كاتب الموضوع :
شَوْق
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: الأحلام لا تزورها المنايا بل تبقى في الخلود حيّه
قبل ما نبدأ الفصل
أرجوا الله أن يرحم مانديلا ، كثير منكم يقول لا كافر وما ادري ايش بس يبقى له أعمال إنسانية تخلد في التاريخ ، يعني اللي يقرا سيرته يحس أن حنا وحنا مسلمين بعضنا ما حاول ينجز ويغير في حياة البشر مثل ما سوا مانديلا ، أعتبره إنسان رائع بنظري
مدخل للجميل فاروق جويدة *
علمتني الأشواقَ كيف أعيشُها
وعرفتُ كيف تهزني أشواقي
كم داعبت عينايَ كل دقيقةٍ
أطياف عمرٍ باسمِ الإشراقِ
كم شدني شوق إليكِ لعله
ما زال يحرق بالأسى أعماقي
...
أو نلتقي بعد الوفاءِ .. كأننا
غرباءُ لم نحفظ عهوداً بيننا
يا من وهبتُكِ كل شيء إنني
ما زلتُ بالعهد المقدسِ .. مؤمنا
فإذا انتهت أيامُنا فتذكري
أن الذي يهواكِ في الدنيا .. أنا
رواية الأحلام لا تزورها المنايا بل تبقى في الخلود حيّه #بقلمي
- الفصل الثاني -
سناء ، أيريدني ميتة بكلماته المستفزه ، يا ليتني أصفعك الآن لتعلم كم من المفترض أن تفكر قبل أن تنطق بـِ " بس ! " : إيه بس واحد اثنين ثلاثة أبدأ
مهند : تتوقع يتسلقه خلال كم ؟ عشر دقايق ؟
عبد اللطيف : هذا إذا ما خذا ثلث ساعة
مهند بسخرية : لا تتوقع إن كل الناس مثلك في بداياتهم
عبد اللطيف : يستحسن تسكر فمك ألحين، على أساس إنك تسلقته في 19دقيقة تفرق عن ثلث ساعة ! أص بس ، مسوي يعنني أفضل
فارس ، لا أعلم كم استغرقت الآن لكني أرجو الله أن أتسلقه في الوقت المحدد ، أحتاج وبشدة أن أُقبل هاهنا .. يقف على رأس المبنى ليضغط زر النهاية ... بصراخ : كم ؟
سناء ، تكاد أن تحطم المؤقت بيديها من فرط الغضب .. كيف له فعلها إن بالأمر معجزة ،استغرقني يومان لأحطم الرقم القياسي السابق ، أعلن الحرب عليك يا فارس متجاهلة يسار صدري الذي يشتاقك ، بهمس : خمس دقائق بالضبط
فارس لماذا لا تخبرني ! : كم جبت أقول !
مازن يأخذ المؤقت من سناء : خمس دقائق يا فارس" بابتسامه صادقة " أنت مقبول
فارس ، يسجد سجود شكر ، الحمد لله الحمد لله ، يارب رحمتك دوما تشملني ، لا أدري كيف أشكرك ، سأحمي هذا البلد من كل فتنة تقع فيه لعلي أطبق شرعك بالحق و أشكرك على نعمك ، ينزل بالحبل المثبت على خاصرته ، على الأرض : يعني من بكره أداوم ؟
مازن : لا بكره نسلمك الزي العسكري ونعطيك بعض الملفات عن بعض القضايا الحالية عشان تكون مواكب لنا وبعد بكره تداوم
فارس : وش راح تكون رتبتي ؟ مقدم ؟
مازن : لا بما أنك محول من جهة ثانية فعادلنا لك الرتب فتصير رائد أول
فارس وكأنه لم يعجبه : أهم شيء أني قبلت .. يلتفت لسناء التي لا تزال مصدومة في مكانها و بإغاظة أخرى .. شكرا على تساهلك معي آنسة .. ؟
سناء ، تعود للواقع .. تساهلك معي ! سأريك فور أن تعمل هنا الجحيم ونرى هل تستطيع وصفي بالمتساهلة معك أم لا ، بصوت مقتضب : الرائد سناء
فارس ، سناء ! لا يليق بك أبداً ، أين السناء وأين أنت ! ..يضع يديه على رأسه أثر صداع مباغت .. عاد لي الألم مجددا ! : شكرا الرائد سناء
.........................
في بيت سناء
سناء تمشي مسرعة لغرفتها
حمد : وقفي وقفي على وين ؟
سناء تنقلب فجأة لجندي يخاطب سيده : على غرفتي
حمد : اجلسي أول شيء بكلمك
سناء ، تجلس مقابلةً له : سم يبه
حمد : تدرين باللي صار لناصر ؟
سناء وكل الأفكار السوداء تقفز لرأسها ، ماذا حدث الآن ! بعد أن كان غائبا عن الوعي لعشر سنين ماذا حدث اسوأ من هذا ، ماذا سيوجع قلوبنا أكثر ، أرجوك أجعله حي يا رب ، لا أريد أن أفقد جزءً مني يا رب يكفيني ما فقدت : وش صار ؟
حمد : أفاق من غيبوبته و لله الحمد
سناء ، تعتلي وجهها الصدمة ، أفاق بعد عشر سنين ! كم أنت رحيم يا إلهي كي ترسل رحمتك على هيئة ناصر ! كم دنيا تكفيني لأعبر عن فرحة تخالجني لخبر كهذا ! كم " حمدلله " سأردد طيلة عمري لعودة ناصر لحياتنا أو بالأحرى حياتي ! والله أرى الدنيا ترقص لي و الدموع في عيني دليل على فرحتي ، لم أبكي قط لحزن يفتك بي ، لكن عودة ناصر أمر مبكي وجدا ، عودة ناصر تعني أن لدي سبب لأبتسم وتعني أن الضوء سيعود لينعم علي بخيره ولن يشحب جلدي مرةً أخرى : طيب أبغا أشوفه ؟
حمد : لا ، أنا مخفيه ألحين حتى سالم ما يدري ، بس أنا و أنت ندري عن خبر إفاقته
سناء : ليه ، فيه أحد راح يدور عليه ؟
حمد : أكيد كل الأشخاص اللي ناصر كان سبب في القبض عليهم راح ينتقم لهم أتباعهم ، ولا ننسى سلمى إذا درت بتحرق الأرض واللي فيها إذا ما كان عندها علم ألحين
سناء : بس هي بعد ما دخل بالغيبوبة ارسلوها لمنفى في باكستان ! وفوق كذا انتم اقمتم هدنة معاها إنها توقف نشاطاتها واعمالها بمقابل انكم ما تلاحقونها ، يعني مستحيل توصل له الحراسة هناك قوية !
حمد : لو أننا نتكلم عن شخص عادي ممكن نقول كذا بس حنا نتكلم عن سلمى ، مستحيل يوصل لها خبر وما تتحرك ، ناصر وجوده يستفز سلمى لأنه هو الوحيد اللي قدر يمسكها بعدين دخل في غيبوبة ، بالنسبة لها ناصر مصدر خطر ، وهي أكيد راح تنتقم و تعرفين ناصر مستحيل يسكت لها ؛ بعد اللي سوته فيه
سناء : يعني ؟ احتمال كبير إنها تعرف ألحين
حمد : بس ما تعرف مكانه
سناء: و عمي سالم أيش بيصير عليه ؟
حمد : راح أحاول أخليه يروح يعتمر ، مكة محظورة على سلمى
سناء : محظورة على أتباعها ؟
حمد : راحت عن بالي ، خلاص بحط حرس على بيته
سناء : بس كذا راح يشك ! لازم تعلمه هذا ولده مهما كان و الوحيد الباقي له
حمد : أمرنا لله ، خلاص روحي أرتاحي باقي كم يوم على السفرة ، الله الله بالتدريب و انتبهي لنفسك
سناء : إن شاء الله
....................
في إحدى جامعات موسكو
سندس تدخل الجامعة كأول يوم لها
سندس ، تنظر في خريطة جامعتها لترى لأي قاعة ستذهب : آه يعني في المبنى الثاني ، يوه مشوار طويل ، لو أني مو لابسة كعب آخ بس أفضل لي أسرع
بعد مسيرة نصف ساعة
سندس : أف وين راح المبنى يخي مين المصمم الحيوان اللي حط ألف مبنى لجامعة أستغفر الله بس ! ... تخاطب أحد المارين بالروسية .. أنت لو سمحت هذا المبنى " تأشر على الخريطة" أين يقع ؟ لأني لم أستطيع قراءة الخريطة جيدا ولقد كنت أمشي لمدة نصف ساعة ولم أجده
الرجل : إنه في الجهة المعاكسة على بعد خمسة مباني
سندس : في الجهة المعاكسة ! لكني للتو كنت هناك ، لكن شكرا " تعود أدراجها " ما أدري هو أنا اللي ما شفته أو إن هذا يكذب " تقف عند المبنى " شكلي أنا عمياء اليوم " تدخل إلى الداخل " صبر صبر هذا السيكيوريتي كان هو نفسه اللي في المبنى الأول اليوم , لو سمحت قبل نصف ساعة هل كنت في مبنى آخر ؟
السيكيوريتي : لا أنا مسؤول عن هذا المبنى فقط ، لكني رأيتك اليوم آنستي
سندس : شكرا شكرا ، والله أني عمياء جد كل ذا المشوار وأطلع داخلته في البداية العتب على النظر! يوه طيب تأخرت ألحين أف أف
في القاعة
سندس ، تفتح الباب : آسفة على التأخير
محمد : آنسه سندس صحيح ؟
سندس ، مطأطئة الرأس: نعم ، لكن أعذرني لأني لم أجد المبنى و استغرقت نصف ساعة لأبحث عن ثم اكتشفت في نهاية الأمر أني دخلته منذ البداية لكني لم ألحظ
محمد : لكنها ليست مشكلتي أنكي عمياء ولا ترين ما هو مكتوب عند مدخل المبنى ، سأضع بجانب أسمك متأخرة
سندس : لكن !
محمد : تفضلي وخذي مقعدا لقد بدأنا بالفعل و أنت قاطعتنا
سندس ، لن يكف هذا عن توبيخي ! : حسنا
بعد انتهاء المحاضرة
محمد : حسنا بالغد أرجو منكم الحضور مبكرا
سندس بصوت منخفض وهي تهم بالخروج : يعنني أدق بالكلام !
محمد : الي فوق راسه بطحا يتحسسها !
سندس ، بإحراج تغلق الباب بسرعة وتجري
بعد مرور دقائق
سندس : يممممه وش ذا شكله خليجي ! لا ياربي الحين بينشب لي ! أف
من خلفها : ليه شايفه أن كل خليجي راح ينشب لك
سندس تضرب صدرها بيدها علامة على الخوف، بصراخ : يمه! فجعتني الله يفجع العدو ، ما تعرف تعلن عن وجودك بطريقة ألطف !
محمد : لي ساعة وأنا أناديك عشان أعطيك جوالك نسيتيه بالكلاس ، كنت باخذه معي عقابا على تأخيرك بس رحمتك يوم شفتك تركضين
سندس ، وعدنا إلى التأخير ! ، بحرج : شكرا
محمد : بس صح ليه كل الخليجين بنظرك انهم احتمال ينشبون لك ؟
سندس : مو احتمال إلا أكيد ، ما يصدقون على الله يلاقون وحده من بلدهم إلا ويلزقون فيها !
محمد: طيب لا تعميمين
سندس: الأغلبية تحكم وبعدين اللي محترمين نوادر ألحين
محمد : و أنا نادر ولا لا ؟
سندس :ممممم .. تنظر إليه من أعلاه إلى أخمص قدميه ..لا ، مع السلامه
محمد ، بعد ذهابها : هههههههههههههههههه هبلة ذي البنت ! وتقول لا بعد بوجهي
.................
فارس بصوت متشرب بالفرحة : علا علاء ، وينكم شباب
يركضون مسرعين ليهبطوا الدرج بدفعة واحدة : هاه بشر كيف ؟
فارس : لو تشوفون وجههم كيف كان " يسقط ضاحكا " خصوصا ذيك اللي اسمها مدري ايش بغت تفقع لي وجهي من قهرها
علا : طيب قل لنا ايش سويت ؟
علاء : أكيد كسرت الدنيا !
فارس : صح عليك ، يخي تعجبني عارف أخوك
علاء : جد والله!
فارس : لا بس كسرت باب وزنه طن او قريب من الطن
علا : بسم الله على قلبك ، باب وزنه طن وكسرته وتقول بس !
علاء : حماااس يا شيخ ، قول لي كيف ؟
علا بنظرة معاتبة : حنا نبغى نعقل جنونه تجي تقول حماس روح هناك، زدت الطين بلّه
فارس : أيش أسوي ما فيه طريقة أني أقبل فيها غير كذا
علاء : على فكرة أيش هو الشغل حقك اصلا !
فارس : لا أحلف ، بدري
علاء : لا جد ؟ مره شرحت لي وما فهمت
علا تضع اصبعها على رأس علاء : بسبب التنكة اللي براسك
فارس : شغلي يا طويل العمر يحتاج ناس موهوبين بجد ومو أي موهبه النخبة بس
علاء بتعقيدة حاجبين : كيف ؟
فارس : يعني مو بس تكون عندنا لياقة بدنية عالية وخلاص لا يكون عندنا عقل مصحصح ، مثلا واحد من الألوية اللي هناك أسمه فيصل هذا يعتبر جهاز كشف كذب بشري
علاء بتهكم : الله يخلي الأجهزة
فارس : الأجهزة ما تكشف كل الناس ، فيه ناس كاذبين بطبعهم حتى نبضات قلبهم ما تتغير ، وهنا يجي دور اللواء فيصل ، يعني يجبرك ما تفكر بالكذب قدامه ابدا ! إنسان مرعب بنظري وكان احد مؤسسين قوات المنتهى العليا
علاء : طيب بس لسّى ما شرحت طبيعة عملكم
فارس : ايه صح ، حنا منظومة تقدر تقول حكومية ومو حكومية يعني مو الحكومه اللي انشأتها ، جا شخص قبل 24 سنه انشأها وكان غرضه يجمع ناس نادرين بحيث يقضون على الفساد ، بعد مرور السنين اعترفت فينا الحكومه وصارت رواتبنا منهم بس لحد الآن نعتبر منظومة غير حكومية
علا : أي فساد تقصد ، يا كثر الفساد وما اشوف احد قضى عليه
فارس : حنا مو معروفين مره وكل اعمالنا بالخفاء يعني ما نجي ونعلن حنا سوينا وفعلنا وكذا ، بس الفساد جزء كبير منه مقضي عليه والفضل راجع لنا بعد توفيق ربي ، وفوق كذا شغلنا مو على المستوى المحلي وبس ، لنا أعمال مشتركة مع الدول الثانية ، يعني بعد كم يوم راح نروح باكستان عشان نطبق التدريب المشترك
علاء : توك قبلت هناك ، وتعرف ذا كله ! هب عليك عطني فلاحتك لو شوي
فارس : قل ما شاء الله ! لازم إذا ابغى انجح في مجالي اكون ملم عنه عشان ارفع نسبة قبولي ولا راح اصير شخص عادي
علا : فيلسوف زمانك !
فارس : احسه شيء بديهي أني أكون كذا
علاء بسخرية : لا حنا أغبياء مره لا تشره علينا لما نجهل الأشياء البديهية حضرت جنابك
....................
بصوت اخترق الساحة : ططيييييييييييف !
الكل ينظر لصاحبة الصراخ
طيف بابتسامه : تقى الله يرج ابليسك فقعتي طبلة اذني
تقى : تصدقين ادورك من اليوم ، وينك فيه ياجنية
طيف : جنيتك كانت في المكتبه
تقى : تستهبلين ! أول مكان دورت فيه هناك
طيف تلعب بشعرها : يمكنك ما انتبهتي لي أو أنك دورتي قبل ما أجي
تقى : يمكن ، إلا صح ايش مسويه امس ، اسمع الفصل يشتكي منك
طيف : خليهم المدلعين ، زعلوا عشان الاستاذه معطيتهم واجب !
تقى : بس يمكن جد مضغوطين في الدراسه
طيف بسخرية : ايش اللي مضغوطين ! اوريك محادثاتهم في القروب نصها نكت تخيلي ! قسم بالله ما ادري ايش اقول ويا ريتها تضحك الا سامجة , وفوق كذا درجاتهم في الاختبارات زفت في زفت ومزعجين وما يسوون مشاريع وتسيب فظيع !
تقى : طيب أنقلي من الفصل ايش اللي مصبرك !
طيف : موب طالعة قاعدة على قلبهم عشان لما تطلع النتيجة اخر السنة ويشوفون نتائج الفصل اصير قيمة متطرفة ويصير في فجوة ، راح احسسهم انهم ناس بهايم ! همهم بطنهم وبس ولا ننسى الشكل والبرستيج ! ما يقدمون أي فائدة لمجتمعهم ! ما ادري كيف عايشين
تقى : خلاص خلاص روقي ، اخاف تقومين علي انا بعد
طيف : رحتي لموعدك امس ، كان الصبح صح ؟
تقى : ايه عشان كذا غبت بس من فلاحتي راحت علي نومه
طيف تضربها على رأسها : أنت هبلة ولا متبلدة ! ايش اللي راحت علي نومه هذا موعد قلب كيف ما تروحين
تقى : خلاص طيف ، جد والله ما قدرت اقوم من التعب
طيف : تحجزين موعد ثاني وتروحين له فاهمة ؟
تقى : يصير خير ، كتبتي شيء جديد ؟
طيف : من زمان ما كتبت !
تقى : غريبة ، مين كانت بتهفني كف عشان قاطعتها خلال طقوس كتابتها
طيف : لازم أكون بمزاج يصل لذروته يعني يا سعيدة مره او زعلانة مره ، شيء يعطيني دافع اكتب عشان يطلع حلو مو أي كلام
تقى : طيب يا شاعرة زمانها ، اول ما تكتبين شيء جديد علميني
.........................
ناصر ، أنا لا أدري كيف سأتكيف مع الحياة التي أعلنت العفو عني لأستيقظ ، حقا لا اعلم ماذا سيحدث؟ أن أفقد عقدا كاملا من عمري ، وجع يبدأ بكوني عاجز إلى الآن وينتهي برؤيتي لأبي ، رأيت أناس كثر تتوقف حياتهم لسنين ! لكن أن تتوقف حياتك قسرا وبدون أي إنذار ! حتى الآن لم أرى أبي ولا أعلم لماذا لم يزرني حتى الآن ، لكني أعلم أن خلف الموضوع أمر عظيم ولا أدري لماذا اشعر أن لخالي حمد يد بالموضوع
الممرضة :فيه زائر لك سيد ناصر
سالم يدخل بوقار وعصا يتكئ عليها بيد خط عليها الزمان : ناصر ! ، تحشرج الصوت في حنجرته ، عشر سنين وأنا ازورك كل يوم آملا في أن تستيقظ لعلي أفرح بك بعد رحيل الكل ، تهاوى سالم على الأرض ليسقط كالطفل منتحبا بالبكاء ، الحمد لله الحمد لله لك الفضل والمنة ناصر أنت حلم يا وليدي أنت حلم ؟ احلف بالله أنك ناصر
ناصر بصوت بح من تزاحم البكاء في الحنجرة : يبه يبه، يضع يديه على وجه مخبئا الحزن على حال والده من بعده وسعادةً برؤيته
سالم : كل يوم كنت أجيك اقول يلّه ناصر قوم بس ما كنت ترد علي استناك تحس بالشيبة اللي ماله إلا أنت تقوم تعاونه بس يا وليدي كنت جثه هامده ! سمعتني يا ابوك ؟ كنت اناديك بس شكلك ما سمعتني ! ياقوة قلبك ياناصر تخليني انتظرك عشر سنين ! ياقوة قلبك علي ... يحاول الوقوف لكن الصدمة توقعه ارضا مجددا ، فيحبي حتى يصل إلى السرير ليجلس عليه ... ليحضن ناصر
ناصر : يبه ، آسف يبه بس قضاء وقدر كلنا غافلتنا الدنيا
سالم : متشبث بابنه : ياروح أبوك لا تخليني ما بقى إلا أنت يا نظر عيني
ناصر توجعني فكرة أن يفقدني أبي ! يوجعني ضعفك المترائي في كبر سنك كيف للدنيا أن تجمع كل احزاني وتضعها بك ، اتقبل ان احزن لأي أمر ولا أن أحزن عليك ، لم تعد الرجل الذي يحملني ، أنت الآن تحتاجني لأحملك ، انتظرني أبي سأعود لسابق عهدي ولن تحتاج لأي كائن كان ما دمت موجودا .. يقبل كتف أبيه : وعد يبه ما اخليك ، ما اقوى فراقك
...........................
في الصباح الباكر
سناء تنزل للأسفل ، بمزاج لا يطاق : على فكرة ستايل شعرك يضحك روح غيره
سامي : مانيب راد عليك بذا المزاج الخايس ، أعرفك تشوفيني أجمل واحد بالمزاج المعتدل ، بس الله يسامح اللي خرب مزاجك
سناء ترمي بنفسها على المقعد : اسكت اسكت مافيني اسمع حكي كثير ! كفايه اللي بقابله في الدوام
سامي : اوف اوف لا و تسكتيني بعد ، مين اللي بتقابلينه في الدوام ؟
سناء : انسان مستفز لأبعد درجة يمشي ويقول أنا مافيه مثلي بالدنيا ، متقن كل شيء لدرجة آخ
سامي يجلس امامها ويقرب مقعده : احم .. يعدل نظارته .. هذا من منظوري يسمى غيره !
سناء : ايش اللي غيره ! انا احسن منه
سامي : وهذا غرور
سناء : لا يخي ممكن نكون متساوين بس هو اسلوبه في عمل الاشياء ! يخي استعراضي ! أنا علمتك لما كسر باب التدريب !
سامي : ذاك اللي وزنه طن !
سناء : ايه ذاك ، هو مفروض يفتحه بدف خفيف راح كسر الباب كله ، ولما قال له مازن أنه محد فكر زيه ، استغرب وبصوته الخايس قال.. تضخم صوتها .. : ليه هو كيف ينفتح ؟
سامي بضحك : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه يا الله تكفين خليني اقابله
سناء تقاوم ابتسامه تتسلق شفتيها : ما يضحك الا مستفز ، شايف انه هو اللي محد قده
سامي : خليني محاميك وراح ارفع قضية عليه
سناء : اقول اسكت من يوم فتحت مكتب لك وأنت اصير محاميك وارفع قضيه يخي اسطفل
سامي : أنت تجرحين المشاعر ، كيف اللي يشتغلون معك ما صاروا نفسيات أنا صراحة مستغرب أنهم ما تمردوا عليك لحد الآن أنت و اسلوبك الجاف ذا فكي اساريرك .. بلهجة مصرية ..وخلي الدنيا تضحك
سناء تنظر له بنص عين : يا ربي يا ركيك ، آسفة لأني جرحت مشاعيرك الحساسة ، وبخصوص اللي يشتغلون تحت يدي أنا ممشيتهم عالصراط المستقيم
سامي : ما تكونين أختي اللي أعرفها إذا ما سببتي رعب للي حولك
سناء : اقول قم وجب لي دونات ، ما افطرت
سامي : أنت كل صبح دونات ما تخافين تسمنين ، ما تهتمين لجسمك ؟
سناء : أهم شيء أرضي بطني ، بعدين التدريبات اللي اسويها كل يوم كفيلة بأنها توخر ألف دونات
سامي : بس حتى لو كلي شيء مفيد
سناء : يرحم أمك فكني من نظام الصحة ما الصحة كفاية ماما تأكلني سلطة فواكه وخضروات كل يوم
سلوى تدخل للغرفة : يا عيون الماما ، إن شاء الله مو عاجبتك ؟
سناء تقبل يديها : كيف ما يعجبني، أي شيء تسويه يدك حلو
سامي ، بضحك : محد قمط
سلوى : أنت اسكت وجب لأختك دونات ما تشوفها نحفانه
سناء من خلف أمها : اسمع اسمع ، الحمد لله ظهر الحق .. تحرك حاجبيها لتغيظه ..
سامي : الحزب الأنثوي بدا شغله ، امشي معي اشتري لك دونات و اوصلك عشان ما تقوم قيامتي !
سلوى : يا ولد عيب
سناء : مع السلامه ماما
سلوى : انتبهي لأعصابك لا تتلف اليوم
سناء وانفرجت اساريرها اخيرا : احاول
....................................
في ساحة التدريب
سناء تصرخ بالجنود : اسرع
مهند يتسلق المبنى التدريبي : عبداللطيف ، مو كأنها معصبه شويتين اليوم ؟ بالعادة ما نبدأ بالتسلق !
عبداللطيف : شف اللي جنبها وتعرف ليه
مهند ينظر للخلف : اوه السيد واو هنا ... تفلت يده ليسقط ارضا ..
سناء تسكب عليه الماء : يمكن المويه تصحصحك شوي عشان تتذكر إنك لما تتسلق ما تشغل نفسك بأي شيء ثاني زي السوالف مثلا ، تخيل لو أنك في حالة حرب بتترك كل شيء وراك عشان تسولف ؟ في ذي الثواني ممكن يموت عشرات تحت قيادتك لأن حضرت جانبك قاعد تسولف سوالف حريم !
مهند بنفسه" وأنت وشو" !
سناء : ارجع تسلق والحق بعبداللطيف يلّه
فارس : ما تشوفين أنك شوي قاسية عليهم ، يعني هم حرام طول وقتهم تدريب عطيهم متنفس شوي يعني
سناء : ما اشوف هذي قسوه ابدا ،انا لازم اعلمهم المسؤولية لأنهم يوم من الأيام راح يكونون ماسكين مناصب اعلى وتحتهم ناس كثير مسؤولين عنهم غير الوطن اللي هم مفروض يكونون مسؤولين عنه
فارس : و إذا الشخص اصلا ما عنده ذرة مسؤولية ؟
سناء : يخلي مكانه لشخص اجدر
فارس بصوت منخفض : اخلي مكانك طيب !
سناء بظرة حادة : إذا اخليت مكانك ... تسير مبتعدة ... ما هذا أشعر أني مرتبكة أمامه لا أعرف أن اصف الكلمات بجانب بعضها البعض ليخرج معنى سوي ، كيف لك أن تكون مؤثرا لدرجة أني أسقط بصوتك فقط ، لا أظني سأستحمل فترة أطول ، يجب أن أجهضك بأقرب وقت ممكن
مازن من بعيد : سناء فارس اللواء فيصل ينتظركم في مكتبه
فارس ، حان الوقت لنقابل سيد الرعب أرجوا أن تسير المقابلة الأولى على خير
في مكتب اللواء
فارس وسناء : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فيصل : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. يلتفت لفارس ... سمعنا عن الرجل القوي اللي كسر بابنا
فارس ، فاتحة خير أن أحرج هكذا ! : ما كان عندي إلا هذي الطريقة عشان أقبل هنا
فيصل : وليه تبغى تقبل هنا ، وش اسبابك ؟
فارس ينظر لعيني فيصل ، بجدية : ابغى انتقم لأمي
...................................
في مدرسة طيف
تدخل للفصل في صباح حار لتجد ظرف على طاولتها
طيف ترفع الظرف وتخاطب الفصل : مين صاحبه ؟ .. تفتحه لترى ما فيه ... وبصدمه ترى صورة لفتاة شبه عارية ! تنقل عيناها لوجهها ، لتشهق واضعة يديها على فمهها : ....
................................
استغفر الله ، لا تشغلكم عن الطاعات
أستودعكم الله
|