المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رواية ذوبت في غرامك الأقلام
رواية : ذوبت في غرامك الأقلام
كتبتها منذ زمن بعيد .
ملاحظة صغيرة :
1 - حبايبي هذي أول رواية كتبتها ما كان عندي رغبة أني بشرها لأنها ما كانت كاملة , و الحمد لله كملتها و الحين أقدر أحطها بين يدينكم , و أتمنى أنها تعجبكم ?_?
2 - الرواية من عمق الخيال يا أعزائي , رسمتها حسب قدرتي و استطاعتي للتخيل , لاسيما أنها سيكون بها القليل جدا من تلك الأحداث الواقعية من مجتمعي السعودي , وأتمنى عدم التعليق على الخيالات المبالغة فيها ..
[ 1 ]
لماذا أعيش ..؟؟
لماذا أدفن يوما و أرقب يوم ..؟؟
و يدفن عام و يولد عام ..؟؟
و ما في الحياة من جديد
تمر علي الليالي مكفنة بوجوم عميق
تراقص فيه ظلال الملل
سجون مغلفة بالأسى
تسمى حياة
فتحت جفوني .. و يا ليتني
بقيت وراء جدار الوجود
ضريرا كسيحا .. عديم الشعور
ولكن جئت هذي الحياة
ولدت و كبرت و أصبحت شيئا
يقولون عنه فلان
تعبت من الجري خلف السراب
من البحث عن واحة في الخيال
و ما ذا أريد .؟؟
مصابي أني أجهل ماذا أريد
سألت رفيقي ما يريد
فصاح و في ناظريه بريق
' أريد السعادة '
وعدت اسأل نفسي
ترى أي شيء تكون السعادة ..؟؟؟
- للمرحوم بإذن الله : غازي القصيبي
بوسط غرفة صغيرة جدا ..
كان نائم على سرير صغير و يتحرك بانزعاج بسبب رنات ذلك المنبه المزعج ..
أستيقظ بكسل و أصبحت عيناه على المنبه ليرى ما هو الوقت ..
فاتسعت عيناه وبلهجة جنوبية بدوية .:
يا ويلتي ويلاه كل هالوقت نايم ..
و استيقظ مهرولا حتى أخذ فوطته وذهب إلى الخلاء ( أكرمني الله و إياكم )
لم يتأخر بالخلاء ..
خرج يسخن الماء حتى يصنع له حليبا ..
وذهب ليبحث بين ثيابه المرتبة في داخل ذلك الصندوق ..
ثبت على ملابس هادئة تساعده على الحركة ..
فخرج بعدما رشف قطرات قليلة من الحليب ..
ليذهب إلى مكانه المعهود ..
الإسطبلات حيث يدرب تلك الخيول و يهتم بها ..
أما بداخل القصر الكبير الذي يتوسط تلك المساحات الخضراء ..
وبجناح غرفتها كانت تتحدث بالهاتف مع ابنة خالتها ..
شوق .: إيه م قلتي لي .. وش صار معك لمن قابلتيها ؟
صمود .: تخيلي الحيوانا ناظرتني من طرف خشمها من رأسي لأخر أصبع فيني أنقهرت من حركتها وفتحت المويا اللي بيدي و كبيتها عليها وقلت لها مو صمود اللي تناظرينها كيذا ورحت
شوق .: اححححلفي
صمود .: إيه والله صدق
شوق .: صمود جاتها قوة لا , لا م أصدق مو مستوعبه ههههههههههههههههه
صمود .: روحي زين .. أصلا من يومني قوية
شوق تسايرها .: إيه ما عليه .. إلى تعالي
صمود .: ها خير !
شوق .: البنات بيجون جدة يوم الأربعاء مع جدي صقر بتجين ؟
صمود .: م يبي لها كلام
شوق .: أجل ناطرتك .. ويا ويلك لو غيرتي رأيك
صمود .: لا ما راح أغير رأيي إن شاء الله ..
شوق .: اوكي أنا بقفل الحين . بجهز الغداء قبل لا يجي فصيلي
صمود .: أوك و أنا أبي أنزل أبي أشوف الصامدة
شوق .: كويس .. بوسيها لي هههههههههههههههههههههههه
صمود .: ي سخفك .. يالله سكري ..أبنزل تأخرت
شوق .: مشتاقة له هههههههههه*****
(( أغلقت صمود بوجه ابنة خالتها ))
وذهبت لتبدل قميصها القصير .. ولبست / بنطلون قطني من مانجو
بنقشات الورد مع تيشرت لون أبيض و صندل سبورتي اكرمنا الله من لاكوستي ابيض ..
أخذت سكارف أسود و غطت شعرها و تلثمت .. لأن جدها لا يسمح لها بالدخول كاشفة .. أخذت معطفها الأسود حتى تخفي تراسيم جسدها عن الأعين ..
بعدها رشت القليل جدا من عطرها المفضل : عطر فلورا ..
فأخذت كاميرا ألكانون التي لا تفارقها أبد /
ونزلت تسرع بخطواتها ..
و كانت متجهة للزريبة حتى تطمئن على الصامدة ..
عندما وصلت هناك أعجبها المنظر الذي أمامها ..
فرفعت الكانون وبلا أي شعور ..
التقطت الصورة
أثار انتباهه صوت الكاميرا لذا ألتفت ..
ارتبكت و نزلت الكانون بسرعة ..
وتقدمت للزريبة ولا كأن شيء صار ..
أما هو صار معلق عينه عليها ..
ما فيه شيء واصف فيها غير عيونها ..
طلعت منه : آآه طويلة هامسة ..
فقد عذبته عيناها ..
و كعادته
يتمنى ولو شيء بسيط لكنها اتجهت إلى الصامدة
و لم يحصل مراده ..!!
قربت صمود من الصامدة وبدت تمسح عليها وتلعب بشعرها الطويل ..
وبصوت يملئه الحيوية : صباح الخير ي حلوة ..
ها كيفك اليوم * وتمسك العشب وتمده لها *
يا الله أفطري عشان نبدأ التدريب
انتهى معاذ وأعجبه المنظر الذي أمامه ..
فذهب لذلك المنزل الصغير و أخذ لوحة الرسم ..
و قلم الرصاص وعاد فجلس على الزريبة ..
و بدأ يتأملها بإعجاب و يرسمها بإتقان ..
انتهى خالد من العمل وسط المزرعة فذهب حتى يأخذ الأذن لكي يذهب لمنزله ..
وأثناء طريقه للدخول إلى مكتب الجد صقر ..
أستوقفه ذلك الحديث الساخن ..
الجد غانم : أسمعها مني ..
قال بحدة مقاطعا أخيه : خلاص أنهي الموضوع بعدين ما غيره صدقني قاعد يغتلنا للحين ..كافي أنه قتل ولد بنتي .. وأنا كنت منتظر لين يكبر ولده .. ويا نأخذ دمه و إلى دم ولده
الجد غانم : وش فيك أنت ؟؟ ووش ذا الكلام ؟؟
أنت دكتور كبير وفاهم و عاقل .. بعدين ولد بنتك مات بيومه و مالنا حق نعترض ..
أما هو وولده مالهم أيد بالموضوع
الجد صقر : أنا تكلمت وبس و الدم بأخذه هذي اليومين
الجد غانم : ي أخوي أذكر الله وأستغفره ما يصير اللي قاعد تقوله بعدين أحنا أكبر من ذا الشيء ي أخوي
الجد صقر : ما راح أتنازل عن قراري أبد وقفل عن الموضوع
تراجع خالد بخطوات ثقيلة ..
تراجع وهو ما هو مصدق اللي يسمعه ..
يعني للحين م برد الموضوع للحين ما هو مصدق ..
والله لو أدري من زمان لبعدت أنا وولدي ..
ولدي آهــــ ي ولدي بتضييع بتضـييع ي أبوك ..
مشى بانكسار ..
كان يحس بالدوخة يحس ببرودة تتخلل مقدمة جسمه ..
كان يحاول يوصل للبيت ..
يبي يأخذ ولده و يبعدون من ذا المكان ..
مشى وصار يدور ولده ولا حصله ..
وين يلاقيه الحين .. ؟؟
وصل إلى البوابة المؤدية إلى المزرعة و الزريبة ..
هنا ازدادت البرودة و ما قدر يتماسك نفسه فسقط على الأرض ..
لملمت إحساسك ..
شعورك وقلبك خلاص بتسافر
زين التفت لحظة ..
عطني جروحك بس ..
خلها تسليني
في غيابك الكافر ..
وخذ النظر مني وخبه مع أشيائك
ما أبي أشوف الناس ..
وشلون أشوف الناس ..؟!
وشوفي معك سافر ....
وصل للمرحلة الصعبة ..
وصار يرسم بإتقان و كان يصب كل قهره و غيضه ..
على تراسيم وجهها..
و من شدة ذلك الإحساس ..
ملامحها أصبحت محفورة ..
وجهه بدأ يعرق كثيرا ..
رسمها بكل قهر بكل ألم بكل حزن ..
إلى أن توقفت يده على صرخات ماجد له
: مـــــــــــــــــعـــــــــــــاذ مـــــــــــــــــعــــــــــــــــــــــاذ
التفت له معاذ برعب : لبيــــــــه
ماجد وهو يحاول يلتقط أنفاسه : أبوك آهة آه أبوك
معاذ وهو ينط لجهته : أبـــوي وش فيه ؟؟
ماجد : أغمى ع ...
قطع كلامه معاذ وهو يرمي عليه اللوحة : ودي ذي للبيت
وراح يركض بكل م يملك من قوه و جسمه الرياضي ساعده على ذلك
وما فاتت اللحظة مراقبات صمود
وصل إلى أبوه لقاه مغشي عليه رفع رأسه ويمسحه بيديه :
يباه .. يباه حبيبي أسمعني
يباه .. يبـــاه .. يبـــاه .. الله يخليك رد علي ..
يباه أصحى .. قوم يباه .. لا تضيع مني فديتك
قوم يباه .. يالله قوم
يباه لا تخليني بروحي يباه .. يباه طلبتك لا تخليني بروحي ..
مالي غيرك تكفـــــى يبـــاه خذني معك خذني
جاه الجد غانم اللي سمع صراخ معاذ ..
معاذ مسك يدين الجد بترجي وسط دموعه : تكفى يا جـــــــــدي تكفى خله يقوم الله يخليـــــــك باقي أبيه بعدني ما شبعت منه
الجد غانم يضمه : إنا لله وإنا إليه راجعون .. أهدأ يا معاذ أهدأ الحين نأخذه المستشفى
نواف اللي واقف وعينه على معاذ : وش اللي صار ؟
الجد غانم : زين أنك جيت أمسك معاذ وأنا بحاول أرفع أبوه
نواف يقرب بفزع : وش فيه ؟
معاذ مازال يصارع بصراخ لأجل أن يستيقظ .. لكن الجد ونواف أخذوهم لأقرب مستشفى
حيث هناك تجمعت العائلة تنتظر الأدلة ..
وطال الانتظار هناك ..
معاذ حاضن نفسه بإحدى زوايا المستشفى ..
والجد غانم يناظره بألم و حنان أٌبوه طاغي ..
وده يسوي اللي ما سواه أبوه لكن ..!!
ما هو عارف كيف يبدأ ..
أما الآخر جالس جوار أخيه و ينظر لمعاذ ..
و اللي للحين يحس بالشعور تجاه معاذ ووده يفسره..
لكن ما هو عارف وش سر هذا الشعور اللي كل ماله يكبر
خرج الدكتور فجأة ..
وقف له معاذ : ها دكتور .. بشر .. شحال أبوي ؟
نزل الدكتور نظره للأسفل وهز وجهه بحزن : أبوك أعطاك عمره
سقط معاذ بطوله على ركبتيه ..
م توقع الخبر يكون قوي عليه لهذي الدرجة ..
لا تكفى سوي أي شيء بس لا يروح مني ..
رجوتك دكتور ..
عطه قلبي لو يباه ..
بس لا يموت طلبتك يا دكتور لا يموت الله يخليك ..
مالي غيره بهالدنيا ..
تكفى رده لي رده ما أبيه يروح ..
وبلحظة لم يتوقعها الجميع
لحظة إنهيار ذلك الشامخ الصامت
لقد فقد .. والفقد يتطلب القوة
وصل لأسوأ مرحلة وهي الجنون او الهستيريا
في الحزن
| بصرخات هستيرية حزينة |
يـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوبااااااااااااااه يـــــــــــــــــــــــوباااااااااه
تكفى ارجع لا تروح يبه دخيلك لا تروووح ..
يــــــوباه لا تخليــــــــــني تكفى يـــــــــــــــــــــــوباااااااااه ..
تعال خذني معكم يبـــــــــــــــــــاهه خــذني خذني
مسكه نواف ووقفه : قوم ي معاذ ..
قوم و أذكر الله * وحضنه *
معاذ نفض نفسه من نواف بقوة
دخل عند أبوه ورمى نفسه بين أحضانه ..
رمى نفسه وأصبح يتكلم و يعاتب و يصرخ تارة ..
بالأصح يفضفض لجسد أبيه الملقي على السرير الأبيض ..
وصل الخبر لكلا القصرين .. و حزن الكل لهذا الخبر ..
ومن هنا تبدأ الأحزان
و يعاد الشريط مرة أخرى و بنفس العام و التاريخ .،
فقط اختلف اسم اليوم ..
واختلفت الوفاة ..
ففي ذاك اليوم توفت والدته
وهذا اليوم توفى والده .
فأصبح جزء وحيد من شجرة ميتة ..
بقصر الجد غانم ..
كانت الجدة جالسة على أحدى الكنبات ..
وتحرك شفتيها بالدعاء ..
وتطلب له الرحمة من الله ..
وتفكر في حال ذلك الولد الذي فقد أمه قبل 6 سنوات و الآن يفقد أبيه ..
كيف له أن يعيش بعدهم ..
كــــيـــــف .. !!
وبصوت حزين .: يالله أنك ترحمه يالله و تعطيه الصبر و القوة يالله ..
يا الله يا كريم بعالي سماك إن ترحم وتلطف بحاله
هيفاء : يوووه يا جدة وش فيك ؟ .. من اللي مات ؟
الجدة بحزن : و أنتي كله مدرعمة لا أنش تسلمين ولا شيء
هيفاء : يمه اكلتيني بقشوري .. بعدين مو داخلة بيت غريب أنا
الجدة : و الله لو ما تسنعتي لأقوم أكسر رأسش بهالعصى
هيفاء : أويلي يا جدة وش فيك علي * وتحب رأسها *
يالله عاد روقي يا الحلوة مو زين عليك الزعل
الجدة : قومي مناش قومي
هيفاء تحضنها : ما أقدر أنا أحــبك طيب
الجدة : بعدي عني ما أبي أشم ريحش
هيفاء : هههههههههههههه طيب طـيب بس روقي
دخلت صمود بوجه حزين : سلام عليكم
* وجلست صمود بعد ما قبلت رأس جدتها *
الجدة بصوت حنون : وعليكم السلام يمه .. ها تغديتي يمه ؟
صمود والدمعة خانتها : مين بيأكل بعد هالخبر ؟
* وحطت يدينها على وجهها لتدخل بدوامة بكاء حــــار *
لمتها الجدة وهي تهدي فيها : بس يا يمه أدعي له بالرحمة يا يمه محتاج الدعاء
صمود : بس يا جده أنتي ما شفتي معاذ
والله ما شفتيه يمه مرتين صار نفس الحدث
مرتين يمه والله قطع لي قلبي
وشلون بيعيش من غيرهم يا يمه صعــــبـــــة
* ودخلت بنوبة بكاء *
هيفاء : وش اللي صار قولوا لي ؟
الجدة : لو أنش تسنعتي كان عرفتي
هيفاء : طيب بتسنع بس قولوا لي
الجدة : أبو معاذ توفى
هيفاء : هــــا | ناظرت صمود بحيرة وصمت |
وصلوا الجميع القصر
ومعاذ دخل بيتهم الصغير الذي جمعه مع أهله
إلى أن أتى ذلك اليوم و فقدهم أجمعين
رمى بنفسه على الأريكة القديمة
ووضع يده على رأسه الذي أرخاه على الأريكة
وبدأ يخاطب نفسه :
وش السواة هالحين ؟
وين بروح عقبهم ؟
وين بلقاها الراحة بعدهم ؟
وين بصرف على نفسي ؟
من وين و أنا ما عندي غير شهادة ثنوي ؟
وين و أنا من كبرت و أنا بين هالأحصنة ؟
وين يـــــا ربــــــي ؟
آهــــ ي يمه و ي يبه آهـ من وين بلقا السعادة عقبكم من وين ؟؟؟
تنهد وقام يلبس له ثوب حتى يروح عند أبوه ..
و على طريقه شاف الرسمه بالزاوية
رفعها وحطها بإحدى البراويز وبدأ يتأمل ملامحها الداكنة :
ونهايتها إيش يا صمود يعني تقتليني إن رسمتش ؟
ما بقى إلى أنا !
أمي و راحت أبوي وراح
باقي أنـــــا !!
لكن م أقول غير الله يصبرني و يطول بعمري
و أحقق أمنيتي معش
والله لأصبر و لأتحمل لخاطر عيونش
والله لو وصلت السالفة موت لأوصلش
أدري أن عايلتكم م يقبلون بشخص مثلي لكن أنا بكسرها و أخذش
صدقيني .
تنهد ومسح دمعته ورمى القماش الأبيض على اللوحة
وراح حتى يلبس الثوب وبعدها طلع
انتشر الخبر بالصحف ** الخبر السيئ ** شيء معروف دائما بأن الخبر السيئ ينتشر بسرعة الريح بعكس الخبر الطيب
قد أمر الجد غانم أن مراسم العزاء تكون في قصره ..
وفعلا حصل ذلك ..
دخل نواف مهرول لبيت الجد غانم
و ما حس إلى ووحده ضاربة بصدره
واستدار للخلف
بصوت رجولي أجش يخالطه الغضب : أووووههههههههووووو .. كم مرهه حذرتكم لمن ادخل ما اشووفكن بطريقيييي
هيفاء بلعت لعابها : أويلي أنت
* وراحت تركض من هذا المكان *
رمش بعينه حركة سريعة مع تنهيدة طويلة حتى يهدي نفسه ..
الجدة : بسم الله وش بلاك تلعلع و مروع البنية ؟
نواف : أنا قايل لكم هالبنيات لو تشيلونهن من طريقي بكون بخير
الجدة : الله يهداك بس .. متى بتعقل من هالكلام ؟!
نواف : أقول يمــــــاه في حد ؟
الجدة : أذوني يالثور أبيها
نواف : هههههههههههه زين آسفين يالغالية ان صار فيها شيء علاجك على حسابي
الجدة : اقول أبعد لا اشوتك بآخر عمري تتفاول علي يالرخمه
حب راسها : افا عليكك بس قولي في أحد جوه مستعجل يالغالية
الجده : لا يمه ماشي حد
ودخل نواف وهو ينادي على أمه اللي جاته بسرعة
: ها يمه وش فيك روعتني ؟
نواف : م في شي كلمي هالخدم يزهبون القهوة وجهزوا ثوبي
إيه ويقول أبوي غانم جهزوا أكل لمعاذ
مو مأكل شيء من صحا
أمه : إن شاء الله يمه
وراح من عندها وهي تحس بالألم والحزن تجاه معاذ ..
و يكفي أنه --- صحاها صوت الجدة
: هو وش فيش خمدتي ؟
أم أحمد : لا يمه م في شي
الجدة : إيه هين ..
روحي جهزي الدلال قبل لا تقوم الدنيا على رأسنا
أم أحمد : إن شاء الله يمه
وراحت هي الأخرى
بقصر الجد صقر ..
صحت بهذا الوقت وأخذت شاور بعدها لبست ..
فقضت الصلوات اللي فاتتها و نزلت تحت
: سلام عليكم
الكل : يا هلا و عليكم السلام
الجدة : صح النوم حبيبتي
حنين : صح بدنك يا يمه * وجلست عندها *
أم محمد : ها حبيبتي جوعانة ؟
حنين : إي والله للحين م أكلت شيء
أم محمد : خالتك جالسة تطبخ العشاء روحي شوفيها
حنين : أبريح رجولي شوي و أقوم
* وناظرت جدتها *
وش فيك يا يمه حزنانة ؟؟
الجدة : والله يا أمك توفى أبو معاذ الظهر
حنين : لا صـــــــدق ؟!!
الجدة : إيه يا يمه
حنين : يــــا ربي الله يرحمه الله يرحمه
* و قامت من عندهم للمطبخ *
أم محمد : الله يهداك كان خليتيها تأكل بعدين
الجدة : ما بكذب عليها
جلست حنين على طاولة الطعام بالمطبخ ونظرها ملقي للبعيد ..
دخل محمد مدرعم من الباب الذي بطرف المطبخ ..
وتوه بينادي إلى أخرسه البنت اللي جالسة قدامه ..
صخّ الولد و بلحظة صار يناظرها ..
و أنتبه لنفسه بسرعة وخرج من هذا المكان ..
ودخل القصر من الباب الرئيسي : سلام عليكم
الجدة : يا هلا يمه
محمد : هلابك يا يمه
حب رأسها و رأس أمه ورمى نفسه على الكنبة القريبة
أم محمد : ها يمه وش صار ..؟؟
محمد : ما صار شيء يالغالية .. هناك الرجال مجتمعين
الجدة : والصبي معاذ وش حاله ..؟؟
محمد : والله كاسر خاطري يالغالية كله ساكت ..
وما هو راضي يأكل ولا حاجة ولا حتى يتكلم ..
الجدة : لا حول ولا قوة إلا بالله الله يصبره ويثبت أبوه عند السؤال
الكل : آمين
محمد : تراء جوعان
أم محمد : الحين أكلم خالتك تزهب عشاء لحنين
بروحي عنها و تزهب لك عشاء بعد
محمد اللي ابتسم : زين
* وغمض عيونه ويحاول يسترجع شكل البنت ..
إذا اسمها حنين آهـ يا هي حلوة مبين عليها هادية و حزينة آهـ
وش فيك يا رجال وش قاعد تخربط أنت ..
عمرك ما حبيت هالسوالف وش هالتفكير المنحط .. و بعدين حتى لو كانت مثل ما تقول حلوة مالك دخل في هالشيء .. أنسى تفكر كذا وتطيح يا محمد أنسى *
نفض رأسه ليطرد تلك الأفكار الغبية من رأسه وهو يتمتم : أستغفر الله
بمجلس الرجال ..
كان جالس على كنبة منفردة ..
وضام يدينه و حاط رأسه عليها ..
و تفكيره ما هو مع العالم اللي حوله ..
كان يفكر كله في أبوه ..
و كان يفكر بحياته ..
من وين يلقى على الشيء المسمى بالوظيفة ..
وهو ما عنده أي دبلوم وأي تخصص ممكن يساعده ..
حتى يرتقي قليلا ...
حزن وراء حزن ..
يخرج من غربة ليستقبل غربة أخرى ..
لا راحة .. لا سعادة ..
لا أم والآن لا أب أيضا ..
نواف قرب من معاذ وربك على ظهره عشان يحس فيه ..
معاذ : ها .. هــــا
نواف : تعال معي
معاذ : لا بقعد هنيهة
نواف : بترجع .. بس تعال
معاذ : زين
قام معه معاذ ..
و شد نواف من قبضة يده على يد معاذ حتى يمد له القوه ولا يسقط ..
لأن معاذ كان يحس بالدوار ..
أخذه للحديقة الخلفية و جلسه و جلس نواف قدامه ..
معاذ : ليه جايبني هنيه ؟
نواف : أبد حبيبي جبتك عشان تأكل براحتك
معاذ : بس أنا ما أبا شيء
نواف : أفئ تزعلني
معاذ : الله يخليك
نواف : أنت اللي الله يخليك كافي لازم تآكل لازم توقف على رجلك لا يكسرك موت أبوك .. الحياة م وقفت هنا
معاذ تــنــهــد ..
نواف : أنت تعبان و يكفيك اللي فيك ..
معاذ يناظر يده و يبتسم بأسى ..
شوق جالسة بالصالة ولابسة عبائتها بكل حزن ..
منتظرة فيصل يجي عشان يروحون أبها
فيصل توه دخل الشقة وحالته معتفسة حزين بعد هذا الخبر
: ها إتجهزتي يا قلبوا ؟
شوق : إيوه حبيبي
فيصل قرب منها ولمها وباس رأسها : يالله أجل
شوق أومأت برأسها وحملت شنطتها وخرجوا من الشقة
وركبوا السيارة ليمسكوا الخط لأبها ..
صمود متمددة على السرير و عندها حنين
حنين .: خلاص عاد يا الله ننزل تحت النسوان مجتمعات
ولازم نأدِ الواجب
صمود بصوت مبحوح من كثر البكاء : ما أبي
حنين : يا الله حبيبتي
صمود : الله يخليك ما أبي
حنين : لازم تكونين قوية .. لازم نأدِ الواجب يا الله حبيبتي
صمود : خلاص طيب
عدلت العباية والطرحة بعدها نزلت معها ..
الكل حزين الرجال والحريم تكثفوا .. ناس تخرج
و ناس تدخل .. والمكان لم يهدأ بعد ..
لكن عندما مرت تلك الأيام الحزينة وولت ..
بعدما هدأت الأوضاع ..
اجتمعت العائلتين في تلك المزرعة الكبيرة ..
حتى يتناسوا الحزن .. حتى تلتأم الجروح قليلا
جالس بروحه تحت النخلة الطويلة و يحاول يسلي نفسه بالرسم ..
الذي تعد موهبة الرسم عنده مثل التصوير تماما ..
جالس يرسم الأجواء حواليه ..
من أطفال يلعبون هنا و هناك ..
و الغيوم السوداء تداعب السماء الصافية ..
و فجأة قطع على رسمته رنة جواله الذي أهداه الجد غانم ..
طلع جواله ورد : هلا طال عمرك
الجد غانم : أنا وش قلت لك .. م أبي أسمع هالكلمة ..؟؟
معاذ : إن شاء الله .. بس لا تزعل والله نسيت
الجد غانم : منيب زعلان منك .. بس ليه م جيت ..؟؟
معاذ : أبا أجلس بلحالي
الجد غانم : لا تعال الحين أنا ناطرك
معاذ : إن شاء الله ي الغالي
الجد غانم : يالله ي يبه لا تتأخر ..
معاذ من سمع يا يبه حزن حيل لكن ما حب يبين هالشي
: تأمر أمر
.. قفلوا من بعض ..
وقف معاذ بدأ يرتب ثوبه الأبيض اللي ضيق من جهة صدره فقط ممزمز أو مشمر اكمامه لما قبل مرفقيه بقليل .. شعره الكثيف يصل إلى كتفيه ناعم و خفيف و كثيف أيضا لقد أهمله كثيرا حتى ذقنه أهمله أيضا
ملامحه جنوبية الأصل عينان واسعة ذات رموش سوداء كثيفة
و أنف حاد وصغير مع شفتان ورديتان حادتان ..
رفع ورق الرسم و وضع قلم الرصاص بجيبه العلوي ..
و ما كان فيه طريق إلا أنه يمر من جهة البنات ..
لذا مشى من عندهم وهو موطئ رأسه ..
البنات ظلوا يناظرون فيه ..
و كل وحده فاتحه فمها على وسع
هيفاء بلغة أشبه بالهمس .: هذا مو أدمي هذا ملاك تعرفون وش يعني ملاك
حنين : قل أعوذ برب الفلق على الولد
نوف : ي أخي خقة أبشبك معه وشلون ؟
صمود .: أقول أذكروا الله أنتي وإياها وغيروا الموضوع
هيفاء : لا يكون تغارين ؟
أول ما جت بتتكلم صمود ..
إلى ويسمعون صفير قوي
كلهم وجهوا نظرهم للأمام ..
وكان الغامض ثاير ومعاذ واقف بين قدميه ويصفر له
نوف : متهور بيطيح عليه
صمود اللي وقفت : وش عرفك بذي الأشياء
شوق : لو عادي كان تطلقت لعيونه
أدب .. ذوق .. طيبه .. مهارة .. ذكاء .. أخلاق
هيفاء : لكن ناقصة شهادة عالية ويصنع له مستقبل قسم بيكتمل
نوف : إيه والله عيبه أنه ما معه شهدة و لا وظيفة
حنين : عادي مو مهم الدبلوم ي حلوات والشهادة عمرها م أثبتت شيء
عمرها ما فادت كثير شوفيه عايش بدونها
شوفيه وش كثر متعلم أكثر مني و منك
أخرستهم تلك الجملة ..
و المنظر أيضا :
واقف الفرس الثائر على قدميه و بقوة ..
اما معاذ واقف بين يديه ممسك بالفرس ويهديه
الغامض مازال غاضب ..
و معاذ واقف بنفس المكان يبي يهديه لكن م في أمل .
و مازال يحاول !!
ويلقي تلك الكلمات الغامضة جدا وبصوت هامس جدا
إلى أن توقف عن الثوران فحضنه معاذ ..
كانت هذي اللحظة م فارقت عيونها ..
تبي تعرف الحقيقة ..
هو صدق و إلى كذب !!
مسكه معاذ و طلع على ظهره وبدأ يغيب عن نظرهم ..
هيفاء : ي أخخخخي عججحيب ذا الولد خققققققهههه
صمود : أذكري الله بس
هيفاء : ما شاء الله
حنين : طيب أسمعوا أنا بروح أخذ ماي و بأجي زين
شوق : و أنا جيبي لي معك
نوف : أشك أنك تتوحمين ع مويا ..
هيفاء : الله و أكبر كل ثانيه مويا
شوق : أذكروا الله بلاء ..
نوف _ هيفاء : ما شاء الله ما قلنا شيء
حنين : وشفيكن حاسدات اليوم ؟
هيفاء : طسي بس جيبي لأم كرش موي
صمود : ههههههههههههههه والله لو درى عنك الجداوي لسب سابع أجدادك
هيفاء : وهذا اللي مو مريحني
نوف : عجيب أمره هالقحطاني
شوق : وش العجيب يا معصقل ؟
نوف : العجيب أنه قحطاني وما كان إلا في ذي الطعوس و بالأخير يصير من حقون جده لا وبعد يتكلم جدواي يالمرض
شوق : يالله هناااك لا أشوتك فديته بس حده يهول العقل
هيفاء * وهي تعدل اللثمة * : أقول الولد جاء
نوف : ذكرنا القط جانا ينط
شوق : يالله عاد ما القط إلى أنتي .. أما زوجي زينة الشباب
صمود : أقول لا تخليني أفضحك الحين
شوق : ما راح يصدقك
قرب فيصل : سلام عليكوم يا حريم
هيفاء : أهلا
شوق : هلا حبيبي و عليكم السلام
البقية : وعليكم السلام
فيصل : ها قلبوا حتجي و إلى كيف !
شوق : تعال قومني حبي
فيصل : اوكي يا قلبوا
{ و قرب منها ومد يده إلى أن وقفها .. ومسكها من نهاية ظهرها }
حنين تمشي بين النخل ..
وتغني و ما درت أن قدامها صخور متبعثره ..
هو الثاني يتقدم حتى يوصل للحريم يبي دلال القهوة ..
وانتبه للبنت اللي تمشي بدون تركيز ..
كان يبي يصرخ على أنها تنتبه ..
لكنها سقطت هو رفع ثوبه وركض لناحيتها ..
وقفها بسرعة وصار ينظف الجرح ..
أما هي مخدرة بس دموعها تنزل من ذلك الألم ..
و لثمتها طاحت معها ..
محمد وكأنه عرفها : م شفتي الصخور يا الخبلا ؟
حنين بألم : لا
محمد لف شماغه على رأسها لأن م معه شيء
وقام ومسك يدها والتقت العيون هنا و تجمدت عقارب الساعة حينها ..
عند الرجال الكل جالس هناك ..
معاذ جالس على يمين الجد غانم ..
و نظرات الجد صقر النارية المتفحصة على معاذ ..
مو عاجبه وجود هالشاب بذا المكان ..
صلاح : ها معاذ ما ودك تترك هالخيول وتعيش حياتك شوي ي أبوك ؟
معاذ : أبد متعود عليها يا الغالي
صلاح : يا أبوك أنت كبرت والمفروض تبني حياتك ..
و أنا أبوك لازم تتوظف وتعتمد على نفسك ..
و بعدين أنت لازم تعرس يا وليدي لازم ..
معاذ : محترم رغبتك يا عم .. لكن خليني أدخل الجامعة بالأول
نواف : و ليه ما دخلت الجامعة وش ماسكك ؟
معاذ مالقى عذر لذا اضطر انه يكذب : مالي خاطر قلت ارتاح واساعد ايوي
فهد : عطني اوراقك وأنا أسجلك بجامعة أكسفورد
معاذ جاء بيتكلم
قاطعه الجد صقر : خله بحاله يا فهد و أنت بحالك
معاذ ناظره وكأن الحزن ارتسم له وحده
الجد غانم .: بلاك يا صقر
معاذ اللي يوقف : عن أذنكم أبروح للإسطبلات ..عندي شوي شغل أبخلصه
الجد غانم : أجلس يا يبه
معاذ : برد لك يا يبه
الجد صقر بحدة : خله يرووح وش لنا فيه
ناظره معاذ ولكنه أخفى حزنه و انكساره وبعد
و لمن أوشك على الوصول من جهة الفتيات هرول
عندما رأى الذي أمام عينه و بصرخة جامدة مخيفة
: هشـــــــــام * وركض *
الكل نظر لجهة صراخ معاذ ..
تقدموا الرجال ع صرخات معاذ وصفيره العالي المخيف ...
المنظر كان ذلك الغامض ثاير و هشام واقف بين يديه ...
رفع ثوبه على خصره وركض معاذ بكل قوته فحضن هشام ..
وقبل لا تنزل يدين الحصان الثائر **
تقلب معاذ حتى سقط من على التل وبين يدينه الطفل ..
وضربت قدم معاذ بالصخرة ..
معاذ وهو يصر على أسنانه : صار لك شيء حبيبي ؟
هشام : نااا ( لا )
نزل أحمد بسرعة ومعه محمد ..
ونواف اللي جاء لجهتهم يركض ..
وقفوا معاذ و أحمد م أنفك يشكره ..
: مشكور يا معاذ ما أنساه لك .. مشكور .. مشكـــــور
معاذ بابتسامة مصطنعة يخفي خلفها الألم : عادي ما صار شيء
* وقف وطاح من طوله *
نواف وهو يحضنه وكان يحس بالألم : وش بلاك ..؟؟
معاذ : أبد م فيني شيء * ويصر بقوة على أسنانه *
نزلوا إليه الرجال وشكروه ..
وتقدم ذلك المسن الكبير الجد صقر ..
وأزاح السروال الأبيض* الذي يسمى بالسروال الداخلي الطويل* للأعلى ورأى الضربة ..
وكانت المنطقة القريبة من ركبته تملئها الرضوض الزرقاء ..
و بعد ضغط خفيف تأوه معاذ و قال الجد بسخرية : متأكد ما فيك شيء ؟
معاذ حاط يده قريب جدا من الرضوض و يصر على أسنانه بألم فقط
الجد صقر : مجرد رضوض بسيطة ..
جيبوه أحط له الدواء و ألف عليها الشاش الطبي
معاذ : ما أبي .. ما يعورني شيء
الجد صقر بهدوء : جيبوه
نواف و محمد ساعدوا معاذ عَ الوقوف ..
وأمسكوا به جيدا فذهبوا الرجال لمكانهم وبدأ الجد صقر بشغله ..
الجد غانم : خلاص أنسى هالخيول أنسها
معاذ : م أقدر يا يبه تربيت معها
الجد غانم : يا يبه وش بقى يا يبه خلاص ...
أنت المفروض توقف على رجولك من زمان
معاذ اللي يتنهد : خلوني براحتي و لا تتحكمون بحياتي الله يخليكم
وقف بعد ما عالجه الجد صقر حب رأسه ..
رغم الجروح النازفة بداخله بسبب ذلك الجد ..
لكن مهما كان بيظل يحترمه ..
ويكفي بأنه رجل كبير ..
خبأ الجد ابتسامته عن الجميع ..
ورحل معاذ بعدها وهو يعرج ..
وزاد العرج جمال على جسمه الرياضي..
و على رجولته المكسورة ..
بدأ يمشي موطئ الرأس لا يعلم أين يذهب ..
يجب أن يبحث عن حل يجب أن يبحث عن وطن ..
ولكن أين هذا الوطن ؟؟
أما عند الفتيات أصبحوا بعد ذلك الحدث هاديات ..
عينهم ترتقب معاذ وهو يبتعد عنهم ..
هيفاء : كله من هذي الخبله لو أنها مسكت ولدها كان ما صار كذا
حنين : سكتي حرام اللي تقولينه .. بعدين لو تفتح عمل الشيطان يا خبلة
هيفاء : أوووووفففففف
نوف : والله أنكم تجيبون الهم
صمود : مو بس الهم إلى الغثاء وخصوصا هذي الخبلة *
وترفع أصبعها نحو هيفاء التي قهقهت بغرور
نوف : أقول قومي معي
صمود : م فيني
نوف : ي الله قومي
صمود : أقولك م فيني .. بعدين شوفي أخوك نواف هناك خلينا نجلس مو بايعه جبهتي أنا
نوف : دام منسوف الجبهات هنيا ماني رايحهَ
ضحكوا عليها البنات ..
لوس أنجلوس ..
قال بصوته الرومانسي الهادي : يا عيون عمر
غلا : إذا رحت لازم تتزوج وتعتني بشوق
عمر : حبيبتي وش ذا الكلام
غلا : يا عمر أنا ماني دايمه لكم .. حبيبي أبيك تهتم بنفسك أبيك تكون قوي أبيك تحافظ على شوق
عمر وضع يده على شفتي غلا : خلاص يا قلبي خلاص .. ارحميني تكفين ارحميني ..
غلا تداري دموعها بهدوء ..
أما هو أصبح ينظر لتلك الطفلة الصغيرة .
و بعدها انتقلت عينيه لزوجته ..
التي تحمل مرض اللوكيميا فأي حياة عقب هذا المرض ..؟؟
في زمن قل فيه الدواء لهذا الداء ..
و ترحل عني يوما
واشعر بأنك سافرت من ألف عام
أعيش وحيدا في غربتي
فحين تغيب
ينوح الغدير
و حين تعود
يعود شعاع القمر
إلى غرفتي
ليتني ما انتظرته
ما تجلدت للسهر
ليتني ضعت في السبات
و أبحرت في الخدر
ليتني ما انتظرته
هاهنا أرقب السحر
و أرى الليل كالخضم
هوى نحوه القمر
المرحوم بإذن الله : غازي القصيبي
مر الوقت و انتهى ذلك اليوم السعيد لهم ..
أما معاذ بعد أن غاب عنهم لم يعد أبدا ..
بل أوصد على نفسه باب المنزل وجلس يبكي و يعاتب ..
و يضم ما تبقى من أغراض أمه و أبيه ..
حتى أن رحمه الله فنام ..
أما قبل قليل ..
كان جالس بين أمه وأبيه .. فجأة وقف فسقط على ركبتيه ..
دار بعيونه بثقل في المكان .. خرج إلى البلكونة فاشتدت قبضة يده حتى شق الثوب من المنتصف .. وكأنه بهذه الحركة سيتنفس ..
جلس أبوه و أمه جنبه
صلاح : يباه حبيبي .. وش بلاك ؟؟ .. تكلم يبه وش فيك ؟؟
لا جواب فقط صدره يعلى ويهبط بقوة ..
منال : يمه حبيبي لا تودعني يا يمه .. رجيتك يا يمه لا تودعني يمه حبيبي تبا ماي يمه تبا المستشفى يمه قول لا تروح مني لا تضيع
صلاح وهو يبلل وجه ولده ويمسح عليه
فشهق بقوة ..
منال : إيه يمه تنفس يا يمه تنفس لا تروح مني يا روح أمك لا تروح
بكى نواف وقبض على يد أبوه : وش صار لي يا بوي ؟؟
أنا وش فيني ..؟؟ ليه حالي ينقلب فجأة ..؟؟ ليه تضيق أحوالي فجأة ..؟؟ يبه علمني وريحني يا يبه قووول ..؟؟
صلاح ضم ولد : ما بك شيء يا أبوك ما بك شيء
نواف : إلى فيني شيء بس وش هو ما أدري !
صلاح شدد من ضمه لأبنه : أذكر الله يا أبوك أذكر الله
رفعت نظرها لترى زوجها الذي مازال على موقفه يخبئ الأوراق خلف الظلام عن الأعين و خائفة من المصير ..
|