يتحدث عن أسئلة بلا أجوبة :
من , وكيف , ومتى , وكم , وأين , ولما , وعلاما , وهل , وماذا , ولماذا , فما , وكيفما , أسئلة كثيرة بلا أجوبة , لاأحد يريد أن يجيب , أو ربما ملوا كثر الأسئلة , أو ربما غضبوا قلة الأجوبة , لكن هناك أسئلة بلا أجوبة , علامات أستفهام وتعجب بدون شرطة أو نقطة , كيف , يجب أن تحل , لماذا , هل عيب , ماذا تخشى , فما يمنع , من تخاف , هي معادلة أم مجرد أدب .
الجميع يختبئ خلف الأجوبة , الجميع يحرج أمام الأسئلة , لكن السؤال , دعوني أصوغها بشكل مختلف , لكن المشكلة ليس بقلة الأجوبة , بل صدقها , عندما تجيب أحدا بدون كذب , فلن يعود ويسأل , ستخجله , كن ذكيا , أجبه قبل أن يسأل , ألجمه , كي لايؤذيك ويسأل , عرف بنفسك للجميع دون هرب أو تخبط , لأن الحقيقة تريح , يارجل , هذا أنت , مايمنع لو قلت ذلك , أتستحي من نفسك , أسمي هكذا , عمري هكذا , فما , أهناك مايخجل , أجب لاتترك فراغ أو حتى ثغرة , حسنا , أسألني أن كنت تحب .
- سأل : من أنت ؟
- أجبت : من تظن ! أنا من التراب وإلى التراب أعود .
- سأل : كم عمرك ؟
- أجبت : 30 سنة يارجل , أحسها قرنا ودهرا , وهن العظم وأشتعل الرأس شيبا .
- سأل : ماعملك ؟
- أجبت : مثل عملك , خزيا وعار (أراقب الناس) .
- سأل : في أي يوم نحن ؟
- أجبت : لا أعرف , كلها تتشابه في نظري .
- سأل : كم ساعة الآن ؟
- أجبت : لم ألحق وأعرف .
- سأل : علاما تتأمل ؟
- أجبت : حظي وماسيكتب , هل تراه يخفي جيدا .
- سأل : لما صمتك ؟
- أجبت : تعبت مخاطبة السفهاء والحمقى يارجل .
- سأل : فيما تفكر ؟
- أجبت : أشياء كثيرة , لكن مايشغلني فعلا , سؤالك التالي .
- سأل : مايبكيك ؟
- أجبت : الذي لايبكيك , ذنوبي وهمومي وأحزاني .
- سأل : ماذا تكتب ؟
- أجبت : مثلك تماما , أكتب ديوني .
- سأل : ماذا تكره ؟
- أجبت : أهناك غيره , الماضي , فلن يعود أو ينمحي .
- سأل : علاما تبتسم ؟
- أجبت : أنظر إلى الطفل المسكين هناك , يضحك ويلعب مع الجميع , لكنه لايعلم بأنه سيبكي وحيدا عندما يكبر .
- سأل : كيف عشت ؟
- أجبت : لاأدري , صدمت أعيش الواقع .
- سأل : هل خسرت ؟
- أجبت : الكثير والكثير , لكثرها نسيتها .
- سأل : أربحت شيئا ؟
- أجبت : بالطبع , لكن ماأريده لم أربحه .
- سأل : أين جرحت ؟
- أجبت : في الصميم , جرحا غزير , بلا أسلحة .
- سأل : كيفما تلبس ؟
- أجبت : كما أريد , لا كما تريد , أعرف مقاسي وحجمي جيدا .
- سأل : فما جنونك ؟
- أجبت : الأدب والحكمة والفلسفة , أوتدري , أنتظر , الهدوء والأحترام وحسن الخلق .
أجبتك , فما الآن , ماذا حدث يارجل , أنا ربحت وأنت خسرت , أنا نجحت وأنت رسبت , فلم أترك سؤال ولم أحذف جواب , كورقة الأمتحان , كن جاهزا كن مستعد , أشبعت غرورك , نعم , أشبعت فضولك , نعم , أجبتك على الأستفهام والتعجب , ووضعت شرطة ونقطة .
الكل رضى والكل فرح , لكن هناك شيئا لم تعرفه , دعني أقولها على السياق , هناك سؤالا لم أجبه , وأنت لم تسأله , ربما نسيت أو فضولك قتلك , أردت أن تسمع جوابا بمستواك يليق , غبي , لم تسألني , لما قلت لك أسألني , أتريد أن تعرف لما ولماذا وعلاما , كي أحس أني عظيم ذو شأن , أعلمك الحياة بالأجوبة , تسألني جاهلا , أثقفك وأجيب , سؤالي الأخير وأجابتي , أن سألت سؤالا بلا أستفهام , سأجيبك جوابا بلا تعجب .