البارت ( 2 )
...في الوقت الحاضر....
في احد احياء جدة الراقيه.....منزلان متجاوران ...يحيطهما سور عالي ..لا يملكها اخوة..
او ابناء عمومه ...او ابناء الخوال ..انما صديقان ...تربيا منذ الصغر مع بعضهما .
فوالدهما ايضا لم يكونا اقرباء..انما..اخوان جمعتهما غربة الوطن والدار ..
التقياء في الاردن ..بعد ان شاء القدر ان يحكم عليهما بالتعاسه..فشدا
من ازر بعضهما البعض..فاخذا يشقان طريقهما في هذة الحياة....
فربيا ابنيهما على ان يكون احدهما عونا للاخر في شدته قبل رخاءه..
فواجها الابناء مصاعب الحياة يدا بيد ...فتزوجا من اختين ..ورزقهما ربي
بالابناء ..ليصبحو بدورهم اخوة ...جمعهما( الرضاع )..فارضعتا كلا من الاختين
ابناء الاخرى...
وهاهو القدر يعود مجددا...ليفرق بينهما ..بعد ان عانا احدهما من مرض
فتك به الى اخر رمق ...لتعم الظلمة قلوبهم..ويكسر الحزن ارواحههم ..
ولكن الله له حكمة في ذلك..حتى تبدارحلة جديدة..
لكل فرد منهم ...
فالى أي سبيل ستقودهم رحلتهم ...
***********
دخل المجلس بانكسار..وأنطفى الامل برويته وعينة عالارض ودموعة مغرقة وجهة فزت امي غادة
وهمس له وهن يصحن..قالت همس بنحيب : لاتقولها يوبه باقي حي باقي ..
لمتها أمي
غادة لصدرها .. وأنا مازلت بجمودي...
قال بوجع : رااح للي خير منا ..أدعوله بالرحمة ...حللنه.. حللنه وادعو له..
بصمت مطبق لاصوت ولادمعة تحركت متجة لعندة دخلت لمجلسة أبي أشوفة ...
أتاكد ..ريحتة ..ايه هذي ريحتة .. ريحة طيبة .بصيص أمل لاح لي بأنة مازال له
نفس بها الدنيا ..شفت سريرة الطبي نائم علية ..شديت الخطى له ..وأنا امني النفس الضعيفة ..قربت
شفت وجه الطيب ساكن .و.ملفوف بشماغة على وجهه ولا حركة ولارفت جفن ..تلمست يدة وأقشعر
جسمي من برودتها..ضميتها بين كفي وشديت عليها قبلت راسة وعيونة وخدة وأنا .أستنشق ريحتة
ودااعة الله يالغالي رحت وخليتنا كسرتني يوبة ..
وكسري ماينجبر..أظلمت الدنيا .. وأنا أسمع الصوت يردد أبكي سمااارا أبكي ..
أبي ابكي بس وين عصاني الدمع..لابوك ياهالدمع هلّ على سطام ..
**************
خرج يلحق على أخوه بعد ماشافه طالع يجري من البيت ..طلع للحديقة دور له
ومالقاه ..مسح على شعره بتوتر ..خائف عليه ..عارف تعلق أخوه بشكل جنوني ..
بعمه سطام او (أبوه سطام )..حاس فيه كاتم على حزنه..قدام أخوانه ..شاف أمين
السائق متوجه لكراج السيارات ..ناده بصوت عالي حتى يسمع ..:أميــــــن
أميـــــــــــن ..شفت رائد ..هز رأسه بأيه وهويأشر لجهت البيت :أيو الله
ياعم عادل ..شوفته رائح وراء البيت ..تنهد ومشى بخطوات هادئه
لخلف البيت...
************
عــــــــادل (ولد نايف بن راشد)...
استغفر الله العظيم ..الله يهديك يارائد..رحت وراء البيت ..شفته جالس
عالأرض ..وحأني راسه على ركبه ..وبين إيديه شماغ ..(أكيدشماغ أبوي سطام)..
لانه جالس يضمها لصدرة ويشمها ..ويبكي ..قربت منه وانا اقوي حالي ..
خائف اصف جنبه ..هذا واحنا ثاني يوم في العزاء ..ببس كانه لحظة وفاته..
موجوعيين حيل ..هذا الغالي ..ماهو رخيص علينا ..عز الله انه فقيده..وموته كاسرنا..
أخذت نفس .. وقلت بهدوء : رائد...ضم الشماغ لصدره وناح بصوت عالي :تكفى
ياعـ ـادل سيــ ـبنـ ـي فـ ـي حـ ـالي..قربت منه وجلست جنبه وانا امسح على شعره : تبكي يارائد ..وهذا
اللي كنت انت اللي تهدي في جابر قبل شوي...
قال وهو يشاهق :دخيـ ـلـ ـك يا عـ ـادل اتركنـ ـي خلنـ ـي ابكي بمـــــــوت ..
واقسـ ـم برب العباد بموت ..وانا كـ ـاتم على صدري..هذا ابوي سطام ابـــ ـوي...
كان رائد رافع الشماغ ومقربه من انفه ويستنشق من رائحته هبت نسمة
هواء خفيفه وهـــادئه..محملة برائحة شماغ ابوي المشبعه بالعودة..
سحبت الشماغ منه .. وضميته لصدري وبكيت ..وبكيت ..وبكيت
لحد مارتحت ..وفرغت اللي في صدري..
قمت وأنا امسح دموعي وقومت رائد معي بالقوة ..الحين اخواني بحاجة لوقفتنا معهم ..
دخلنا البيت بعد ما غسلنا وجوهنا..مر رائد من حنبي بسرعة ..وطلع الدرج متوجه لغرفة جابر..
شفت امي جالسه عالكنب اللي في صالة الاستقبال ..وأختي همس حاطه راسها في حضنها ..
سالت عن سمارا قالت امي : عمار سحبها لفوق ..
اليوم كله نائمه في غرفة عمك سطام ....وشافها عمار وسحبها عشان يصحيها ..
قلت :: اجل خلاص بروح اجيب العيال من بيت خالي ..جيت باطلع بس رجعت
على صوت همس المبحوح اللي يالله طلع :راما ان جئت بتسال عن ابوي سطام
وش بتقولون لها ؟..نزلت دموعها وهي تشاهق وتقول:تكفى ياعادل لاتقولها شى..
قول سافر قول أي شى ..اي شى ..الا انه مات..
انصدمت وتراجعت بهدوء هذا اللي ماحسبت حسابه ..لفيت على امي وقلت :: يمه
ماقدر اجيبها خلي عمار يجيبها هي وراكان..لا سالتني وش اقولها ..لالالا
عمار يجيبها ولا ابوي ..رفعت ايدي بعلامة استسلام..انا انسحب ..
شدت امي من احتضان همس اللي تبكي : الله يصلحك عمار يلحق على مين والا
مين ..وأبوك تعبان له يومين مانام رح الله يهديك وجيبهم ..
**********
عمـــــار (ولد نايف بن راشد)...
عارف أنها تعبانة ونفسيتها في الحضيض .بس في النهاية لازم تواجه.موت أبوي سطام..
شلعت قلبي قبل أمس يوم أقبلت علينا بالمجلس وهي في عالم ثاني ..
ماهي بدارية عن الأمة اللي قاعدين فية ماعليها غير جلال الصلاة ...
راحت تسلم على أبوي مافي صوت ولابكاء ومادرت عن اللي يصفصفون بوجيهم واللي خرجوا من
المجلس و.أنا جالس اهدي في جابر تجمدت مكاني بس مادريت الا بخالي وهو يفصخ شماغة
ويغطيها به وفي ثواني والمجلس خالي وأخذها عادل وضمها يبيها تبكي بس ابد ..
ياقو قلبك ياسمارا..ولها الان يومين نائمة..
الى متى بتظل نائمه ..يعني بتعتقد بهروبها من واقعها بالنوم ..بيتاخر المها ووجعها
مصيرها بتذوق الوجع والفقد ..
دخلت البيت وسالت عنها..قالو انها بغرفة ابوي سطام ..غرفته ايام مرضه..
دخلت الغرفه ..المشبعة برائحة المعقمات ..ولقيتها نائمه على سريره الطبي ..
وضامه مخدته..قربت منها ..وتاملت تفاصيل وجهها المحبب لقلبي ..
وحطيت يدي على خدها الناعم ..وهمست بهدوء :سومه ..سومه ..
ماردت باين انها رائحه بعالم ثاني ..ناديتها بصوت عالي شوي..ابغاها تقوم ..
بس ابد ..لاحياة لمن تنادي..سحبتها سحب .. بالقوة تحركت ..وقامت تترنح ..
باقي نائمه..وبغت تطيح علي واضطريت اشيلها..طلعت بها على جناحها ..
ودخلتها الحمام ..وغسلت وجهها بمويه باردة وهي تفزفز..من برودة المويه..
بلعاني سويتها ..ابيها تصحى ..قالت وهي تحاول تبعدني عنها ..وماهي قادرة تفتح
عيونها ..: عمــار ..خلاص ..سيبني ..قمت جريتها مرة ثانيه..ورشيتها بمويه باردة
وقلت : هــــاه صحيتي ..قالت وهي تمسح وجهها بكم بلوزتها : أيــه صحيت ..
خلاص .. والله صحيت اخذت الفوطه المعلقة في الحمام ونشفت وجهها المبلول ..
وسحبتها وجلستها على الكنب ..وجلست جنبها ..: يعني الى متى وانتي على هالحال
شفتها نزلت راسها ..وعيونها جامدة ..وكملت :تعتقدين بنومك ..بتاجلين
ان ابوك مات ولا بتأجلين وجعك علية ..في هالحظة نزلت دموعها .. وغطت وجهها بايديها ..
قربتها مني وضميتها لصدري ..وقلت : ابكي سمارا ..ابكي بس لا تكتمين في قلبك
وانا اخوك ..واجهي موتة ..وارضي باللي قدرة ربي .الحين هو ميت ومايبي منك غير تدعين له هو
محتاج لدعائك وشوفي حياتك ..وانتبهي لخوانك ..
المفروض تكونين قوية .. وتشدين من عزمهم ...
وقوتهم ..انتي ماتدرين وش صائر فيهم الحين .. جابر عازل نفسه في غرفته ..
وراما ما تدري عن ابوي سطام ..حاطينها مع راكان في بيت خالي من يومين. ..
صاحت في هالحظة وصارت تون بصوت يقطع القلب ::مـ ـاقدر ياعمـ ـار..
ماقـ ـدر.. ضربت على صدرها بقوة ..قلبي مـ ـوجوع ..يوجـ ـعني حـ ـيل..
مــــ ــ ـات ياعمـ ـار .. تركـ ـنا وراح ..باقـ ـي ماشبـ ـعـ ـت منه..خليه يرجع..
ابيه يـ ـرجـ ـع..ملّ الصبر مني يــا عمــار..قلبي يتقطع عليه ..مسحت على ظهرها
بهدوء ورفعت وجهها الغرقان بالدموع بايدي ..وناظرت بعيونها ..
..وقلت : الا تقدرين ..تقدرين سومه ..لاتجزعي من قضاء رب العالمين ..قدره ونصيبه ..
وموته افضل من حياته ..تبينه يعاني ..المرض كان هاده هد ..رحمه ربي بموته ..هالحين
ان شاء الله انه مرتاح ..وان شاء الله انه من اهل الجنان ..
قالت بوجع : مـــات وحيد ياعمــار ماكن له أهل كنه مقطوع ..
الا حــ ســـ بي الله ونــ ـــعـ ـــم الوكـ ـــــ يل ..
قلت بألم : مهو بحاجة لهم .. يكفي من حضر عزاه ومن وقفوا معة قبل وفاتة بأيام وهم مرابطين في
مجلسة تركوا أشغالهم وقفوا معه ويكفي أننا عيالة نكفي عن وجودهم كلهم ..
لاوالله ماهو بحاجة لهم الله الغني عنهم...
جلست تتمتم بالدعاء له وهي تصيح ..وبعد مرور الوقت ..كانت شوي هادئه
وحاطه راسها على رجلي ..وانا العب بشعرها ..شفت صورة ابوي سطام على
التسريحه وهو شائل راما ..تذكرت شئ وابتسمت ..قلت :تذكرين يوم كنا نجتمع
عندكم دائم بعد العشاء ..يرجع ابوي سطام من شغله ..بس لما يرد مايحسسنا انه
تعبان ..يتكي معنا ..وعمره ماعصب علينا ..مع اننا كنا شوي ..هه ..
مو شوي الا يعني كنا ثقيلين طينه ..ماننعطى وجه .ناظرتها وشفت ان السالفة شدت
انتباهها . وكملت :كنا نتمازح كلنا ونتضارب
وبعض الاحيان تنقلب مضاربتنا جد ..تصفيق وتنتيف شعور وتسحيب ..يرحم ايام
ماكنا نسحب كرعان جويبر في صالات الاستقبال ..هه..وتنتيف الشعر لك انتي
وهمسوه..هههه وعدول يلف شماغه على راسه ..وعصاته في ايده وابن امه يقرب
من شعره..ههههه موته احد يقرب من شعره ..تكلمت بصوت مبحوح :خبول
ابتسمت لها وكملت ..: بس عمره ابوي سطام ماتدخل فينا ..دائم لما نشتكي له
من بعض يقول انتم اخوان ومصيركم تتراضون ..كان خاطرة وسيع الله يرحمه..
غير عن ابوي نايف اللي لوشاف منا زلة ..بدون كلام يرفع عقاله ..ويقطعه على
ظهورنا ..عشان كذا دائم مسنتريين عندكم وشاردين من بيتنا ..
كملنا سوالفنا وحنا نتذكر ..ايامنا مع ابوي سطام .. وقطع علينا هجوم راما وراكان
للغرفه..
****************
سمـــارا (بنت سطام بن محمد)...
بعد شهر من الاحداث...
صحيت من النوم على صوت المنبه ..شفت الساعة تشير 7:30 ..
ياربي ماامداني اشبع نوم..مانمت الا بعد ماصليت الفجر..والحين الصداع ذابحني..
ووراي دوام ..استغفرت ربي وقمت..وانا ماشوف الدرب ..أخذت بنادول..
..ودخلت الحمام تسبحت وطلعت ..وانا لابسة روب الحمام ...وقفت قدام التسريحه..وسحبت
الفوطه من شعري ..وانا اتامل شكلي في المرايه ..وجهي ضعفان ..وهالات
سوداء تحت عيوني..هذي ماهي انا ..وهذا مو شكلي ..وهذا مو وجهي..
بائن الهم راكبني ..تعوذت من الشيطان ..وقمت جهزت حالي ..واخذت جوالي
وعبايتي ..وشنطتي ..ونزلت ..وعلى صوت الازعاج اليومي ..تأففت ..ناقصة أنا أزعاج..
ناقصة..ولقيت همس جالسة على طاولة الطعام ..وولدها مروان وبنتها منار ..
يطوفون حولها وهي جالسة تفطر ..كشرت وقلت : يا لله صبـــاح خير ..انتي وش
جابك ..شكلك حلمانه فينا اليوم ..سحبت الكرسي وجلست عليه ..وجلست اشرب
القهوة ..ردت وهي تمسك منار وتجلسها في حضنها ..:مـــالت عليك من زينك ..
عشان احلم فيك ..وماجابني لك الا الحاجة ..وقالت بتحسر: من يوم أصبحت ..
أصبحو عيالي معي ..وكملت بسخرية : وأنا اذا صحيت ..لازم ..يصحون
معي.. ابد مافي فكه منهم ..حسبي الله على اللي كان السبب ..من يوم تزوجنا
وهو ذابحني ..ابي بزران ..ابي بزران ..وحشرني بها البزران..والحين راح يتمشا
وسابني معهم..وهالبزران اليوم ..أصبحو على النفس الشينه من أبوي ..وشاتني
أنا وياهم برا البيت ..ابتسمت لها بهدوء وأنا رأسي بدى يوجعني من هذرتها ..ومن
أزعاج عيالها..قمت بعد مارشقت رشفه أخيرة من كوب القهوة..وشلت أغراضي
وقلت أنتي شكله بااااالك طوووووويل ..وانا رأسي أوجعني ووراي دوام..باااي قلبو
والله يعينك عليهم..قالت وهي تنزل بنتها ..:بس لحظة سووومه مافطرتي ..كلي
لك شي عالاقل ..منتي شائفة وجهك كيف غادي ..قلت وأنا البس عبايتي ..والف
الطرحة:مااعليك مني ..راح أفطر في البنك ..بست خدها ..وناديت على جينا
خدامتنا ..وسالتها عن راااما اذا صحيت ..قالت انها صحيت وأخذتها مدام غادة
في بيت بابا نايف..تنهدت تغطيت.. وطلعت للسائق برا وركبت السيارة..
ياقلبي ياراااما..من بعد ذاك اليوم وهي هادية ..تذكرت يوم دخلت هي وراكان
الغرفة علينا ..انا وعمار ..تعلقت في عمار وجلست تبوسه ..وجلست تحكي له
ايش سوت هي وراكان ..وعمار يجاريها بالكلام..بعدين اشرلي عمار بمعنى تبيني
اكلمها انا او انتي.. اشرت له انه انا بكلمها..اخذتها معي لغرفتها .. وحاولت ابسط
لها الامر قدر الامكان .. بدون مافجعها.. البنت صغيرة وماتفهم ايش يعني موووت.
قلت لها انه مـــامـــا في الجنه .. وهيا مرتاحة ..ومبسوطه كمان ..لانه بابا صــار
معاها في الجنة ..وسار بابا مرتاح الحين ..وماااعاااد يتوجع زي اول ..سكت
اشوف ردت فعلها ..كانت ساكته وهادئه هدوووووء مو طبيعي ..وتناظر اصابع
ايديها الصغيرة ..وقالت بعد فترة بنبرة غريبه :يعني أبوي مرتاح الحين..قلت وانا
أحاااول أكبح دموعي : أيـــــــــه..مرتااااح..تقوست شفايفها الحمراء..دللاله على
قرب بكاها..وقالت :يعني ..يعني ماراح اشوفه بعد اليوم..غرست أظفاري على كف
أيدي وانا أدعي بقلبي ..باارب دخيلك ..ثبتني قدامها بس ..مابي أفجعها ..دخيلك
يارب ثبتني ..قلت والعبرة خانقتني :أيـــه..رفعت ووجهها لي وقالت وهي
تشير باصبعها الصغير بوجهي بتهديد طفولي ..:قولي له اذا مارجع انـــا بازعل ..
والله بازعل ..قولي له راااما زعلانه وماعد رااح اكلمه بعد اليوم ..وهو بيدري اني
زعلانه وبيرجع..ضميتها لصدري بقوة ودموعي هليل .. كلنا ياراما ماراح نكلمه
بعد اليوم كلنا ..يارب صبرنا على فرقاه..وأجبر مصابنا ..
نامت في حضني ذاك اليوم ..وصحيت في الليل شكلها حلمانه ..ورفضت تنام
عندي ..واصرت تروح تنام عند عمار..بغيتها تنام عندي ..بس ..ابد راااكبه
راااسها ..دقيت على عمار ..ونزلت انتظره عند الباب ..وجااني مسكين حالته
حااله ..وجه منفخ وعيونه حمر ..وشعره محيوس ..يابعد قلبي ياعمار ..بائن ما
نام..شكله كاان يصيح ..بس قدااامنا كان يكابر ..اعرف غلاة ابوي عنده ..واعرف حب ابوي له ..
اخذها ونااامت عنده ..ومن بعدها صارت هادئة ..ماتحب تجلس في البيت..
واغلب وقتها في بيت ابوي نايف..ماتجي الا للنووم بــــــس..
تنبهت على صووت السائق وهو يقولي وصلنا ..نزلت البنك ..وبعد فترة عرفت
ان الفرع الثاني في البنك في ابها يحتاج موظفات ..بسبب انه حصلت اختلاسات
في البنك وتم طرد الموظفات اللي فيه ..استغليت الفرصة..وطلبت من المديرة نقلي
مؤؤقتا هناك ..لحد مايتم تدريب موظفات اخريات ..وبعد محاولات اقناع وواسطات..واافقت
.انا محتاجة ابعد هالفترة عن البيت ..ابغى اشغل نفسي في الدواام ..وانسى شويه
من همومي ..واغير جو ..وجو ابها يساعد للاستجمام..بلغت ابوي نايف ووافق
على شرط ..اخذ وااحد من اخواني معي ..وامي غادة زعلت ..ليش تبعدين عني ..
ابيك جنبي ..بس بكلمتين ارضيتها..جعلني فدوه لها..وعادل ووافق يروح معي ..
عطالي بطالي ..لا شغلة ولا مشغلة ..وراح فديت قلبه ماقصر .. واستئجر بيت
صغير ..وبعد اسبوعين ..متوجه لابها باذن المــــــولى...
***************
همس (بنت نايف بن راشد)...
كل يوم أصحى على ضرب أبوي للباب .. احسب القيامة قامت .. وأقوم زي المجنونة أفتحه وأنا يالله
اخذ النفس .. وشفية وش صار .إحساسي يقول أن به عداوه بين أبوي والبيبان .. لاوشيقول بعد .. أنا
وشهولة جابيك عندنا .. عشان تخمرين على فراشك ماتتحركين والا عشان تجلسين مع أختك ..
قلت وأنا ارجف من الخرعة .. وأبوس راسة : يوبة اللي تبية بيصير بس دخيلك أرف بحال ذا الباب
والله لو أنه له لسان يشكي كان شكا عليك طالعني بنص عين وهو يقول : عن البربرة الزايدة وأنقلعي
عند أختك ...وراااح وتركني..
رحت لسمارا وأنا أدعي على حظي الشين ..كلم أبوي زوجي وقالها أنه يبيني حق أسبوعين عندهم
عشان أجلس مع سمارا .. ورجلي ماصدق على الله لقاها حجة عشان يسربت لكن أنا وراه..
ويوميا وأنا من الصبح عندهم ..بس سمارا من بعد وفاة أبوي سطام بأسبوع رجعت لدوامها في البنك
فرح أبوي نايف بها الشي لا وبعد جاتنا بنقل لها على أبها
وأيدها أبوي وشجعها وأمي ولعت نااار وزعلت وسوت الهوايل عشان ماتروح سمارا بس لحست
مخها سمارا بكلمتين ودمعتين ورضت..
وأخواني بين المؤيد والمعارض ..
*************
من بغى يعرف سوالف ما خفى * * * عن طبيعة خالق الكون العظيم
ينشد اللي من ديار أبها لفى * * * ويعرف أخبار بها فكرك يهيم
إن وصلت جبالها صابك شفى * * * من لهيب الصيف تمسي في نعيم
إن بدت لك شمسها صابك وفى * * * وإن بدا لك غيمها جاك النسيم
وان هقيت الغيم من بعده صفا * * * هل رذراذ المطر من وسط غيم
وإن هقيت الغيم روح واختفا * * * عادت مزون لها البارق نديم
ودايم السيف بغلاها ما جفا * * * ما سأل في عرسها كاف وميم
أشهد انه في حقوق أبها وفى * * * بالمصايف ما لها ند وخصيم
وكل ما قلنا من الرحلة كفى * * * زاد شوق القلب في صنع الكريم
لي ثلاث اسابيع ...من يوم جيت ابها..الجو خيالي لايعلى عليه..كل يوم
بعد ما ارجع من دوامي ..اطلع انا وعادل نتمشى ..طبعا بمرافقة
مديرة الطلعة ..رااااما ..وسكرتيرها راكان ..تمشينا على كيفها..
المكان اللي يعجبها ..تحتم في عادل يوقفها فيه ..حتى لو في
نص الخط..وعادل فديته يتمم لها..وانا انبح صوتي وراااااه ..لا تسمع
لهــا...بزر وش يفهمها..وهو لااا ..خليها تاخذ راحتها ..عشان بعد
نفسيتها تتحسن ..ماتشوفين حالتها... تكسر الخاطر..ههه والله انا
اللي اكسر الخاطر..واما عن نفسيتها ..تحسنت بزيادة ..حسرة على
احد قالها كلمة هبت فيه ..وتصائد بالحلوين ..عادت حليمه لعادتها القديمه..
كل ماشافت لها ..رجال ولابزر حلو..تعلقت فيه ..وتبقق عيونها ..
وتقول انت حلو ..خلاص من اليوم انت صديقي ..وهم مساكين ..يقولون
حنا اصحابك ..مساكين شايفينها ..حلوة ..وصغيرة ودلوعة وتقعد تتميلح
عندهم ..يحسبونها ملائكة ..وهم لو انهم شيون ..كـــان سفلت فيهم ..ولو يدرون
عن نفسها الشينه ..كان شاتوهـــا..والمصيبة لو شافت لها واحد شين ..
ليتها تسكت ..تفضحنا فيه فضيحة ..فشلتنا حسبي الله على عدوها ..
والله لو اني شينة كان تبرت مني ..بس الحمدلله ..شفع لي ..انها تشبهني ..
اما جابر المسكين هو اللي تورط فيها ..لانه اسمراني ..متبرئيه ..منه
وبقوة ..كل ماشافته.. انحاشت منه..ههههههههههه..تقول بيعديني..
وبسير شينه زيه..وهذا حالهم مطاقق كل يوم...المهم ..اخواني وابوي نايف وامي
غادة ..كل فترة وفترة..يمروون علينا ..وقبل اسبوع نزل عادل لجدة ..حتى يباشر
وظيفتة الجديدة..واخذ راما معه ..على قولها مشتاقة لعيال خالي فهد..لاوالله
الا اشتاقت لطقهم ..لها فترة ماطقت احد ..وراكان عند امي غادة ..من اسبوعين..
وطلعلي عمار بعد ماأخذ اجازة هو ورائداللي ساحب على أم الدراسة ومحدد مصير جندي في
الجيش...وجابر في جدة عنده أختبار قدرات وبيطلع بعدها .وحياتنا عادية ..على الروتين اليومي ..
دواام في النهار وطلعات في الليل..
واليوم بالتحديد..يكتب في التاريخ ..بحدث واحد تغير مجرى حياتنا ..
من هذا اليوم ..لعب القدر لعبته .فجمعني باشخاص ..لم أتوقع رويئتهم..
*************
عائلة سطام بن محمد الشهبان..
سطام / الاب توفى عن عمر يناهز 56 سنه .
بدور/ الام متوفية امها فلسطينيه ..
سمارا/ 25 سنه
جابر / 18سنه
راما / 6 سنوات
*************
عائلة نايف بن راشد ..
نايف/ يدير اعماله واعمال عيال سطام
غادة / الام اخت بدور الكبيرة ارضعت عيال بدور كلهم مع عيالها..
عماار/31 سنه مطلق عنده ولد رامي 3 سنوات
همس / متزوجه ولد صديق ابوها 27 سنه ارضعتها خالتها بدور مع واحد من عيالها مات ماكمل
يومين عيالها مروان 3 سنين ومنار سنه ونص.
عادل/25 سنه ..
رائد/ 18 سنه..
راكان / 6 سنوات..
.... قراءة ممتعه...
لاتلهــــيكم الرواية عن الصلاة..
خاتمة ... دخل المزني على الشافعي رحمة الله عليهما في مرضه الذي توفي فيه فقال له كيف أصبحت
يا أبا عبد الله فقال أصبحت من الدنيا راحلا وللإخوان مفارقا ولسوء عملي ملاقيا ولكأس المنية شاربا
وعلى الله تعالى واردا ولا أدري أروحي تصير إلى الجنة فأهنيها أم إلى النار فأعزيها ثم أنشأ يقول :
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي -- جعلت رجائي نحو عفوك سلما تعاظمني ذنبي فلما قرنته بعفوك ربي
كان عفوك أعظما فما زلت ذا عفو عن الذنب لم -- تزل تجود وتعفو منة وتكرما ولولاك لم يغوي
بإبليس عابد --- فكيف وقد أغوى صفيك آدما
*