احتياجاتي الخاصة - الثالثة –
..........
***لا تنسوا فرائضكم جميلاتي ***
...........
في سيارة خلف - السعودية
اُكاد ارقصُ فرحاً ، وافقت ع العوده بعد جهدٍ جهيد ، بعد ان كتبت لي بُنود مطّوله وكل ماعلي وضع علامة صغيره امام كل بند بـ "صح" ..
كدت اجن حين رأيت ضمن البنود .. ''ما تخبّر التؤام انك ابوهم ، لاتفجعهم ، أنا بعلمهم بشوي شوي"
رفعتُ رأسي إلى حياتي واذا بها ترفع حاجبها الايسر وتعني "'فيك خير ارفض"
اشتقتها ، اشتقتُ لدائرة وجهها ، لدمعة عينها ، حين ارفعُ نبرة صوتي ، اشتقت لشفتيها الصغيرتين ، اشتاقُها كلها ..
خرجنا سويه ، أنا وصغيرتي وتوأماي ، اتجهتُ بسيارتي لمنزلنا حيثُ كنّا سابقاً ،، سمعتُ صوت صغير يقول : ماما ليش تركبين قدام ، انتي مع عمو ابو عمر –سائق الحافلة- تركبين معنا ورا
ارتبكتُ ، تلك الذكيه : رغد حبيبتي هذا لانه ولد جدو
لمحتُ ابتسامته الجانبيه : مافيه شيء يدعي انك تبتسم
رأها ترفع عبائتها ، وتذكر بند من بنودها وابتسم ابتسامه اكبر ، بحممقق : خللف شف طريقك لايصير لنا حادث وتنشل بعد
تُريدين اغاضتي حسناً فأنا 'فدوه عينيك ' واشار لها بـيده ع حجابها وبغمزه بمعنى 'الوعد قدام"
تلك الصغيره شرطت بأن تجلس بحجابها امامي ! هل لها بأن تعرف كم عيني اشتاق رؤية لمعان شعرها ، كم اشتاقُ لرائحته ! لا استطيح التحمل اريد الوصول إلى بيتنا بسرعه
..
تُربكني نظراته ذلك المخُادع ، يظن انني سأهيم به واُسلم له امري ! بمحاولة تجاهل شعورها : مضيع شيء بوجهي
اشار بيده ع قلبه واعاده نظره للطريق
.......
القاهره
فتاة قصيرة القامه ممسكه برجل عريض بنظارةٍ سوداء وعصا منقوشه واضح ع صاحبها بالثراء ، يعبرون الطريق للوصول إلى مقهى في سوق كبير ،
ع الهاتف
: هذا هو مع دكتوره نور ياباشا
: تروح لهم وتسوي اللي قلت لك عليه ! فاهمني ؟!
: ع امرك
,,,
يسمع ضجة الناس ، صوت الالعاب الكهربائية ، وصراخ الاطفال ممزوجة مع ضحكاتهم ،، اراد الانسحاب ، توقف ، تراجع للخلف ، حسّ بضغطتها ع يده تؤازره ،، امشي معها يا معجب فهي دكتورتك !
حقاً انني مرتبكه من نظرات الناس لي ! سيُسيؤن الظن ، ليتني لم اخلع الـ 'بالطو' وبطاقتي ...
بهمس : معجب
: ها
: انت قوي
: أنا مو معجب ، أنا واحد غير ، ليش اخافهم ليش راحت قوتي مع نظري ، ليش راح غروري مع هالحادث ، أنا بطلع ما اتحمل
آلمت قلبها تلك الكلمات : معجب وصلنا الكوفي خلاص ، قدامك درجه وعلى اليسار طاوله فاضيه ، راح نجلس فيها !
رفع قدمه كما قالت انه يوجد 'عتبه' تحسس المقاعد وجلس ع اقربها لديه ..
: تحتاج تشرب شيء معين او اختار لك ع ذوقي ؟!
رفع يده من يدها وكأنها شيء 'مُقرف' : إلى هنا انتهت مهمتك ! وما بي شيء
عقّدت حاجبيها : معجب قصّر حسك ، الناس حولنا ، حاول تمسك اعصابك ، ترانا موب بالدار !
بتأفف : متى نرجع للدار ، ومتى تخلص هالجلسه !
: ليش هي بدت اصلا !
بنرفزه : أنا بروح دورات المياه ، لو سمحت لا تتحرك ، بدر مو هنا ، والمكان غريب عليك !
بتذمر : أنا مو طفل تعامليني هالمعامله
: أنا مسؤوله عنك ، فلو سمحت تصرف بطاعة لو هالمره !
تخرج من هنا ويدخل ذاك الشخص المُراقب لهما من هُنا !
........
المنزل , العمل- السعودية
ماذا بها ابنتي ؟ انها ع غير العادة ! ، فتحت هاتفها ، وطبعت : حبيبي نعمه مو طبيعية ، تتوقع مضطربة عشان موضوع العريس ؟
وبالجهة الاخرى ، جاسم في دوامه , خرج منه عميل ، رنّ هاتفه بوصول رساله ، حبيبي ! منذ متى وسلوى تُناديني بـ حبيبي ! ، لا يهم الان ، المهم هو نعمه ، مابها ؟ لابد ان اُحادثها
وطبع : ما يخالف -مجاراة لما كتبت- 'حبيبتي' ، خليها ع راحتها شوي ، هي مو مستوعبه الموضوع للحين
اتآه الرد : شفيك بارد ؟ وكأنه ما يهمك امر بنتا ؟!
طبع باستنكار : بنتنا !
دخلتُ إذا بأمي -شهقت- بقوه ، اثر رساله اتتها ، بكراهية : يمه ، ابي اكلمك بموضوع !
سلوى -في نفسها- ياربي وش هبّببت أنا ! دزيتها لجاسم بالغلط
استدركت الوضع وطبعت ، وهي لا تشعر بنعمه : ايه ايه بنتنا $: مو دايم تقول نعمه كأنها بنتي ؟!
سأعود مبكراً لاراهمها ، قرأ ردّها ، ووضع هاتفه بجيبه .. حدّث نفسه : والله انتِ اللي مو طبيعية مو نعمه !
.........
قصر العم ابو خلف
استقبلتنا احلام بفرحه : واخيراً واخيراً نورتي والله ،
وذهبت تحضن ابنيّ اخييها ..
فإذا بزوجة عمها تدخل ، وبسخريه : شرفتي ، عقب هياته تسع سنوات ! رجعتي
نظر لها خلف بتهديد ، وهزّ كتف احلام وهي تُلاعب طفلاه ، بأن تراه ، واشار لها بحركات سريعه تدل ع غضبه ، وكل مره يُخطيء ويُعيد الحركه ، احلام بتعجب : ماما يقولك ان تكلمتي كلمة ثانيه راح يفتح اوراق قديمه
والتفت ع اخيها بتساؤل : خلف وش معنى اوراق قديمه
لم تفت تلك العصبيه وكلمة 'اوراق قديمه ' من حياة ، نظرت له ، فإذا به ينظرها بأن 'تفكّه من اسئله احلام"
رحمته وبتلفيق : احلام حبيبتي ، مايقصد خلف اوراق قديمه ، شكلك مافهمتي حركته
وبضحكة لخلف -كتمثيل- : خلف وش هالموقع اللي اخذتوا دورتكم فيه ! يبي لكم موقع ثاني ، وبنظره إلى سلمى : وانا وسلمى بنكون معكم ! مايحتاج وسيط ..
نظر لها بامتنان ، تقدم احلام وطفلاه ، قبّل جبينها امامهم كـ شكر ، ودخل غرفته ..
اشتعلت من حركته ، بينما سلمى بسخريه : استحيتي ! لو انها بمكان ثاني وش بتسوين
التهت بخلع عبائتها وبنفسها تدعي عليه ، هكذا يُحرجها امامهم : الحياء شعبه من الايمان
....................
مصر – ذلك المقهى
: انت حضرتك استاد مُعجب !
رفع رأسه تجاه الصوت : ايه نعم !
: عفوا ، لكن البنت اللي معاك اخُتطفت ! وباين عليك مابتعرفش ، وجيت اساعدك
برُعب : اختطفت !! شلون ! ومتى !! تو كانت عندي !! ، ضرب برجله ع الارض ..
: ما تخاف ولا حاقه ، أولت لأصحابي يمسكونهم ، تعال معاي
ركبت معه ، اين هي ! نور ، ماذا يُريدون منك ! ثواني واذا به يسمع صوت ضحكات يُخيل له بأنها ضحك شر ! اذن أنا من خُدعت ! ونور لم تُخطف !
: عرفتني ! وين ابن عمك يجي يساعدك !! أجل أنا تطردني من عملي ومن ديرتي بدون اي وجه حق !
انه دكتور ريان اذن ! بتعجب : نعم !!
بحقد : تحسب اني بخليك تسرح وتمرح ! وانت قاطع رزقي ، لا حبيبي أنا مراقبك عدل !
اتى صوت العبد المأمور : انتهى دوري يا باشا ؟!
: خلك قريب ، فيما لو ما سمع الكلام -وبسخريه- هالبطل ، راح نضطر نمسك نور بعد !
تحرك من مكانه : الا نور ! شلكم شغل فيها !
وباستهزاء : وصرنا نخاف والله !
بصوت عالي : ريان ! خلك رجال وتفاهم مع رجال !
,,,,
هُنالك , في ذلك المقهى ,, خرجت من دورات المياه ،
وصلت لمكانهما ، لم تجده ! ، لم تجد له اثر !!! 'نغزها' قلبها ، تجاهلت ذلك الشعور ،
اخذ تسأل عنه بين هذه وتلك ، ولا
مُجيب ,, اجابها رجل كبير في السن بـ : خرج مع رجل 'صعيدي' يبدو انه تلقى خبر مُحزن ،
اتصلتُ ع استاذ مصطفى وزميلاتي لعل لديهم خبر عن ذلك العنيد
يارب احفظه بعينك التي لا
تنام ،،
وفي تلك الاثناء تدور نور
,, لماذا غاب من ذهنها ..؟ كالمجنونة ، تبحث عنه ، دون جدوى ، تذكرت رقم جواله
رد عليها برسميه : اهلين نور أنا بخير ، راح أجل
الجلسة
بعصبيه : وش اللي أنا بخير ، وتقولها بارده مبّرده ، انت وينك !! حتى بدر يقول مو عندي
صكّ ع اسنانه : قلت لك بخير , شغل طارئ
ركبها شيطان :
فجأة بنص الجلسة !
! طيب كان قلت لي ، تكلمت شيء
بعدين ليش صوتك بعيد !
اتاها صوت ضخم :
انتو متأكدين ان العلاقة اللي بينكم –وبسخرية- علاقة علاج وعمل فقط !
سمعت ضحك ,
ومن ثم قُطع الصوت مره اخرى
اخذت تربط الاحداث ، قيل لها انه خرج وهو غاضب ، والان يتكلم برسميه ، وصوت ساخر بجانبه ,, والهاتف على "السبيكر"
ما الذي يجري ؟؟
.........
منزل جاسم
عندما خرج من منزلها ، وفي طريقه ، تفقّد نظارته ، فقد آذته الشمس ،نظارته وبوكه الشخصي هُناك في غرفتها ,, لابأس سأعود حينما اُنهي ما بيدي .. فذلك الجاسم ينتهي من عمله الساعة الثالثة عصرا
,,,
بضجر : يمه !
سلوى : هلا هلا يا ببنتي ، تعالي تعالي عندي
لازالت واقفه : يمه شفيك شهقتي ! صاير شيء ؟
تدعي اللا اهتمام ، وتمسك 'الريموت' : صايرة مشكله بالمشغل
تجاوزت عنها : طيب يمه بسالك عن ابوي ! شفيه ؟! وشلون مات ؟ وليش عماني ما يسألون عني ! ، تراني كبرت ، وما عدت نعمه البزر اللي اي كلمه تقنعها !
رمت 'الريموت' : اوه علينا ، وش جاب طاري ابوك الحين ! ابوي وابوي وابوي ! ابلشتيني تراك !
ضربت برجلها ع الارض : وهذي وشي ! -رمت الورقة امامها- وش تدل عليه ؟ طّلقك قبل تاريخ وفاته بساعات ، طلقك بنفس اليوم اللي مات فيه -بهستيريّه- قولي لي وش سويتي فيه ! -بصوت ضعيف- إذا انتي فعلا هديتيني ، فأبوي اكيد كسرتي ظهره !
سمعا صوت تصفيق من الخلف : بروآڤو والله واخيراً جا هاليوم يا نعمه ! والله وكبرتي بعيني !
نهضت سلوى بعصبيه : خلاص عاد فضّوها سيره ويلا نتغدا
بعناد : مو قبل ما اعرف سبب الطلاق وسبب الوفاه
جلس بكل اريحيه : واللي يقولك ان ابوك اكتشف ان مرته تخونه ! وجته سكته !!
بصراخ : جاسم اوصصص ، لا تتبلى علي وتقول كلام كذب !
في هذه الاثناء ، اتت الخادمة : ماما في واحد يجي عند الباب ، يقول يبغى انتِ ...
بعصبيه : نعم انتِ الثانية ! -تُسكتها- ايه ايه خلاص حطي الغدا فكينا
-عادت لابنتها : قلت لا تصدقينه
نظرت لامها -بتبلد مشاعر- : بس أنا مصدقته ! لأني اصدق عيوني !! -التفتت ع ذلك الكريه- بس قولي ! شلون راضي فيها شلـ...
شُلت عن الكلام بسبب يد والدتها -تلك الدافئة سابقاً- ع خدها الممتلئ بالدموع : بس لين هنا وبس ، مهماً كان أنا اممك !!
بضياع : امي ! والام كدا تسوي ببنتها وابو بنتها ؟!
: ما سوت شيء بأبو بنتها ! معيشته ع كفوف الراحة
حينما اخبرته الخادمة بأن يدخل ، ابتسم ابتسامه سخريه - تلك المجنونة ، واذا خرجت نعمه من غرفتها !
دخل واذا به يسمع صُراخهم ، جاسم وسلوى ، جاسم عاد ! ،، استدار ليخرج ، ولكنه سمع صوتها البريء -والام كدا تسوي ببنتها وابو بنتها ؟!- جملة اقشعرت بها جسده
دخل وفي نفسه -خاربه خاربه- : جاسم حدك !
حين سمعه يقول : ما سوت شيء بأبو بنتها ! معيشته ع كفوف الراحة
: هلا هلا شّرفت ! اوه تجي بيتنا مرتين اليوم ؟ من وين طالعه الشمس ؟!
ارتعبت سلوى : عمر !
نعمه بتأتأته : انت ! انت ! انت اللي شفتك اليوم بغرفة امي وجاسم ! ايه انت -بضياع- لا موب انت ! انت ابوي عبد الله ! انت مين ,, تشبه صور ابوي عبد الله ! صح صح ؟ يعني ما مت ؟! لا انت تشبهني ، لا لا انت ... -وغابت عن الوعي-
سلوى بصراخ وتضرب خدها لكي تصحى : نعمه نعمه قومي ، احد فيكم يتحرك !
عمر ، وكأنها صحّته من غفلته بكلماتها تلك , اذ ان الجميع يُناديه بـ شبيه عبد الله , او عبد الله الصغير ، وذّكرته بالواقع والحقيقة المرة ، وطعنه لظهر اخيه ! خرج من المنزل بخطى ثقيلة ، لا يسمع صرخات سلوى ولا صوت جاسم وهو يقرأ عليها آيات بيّنات ، الان فقط رأى العالم ! ، منذُ عشرين سنه اُزالت الغشاوة عن عينه !
……………………
القاهره
فعلت كل مابوسعها ، تُريد ان تعرف اين هو ! وبينما نور تجري اتصالاتها ، وتسأل عنه هُنا وهُناك ، طُرق مكتبها ..
رفعت رأسها للباب بضيق : سندس قلت لك لحد يدخل ابي افكّر عدل
باعتذار : سوري دكتوره بس هذا رجل باين اول مره اشوفه يقول اسمه عز ومصّر يدخل ..
ببال مشغول : اياً كان
سندس بتنبيه : ممكن يكون عنده خبر عن معجب
بتشتت : اجل خليه يدخل
دخل رجل عريض وبُنيته 'جثله' .. يُخيل اليها فرد من افراد عصابة
كُنت اُريد ان اُهددها بـ معجب كما امر ريّان .. دكتوره نور ، تخيلتها كما قال لي صاحبي الصعيدي الذي اختطفف معجب ، وهو تحت عينه الان ، بأنها قصيرة القامه ، وترتدي نظارات دائرية كـ نظارات 'ستّه' ! ولكن ما اراه الان ليس كما تخلته ، فهي قمة الانوثه .. تخيلت نور امرأه مُسنّه فرأتها عيناي فتاة في كامل نُضجها
نظرت له بريبه : كيف اخدمك ؟
بجديه : أنا عندي اخبار تخص معجب
بلهفه : جد ! وينه ، شخباره ، اصلا ليش هو هناك
تغيرت ملامحها فجأه ! الهذه الدرجه تخاف عليه ! : احنا نبيك تجين -بتأتأه- عشان عشان ايه عشان تشوفينه
لم تفت عليها حركته وبحده : قلت الصدق عشان ايش !
باعتراف : دكتوره .. ريان بينه وبين معجب موقف سابق ! وجا وقت يرد له الدين
وقتها تذكرت دينه الذي عليها وتغاضت عنه 'من أجل ابيه بندر' : والمطلوب ؟
بمراوغه : فـ تبينه سليم تعالي معنا
بعصبيه : لو سمحتت
باريحيه : ريلاكس ريلاكس ، هذا كلام ريان ، كلامي أنا
بسرعه : اللي هو
بخفوت : نقلب ع ريان ! ، نمشي ع الكلام اللي يقوله بالاول ، لين يثق فينا ونطلع معجب
باستنكار : وش الدافع اللي يخليك تساعدنا
وهو ينظر للامام بعمق : لان ريان بكبره ادين له بعض الشي ، ولحاجه بنفسي ! تقدرين تقولين عصفورين بحجر
بنباهه : واقدر اعرف وشي الحاجه ؟
استقام واقفاً : أنا حاب اساعدك وتساعديني ، لكن يبدو انه ماودك ، -نظر اليها يُريدها ان تُغير رأيها- استئذن
بتشتت : طيب طيب ، اهم شيء معجب يكون بخير .
.. فهو امانه في عُنقها
رفع حاجبه الايسر ، واشار لها بأن تتقدمه ، ليذهبا إلى معجب
……………
استيقظت نعمه ورائحة المستشفى في انفها , رأت زوج امها بجانبها يقرأ قران .. والدتها اين ! لا تعلم !
لأول مره ترا الصدق في عينيه ! ولأول مره ترا الثقة والامان معه ، ولأول مره تنطق بـ عمي : عمي جاسم ، تكفى قلي كل شيء ! كرهت روحي وكرهت هالحياة
بحنيه : نعمه انتِ دايم تقولين لي 'ربي معاي وما بيخذلني' ، ليش تيأسين من هالحياة
نظرت له : تلومني ! اشوف تعاملك معي ، واتحمل وما بي اخذل امي ، في النهاية امي هي اللي خذلتني !! شفتهم بعيوني شفتهم وربي -وعادت تبكي-
لا يُريد ان يُفزعها بقربه ، تركها ع راحتها ونهض يسأل الدكتور عن حالتها ...
.............
في عيادة ذلك الريان- القاهره
دخلت وحاولت ان تمسك اعصابها : ممكن اعرف معجب وش سوّا لك ! وليش خذته عندك
يصغّر عينيه ليدقق النظر فيها : كذا سلامكم بالدار -وبسخريه- يَ دكتوره
كتمت غيضها : السلام عليكم
تجاهل سلامها : إذا خايفه ع معجب مني ، تعالجينه عندي ، تحت عيوني ! والا بتخسرينه ! واذا ع مديرك مصطفى كلمة توديه وكلمه تجيبه ، لاتحاتين ..
تجاهلت مايقول كـ تجاهله لها ونظرت إلى لوحة على مكتبه كتب عليها ريان وبجانبه
: ولا درست يا دكتور ان ردّ السلام واجب دال صغيرة
افحمته ، تلك الصغيرة -يبدو انها تشبهُني- وبابتسامه : والله واعرفت اختار
بنرفزه : المهم ابي اشوف معجب ..
,,,
في سيب صغير مظلم ، نظرت اليه بشفقة ، اين ذلك المعجب الانيق ! والمغرور .. اين انت يابندر لترى ابنك , لا ارى سوى جسمٌ هزيل
تنحنحت لتنبّهه بقدومها ، ولكنه مغلق عينيه وساكن ، يبدو انه لم يسمعني
جلست بجانبه ع ركبتيها ، مدّت يدها نحو وجهه ، مسحت باصبعها ع حاجبه لتُرتب شعراته ..
شممتُ رائحتها ، ولكنّي عند ذلك الريان ، ومن اين لها ان تعرف مكاني .. يبدو انني جُننت ! لا لم اُجن انني اسمع همسها : معجب انت بخير
رفع يده نحو يدها التي كانت ع وجهه وشدّ عليها ليتأكد هل هذه حقيقه : نور
بشفقه : شفيك معجب وش اللي جابك هنا ، وش سويت له ؟
بغرور : طردته من شغلته ، واشتغل هنا
تركت يده وبصدمه : متى تبطل غرور ، كافي يامعجب ! لو اني داريه ماحاتيتك ولا فكرت فيك اصلاً
يتخبط بيده ، يتحسس قُربها ، فقالت : اسمح لي أنا بطلع
وفي قلبها .. اسفه يامعجب بس هذي اوامر ريان لجل تطلع معي بسلام ..
بضعف ، لما لا يراها ويُمسك بيدها ؟ : نور ..
استدارت وبجديه : بكره بجيك ونكمل جلسات بعيادة الدكتور ريان ..
يكرهها عندما تتحدث برسميه معه ، فهو اعتاد عفويتها ، في هذه الايام ..
رفع يده ليبحث عن يدها ، أنا سيءّ الكلام ، لا اعرف الحديث ، وان تكلمت فأنا لا اتكلم بل اجرح ..
يُريد ان اضغط ع يدها ، ليوصل لها رسالة ، رسالة ندم رسالة اسف ، فهو قليل الكلام ..
نزّل رأسه : نور ، أنا فاشل في التعبير .. وعفا الله عما سلف ، لاتزيدينها علي
ان جلست اكثر ، فستضعف اكثر ، وترحمه ، فلا تُنفذ ماقاله ذلك الريان ، ومن ثم ستخسر معجب ..
تحركت لتخرج ، سقط ملفّها من يدها ، انحنت لتأخذه ، فيما احتضن وجهها بيداه : نور ! ريان وش قايل لك ، ليش متغيره ؟
اشتعلت : ممم معجب معليش لازم اروح ، زي ماقلت لك بكره نبدأ هنا
شدّ عليها : نور ، لاتصرفين ! احكي شقالك
نور ، لاتضعفي ، لاجلك فقط ، مسحت ع رأسه : مافيني شيء ، بس قل نوم ، انت لازم ترتاح ، وماتفكر الا بشي واحد
بصدق : بحياتي كلها ماقد اشغل تفكيري شيء ! الا بهالفتره الاخيره ، صاير تفكيري كله في نوري
ببراءه : لازم تتحمل ، كلنا فكرنا فيها قبلك ، العلاج هو كان ولازال شغلي الشاغل
بصوت عميق : بس أنا ما افكر بالعلاج ، افكر في نوري ، فيك انتي ! فتحت فاها : هآ
بهمس : انتي نوري
...................
في طهر بقاع الارض , في مسجد الحارة
اتصلت عليه ، رد بضيق : نعم يا سلوى نعم ، كافي اللي سويناه ، كافي دمار
بدهشه : وش اللي كافي قلي وشو !! ، لازم اقابلك ونقول لنعمه كل شيء ، الاوراق انكشفت
بجنون : الا نعمه لا تدري عن شيء ، كفايه اللي فيها ، كفايه خيبات !! ، ابوها عبد الله وبس !!
بوضوح : ترا نعمه كبرت ، ومو اي كلمه تقنعها !
خرج من المسجد بعجله : شوي وجاي للمستشفى ، ياويلك تقولين كلمه ، آآآخ بس الله ياخذ غلطتي ذيك ساعه وياخذ داك الوقت بكبره !!
... جميلاتي ، حبيت انبه نفسي قبل انبهكم بـ قال تعالى بالحديث القدسي ''يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر اقلب الليل والنهار وفي رواية '' لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر'' .....
........
خرجت منه مسرعه ، تضطرب مشاعرها إذا تغيرت نبرته في حديثه ، سمعته : وبدينا نسجّ
ارتاعت ! : وه بسم الله
دقق النظر في عينيها : نور إذا انتي مو قد اللي تسوينه ، اقدر استبدلك بدكتوره اجود
ارتبكت من نظراتته : مدري مدري
فاجأها : تحبينه
: لا ! احبه ﻻﻻ ، ماحبه ماحبه
بتهديد : لو صار اعرفي اني بعيد كرّة معجب فيك ! راح تنسين حرف الدال
وكأنها رجعت لعقلها : أنا وافقت مو عشان تهددني -وبعصبيه- مو حاله ذي بتقعد تراقبني معه
تفجّر وجهها بالحمره من عصبيتها ، تعلمون ! تمنيت حينها ان ارفع هاتفي لاصّورها بتلك اللحظه ، ماذا اقول ! ومن تكون ، دكتوره تشتتغل عندك ياريان ليس الاّ
وبهدوء : ريان أنا لازم اقولك موضوع يخص معجب ، وصدقني بتقّدر ظروفه
وكأنه اراد ان يستفزها ، ليظهر ذلك الجمال : وييين ريان ! مصطفى تسمينه باسمه حاف
بغيض : حضرت سمو الاستاذ الدكتور ريان -بعمد- رحمه الله
رفعت رأسها له ، فإذا به يضحك بصوت عالي ! ذلك المجنون ، هُنا اعمى ، وهنا مجنون ! وفي نفسها:الله يستر علي بس
مرّ امامهم عز ، اخذ ينظر إلى ريان باستنكار !! ، نظر اليه ريان وكتم ضحكته و'نحنح' ، نظرت اليهما باستحقار ، وخرجت من العياده ...
يُمثل الجديه : ريان ميت يهودي
بفهاوه : الله يزيدهم
ضربه ع رأسه : صحصح معي ، ريان ويضحك ! ومع هالجنس ؟
بابتسامه : عز والله هالبنت مجنونه
بضحجر : شكلك مابتنفذ خطتك
تغير وجهه : الا هذي ، وش دخل هذي بذي
..........
في شقة ام نور ,, القاهره
اكلتُ قرصين من 'البندول' ويدي تأكُلني لتأخذ الثالثه ، في صراع .. : سأفعل ماقاله لي عز ، بها يُنفذ عز دينه مع ريان ، وانا اُوفيه لمعجب
صوت في دخلي : اين هي 'ضربة الصدر' امام حديث ابن بندر بأن تكوني عينيه خلال غُربته
صوت ثاني : ولكن لو علِم بندر ، بما فعله معجب ، سيُعفيني
صوت ثالث : سأخرج درجاتي العشر التي خسرتها من عينيه
صوت رابع : لكن هو مريض منذُ الصغير ....
وبدأت تسترجع رسالة بندر ، حينما اتتها رسالته ليلاً '' السلام عليكم بنتي ، أنا كلمت استاذ مصطفى وقال لي انك ماسكه حالة معجب ، معجب يابنتي عنده اعاقة منذ صغره نقص في اصابعه ان كنتي لاحظتي ، ومن صغره متحطم من كلام الاطفال بتعيرهم له بـ 'ابو تسع اصابع' واللي حوله ، انك مش مثلنا ، فصار عدواني ، مغرور ، يهمه كلامه بس ، وكان دايم كلامه لي : بخلي الناس تشوف وش اسوى ابو تسع اصابع ، فطلبتك تكونين له عون واخت له قبل تكونين دكتورته ، وان كنتي ماقدرتي تصرفت بأوراقه من دون مايحس لدار ثاني ... وشكراً ''
........
لتعلم ياريان انني اتحمل ذلك من أجل ان تُعالجني نور ، وليكون عذر لان اراها .. والا لاتصلت بوالدي ، وفعل مايجب ان يُفعل ، ابي ! صحيح ، لما لم يتصل علي ؟! ليست من عوائده ، تذكرتُ للتو ان هاتفي مع ذلك الشيطان ..
استعذتُ منه ونهضت للصلاة الضحى ..
بعد ان سلّم من صلاة الصبح التي اخذها من 'نورِه' ، في الآونة الاخيره اصبح يقتدي بها ، يفعل كل ماتفعله ، يتكلم كما تتكلم ، يأكل كما تأكل ...
:كيفك معجب
بطفش : زفت
:افا هذي وتو نور طالعه من عندك
تذكر ذلك الشيطان ونور ، كارثه ! : ممم لوسمحت اخوي ممكن خدمه
:عز معك عز
عز ، ابيك تحط عينك ع نور ، ترا ريان وصخ :
بضحكه : اوه وصخ ! ، لايسمعك ويكثّف العقاب
بنرفزه : والله ما اسكت له ، بس اطبخها صح اول
بجديه : معجب ، وش بينك وبين نور
بشجن : تمنيت اني اعمى من بدايه حياتي ، لجل تنّور لي طريقي ، هي نوري بعد ظلام عشته طول حياتي ،، صح ما كملت مده من عرفتها ، لكن قدرت تغير فيني اشياء واجد
عز بداخله .. وماتلك الاداة التي تمتلكها تلك النور ؟ منذُ ان رأيتها شعرت بأنها نورٌ للكون بأكمله .. -وبانتقام- هيَ من سأثق فيها بأن اقلبُ الطاولة ع صاحبي العزيز ريان
...............
السعودية
ذلك المنزل لم يتغير منذُ عشرون سنه بلونه البني ، فُتح له اطفال صغار ، يحملون براءة الدنيا ، وصوت مراهق ، يُفخم صوته لـ يُصبح كأبيه : تفضل تفضل
رأيتُ عينيه كأني ارى عيني بالمرآءه وبلين : انت ولد مين؟
بفخر : ولد ناصر بن محمد
واذا بصوت من بعيد : عمر ياولدي من عند الباب
اقشعر جسمي ، عمر ! اسمه عمر ! اخي ناصر يُسمي ابنه علي ! ماذا يُريد من هذه التسميه ! أنا لا اجلُب البركة ابداً ..
بصدمه : عمرر
بعبره : ايه عمر ياخوي يابعد عمر واهله
وكأنه استرجع الماضي : وش لك جاي بعد عشرين سنه ! مرت عبد الله الله يرحمه مو مكّفيتك ! ، والا ناوي تكمل ع حريمنا ؟
جُرح ، ينظر لاخيه يُريده ان يسكت ، ع الاقل من أجل هذا الرجل الصغير الذي يسمعهم ..
بثوره : مابسكت ! والا تبي تموتنا ناقصين عمر
برجاء : نخيتك ياخوي
فّز قلبه : نروح للمسجد ونشوف وش عندك ، بس بيتنا ، امي واهلي وحريم اخواني ! اسمح لي ما أمنك عليهم ..
كفى يا اخي ، فأنا لم اكن عمر ، بل كُنت ابليس بعينه .. احمد الله بأن ازال الغشاوة عن عيني ، وردّ النور إلى بصري .. فمن قال ان الاعمى اعمى البصر ! الاعمى هو اعمى البصيرة ...
,,,,
خرجا من المنزل ، حكا عمر لناصر مرض نعمه وصدمتها ، وأنه يخاف بأن يكون مصيرها كمصير عبد الله ..
بتأنيب ضمير : هذا اللي أنا اقترحه ياخوي ، قلي وش رايك ؟
بعتب : توك تستشيرني ! وينك هالعشرين سنه ، قلنا توفى اخونا ولازم تصحح غلطتك بزواجك منها ، ورفضت .. وتزوجت هالجاسم اللي لايهش ولاينش ..
بصدق : تزوجته ورقياً ، والا جسدياً وروحياً إلى امس وهي معاي
بغضب : ايش
استقام في وقفته واكمل : وانا اللي قلت حاس بغلطته وخايف يرجع لنا ! اثرك للحين ع سواد وجهك
بتتشتت : اذبحني اشنقني ، سو فيني اللي تبي ، أنا توني اشوف الدنيا ، تو عيوني تفتح
ولازال في غضبه : لو بساعدك وبأيدك ع اقتراحك فهو عشان الضعيفه اللي طايحه بالمستشفى
ادار ظهره واكمل : ولعد اشوفك مقّرب عندها ، او عندنا
……….