المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
أبداً لم يزعج هارتفورد بيج نفسه للخروج لمقابلة أصدقاء شارلوت , و قررت هى ألا تخبره بلقاءها بـ كاريج , عندما يحين يوم السبت ستستعد مبكراً و تجلس عند البوابة المؤدية للمنطقة , عند وصوله, كان يقود سيارة جميلة داكنة زرقاء تشبهه , هكذا فكرت شارلوت بينما يخرج هو من السيارة و يتجه ناحيتها , نحيف , قوى , مظهره مريح , مرتدياً بدلة داكنة اللون , جيدة , جيدة التفصيل , هددتها عاطفتها بإجتياحها , لذا حاولت إخفاءها بقولها ممازحة :" المهندس المعمارى يجب أن يكون فى صعود دائم !."
ضحك قائلاً :" هكذا فى الغالب " و خطا نحوها متطلعاً وجهها للحظة طويلة , ثم تنهد و هز رأسه . قالت :" ما هذا ؟ هل هناك شئ فى وجهى ؟"
أجاب :" نعم , كنت أقول لنفسى دائماً أنك لن تكونى جميلة كما تخيلت , لكنك أصبحت أجمل جداً." و طوق خصرها بذراعيه و انحنى ليقبلها .
قاومته شارلوت لحظات , و وجدت ان قبلته ليست كمعظم الرجال , فلقد كانت قبلته ليست أنعم و لا أرق قبلة , و لا تلك القبلة الآلية التى تتلاشى كعادم السيارة , بل كانت قبلة دافئة ولهانة جعلتها تعرف أنه يرغبها و لا يطلب منها شيئاً , قبلة تمنح , تستكشف , تتذوق , تثير , لم تكن قبلة طويلة , كما هى القبلات , لكن عندما رفع رأسه شعرت شارلوت و كأنها قد عادت من رحلة استكشاف طويلة , و تنهدت بسعادة غامرة .
ضحكت بأنفاس لاهثة , و وضعت يدها فى يده :"لقد قابلت حصانك , الآن قدمنى لسيارتك."
فعل ذلك بلمسة أفتخار مشيراً إلى كل أجزاء السيارة واصفاً طريقة عملها , هم يركبان لينطلقوا , و كانت قيادته للسيارة جيدة سريعة و سلسة بدون حيلة الأحتكاك الصارخة عند المنحنيات للإستعراض . كما واجهت ذلك مرتين مع رجلين كانا يفخران بأنهما سائقان فى غاية المهارة .
عندئذ فكرت أن كاريج ليس بحاجة إلى الإستعراض و لا إجتذاب النساء , ربما الأصح أن النساء تحتاج إجتذابه . هذا ما جعلها تتساءل لماذا طلب منها الخروج معه , هل بسبب وضعها الحالى أم لأنه مدفوع لأكتشاف هل ما زالت تحبه ؟
بعد لحظة قالت :" أنت تقود جيداً و تركب الخيل جيداً , هل أنت مهندس معمارى ناجح أيضاً؟"
ألقى عليها نظرة سريعة قبل أن ينظر أمامه على الطريق :"يا له من سؤال ؟ كيف سأحاول الإجابة عليه , لا شئ غير أننى أتعلم طيلة الوقت , كل تخطيط أرسمه مختلف عن الآخر و ينبغى أرضاء كثيرين ....مؤسسات....إقتصادين , رجال الحفاظ على البيئة " هز كتفيه :" أحياناً لا يمكننى الفوز , الأسوأ , أننى أعرف من البداية ما قد يحدث , و هو أمر محبط , لكن كل مرة تسير الأمور بنجاح و أبنى شيئاً له قيمة لفترة لفترة لأنك عندما تحصلين على وظيفة حقيقية مشبعة تشعرين أنها تستحق كل شئ."
"مثل ركوب الخيل و بلانكو لتحقيق الفوز." قالتاه شارلوت بنعومة .
إبتسم كاريج , غالباً لنفسه , إنفرجت شفتاه :"نعم ....هذا و شئ أو اثنين آخرين."
لم تسأل شارلوت عنهما , لكنها فى الحقيقة لم تكن لديها رغبة , فلقد بدأت تدرك أن كاريج يكافح لتحقيق الكمال فى كل شئ يقوم به , حتى القبلة توضح أنه عاشق حقيقى , أيضاً . استغرقت فى أفكارها , و بدات بسرعة تتحدث عن أشياء أخرى , لكنها ظلت مهمومة بإن كان كاريج يعرف ما كانت تفكر فيه.
أمضت وقتاً رائعاً ممتعاً فى تلك الليلة , جلست مع كاريج فى مطعم تضيئه الشموع , أكلت طعاماً طيباً لكنها لم تهتم بما تأكل , بل تتحدث حديثاً شيقاً , أو تنصت بإهتمام مسندة ذقنها على راحة يدها , بدأ و كأنها أصبح غارقاً فى حبها , جذبها للخارج و ضحك على نكاتها, و ناقش بعض الموضوعات معها , نسيت شارلوت وجود آخرين فى المكان , نسيت الوقت , نسيت حتى فيرتى التى إكتشفت كاريج أولاً . فعلاً , لم يرد ذكرها أبداً , جاء ذكر والدها مرة واحدة عندما قال كاريج أنه لم يلاحظ ظهور كتاب جديد له مؤخراً , و سأل عنه :" آه , هو بخير شكراً" تلعثمت :"حسناً فعلاً , لا, هو ليس بخير, لم يعد يركز فى كتاباته ما زال ينعزل بنفسه بعيداً فى دراسته كل يوم, لكنه يبدو أنه لن ينجز أى أنتاج....عندما أسأله عن كتاباته يهمهم عن (عثرة الكاتب)"
"منذ متى يحدث هذا ؟"تساءل كاريج
" منذ أعوام قليلة " أجابت
علق كاريج :" يا للعار , لابد أن ذلك يعقد الأمور معك ."
أجابت:" لا , ففى الواقع نحن لا نرىبعضنا كثيراً , أنا أخرج كثيراً , و إذا جاء معى أحدهرب هو لدراسته و أبحاثه ."
قال كاريج :"على ما يبدو أذكر أنه كان اجتماعياً جداً."
" نعم, اعتاد ذلك " اعترفت شارلوت :" لكنه تغيير."و لم تجد ضرورياً إخباره أن والدهاكان يستقبل أصدقاء فيرتى فقط و يرحب بهم , بينما يرى أن أصدقاء شارلوت عاديين جداً يفتقدون روح التسلية , لأنهم يعملون فى إدارة الأعمال و ليسوا مبدعين هم مبرمجى كمبيوتر , محاسبين ليس لديهم ما يهتم به , يصف النظر عن شخصياتهم.
" هل يعمل على تأليف كتاب الآن؟"
" آهـ , نعم, هو دائماً يعمل على كتاب جديد....يبدو أنه لن ينتهى منه . ربما قد إستنفذ كل مخزونه للكتابة."
غيرت شارلوت الموضوع بهدوء , ثم أخبرت كاريج بإستعارتها لحصان من سلاتر ...
ابتسم كاريج و هو ممسك بيدها تحت المائدة :"أقول لك ماذا , أتحبين الخروج معى للتريض بالحصان؟ لى صديق يدرب الخيول على سباق الحواجز , غالباً .أذهب عنده لمساعدته فى التدريب أنا واثق أنه سيجد حصاناً ملائماً لك , زوجته تركب الخيل , لذا يمكنك استعارة حصانها ."
تحمست شارلوت و لمعت عيناها :"أحب ذلك , هل يمكننا التجول حول الأسطبل ؟"
" آهـ , نعم , أنت تريدين مقابلة بلانكو ثانية , أليس كذلك؟"
أجابت :"ألست تحتفظ به هناك؟"
مال نحوها :"لو سألتينى بلطف , ربما أجاوب "
نظرت إليه ساخرة :"كيف بلطف ؟"
أجاب :"آهـ , بلطف , بلطف شديد."
قطبت جبينها :"ياهـ , فى هذه الحالة ..."
منتديات ليلاس
قال على الفور واضعاً راحة يده المفتوحة ناحيتها :"أستسلم , إن لم يستطيع بلانكو أغوائك , إذن فأنا فى معركة خاسرة ." و قبض على يدها بقوة و نظرت إليه بدفء :"هل تعرفين أن النمش يغطى أنفك؟"
أجابت :"طبعاً , يا لها من قسوة أن تذكرنى به !"
" لا تكونى حمقاء , هو جميل , سأحاول يوماً عدها "
ضحكت شارلوت :"ستقضى يوماً كاملاً."
" حسناً ." و ضاقت عيناه :"بعد ذلك أقبلها , أقبلها واحدة و احدة , و رفع حاجبيه , ولمعت عيناه برغبة :"هل تعتقدت أن ذلك سيستغرق الليلة كلها ؟"
لكنها رفضت الاستدراج و قالت بهدوء:" ظننت أنك أقعلت عن حب النمش , لكن يبدو أن النمش ألتصق بىّ , فى المدرسة إعتدت للذهاب إلى السرير و عى وجهى شرائح ليمون لأن شخصاً ما أخبرنى أنها تزيل النمش ."
تساءل :" وهل أفاد ذلك؟"
أجابت :" لا , لكننى كنت دائماً أشعر بالأنتعاش فى الصباح."
انفجر كاريج ضاحكاً , مما جعل المحيطين بهم يلتفتون و يحاصرونهم بنظراتهم .
تساءل :" و هل ما زالت تفعلين ذلك؟"
" ياهـ , لا , أقلعت عنه منذ أعوام , و اعتدت العيش بهذا النمش حتى الآن ."
" حسناً " قالها مبتسماً ابتسامة ساخرة محيرة غامضة :" شرائح الليمون شئ صغير لا يصلح ان يوضع على وجهك !"
حاولت التفكير فيما يقصده و قلبها تتسارع دقاته .
غادروا المطعم و مشوا لفترة فى هدوء الليل , ليل أبريل , و أحياناً إستغرقهم الصمت . بعد فترة بدأ الجو يبرد , أسرعوا خطاهم عائدين نحو السيارة , و وجدت شارلوت نفسها تسير ببطء , و كأنها لا تريد لليل أن ينقضى , رمقها كاريج بنظراته , ترك يدها ثم طوق خصرها بذراعيه و أحتضنها متسائلاً :"هل الجو بارد ؟"
" لا....ليس فعلاً."
قال :"أعتقدت أنك ترتعشين ."
قالت :"لا....أنا لم أرتعش."
طوق خصرها بذراعيه , مسح شعرها بشفتيه , شعرت شارلوت بتوهج رغبتها , تمنت أن يقبلها و يعانقها , ينبغى أن يكون كاريج قد شعر بها , بدا أنه فهم , لكنه لم يفعل شئ , حتى أوصلها إلى المنزل , و هبطوا من السيارة عند البوابة الموصلة إلى آبى , عندئذ اكتشفت مؤخراً أن هذا مجرد أول لقاء لهم , ينبغى عليها التماسك , و الاحتفاظ بمسافة بينها و بينه .
كان هذا سهلاً كفكرة , لكنه كان مستحيل التنفيذ . أخذ كاريج يدها , فتح الباب , بدأ يتمشى معها بمحاذاة الممر الرئيسى , بينما الظلال الطويلة للأشجار تنعكس على العشب.
" لا ينبغى أن تكمل الطريق معى حتى المنزل ." قالتها شارلوت بعصبية...
أجابها :"لا؟" و توقف , فكرة للحظة أنه سيعاتبها على كلمتها , مرت لحظة رهيبة , لكنه جذبها نحوه و أحتضنها :" هنا , إذن." قالها بنعومة قبلها .
كانت أكثر إحساسات خبرتها شارلوت , بدا كأن جسدها يذوب , ينصهر بنيران عارمة التى أشعلها فيها . لم يعد فى العالم سوى شفتاه و التصاق جسدها بجسده , لم يعد لديها قوة للمقاومة , فقط إندلاع نشوة الأشتياق مع كل دقة من دقات قلبها.
رفع رأسه فى النهاية , أمسكها بذراعيه , و وجهه فى شعرها , كان يشن لحظات للتحكم فى أنفاسها اللأهثة , لكن عندئذ هبط برأسه و أسندها على صدرها , يستشعر خفقات قلبها نظرت نحوه نظرة خاطفة , تحاول قراءة ملامح وجهه لكنه كان فى الظل , أبعد يده ليدفع شعرها برفق عن بشرتها المشتعلة ثم قبلها فى جبينها ثم مشى معها نحو المنزل .
شعرت شارلوت أنها غرقت أنها غرقت فى بحار حبه , فلقد ظل حبه فى مكنونات قلبها كل تلك الأعوام عندما ظهر من جديد , أكثر أكتمالاً و نضجاً و جاذبية تلاشى كل التردد و التمنع الذى شعرت به خصوصاً بعد الطريقة التى أختارها بها - حتى قبل أن يعرف من تكون هى - بإعتبار الماضى و العواطف التى أثارها بداخلها الآن , لم يعد لديها أى رغبة فى الإمتناع عن فعل أى شئ يتمناه منها .
ما زالت منجذبة إليه و هم يبتعدون عن الأشجار إلى منطقة فضاء فى مواجهة الكوبرى . إنحنى كاريج ليقبلها ثانية و هم يمشون , تدريجياً تباطأت الخطى حتى وقفا متعانقين .
"متى يمكننى رؤيتك ثانية ؟" ألح بتودد و فمه يستكشف عنقها
" حسناً , لا أعرف , أنا ....."
قال هو بحرارة :" غداً , و بعد غداً , و بعد بعد غداً , قولى نعم شارلى , من فضلك قولى نعم!"
إهتز صوتها و قالت :"حسناً , غداً " إحتضنها بقوة ألمتها , جذبها عبر الكوبرى فى ظلال باب المنزل ثم قبلها قبلة طويلة قبل أن ينسلخ عنها .
" إلى الغد , إذن " قالها مداعباً :"سأحضر لآخذك فى العاشرة و النصف ."
" نعم, هو كذلك." تابعته حتى الكوبرى ثم نادت :"كــاريـــج "
أجاب :" نـــعـــم !" إلتفت ناظراً نحوها بقامته الطويلة , و صورته التى تسلب القلب فى ضوء القمر الفضى
أجابته بصوت خافت :"أنتبه جيداً."
بينما كانت دقات قلبها تتسارع لإيجاد كلمات أخرى , فأكد لها :" دائماً منتبه " ثم ألتفت و اسرع نحو سيارته , بمرح و استمتاع و خفة الشباب و إكتمال مظهر القوة .
ظلت تتابعه بعينيها حتىلم تعد أذنيها تسمع صوت محرك سيارته الذى يتردد فى سكون الليل , لكنها ظلت واقفة , استندت على الكوبرى تتطلع بأس و كدر نحو أفق المستقبل المأمول , فلم تجد سوى الشعاع الذهبى للسعادة و الحب .
نهاية الفصل الثانى
قراءة ممتعة
|