احتياجاتي الخاصة – الحادية عشر
.....................
**لاتنسوا فرائضكم جميلاتي**
......................
( بعد اسبوعين من تلك الـ ست سنوآت الفائته)
بالكلاس ، نحتري الدكتور يجي ، بدا عز بديدنه هالفتره : اووه ياخبيث ، أجل أنا لي كم سنه اقول لك قصة عنتر وعبله ، ونت ساكت مع بنت العمه !
صكيت ع اسناني : عز والله مو رايق لك ، كم مره بحلف لك ان مابيننا شيء ، لا حُب ولا فتاق !
كان بيتكلم لولا الدكتور اللي دخل ، اول مره احب دكتورنا المصري ، هو ونظآراته المدّوره !
،،، بعد ربع ساعه
استنكرت اللي جمبي هاجد ! معقوله زعل ! حرّكت بعيوني ع اليسار ابي اشوفه ، من دون ماينتبه الدكتور ، لقيته يشيّك ع جواله كل شوي
سمعت الدكتور يسأل : ايوه مين بيقاوب ع السؤال ده -واشر ع السبوره-
قعدت افكر في السؤال شوي ، الا سمعته يأشر ع عز : ايوه ياللي هنا ؟
هزيته برجلي ، وهمست : عز يقصدك
رفع راسه زي الابله : هاه !
،،،
وبعد ما انتهت المحاظره ع خير وسألته باستنكار : عز وش فيك اليوم مو مركز وبالك بالجوال ! مو من عوايدك -وحركت حواجبي- يامصطفى
رد بجديه ! : ريان لها اسبوعين ماترد ع اتصالاتي ولا ع مسجاتي !
تحسفت اني سألته , حدي مليت من غرامياته ، وطلعت عنه ، يله اروح افطر احسن لي
........
لم يخطر ببالي ان صاحبي عز يتكدر من اجل فتاة ! أي انه يُحبها ؟ بل يعشقها !! يآآه كم انت ياريان محظوظ , إذ انك لم تدخل هذا العالم , عالم الحُب , بل ولن تدخله بإذن الله ..
الليلة عقد قرآني بتلك الحيّه , كـ كل مرة تخرج منها كالشعره من العجين ,, سأرتبط بها تضحية من أجل عمتي من جهه , ولئلا يتورط بكر ابن خالتي معها من جهه اخرى
...........
لم اصدق حتى الان , تزوجت عُلا وتركتني لم انسى يومها حين قالت لي ببكاء : حبيبي عز , اهلي جبروني اتزوج ابن خالي
امسك المقود بقوه : ايشش ؟ -وبانفعال- تكلمي وش تقولين انتي
تلعب بخصلات شعرها بكل اريحيه , ما ان شعرت بانفعاله , حتى بدأت التمثيل : قول لي وش اسوي ؟ ما عندي أي عذر يخليني ارده , لاتنسى هذا ولد اخوها , مو أي احد
اغمض عيناه لبرهه , ثم قال : طيب منهو , وش عايلته ؟ ,, اذا اهلك ماقدروا يردونه أنا بحاول فيه يا بالطيب يا بالقوه
ابتسمت حيثُ ارضى غرورها كـ أُنثى : لا حبيبي مابي تعلق مع اشكاله
مسك اعصابه : عُلااا
بهدوء : طيب طيب ع راحتـ -قاطعها : بتقولين والا شلون ؟-
نطقت بـ : اسمه ريآن الـ ...
لا رد ! لا حرف ! بل لا نفس !
سكوون
تكلمت بتوجس : عز ؟
بألم : قلتي ريآن الـ ...
بغرابه : يس !
................
ومضت الأيام والاشهر حتى .....
ارحت رأسي ع حافة النافذه المطلة ع حديقة منزلنا , حيثُ والدتي تُضيّف عمتي بفنجان قهوة , ألا تُفترض بأن زوجتي المصون بأن تقوم بذلك ؟ بحكم انها الاصغر , وبراً بوالدتها !
لا شأن لي بذلك , ازحتُ نظري عنها لعمتي , كيف كانت الابتسامة تأخذ مكانها في ثغرها , كيف ترفع يدها دعاء لله بفرح ! كيف لحياتهم السعيدة , أعني بحياتهم , امي وعمتي وخالتي وجميع احبابي ,, حسناً انا لستُ ذلك الاهميه ,, سعادتي ليست هي الاهم , ع ذكر السعاده آآخ تذكرت لكم كآنت من أشهر ثقيلة علي , حيثُ إرتباطي بها , ارتباطي بمشاكلها التي لا تنتهي
كانت ثقيلة علي بجد , حيث أن عز منذ أن تزوجت اختفى تماماً , اعترف انني انشغلت بعض الوقت بمشاغلي الخاصة , وبمشروع التخرج ,,
كانت ثقيلة علي بحق , حزنت لصاحبي لحزنه , إذ أن حبيبته أُجبرت ع الزواج من أحد قرائبها , ولكني في نفس الوقت فرحت له , لعل بالامر خيره !
.........
مصرالآن ، حيثُ نور
ناظرت بغير اهتمام مصطنع : اوف واخيراً رضيت جازيه علينا ، والله وصرنا نغار ؟
رديت لها النظره بغرور برضو مصطنع : حبيبتي كم مره بأقولك ؟ أنا اكبر منك ، احترميني عاد
شفت عيونها كأنها تناظر احد وراي ، توني بألتفت الا حسيت بذرآعه الكبيره تحآوطني وهمس بـ : الحقوق محفوظه !
التفت له وناظرته برجا ، ابيه يسكت وبصوت منخفض رديت : مآهر -وبعبط- مابي تطيح هيبتي عندها $
حبيت احآرشهم : لايتناجى اثنان دون الثالث
تجاهل جازيه بعناد ورفع صوته لتسمعه نور: بالبيت كل ما طنشت طلباتي ، اقولها أنا اكبر منك احترميني
ناظرت لجازيه بشر : ههههههه ، اشكتي عليها ، سرقت حقوقـك -ورفعت هاتفها - عن اذنكم دقيقه
منذُ ان اقتحم حياتي ، وتصرفاتي بدأت تنضج ! عيار الحياء زآد ، والا منذ متى وجازيه تتكلم ؟ اعني بذلك تتحدث وتتفاهم ، هل نسيت الصرآخ ؟ همجيتي تقلصت مني يوماً بعد الآخر ، الهذا القدر تأثيرك علي ؟ كم انت مآهر !
اسألكم بالله ، هل مره احسستم بأن بقلبكم قد يخرج من مكآنه ؟؟ ، فـ بسبب قُرب ذلك الحبيب , قد خرج قلبي من موضعه , اريده ان يُرخي يده فقط ، والا ستفضحني دقات قلبي الخفيف !
يآآه ، جميل هو ذلك الشعور ، شعرت بها تنكمش ع نفسها ، لاشددتُ عليها اكثر : الجو لطيف ، ليش احسك بردتي ؟
اعشق نظرآتها تلك ، حين تبدأ بتوزيعها ع كل من حولها جاهدة ً بأن لا تقع ع عيني ، لم اقآوم انحيت لافعل مادار في خُلدي ، الا بهادمة اللذات تحكي بحماس : جازيه ، ماما كلمتني ، مسويه محشي وتقول تعالي انتي وصديقتك -ولتحثها- يلاا -وكأنها فهمت مايدور وبخبث - اها خربت عليكم الجو أجل
استقامت تلك الصغيره بسرعه ، نفضت (البالطو) : ها لا يلا يلا ، أجل أنا بروح مع نور -وعادت لتسأل- ليش اليوم طالع من القناة مبكر ؟
ضرب ع جبينه : اووه نسيتوني -نظرت لهما بحيره - اليوم راح نروح مع اثنين من الشباب ، لقريه ريفيه ، ونسوي تقرير عنها
حسيت مالي داعي واقفه بين الرجال ومرته ، وخصوصاً السالفه تخصهم ، حكيت راسي وقلت : ا امم أجل أنا بسبقكم للبنايه
استنكرت لما رد علي بـ : لا نور خليك -وكمّل- يمكن نبات هناك هالليله
ردت جازيه بعدم فهم : طيب شلون ؟ وانا !
-انسحبت منهم بهدوء ، ورحت بأساعد امي نجهز الغداء-
بضعف : جازيه حبيبتي ، والله قلت لهم نروح ونررجع بيومنا ، بس لازم التصوير يكون من يشق النور -قاطعها قبل ان تتحدث - ادري ادري ، حتى فكرت اخذك معي بس والله ريفيه ، ومو مهيأه ابد ، هنا امان لك اكثر
جننتني بردها : ابي ابوي حمد
بهدوء : جازي
بعناد : خلاص روح بس رجعني لابوي
استغفرت في داخلي : طيب ليش ماتبين تجلسين عند نور ؟ والله آمن لك
بتعقل : ماهر حنا ثنتين بنات ، وبلحالنا ، ومافيه لا رجال ولا شيء
-شفته يفكر شوي ، يعني بدأ يقتنع بكلامي كويس -
حبيت جبينها ، احتراماً لتفكيرها : اول مره تقولين شيء صح ! حاظر بأرجع قبل الليل وراح يخصمون علي كذا زين سيدتي ؟
رديت بغرور سيدة : وتتغدا معانا قبل تروح
ابتسمت لذلك العظيم حين رد علي برسميه ، وتحية العسكر : امرك سيدتي
....................
خلعت منديلي الابيض من شعري ، القيت السلام بصوت عالي ، دخلت المطبخ ، ذُهلت بأنواع الاطباق وبمرح : الله ، ايه كلِ ده ؟
بفرحه ، ببصيص امل الا يوجد في الحياه سوى جازيه ابنتها : حبيبتي انتي ، تستاهلي اكتر من كده ، انتي وصاحبتك , مش أولتي حتراضيها بمحشي ؟
حضنتها وبعبره : ماما انتي كل اهلي بهالحياة
ضربتني بخفيف : حتعيّطي يابت ؟ يلا يلا
.............
نعود للسعودية ,, حيثُ حياة
اليوم بات يُذّكرها بيومها المشؤوم ، حيثُ عودتها من مشفىً قبيح ، فلم تحزن بذلك القدر ، بقدر هذا اليوم وذلك اليوم ، كرهت نفسها ألف مرّه حين قرأت ورقة صغيره كـ تقرير لحالة ابنها ، لكم استهزأت بأن ذلك الـ خلف لا يحق له ان يكن اباً لتوأميها ، كيف لا ؟ وهما من عاشا تسع سنوات من عمريهما بلاه ! ولكن للتو فقط ، وبّخت نفسها ، بل هي التي لا تصح ان تكن ام ، فخلف سيكون اباً لهما واماً ايضاً ، تسع سنوآت يا حياة ، تسعة مضت من حياتك معهما ، ومن ثم لا تعلمين بأن طفلك ليس طبيعاً كغيره ! ء أصبح التوحد امراً مُزين ؟ ء أصبح توحده خصلة حميده ، حيث انه افضل طفل في مدرسته ، حيث هدوءه ، ادبه ، خجله -وليس حياؤه- لدرجه انه لا يجرأ ان ينظر لعين مُعلمه -احتراماً له في نظرك!- اولم تُلاحظي كل هذا ؟ جفلت حين سمعت همسه العندليبي : دموعك كأنها قطرات مويه -رفع سبابته ليلتقطها برفق من خدها الناعم ، لإصبعه الصغير - ليش تبكين؟
: ياحبيبي يا مؤيد ما ابكي ، بس قول لي شرايك ننقلك لمدرسة احلى
بكل صراحه اجاب : اصلاً ماحب مدرستي ولا اي مدرسه !
انقبض قلبها حين رأته يتجآهلها تماماً ، ويرفع طفله لحجره ، ليُلاعبه ، حسناً وتلك القابعه امامك ؟ الم ترى لمعآن عينيها ؟ وقطرة يتيمه تنسال من عينيها اليسار !
آآه يآحياة ، لم استطع التحمل اكثر ، لا اقدر ع الكتمان مثلك ! أنا غبي وساذج ، احمل اخطاء غيري ع عاتقي ، واتضرر من تلك التضحية ، ومن يتحمل ذنبي ! لا احد حسناً لا احد ، اكملت تدريس طفلي كلمة 'أنا - احب - بابا ' بالاشاره ، حيثُ اشير بأصابعي اول ، ومن ثمّ امسك اصبعه ليُقلدني ، متجاهلاً تماما تلك الـ ام الحمقاء !
طيلة تلك الثوان وبين ذلك الخلف وعينيه ، حرب داحس والغبراء ! عينه تُريد الاطمئنان ع حياته ، وهو يزجرها وينهاها عن فعل تلك الجريمه ، فلو خانته عيناه ، لفشلت جميع مُخططاته البارحه ، سيقتلع عيناه من مكآنها إذا فعلت ذلك ! بل سيحرقها ، لمن تنظر ؟ لحياة ، ل ح ي آ ة ، وليس لـ حياتي أنا !
جميع وساوسه وحديث نفسه ذهب ادراج الرياح ، اذ رفع طرف عينه اليسرى كـ لص يتأكد من فضاء الساحه له ! آوه اخيراً وجد عذر لنفسه المُتعبه من تشتته فهي لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ، يا لها من نفس امآره بالسوء !!
نعم عذره بأن يُخبرها بقراره ع السريع ويخرج ، لا ان يتطمن عليها ! حيث اشار ببطء ''جهزي اغراض مؤيد ,, بأسافر خلال هاليومين أنا واياه لـ دبي''
................
بدأ يُعيد افكآره ، منذ ان اتآه اتصالاً هاتفياً من رقم دولي !
حيثُ كآن صوت رخيم يُعرف نفسه بأنه : معك ابن اخت كفاح !
كفاح ؟ يا هذا الـ كفاح ، طلة الاسبوعين الماضيين يتردد ع مسامعي ! اصبحتُ شغوفاً بأن اعلم ماهية تلك الـ كفاح ! ، لحظه الجمني حينما تغيرت نبرته لعتاب : اخ جاسم عمرك خمسة واربعين ولا تعرف اصول الخطبه !
خطبه ؟ عن اي خطبة يتحدث ! أوا صرت خطيباً وانا لا اعلم ! الجمني مره اخرى بـ : مو عشآنها ارمله وكبيرة في السن طنشت الامور !
اتضحت الصورة اذن تلك من افعال ام جآسم ، ايوجد غيرها ؟ كفاح ، ارمله ، لديها ابنه في عمر الزهور ، خطبه ، واخيراً مُعلمة والدتي القديره العزيزه ، توقفت عن سخريه كآنت تدور في عقلي ، حين تذكرت بأنه يوجد شخص ع الخط : اسف ، الخطبة كانت لازم تبدأ من الرجال أولا ً بسس -وكأني ربحت الفوز في مسابقة مسائل حسابية ، حيثُ شعرت بأن رأسي قد زآن وزنه ! فخراً بما امتلك من مواهب ، سرعة بديهه بـأن تذكرت رقمه الدولي - بس يا اخوي تعرف انت خارج المملكه ، وماهي الا خطبة وجس نبض يا اخ -واستفهمت بـ - يا اخ ؟
ليجيب بـ : مآهر
.............
بعكس مآيحدث في جميع المنآزل ، عند هذه الحآله ، أي حين يُقال بأن وآلدتهم ستتزوج ، تبكي الصغيرة خوفاً من نسيان والدتها لوالدهم الذي ينآم في سباتٍ عميق في قبره ، وتتمرد المراهقه بأن تعيش في منزل الاجداد بلا رقابة والدتها ، او شدّتها ، ويخجل الصبي بأن والدته في هذا العمر ستتزوج ، ويغضب الكبير من زواجها لأنه يعتبرها امام مجتمعه ''فشيله''
ولكن عند مهآ وكفاح ، اختلف الأمر ، تمآماً البته ، حيث فرحة مها ، وحزن كفاح !
رفعت من صوت المذياع ، هزت خصرها النحيل ، نظرت لوالدتها : يلا يلا كفّوحه ارقصي ، وإلا -وبغمزه- مخطوبه وتستحي
بجدية : وأبوك ! انا لايمكن اتزوج احد غيره –وبعتب- توقعتك تحبين ابوك وتعزينه !
اعرف اطباع امي , اذ ان لهجتها تغيرت لتلك الجدية فـ يعني (اصمتي يا مهآ) ,, ولكن لن اتركك تبكين ع الاطلال وتُصارعين الحنين ,, أنا لها يا (كفوحتي) الجميلة
.........