المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
لكن ربما لم يفت الآوان , مرة ثانية جاءتها الفكرة , صغيرة و عابرة , أمل طفيف , لو ان كاريج يستطيع أن يكون غيوراً هكذا , ألا يعنى أنه ما زال هناك فرصة؟ لو أن الوسيلة التى فشلت فى إقناعه , جعلته غاضباً , و لا يهتم كثيراً , لو أمكن جعله يصدق الحقيقة فى موضوع مايك , إستمرت شارلوت فى التحليق فى الفضاء , عندئذٍ وصلت لقرار , عادت مسرعة إلى المنزل .
التليفون إختراع عظيم مدهش , بالنسبة لـ شارلوت فى هذا اليوم عمل المعجزات . قامت بعمل عدة مكالمات , فى المساء أغلقت المنزل و ضعت حقيبة فى سيارتها و قادتها بعيداً , يحدوها أمل ضئيل نما و ترعرع فى قلبها .
ما زال الضباب فى الصباح الباكر زاحفاً على الأرض عندما كانت الخيول تخرج من الأسطبل إلى تلال بركشاير.
وقفت شارلوت بجوار السيارة بالقرب من مضمار السبق , بيدها منظار مصوب ناحية المتسابقين مالت إلى الأمام باحثة عن وجه مألوف, غرتجفت ثم هدأت عندما ظهر كاريج أمام ناظريها . كان بعيداً جداً , عندما أسرع بالحصان عائداً تجاه الأسطبل , كان مختفياً وسط طبور المتسابقين لذا لم تلمح أى لمحة عن حالته العصبية , بمقدورها فقط أن تتمنى ألا يزال غاضباً لدرجة تجاهلها .
إستدار طابور المتسابقين ناحية المضمار , بدأ أولهم يعبر أمامها , قذفت بالمنظار داخل المقعد الخلفى للسيارة , خطت متقدمة حيث يمكنها الرؤية بسهولة.
بدأ حصان كاريج فى التراجع بعصبية مندهش بجذبه اللجام فجأة , تمالك كاريج نفسه بسرعة و قاد الحصان للخط الخلفى و عيناه على وجهها , مأخوذاً مندهشاً , تقدم الحصان , للحظة رهيبة إعتقدت شار لوت أنه سيتجاهلها , رفعت يدها نصف رفعة , عندئذٍ جذب اللجام و قال بغلظة :"ماذا تريدين؟"
" أن أتحدث معك لو سمحت"
تلكأ و تجهم وجهه ثم ترجل عن الحصان و أعطى اللجام لزميله , بعد كلمة مختصرة معه, خلع قبعته و أنتظر حتى ذهب المتسابقون ثم مشى ببطء ناحيتها , كان مرتدياً بنطلون ركوب الخيل و سويتر سميك , لون الغضب يلوح وجهه , جاء و وقف بعيداً عنها , لم يقل شيئاً تاركاً البداية لها.
"أنا أعتقدت أننى سأجدك هنا"
"أجاب :"لكى....؟" و لسعتها الكلمة .
لقد جاءت هنا مستعدة للخضوع و للإعتذار المهين , تستعطفه إذا كان هناك ما يمكنها الحصول عليه, لكن لهجته جعلتها ترفع هامتها :"جئت هنا , لأقول أننى أحبك , أعرف أننى كنت حمقاء , آسفة , أعرف , كان يجب أن أثق بك لكن لم أفعل , أنت تعلم الأسباب و لن أقدم تبريرات . إنها حدثت" توقفت , صدرها يعلو و يهبط لوجودها فى هذا الجحيم الذى لم تتخيله .
"لكى ؟!" قالها كاريج مستهتراً .
"ياه , بحق السماء , توقف عن قول (لكى؟) مثل صبى الكورسالذى يردد كلمة واحدة ! لكى أخبرك أننى جئت إليك لو كنت تريدنى , لكى أخبرك أننى أثق بك , بنفسى أطلب منك أن تثق بىّ ايضاً , لو أستطعت"
نظر كاريج إليها , وجههجامد لا يمكن قراءته صامتاً لفترة طويلة مما جعلها تلتفت بعيداً فى يأس بدأت تمشى متعثرة , عائدة إلى سيارتها .
"أنتظرى!"
منتديات ليلاس
إستعادها صوته بسرعة و إستدارت و موجة أمل تسرى فى قلبها , لكن وجهه ما زال جامد لا يلين
"ماذا تقصدين أنك تثقين بى و بنفسك؟"
" لقد غادرت المنزل , و إستعدت المهرة و أبعدت الحصان , إستقلت من عملى و وضعت كل الماضى خلفى لكى يمكن أن نبدأ من جديد من هذه اللحظة , ليس لىّ فى العالم شئ سواك"
إتسعت عيناه , فقد وجهه توتره :" هل هذا وعد؟"
أجابت :"أتمنى ذلك , أتمنى ان تعرف أنه لا شئ يهمنى إلا أنت , أتمنى ان تثق بىّ تماماً , أن تصدق أن لا شئ حدث بينى و بين مايك , هو كان مخموراً و قضى الليلة على الأريكة .... هذا كل شئ"
نظرت مستعطفة , عاجزة عن إخفاء مخاولفها من رفضه لها , حدق كاريج للحظة فيها ثم تنهد:"الأفضل أن نعود لشقتى و نتحدث عن ذلك "
تدفقت مشاعر مريحة عبر عروقها إبتسمت له:"لدى فكرة أفضل, لماذا لا نعود إلى مكانى؟"
نظر إليها متفحصاً :"مكانك؟ أظن أنك غادرت المنزل؟"
" لدى شقة" أخرجت سلسلة مفاتيح من جيبها و رمقته :"أعرف أنك قلت أنك تمنيت دائماً إمتلاك شاليه ...حسناً إستأجرت شاليه صغير و لطيف"
طفح زجهه بإبتسامة كبيرة و تقدم نحوها و طوق خصرها بيديه :"كم يبعد من هنا؟"
"دقيقتين بالسيارة"
" إذن ماذا تنتظرين ؟" إبتسم و عيناه غائمتان عندما قبلها .
طوقت شارلوت عنقه بذراعيها :"تصدقنى فى موضوع مايك؟"
رفع يده :"أعتقد أنى أصدقك دائماً, كانت مجرد غيرة ؟إجتاحتنى لفترة"
ضحكت ضحكة آسفة :"أعرف هذه المشاعر!"
نظرت فى الساعة , تدفقت الدموع من عينيها و قبلها كاريج بنهم و شراهة, شد ذراعيه حولها ليجعلها تعرف أن كل شئ يسير بسلام.
عندما أطلقها من ذراعيه , إبتسمت شارلوت إبتسامة غائمة و هو يضع ذراعه حول خصرها , و بدأوا التحرك ناحية السيارة عندما وصلوا قالت :"كاريج ! عندما نصل الشاليه....."
إلتفت ينظر إليها :"نعم؟"
" هل ستفعل, هل سنتحدث؟"
ضحك ضحكة مفعمة بالسعادة يـُستحب سماعها :"طبعاً , يجب أن نتحدث, لكن سنفعل الكثير . الكثير بعد ذلك . أولاً هناك قدر من الملاحقة و التلاقى يجب أن نقوم به" إحتضنها بعينيه :
"حبيبتى.... حبى الوحيد"
فى هذه اللحظة عرفت شارلوت أنه هو الرجل الوحيد , رجلها وحدها , رجلها بقية حياتهما معاً.
|