فرانك المعتوه من هو :
شخصية شهيرة جدا , تخطت شهرته كل أحد لاعبون وفنانون وممثلون وحتى رؤساء دول , وصف بأنه أشهر رجل يمشي على الأرض , حليق الرأس (أقرع) , أبيض البشرة , ذو شارب وذقن كثيف نوع ما , طويل القامة مفتول العضلات رشيق للغاية , أوشام كثيرة حفرت على جسده يعبر كل وشم فيها عن فترة ما أو مصيبة أو صدمة هزته ذات يوم في حياته , قاس القلب لاترمش له عين , ناقض نفسه إذ يتمتع بخفة ظل رهيبة وطيبة خلق يحب مساعدة الآخرين من محتاجين وفقراء ومشردين , غني يملك مالا لايعد لشهرته والعقود الضخمة التي وقعها مع كبرى شركات الأعلام والمصارعة , كريم جدا لايبخل على أحد , كاريزما مجنونة في تصرفاته تبهر الفؤاد لكل من رآه أو سمعه , ذكي ذو حدس عالي يعرف مايريد الناس وكيف يحركهم ويصيبهم في مقتل , أنيق الملبس والمظهر , قيل بأنه يتمتع بذكاء حاد يتخطى به عقول البشر بمراحل كثيرة , يكره بشدة من ينظر إلى عينيه لفترة طويلة من الوقت بل يتشاجر معه يهينه ويذله .
نشأته وعائلته :
ولد في أمريكا لايعرف أي ولاية بالتحديد , فعائلته توفيت جميعها في سنة واحدة كأن لعنة ما أصابتها حينما كان يبلغ من العمر 13 عاما , أنتحر والده لشدة فقره وعدم قدرته على مساعدتهم بعد تناوله كمية كبيرة من الأدوية , هرب (فرانك) بعد شهرين مع والدته وشقيقه المعاق من مكان إلى آخر بحثا عن لقمة عيش ضورتهم جوعا , دون أستطاعتهم أن يجدوها , توفيت حينها والدته مصابة بمرض السرطان الخبيث لازمها معظم فترات حياتها إلى آخر أيامها قابعة على رصيف أحد المستشفيات التي رفضت أدخالها للعلاج لمدة تجاوزت الثلاثة أيام لعدم توفر المال لديهم , أربع شهور لم تتم كان شقيقه المعاق يلومه على ماحدث لأسرته لأنه لم يساعدهم وقت محنتهم , فكان للقدر جواب آخر أقسى وأمر فأصابته ضربة شمس حارقة توفي على أثرها , عاش مشردا يتيما فقيرا بعدها سنوات طويلة والحزن والهم لايفارقه أبدا , تركته عائلته وحيدا يذود في هذا العالم الموحش , يواجه الموج وشدته دون أن يعلموه حتى أن يسبح .
أسمه ولقبه :
أسمه (بول جاك) , لقب نفسه بفرانك المعتوه لأسباب عدة أما فرانك فكانت والدته تخبره دائما بأنها أرادت أن تسميه بذلك حين أنجبته ألا أن والده رفض ولم يريد , فسمى نفسه فرانك ليحقق أمنية والدته ومنها يخفي حقيقته شيئا ما , أما المعتوه فهي صفة ألتصقت به مذ كان صغيرا حيث عاش مشردا ينتقل من مكان تلو الآخر يتصرف بغرابة أطوار لا متناهية , يكلم الناس بأشياء لايصدقها عقل فأطلقوا عليه معتوه , فأحب ذلك اللقب وضمه إلى أسمه لتكتمل تحفته المجنونة ويعيش طوال أيام شهرته بأسمه ولقبه الغريب الذي عرف به (فرانك المعتوه) .
حياته :
تلك الصدمات والصفعات التي تلقاها في صغره وماحدث لعائلته بمرآى من عينيه دون أن يقدر على فعل شيئا لهم هي من جعلته بتلك العبقرية والجنون , عاش أيام صعبة ثقيلة لاتمر , شيبته قبل سن الثلاثين كل عين يرآها يشاهد فيها تأنيب ضميره ويلوم نفسه على ماحدث , ينام ويجلس لايتذكر فيها عدى كلمات والدته الأخيرة قبل موتها عندما كانت تقول له : (أصرخ يابني أصرخ , لعل صوتك يسمع) , ليال أرقت جفونه يحلم جالس حينها كيف يخبر العالم ماجرى لأسرته كيف عاشوا وماتوا , دون أن يعرفهم أحد أو يشعر بهم , منبوذون نكرة , كأن القدر كتب لهم أن يموتوا ليحيا هو وينفجر في وجه العالم بمن فيه وعليه يلومهم ويعاقبهم عن كل ماحدث , أحترقوا لينيروا له الطريق , طريق المجد الذي حلم به الجميع , كان التكلفة غالية جدا ولاتعوض لكنها أستحقت كل تلك التضحية في النهاية .
نظر إلى نفسه في المرآة ذات يوم فلم يعجبه ماشاهد , عرف حينها بأن جلوسه هكذا معاتب نفسه لن يفيده بشيء أو أسرته , خرج إلى الحياة بعدها محارب على جبهات عدة , معارك وجيوش تكالبت عليه ووقفت ضده فكان مستعدا لها ولقتالها بأبسط الأسلحة البدائية .
أشترك في ألعاب الفنون القتالية يتعلم ويتدرب بين أقفاصها وحلباتها يعذب ذاته المهمومة في صالة الأوزان الثقيلة , ليذيب لحمه ويبني بدلا منها عضلات صلبه تعينه على مواجهة نفسه قبل أحد , أتقنها وأصبح كالوحش أو المسخ المخيف يطيح من يحاول الوقوف بوجهه , قسوة تخيف حتى من أمتلك قلب يخشاه أسد الغاب بهيبته .
بعيدا عن ذلك كان يشتري الكثير من الكتب وماتواجد في المكتبات , يعود كل ليلة إلى مسكنه أو ما أعتبره مخبأ له , يقرأ آلالاف الفلسفات والأدبيات والحضارات والكتب السماويه ومانزل على أقوام خلت , كرس حياته لذلك مما جعله ذو ثقافة عالية جدا وحكمة قل نظيرها في أحد .
بعد أن عانى ماعانه وتدرب وقسى على نفسه وقرأ كل تلك الكتب كأنه يجهز ذاته لحياة جديدة سيدخلها ويعيشها ويقلب كيانها عالي سافلا , بعد أن تنقل بين الحلبات يصارع نفسه قبل غيره يقسو ويعنف من يقف بطريقه وصل إلى مبتغاه أخيرا ودخل أقوى شركات المصارعة في العالم بأعلامها القوي الممتد صيته إلى طوبى الأرض , هنا بدأ يدخل قلب كل شخص في أية قاعة يتواجد فيها يخطف أنفاس المشاهدين خلف الشاشات يسكن منازلهم معهم , خطاباته أحاديثه لسانه كلمات تخرج منه كزلزالا يهز زوايا الحلبة الأربع يصل بمداها إلى الجمهور وجدران القاعة التي ترج معها كاميرات النقل المباشر ليشاهده الجميع ويشعر به , لفت الأنظار منذ أول خطبة أو كلمة ألقها أمام الملأ فلم يخشى أحدا أو يجامله , صريح صادحا بالحق حتى على نفسه , يذم المجتمع وسلبياته بلا خوف أو حدود توقفه بل تخطاها كلها.
بالأضافة إلى قوته الجسدية الرهبية وأسالبيه القتالية الغريبة وضرباته العنيفة فلم يهزم يوما أو يتأثر يستمتع بالألم ويتذوقه عسلا كأنه عاش وولد لأجل حياة كهذه فقط , وتربى ليفعل بالناس وأمامهم ذلك الجنون كله , يذيقهم بعض ماذقه في سنينه يجرعهم الأوجاع كما تجرعها , رعونة يتصرف خلالها كأنه يتقصد للناس أن يروا مرارة الأيام التي عاناها .
ثورة أحاطت به بدع وأشاعات أطلقها الجميع على شخصيته , فمنهم من قال بأنه خرج من العدم والبعض بالغ كثيرا وقال بأنه أتى من المجهول , وآخرين وصفوه بأنه ولد على الحلبة متعلم يحمل بيده ميكروفونا تشبع به علما مختزن بداخله كل الفنون , آخرين ذهبوا أبعد وقالوا بأن نظرة من عينيه يستطيع أن يشب بها نارا أو سيجارة يشعلها , تيمم الناس به وأفتتنوا صدقوا كل مايقوله ويفعله .
جمعته علاقة عشق وطيدة بين ذاك الميكرفون ومايخرج من داخله يخبر
قصص وأحاديث , يقول خطابات عاشها وأحس بها تناقض العالم أجمع , يناقش الفلسفة وعمقها وماورأها , (ليصل صوته الذي ماكاد يسمع حينما صرخ صغيرا مستجديا أحد كي يساعد والدته) فوصل صوته إلى الجميع محطما كل القيود والحواجز التي سدت طريقه ويحقق حلم تلك الأم التي ماتت ملقاة على الشارع .
صديقته :
وسط كل ذلك الجنون الذي يعيشه والشهرة الخارقة التي وصلها , لم تخلو حياته من نصفه الآخر ومن أعتبرها في بداية الأمر غير قابلة للمس أو حتى المس , تدعى (كاترينا) أو كما كان يحب أن يلقبها (الفتاة الأيطالية) , ولدت في مقاطعة جنوى شمالي أيطاليا من أسرة محافظة للغاية ألتقى بها في ليلة تشع نورا من القمر ونجوم تضيئها حينما كان ينتقل من دولة لأخرى مع عمله .
سمراء البشرة , شعرها قصيرا شديد السواد , عيناها سوداء حالكة تضع الكثير من الكحل , دقت صورته وشما على عنقها لتعبر عن مدى حبها له , هربت من أهلها كي تعيش معه , أحبت عالمه بكل مافيه , هي الفتاة أو الشخص الوحيد الذي تغلغل إلى داخل حياته المظلمة ومن يعرف أدق تفاصيلها وأسرارها , أغرم بها وتيمم كان يهيم بها عشقا وجنونا .
ملاحظة أخيرة :
ربما يتفاجأ القارىء بأن الشخصية المعنية تذكر بعض الآيات القرآنية في أحاديثها وخطاباتها لذلك لم أتطرق لديانته وإلى ماذا ينتمي من بعيد أو قريب تركتها مجهولة , فكما سبق أن ذكرت بأنه قرأ الكتب السماوية جميعها , مما يعني أنه يتكلم ويقول بما يحبه وحفظه ويرآه مناسب لحديثه ويتلائم مع توجهاته .
بعد أن عرفنا من هو (فرانك المعتوه) وقرأنا نبذة عن حياته ونشأته , سنفرد خلال الأسطر القادمة خطاباته فقط وبعض من أحاديثه , بشكل متسلسل بعيد عن مابينهم ومايحدث من تفاصيل , بداية بأول خطبة ألقاها حتى آخرها , لنغوص ونتعمق داخل عقله الصغير الذي يختزن بداخله كنوزا وحكم لاتقدر بثمن ... فلنتابع