البارت (17 ) ...
سمارا ...
بعد صلاة العشاء..
: آآآآآآآآه .. الله لايعطيك عافية يازينة..
ضحكنا على زهرة وزينة مستلمتها ضرب كل ماشافتها على سواتها فيهم ..
وكمان جليلة جالها من الطيب نصيب ... نذلة ذي البنت اذا مسكت على وحدة
ممسك تستعبدها ..
فركت زهرة ذراعها من اثر قرصة
زينة بحمق : الله يكسر يدك .. تبيني اتشوه
ثمن اعنس واجلس مقابل اخوانك انخل نابك ..
قالت زينة بتشفي : زين انقعدتي معنسه .. يافرحتي وهناي ..وتراك شيييينة
انقرصتي او لا ماحد راح يبلي بعمره فيك ..
قالت زهرة : سلااامات ياكندليزا رايس .. ذبحتي الخلق بحلاتك .. شوفي
الخطاطيب عند الباب كسروا عتبة باب بيتنا .. يازينة الحجة ..
قالت جليلة بمغايضة : حليلك يامسكينة اجل منتي عايشه في الدنيا .. في ناااس
متقطعين عليها لدرجة بغوا يسببون لي عاهة يوم شافوها تخبلت في الجبال ..
نطت عليها زينة وهي تسدحها في الارض وتضربها : ياحيوانة ياكلبة لاتقعدين
تطلعين سوالف من عندك .. الله ياخذك لايسمعون اهلي الكلام ويصدقون ..
ماتت جليلة من الضحك وهي مستسلمة لضربات زينة وتطلب التوبة منها ..
قالت زهرةباشمئزاز : وعوووووه وعووووه طاح المتعوس في خائب الرجا ..
رفعت ايدها لسماء تدعي .. ياربي ياحبيبي لاتجعل نصيبي عند واحد من عيال
عمي ومن قرايبنا .. وبنص عين وهي تطالع لي.. والا ان كان من عيال عمي
سطام والا واحد من حولهم .. وبحياء مصطنع .. ماعندي مانع ..
قلت بابتسامة لها : والله داعية لهم امهاتهم بالخير ان كان بياخذون ام الزوز..
رمت لي بوسه في الهواء : روحي ياشيخة الله يطيب خاطرك ..
قالت جليلة وهي تبعد زينة عنها : والله لو مايخرب عليك الا انا .. وعناااد فيك
لازوجك على سلطه وليخليك تسفييين التراب من الجوع .. قدنه جرااادة ياكل
الاخضر واليابس ولا يخلي لنا باقي ..
قالت زهرة بقرف : هااا اايش قلتي .. وهي تشير لنفسها بتعالي .. انا اخذ
سليطين جعل مابه سليطين بالارض الحافي المنتف المرّوح .. ليه قالوا عني
جالسة على قلب اهلي ومايصدقون ويرموني .. الحمدلله والشكر .. اصوم اصوم
وافطر على سليطين .. وع وع وع لك وله ..
قطعتنا شهد وهي تقولي : سمارا جوالك من اول يولع ويطفي شكله اتصال تعالي
شوفيه ..
ضربت على راسي وانا ناسية امر جوالي من يوم جينا ماعد اهتميت فيه ..
والحين يمكن اخواني يبون شئ وانا لاهية عنه .. رحت عندها وانا اشوف
الاتصال توقف عدلت الوضع من الصامت للعام .. وفتحت القائمة اشوف
المتصلين وانصدمت من كمية الاتصالات من ابوي نايف وعمار وهمس ..
رن الجوال مرة ثانية وكان من ابوي نايف .. ضغطت زر الاجابة وانا مشتاقة
لسماع صوته : فديت الصوت وراعيه .. حي الله ابو عمار ..
وبكلمات بسيطة ذبلت الابتسامة من وجهي .. ووجع حاااد في راسي اشعلت
الحرارة في عيوني .. تبعتها شهقات موجعه لصدري وانا ابتعد لابعد مسافة عن
البقية ..
************************
همس ...
التزمت الصمت في السيارة مع فيصل واحنا راجعين البيت .. وعيالي جالسين في
الخلف على وشك ينامون .. أحس بالنار شاعلة بقلبي .. والندم ماكلني ..
كلها سوات ايديني .. انا من زينه لها .. وخلاه ملاك بنظرها .. لحد مارمت حالها
بناره ولاحد سمى عليها ..
مومعقول مومعقوله فعايله .. مسكت راسي من قوة الضغط عليه .. وش اللي قلبه
المجنون .. وش اللي غير حاله ..
رفعت راسي لفيصل وهو يمسك على فخذي بيده اليمين واليسار ماسك فيها مقود
السيارة وقال بهدوء : اش فيك تعبانة ؟؟
مارديت عليه ولفيت بوجهي عنه لجهت شباك السيارة .. اتأمل شوارع جدة ..
زفر بضيق وهو يشد على سرعة السيارة بعد ماسحب يده ..
قلت ببرود : لاتسرع البيت موطاير ..
ولا كأني قلت شئ .. ودقائق وحنا واقفين قدام باب الشقة .. وانا شايلة منار ..
وفيصل شايل مروان ..
دخلت غرفتهم وحطيت بنتي على فراشها وغطيتها وخرجت وهو مازال في الغرفة
معهم .. دخلت غرفتي ونزلت طرحتي وعبايتي ..
اخذت قميص النوم ولبسته وجلست عالتسريحة ابي امسح مكياجي ..
دخل وقفل الباب ولاناظر لي .. ونزل شماغة وثوبة وأخذ له بجامة من الدولاب
وجاء بيروح للحمام ..
قلت وأنا أتابعه حركاتة من المراية : عاجبك سوات صاحبك ..
توقف ورفع نظره لي وقال وهو رافع حاجب: وش المطلوب يعني من سؤالك ؟؟
قلت بقهر وانا اوقف وارفع شعري لفوق : مو هذا اللي ذبحتنا فيه .. وطيرته
ووصلته لسابع سماء وانت تمدح فيه وباخلاقة .. وين هي ذي الاخلاق .. ماشفنا
غير سوء اخلاقة ..يجي يبربر على راس ابوي بكلام ماينقال .. ذي الاخلاق ..
حط اصبعة امام وجهي وعيونة محتدة : اشتري سلامة نفسك وابعدي من وجهي
.. لاتنقلب ليلتنا لنكد ..
قلت بنرفزة : ليه ماعجبك الكلام اللي قلته .. ضاق خاطرك على صاحبك ..
يستاهل مايجي له .. كل مافيه من دعاوي الناس عليه .. اكيد من اللي بيشوف
الخير وهو متعرف على راشد ..
قال بقل صبر : همس ابعدي عني تراني ماني طايق الثياب اللي علي من ضيقي ..
وهو ينفض ثوبه ..لاتزيدنها يابنت الناس ..
اعطيته ظهري وأنا ارجع اجلس عالتسريحة وقلت بكره : عساااه ان شاء الله
مايتوفق بحياته .. قليل الخاتمة عديم الضمير .. الله يوجع قلبه زي ما اوجع قلب
ابوي ..وبتحسر .. خسارة النصيب اللي جاها قبله ضيعناه من بين ايدينا عشانك
.. ورفعت راسي بتكبر..ووصل الكلام مني له ... لو يوصل لسابع سما ماشاف
ظفر سمارا .. جزاء له وردعاً لامثاله ..لحد مايعتذر لابوي ولها ..
ولادريت والا هو رافعني من طرف قميصي من جهت الكتف .. وهزني بقوة
وعيونة تطلق شرارات غضب وجفلت من مسكته لي بها الطريقة : اسمعي يابنت
الناس ... انا انسان مالي دخل بأحد انا لي حياتي وهم لهم حياتهم .. اما انك
تدخليني بمشاكلكم لا والله مستغني عن وجع الراس .. راجع بيتي ابي ارتاح
وادور راحتي .. كفاية علي اني فكيت اخوك عمار من المناشبة مع راشد قبل
شوي .. والاكانوا خلو سيرتنا على كل لسان .. وارجع والقاك تشطين وتنطين
بامور مالك دخل فيها .. المواضيع ذي لها رجالها يحلونها والا عساهم ماحلوها
.. الغلط راكب راشد وراكب اختك .. وش دخلك فيها .. تاكلين تبن وتنطمين
تسمعين زين .. واسلوبك الزفت هذا تراني كاشفة .. شغل انك تمشيني على
مزاجك لاوالله تبطين ماسيرتني مره وفيني نفس في الحياة عجبك اهلا وسهلا ..
ماعجبك علميني والله لا اخلي العقال يلعب على ظهرك سمعتي ..
تركني بهدوء عكس ما مسكني وراح للحمام. وأنا انكمشت على نفسي بخوف ..
ياويلي .. وش قلبه بسم الله علينا.. الحمدلله انها مامسطني بعقاله ..
طالعت لجهت الحمام ..وبنفسي ..لكن هو غلطان .. انا ماغلطت بشي .. احنا عيله
وحده .. والعيله لازم يكونون متكاتفين وقت المصائب ..وانا مستحيل اسكت
واترك السالفة ..هذول اهلي .. مني وفيني .. زعلهم هو زعلي .. ورضاهم هو
رضاي .. وسعادتهم هي سعادتي ..
اكيد انه رويشد هو اللي قلبه علي .. عساااه مايتهنى ..
*******************************
فيصل ..
ضربت جدار الحمام بغضب وانا واقف تحت الدش .. الله يضيق صدرك ياهمس
مثل ماضيقتي صدري .. ادخلتني بمشاكل انا في غنى عنها ..
اتصلت علي بعد العشاء وهي تدعي على راشد واللي جاب راشد .. وفهمت منها
الموضوع ورحت لراشد وانا اعصابي ثايره .. راشد عزيز وغالي واخوي واكثر
من اخو .. وعمي بعد عزيز علي .. لكن تصرفه كان غلط .. ولا هو من فعايل
الرجال .. صحيح كنت ماني براضي عن اللي يصير له من مماطلة بنت عمي
سطام له ومن وظيفتها .. طبعا همس بنفس تخصصها وكانت تبي تتوظف زيها
ولارضيت لها .. أنا انسان غيوووور بشدة .. كيف بأسمح لاي نوع من الاختلاط
بزوجتي مع الرجال أو حتى الكلام معهم .. أنا حتى السوق ماأخليها تنزل لحالها
لازم أكون معها ولا أرضى تنزل مع أخوانها يمكن يحصل منهم شوي تساهل ..
فراشد ماعليه ملامة .. ولام الله اللي يلومه .. لكن البنت معندة ماتبي تترك
الوظيفة ..لكن كان هادي وماكان بالانفعال ذا .. وكان واثق انه بيخليها تترك
الوظيفة من غير أي شوشرة .. لكن يمكن حصل شئ جديد الله عالم ..
رحت له ومني كلمة ومنه كلمة لحد ماجاب سيرة همس انها هي اللي معبيتني
عليه .. وثرت في وجهه يوم حسيته ضرب شي بقلبي ..
انا حاسس باسلوبها المعفن من زمان .. تبي تقيد حريتي .. واتبع اسلوب معين
هي تحدده ..وانا احاول اسايرها وارخي معها حتى اسلم من المشاكل .. لاني
مساااالم لابعد درجة .. اشتري راحة نفسي باغلى ثمن ..
لكن يظهر انها شافت سكوتي عنها ضعف واستسلام لها .. لكن والله لوتشاف من
بعد اليوم من رجال البيت .. ومن اللي يأمر وينهي فيه ..وتتحمل نتيجة اخطأها ..
ومن بعد ماخرجت من عند راشد طلع لي عمار بوجهي .. وناوي على راشد ..
هو حامي وراشد مشتعل .. راح تنقلب حياتنا لجحيم ..
حاولت اهدي عمار قبل مايدخل لبيت راشد ودخلت عليه بالدخاله .. ووعدته اني
راح احل السالفة وليجي راشد ويعتذر منهم مع اني مدري كيف بتنحل وكيف
بيرضى ..
خلصت من الحمام وخرجت ولقيتها جالسة على السرير وتقرأ قران .. أخذت
ثيايب ولبستها وسحبت البطانية والوسادة من عندها .. وخرجت للصالة أنام فيها
.. وذا أول عقاب راح يكون لها ..
**************************
رائد ...
رفع جواله وهو يتنفس براحة .. بعد جو التوتر اللي عشناه ..
هلا همس .. كيفك .. وبقلق .. سمعت ان ابوي يبي يكلمنا وعمار
يقول لاتكلمونه .. صاير شئ عندكم ,,
ومن بعد تلقيه الكلام منها وقف بجمود وعيونه شاردة بعالم ثاني ومنصدم ..
سحبت الجوال من يده وانا احس بمصيبة كبر الجبال بتطيح على روسنا ..
ورفعته لاذني وبرهبة : وش اللي صار معكم ؟؟ وش فيكم ؟؟ تكلمي وش قايلة
لجابر ؟؟
مسكت على يد جابر اضغط عليها بكل غضب .. وقفلت الجوال منصدم من اللي
صار .. رفعت راسي لجابر اشوف ردة فعلة .. ابتسم جابر ببلاهة خلاني اطالعه
مستغرب حركته ..
قال وهو يشير على نفسه والابتسامة مازالت مرسومة على وجهة : انا اختي
ينقال فيها ذا الكلام .. اختي انا .. بنت ابوي .. يهدد بطلاقها ..
ولمحني بنظرة مرعبة : ليييييه بها عيبه .. حتى يجي بكل بجاحة يبينا نجيبها
لبيته والا يطلقها ..
وبفورة الشباب وصوته بدى يرتفع : والله وعزة الله والا الشنب ذا مو على رجال
ان خليته يلمس ظفرها ..
مسكت يده ابي اهديه والنار ماكله قلبي بعد وانا اتلفت للعيال لايكونون انتبهوا لنا
من صوت جابر : اهدى .. بنرجع الحين وبنعلم الكلب من هم اخوان سمارا ..
بس اسكت لاتطلع صوتك ..
قال وصوته اقرب للصراخ وهو يرمي بيدي : كيف تبيني اهدى .. الكلب يتهدد
فينا .. مخوفنا بطلاقها .. وطزززز فيه وفي اللي خلفوه .. والله ماتبقى على ذمتة
دقيقة .. والله لاطلع بروحه قبل لايلمس شعره من راسها ..
سحبته من ذراعة بقوة وانا حاسس انه لفت انتباه الكل ووديته خلف سيارة صعب
وانا اسد فمه بقوة وبغضب : الله لايعطيك عافية .. تبي تفضحنا..
تبيهم يعرفون بالسالفة حسبي الله عليك .. اسكت لحد مانوصل البيت وجن على
راحتك ..لاتخليني امردغك فيذا ..
تركته وهو يعض على يده بغبنه : لو انه بين ايديني لاطفى النار الواقدة بصدري
بروحة..وضرب على السيارة اللي مستند عليها عدة ضربات بقهر .. لحد مادق
جهاز الانذار فيها ..
مسكت على راسي من سواته .. فضحنا .. حسبي الله عليه ..
جانا صعب وهو شايل مفتاح سيارتة واقفل الانذار .. وقف عندنا وهو يسأل
مستغرب : وش فيه .. علامكم على سيارتي ماخالفت عليكم ؟؟
ابتعد جابر عنا معطينا ظهرة ..
قلت وأنا أمسح وجهي بتوتر : أعتذر يأبو عبدالله .. فشت خلق وجت بسيارتك ..
قال وهو يطالع جابر المبتعد عنا : تفداكم السيارة وراعيها .. بس سلامات فيكم
شئ .. جابر شكله ضايق .. واصواتكم قبل شوي طالعة .. علمني وانا اخوك ؟؟
قلت بهدوء وانا اخلل شعري باصابع يدي : تسلم يابو عبدالله .. مشكل بسيطة
صايرة وان شاء الله تنحل ..
قال وه يرجع مفتاح السيارة لجيبة : افااااا لايكون الاهل فيهم شئ والا محتاجين
شئ .. تراني بالخدمة ..
قلت وانا ناشب في ذا الرجال وهو يحقق معي وعيونه مصوبه لي ومرة لجابر ..
وبتوتر وأنا حاول اطلع لي مخرج منه .. وش اقول .. وش الدبرة . راشد راشد
راشد راشد قلت : رااشد .
طالعني مستغرب : من راشد ..
قلت بورطة من نطقي لاسمه وأنا اعصر مخي اطلع لي سالفة اسكته فيها : راشد
ذاا .. ايه نسيبنا تعب ووودوه المستشفى والحين بنمشي أنا وأخواني على أبها ثم
على جدة ..
قالو بعد تفكير بسيط : اوووه راشد مو ذا اللي تحبة اختك راما .. لااا اجل
مايشوف شر ان شاء الله .. وبعدين كيف بتسافرون طول الليل وحدكم .. اصبروا
للصبح وأنا بمشي معكم .. لاني وراي أنا بعد دوام ..
قلت وانا التفت جهت جابر : ايوه ذا نسيبنا وزوج اختي سمارا .. وان شاء الله
معلينا شر .. كلها شغلت ساعتين وحنا بابها والوقت لسا بدري ..اااعن اذنك
الحين بروح اشوف اخواني حتى يستعجلون ..
التفت له بعد كلامي له ولقيته جامد بمكانه .. ونظر موجهة للاسفل ..
مشيت عنه وأنا شاغل بالي سمارا لاتدري باللي صار .. وابي الحق عليها قبل
لاتكلم ابوي ..
دقيت على جوالها مرتين ولاردت .. وارسلت رسالة لها .. وكمان مافي رد ..
شفت العيال الصغار يلعبون قلت لواحد منهم ينادي عليها .. وراح ورجع وقال
انها جالسة بروحها ولاتسمعني وانا اناديها ..
انقبض قلبي عليها .. لايكون وصلها خبر ..
ناديت عليها بصوت عالي وانا اقترب من جهة الحريم ..
وبتشتت : سمارااااااا .. يابنت سطاااام ..
حسيت بحركة جهت الحريم .. وشوي أسمع صوت من عندهم : اصبر ياولدي
الحين بتلفي يمك ..
اقترب مني سالم وهو شائل الاغراض وشكله لفته صوتي العالي .. بس ماتكلم ..
وشوي وشفتها جايه لي ولافة طرحتها على رأسها وملامحها مو واضحة
وخطواتها بطيئة ..وسومين وراها..
وبس اقتربت رفعت رأسها لي وبان اللي شلع قلبي ..
قلت وأنا اقترب منها وأشدها لصدري وامسح على ظهرها بهدوء وبهمس حتى
لايسمعني سالم : والله وبعزته وجلاله .. يامن أوجع قلبك ونزل دموعك لا أوجعه
وأنا أخوك ..
شهقت ببكاء وهي تتعلق فيني بقوة وتدفن وجهها بصدري ..لفتت انتباه سالم ..
وأكملت لها بهمس : راشد غالي وقريب وعزيز على قلبي .. لكن أنتي أعز ..
وحقك بيجيك كامل منه من غير نقص .. وهو مايشوف الدرب ..وسواته والله
لاطلعها من عيونه .. ليعرف من بنته مأخذ ..والتفتت لسومين .. روح شيلي كل
اغراض حق سمار وراما وحطيها بالسيارة .. بنمشي الحين للبيت ..
قالت بفرح : همدولله همدولله ياربي همدو لك .. ومسكت بيد سمارا .. يالله هبيبي
سمارا لايبكي .. شوي نروه بيت ..
رفعت وجه سمارا وانا امسح دموعها : لاتبكين .. المساله محلوله وانا اخوك ..
ولاتبيينين ضعفك لاحد ..روحي ارتاحي في السيارة وشوي بجيك أنا وجابر ونمشي ..
هزت راسها بهدوء ومسحت دموعها وانفها ..
تركتني من غير ماتضيف ولاكلمة ..وجاء سالم كانه يبي
يسال وتعذرت اني ادور على جابر ..
رحت ادور عليه ولقيته جالئس على صخرة على حافة الوادي .. اقتربت منه وانا
اقول : تحرك بنمشي الحين .. وترى الوضع مايحتاج له استهبال اركد وخليك
رجال ولاتجلس تولول لي .. الحين بنروح نسلم على اعمامك بهدوء من غير
شوشرة ونتيسر.. اوكي ..
قام وهو ينفض ثوبه .. ومشى من قدامي بهدوء .. ووصلنا عندهم وقال ابو فهد
بحدة لجابر : اياااا جابر .. ماتعلمنا ان اختك متزوجة .. ساكت ولاكانه موضوع
مهم ... كم لكم معنا ولاقد جبت سيرة بالموضوع ..
قال جابر بلا مباله: ماجت المناسبة حتى اقولكم ..
قلت بتصحيح : مملكه ياعم مو متزوجة ..
قال بنرفزة : كله واحد مملكه ولا متزوجة .. المهم انكم سكتوا ولا علمتوني ..
وبعدين وش فيه نسيبكم مريض .. عسى مافيه خلاف .. لايكون مرضه شديد ؟؟
قال جابر ببرود : لاتخاف عليه قطو بسبع ارواح .. وبهمس وهو لاف بوجه ..
وان شاء الله لاطلعها منه بيديني ..
تنحنحت حتى انبه هالغبي اللي ناوي على فضيحتنا وقلت : ارخص لنا ياعم
عبدالله بنسري الحين ..
قال : وين تبون تسرون طول الليل .. اجلسوا للصبح وبعدها تيسروا .. مساري
الليل مي بزينه ..
قال جابر : ولا لك لوا ياجدي .. والله ااننا بنمشي الحين .. واكرمكم الله ماقصرتوا
معنا .. لكن يادوب نوصل اليوم ونلحق على الطيارة بكرة ..
سكت ابو فهد من غير مايزيد كلمة .. ومن بعدها شلنا قشنا وتوكلنا على الله ..
وبس ركبنا السيارة وتحركنا .. ويجلس جابر يسب ويلعن في راشد وفي طوائف
راشد .. وانا ابيه يسكت عشان سمارا .. لكن من يسكته ذا الثور ..
اهم شي يفرغ اللي في قلبه ..طالعت لها من مراية السيارة وهي مرخية راسها
على المقعدة ومغمضه عيونها .. تنهد بأسف على حالها .. والله لوبيدي ياسمارا
لاشيل الهم عن قلبك .. الا الان ماني مستوعب حقارته .. واقسم بالله اني منصدم
فيه .. وش اللي قلبه علينا .. والله ماتطلع الغلطة منه .. له وقفات معنا على حياة
ابوي سطام ماتنسى وكمان وبعد وفاته .. لالالا اكيد في شئ حاصل .. يمكن حصل
شئ بينه وبين عمار قدنهم من زمان مايتباغون ولايطيقون بعض خلاه يتهور ..
مومعقول من الباب للطاقة يطالب فيها به الطريقة الرخيصة .. لازم اشوفه
واتفاهم معه ..
****************************
طيبة ...
قالت شهد بصدمة : يمه يمه يمه .. البنت متزوجة ولاعلمتنا .. يالله شوف كم لنا
مع بعض .. مو سر خطير حتى تخبيه عنا .. وبتعجب .. والاخايفة نحسدها ..
قالت جليلة بنفي : لااااا .. كتمانها على موضوع ملكتها مو خوف اننا نحسدها ..
انا اعرف سمارا طيبة وعلى نياتها والكلام الفاضي اللي تقولين عليه ياشهد مو
صوبها ابد .. وبتردد .. يمكن ماجت المناسبة اللي تعلمنا بخبر ملكتها .. وكمان
لاتنسين اننا احنا بعد ماسالنا عن حياتها ولا ابدينا اهتمام بحياتها صح والا لا ..
كل همنا الوقت الحاضر .. والحاصل فيه ..
قمت من عندهن وهن يتناقشن بموضوع ملكة سمارا .. صراحة كانت صدمة
للجميع وبالخصوص لي أنا ..كل اللي فكرة فيه راح هباء ..سبحانة الله يمكن خيرة
من رب العباد ..
جلست عند أمي وهي جالسة تسبح وتستغفر ومتجهزة للنوم ..
سالتها بفضول اعرف وش شعورها بعد ماخابت امالها في اللي تبيه : وش رأيك
في اللي صار يومه ؟؟
سكتت ماردت وهي تهز راسها وتستغفر وبعد مايأست من ردها قالت : والله اني
من يوم بدت علي ذي البنيه وانا حاستن انها من نصيب ولدي عمار ..
قلت وانا امسد ارجولها : بس ماطلعت من نصيبه يومه .. ولها حياه ثانيه ربي
كتبها لها ..والله يشافي لها رجلها ويقومه بسلامه ..
قالت امي بغموض : بس مازلت متوكده انها من نصيبه .. ولا هي حايده عن بيته
..وعمري ماخاب احساسي ..
انصدمت من كلام امي الغير معقول .. قلت باندهاش : استغفر الله العظيم يومه ..
تتفاولين على رجلها .. يومه حرام عليك البنية من يوم دريت عنه وهي متقطعه
من البكي .. وانتي متفائله بموته .. وبعتاب .. لاااا يومه ماتوقعت ذا قولك ..هذا
وانتي عندك عيال واحفاد ترضين أي وحده تقول كلامك فيهم ..
التفتت لي وهي توخر يدي عن رجلها بغضب : تعلميني يابنت ابوتس وشلون
احتسي..الله يخليه لاهله ويحفظه لهم .. ولاني براضية يسير فيه اللي صار ..
لاتسن ذا حكم ربتس.. بس انا اعلمتس باللي انا حاستن فيه ..
قلت وانا ابوس راسها : عارفه يومه انك مره مصليه وتخاف الله .. وبترجي ..
لكن يومه مدام ان البنت وجاها نصيبها خلاص شيليها من بالك ولاتفكرين فيها ..
يمكن انها خيره لنا ولصعب .. وتتيسر حياته مع شملاء بس خلينا نعطيهم فرصة
ونضغط على صعب شوي .. موتجلسين تنفرين من شملاء وتكرهين البشر فيها
من غير ذنب .. يومه شملاء يتيمه وطيبه ويكفي انها تحب ولدك .. والا لو وحده
غيرها ماكان بقت معه دقيقة وحده وهو مخليها هي والجدار واحد .. انسي
الماضي يومه وخلي اللي حولك ينسون بعد .. لاتظلمينهم..
انتفضت بغضب وهي ترمقني بنظرات قاتله : يعني أنا ظالمة شملاء وهي
الضعيفة اللي مالها ذنب ..الا الذنب مغرقها .. ماحاس حياة ولد الا هي ..
عايش مع مرته في حرى جاهلا يجيهم .. ولافي ازينن منهم .. وتقوم تخرب
حياته وتبيني اسكت .. تهبى والله اني لازوجه ولو تسان اخر نفس في حياتي ..
ولا اكيدها مثل ماكادت بنت آآآخي واحرقت لها قلبها ..ضربت على صدرها بحرقة
.. أنا تسنت معتبرتها بنتن لي .. وهي مره للمرحوم فهد ربي يرحمه..
ويومن توفى وشفنا حسين يحوس ويدوس يبيها تعرس .. علمتها بعلمن ان ولد
عم ابوتس عنده ولد يبي يعرس وقدنه مطلق مرته لان مامعه خلفه ولايقدر يجيله
عيال .. وامه علمتني انها تبيها لولدها .. وهم حولنا موبعيدين عنا مابيننا الا
بتسم خطوة .. وعيالها بيقعدون معنا وهي متى ماطقت في راسها تشوفهم جت ..
وقلت لها لتسن عيتني .. وحلفت يمين عظيم ماتاخذه ..ويوم طاح الفاس في
الراس .. مالقت تستفزع غير بولدي .. وتخرب له حياته ..
قلت بقهر : يومه انسي اللي صار من زمان .. لاياكل قلبك الحقد عليهم .. مزون
هي اللي خربت حياتها بنفسها .. والشرع محلل اربع .. وصعب ماسوى مصيبه
... اخذ بنت عمة وام عيال اخوه حتى يضمهم له ولايضيعون عقب عين أخوه ..
صحيح مارضيت لها اللي صار زي ما برضاه لنفسي .. لكن هي صاحت وسوت
الهوايل عشان تتطلق منه بحكم انها ماترضى بالضرة .. ويومن رجعت لخوالي
زوجوها وراحت على رأس وحده ..وماراح فيها غير المسكينه شملاء .. لا انتي
اللي راضية تعتقينها وتخلينها تشوف حياتها ولا صعب اللي خاف الله فيها
واعطاها نصيبها ..
صدت عني وهي تسحب لحافها وتبي تنسدح قالت : سوات ايديها وتتحملها ..
واللي من ايده ربي يزيده .. وبتأكيد .. وصعب مدام انه لان لي .. بزوجه من بنت
سطام والا من غيرها ..
قمت من عندها وانا حزينة على حال أمي .. خايفه عليها والله ..أخاف تلاقي رب
العباد جعل يومي قبل يومها وهي حاملة ذنب شملاء برقبتها وتتحاسب عليه ..
******************************
شملاء ...
في مكان بعيد عن جلسة الحريم ..
سلمت من صلاة الشكر وانا ارفع ايديني لرب العباد .. خاضعة الراس متذللة له ..
ومتضرعة له وشاكرة .. الحمد لله رب العالمين.. يُحب من دعاه خفيا.. ويُجيب من ناداه نجيا.. ويزيدُ من
كان منه حيِيا.. ويكرم من كان له وفيا.. ويهدى من كان صادق الوعد رضيا. احمدك ربي على فضلك واحسانك لعبدتك
الفقيرة اليك ياكريم على كل هذا المن والكرم الذي لااستحقه ابدا وانا ظالمه لنفسي ..
شهقت بفرح وأنا امسح دموعي .. ياربي لك الحمد جبرة بخاطري يارب ..
ولاذليتني بين خلقك .. قمت وأنا امسح دموعي وأطوي سجادتي وبضحكة خارجة
من قلب صافي .. بعد ماكنت فاقدة الامل بستمرار حياتي مع صعب ..
العقبة الوحيدة اللي كانت امامي انزاحت وانزاح معها حمل بثقل الجبال كان ساكن
بقلبي ..
أخذت نفس عميق .. تخلل لجميع أجزاء جسمي حرك فيني نشاط كان خامل من
فترة .. الحين راح ابدى بداية جديده .. وكلي أمل بأذن رب العباد بتيسير خطواتي
.. مهما كانت النتائج صادمة لي .. ووومخزية .. لكن راح أقاوم وراح أبذل
المستطاع في سبيل الحصول على قلبه .. صبرا جميل والله المستعان ..
قراءة ممتعة ..
لاتلهيكم الرواية عن الصلاة ...
خـــاتمــة .... وَهَل هُنَآك وَجَعٌ أقسَى منْ اَن يَقف الكلآمُ
بينَ فَمك وَ حُنجُرتك إنْ اَظهَرتهُ نَدمَت
وآنْ أبْقيَته تألمَتَ..