تجسدت سعادتها عندما بدأت تخرج مع كاريج بإنتظام , توهج إشراقها الداخلى بحيوية جعلتها تبدو أكثر جمالاً مما كانت . فلقد كانت تفخر دائماً بحضورها و بمظهرها , لكن الآن تهتم بنفسها جداً,تتمنى أن يفخر بها كاريج وأكدت لها مرآتها كم هى متألقة.منتديات ليلاس
اعتاد كاريج الإتصال بها تليفونياً كل مساء حتى لو كان مسافراً و تسرع شارلوت للرد على التليفون متجاهلة كل شئ , تترك مياه الحمام تبرد , المكواة تسخن , التلفزيون مفتوحاً فى حجرة خالية لأكثر من ساعة , فى البداية احتجت رينات , ثم بحكمتها بدأت تتأكد هى أن كل شئ أطفأ عندما يدق جرس التليفون . كانت محادثاتهم التلفيونية طويلة , كان يبدو دائماً وكان لديها الكثير ليتحدثان عنه , و تتخيل شارلوت صورة كاريج فى لندن , أو مستلقياً على سريره فى غرفة الفندق و تتمنى لو كانا معاً .
يبدو أن كاريج كان يشعر بنفس أحاسيها , لأنه طلب أن يعرف أين تجلس , ماذا تفعل , غالباً يؤكدا أفتقاده لها . تمكث كل مساء منتظرة مكالمته و لا تفعل شيئاً فى حياتها الأجتماعية , و لا يعنيها هذا , فهى تعيش لهذه المكالمات و فى إنتظار الأجازة الأسبوعية ليكونا معاً.
بمجرد ترتيبه للأمر أخذها كاريج لإسطبل صديقه كما وعدها , أخذها معه مبكراً صباح يوم السبت بينما كان الضباب يغطى سطح الأرض , اتجهوا بالسيارة عبر الريف ناحية الغرب على الطريق الممهد حتى وصلوا أطراف يركشاير . وقف أصدقاء كاريج بنجيل هولاكى و زوجته أماندا على باب منزلهما المشيد بالطوب الأحمر على طراز المعمار الفيكتورى , رحبا بهما, كانا يرتديان زى ركوب الخيل , كانا فى منتصف الثلاثنيات و بدوا على علاقة طيبة بـ كريج الذى حياهما بحرارة , ممسكاً بيد بنجيل و قبل أماندا بود , قبلته أماندا بدفء مماثل , و أتفتت لتحى شارلوت و احتوتها بنظرة أنثوية , بالمثل فعلت شارلوت :" مرحباً كم هو لطيف أن ألقاك ."
ذهبوا جميعاً إلى المطبخ الكبير ليتناولوافنجان قهوة و قوفاً و هم يمرحون , الرجلان معاً و المرأتان تتبادلن الحديث الحديث و هن يتعارفن , و ظهر أن أماندا استلطفت شارلوت و وضعتها يدها بتودد على ذراعها و هى تقودها للطريق إلى الإسطبل , وحصل كاريج على حصان موفور النشاط ,مما أسعده ركوبه , وحصلت شارلوت على حصان أبيض جميل , و بحثت عن جزرة لتقدمها له و قال لها كاريج :"لقد شرفتك أماندا بهذا الحصان , فهى تركبه فى سباق المسافان."
حضر بنجل و أماندا معهما , مما جعل شارلوت تشعر وكأن فروسيتها موضع إختبار , لكنها كانت لديها كفاءة فتاة ركبت الخيل طيلة حياتها , رغم أن الحصان الذى ستركبه من فصيلة أفضل كثيراً مما إعتادت ركوبه من خيل , إلا أنها شعرت على الفور بسهولة و إرتياح و متعة ركوبه , بجوار كاريج , فهل يمكن إلا أن تكون سعيدة ؟ فى البداية مشوا بالخيل بهدوء و رؤية عبر أطراف القرية , و عندما وصلوا للسهل الفضء الممتد الأخض ر تركوا العنان للخيول, أطلقت شارلوت صيحة فرح , أرعد كاريج بجوارها محتفظاً بسرعته ليحازيها و ليتأكد أنها على ما يرام , فهى المرة الأولى لأن يراها على صهوة الجواد , تضاحكوا و بدأوا يتسابقون ثم توقفت و عرفت أنه قلق بشأنها.
كانت العشرون دقيقة أكثر فترات حياتها نشاطاً و بهجة , فهى تركب حصان أصيل, الريح تلفح وجهها , و كاريج بجوارها , شعرت شارلوت كأنها تلامس السماء و عندما يتبأطوا فى النهاية ليمشوا , شكرت مضيفها لحرارة , ابتسمت أماندا فى وجهها المشرق :"أنها متعة , أليس كذلك؟ و أنت يا كاريج , يجب أن تحضر شارلى , مرة ثانية."
كان هذا هو يوم السباق , كان نيجيل و أماندا لهما حصانين يشاركان فى السباق بعد ظهر نفس اليوم , أحدهما سيركبه كاريج , لذا عادا إلى الإسطبل للتأكد من ترتيب كل شئ , و تركا كاريج و شارلى ليجيئا على مهل.
قال لها كاريج :" لدينا ساعة أو أكثر , دعينا نمرح و نتقلب على هذه المروج."
ذهب نايجيل و أماندا لترويض الخيول و تركوهم يستريحوا و قالت شارلوت متحمسة :" أعرف لماذا أحب هذا المكان , أنها مكان مكتمل الروعة , وركوب الخيل كان دائماً ممتعاً!"
أجابها كاريج :"طموحى دائماً إمتلاك منزل هنا , آهـ , ليس فخماً ربما مجرد ربما مجرد شالة لقضاء الأجازة , بحيث يمكننى المجئ هنا , على الأقل أشاهد الخيول أن لم أستطيع ركوبها "
سألته :"هل ستفعل ؟ هل تبحث عن مكان ؟"
هز رأسه آسفاً :"يجب الإنتظار , أنا خائف لإنشغالى فى الشركة و إنجاز عملى الخاص يلتهم كل وقتى , و أمتلام منزلين لشخص واحد يبدو متعة تفوق الحد."
أومأت شارلوت , و تذكرت أن كاريج بالتعاون مع صديقين له , و فروا الإنفصال و عمل شركة لحسابهم منذ عامين , و كرسوا كل جهدهم لتكوين إسمهم و سمعتهم العملية .
واصل حديثه :"كلا شريكى متزوجان , و بالطبع مما يلقى بالعبء على كاهلى عندما يتطلب الأمر السفر لأداء مهام بعيدة عن لندن."
عندما وصلا عند الأشجار تباطأ كاريج فى مشيته و ألتفت مبتسماً لها ابتسامة إستقرت فى حضن قلبها :"لكن أظننى منذ الآن سأصمم على التمتع بأجازتى الأسبوعية كى أقابلك."
مشوا قليلاً بين الأشجار حتى السهل الذى تظلله , تناول اللجام منها و ربط الخيل فى فرع منخفض , ثم إلتفت إليها فاتحاً ذراعيه :"تعالى هنا" قال بصوت مبحوح
إتجهت إليه سعيدة , ألقت بذراعيها حول عنقه و بادلته القبلات بلا تحفظ , غمغم فى فمها :"أفتقدك كثيراً." و شفتاه تعصر شفتيها :"أسبوع بأكمله دون أن أراك , فترة طويلة , طويلة جداً "
لم تستطيع شارلوت مجاراته , أجابت بأن فغرت فمها تحت فمه و هى تلتصق بحضنه , جسدها يندمج بجسده , بينما تشتعل القبلات بنار الرغبة , ثم شهق و قال :" ياهـ , يا شارلى , آه يت شارلى."
تساءلت :"ماذا ؟ ماذا حدث ؟"
"آهـ أظنك تعرفين " مازالت عيناه تفيض رغبة و وله , و هو ينظر إليها :"قلبى إمتلأ بحلاوة حبك منذ أول لحظة رأيتك ."
تساءلت :" اللحظة الأولى ؟" و رفعت إصبعها تمسح به شفتيه.
قال كاريج :"أهـ , فهمت ما تقصدين , حسناً , ليس تماماً , أقصد منذ إلتقيت بك فى اللقاء الثانى فى سانداون."
و ابتسمت شارلوت متراجعة للخلف قليلاً , تقول لنفسها لا , لم أقع فى قلبه فى لقائنا منذ ستة أعوام , لأنه كان وقتها مشغولاً فى تماماً بـ فيرتى , وكان يريدها و لم يرفع عيناه عنها و كان يحتضنها و يقبلها .
أخفضت عينيها متراجعة و تقدم كاريج ناحيتها متسائلاً :"ماذا حدث؟"
أجابته :"لا شئ . ماذا يمكن أن يحدث؟" لكنها لم ترفع عينيها لتواجهه
و تساءل :"هل تسرعت معك , أليس كذلك؟"
أجابته :"لا, لا,طبعاً لا " وهى مصممة على طرح الماضى خلف ظهرها , و تقول لنفسها ما يهمنى هو الآن و هنا. و كاريج قال أنه وقع فى حبى من النظرة الأولى , فى لقائهما الثانى . و ماذا تريد أى فتاة أكثر من ذلك؟ و عادت لأحضانه و أبتسامتها تملأ وجهها , و أمطرته بقبلات شرهة بنهم كأنها تريد دفن الماضى فى طى النسيان.
أحياناً يأتى كاريج من لندن إصطحابها فى سيارته , فى العادة يذهبان لتناول العشاء فى مطعم , و دائماً تنتظره شارلوت عند الباب , لم تنتظره داخل المنزل أبداً, حتى لو كان الجو ماطراً, عند وصوله تجرى إليه ضاحكة سعيدة بينما يعانقها و يقبلها كما لو كانا لم يلتقيا من شهور , بعد أن تصلح أحمر الشفاه يتجهان للمكان المختار لتناول الطعام دون تعجل , متمتعين بوجودهما معاً , تتلامس أياديهما أحياناً , تلتقى عيناهما لتبث رسائل تشبع قلبها بالحب و الدفء و لإثارة و المتعة المتواصلة .
حدثت أشياء صغيرة أيقظتها من هذه الحالة المبهجة و كانت كافية لتكدير صفو سعادتها للحظة على الأقل . و لأنهما يذهبانإلى مطعم فى الضاحية , كان محتماً أن تلتقى شارلوت أحياناً بإناس من معارفها , عادة لا يعنيها هذا , وكانت فخورة بتقديم كاريج بتقديم كاريج لهم , لكن, ذات مرة دخلا المطعم و وجدت أحد مدراء الشركة و معه زوجته و ابنته جاءوا للأحتفال بعيد ميلد الأبنة الثامن عشر , قدم المدير شارلوت لأسرته , و بمجرد سماع ابنته أسمها صاحت " ياهـ , مؤكد أنك شقيقة فيرتى بيج , النجمة السينمائية, فهى من هذه المنطقة ."
بإقتضاب اعترفت شارلوت بأن فيرتى شقيقتها , و حاولت تغيير موضوع الحديث , لكن لسوء الحظ كانت الفتاة معجبة بـ منتديات ليلاس فيرتى و واصلت طرح أسئلة كثيرة , و نظر أبواها بلا إعتراض , متوقعين سعادة شارلوت بهذه الشهرة , لكنها بدأت تتضايق من تتابع أسئلة الفتاة و تجيبها بإختصار و جفاء , و كانت على وشك مقاطعتها لولا حضور الجرسونة لإخبار الأسرة بأن مائدة الطعام جاهزة , و عرض المدير إستضافتها :"ألا تنضمين لنا ؟"
"لا" و هى ترتجف داخلياً من إحتمال سماعها لتردد إسم فيرتى طيلة السهرة أومأت و إنصرفوا تاركين شالوت لتسترخى فوق مقعدها و هى تتنهد فرحاً , لكنها ما زالت متوترة قلقة جداً لأن كاريج أيضاً ذُكر بـ فيرتى .
إنتهت من شرابها سريعاً و حاولت التفكير فى شئ مريح تقوله , و للحظة تلاشئ كل ما فى ذهنها عدا هذه الفكرة, و كان كاريج هو الذى بدأ الكلام :"لماذا لم تهتمى و كأنك تسمعين دائماً أحاديث كثيرة من فيرتى؟"
" لا ." كانت شارلوت على وشك التوقف عن الإستمرار فى حديثها , لكنه قطب وجهه عابساً متسائلاً " ووجدت نفسها مجبرة على إضافة :" أظن أن والدى يسمع عنها دائماً و الآن و لا حقاً."
تساءل :"ألم يخبرك؟" كان صوته مندهشاً .
فى الحقيقة أنها لم تسأل أباها أبداً , و إن كانت قد وصلته رسالة من فيرتى , فى البداية خوفاً من تكدره , و إن لم يكن قد سمع عنها لفترة , و إن كانت وصلته رسالة سيحضرها يقرأها عالياً و معلقاً عليها بإيضاح مدى إيجادة فيرتى لعملها, و إعجاب و إفتتان المحيطين بها , و إنشاد مدائح فى ابنته الغائبة , و الأبنة التى ترسل رسالتين و ثلاثة فى العام, و لم تتصل به تلفيونياً أبداً , و لم تجئ لزيارته . مع ذلك بنظر إلى شارلوت القريبة منه يرمقها بنظرة متعالية , و يهز رأسه متمنياً إن كانت لها حياة مثيرة مثل شقيقتها! ذات مرة , حفزته لزيارة فيرتى فى أمريكا , و كان سروره بالغاً بالفكرة , لدرجة أنه ذهب لمكتبه مباشرة ليكتب إلى فيرتى و يخبرها بالاقتراح.
شعرت شارلوت على الفور بالحسرة و تكدرت و أكلتها الحسرة عندما أنقضت أسابيع و لم ترد فيرتى , و لم تتصل به إلا فى الكريسماس التالى عندما أرسلت بطاقة تهنئة و لم تلمح لشئ عن الزيارة المقترحة . و لم يقل هارتفورد بيج شيئاً عنها , و لكنه بدا و كأن أكتافه تهدلت قليلاً و شعرت شارلوت بالخوف عليه.
و الان تهز رأسها إجابة على سؤال كاريج :"نحن لا نتحدث عن فيرتى كثيراً , هذه هى الحقيقة" و أضافت مترددة :"هو لا يتحدثعن أى شئ كثيراً , و يقضى معظم وقته فى مكتبه."
أشار كاريج :"مؤكد ذلك يصيبك بالوحدة و العزلة ." و وضع يديه فوق يدها , فابتسمت و قلبت يديها تحتهما , سعيدة بهذا الدفء و القوة :"انا ليست وحيدة." قالتها بنعومة ,و لم تضف :" ليس الآن" فهى ليست بحاجة لأى أضافة , فلقد كان المعنى مكتوباً على وجهها ليراه الجميع .
لكن مرة ثانية كدر كاريج صفو سماء سعادتها عندم قال :"قرأت فى الصحيفة أن فيرتى أحد نجوم فيلم سيكون عرضه الإفتتاحى قريباً فى وليست أند . هل تحبين الذهاب لمشاهدته ؟ لو أردت يمكننا الإتفاق على موعد و الذهاب لحضور افتتاحه؟"
منتديات ليلاس
إرتجفت يدها تحت يده و سحبتها بعيداً :"لطيف منك , أن تقترح هذا " و أرتبكت و تعلثمت :" لكن ....لكن أنا...."
تدخل كاريج :"حسناً ؟" و ضحك :"و لكن ماذا؟"
إستكملت حديثها :"لكننى لا أذهب ابداً لمشاهدة أفلام فيرتى ." قالتها بجفاء
تساءل :"لا تذهبين ؟ لماذا ؟ لابد أن يختلف الأمر مادام الفيلم إنتاج من المستوى الأول و أن كنت تخشى من جلب حظ سئ لها أو شيئاً من هذا القبيل , لا تخافى الفيلم تم إخراجه منذ أعوام " قالها كاريج عيناه تلمعان بنظرة إندهاش رقة .
" ليس الأمر هكذا...أنا...آهـ كأسى فارغة أيمكننى تناول أخر من فضلك؟"
" طبعاً " أشار إلى الجرسون و إلتفتت إليها , تبدو عليه ملامح تجهم و هم , جعلت قلبها يهبط فى جوفها , فعلاً كانت صائبة , فلقد قال :"حسناً , إستمرى لماذا لا تذهبين لمشاهدة افلام فيرتى ؟ و كأنك لا تكتبين لها أيضاً؟ "
"الأفضل ألا نتحدث عنها , موافق؟" أجابته بإختصار .
للحظة ظل كاريج صامتاً ناظراً إلى وجنتها المشتعلتين بالغضب , و أسند ظهره على المقعد :"كما تريدين."
غرق فى صمته ثانية , و طال الصمت مما جعلها مشحونة بأسئلة خرساء , حتى عجزت عن تحمل كبتها فانفجرت :"أنظر , عندما تشاجرت مع فيرتى و تركتها فجأة متخلياً عنها , هل كنت تتوقع أنها ستتشاجر معى أيضاً؟"
وافقها كاريج :"محتمل جداً , متى وقع هذا الشجار بينكما ؟ هى مقيمة فى الولايات المتحدة منذ خمس سنوات , آه طبعاً, ربما عادت لزيارتككم أثناء هذه الفترة" هزت شارلوت رأسها :"لا, لم تعد إطلاقاً."
كانت تجلس متوترة , وجهها شاحب , ماعدا بقع الضوء بألوانها القوية تغطى وجنتاها , نظر كاريج إليها , لكنها غيرت الموضضوع بحكمة , و تابعها و هى تستعيد تلقائيتها و مرحها.
فى نهاية أمسيتهما تناولا العشاء , و غادرا , قاد كاريج السيارة ببطء فى أتنجاه آبى و هما يتمنيان ألا تنتهى الليلة , عندما وصلوا كان عليهما الوقوف فى ظلال بوابة المنزل , ليقولا ليلة سعيدة أو لو كان الجو بارداً يجلسان فى دفء السيارة رغم ضيقها .
فى أحد الليالى الأخيرة بينما كان الجو عاصفاً تراجع كاريج عن تقبيلها و قال ممتعضاً :"ليلة سعيدة " تضاحكت شارلوت و هو يدلك ضلوعه من ضغط ذراع المحرك له , قالت له شارلوت :"يمكنك الدخول إلى الصالون الكبير "
رد عليها بصراحة جارحة :"ربما تطلبين من دخول المنزل , هل هذا من تقاليد هذه المنطقة الريفية, أن تخرج الفتاة فترات طويلة قبل تطلب من الشاب الدخول لمنزلها؟"
تضايقت شارلوت و وجهها تعلوه عواطف عدائية , و لم يظهرها الضوء الخافت داخل السيارة لكنها أدركت على الفور أنه ليس عدلاً أن تعامله هكذا. فهى لن تحتفظ به بعيداً عن والدها للأبد , و الجو بارد جداً , لذا دخلوا المنزل ليجدا هارتفورد بيج فى سيره , و الحجرة خالية لهم. وضعوا المزيد من الخشب الجاف فى المدفأة حتى طقطقت و أرتفعت ألسنة اللهب , ثم مددوا أريكة و بسطوها و أخفضوا الأضواء و ظلوا معاً حتى الواحدة صباحاً عندما سحب كاريج نفسه بتردد ليعود إلى لندن .
من هذه الليلة بدأ كاريج يحضر إلى المنزل ليودعها , دائماً كان يجد والدها داخل حجرته أو مكتبه لكن ذات مساء , فى غضون أسابيع قليلة , كان قد ترك كتاباً فى حجرة الجلوس و عاد ليحمله معه و وجدهما هناك .
منتديات ليلاســ