خطابه في الجبناء :
تقولون بأن الشخص القاسي سيئ , ربما هو سيئ , لايختبىء خلف قناعا كالجبناء , لكن هذا السيء الذي تقولون عنه لم يتنمر عليه أحد أو يتجرأ , ألم تتسائلون لما , شرا يخافه الناس منه , يعرفون بأن الجبن لم يدخل قلبه مرة , كيف تعيش خائفا , لما لاتواجه , فما تخافه أذهب إليه لو مجبرا , أتظن الحياة ستمسح رأسك رفقا , أتريد أن تكون نعجة بين ذئاب , أهذا ماتحبه , ألم تفكر لحظتها بعيني والدك وكيف يشعر , إذ يرى أبنه ومن سيخلفه من بعده خائفا منكسرا بلا حول أو قوة , الجميع يضربه ويستهزء به , ماذا سيقول حينها , أنجبت فتاة ترتدي عباءة الرجال , سيخجل من نفسه وسلالته الضعيفة , أهذا من سيتولى الأمور بعدي , ويحي , فهو لايقدر على مواجهة أحد .
من جعلهم أقوياء , الجبناء أنفسهم , من جعلهم وحوش , الضعاف أنفسهم , من جعلهم متنمرون , الراضون أنفسهم , من جعلهم يضربون , المتلقون أنفسهم , تعيش في الغابة إذ لاقانونا يطبق ولاعدالة تسود ولاأحتراما وجد , كيف تظنك ستقوى , تسامح , تنسى , تغفر , تبكي , تناقش , ماذا بقي لك يارجل , الجميع ينكل بك ويتسلط عليك , كيف ستحفظ أبنك وعرضك وشرفك , أستعطيه لهم أيضا , أتظنك طيبا حين تسامح , أتظنك حليما حين تنسى , أتظنك شهما حين تغفر , أتظنك مظلوما حين تبكي , أتظنك ذكيا حين تناقش , اللعنة , هذا ماكان ينقصني , بليدا يفزع خوفا من ظلا خلفه بنفسه .
العالم يحكمه الشجعان , لا مكان للأغبياء والجبناء , أكنت غنيا أو متفوقا أو فيلسوف , ذاك كله لايفيد , فالشجاعة وحدها تغلب هؤلاء , صدقني , رأيت الكثيرين مثلك , تقول له أذهب تشجع , لايفعلها ولايريد , يوهم نفسه طيبا , مادرى علم الجميع بجبنه , يخدعك من يقول عكس ذلك , يرضيك فقط , كي لايجرح مشاعرك , أرأيت حالتك التي وصلت إليها , ثق بي , لا مكان لك هنا , لن يرحمك أحد , حتى المقربون , سيستولون على مالديك , حجتهم نيتك صافية , بلا شوائب أو قواعد .
التاريخ , هل تعرفه , هل قرأته , هل أحببته , قل لي , من كتبه , الشجعان والمنتصرون , الجبناء والفاشلون يتجرعون ألما وحسرة دون صوت , ذهبوا إلى مزابل التاريخ ولم يذكرهم أحد , فخلد أبطالا بسيوفا على خواصرهم , قطعوا بها أوصال الخاسرين ومن وقف بطريقهم , بطولاتهم على صفحات التاريخ خطت فوق دماء الجبناء , اللعنة يارجل , حاجز الخوف ذاك يجب أن يكسر , بأي طريقة وأي وسيلة , لو كلفتك حياتك وماتملك , فالنهاية ستموت شجاعا أو كنت تحاول .