البارت (21 )...
أول يوم من رمضان في جدة ..
عمار ...
مسترخي أمام التلفزون وأغير في القنوات بملل .. حنا في شهر عبادة وهالهمج
قالبينها شهر صياعة .. استغفر الله العظيم ..قفلت التلفزون متضايق من المساخة
اللي تصير فيه .. وجلست أطقطق عالجوال وعيني كل شوي تروح لها .. وهي
منهمكة بتنظيف البيت وشاده حيلها فيه .. من قلت الشغالات عندنا ..
دخل جابر من باب البيت وجلس جنبي وهو يمسح على بطنه قال بضيق : قسم
بالله ياأني أكلت أكل سنة كاملة ..وبنفقع من التخمة .. اوووووف ماعد أبغى إلا
الفراش ..
طالعتة بنص عين وقلت : أقول لا تجلس تعذر .. كلنا أكلنا بس على قدر استطاعتنا
وأنت كأنك لأول مره تذوق الزاد .. وبتحذير .. وصلاة التروايح إن ماشفتك قدامي
أنت والثاني اللي منبطح قدامك .. وأنا أشير لرائد .. لسلّط عليكم أبو عمار وقدنه
ناوي عليكم من مبطي .. فأحترم نفسك أنت وياه ولا تتعللون بالنوم ...
قال جابر بملل وهو يقوم : استغفر الله .. عنجد أنكم نفسيات .. محد يقدر يتكلم
معكم وإلا أنتم هابين فيه ..
قلت في الوقت اللي دخل فيه عادل : المهم وصلك العلم ..
قال عادل وهو مستعجل : سلام .. بنت .. سمار ا ..
ردينا السلام عليه والتفت لجهة سمارا وهو تدف الكنب هي وسومين حتى
ينظفون الصاله .. رفعت سمارا يدها اليسار تبعد شعرها عن وجهها وردت السلام
من غير ماتناظر عادل ..
قال عادل بأستغراب : بنت تراني أكلمك .. طالعيني.. وبعدين وش ذا الهمة اللي
صابتك وخلتك تنظفين البيت موبالعادة .. وش فيك ؟؟
كملت سمارا شغلها بدون ماتلتفت له وهي تقول ببرود : أسمعك بإذني ماأسمعك
بعيني ..
قال جابر بسخرية : ماني قايل لكم أنكم نفسيات..
قال عادل بتعجب : الحمدلله .. صدقت والله ياجابر أنهم نفسيات .. أقولك أمي تدق
عليك من أول ولا تردين عليها .. وتقولك مري عليها خوالي بيجتمعون عندها بعد
صلاة التروايح ..
رفعت رأسها وبمزاج نكد قالت : أنا نفسية عندك شي ؟؟ هيا شيل أخوانك معك
وفارقوا عن وجهي لأني مو طايقه مخلوق قدامي .. وروحه ماني رايحه ..
حمق عادل من أسلوبها معه وزاد الموضوع جابر وسخريته اللي مو وقتها :
تصفدت جميع الشياطين والأبالسة في هالشهر .. إلا شيطان عمار وسمارا ..
قال عادل وهو عاقد حواجبه وتعدى جابر وهو يشير لها بيده : أنتي اليوم صايبك
شي .. منتي بطبيعية وأنتي عارفة مع مين تتكلمين بأسلوبك المعفن ذا .. ترى
حنا أخوانك .. وبسخرية .. أما إن كان شيطانك على قول جابر ماتصفد فبلغيني
أربطه لك ..
قلت وأنا اعتدل بجلستي بجمود : وش رأيك أنك تقش أخوانك وتروحون تصلون
خير لكم وتترك شغل المحارش اللي ماله داعي ..
قال عادل بنرفزة : ليه منت شايف أسلوبها معنا اليوم من عصر محد يقدر يقولها
كلمة إلا وهبة فيه .. أعداء صرنا ما حنا أخوان ..
رمت سمارا المكنسة اللي بيدها وأشارت لرأسها بأصبعها بغضب : كيفي ومزاااج
هذا أسلوبي .. رضيت فيه كان بها مارضيت صك رأسك بقرب جدار ..
شهق جابر بتمثيل وهو يحط ايده على رأسه : أوبااااا ياكبرها ياعرضها .. عزالله
رحتي ملح يابنت أبوي وأمي ..
وأكمل رائد وهو يرفع رأسه من فوق الوسادة اللي نايم عليها : الله يرحمك
يا سمارا .. شهيدة بإذن الله ..
اقترب عادل منها بغضب وقال وصوته بدأ يرتفع : لمين الكلام ذا ؟؟ لي أنا ؟؟
وقسم بالله أنه بكف على وجهك لأعدلك ياسمارا .. وتعرفين مع مين تتكلمين ..
قالت وهي تتنفس بقوة وبرد أبدا مو متوقع منها : مد أيدك والله لأكسرها لك ..
شايفني ضعيفة وتبي تستقوي علي .. تبطي والله ..
قام لها جابر يوم شاف أن الموضوع قلب جد وحط يده على فمها منفجع منها :
اوووص صاحية أنتي .. فيك بلى اليوم .. أمشي لايترفس ببطنك عادل ..
شردت الشغاله من عندنا يوم شافت عادل يرمي
المفاتيح من يده وبغضب مرعب وهو يقترب منها : تكسرين يد مين ..يدي أنا ..
ورب البيت لأوريك كسرت اليد ..
قمت لعادل وأنا أسحب يده وأدفعه للخارج : استح على وجهك أنت وياها .. ذا
كلام ينقال في شهر فضيل ..
ترك عادل يدي وقال بإحتقار : وهي خلت فيها حياء.. لاعاد خلت فيها أحترام لا
لصغير ولا كبير .. مات سطام عنها وكبر رأسها .. عساه بالكسر ..
مشى من عندنا رائد وهو شائل وسادته وهو يقول : الشرهة والله على اللي
يجلس معكم .. كلكم نفسيات إن كان تدرون ..
على خرجته من الباب دخلت أمي و ورآها الشغالة وبهدوء قالت : ممكن أعرف
وش اللي جالس يصير ؟؟
التفت لجهة سمارا وهي تشيل المكنسة وبدأت تنظف وماكأن صاير شي وقالت
بهدوء : مافي شي .. ووجهت كلامها لسومين .. سومين تعالي خلينا نخلص
أشغالنا ..
راحت لها سومين وأمي واقفة مكانها تطالع فيها بحزن وقالت لي بدون ماتطالع
فيني : عمار روح أنت وأخوك للصلاة .. أقاموا الصلاة الله يصلحكم وأنتم لسا هنا
..
خرجت من البيت وعادل وراي .. ورحت البيت توضيت ولبست ملابسي ومشيت
للمسجد وفكري معها .. عارف اللي فيها وهيجانها اليوم كله لأنها فاقده ..
ولا واحد من الخبلان اللي معها لاحظ هالشي .. الله يقوي قلبك ويصبرك ياسمارا
..
*************************
سمارا ...
كملت شغلي والقهر مآكل قلبي .. طيب ياعادل الزفت.. أنا قليلة حياء بنظرك ..
ورأسي يبغاله تكسير .. ماعليه يصير خير .. زيد في كلامك .. طبعا مالقيت من
يوقف بوجهك .. أنا بنت أذا أنا غلط .. وكل من طرأ له يبي يربيني ويكسر رأسي
.. بسيطه ياعادل ..
حسيت فيها تقترب مني ومسحت على رأسي بحنان وهي تقول : مابتعلميني وش
صاير ؟؟
قلت ببرود : خاله مو صائر شي .. والتفت لسومين بهدوء مبطن بتهديد.. كملي
شغلك ..
قالت وهي تسحب المكنسة من يدي وتجذبني لها وبضحكة : ههههه سمووور
أبعدي عن الضعيفة .. عارفة أنك تهددينها لأنها علمتني عنكم .. تراك ربات أيدي
.. ماني جاهلة فيك .. وأردفت وهي تجلسني عالكنب .. وبعدين مابتعلميني وش
فيك ؟؟ وش اللي قالبك اليوم ومن قبل اليوم بعد .. بس اليوم كأنه بزياده ..وبفطنه
وهي تشير لصدري .. عارفة إن ذا مليان ومتروووس وبينفجر.. ومن يوم قلتي
ياخاله إلا وأنتي شايلة بخاطرك مني .. ريحيني يابنتي وعلميني حتى ترتاحين ..
حسيت باختناق من الكل وهم يسألوني .. محد له دخل فيني .. ياناس كل واحد
يشغل نفسه ويتركني لحالي ..
قلت وأنا أكتم غيضي : مااافي شي .. خاله الله يخليك أتركيني بحالي .. وراااي
شغل لفوق راسي ..
جيت بقوم بس شدها لي واحتضانها لي بالقوة خلاني أتربط وأتوتر بزيادة ..
قالت بهدوء وهي تشدني بقوة لصدرها : عارفه بلاك يابنت سطام .. فاقده أبوك ..
صح ؟ أول يوم من رمضان يمر من دونه ..
حسيت صدري بينفجر من ذكره وأنا اليوم كله أداري عن نفسي حتى أنسى أمره
وبوجع : أول يوم مر من دونه .. مقد مر رمضان وأبوي بعيد عنا .. حتى
بمرضه كنا نأخذ فطورنا ونجلس معه .. التفت لها وعيوني تحرقني من الدموع
المحبوسة .. مقدر أعيش من دونه .. ماني حاسه برمضان ولا بروحانية الشهر ..
وبشهقة .. فــ ــ ــاقــ ــدته يــ ــ ـومـ ـه ..
قالت وهي متأثره بحالي : أدعي له وأنا أمك .. ترحمي عليه .. وتصدقي عنه ..
وأن شاء الله أنه من أهل الجنان هو وأمك .. يومه كلنا مرينا بهالتجربة .. فقدت
أمي وأبوي وهم أغلى ما على قلبي .. وهم بعد فقدت أمك اللي هي أختي ..
وتصبرت واحتسبت أجري عند الله ..والله يعوضني بصبري خير ..
تعلقت بحظنها وأنا أدفن وجهي بصدرها وببكاء : يومه مقدر .. مابي القدره
أتخيل رمضان وبعده العيد من دونه .. صدري بينفجر من الوجع يومه .. تركت
البيت حتى أنسى و ماقدرت .. كل شي يذكرني فيه .. ريحته بالبيت يومه ..كيف
أقدر أفرح برمضان وأبوي تحت التراب .. آآآه ياوجـ ـع قلـ ـ ـبي علـ ـ ـيك
يوبـاااه ..
مسحت على ظهري وبهدوء قالت : أبكي وأنا أمك .. لاعاد تكتمين بصدرك الكتمان
مو بزين لك .. بس خفي على نفسك ..
مر وقت وأنا مازلت متعلقه فيها .. كنت محتاجة لحظن أشكي له وأبكي له من بعد
وفاة أهلي مابقى لي غيرها ..
أبعدتني عن صدرها بهدوء وهي تقول : لساتك زعلانة مني ؟؟
هزيت رأسي لها وأنا أرجع لحظنها وببحة : لاااا ..
ربتت على ظهري وهي تقول بسخرية : تكذبين يابنت سطام .. وبهدوء ..عارفة
أنك زعلانة وشايلة بخاطرك .. بسبب كلامي عن راشد يوم أنك خبيتي شرطه
بالوظيفة .. وأوجعتك بالكلام .. بس ذا كله من حبي لك .. ولمصلحتك ..
أبتعدت عن حظنها وسلمت على رأسها وبهمس : مسموحه يوومه .. ولآني
زعلانه منك ..
قالت بحنان : إذا مدام أننا تراضينا قومي جهزي نفسك خوالك شكلهم جو وأنا
مازلت عندك .. وبسؤال .. وبعدين أيش في يدك اليمين منتي بقادرة
تحركينها؟؟توجعك يومه ؟؟تبين أكلم أخوانك يودونك المستشفى ؟
أنتبهت عليك وقت الفطور وأنتي بالقوة تأكلين بها ..
ضميت يدي لصدري يوم تذكرت بلاها .. وبهم : مابها شي ضربت فيها الجدار من
غير قصد وثارت علي .. والحين جالسه أمسحها بكريمات وصارت أحسن من أول
.. مع الوقت إن شاء الله تتحسن ..
قامت أمي
غادة وقالت : الله يعافيك يومه ويشفيك .. قومي الحين تجهزي وأنا
أبرسل شغالاتي يجون يرتبون لك الحوسة اللي مسويتها بالبيت .. وبسخرية ..
الحين بالله تسمين ذي نظافة ؟؟ حستي البيت فوق تحت يقال أنك تنظفين .. وأثرك
توسخين فيه الله يصلحك .. والله يبي لك أنتي وهمس دورة في النظافة من جديد
..
تركتني وأنا سارحة بيدي وببلاها .. ماقدرت أنطق بكلمه عنها .. وش بقول
مثلا..إن راشد بغى يكسرها لي من غير سبب .. تذكرت خروجي معه بعد رجوعي
من أبها .. ويقال أنه بيعشيني عشا الصلح .. والله لايعيده من صلح ..
مشيت معاه ومو أول مره أخرج فيها معه أخذني على مطعم ومافي أحسن منه ..
لبق وذوق ومجنتل على الأخر .. بس كان كل شوي وهو ينقد على تصرفاتي
وحركاتي .. مره عيونك حاطها بها كحل وانا والله العظيم ماحطيت فيها شي ..
ومره ليه مكبره فتحت نقابك غطي عيونك .. ومره لاتتكلمين بصوت عالي
بشويش تكلمي وأنا كني بكماء مايطلع مني الصوت ..وختمها في السيارة وحنا
راجعين رفعت يدي عند الإشارة وأنا أعدل غطاي .. ولاحسيت ألا بيده تسحب يدي
وتضغط عليها بأقوى ماعنده بغت تنكسر .. ومن شدة الألم ماقدرت أطلع صوت
وتركيزي كله منصب على يدي ووجعها وأحاول اسحب يدي منه لكن بدون فائدة
.. قال بغضب وهو يشد من عصره لأصابعي : لمين ترفعييين يدك ياكلبة .. أنا
عارف أنك تأشرين لهم وتورينهم بياض يدك جعلها بالكسر .. وحتى وأنا معك
ماعملتي لي أعتبار .. وش عاد من وراي وش بتسوين ؟؟
رمى يدي علي بقوة وهو يحرك السيارة بعد ما عطل السير عند الإشارة ..
ضميت يدي لصدري وأنا ابكي من الوجع وحاسة روحي بتطلع من قوة الألم ..
مشينا شوي بالسيارة وأنا مازلت أبكي وحسيت بالسيارة توقف .. وأفتكرت أني
وصلت البيت .. ورفعت رأسي وأنا أسحب شنطتي بيدي اليسار .. ولفيت جهت
الشباك من غير ما أناظر فيه جيت أبنزل وأنتبهت إننا مجنبين على جانب الخط ..
قلت وأنا اشهق : ررجععني الببيت ..
مد يده لي وهو يسحب يدي بهدوء ويمسح عليها .. جيت بأسحبها منه وماخلاني
.. رفع أصابع يدي وباسها وقال بهدوء : توجعك ..
جفلت من حركته وكرهت حالي أكثر يوم أرتجف قلبي من لمسته ليدي .. سحبت
يدي منه وبقهر قلت : مالك دخل فيها .. رجعني البيت لاتكسرها لي بعد ..
تحرك من غير مايزيد بكلمة ولايلتفت لي .. ووقف امام صيدليه ونزل ..
هه يجرح ويبي يدواي .. الا متى بيستمر وضعنا بهالحال .. كل ماقلت تحسن
الوضع كل ماانتكس اكثر ..
طلع من الصيدليه وبيده كيس .. وركب جنبي ومشى لحد ماوصلنا البيت .. وقبل
ما انزل مسك يدي بهدوء .. وطلع كريم من الكيس وجاء بيمسح عليها بس
ماخليته يوم سحبت يدي منه .. قلت بسخرية : مايحتاج .. مو باول مرة تصير
منك .. معاي علاج لها لاتخاف ..مال بجسمه علي وارتديت للخلف خوف من تلقي
ضربة ثانية منه .. بس خيب ظني يوم مد يده مره ثانية وسحب يدي غصب عني
.. واخذ الكريم ومسح فيه على يدي بلطف وبرقة نادره منه .. جتني البكية مره
ثانية وانا اشوف اسلوبه المتقلب معي ورقته بعد مايوجعني ..
رفع راسه بعد ما انتهى من وضع الكريم وربت على يدي وقال بصوت خافت :
ماخلصنا من الدموع ؟؟
قلت بوجع : لاااا ماراح تخلص وأنت كل مره توجعني .. مو أول مره تمد فيها
يدك علي ياراشد .. حلى لك ضربي وأنا ساكتة متكلم .. واستضعفتني وتحسب أن
مالي أهل بيطلعون الأولي والتالي منك ..مو كل مرة تجرح فيني وتظن أني بسكت
.. ماراح تستمر حياتنا على ذا المنوال ..
التفت لي وملامحه أنقلبت فوق تحت قال بسخرية ورفعة حاجب : اهاااا .. وليه
ماتستمر حياتنا ؟؟ إلا إذا كان في بالك الخلاص مني .. وتبين العاذره اللي تخلصك
مني .. وبوقاحة .. تحورين وتدورين على الأنفصال كأن فيه من بيقبلك من بعدي
..وبنظرات أرعبتني قبل ما أسمع كلامه وهو يهمس بشر ..ولو كان فيه والله
لاطلع بروحك وروحه ..
أرتجف جسمي وتصافقت ركبي من الخوف .. وحاولت أخرج من الباب بس كان
مقفل فتحته أكثر من مره ولافتح ..مو صاحي وقسم بالله مو صاحي والله يسويها
.. أبغى اخرج من السيارة ولا أنا قادرة التفت له ولا أنطق له حتى يفتحها ..مالي
الا اخواني .. طلعت جوالي من الشنطة وجيت بتصل بس وقفت يوم زفر بضيق
وقال : انتي تخرجين الواحد من طوره ويفقد اعصابه معاك ..
تجمدت مكاني وانا احس بيده على كتفي ومررها لذراعي لحد ماوصل لكفي
وسحب الجوال من يدي ودخله الشنطة من غير أي مقاومة مني ..
وتلفت يمين شمال لخارج السيارة وبعدها قرب مني وانا مازلت جامدة من غير
نفس وانا انتظر الموت على يده وملامحه ماتنذر بشي ..سحب الغطئ عن وجهي
وكأنه انصدم من شي لاني لاحظت جفلة بسيطة بوجهه ورجعت ملامحه طبيعيه
بعدها .. رمى الغطئ بحظني وقال بهمس : خائفة سمارا ..
مانطقت ولا قدرت انطق خوف من قول أي كلمة تفقده اعصابه ..
قال ببرود : ما ابي ازعل منك سمارا .. وما ابيك تزعلين مني .. لاتجيبن طاري
الانفصال على لسانك مرة ثانية .. تراك اتعبتيني معك كل كلمة والثانية قلتي
ننفصل .. وبتقرير حاسم ..حنا لبعض بالطيب بالقوة حنا لبعض ..لاتبنين امال
واحلام على اشياء بعيده عني وانتي فاهمة قصدي ..
مافهمت منه ولا شي .. كل مافي بالي اني اخرج من السيارة سالمة من غير
اصابات ..ويدي اللي تنبض علي ولاهي راضية تهدى ومشغلتني عنه ..
هزيت راسي له برعب يوم التفت علي ينتظر مني كلام ..واكمل يوم شاف صمتي
امامه :. يعني صافية لبن ؟؟؟
هزيت راسي مرة ثانية بعد ما انتبهت لمحاولتة الاعتذار بطريقة غير مباشرة ..
رفع يدي الموجوعه مره ثانية وباس باطن كفي وبأبتسامة قال وهو يفتح زر
القفل : الله معاااك ..
خرجت من السيارة مثل الصاروخ وبدون مالتفت له وعلى البيت على طول
ولحسن الحظ مافي احد قدامي .. دخلت غرفتي وجلست اقلب ادراج التسريحة
ادور على مسكن ورباط ليدي .. لقيتها واكلت حبتين من غير ماء واخذت الرباط
وشديته على يدي حتى تهدى .. وجلست على الارض بإكتئاب .. والله مو حاله ذي
كل مرة نفس الحكاية .. ابيه وما ابيه .. احبه وما احبه .. اخافه واخافه واخافه ..
مقدر اواجهه .. مقدر اعانده .. مقدر افرض عليه راي او كلمة .. ماراح يسمح
لي بهالشئ .. لاني راح القى منه عقاب مايرحم .. اما بالكلام او بالفعل وكلها
توجع ..عارفه انه يحبني بس مو راضي يعترف .. وهذا اللي مصبرني عليه
..بس ليش ذا التعامل معي .. ليش يخليني انفر منه ومن تصرفاته .. متغير
الادمي فيه بلى بس مدري وشهو ؟؟؟
يالله الصبر من عندك .. والحلو في الامر انه كملها في اليوم الثاني .. وهو جايب
لي رضوة معه وانا مسويه حالي متغليه عليه ونافخة ريشي وماودي اصالحه
بالساهل .. وفرحت بنفسي يوم شفت هديته وبكل ذوق وادب فتحتها وانصدمت
منها وشلتها بيدي وانا اشير له بها : وش ذا ؟؟
قال ببراءه : رضوتك ..وبسخريه .. لايكون ماعجبتك .. خبري بالنسوان يلبسونها
..
قلت بصدمة : قفزات يد .. يعني مصدق السالفة واني رافعة يدي اجذب فيها
الناس ..
مسك يدي واخذ القفزات منها وادخلها بيدي وقال باغواء : يد حرمتي تحرم على
غير محارمها يشوفها .. وبهمس .. ابيها لي انا وبس .. محد يتمتع بجمالها
غيري انا .. وختمها وهو يبوسها ..
سحبت يدي وانا اتامل القفزات وشكلها بيدي وبنفسي بأخليها مو لأجلك .. لأجل
رب العباد وبس ..
************************
جابر ...
رجعت البيت بعد ماتسحرت في بيت امي غادة ..واعطتني كم تهزئية لجل معاندنا
مع سمارا .. وهو انا ادري وش فيها .. منفسه علينا من كم يوم .. ولادريت ان ذا
كله لانها مشتاقة لابوي .. كلنا مشتاقين له مو بس هي ..وانا اكثر واحد بعد
..اللي بسني مايمشون الا مع اباءهم لصلاة التروايح حتى جيراننا .. اكيد يوجعني
المنظر لكن اكتم بنفسي ولا ابين ضيقي لمخلوق .. لازم اكابر قدام خواتي ..وابين
صلابتي قدامهم .. ابيهم يحسون ان لهم من يستندن عليه وقت الحاجة والضيق ..
دخلت الصاله ولقيتها جالسة فيها بعد مارتبتها وتتابع قناة المجد على برنامج
ديني .. جيت من خلفها وانا اتعلق برقبتها واشدها لصدري وبتريقة : ياذين
الذعنانين .. ياذينهم ( يازين الزعلانين ) وشايلين بخاطرهم علينا .. وبتقليد لراما
أيام ماكانت تنطق السين ثاء : ثوووري ثوووري .. الثموحه الثمووحه ..
(سوري السموحه ) ..
ابتسمت وهي تضربني على يدي : خلاص انخنقت .. ليت راما قريبة منك وتوريك
كيف تتريق عليها ..
قلت وانا اجلس جنبها : ولّ .. مابغيتي لي خير .. شريّه أختك ذي ..مدري على
مين متوحمة أمي الله يرحمها وبتفكير .. الا كأني عرفت .. تذكرني بدامبي حق
كرتون غندايزر تذكرينه .. ذاك المصلّع الصغير .. وقسم بالله أنه هو متأكد مئه
في المئه ان امي متوحمه عليه ..وبحسرة .. الله يسامحك يومه على هالخلفة ..
دخل رائد وهو شائل راما النائمة على كتفة وقال بهدوء : كأني اسمع احد يتريق
براما ..
جت سومين وشالت راما تأخذها للغرفة وجاء رائد وجلس معنا ..
قالت سمارا : مشبها أخوك بدامبي الله يكرمها عنه ..
قال رائد وه عاقد حواجبه : أي دامبي ؟؟ لايكوووون ذاك ذاك ..
قلت بابتسامة نذالة : يس هوو يخويا ..
ضحك رائد بمتعة وقال : ههههههههه اخيرا لقيت شئ بحّرها فيه .. يافرحتي ..
هزت سمارا راسها مستغفره موعاجبها الكلام ..
قلت لها بعد ماتذكرت شي : اقووول سموور ترى يمكن اعمامي يجون عمره
كلمني سلطان ولد عمي فائز يقول ان اهله ناوين يعتمرون بس لسا ماحددوا متى
.. لازم نعزمهم عندنا والا وش رايك ؟؟
قالت سمارا بفرح : الله يحييهم والله .. اكيد لازم تعزمهم عندنا .. ولازم تستقبلهم
وترحب فيهم مدام انك رجال البيت ..
رفعت نفسي وبغرور : اكيد حبيبتي انا رجال البيت ..وبتعجبك علوم الرجال اللي
بتطلع مني ..
اقتربت متي سمارا وهي تتفدى فيني : لبى الرجال ياعرب .. والله انك سيد الرجال
بعد .. ايوه ياقلبي خلي عمامك يقولون منجد من خّلّف مامات .. خلهم يشوفون
تربية سطام وانه ماربى الا رجال ..
قال رائد بسخرية : تكفين لاتنفخينه زيادة وبينفجر علينا .. وهو من يوم ماجلس
مع راشد ولا هو بشايفنا جنبه ..
قالت سمارا بافتخار : وه فديت قلبه ماشفته انت يوم هز راشد بكلامه .. وكيف
راشد بّلّم وانصدم .. ماكان متوقع الكلام يطلع من جابر ..
وبعد الكلام ذا تعالوا دوروني .. تلاقوني طاير بالسما .. اعتدلت بجلستي وبتكبر
ناظرت رائد : تعلم مني يالبزر ..
قال رائد يتمسخر : اقول اسرى عني .. بعد مصدق نفسه .. يكذب عليك ذا ..
متعلم له كم كلمه ذاك اليوم من عمار وراح طبقها على راشد ...
عضيت على شفايفي ابيه يسكت الحمار ولا اهتم .. كمل .. انبح صوت المسكين
عمار وهو يعلمه وش يقول لراشد وبالقوة فهم الحمار .. هااا كيفني معااك يالبزر
..
قالت سمارا وهي تطالعني بنص عين : ولو اهم شئ انه وقف وقفة رجال قدام
راشد وذا يكفيني ..
ضحكت على رائد بعد ما انكسح من سمارا : هههههههههههه رح رح لقط جبهتك
..واااااك فشلوه ..
قام رائد بعد ماتفشل وهو يقول : اقول روح انوه للصيام احسن لك .. شرهتك
والله على اللي يجلس معاك ..تصبحون على خير ..
قمت بسرعة من عند سمارا قبل ما اسمع منها شي وانا طالع الدرجات قالت
بسخرية : تصبح على خير يااااعمار ..
عظيت على لساني بحرج .. الله يقطع لسانك يارائد ماتخلي الواحد يفرح شوي الا
وانت منكد عليه ..
قراءة ممتعة ..
لاتلهيكم الرواية عن الصلاة ...
خــاتمة ...لا تصغ الى أي صوت بداخلك ،
يدعوك الى الإستسلام والإنكسار وقتل الهمة