الوقت الحالي)
فارس يضحك ليسمعه كل من في الساحة : موقف لا تحسد عليه ، أنت هههههههههههههههههههه كيف ، خلاص بطني " يضع إحدى يديه على بطنه و الأخرى على فمه "
مهند : ليلتها ما نمت و اليوم الثاني ما جيت حتى من الرعب
فارس : يا الله ، شكلها مارست عليكم كل أنواع التعذيب ، بس ما أحس لهذي الدرجة مرعبة
مهند : ما ألومك ما جربت شيء ، يارب يوريني فيك يوم ، بس لما أفكر فيها بعقلانية وبموضوعية على كثر ما تكون قاسية علينا إلا أنها تعلمنا دروس ما نتعلمها في أي مكان
سناء : سيد فارس ومهند ، ممكن تقولون لي في أي فندق راح نسكن ؟
فارس بكل ثقة : أكيد بأفخر فندق في باكستان
سناء ترفع حاجباها : جد ؟ هذا رأيك ؟ واضح أنكم استمتعتوا بالسوالف مره ، راح نسكن برى المدينة في العراء يا أبطال
مهند بإحراج " آسفين
سناء : ما يفيد الأسف ، الملازم مهند يتحتم عليك تتفق مع أحد ملاك الأراضي في باكستان على أرض بعيدة عن العاصمة عشان يأجرها لنا لمدة أسبوع ، والرائد فارس تعال لمكتبي
فارس " خير تكلمني بصيغة أمر ، كأني أصغر عيالها "
(في مكتب سناء)
سناء : خل الباب مفتوح
فارس في نفسه " على أساس تخاف على نفسها ! " : طلبتيني وش بغيتي
سناء : قبل كل شيء وش أهم صفات المحقق ؟ مو كنت محقق سابق ؟
فارس : يكون صاحب بديهة
سناء : لا ، يكون مستمع ممتاز ، أتمنى اللي صار اليوم ما يتكرر ، خلك قدوه حسنة للي أقل منك رتبة " تأخذ نفس " طلبتك عشان أناقش معك تقريرك الأخير عن الهجمات الإرهابية المحتملة خلال فترة التدريب المشترك مع باكستان
فارس : ليه ؟ كان فيه مشكلة بالتقرير ؟
سناء : ولا هجمة مؤكدة وكلها بسيطة جداً ، ما منها خطر ، ابغى الهجمات الخطيرة جدا و المؤكدة
فارس : بس لازم نكون مستعدين لكل هجمة حتى لو كانت غير مؤكدة عشان ما نترك الأحداث لمحض الصدفة
سناء : وش تستوعب من اسم القوات اللي احنا تابعين لها ؟ فريقنا قادر على التعامل مع أي شيء مهما بلغت خطورته و لوحده بدون أي مساعده خارجية ، حنا خط الدفاع الأخير لوطننا ، كيف تتوقع كفائتنا ؟
فارس بمحاولة "تحجير" : أجل ليش تبغين الهجمات المؤكدة بما أن كفائتكم عالية ؟
سناء : اللواء فيصل طلبها
فارس : بدون ذكر أسباب ؟
سناء : نفذ الأمر وبس ، خلك مؤمن بأسبابه
فارس على مضض : بكرة يكون على مكتبك
سناء : بكرة ؟ خلال ساعة يكون عندي لو سمحت
فارس : ساعة!
سناء : ليش مصدوم ، صعبة عليك يالواو ؟ مهند ينهي تقرير كامل خلال ربع ساعة بينما الباقين من نص ساعة إلى 45 دقيقة و أنت ساعة قليل عليك ؟ حاول تجارينا
فارس لنفسه " أظن أني دخلت وحده من قصص القدرات الخارقة " : بس كل شخص له قدرات ، حاولي تراعين الفروقات الفردية
سناء : يعني أنا ما أراعي ؟ عطيتك ساعة وما أراعي ؟! يا تجارينا بسرعة أو أطلع منها يا رائد فارس ، ما أحب لما أركض يكون شخص من فريقي متخلف عننا بأشواط ، مو معناته أنك اجتزت الاختبار البدني يعني أنك منا ، القدرات البدنية مو كل شيء
فارس بتشنج واضح : متخلف بأشواط !! " يأخذ نفس " ساعة ويكون عندك
سناء بهمس بعدما خرج : ما تتغير
...............................
( موسكو بالتحديد أحدى قاعات المحاضرات في جامعة سندس )
الدكتور محمد : وهكذا نكون قد انتهينا ، إن كان هناك سؤال ، أرجوا أن تبعثوه على بريدي الإلكتروني
سندس تهمس لزميلتها نايا : الناس تطورا وهو لسى مصر على البريد الإلكتروني
نايا تضحك برقة : هيك طبعه ، بيحب الأشيا التقليديه
سندس : تتوقعين يعيش في خيمة ؟
نايا : خيمة ، ليه ؟ بالعكس بيته كتير حلو
سندس : يالله ما فهمتي النكته ، خلينا نطلع
( في حرم الجماعة )
سندس : أيه صح نايا ، كيف عرفتي أنه بيته حلو
نايا : معروف الدكتور محمد بحفلاته الكبيره منشان هيك أنا حضرت وحده من حفلاته وكانت شي بيطير العئل
سندس : هذا وجه حفلات بالله عليك ، " بصوت أخف " أكيد دامه سعودي فراح يسوي زحمه وحركات أنا الفلّه بحفلته الله أعلم وش يصير هناك
نايا : شو إلتي ؟
سندس : ولا شيء ، صح نسيت ،فيه سباق ماراثون هنا ؟
نايا : أكيد وفتح التسجيل من كم يوم ، بدك تشاركي ؟
سندس : طبعا طبعا ، كنت عداءة في الثنوي وأخذت ميداليات ذهبية بعد
نايا : ما شاء الله ، لكن شباب الجامعة كتير سريعين ما بتوقع تهزميهم
سندس : وش لي إذا جبت المركز الأول ؟
نايا : اللي بدك اياه
سندس : أجل احجزي لي عشا في أفخر مطاعم موسكو ، لأني أكيد راح افوز
محمد من خلفها : تسمعين بالغرور ؟
سندس : يمه ! أنت دايما كذا تجي من وراي ، استغفر الله " تدفع شعرها بيدها إلى الخارج " هذا اسمه ثقة مو غرور
محمد : بس يظل ، ما راح تفوزين بالمركز الأول
سندس : شايفني حلزون ! أجل أنت بعد لو فزت تشتري لي الكولكشين الجديد من ماك
محمد : ماراح أشتري شيء ، لأنك ماراح تفوزين ، أشوفكم بكره
" بعد ذهابه "
سندس : شفتي كيف واثق من عدم فوزي ، بس أحسن هذا دافع عشان أفوز و أطلع أنا الصح ، أنا بروح عشان أرفع من لياقتي شوي أشوفك بكرا
نايا : انتبهي عحالك
...............................
( في مكتب المحاماة )
سامي : سعد .. سعد تعال لعندي شوي
سعد يفتح الباب : نعم سيد سامي .. آمر
سامي : مافيه أي قضايا اليوم ؟
سعد : لا ما فيه أي قضية لحد الآن
سامي بملل من الوضع الذي هو فيه : شكرا تقدر تروح " بعد خروج سعد " معقولة أني بكمل أسبوع من بداية فتح المكتب ولحد ألحين ما توليت أي قضية .. يارب تجيني قضية صعبة لدرجة أنشغل فيها و أنسى العالم ، أهم شيء تجيني قضية
( في أحد قرى باكستان )
- : حبيبتي ما تبغين تفطرين ؟
- : جايه .. بس ألبس أساوري " بعد خروجها للشرفة " كيف شكلي
- : الله على جمالك .. بس وش عندك على اللبس الباكستاني ؟
- : بديت أحب حضاراتهم وملابسهم ، اكتشفت إن بعض تقاليدهم زي تقاليدنا تقريبا
- : الحمدلله إنك طلعتي من كآبتك وراح تبدين تعيشين حياة طبيعية
- : تنظر لأحد الخرفان الهاربة من الراعي : لا تخاف حياتي الطبيعية راح ترجع قريب " بابتسامة ترقب " قريب كثير ، إلا صح اليوم راح يجون حريم القرية يتغدون عندي
- : و المطلوب ؟
- : تروح تشتري لي أغراض من المدينة
- : طيب ، بس ليه دائما أنت اللي تعزمين ، ليه ما تزورين بيوت باقي الحريم ؟
- : ما أحب أطلع من البيت
- : يا الله منك ، إلى متى كذا ما تطلعين من البيت
- : وش فيك علي مو بيدي الشغلة ، عندي رهاب الخروج من المنزل
- : أحلفي ! ما فيه شيء اسمه كذا
- : كل شخص عنده خوف معين كبير كان ولا صغير .. و أنا خوفي أني أطلع برا البيت .. بعدين وين المشكلة ! ما أحتاج أطلع برا البيت و إذا بغيت أغراض أنت موجود الله يخليك لي
- : آمين
( في غرفة ناصر )
يدخل حمد ليرى ناصر شبه مستلقي على سريره ، كان سيعود أدراجه من هول وقع المنظر عليه .. أن تسمع امرا مختلف تماما عندما تراه بأم عينك ، لقد عدت حيا يا بني عدت حيا : السلام عليكم
ناصر يعدل من جلسته : و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
حمد : الحمد لله على السلامه يا ولدي * يقبل جبهته * ، ما بغيت تصحى وتفرحنا فيك
ناصر : بدري صار لي أسبوع هنا وتوك تجي تسلم .. شكلك مشغول بنقل المرضى من مستشفى لمستشفى ثاني أو مصح
حمد بضحكة : تعرف عدي فلوس وما أدري وين أصرفهم .. فقلت خلنا نصرفهم على المرضى المحبوبين كثير عشان معجبينهم لا بغو يدورونهم ما يلاقون لهم أثر
ناصر : ما ظني المعجبين يستنون عشر سنين عشان يقابلون مرضى كرتهم طاح
حمد : يستنون ياولدي يستنون ولو مئة سنة خصوصا إذا كان المرضى لهم أثر في حياتهم كبير ، هاه قول لي وش قررت ؟
ناصر : بشأن أيش ؟
حمد : بعد ما تطلع من هنا بالسلامة وش راح تسوي ، تجلس بالبيت ؟
ناصر : بدري عى هذا الموضوع .. خلني أرجع أمشي و أخذ راحة كم أسبوع و أتعرف على التغيرات اللي صارت بالدنيا و أواكبها ، بعدين يحلها ألف حلال
حمد : المهم : مكانك لازال موجود ومحد راح ياخذه " يضع يده على كتفه " ارجع يا ناصر يستنونك كثير
ناصر : قلت لك خلني استعيد صحتي أول
حمد يخرج مفتاح من جيبه : خذ هذا شيء بسيط بمناسبة قومتك بالسلامة
ناصر ينظر إلى مفتاح السيارة : الحمد لله أنك أهديتني شيء فكرتك صاير بخيل بما أنك دخلت وما معك شيء
حمد : إلا أنت شكل النومة الطويلة طولت لسانك زود ما هو طويل
ناصر : بالله عليك مو صاير أوسم من قبل
حمد : أبد نفس ما أنت و يمكن صاير أسوأ بعد
ناصر : أنت كذا تتعب حالتي النفسية .. بشتكي عليك
حمد : جب المفتاح جب ما تستاهل السيارة
ناصر : لا لا كله و لا المفتاح ، إلا وش نوع السيارة
حمد : رياضية زي ما تحب ، وفوق كذا تعمل بالطاقة الشمسية بما أنك محب للبيئة
ناصر : أما صار فيه سيارات كذا ، الحمدلله على الأقل ما نلوث الجو وما نخلص البترول
حمد : اللي بقى من البترول قليل يكفي خمس سنين قدام
ناصر : وين راح ! قبل ما ادخل الغيبوبة كان الإحتياطي أكثر من البترول المستهلك
حمد : صار حرق لبعض الآبار وقعد الحريق شهور لما خمد وراح ضحاياه آلاف وكثير مصانع تفجرت بسبب الحريق و بسببه مرت علينا سنتين كساد شديد ، لما ربي أفرجها و ارسل لنا اخوين ابتكروا ألواح شمسية بتكلفة أقل من المعتاد وفعالية أكبر ، فانحلت كثير من مشاكلنا الاقتصادية ، وخصوصا إن دولتنا الشمس فيها قوية فساعد هذا الشيء أن الألواح تكون مفيدة لنا ، ألحين كثير من السيارات تشتغل بالألواح الشمسية
ناصر : بس مين هذولا الأخوين ؟
حمد : صراحة ناسي أسماءهم كانوا أخو و أخته بس كانت أعمارهم بالعشرين مو مره كبار ، بس عباقرة صراحة ، بعد اختراعهم صار عندهم مليارات ، ما شاء الله عليهم ، سناء قد مره قابلتهم فطول اليوم قاعدة تمدحهم وما عندها سالفة غيرهم
ناصر ، بغصة لم يبتلعها : سناء ؟
حمد ، لم يخفى عليه صوته المضطرب : إيه سناء ، كبرت وصارت بنت يعتمد عليها ، ألحين هي تشتغل بقوات المنتهى العليا ورتبتها رائد أول ، من يصدق إن وحده بعمرها هذي رتبتها
ناصر بصدمة لحجم التغيرات الحاصلة : فتحوا هذا المجال للنساء !
حمد : لا بس قوات المنتهى العليا ، تعرف لأنها ما تتبع الجيش ولا أي وزارة فسمحوا بعملها الميداني ، خصوصا و إنها عندها شهادة دكتوراه في التخطيط الحربي الإستراتيجي بعمر صغير زي هذا و فوق كذا قدرات بدنية عالية وحطمت أرقام قياسية في الرماية ، معد صارت هذيك الطفلة اللي تتبعك وين ما رحت
ناصر ، كنت ظلي يا سناء أين ما أذهب أجدك تمسكين بكمي ، حتى أنك استنسخت شخصيتي ، لم يكن لهذه الحياة معنى إن لم تكوني معي بكل خطوه ونفس ، كنت ظلي المنير ، أخشى رؤيتك الآن ، أخشى أن أقابل سناء أخرى غير طفلتي تلك ، أخشى غضبك لأني تركتك بلا وعد أن أعود أو كلمة أخيرة ، أتمنى أن لا تكوني قد تغيرت أريدك طفلة أحملها على ظهري ، بمحاولة ناجحة لتغيير الموضوع : حمد تقدر تجيب دكتور أفضل من هذا ، أبغا أطلع من هنا بسرعة ، مليت يخي ما أقدر أستنى شهر كامل ، طفشت
حمد : الأسبوع الجاي و أنت ببيتك ، العلم تطور وبإذن الله خلال هذا الأسبوع ترجع تمشي وتحرك كل أعضائك راح تقدر ترجع لحياتك الطبيعية
ناصر بسؤال يخشى إجابته : أبوي وين ساكن ؟ ببيتنا ؟
حمد بجواب يخشى تأثيره على ناصر : لا ساكن معنا من يوم دخلت غيبوبة ، بيتكم باعه من زمان قبل سبع سنين يمكن ، تعرف ابوك رجال كبير وما عنده عيال غيرك فطلبته يجي يسكن عندنا ، على الأقل فيه من يطبخ له و ينظف له غرفته ، و أخاف عليه يستوحش ببيتكم فكان أفضل شيء أنه يسكن معنا
ناصر بمحاولة تغيير الموضوع : كيف سامي و زوجتك ؟
حمد : زوجتي ما عليها ، كل يوم تدعي لك تصحى ، شكلك صحيت من ورى دعواتها لك
ناصر : هههههههههههههههههههههههه ما تنساني أم سناء ، يا جعلها الجنة
حمد : أما سامي فحجمه حجم فيل
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ، فيل عاد !
حمد : تعرف الولد على قولتهم عريض المنكبين و فوق كذا طويل إلا فارع الطول أطول منك أنت بعد كلنا نمل عنده ، خصوصا سناء و أمها ، معد صاروا يمشون جنبه بأي مكان عام ، يقولون كأننا رقم مئة سامي الواحد وهم الأصفار
ناصر يدمع من الضحك : هذا الولد طفرة جينية ، أنت طولك معقول وأمه بعد من وين طلع هو " يمسح عينه من الدموع " لازم أشوفه أجل ، قل له يزورني بكره
حمد : صار محامي الولد وفتح له مكتب ، وكل يوم والثاني يتذمر " ما جتني قضية وما جتني قضية ، ليه صرت محامي أنا اصلا " ما عنده صبر ما أدري كيف صار محامي !
ناصر : إذا سامي ما تذمر مين يتذمر أجل ؟
حمد : وأنت الصادق ، ذا الولد مدري وش الحل معه ، مدري متى يصير رجال ، سناء أرجل من ذا الولد بإمكانها تدير شعب كامل ,هو نفسه لحالها مو قادر يديرها ويتحمل مسؤوليتها ، نص الشيب اللي براسي منه
ناصر : ما عليك ، خلني أطلع من هنا بالسلامة وأخليه رجال لك ، بخليه شغلتي واستقعد له
حمد : ما منه رجا
....................................
بما أن الوقت تعدى منتصف الليل ، فلا تنسوا صلاة الوتر ، لعل الله يستجيب دعواتكم هذه الليلة
|