البارت ( 11 )
خالد ....
فتحت عيوني بتثاقل والارهاق لاعب فيني ..وضوء الغرفة مزعجني ..حطيت ايدي
على عيوني وأنا ازفر بضيق ..تذكرت اللي حصل امس وزادت الضيقة بصدري..
انقلبت على جنبي وتغطيت بالبطانية وأحاول أنسى اللي صار ..ليش سمينا بانسان
الا لكثرة نسيانه .. اجل انسى يا أنا انسى وريحني .. ضاقت فيني ومل الصبر
مني ..أنا بشر ولي قلب مجروح .. ولا لقيت له دواء وطب .. وش عاد بيدي ,,
وش بسوي بحياتي .. وين بلقى توفيقي .. مازالت كلمت أبوي ترن بعقلي ( منيين يجيك التوفيق
وامك ميته غضبانه عليك ).. هه شفتم كيف حالي .. امي ( غ ض ب ا ن ه)..
صحيح كيف بتوفق في حياتي الزفت .. وحالي من سئ الا اسوء ..
قمت بهدوء مستغفر لربي .. انا مؤمن لقضاء الله ..وقدرته على قلب حال الا حال
..
توضيت وصليت لربي عله يشرح صدري .. تلفت باحث عن جوالي .. ولقيت
بقاياه.. بعد معركتي مع نفسي امس ..اقتربت ململم لاجزاءه.. و اعادت تركيبه
.. أكتملت أجزاءه مع كسر في الشاشه .. ونقص في بعض اجزاءه .. ولكن بعض
التحسينات من لصق او غراء يفي بالغرض ..هههه اكثر واحد متاذي مني
هالجوال .. بس مع كذا مخلص لي وعمره ماتخلى عني ..
جهزت أغراضي .. حتى الحق بأهلي ..فاأنا شخص اكره ارتباطي بأحد ..وامشي
على هواي ..بدون منغصات ..ولكن الورطة .. لما أكتشفت أن سيارتي معلنة
العصيان لرغباتي ..ولعنت خامس جد لها .. ماقلت لكم ..أن الحياة ماخذه حقها
بامتياز ..وأنا سعيييييييد لهذا الوضع ..اتصلت بعمي صالح .. فهو والدي
الحقيقي ..حلال ازماتي .. معين لي بعد الله في مجابهة الحياة بعد تخلي الاغلبيه
عني واولهم من ارتبط اسمي به ..
وخبرني عن وجود عيال عمي سطام بالقرب منا .. ومشيت معهم مرغم ..
وعلى سوالف بسيطة متبادله بيننا ..تسلمت دفت القيادة ...و حسيت بنشوة وأنا
امشي يسيارتهم .. بدون ما أسمع صرير احد المحركات أو توقفها فترة لا خذ
نفس ..بس مع كذا سيارتهم ذي حضرية .. ماقد مشت في ارض جلفة مثل ارضنا
..وعلمتها أنا معنا القسوة والجلافة بعد ما ضربتها بكم صخرة واعتدلت .. وصلنا
لمقر العائلة واعلنت وصولي بنغمات من بوري السيارة .. وانرد لي بالمثل
بطلقات ناريه في الجو ..وصرخة وحدة من الخلف .. تسببت لي بالصمم ..
اكره ذي البنت اكرهها واكره البزران لو مالحياء من اخوانها كان لعبت فيها صح ..وقطعت لسانها ..
..نزلت لهم وانا اطلب منهم يوقفون الضرب .. وبعد السلامات لفتني البنات
يضمون بعض .. لفيت بوجهي عنهم بكدر .. مالك امل ياخالد ..
انشغلت مع العيال بالسوالف بعدها سمعنا هدير السيل .. قمنا نتفرج فيه ..وهو
يقطع الوادي أمامنا بقوة غير مهتم بما أمامة ..ومعلن سيادته في المنطقة..
أخذت كاميرا تصوير من ماركة غاليه من جابر.. يبغاني أصوره مع رائد ..
وماسكين بعض وهم عاملين حركات غبيه و معطين الوادي ظهورهم ..
التقطت كم صورة وفي اخر صورة حسيت باضاءت بسيطة ماتبان من الجهة
الثانيه للوادي.. غمضت عيوني معتقد ان للفلاش اثر باللي اشوفه ..
فتحتها مره ثانيه واختفى الضوء .. لمحت مغيب الشمس واعجبتني تناسق الوانه
مع الجبال واخذت له صوره .. والتفت للعيال وهم منزعجين يبغوني بعد اصورهم
..زميت شفايفي بغيض منهم بدا يطفح الكيل ..وبديت في تعديل الكاميرا لاخذ
صورة ثانية لهم .. لكن عودة الضوء بقوة تسبب لي برعشة غريبة ..
نزلت الكاميرا وأناا قرب من الحافة بسرعة .. وتنبهت على حقيقة الضوء ..
وتجمدت مكاني وحسيت بانسكاب ماء بارد على راسي .. وقت ماسمعت صرخة
خوف : الحـــــقــــــــــو الـــــــــبــــــــنــــــــــااااااات ...
******************
سمارا...
وصلت المكان اللي خبرتني عنه جليله بعد كم صخرة طلعناها بشق الانفس ..
صراحة يوم شفت المسافة بين مكاننا والجهة الثانية من الوادي توقعت المسافة
قصيرة .. لكن بعد ماقطعتها بنفسي حسيتها كبيييييره .. تسلقت الصخور وراما
متعلقه فيني .. غلطتي اني جبتها معي .. كان خليتها عند البنات احسن .. انا يالله
يالله اشيل نفسي .. واخيراا وصلنا المكان ... كان جداً يجنن ..عبار عن بركة من
ماء المطر .. متجمعه في مكان في صخره مجوفه تجويفة بسيطه .. أدت لتجمع
المياه فيها .. وجريانها للاسفل بشكل خرافي ..منظر رائع .. جلست بجنب الماء
وأنا بالقوه اخذ نفس ..وطلعت بخاخ الربو من الشنطه .. اخذت بختين .. حتى
استرد تنفسي الطبيعي ..طالعت في راما وجليله وهم يلعبون في المويه ويرشون
على بعض ..وقت ما هديت أخذت ايفوني اصور المنظر ..وقفت حتى القط الصور
بشكل اخر .. وبعد كم صوره لهم .. لفيت اتفرج في المكان وانتبهت للجهه الثانية
اللي جالسين فيها اعمامي .. كانوا بالضبط امامي ..اخذت لهم بعد كم صوره حلوة
.. وبعدها رحت للبنات .. لهيت معهم وشوي سمعنا صوت غريب .. توقعته صوت
الهواء .. لان مكاننا محاط بشجر يصدر مع الهواء صوت غريب .. ماعطيت بال
للسالفة .. لكن فزت جليله بخوف .. والصوت بدا يقترب بشكل مخيف .. خلاني
ايبس مكاني وعروق دمي نشفت .. ضربت جليله على خدها برهبة وهي تقول :
يــــاويلـــــــــــــي .. يامصيبة وطاحت على رأسك ياجليله ...
تمسكت في عبايتها وأنا ارفع نفسي بالقوة .. ولافيني قوة التفت للخلف مع شدة
الصوت ..قلت برعب وأنا متمسكه فيها : وشــــــــفــــيـــك ..وش ذا الصــــوت ..
تكلمي الله يأخذك ...
قالت وهي ترجع تضرب على أفخاذها : وشفيني .. فيني المصيبة اللي طحنا فيها
.. وبرعب وهي تشير لخلفي .. ماتسمعين صوت السيل ..
التفت للخلف وقلت بتوتر بعد ماشفت جريان السيل : منيين جاء؟؟ .. طالعت
للسماء ورجعت طالعت في جليله .. مافي مطر ؟؟.. كيف جاء؟؟ ..
قالت وهي قاربت تبكي : يعني من فين أجل .. اكيد سيول منقوله جايه من مكان
ثاني .. واردفت وهي تنزل من الصخر اللي كنا واقفين عليها .. عزالله رحنا فيها
..كيف بنعوّد عند اهلنا والسيل قاطعنا ليتني سمعت كلام البنات ولارحنا .. بكت ..
كـ ــلـ ــه مــ ني كـ ـــلـ ـــه مـــ ني .. مـــ ــــاأتـ ــوب..
انتبهت لراما اللي واقفة جنب المويه وتطالع فينا بخوف .. ناديت عليه تجي عندي
وأنا احاول ابتسم حتى لا ارعبها .. وقلت لجليله وأنا ابلع ريقي : جليله ترى
مايخوف .. كلها شوية موية وتخلص .. ويوم طالعتني مستغربة وهي تمسح
دموعها .. اشرت لها على راما حتى تسكت ..
ورحت لراما اللي رفضت تجيني قلت بهدوء وأنا امسح على شعرها : روحي ..
لا تخافين .. ترى مافي شي يخوف ..
قالت وهي تعض اصبعها : وش هو هالصوت .. مره يخوف .. وجليله ليش خايفه
؟؟
اخذتها لجهت السيل وأنا اوريها المنظر وقلت ببساطه : عادي مويه المطر تجري
في الوادي .. شوفي شكلها كيف يجنن .. وكملت وانا اعطيها الجوال .. هيا خذي
جوالي والقطي صور حلوه عشان نوريها البنات بعدين ..
هزت رأسها وهي تاخذه مني .. وانا رحت لجليله .. قلت لها وانا احس بقوة
المصيبه اللي حنا فيها وأطالع للشباب اللي كانوا موقفين على الجهه الثانية ومو
منتبهين لنا: كيف بنرجع .. الليل قرب .. ومافي الا احنا بهاذي الجهه..
قالت وهي تطلع الكشاف من شنطتها وتمسكه بيد مرتجفة : ابكبس لهم بالكشاف
عشان ينتبهون لنا ..يمكن يساعدونا
نورت الكشاف بأتجاه الشباب ومن رجفت ايدها طاح الكشاف منها وانفكت
البطاريه .. رجعت شالته وهي تلعن حظها ..حاولت تركب البطاريات بس بسبب
خوفها صارت تلخبط في ادخاله .. أخذته منها وأنا اطلبها تتعوذ من الشيطان
وتجلس .. دخلته بهدوء وأنا ادعي الله يفرجها علينا.. كبست لهم مرتين.. وماكان
في انتباه وفي المره الثالثة حسيت فيهم وهم يطالعون بجهتنا .. ومن الفرحه
جلست احرك الكشاف باتجاههم بحركات متتاليه.. وبعد ماحسيت اني لفت انتباههم
.. لانهم تجمعوا في مكان واحد ويأشرون لنا .. جلست بارتياح بجانب جليله .. ان
شاء الله تنحل المساله مادام انهم عرفوا بوضعنا ..
قلت لجليله : خلاص ان شاء الله انها محلوله .. مادام انهم عرفوا اننا تورطنا
..وبيجون يساعدونا
قالت جليله بسخريه : لا والله ماهي محلوله .. ومابتنحل الا اذا انتهى السيل ..
مسكت يدي وهي تأشر لي على جهتهم .. بالله طالعي في اشكالهم .. الحين كم
من دعوة دعوها علينا ..والله لو اننا قراب منهم كان اكلونا بدون ملح ..
قلت : قابله انهم ياكلوني .. بس ارجع لهم ..وبضيق .. جليله شكله اذن المغرب
.. كيف بنرجع .. الدنيا اظلمت .. والمكان موصاحي .. وبرعب .. هنا في مويه
يعني اكيد الحيوانات بتجي تشرب ..
انتفضت جليله بخرعة : بنت اسكتي لاتفجعيني زياده.. والله مو ناقصه رعب ..
قلت وأنا اروح لراما واقومها وشادة على يدها: لانه هذا الصحيح .. طيب عندي
حل ..اشرايك ننزل لتحت ونحاول نقطع السيل .. لانه كذا واضح ان السيل مو
قوي..
قالت بهلع وهي تضرب يدينها في بعض : منجدك .. نقطع السيل .. ليه مجنونه
ارمي حالي للموت ..انثبر مكاني الله لايعينني لحد مايلقون لنا حل او ينتهي السيل
..انتي بس حصني نفسك واختك وان شاء الله مايجينا الا ماكتب الله ..
قلت بقلت صبر وانا ماسكه راما اللي تحاول تفلت مني وانا ماسكتها من الخوف
:بيطول الوقت .. جليله ترى انا مرعوبه بقوة .. لازم نلقى لنا حل ..صرخت في
راماوتركتها يوم عضتني .. ووجع يوجعك .. ناقصتك انا يالبلوه ..
قالت راما بزعل : اوجعتيني .. وبميلان شفايفها منذره ببكاء .. انقلعي والله اعلم
عليك عمار ..
قلت بمحاولة لتهدئة غضبهااللي اوشك على انفجار لايعرف تبعاته : سوري رومي
.. اسفه ما اعيدها .. انا حماره ماافهم .. والا من يزعل راما الحلوه ..
وبصوت يصم الاذان : وااااااااااااااااااااااااااع رجعيني عند اخواني
وااااااااااااااااااااااااااااااع سماااااااااااااااااااااااااااااارا صار فيه ظلام.. وبشهقات
متتالية وهي تضرب ارجولها بالارض.. ابغى ارجع سمارا برجع .. رجعيني لهم
..مابجلس معكم ..
مسكتها وانا اشدها لصدري بخوف: رومي حبيبي اهدي .. بسم الله عليك .. بسم
الله عليك ..لاتخافين ياقلبي شوي ونرجع بس اسكتي لاتبكين ..
رفعت وجهها المتدفق منه سيول من العين والانف والفم ايضا ومسحت عليه
بطرف طرحتي وشهقاتها مستمره ..ورجعت ضميتها وهي مستمره بالبكي ..
قالت جليله وهي واقفة وراية : سمارا سمي عليها مو زين البكي وقت المغرب ..
حصنيها بالاذكار..
شديت من احتضانها وجلست اقرئ عليها لعل الله يهدي نفسي ونفسها ويحفظنا
من كل مكروه ..
ورجعت تبكي مره ثانية بعد لحظات من هدوءها وتطالب بعمار ..ضربت على
راسي يوم تذكرت التلفون .. ياغبائي ..اخذته من راما .. وجيت بتصل ولا لقيت
شبكة .. يالحظ النكد ..ايش الدبره الحين ..اعطيته جليله حتى تتحرك حتى تلقط
شبكة .. وبعد جهد جهيد صاحت بفرح لالتقاطها شبكة لدرجة افزعتنا ورجعت
راما تصيح ..لاحوووووول ...
قمت وراما متعلقة فيني بقوة .. ورحت لجليله .. واخذت الجوال منها ودقيت على
رائد .. ورد وصوته يلعلع لدرجة غطى على صوت هدير السيل ..
ابعدت الجوال عن اذني من قوة صوته .. ورجعت رديته : هاااا خلصت ..الواحد
مايعرف يتفاهم معك ..
وبكل مسبة في العالم طالني منها نصيب ..: يااازفته.. الله ياخذكم .. حسبي الله
عليكم .. ووجع يوجعكم وش وداك لهناك .. مامدانا نوصل والا انتي تهيسين في
الارض ..
ماتعرفين تجلسين .. الله واكبر عليك ارجولي تكسرت في الطريق وماصدقت
اوصل وانا رجال وانتي بك قوة تفرفرين .. وبعد جارة معك راما ... قولي لي
كيف اطلعكم من هالمصيبة .. الله لايرحمك لا انتي ولا اللي معك ماهمني الا
راما ..وش فيها تصيح صوتها وصلنا ..
قلت بخرعة : ايش يعني بتخلونا هنا .. رائد ياحمار طلعنا من هنا .. تلفت للمكان
اللي نحن فيه وكان مخيف عكس النهار .. تعاااال بسرعة .. سو أي شي .. والله
ليطير عقلي .. كفاية راما سوت لنا اعلان في المنطقة .. يامخلوقات نحن هنا ..
دخيييلك تعااال ....
قال رائد بغضب : وسم ان شاء الله .. هاذي عمايل ايديك .. بعدها سكت واسمع
واحد يكلمه.. وكمل .. الحين تروحين تنطقين انتي واللي معك على حافة الوادي
قدامنا عشان نشوفكم.. لاتروحين لايمين ولايسار سمعتي .. وخلي الجوال بيدك
واذا حسيتي بحاجة والا شي دقي علي .. وبزفرة .. روحي صلي المغرب واذكري
الله على راما وسمي عليها ..مع السلامه ..
وقفل الخط بوجهي .. ابعدت الجوال بقلق ..
قالت جليلة : مافي حل صح ..
هزيت راسي لها ..وقلت بضيق : خلينا نقوم نصلي ولاحقين عالهم .. كيف القبلة
..
اشارت لي باتجاه القبلة .. ومسكت راما عشان تبعد حتى اصلي ورفضت ..
وبالمسايسه جلست وهي متمسكة برجولي .. وقفت جنبي جليله بعد ماوضت
وصلينا .. وفي السلام الاخير انتبهت لاحتلال الليل للمنطقة بشكل كامل ..
تعوذت من الشيطان .. وجلسنا بانتظار الفرج .. مرت نص ساعة والا الان مافي
شئ يدل على توقف السيل المستمر بالجريان بقوة ..اضاءات توجهت لنا من
الجهة الثانية .. كانت اضاءات كشافات ..حسينا شوي بالراحة .. واضاءت لنا
المكان بشكل بسيط .. سولفت انا وجليله شوي .. وراما ماسكه جوالي وتلعب فيه
..وبعد فترة .. حسينا بحركات خلفنا .. رجف جسمي بشكل مو طبيعي وحسيت
شعر جسمي وقف من الرعب .. وجليلة كانت اخس مني تيبست مكانها ..
وعيونها توسعت بشكل مخيف وهي تحاول تطالع فيني .. مديت يدي المرتجفة
وانا احس بانعدام قدرتي للتنفس لجوالي.. واخذته واتصلت بسرعة على رائد
بس الزفت مافي شبكة ..طاح الجوال من يدي بسبب رجفتها يوم حسيت باقتراب
صوت حركة اقدام تدوس على قطع اغصان ..التفت ببطئ اشوف المصيبة اللي
مقبله علينا .. وانصدمت بالطول الفارع وانعدام الملامح بسبب الظلام هيئ لي
اشكال مرعبة ..
ببرود : وش فيكن شايفات جني ..
شهقت جليله .. وانا ارتفع معدل نبضات القلب عندي وتسارعي تنفسي بشكل
اعدم علي القدرة على التنفس ..تخبطت ادور على شنطتي .. ادور على بخاخ
الفنتولين ..وبسبب خوفي وانعدام التفكير بها الموقف نسيت اني حاطة الشنطة
بحظني ..شهقت بقوة حتى اخذ نفس .. وقفت وأنا احاول احني نفسي بوضعية
الركوع .. ل أسترجع انفاسي الضايعة ..حسيت يبد جليلة تحاول تمسكني وانتبهت
لشنطي المرمية عند اقدامي .. وابعدت يد جليله بقوة ومسكت الشنطة وطلعت
البخاخ .. وانا استخدمه لعدت مرااات ..جلست بتعب وصوت صفير بصدري
يخترق سكون المكان .. قالت جليله : سمااارا قولي يالله قولي يالله .. اهدي هذا
ابو عبد الله .. صعب ...
البارت ( 12 )
صعب ..
اختبصت يوم شفت البنت تلوى مدري وش صابها .. اقتربت منهم حتى اشوف
وش فيها بس من قامت واحنت نفسها .. قلت بس ركبتها جنية .. ويوم لاحت لي
الفكرة اقشعر جسمي .. سميت بالله ..وجيت بمسكها بتردد من ذراعها .. يوم
شفت ان الثانية باقي مرعوبه ورمت الغطا على وجهها ..قربت منها ومسكت
كتفها عشان أثبتها وأنا استغفر الله لانه مايجوز لكن الضرورات تبيح المحضورات
..بس بقفى يدها ضربت يدي ومسكت شنطتها واخرجت شي منه وصارت
تستخدمه لاكثر من مره .. تراجعت للخلف بعد مافهمت سالفتها ولفيت وجهي
عنها .. حتى تنتبه على نفسها وتتغطى مع ان ملامحها موواضحة بسبب الظلام
بس لمعة بسيطة على خدها كانت تنزل بهدوء .. كتمت نفسي عندها وانا اتابع
نقطة وصولها على طرف ذقنها ..
راحت الثانية عندها وهي تهديها وتعلمها عني .. بس كان الصفير الصادر من
صدرهاعند الزفير .. كفيل بمعرفة كمية الالم اللي عانته لاخذ نفس ..ومنعها من
حتى الالتفات لها ..
جلست على وحده من الصخوراللي كانوا جالسين عيها البنات بعد مالقطت اشاره
للجوال وكلمت الشباب وطمنتهم عن وصولي للبنات وانا اشر لهم بيدي ..لانهم
اتصلوا علي وانا راجع من الصيد ..وبلغوني عنهن .. وصلت لهم بس ماكانوا
منتبهين لي ..قلت بنفسي والله لاأطير عقولكن اللي مركبه شمال .. واخليها
توبتكن ما اكون ولد عبدالله.. رميت الطيور اللي صايدها والبندقية على الارض ..
وحسيت بانقطاع صوتهم .. زدت اقتربت بهدوء وانا احرك اغصان الشجر اللي
امر من جنبها بقوة حتى تكمل جو الرعب ..وابتعدت عن مكان الضوء حتى ماتبان
ملامحي .. ههههههه تصدقون اني ارعبت نفسي بسواتي قبل ما ارعبهن ..ويوم
شفت خبصتها بالتلفون وتحاول تتصل قربت اكثر منهن تستاهلن هاذي نهاية
الهياته.. التفتن لي برعب بطريقة ارضتنيييي ...تكلمت حتى اهديهن : وش فيكن
شايفات جني ..
وليتني مانطقتها.. وابتدت الحوسة ..
*********************
سماراااا ....
تمنيت ان امحي الحياء وأقوم اتوطئ ببطنه ... ياسماجته .. وع وع ذا مزح ..
حسبه الله بغت تطلع روحي .. ولا وبكل وقاحه يقول شايفات جني .. مايدري ابو
الشباب انه ابليس بكبره ..عمى بشكله ..
جلس في مكاننا واحنا رجعنا للخلف وجلسنا متسندين على شجره.. شوي وسمعته
يكلم العيال وأنا اناظره بحققققد ..وارجع استخدم علاجي ..
بعدها التفت علينا وهو يكلم وقفل بعدها .. سال ببرود : من بناته انتن ؟؟؟
لفيت وجهي عنه وأنا مومتغطيه بس بطرف الطرحه حطيتها حاجز حتى لايشوفني
وانا ادعي عليه ..
قالت جليله بصوت واطي : انا بنت فائز .. ومعي بنات عمي سطام ..
لوى شفايفه .. وهو يقول : وانتن ماتتبن من الدواجه .. ليه يومن تشوفن الليل
اظلم ماتنطقين مكانكن .. وثاني شي يعني يابنت فائز تراك اعرف بالمنطقة من
اللي معك .. وتعرفين انه في أي وقت يجي السيل ويقطع الوادي ..يعني من قلّ
الاماكن في الجهه الثانيه حتى تجين لذا المكان ..وفرضا ماكنت قريب منكن
بتقعدن الليل كله وحدكن بذا المكان.. والا لو طلع عليكن واحد غيري ايش كنتم
بتسوون هااا ؟؟؟
ماااالت ثم مااالت.. والله لو طلع لنا واحد غيرك كان ابرك .. بغيت تطلع بروحي
يافهيم .. وجع يوجعك ..
دقتني جليله تبغاني اتكلم وطنشتها قالت بخجل :صادق يابو عبدالله .. بس ماكنا
ندري انه هذا اللي بيصير .. مالنا اعتراض على قدر الله ..
قام وهو يقول : حصل خير واتمنى ماتنعاد مره ثانية واعتقد انكن تبتن ..
وبعد ما ابتعد عنا .. قالت جليله بهمس : كيفك انتي الحين .. اربك تحسين بشي
؟؟
قلت وأنا اخذ شهيق : وش احس هااا تدرين ايش احساسي .. احساسي لما يدني
منك الموت وتقولين خلاص هذي النهايه مامنها مفر وبقدرة الله ينقلب الحال
وترجع لك الحياه هذا احساسي .. هالادمي من ايش مصنوع مايخاف الله..
مايحس ويقول ذولا بنات .. مفكرعندنا قلوب بقساوة قلبه .. حسبي الله عليه
امرضني ..
ضحكت جليله وهي تقول : شوفي يدي وقسم بالله ترجف الا الان ..وانتي بغيتي
تفضحينا وش هالمسبات .. ماخفتي يسمعك ثمن يمردغك ..
قلت بغباء : أي مسبات .. كانت بيني وبين نفسي .. اهبي كيف سمعتيها ...
ضربتني وهي تقول : اذكري الله .. بعدين ماكانت بينك وبين نفسك ياحلوة .. اجل
كيف سمعتها .. تتكلمين وانتي ماتدرين عن نفسك .. كله تأثير الخرعة من صعب
ههههههههه..
سكتنا يوم رجع وجلس بنفس مكانه ومعه طيور شكله صايدها ..ومسك الطيور
وجلس ينتف ريشها .. وقامت له راما بعد ماشدها اللي يسويه ووقفت على راسه
تتابع ..وبعد ماخلص منها استخرج سكين صغيره من جيبه وفتحها وبدا يقطع
برؤوس الطيور .. صديت بوجهي عن اللي يسويه بقرف .. واشرت لراما تجي
عندي وعنّدت ..قال وهو منشغل باللي يسويه وبدون مايلتفت لنا : بدال جلستكن
هاذي .. قومن اجمعن لي حطب .. حتى نشوي هالصيد ونتعشى عليه ..لان قعدتنا
بتطول بذا المكان ..
قامت جليله وانا رفضت اقوم عنااااد فيه وثانيا لسى صدري يوجعني ومو وقت
حركة لحد ما اهدى ..
رجعت اطالع باللي يسويه ..وملت بالنظر لشكله العام .. طوييييل وفي ضخامة
بجسمه مو يعني دبه .. وكان لابس بنطلون جيشي وعليه جاكت بنفس اللون
وحاط على راسه كاب ..طالعت في وجهه كانت ملامحه مقاربة لملامح عمي سالم
..قطع علي جيت جليله شايله حطب ورمته على الارض بجنبهم ورجعت عندي
..قالت باستهزاء : وش فيك قطعتيه بعيونك.. ماكفاك الدعاوي .. اربك تبغين
تسدحينه بعينك ؟؟
قلت بنص عين : بااااايخة ..لاتعيدينها ...
جلست جنبي وانا مطنشتها .. وهو بعد ماخلص من الطيور ..راح لمكان منقع
الماء ..وبعدها رجع لنا وهو مفصخ جيكيته وباقي على الفانيله اللي مبرزة
عضلات صدره ..مر من قدامنا .. وجليله تمسخر : لا اله الا الله .. من شر حاسد
اذا حسد..
طنشتها ومارديت عارفة تبغى ترفع ضغطي ..بس لفتني يوم اخذ جكيته ولبسه
لراما .... ياقلبييييي .. اكيد ذبحها البرد وانا لاهيه بنفسي ..
جلس يسولف معها وهي مبسوطه باللي يسويه وقلها انه هي اللي بتشوي
الطيور .. وبغت تطير من الفرحة ..
اخذوا الحطب وجمعوه وجلس يشعل فيه لحد ماولع .. واخذ الطيور واعطى واحده
منها لراما لتشويها .. وفي غمرة سوالفهم اللي كان اغلبه خراااااط من راما قال
لها بسخرية : وكيف حبيبك رشود .. ارب صدره يوجعه ويكح للحين ..
تجمدت مكاني والبخاخ اللي كنت العب فيه طاح من يدي .. والبرودة تسربلت الا
جميع اجزاء جسمي .. وبوجع لا متناهي .. والله مو وقت طاريه مو وقته ..
******************
زينه بنت متعب ....
كان بداية يومي تعيس .. وأنا اشوف جميع عائلة سعد الشهبان واحفاده مجتمعين
الا واحد ..تأملت بجيته وخاب املي بعد ماخبرتني جليله بالمشكله الالف من
مشاكله وهالمره مع ابوه .. وعلى نفس السالفة .. كان يطالب عمي فائز بمبلغ
من المال ليصلح سيارته ..وقابله عمي بالاهانات المستمره .. طبع هالعم مايتغير
.. مايعترف باسلوب الحوار .. انته غلط والله ل أهينك لحد ماتعتدل ..
بالله كيف تبيه يعيش حياته وانته بالطالعة والنازلة مقلل من قدره ..
اكيد راح يحس بالنقص واليأس ..
بس الحمدلله رب العالمين ربي اجاب دعوتي .. يوم شفته مقبل علينا مع عيال
عمي سطام .. قلب وجهي وصااار احمر من شدة الانفعال ولفيت بوجهي عن بنات
عمي لاني صايره مفضوحه بينهم .. ومن بين تعليقات ساخره منهم حسيت قلبي
يرفرف .. الله لنا .. بنات ذا مو قلب
زينة طلع له ارجول وراح يجري لعند الحبايب
قالت شهد :الروح ظميا على شوفه ومنهده وماغاب لحظة عن التفكيرمن بالي..
( كلمات شاعر ريم )
ايو الله صادقين ان الروح ظميا على شوفه .. شفته راح يسلم على الاهل.. وشفت
سمارا نزلت من السياره .. رحت لها اجري وظميتها من الفرحه.. مايهمني أي
شي .. مايهمني رداءة حظه .. ولاحاله ولاماله .. ولازينه ولا شينه .. مادام ذا
القلب مانبض الا له ..
جلسنا شوي احنا والبنات وأنظاري كل شوي تتجه له .. وبعدها راحت جليله
وسمارا .. واحنا رفضنا أرجولنا تكسرت من الفرفرة من الصبح ..
ولما بدا السيل رحنا نتفرج فيه ولاهين عن الثنتين اللي راحوا .. بس استوعبنا
عدم وجودهم من شغالت عيال عمي سطام تسال عن سمارا .. وتورطنا ...
المصيبة كيف بنقول للرجال .. والله ليذبحونا وحنا مالنا ذنب .. علمنا جدتي صيته
.. و صاحت في الرجال.. وتعالوا شوفوا استلمونا دعاوي .. وحلفوا فينا ان خطينا
شبر عن مكاننا اللي حنا فيه ليخلونا نعوف التماشي ..
نزل اثنين من العيال ومعهم خالد للسيل اذا كان يمديهم يقطعونه ولا لا ... بس
كان في خطورة عليهم .. فقال لهم جدي عبدالله يتركونهن في مكانهم ويسلطون
عليهم كشافات .. اهم شي انهم مو بخطر .. وبعدها عرفنا ان صعب ولد جدي
عبدالله انه راح لهن ..وراحت زهرة تبلغ جدتي باللي سمعته .. قالت بسعادة :
مادام ان صعب معهم ماعليهم خلاف ..
***********************
شملاء ....
على حافة الوادي واقفة وغايبة عن العالم .. وانا اشوف حلمي يتبدد ..ويضيع مع
الريح.. ليه ياصعب ليه ..وش ذنب قلبي الغبي اللي تعلق فيك .. حتى تدوس عليه
انت وأمك ..انت لي حلالي انا .. حاولت انساك ولاقوى قلبي .. معلن العصيان
..لأبوك ياذا القلب ماجبت لي الا المهانة والمذلة ..
قراءة ممتعة ....
لاتلهيكم الرواية عن الصلاة ...
خــاتمة
«إذا أعطتك الحياة سبب لتحزن، أعطها مئة سبب لتسعد!»