لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-09-13, 11:02 PM   المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير

 
دعوه لزيارة موضوعي

حياتى (أيسو) & أم عبيدة & عبير عمار & الأميرة الأسيرة
مشكورين كتير على تعليقاتكم الحلوة و مشاركتكم اللى أسعدتنى كتير
و آسفة لتأخير الفصل بس النت عامل عمايله بقالها يومين
أتمنى أن الفصل الجديد يعجبكم و نشوف تأثير زيارة فيرتى

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 09-09-13, 11:08 PM   المشاركة رقم: 42
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل الرابع



ظهر و كأن الطريق إلى آبى بلا نهاية , جلست شارلوت صامتة , عينيها على الشريط الأسود الممتد للطريق , تتساءل ماذا يخبئ لها المستقبل , هل سيشفى والدها أما يصبح عليلاً , و ترعاه هى و رينات بقية حياته؟
منتديات ليلاس
إذا بقيت رينات معهم , هى لا تحب التمريض , تتضايق من الجلوس بجوار السرير. داهم قلبها مؤلم عندما أدركت أنها قد تتقاعد من العمل , أو على الأقل تكتفى بوظيفة لنصف الوقت . كيف سيدتدبرون أمورهم المالية , و هو أمر تكره التفكير فيه . المنزل لابد من بيعه بالطبع , لو وجدوا من يشتريه , لكنهم اهملوه كثيراً فى الفترة الأخيرة , لذا قد لا يحصلون على الكثير ثمناً له, و لو كان عليها أن ترعى والدها , إذن ماذا عن علاقتها بـ كاريج ؟
إرتجفت و هى تتطلع للمستقبل الشاحب فجأة ,و الذى إنقلب للنقيض لساعاتها القليلة السعيدة الماضية. لكن راحة والدها تأتى فى المرتبة الأولى , فلقد وفر لها منزلاً , حتى لو لم يحبها كثيراً, و الآن جاء دورها لتعتنى به عندما أحتاج إليها.
شعرت بيد كاريج تلمس يدها , إلتفتت لتراه ينظر إليها قلقاً :"حاولى ألا تقلقى كثيراً." شجعها :"الذين يصابون بأزمات قلبية يتحسنون غالباً ."
إبتسمت له غصباً, أمتناناً و لكنها لم تصدقه , و غرقت فى صمتها طيلة الطرق .

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 09-09-13, 11:29 PM   المشاركة رقم: 43
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير

 
دعوه لزيارة موضوعي


ذهبوا مباشرة إلى المستشفى حيث وجدوا هارتفورد بيج فى غرفة العناية المركزة و ما زال فى غيبوبة "آسف." أخبرهم الطبيب المقيم :"ليس لدى فكرة إطلاقاً متى يستعيد وعيه, و إذا كان سيشفى أصلاً."
لم يكن أمامهم ما يفعلونه , لهذا دفعها كاريج للذهاب إلى المنزل لتستريح بقية الليل, و ذهبت مترددة , مستشعرة ضرورة بقائها , و يؤلمها شعور بالذنب بسبب الذهاب إلى لندن و تركها لوالدها .
كانت رينات فى إنتظارها , لم تعلق عندما رأت رجلاً معها , إتجهت نحو المطبخ الكبير القديم و جلسوا حول المائدة يشربون القهوة بينما تحكى لهم ما حدث.
" كنت مشغولة فى إعداد الغداء , والدك كان فى مكتبه كما هو الحال دائماً , عندما لم يهبط فى الساعة السابعة قررت الصعود إليه , كان مستلقياً على الأرض و فوقه الآلة الكاتبة , وكمية أوراق ظننت أنه كان ممسكاً بالآلة عندما سقط." رفعت عينيها نحو شارلوت , ورفعت يدها لتمسك بها بقوة .
وقف كاريج و قال :"عفواً" و خرج من المطبخ و تركهما معاً.
قال رينات و هى تحاول تحسين إنجليزيتها :"قالوا فى المستشفى أنها حالة خطيرة جداً , إستعدى لأنه قد يموت ."
"نعم, اخبرونى أيضاً , أمسكت شارلوت بيد المرأة العجوز , ناظرة لوجهها المكدور , أدركت السبب الآن سبب بقائها مخلصة لمهمة مديرة المنزل , المهمة المدمرة للروح و فى رعاية والدها طيلة هذه الفترة .زهرة منسية
لم يتبادلا الحديث , فلم يكن ضرورياً , و عندما عاد كاريج بعد عشر دقائق وجدهما جالستين بعد أن فرغا من شرب القهوة
حملقت شارلوت عندما عاد و قالت بصراحة:"أظن أن هناك أشياء ينبغى على القيام بها ."
و قالت ليلة سعيدة لـ رينات و ذهبت معه إلى غرفة الجلوس و سألته :
" هل....هل تحب قضاء الليلة هنا؟" متذكرة بحسرة شديدة ماذا كان قد خطط لفعله . وغير واثقة ما يتوقعه كاريج منها الآن.
"أظنها فكرو طيبة. ربما يمكن النوم فى أى غرفة خالية."
أومأت شارلوت و هى تشعر بالراحة , فهى تتمنى قضاء الليلة فى أحضانه , يريحها و يطوقها , لكن الآن ليس وقت الحب , و لم يعودا الآن منجذبين جسدياً , أدركت شارلوت هذا و قبلته , لكن على الأقل سيكون قريباً منها يساندها بكل طاقته.
مدت يدها له و جذبها نحوه , ارتمت فى أحضانه , وجهه فى شعرها لحظة طويلة و قال بنعومة :" شارلى , هناك شئ واحد يجب أن تفعليه ."
"ما هو ؟" رفعت عينيها المرهقة إليه
تنهد كاريج و قال :"يجب أن تبلغى فيرتى بما حدث . يجب أن تخبريها لتحضر إلى المنزل ."
اشمئزت غريزياً من الفكرة , ارتجف جسدها متوتراً , لكنها أدركت أنه على حق , الآن , ببطء أومأت :"نعم . و هو كذلك سـأتصل بها . رقم هاتفها فى مكتب والدى "
عرض كاريج :"هل تحبين أن اتصل بدلاً عنك ؟"
ردت شارلوت :"لا" ثم لوت شفتها و هزت رأسها :"آسفة....لا , سأتصل بها أنا." و أستدارت مترددة لتستدعى أختها التى تناستها يوماً و أبعدتها عن ذهنها .
منتديات ليلاس
ظل كاريج فى آبى يويمن , و عرض البقاء لمدة أطول , وكانت شارلوت قد جهزت له سريراً فى أحد غرف المنزل المعدة للضيوف , لينام فيها المدة القصيرة الباقية من الليل, و فى الصباح صحبها إلى المستشفى ثانية, كان كل ما فعلوه هو الجلوس و الإنتظار بلا عون , يغشيهم اليأس , لذا قالت له يوم الأثنين :"أنظر , يؤسرنى عرضك للبقاء معى , لكن ليس هناك حقيقة أى شئ يمكنك القيام به , أنا و رينات سنتبادل الذهاب إلى المستشفى."
ضاقت عينا كاريج :"هل تقولين أننى أعطلك هنا؟"
" لا, لا بالطبع لا . لكن يبدو ظلماً لك أن تتحمل كل هذا التعب بينما نحن لم...نحن لم..." توقفت و تورد خذاها .
وضع يداه حول عنقها محركاً إبهامه لأسفل حلقها :"يا مغفلة , أنت تعلمين مدى إهتمامى بك , و يجب أن أبقة هنا حتى لو كنت أستطيع فقط المعاونة فى الأشياء البسيطة , حتى لو كان بمقدورى فقط توصيلك إلى المسنشفى . أو لو كنت تحتاجين لأى شئ آخر , سأكون فى متناولك ....تمام ؟"
أومأت موافقة بإمتنان , و تقدم ليقبلها قبل أن تدعه ينصرف , لكنه أفسد كل شئ بسؤاله لها عما قالته لـ فيرتى أثناء إتصالها بها , اخبرته و قطب هو جبينه :"ينبغى أن تحضر ."قالها بإختصار :"ربما قد يفيد لو تحدثت معها و شرحت لها طبيعة مرض أبيها."
" لكننى اخبرتها " إعترضته شارلوت :" لقد رجوتها و إستعطفتها لتحضر , لكنها لن تترك الفيلم الذى تصوره."
قال كاريج:" ربما تعاقدت لإتمامه لا تقلقى بشأنها يا حبيبتى."
فى الحقيقة , أقلقها كلامه عن فيرتى , هل يفكر فيها متسائلاً كيف أصبحت الآن ؟ هل تغيرت كثيراً فى السنوات الأخيرة التى قضتها بعيداً؟ و تساءلت هل يتطلع إلى لقائها ثانية , و أن إفترقا بهذا الشكل السيئ؟ حاولت شارلوت إبعاد هذه الأفكار و إزاحتها بعيداً , فلم ينقضى وقت طويل منذ أخبرها عن حقيقة مشاعره تجاه فيرتى, و إقتنعت تماماً لحظتها أنه لم يعد يهتم بها . لكنها غير واثقة به , تذكرت شارلوت أنها خسرت كاريج أمام فيرتى فى الماضى , و هى تحبه جداً , لذا فهى مستسلمة له, و يرعبها أن كل شئ سيتغير بعودة أختها إلى المنزل .
حاولت قهر مخاوفها و تمنيت أن يفكر كاريج فيها وحدها , و هو وجدها قلقة بشأن والدها , وفكرت فى نفسها أنها هكذا تظلم كاريج بهذه الغيرة الحمقاء , لكن الجراح لم تندمل.
شعرت بمرارة العلقم عندما تذكرت والدها الراقد على سريره بالمستشفى و يموت شوقأ لـ فيرتى .
سافر كاريج بعد يومين , كان عليه أن يعود لعمله , و واظب على الإتصال بها يومياً , يشجعها بكلماته , يسألها عن أبيها , طبعاً , لكنه دائماً يسأل عن فيرتى أيضاً. بسبب هذا أصبح سلوك شارلوت تجاهه قاسياً , فالوساوس قهرت شوقها العارم و احتياجها له , تتشوق لتقول له أنها تحبه , و تفتقده بشدة , لكن دائماً تهرب الكلمات منها , و يصبح حديثها معه مختصراً يمكنها من صوته المتحفظ معرفة شعوره بحالتها , حاولت ألا تكون كذلك لكنها لم تستطيع.
تعلق هارتفورد بيج بالحياة قرابة أسبوعين ثم مات فى غيبوبته التى بدا أن لا نجاة منها , ظلت شارلوت معظم الوقت بجواره , ممسكة بيده تتحدث إليه بإستمرار تحاول دفعه لإستعادة وعيه . ذات مرة عندما ذهبت إلى المستشفى فى الصباح , أمسكت بيده , بدا كأنه تعلق بها , حرك رأسه ناحيتها , و بشوق بدأت تتحدث إليه , على الفور استرخت يده و سقط فى غيبوبته كما كان , أعتقد أنها فيرتى.... هكذا ألحت عليها الفكرة , حتى أعتقدت أنها الحقيقة , و لو كانت هى فيرتى , ربما استعاد وعيه لكنه حتى لينقذ حياته لا يزعج نفسه لأجلى!

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 09-09-13, 11:33 PM   المشاركة رقم: 44
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير

 
دعوه لزيارة موضوعي


ورغم أن فيرتى آخر من تتمنى شارلوت رؤيته فى إنجلترا , إلا أنها إتصلت بها مرة ثانية , و ألحت عليها بالحضور , مقتنعة أن حضورها سنقذ حياة أبيها لكن فيرتى قالت أنها تمثل دورها فى فيلم و لا تستطيع مغادرة أمريكا الآن , و ستحضر بمجرد الإنتهاء منه ,أكدت ذلك لـ شارلوت , ربما تحضر خلال أسبوع أوأكثر , وجدت شارلوت نفسها تلح:"مؤكد ألا يمكنك الحضور ليوم واحد فقط؟ أنا واثقة أن حضورك سيكون له أثر طيب عليه , ربما يخرجه من الغيبوبة ."
أجابت فيرتى بضيق :"أخبرتك , لا أستطيع خذلان الشركة التى تنتج الفيلم."
قالت شارلوت غاضبة :"لو لم تحضرى ربما يموت . ألا يهمك ؟"
قالت فيرتى بحدة :"أنت طفلوة . لو لم تفهمى دعى الأمور لـ رينات أنا واثقة أنك تبالغين , فيما يمكننى عمله بالنسبة لحالته , إنظرى سأتصل خلال يومين لتخبرينى عن حالته , أنا واثقة من أنه سيتحسن حالاً."
هكذا لم تحضر أبنته الكبرى المحبوبة فيرتى , لذا سأس هارتفورد بيج و مات فى الساعات الأولى من صباح يوم الخميس , بينما كان بمفرده , غالباً لأنه لم يستطيع رؤية فيرتى , و لأنه لا يريد أحداً , و احرج ابنته الصغرى التى قضت ساعات عصيبة بجواره , أخبرتها المستشفى هاتفياً , ذهبت شارلوت إلى مكتب والدها , المكان الذى كان محظوراً عليها دخوله , دائماً . جلست فى مقعده و نظرت إلى الأرفف المحملة بالكتب , إلى المكتب الذى جلس عليه ساعات طوال شبابه , و أواسط عمره فى إبداع مبهج , لكن فى أعوامه الأخيرة , قضاها فى مراترة و إحباط. جلست شارلوت مقعده طويلاً تتذكر الماضى وتتجول فى أوقاته السعيدة . على المكتب صزرو لـ فيرتى ببروازها الفضى , موضوعة بحيث تُرى بسهولة صورة قديمة أُلتقطت لها فور تخرجها من مدرسة الدراما و هى فى طريقها لأثبات نفسها فى مهنة التمثيل , شعرها و مكياجها مكتمل و تبدو فى غاية الجمال , تبتسم سعيدة , مهتمة جداً بجمالها ... واثقة تماماً من أنه سيعبر بها حينما تريد , الآن تبدو عينيها تنظران لـ شارلوت تهكماً وسخرية , و فى لحظة شعور بشئ من الدونية لم يعد لدى شارلوت أى شك أن فيرتى بإمكانها أخذ كاريج منها وقتما تريد .
لم يكن هناك صورة أخرى على المكتب.
سمعت شارلوت رينات تتحرك فى المطبخ , هبطت و أخبرتها و ارتدت جاكيت و خرجت لتتمشى فوق التلال .
بمجرد أن أتصلت بـ كاريج و أخبرته ساعدها كثيراً فى عمل ترتيبات الجنازة , أتصلت فيرتى فى وقت متأخر من الليل, وقفت شارلوت ترد على التليفون , يخالجها توقع بأن كاريج قد أخبرها , لكنه لم يفعل و لذا شعرت بتحسن و أخبرت فيرتى بإختصار أن والدها توفى و أعلمتها بتاريخ الجنازة أنصتت بينما فيرتى تتحدث , ثم رفعت السماعة و قالت لـ كاريج :"ستفعل المستحيل لتحضر الجنازة" و قالت بمرارة :"هى تعتقد أنها لا تستطيع الحضور قبل الجنازة بيوم , و تريد أن تقابلها فى المطار فهى تبدو و كأنها غير واثقة من قيادة السيارة هنا , بعد إعتيادها القيادة على الجانب المخالف للطريق كثيراً."
" يبدو معقولاً." رد كاريج و عينيه على وجهها , حدقت شارلوت ثم نظرت بعيداً و هى تعلم انه أمر عادى عرضه عليها مقابلة فيرتى و إحضارها إلى المنزل . لكنه لم يعرض لذا هل يعنى أنه أدرك أنها ما زالت تشعر بالغيرة منها ؟ أم أنه ينتظرها هنا لكى تثق فيه؟ عرفت شارلوت ما ينبغى عليها فعله لكنه كان صعباً , حاولت أن تزيل مخاوفها , حركت ذقنها و قالت :"أتوقع إنشغالى أنا و رينات بإعداد طعام الجنازة قبلها بيوم , لذا هل تستطيع مقابلة فيرتى ؟ لو لم تستطيع , طبعاً , سوف...."
وقف كاريج و تقدم ناحيتها و شعاع دافئ فى عينيه :"سأقابلها " و طوقها بذراعيه و أحتضنها طويلاً , شعرت بسعادة غامرة لأنها فعلت الشئ الصحيح.
و قال لها :" تعالى , لقد عشت يوماً مرهقاً ....حان الوقت لأطويك بين ذراعى .
فى صباح اليوم التالى و أثناء الإفطار و هما يبحثون الترتيبات التى ينبغى إعدادها للجنازة قالت شارلوت:"أنا مندهشة أن فيرتى ستكون بخير"
" يا إلهى؟ لماذا؟" تساءل كاريج مندهشاً
" هى تكره الجنازات " ردت شارلوت
" لكنها تفقد والدها " علق كاريج
" لماذا لا؟ هى لم تحضر جنازة أمها."
قال كاريج متسامحاً :"كانت مجرد طفلة وقتها ."
فكرت شارلوت مسترجعة الماضى , لم تكن طفلة, كانت فيرتى فى السادسة عشر , كبيرة لدرجة تتيح لها معرفة ما هو متوقع منها , لكنها أغلقت عليها باب غرفتها , رافضة الذهاب بالطبع لم يصمم والدها رغم انه كان يحب مساعدتها له , قال للجميع أن فيرتى تصيبها القبور بالضيق و فى النهاية صدق هو كذبته!
ربما عكس وجهها أفكارها , لأنها ضبطت كاريج يراقبها مقطباً , بلعت ريقها , بذلت جهداً خارقاً لتحاول الابتسام :"أنا آسفة , فهناك أشياء كثيرة أفكر بشأنها , أتوقع بمجرد إنتهاء الجنازة....." أمسكت يده بيدها :" نعم بالطبع وقتها يمكننا التفكير فى أنفسنا"
أومأت متمنية ذلك من كل قلبها , و أن يواصل حديثه لكنه لم يكن يفعل و قامت لتعد القهوة و أحضرتها عندما جلست قالت :" أنت مرتبط بالأشتراك فى سباقين للخيول غداً , أليس كذلك؟"
"نعم , لكن سألغيهم طبعاً."
كانت شارلوت مستنكرة حقيقة :"لأا, لا تفعل ذلك! ينبغى ألا تخذل أصحاب الخيول و المدربين فى اللحظة الأخيرة."
" انا واثق عندما أشرح لهم الظروف...."
" لا!" هزت شارلوت رأسها بتصميم :"يجب أن تركب الخيول , حتى لا تتسبب فى إنصرافهم عن الإعتماد عليك بعد ذلك." ثم رفعت يدها قبل أن يقاطعها :"أنا فعلاً أقدر ذلك كاريج , لكننى سأكون بخير مع رينات , أنوى التقليب فى بعض الأشياء والدى , لذا من فضلك , لا تقلق بشأنى."
فى المساء سافر كاريج تحت إلحاح شارلوت , و فى صباح اليوم التالى عندما استيقظت مبكراً و وجدت رينات قد حزمت حقائبها و تستعد لرحيل , لم يكن هناك ضرورة للتساؤل لماذا ؟ لكن شارلوت ألحت على بقاءها :"أنا أيضاً بحاجة إليك , كما تعرفين." كما تعرفين" قالتها متوسلة , و هى تتذكر كم كانت تسرع إلى رينات كما لو كانت امها , لأنها توفيت بينما هى لم تتجاوز السنوات العشر.
هزت رينات رأسها بتصميم :"لا, سأرحل اليوم."
" لكن إلى أين؟ و ماذا ستفعلين؟ هذا منزلك منذ أربعة عشر عاماً."
" سأعود إلى ألمانيا , أختى أرملة , سأعيش معاه الأفضل أن أعود للوطن ثانية ."
نظرت شارلوت بحزن , متمنية أن يقع لها مكروهاً حتى تبقى رينات, فهى كانت دائماً هنا جزء من خلفية حياتها :"ستبقين حتى الجنازة ؟ أنت جزء من أسرتنا, تعرفين ذلك."
ابتسمت رينات ابتسامة باهتة :"لا , سأرحل لقد أرسلت فى طلب سيارةأجرة ."
قالت شارلوت :" مؤلم , ليس هذا ضرورياً , تعرفين أننى سأوصلك لأى مكان تريدينه."
وضعت يدها المجهدة المعروقة من العمل لتلمس يد شارلوت للحظة,
و قالت :"كنت دائماً طفلة لطيفة , كنت دائماً أتمنى الذى ستحتاجين لىّ , لكنه لم يأت , حتى عندما أخذنى إلى...." انفجرت فجأة و وقفت :" لكنها دائماً كانت فيرتى , لم يكن فى قلبه سواها , لم يكن هناك موضع لأحد غيرها , لكنها لم تعتنى به أبداً كل هذا مجرد إدعاء و تظاهر, أنا لا أريد أن أبقى هنا لأراها."
جاءت السيارة على الفور , و تعانقت المرأتان بإنفعال و مشاعر عارمة, يعرفان أنها ربما تكون المرة الأخيرة التى يرى كل منهما الآخر.
أصبح لزاماً على شارلوت التقليب فى حاجيات والدها والإعداد للجنازة لوحدها .
يومياً كان كاريج يتصل , لكنها لم تخبره برحيل رينات , و لم تراه ثانية حتى عشية ليلة الجنازة عندما أحضر فيرتى إلى المنزل.
كانت شارلوت تعرف بموعد قدومهم لذا جهزت الغرف ,عندما جاءوا كانت فى غرفةنومها تطل من نافذتها , على الفور استرجعت اليوم الذى كانت تطل فيه من النافذة من ذاتها منذ ست سنوات , ورأت كاريج لأول مرة , و وقعت زهرة منسية فى حبه فوراً , لكن فىظروف مختلفة , رأته الآن و هو يساعد فيرتى لتنزل من السيارة , نظرة أختها إلى المنزل و قالت شيئاً جعلهما يضحكان معاً , وضع كاريج يداه الودودة تحت ذراعها و هما يمشيان فوق الدرج الحجرى و يعبران الباب المفتوح.


 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 09-09-13, 11:39 PM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير

 
دعوه لزيارة موضوعي


كانت فيرتى أجمل مما كانت و مازالت تبدو فى العشرين رغم أنها فى الثلاثين , أنحف مما كانت قبل سفرها , أظافر يدها مطلية بطلاء أملس , كان تبرجها يبدو قبل الآن تبهرج زائد , أما الآن فيبدو طبيعياً ملائماً لها , كانوا فى حجرة الأستقبال , فيرتى تبتسم لـ كاريج , وجهها يتلألأ بدا كاريج مستمتعاً و سعيداً , عندما سمع وقع أقدام شارلوت , إلتفتا , بدا وجه فيرتى بلا أية مشاعر , بجوارها شعرت شارلوت أنها دمية مبتذلة و دفعتها الغيرة لتقول بحدة:"إذن, جئت أخيراً؟"
" شارلى حبيبتى !" جاءت فيرتى نحوها و قبلتها "مسكينة ! آسفة كان يجب عليك القيام بكل ذلك وحدك , لقد جئت قدر إستطاعتى ,الآن أنا هنا لا عليك لا تقلقى بخصوص أى شئ." و إلتفتت مبتسمة نحو كاريج و ترفع يدها ناحيته :"أرعف أن كاريج سيساعدنا ."
أمسك يدها مبتسماً و قال :"طبعاً , لقد أخبرت شارلى أننى سأفعل كل ما أستطيع." ترك يدها و تقدم ناحية شارلوت و قبلها :"مرحباً حبيبتى , كيف حالك؟"
قالت فيرتى :"ما أغرب أن تكونا أنتما الاثنين معاً!"
كانت هناك لكنة مثيرة فى لهجة فيرتى أدركتها شارلوت لكن يبدو ان كاريج لم يلحظها , متجاهلة كلامها ابتسمت شارلوت و قالت :"أنا بخير" ألتفتت ناحية فيرتى :"أتوقع أنك مرهقة بعد رحلتك , جهزت غرفتك لو أردت الذهاب إليها."
" بعد دقيقة , الأفضل أن أرحب بـ رينات أولاً" تحركت ناحية المطبخ لكن شارلوت قالت :"لم تعد موجودة , عادت إلى ألمانيا ."
إلتفتت فيرتى لتحملق فيها :"هل طردتها ؟ كيف إستطعت ؟ نحن نحتاجها!"
" لا , طبعاً , هى أرادت الرحيل و لم أستطيع منعها ."
" كان بإمكانك على الأقل جعلها تبقى حتى أحضر لأتعامل معها " قالت فيرتى بنفاذ صبر و تنهدت :"مع ذلك , اعتقد انك فعلت كل ما فى وسعك , يمكننا التصرف بدونها ."
تساءل كاريج :"متى رحلت؟"
" السبت الماضى , حزمت حقائبها و إستعدت للرحيل بينما كنت مستيقظة لتوى , لم يكن هناك ما يمنعها , فاهم."
أومأ كاريج و قال :"لا ينبغى أن تبقى هنا وحدك , لماذا لم تخبرينى عندما أتصلت بك و كنت حضرت إليك."
"أعرف " و ابتسمت :"شاكرة أهتمامك , لذا لأخبرك كنت بخير و على ما يرام فعلاً."
إندفعت فيرتى لتسأل عن ترتيبات الجنازة :"ماذا عن الطعام و كل شئ بدون رينات لتقوم بعمله؟"
" كل شئ تم ترتيبه , هناك سيدة شابة فى القرية ستأتى لتساعدنا ." أجابت شارلوت.
وردت فيرتى بلهجة خانعة :"حسناً , أنا مسرورة لأنط إستطعت ترتيب كل ذلك , أظن يجب أن أغير ملابسى , هل يضايقك يا عزيزى كاريج أن تحم لىّ الحقائب إلى غرفتى."
أسعفها (العزيز كاريج) مجبراً و عندما هبطوا السلم ثانية اقترحت عليهم تناول العشاء فى الخارج .
إعترضت شارلوت :"أعددت طاجناً فى الفرن ."
أجابت فيرتى :"سيبقى , أليس كذلك ؟ تعالى شارلى سيكون من الأفضل الرخوج لفترة , فأنت تبدين مرهقة ."
أجابت شارلوت :" أوهـ , أشكرك مليون مرة !"
ضحك كاريج و قبلها :"أذهبى و استعدى , الأفضل أن تتريضى."
تلكأت للحظة طويلة ثم أومأت فهى تعرف أنه على حق , فمن المربح الخروج الليلة إلى مكان عام بدلاً من تبادل حديث متجهم فى المنزل .
حجز كاريج مائدة فى مطعم بقرية قريبة مشهورة بالسياح و زوار الصيف , و لم يجدوا من يعرفهم هناك و أن كان كاريج قد شعر بحرج و ارتباك لكونه بصحبة عشيقته الحالية و أختها العشيقة السابقة , لكنه لم يبدو عليه علامات الحرج و تعامل مع الموقف بثقة زائدة فى النفس , تحدثت فيرتى كثيراً , بالطبع حكت لهم الكثير عن حياتها و مهنة التمثيل السينمائى فى أمريكا , و هى تتعمد رفع صوتها بما يكفى لإخبار الجالسين على الموائد المجاورة أن بينهم نجمة مشهورة , بدون إهتمام سألت عن وظيفة شارلوت , بينما أظهرت إهتماماً زائداً بـ كاريج و عمله , سألته وسط حديثها عن إمكانية تحويل المنازل القديمة إلى عمارات و شقق , و لو كانت شارلوت بنفستها العادية ربما أدركت وفهمت إشارة عن سؤالها , لكنها كانت متوترة و لم تلاحظ و كان أهتمامها كله ملقى على كاريج , متسائلة إذا ما كان قد وقع مرة ثانية تحت تأثير سحر و فتنة فيرتى , تفحصت وجهه , تحاول روية كيفية ردود أفعاله على مداهنة إختها , تنصت لصوته لتلتقط أى نبرة عاطفية أو لمحة إعجاب فى حديثه .
حدق كاريج و وجدها تراقبه , فى البداية ابتسم مشجعاً ثم غمز لها بعينه , فى النهاية بدا وجهه يتجهم.
حاول جذبها للحديث لكنها فيرتى التى طوحتها عيداً .
ليست هذه شارلوت التى تحاول بكل جهدها دائماً , لكنها شعرت و كأنها خارج الموضوع كأنها فتاة غير مرغوب فيها .
عندما أنتهوا من شرب القهوة وقف كاريج و قال بحسم :"لو سمجتم سأذهب لدفع الحساب ."
فتحت فيرتى فمها المصبوغ بأحمر شفاه وردى مناسب:" سنرحل فوراً؟"
" أمامكم يا بنات يوم طويل و شاق غداً."
ردت فيرتى :" نعهم بدأت أشعر بالإرهاق قليلاً , ما أجمل إهتمامك بى يا عزيزى كاريج."
ذهب هو لدفع الحساب و التفتت فيرتى إلى شارلوت :" منذ متى تخرجين معه؟"
" منذ شهور قليلة فقط."
" أنا مستغربة, لم أكن أظن أنك ملائمة له."
علت فيرتى و هى تتبعه بعينيها و هو يدفع الحساب .
" ربما لم يعد نوعك يلائمه " أدهشت شارلوت نفسها بجوابها اللاذع .
نظرت فيرتى بإنبساط :"ياهـ, لا تقلقى يا عزيزتى, لقد أصبح لدى صيداً أثمن فى شباكى هنيئاً لك به." و لمعت عيناها تسترجع الذكريات :"مع أنه ممتع!."
أوصلهم كاريج إلى المنزل و صعدوا السلم معاً , أرتسمت نظرة ارتياح على وجه فيرتى و هى تراهما يذهبكل منهما إلى غرفة منفصلة , و هى تغلق الباب قالت شارلوت لنفسها الحقير أضحكها علىّ , لا يهمنى , لكنها مهمومة يائيسة محتاجة له جداً . لو لم تكن فيرتى هنا , كانت ستندفع إلى غرفته , لكن وجود فيرتى يجعلها تحتاج بشراهة و لهفة لتشعر بأمان حضنه , إلى متى ستبقى أختها ؟ ليس متوقعاً رحيلها يوم الجنازة , طبعاً , ربما سترحل فى اليوم التالى , لذا يمكنها أن تسعد بـ كاريج ثانية.
إستلقت شارلوت فى سريرها ترغم نفسها على التفكير فى حالها بعد رحيل فيرتى من حياتها ثانية , لكن ليس سهلاً فلقد ضيعت وقتاً كثيراً مع فيرتى لتكتسب ثقتها بنفسها و فى قدرتها على الإحتفاظ بـ كاريج و كل ما تستطيعه أن تصلى لتسرع فيرتى بالرحيل , لم يطاوعها النوم تلك الليلة و كان واضحاً عليها الأرق عندما أرتدت ملابسها لحضور الجنازة فى الصباح فقد قامت بعمل كل شئ بنفسها , كل الترتيبات , لكن قيرتى هى التى كانت تتولى تقبل العزاء منذ لحظة وصول أول المعزين , مرتدية ملابس الحداد السوداء , تبدو منكسرة و جميلة , فلقد جهزت نفسها لإظهار إنطباع المرأة الحزينة التى لا ظهر لها و لا سند و هى تتقبل العزاء , بدأت تجعلهم يواسونها لأنهل عجزت عن الحضور لرؤية أبيها :"لأن الأستوديو بأكمله يعتمد علىّ , و لا أستطيع خذلانهم و كان يجب على أن أدارى أحزان قلبى الملكوم." سمعتها شارلوت تغمغم بصوت حزين ملائم.
كان كاريج ساندهما فى الجنازة واقفاً بين فيرتى و شارلوت التى تمسك يده بقوة بعد ذلك بدأ يقوم بفتح أبواب السيارة و توزيع المشروبات , فى الغالب تصرف وكانه صاحب العزاء , كانت شارلوت ممتنة لكنها رأت بعض الناس ينظرون نحوه متسائلين من من الأختين معه . بدا و كأن العزاء لا ينتهى , فى البداية مراسيم الجنازة فى أبرشية الكنسية المحلية , بعد ذلك طريق طويل بطئ إلى المدافن و تقديم واجب آخر هناك ثم بعد ذلك الأستقبال فى المنزل .
لكن فى النهاية إنصرف الجميع , لم تتوقع شارلوت حضور هذا العدد الكبير, فلقد حضر عدد من القرويين , بعض أصدقاء هارتفورد بيج , ممثلى ناشرى كتبه , كان القرويون المجاورن لهم آخ من أنصرف , عندما حل المساء أنهت فيرتى دورها التمثيلى , القت بنفسها فوق مقعد ذى مساند :"يا إلهى , أنا مرهقة , أعطنى كأساً قوياً يا كاريج , أم تستطيعى التلميح لهم بالأنصراف باكراً يا شارلى؟"
" كانوا مسحورين بالإستماع لنجمتهم السينمائية "
ردت شارلوت بإختصار و أندهشت من أبتسامة كاريج.
قالت فيرتى :"حسناً , أنا جائعة , واثقة أن كاريج جائع أيضاً , متى سيكون العشاء جاهزاً؟"
" لقد وضعت الطاجن بالفرن , لن يستغرق طويلاً."
علقت فيرتى :"طاجن الأمس !" و عكصت أنفها الجميل :"أرجعى يا رينات , سنغفر لك كل شئ يجب أن تعود , أنا صاعدة لغرفتى نادى علىّ عندم يجهز العشاء."
متتبعاً خطى شارلوت إلى المطبخ وضع كاريج يده على ذراعها :" لا تتركيها تضايقك و توترك."
إلتفتت إليه بسرعة, بشغف أخذها بين ذراعيه , ضرب ظهرها بلطف , غمغمت هى :"لا أعرف لماذا جاءت , لم تظهر أى مشاعر حقيقية , كل شئ اليوم حتى بكاءها كان للتأثير."
" أعرف لكن ينبغى أن تتذكرى كون فيرتى لم ترى والدها منذ سنوات عديدة , ربما تشعر بالحزن و الأسى بشكل مختلف عنك , ربما كظمت كل هذا و هذا أسوأ شئ."
هكذا يدافع عن فيرتىالآن , ابتسمت شارلوت ابتسامة باهتة و تراجعت :"الأفضل تجهيز العشاء."
نادوا على فيرتى و جاءت تحمل مظروفاً و هى تقول بلهجة منتصرة:" وجدت وصية والدى." وجلست على المائدة و فتحته و بدأت تقرأها بسرعة.
سألتها شارلوت :"هل يجب أن أن تفعلى هذا الآن؟" فى صوتها مسحة حزن :"ألا تستطيعين الأنتظار إلى الغد؟"
قالت فيرتى :" هناك أشياء كثيرة تتوقف على الوصية , نعم هى كما توقعت كثيراً , فلقد ترك كل شئ بيننا مناصفة بالتساوى , فهو دائماص كان عادلاً معك."
اسرعت شارلوت بسؤالها :"هل هو....هل ترك شيئاً لـ رينات؟"
نظرت فيرتى مندهشة :"لـ رينات ؟ لا لماذا ينبغى أن يفعل؟ إلتفتت ناحية كاريج :"عزيزى عندى عرض لك." ثم ضحكت ضحكة رنانة :" لا يا عزيزى لا تنظر متلهفاً هكذا , ليس هذا النوع من العروض!" تجهم وجهها و واصلت حديثها بجدية أوضح :"فكرت بشأن المنزل , و أظن أن الشئ الوحيد الذى يمكننا عمله هو تحويله إلى شقق و بيعها , ربما نبيعها للكثيرين الذين يشتركون فى شقة واحدة وفق جدول زمنى لأستخدامها , بدا نحصل على أموال كثيرة و لكن ذلك سيستغرق وقت أكثر عند بيعاها , طبعاً ماذا ترى كمهندس معمارى, هل من المكن تحويله إلى نزل؟
رفع كاريج كتفيه بلا مبالاة :"كل شئ ممكن طبعاً , لكن مار أى شارلى بالموضوع؟"
" انا لا أريد هدم المنزل " ردت شارلوت :"هذا بيتى , أريد إستمرار حياته فيه."
أشار كاريج :"إذن هذا هو رأيك؟"
منتديات ليلاس
إنحنت فيرتى للأمام :" حقيقى , ليس بهذه السرعة ! هل بإمكانك يا شارلى نقل نصيبى لحسابك ؟"
سأتقضى ثمن تنازلى لك عنه."
قالت شارلوت :"نعم, لحسابى" و بعد فترة صمت
"لا يمكننى الدفع نقداً ثم نصيبك لكن لوعدت إلى اتجلترا , ستحتاجين منزلاً للعيش فيه...."
" لكننى لن أعود أبداً , حتى لو رجعت , واثقة أننى لا أريد العيش هنا فى هذا المكان الكئيب , أنظرى يا شارلى , أنت لم تفكرى جيداً , لو حولنا المنزل إلى شقق بإمكانك البقاء هنا و العيش هنا بدون قلق بشأن الحفاظ عليه , سنستطيع توفير بعض المال لك."
أبعدت شارلوت طبقها و شحب وجهها :"هل يجب الحديث عن هذا الآن؟ اليوم دون كل الأيام ؟ كيف تقدرين؟"
" أستطيع الحديث عنه , ليس لدى وقت لأضيعه فى عواطف ساذجة , آهـ , بالله عليك يا شارلى ! ما الفرق إذا ناقشناه اليوم أو غداً , أمامنا الكثير لنفعله , أريد توقيع و ترتيب كل شئ قبل عودتى إلى أمريكا ."
إلتفتت لـ كاريج :"الآن , يا عزيزى , هل أنت مستعد للقيام بالمشروع كمهندس معمارى ؟"
" ما لم تمانع شارلى.."
قاطعته فيرتى :"شارلى ليس أمامها إختيار بطريقة أة بأخرى سيباع المنزل , و فوراً لأننى أريد نصيبى الآن . و هكذا لو أردنا البيع لن نحصل على عائد أكبر منه, هل يمكنك؟"
حدق كاريج فى شارلوت الجالسة صامتة و وجهها عابس , يدها مضمومة على حجرها , و قال :"ليس بهذه البساطة , تحويل المنزل سيتكلف أمولاً كثيرة كيف ستوفرين رأس المال لعمل ذلك ؟"
" يمكننى توفير بعض المال لكن لا أعرف إذا....."
إنفجرت شارلوت :"قلت أنك تمرين بضائقة و تريدين نصيبك فى المنزل الآن؟ أم قلت ذلك فقط لإجبارى و الضغط علىّ."
قالت فيرتى ببرود :"هذا مجرد إستثمار , لهذا أريد نصيبى من هذا المنزل لأستثماره , مؤكد أننى لا انوى التنازل عن نصيبى يمكنك التسكع حوله بقية حياتك " إلتفتت إلى كاريج ثانية :" كم سيكلفنا فى رأيك؟"
"من الصعب تحديد ذلك دون وضع رسوم تفصيلية و وضع ميزانية تقديرية ."
" هل ستفعل ذلك لأجلى غداً؟ " حاولت إغوائه بإبتسامتها المثيرة الشهيرة " سأكون ممتنة جداً لك يا عزيزى."
" من الصعب عمل شئ كهذا فى يوم."
ردت فيرتى ملحة :"ليس بالتفصيل الدقيق ...لا , لكن مؤكد بإمكانك إعطائى فكرة عن قيمة تكاليفه."
"محتمل , لكن فقط لو وافقت شارلى ."
واصلت فيرتى إلحاحها :"أوهـ , لا يهمك شأنى "
قالتها شارلوت بمرارة " تقدم مباشرة و أفعل ما تريده."
قامت و أخذت طبقها الممتلئ إلى المطبخ , غسلته ثم خرجت من باب المطبخ إلى الحديقة المزدهرة التى كانت ذات يوم موضع أفتخار أمها و سعادتها .
ما زال هناك بقية من ضوء النهار , رغم أن الظلال إستطالت الآن , مستندة إلى سور الحديقة تطلعت إلى المنزل , هل ستفقده مثل أى شئ آخر؟ و كاريج هل ستفقده؟ لقد إنحاز بجانب فيرتى بقليل من التردد, لكن ماذا يمكن عمله بهذا الشأن؟ المال الذى لديها قليل , معظم دخلها كان يضيع على مصروف البيت و دفع راتب رينات , و ليست فيرتى هى التى تضع ذلك فى حسابها طبعاً.
إلتفتت لتبعد نظرها عن المنزل , ربما تكون حمقاء برغبتها للإقامة هنا , ربما من الأفضل أن ترحل بسلام, مؤكد أنها لا تريد الإقامة هنا , بينما المنزل سيمتلأ بآخرين يشغلون الغرف التى كانت هى و والدها يزرعون مكانها حديقة , خصوصاً عندما يعر السكان الجدد من تكون هى , قد يتعاطفون معها , يسألونها عن تاريخ المكان يعتبرونها راعية و حارسة ة بتلك الفكرة قررت أن أى شئ أفضل من وقوعها .
عندما فكرت شارلوت بواقعية , وجدت أنها لا تستطيع تحمل عبء المعيشة هنا , لذا يجب أن تعمل مثل فيرتى , تحصل على أقصى ما تستطيع من أموال فى مقابل إستثمار المنزل , و تدع كل شئ يذهب , الذكريات و كل شئ, تراجعت ذاكرتها إلى مائدة العشاء عندماتساءلت فيرتى إن كانت تعيش بمفردها بينما ظل كاريج صامتاً , لكن ماذا كان بمقدوره أن يفعل ؟ هو يحبها , ي خرج معها , بادلها أحاسيسها العميقة . ساندها كثيراً أثناء مرض والدها , ماذا يمكن ان تطلب أكثر من هذا ؟
لكن شارلوت تتناول أى شئ عنه , متباعدة ليسترجعها و يقول :"لا, شارلى ليست وحيدة!"
بينما تتجول فى الحديقة وصلت إلى مربض الخيول أما ا؟لأسطبل , قفذت بحذاءهاو جلست على السور لتشاهد الخيول , جاءت نحوها تتهادى بلطف , لكزتها على المنخار الواحدة تلو الآخرى:"لا, أنا آسفة ليس معى أى شئ الليلة و لا حتى جزرة ."
سمعت وقع أقدام لم تلتفت عندما وصل كاريج ليستند على السور بجوارها , سألها :"كيف يكون ركوب المهرة؟" للحظة تحدثوا عن الخيول , لكن شارلوت فهمت أنه مجرد تمهيد , و لديه شئ فى ذهنه , وجدت من الصعب تخمين ما هو , لوت فمها تهكماً عندما قال كاريج :"هل فكرت بشأن مشروع فيرتى ؟"
أجابت :"عرضها؟ هل أمامى خيار ؟ أشك كثيراً أن أى بنك أو جمعية إسكان ستقدم لها قرضاً لشراء نصيبها , حتى لو وجدت هذا , هناك إصلاحات كثيرة مطلوب عملها , و لا أستطيع أبداً القيام بذلك على حسابى "
ثم جاءتها فكرة :"ربما أستطيع ترك جزء من المنزل رغم ذلك , أو حجرة نوم و إفطار لزوار الصيف."
تساءل :"أليس هذا ممكنا عند تحويله إلى شقق؟"
"سيجئ هنا بعض الغرباء ليعيشوا , لكن بفوائد أكثر كثيراً و تلتفتى للإهتمام بنفسك, هل المنزل فعلاً يعنى لك الكثير؟"
سألته :"مع من تقف كاريج؟"
أجاب :"فقط أريد الأفضل لك شارلى."
قالت شارلوت بمرارة شديدة :"هل أرسلتك فيرتى لتحاول إقناعى؟"
ظل صاكتاً و واصلت هى :"أظن هذا , هل أنت دائماً طوع بنانها ؟ فيرتى لا تفعل أبداً أى شئ إلا لصالحها ."
أجاب :"طلبت منى التحدث إليك , نعم, لكن كنت سأتحدث معك على أى حال , طلبت منى رسم الخطط للتحويل , لكننى لن أفعل لو أردت ذلك."
قالت له :"لو قلت لا, ستبحث عن آخر."
قال :"نعم, أظن ذلك , لكن رغم ذلك لا تستطيع قانونياً الإستمرار ما لم توافقى."
" و ما لم أوافق."
أجاب :"عندئذٍ تذهب إلى سمسار عقارى ليثمن المنزل ثم إلى محامى يشترط عليك موعداً إما للشراء بالقيمة المحددة أو يعرض المنزل للبيع."
قالت :"و إن لم أستطيع مواجهتها ؟"
أجاب:"عندئذٍ يصبح من حقها بيع المنزل رغم أنفك."
قالت :"و تطردنى إذا رفضت الرحيل, أظن هذا ؟" و أومأ كاريج صامتاً و قالت بمرارة :"أنا على حق إذن, عندما قلت ليس لدى إختيار ."
قال كاريج :"فعلاً , ليست فكرة سيئة يا شارلى , علىالأقل ستعرفين أن المنزل ما زال قائماً معموراً , لن يتهدم من التطور , و لو أردت الحصول على شقة هنا , أنا واثق....."
قاطعته بحدة :"لا تستمر فقد أنجزت ما أرسلتك من أجله, لكننى لا أفهم لماذا ينبغى أن أقف و أرتكها تمزق منزل لمجرد الربح, لا, يمكنك ان تعود و تخبرها أختى الحبيبة أننى سأقاتل طيلة الطريق! و قفزت من فوق السور لترتدى حذائها و أمسكت بطوق المهرة :"حسناً,إذهب,ماذا تنتنظر؟ فيرتى لن يعجبها إنتظارها لك !"
و أحاطت المهرة بيدها و إنزلقت فوق ظهرها .
قال كاريج :"لا تكونى بهذه الحماقة , اللعنة , إلى أين ستذهبين ؟" و بدأ كاريج يصعد السور , لكن المهرة بدأت تعدو بعيداً .
"أركب الخيل , طبعاً."
فى الليل ؟ ستظلم حالاً لا تكونى حمقاء يا صغيرة!!"
لكن شارلوت ضحكت عالياً بإستخفاف مرير و أرخت العناء للمهرة متجاهلة صياح كاريج بينما تختفى هى بين الظلام الذى بدا يـُسدل ستائره.

نهاية الفصل الرابع
قراءة ممتعة للجميع

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مكتبة مدبولي الصغير, harlequin presents, حب من أول نظرة, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, سالى وينت ورث, sally wentworth, the devil's shadow, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t189595.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Ask.com This thread Refback 24-09-15 12:26 AM


الساعة الآن 04:32 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية