كاتب الموضوع :
أحلام الحربي
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: رواية ذوبت في غرامك الأقلام
: 4 :
أمن عاصف يا قلب نمضي لعاصف ..
ألم يسأم البحار زمجرة البحر ..؟؟
و من موقف باك على أذرع اللقاء ..
إلى موقف دام على راحة الهجر ..
و من وقع سيف نام بين أضالعي ..
إلى وقع رمح راح يوغل في ظهري ..
ألا فامنحيني هدأه .. رب هدأه ..
ترد شتيتاً من ظنوني و من فكري ..
المرحوم بإذن الله : غازي القصيبي
رأى الجد صقر أمامه و صرخ مبتعدا عنه لكن الذي قاله الجد صقر أخرسه تماما
: عمر مرته توفت و ما هوب ناقص تكمل عليه بجروحك
يسخر من آثار ضربه , يسخر من الألم
الذي خلقه بجسد ذلك المسكين ..
لكن معاذ وقف رغم الألم الذي به ..
و بدأ يمشي بالقوة يريد أن يصل إليه ..
يريد أن يقف بوجهه ..
يريد أن يتحلى بتلك القوة ..
يريد هذا حقا ..
لكن لطالما الذي نريده لا يتحقق ..
سقط وضرب رأسه بحافة السرير بقووة..
وقبل لا يدرك أو يستوعب اللي صار له ضرب وجهه الأرض مرة أخرى وجسمه أيضا ..
و غاب عن وعيه تماما وتقدم ذلك الجد الحزين ..
و أمسك معاذ بيدين مرتجفة خائفة يقلبه على ظهره وشاله عن الأرض ..
وصرخ على الموجودين
: روحــــــــوا جــــهزوا السيــــــــــــارة
فخرج يهرول بجسد معاذ و دم رأسه لم يتوقف عن النزيف
صمود ..
يصعب ضميري أن يتخيل تلك الحالة التي وصلت إليها ..
عندما رأت ذلك سقطت على ركبتيها تصرخ و تبكي بألم ..
فقبل قليل كادت أن تسمح لها الفرص بالبقاء معه ..
لكن ذلك الجلمود ..
حطم جل ما تمنت ..
أم نواف ..
ممسك بها زوجها صلاح المغلوب على أمره ويمشي بها ..
وكل منه يحمل نفس الألم نفس الحزن تجاه ذلك الكسير ..
نواف ..
قبل أن يخرج من المكان صرخ بوجه جده كلمات ..
ربما ثلجت المشاعر .. و ربما بردت الأحاسيس التي به قليلا ..
: الله يطول بعمري وأنتقم منك لأجله ..
غلطة عمر أنك تكون جدي .. ؟؟
أي جد ..؟؟
أي جد يكون بذي الهمجية بذي القسوة .. ؟؟
أي قلب تملك .. ؟؟
ولا الصخر بذي القسوة ..
و لا المجنون يسوي كذا
لكن لااااا ..
ما راح أسمح لك تكمل اللي تسويه فـــــاهــــم ..
معاذ أخووي تعرف إيــش يعني أخـــــــــــوي ..
يعني أقتلك إن قربت منه ولا علي فيك ولا في غـــــيـــــرك
خرجوا مع فهد إلى منزل أهل غلا ..
* طبعا هما جيران من سنين والباب جانب الباب *
كان المكان حزين جدا صرخات الأم لم تكف عن الهدوء أيضا ابنتها ..
الجدة و أم فهد و ألجازي و نوف يحاولون أن يفعلون ما بوسعهم لتهدئتهم ..
لكن أي حزن سيهدأ بعد وفات ابنتهم ..
التي كانت هي بسمة و فرحة البيت ..
أي شوق طار في مهب الريح سيهدأ بعد تلك الشهور ..
نوف * وهي تعانق شقيقة غلا * : بس أهدي خلاص أذكري الله ما يصير اللي تسوينه والله ما يصير
عهد : رااااحت أختي يا نوف راحــــت راحت أغلى ما أملك .. من وين بعيش بعدها من وين قولي لي تكفين ..؟؟
نوف : يا ربي يا عهد والله هذا يومها .. وكلن له يومه .. أهدي خلاص أرحمي نفسك و أرحمي أمك معك
عهد تنتحب : ما أقدر والله ما أقدر هذي غلا يا ناس غلا من يفهمني
نوف عانقت عهد بقوة و جالسه تهديها لكن عهد صعب تهدئتها ..
وصلوا فيصل و شوق الشقة بعد رحلتهم لمكة ..
شوق وهي تتمدد على الأريكة : آهـ يا ظهري يوجعني حيل
خلاص تعبت مو قادرة أتحمل أكثر
فيصل يجلس على ركبه ويضم يدها : يا قلبوا أتحملي ..
خلاص ما حنسافر إلى بعد ما تولدي يا حبيبتي
شوق : يا ربي خايفه و تعبانه ظهري أنكسر خلاص
فيصل : أروح دواء لك يا قلبوا يالله تعالي أروشك و أنومك بين أيديني
شوق : ما فيني أقوم
فيصل وهو يحملها بيديه بحذر
: لا تتعبي حالك / قبلها بحرارة
بعدها دخلوا غرفة النوم ونزل مَ عليه عليها ..
و بعد ما تحموا جفف جسمه و لبس ..
و رجع جففها و لبسها قميص نوم قصير من الحرير و مددها بين يديه على السرير
وصلوا به إلى المستشفى ودخلوا بجسده لقسم الطوارئ ..
و أمضوا ساعات طوال في ساحة الانتظار ..
حتى خرج الطبيب و طمئنهم ..
و أخبرهم بأنه سيفيق بعد بضع دقائق ..
دخلوا عنده نواف والجد غانم وصلاح وزوجته فقط ..
كانوا جالسين حوله عدا منال جالسة عند رأس معاذ تمسح على يديه و ذقنه و على شعره الذي ما يزال جاف بسب الدم
وبصوت حزين كسير : يا رب أنك تلطف بحاله يا رب
صلاح : أهدي يا منال أهدي أرحمي نفسك واللي ببطنك
منال : من وين أهدأ و المسيكين من أصبح لجرح و جرح
صلاح : والله ما بيدنا شيء , أبوك مدري وش اللي برأسه
الجد غانم : محدن بيوقف بوجهه غيري . أنا أدري وش اللي يباه بس هذا الشيء ما راح يتم لا بالطيب ولا بالغــصـــــب
نواف جلس بين قدمي جده و برجاء : الله يخليك يا جد .. قولي وش السالفة حلفتك بالله العلي العظيم أنك تقول لي
الجد غانم : أستغفر الله يا ولد لا تحلفني
نواف : حلفتك ب الله العلي العظيم وجهتك ب الله وأسألك بعزة جلاله إلا مجاوبني بالصدق
الجد غانم : أستغفر الله العلي العظيم .. يا ولد لا تحلفني والموضوع بيبقى بعيد عنكم
نواف : والله أنك تقولي .. أنا مو جاهل ومعاذ يهمني ..
معاذ أمانة برقبتي أبحتفظ بذي الأمانة محدن بيتحمل ألمها غيري ..
قولي تكفى خليني أحتفظ فيه ومو ناقص يصيبه أكثر من كذا ..
رحل أغلب العائلة للرياض .. تاركين خلفهم
صمود ومعها حنين و محمد ..
حنين التي استيقظت قبل قليل و كانت حاضنة صمود وتهدي فيها
: صمود ي قلبي أهـــــدي أهدي .. قولي لي وش اللي صار
صمود : كله منه .. والله أنه ليقتله مثل ما قال .. يقتله
حنين : وش تخربطين يا صمود .. من ذا اللي يقتل من؟
أنا مو فاهمة شيء فهميني وش اللي صار ..؟؟
صمود : جدي صقر راح يقتل معاذ يا حنين يقتله
حنين بشهقة : وش ذا الكلام اللي تقولينه ؟
صمود : اليوم ضاربه ب السوط .. وجاء يتمسخر عليه يا حنين .. جدي فقد عقله .. فيه شيء وراء اللي يسويه صدقيني فيه شيء
حنين : يا ربي وش ذا اللي تقولينه مو مصدقة أبد مو مصدقة
صمود : معاذ طاح علينا وضرب رأسه بحافة السرير يا حنين .. الولد بيموت وما في حد راح يقتله غير جدنا
حنين تضم صمود : يا ربي .. خلاص أهدي إن شاء الله ما يصير شيء يا حبيبتي أهدي .. خلاص يا قلبي لا تقطعين لي قلبي أهدي ..
دخل محمد الصالة العلوية بهذا الوقت وجلس في الكنبة المنفردة بعيد عن الفتيات ..
ملقي برأسه بألم وحزن .. على الاثنان عمر و معاذ
استيقظ معاذ بألم و كان يحس بدوخة .. و ما هو قادر يركز في اللي حوله
قاموا له الأربعة .. منهين الهمسات التي تمت قبل قليل ..
الجد غانم : الحمد الله على سلامتك يا أبوك
صلاح : ما تشوف شر يا أبوك
نواف : الحمد الله على سلامتك يا معاذ
منال : يا يمه ما تشوف شر يا قليبي ما تشوف شر
أما هو بدأ يستوعب شيئا من الذي حصل و لكن رؤيته لذلك مجددا جعلته يصرخ بحزن و بأسى ( وش جابك ؟ وش اللي ما أخذته بعد ؟ آوه نسيت تبي تقتلني صح ! تحـــــلم ما بعدني حققت اللي برأسي و بدري على موضوع قتلي يا عم بدري )
أبعد عني خلني أرتاح منك أبعــــد
التفتوا للوراء فوجدوه واقفا هناك بكل شموخ ..
نواف بصراخ : وش اللي جابك ..؟؟
صلاح : نواف عيب أستح ذا جدك
نواف : واللي يسويه ما هو عيب ..؟؟
هدؤوا لأن الذي قاله شيء صحيح حقا ..
.. أما الجد تقدم إلى معاذ .. غير مبالي بالذي يقال له .. و نطق الجمل مجددا :
عمر زوجته توفت .. مدري إذا بتروح له أو لا؟ بس الأحسن أنك تبقى بعيد عنه لأني ما أدري بيتحمل حزنه و إلا بنته الصغيرة و إلا أنت واللي فيك ؟
معاذ وهو يتنهد بقوة وبشكل ملحوظ ويحاول أن تخرج الكلمات من لسانه كما يريد .. جلس بكل قوة وأمسكت به أم نواف
: الجميل اللي سويته لي أنك قلت لي ذا الخبر ,,
لأني متأكد أن الغير ما بيقولون لي لسلامتي ..
لكن تأكد أن عمر أعظم منك ..
و مو هو اللي يعوفني ..
ولا أنا اللي أزيده حزن على ما به من ضيقه
وألتف لجده غانم وبصوت مرتجي :
تكفى أبا أروح له
الجد غانم : بس يا وليدي أنت اللي بك يصعب لك تسافر
معاذ : ما عليه بتحمل يا الغالي بس خلني أروح له الله يخليك
الجد غانم : أنت مريـــض محتاج للراحة يا وليدي
معاذ : لا تشيل همي الله يخليك
صلاح : بتروح يا وليدي بس نواف يكون معك
هيفاء : الجازي وش فيك ؟
الجازي صامتة .
هيفاء : يمه يا قلبي .. الجازي انطقي قولي شيء
الجازي على نفس حالها .
هيفاء : حبيبتي الجازي وش فيك ؟؟
يــــــا ربببببي الجازي خلاص ما صارت من دريتي أنها ماتت انبلمتي وش صار عليكك تكلمي فديتكك .. الجازي .. الجـــــازي .. الجـــازي تككككلمممي
لا حس و لا حركه أيضا ساكنة صامته منذ ان سمعت بذلك الخبر .
أما هيفاء تحاول معاها تتكلم . لكن كل المحاولات باءت بالفشل .
لا تعلم هل هو حزن ..
أم فرح ..
أم شيء لا تعرفه ..
لحظة صمت اكتفى بها الجميع ..
الجد صقر .: وش له بعد ..؟؟
صلاح : لحدن يسأل عن السبب و معاذ م يتحرك خطوتن إلى و نواف معه
معاذ : وش له ؟؟ .. أنا أعرف أدبر أموري
صلاح .: قلت لكم لحدن يتعمق ..
الجد صقر : لا تتكلم بالألغاز يا صلاح .. ووش لهم ببعض هالأثنين ؟؟ .. معاذ مو منا و مالنا دخل فيه و نواف ماله شغل بأحد ..
معاذ بدأت تتكرر الجملة مليون مرة بأذنه * مو منا و مالنا دخل فيه *
: معاذ ولدي و نواف أخوه وهم بعد أحمد و نوف أخوانه
الجد صقر : وش تهذري أنت وش تخربط ..؟؟
صلاح طنش الجد صقر وناظر معاذ : معاذ يبه ما أبيك تخطي خطوة إلى و نواف داري فيها .. أنت وصية برقبة نواف وأمانة لازم يأديها إلى أن ربي يأخذ الروح تعرف وش يعني وصية ..
معاذ بحزن : أنا وصـــيــــة ..؟!!
تقدم نواف : إيه يا معاذ أبوك دائما يزورني بالمنام ويوصيني فيك ودائما يحذرني و يقول لي أنتبه لك
معاذ بحزن عميق : أنت تشوف أبوي بالمنام ؟؟ و تكلمه كل يوم ؟؟ و أنا اللي مشتاق له و أبي أسمع صوته
نواف وهو يلم معاذ ويحاول أنه ما يلامس الجروح : ربنا رحيم يا معاذ ربنا رحيم
قدر صلاح ينهي النقاش بطريقة غير ملحوظة ..
لكن لن تفوت تلك اللحظات عين ذلك الجد القاسي ..
|