المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
أمطرت السماء طيلة اليوم التالى , لذا لم يكن هناك أى حديث عن النزهة , قضت فيرتى معظم اليوم فى إتصالات هاتفية مع أصدقاءها القدامى , بينما ساعد كاريج شارلوت فى تصنيف كتب أبيها و ترتيبها فى مجموعات , و تربيطها و تجهيزها لإرسالها إل سوق المزاد .
قالت فى محاولة لإظهار إيجابيتها :"اظن أن هناك كمية من الأثاث يمكن أن نرسلها إلى المزاد أيضاً."
"هذه فكرة طيبة " جاءت فيرتى و وقفت على باب الصالة, تبدو أنيقة جميلة فى بنطلونها القطيفة الأسود المخملى و بلوزة مجسمة :"شارلى يمكنها أن تضع نصيبها من إيراد بيع هذه الحاجات فى تطوير المنزل."
نظر كاريج إلى شارلوت , لكن عندما لم تتحدث قال :"ما تفعله شارلى بميرثها هو شأنها , كونها سمحت بإستخدام نصيبها فى المنزل هو ورطة كافية."
"حسناً , فهى لا تتوقع الحصول على المزيد من الأرباح مثلى ...أو مثلك , إلا فى حالة لو هى...."
وقفت شارلوت غاضبة :"ألديك مانع بالأ تتحدثى عنى كأننى لست هنا ؟ سأذهب لأجهز الغداء."
" لا تنشغلى بىّ , أنا مدعوة للغداء فى الخارج, صحفى من صحيفة محلية يريد كتابة موضوع عنى و إلتفتت فيرتى إلى كاريج :"أتوقع عودتك إلى لندن الليلة , أليس كذلك؟"
أومأ موافقاً
واصلت حديثها :"ياه , حسناً يمكننى التطفل عليك لتوصلنى فلقد حجز لىّ و كيلى لأظهر فى برنامج منوعات تليفزيونى مساء الغد , لذا سأبقى فى المدينة الليلة."
بعد مضى ساعة , حل موعد ذهاب فيرتى للغداء , و حضر الداعى ليأخذها , شاهدتها شارلوت و هى ذاهبة , جاء كاريج خلفها و هى تطل من نافذة , ووضع يده على كتفها , وهمس فى أذنها :"وحدنا , أخيراً."
إلتفتت إليه, و وضعت ذراعيها حول عنقه , قبلها كاريج , على الفور فقدت إحساسها بكل شئ عدا حبها له, توردت وجنتاها بفعل قوة الإشتياق , بمجرد أنأرخى يديه نظرت هى بعيداً , مقهورة بفعل عواطفها .
إنتظرت متلهفة ما سينطق به , لكنه نظر إلى وجنتيها المتوردتين :"لماذا لا نخرج لتناول الغداء؟" قالها متعجلاً.
إنقبضت شارلوت :"نعم, لم لا؟" وافقته بإبتهاج زائد :"سأستعد"
أسرعت تخرج من المكتب و هى تتعجل وصولها كل درجتين من السلم فى قفزة واحدة ,أغلقت الباب خلفها و هى غارقة فى خيبة رجائها .
عندما خرجتلتلحق بكاريج بعد عشرين دقيقة جاهدت لإخفاء مشاعرها , تضاحكت تتسلى بالحديث معه, وهم يتجهان إلى مطعم لتناول الغداء , نظر إليها مستحسناً و مشجعاً , سعيداً بإستعادتها تدفقها و حيويتها , كان قد أتصل ليحجز مائدة , و أخذوا كفايتهم من شرائح اللحم النادرة الجودة التى قطعها لهم الجرسون من قطعة كبيرة مشوية يحملها على طبق فضى .
"أنا سعيد بخروجك من المنزل " أبتسم كاريج نحوها :"بدأت تبدين أفضل."
أجابته :"ليس المنزل هو السبب , أنا أحب المنزل , يبدو خالياً بدون والدى و رينات"
أكمل هو :"و يبدو مزدحماً بوجود فيرتى" يجب أن تتعلمى الوقوف أمامها , أتعرفين لك مثل مالها من حق لتقررى ماذا يحدث فى المنزل" نظر إليها مستغرقاً :"أنت شخصية مختلفة, عندما تحضر هى تبدين فاقدة كل حيويتك و..." تردد باحثاً عن الكلمة الصحيحة ... فاقترحت شارلوت بإستهزاء "وحنكتك؟"و أكملت حديثها :"أخشى ألا اكون كذلك , ليس بالمقارنة مع فيرتى , على أى حال , أحاول أن أكون, لكن....."
أمسك كاريج بيدها :"فتاتى الغالية, ألا تعتقدى أننى أعرف؟ فيرتى ولدت محتكة , أنت أكثر صراحة وتلقائية و أكثر حساسية , أفهم أنك نسمة لطيفة هادئة مقارنة بعواطفها الجامحة"
أنصتت شارلوت لرأيه فيها بعاطفة مزدوجة , لطيف أن يصفها بالتلقائية و الحساسية لكنها تريد التأثير عليه أكثر من النسمة الرقيقة فجأة تلاشت شهيتها و أزاحت الطبق :"أيجب أن تتحدث عن فيرتى؟" قالتها بضيق حتى عندم تكون بعيداً عنها لا يمكنك الكف عن الحديث عنها صرخ قلبها , فكر فىّ أنا , يمكن أن نعود معاً, متلاصقين كما تعودنا, بدلاً من الجلوس هنا لنتناقش حول فيرتى , هى دائماً و لست أنا !!
نظر كاريج مندهشاً :"فقط بسبب التأثير تبدو وكأنها تختال عليك , لماذا تكرها بعضكما هكذا؟"
أجابت بإختصار :"هى أختى , هل ....هل ستأخذها معك إلى لندن؟"
" الآن , من الذى يتحدث عنها ؟ نعم أعتقد هذا , سيبدو غريباً جداً , ألا أفعل , أليس كذلك ؟مع ذلك سأوصلها للفندق فقط , إذا كان هذا يشغلك؟"قالها بإختصار , مسج جبينها براحة يده و مسحت نظرة غائمة من عينيها و قال :"هلستعودين للعمل الأسبوع القادم؟"
" نعم , أخذت إجازة طويلة نوعاً ما ."
" مازالت لا أقبل فكرة وجودك وحيدة فى هذا المنزل الكبير , ألا يمكنك إغلاقه و الذهاب للإقامة مع صديقة ؟ أو تجعلين صديقة تقيم معك؟"
" ربما , سأرى ما يمكن عمله " ترددت بصوت متحفظ :"لطيفمنك أن....أن تقلق بشأنى هز كاريج رأسه ممتناً لشكرها , و نظرت هى إليه بآسة , مشغورة , كما طالت فترة إبتعادها عنه , منذ سقط أبوها مريضاً , فى هذه الفترة يبدو و كأنهما يزدادان تباعداً , و ليس بإمكانهما وقفة . عندما إقترح الخروج إلى الغداء , كان بمقدورها أن تقول لا , دعنا نبقى , حيث سيقضيان الساعات و يستعيدان تقاربهما , لكن كيف تقدر على ذلك بينما يبدى عدم إهتمامه ؟ بعدئذٍ من سيلاحظ نسمة لطيفة بينما تهب العاصفة؟ فكرت بمرارة و هى تسترجع كل ذلك!!
" تبدين حزينة ثانية " عنقها كاريج :"ماذا تريد فعله بعد الظهر ؟"
إفتعلت ضحكة :"مازال المطر يهطل , امسية صيفية إنجليزية عظيمة , حتى يوم الأحد أيضاً ينزل المطر, ليس أمامنا خيارات كثيرة"
"لا." رفع حاجبيه " سينما؟"
أجابت :"وهو كذلك....سينما"
هكذا قضوا وقتهم فى السينما , يشاهدون قصة حب عصرية , مما جعل حلق شارلوت يجف من الإحباط , و تشعر بالخواء الداخلى . لم تستطيع النظر إلى كاريج, و لا أن تمسك بيده , حتى ذلك كانت تتشوق لفعله .
أستطاعت فقط الجلوس فى مقعدها و يداها تتلويان فى حجرها تحت معطفها .
عندما خرجا من السينما كان المطر ما زال يهطل و لم يكن امامهما شئ يفعلانه إلا العودة إلى منتديات ليلاس المنزل , و كان يراود شارلوت أمل ضعيف بالأ تكون فيرتى قد عادت للمنزل , حتى يقضيا بعض الوقت وحدهما , حتى هذا بدا ضئيلاً لا يكفى الأمل فيه الآن , فلقد كانت أختها فى المنزل فى حالة سيئة :"أين ذهبتما ؟ لقد حزمت حقائبى ومستعدة للرحيل منذ وقت طويل!"
أجابت شارلوت :"كنا نتناول الغداء فى الخارج و ذهبنا لمشاهدة فيلم."
قالت فيرتى عاتبة :"كان يجب أن تخبرونى , توقعت أن تكون هنا, يا إلهى , لا أستطيع الأنتظار لأعود للمدينة! يا كاريج أعمل معروف و أسرع , يجب أن أصل لندن بأسرع ما يمكن ."
لذا , لم يكن هناك وقت لأى شئ , فقط الأسراع , و تحية وداع , قبل كاريج شارلوت , و فيرتى تنتظره فى السيارة و قال :"سأتصل بك غداً , تذكرى ما قلته ....حاولى أن تجعلى أحد ما ينام معك الليلة , إذا أمكن , تصبحين على خير شارلى" تركزت عيناه على وجهها لحظة , إنحنى ليقبلها , إحتضن خصرها بين يديه , ضمها و قبلها على فمها كما لو كان يدفعها لتحديه , لكن , قبل أن تضع يداها حوله و ترد له قبلته , تركها متعجلاً مسرعاً ناحية السيارة.
شاهدتهما شارلوت يذهبان , أنصتت لضوضاء السيارة , تسرع بعيداً تترك خلفها صمتاص يتمدد ليشمل المستقبل , ببطء أغلقت الباب بالمزلاج , صعدت إلى غرفتها تستلقى وحيدة على فراشها ممتلئة بإحساس هائل بالفقد , تعذب نفسها بأفكارها فى فيرتى و كاريج وحدهما فى السيارة , و اللحظة التى تثق أن فيرتى ستثتمرها لصالحها.
أصدق كاريج وعده , أتصل بها فى الصباح الباكر لكنه كان متعجلاً , فى طريقه لتناول الغداء مع عميل له, كما قال , و لا يستطيع التحدث طويلاً . و لقد إتصل ليطمئن عليها و يخبرها أنه مضطر للذهاب إلى مانشستر ليومين , لذا لن يستطيع الأتصال بها .
فى المساء التالى كان على شارلوت أن تعمل لوقت متأخر فى إنجاز ركام الواجبات المنزلية المتراكمة عليها فى الخارج , إفتقدت مكالمة جاريج , جاء المساء التالى و هى عائدة من مشاهدة بينما توقفت رنين التليفون , لم يتصل فى الليلتين التاليتين ,دق التليفون مساء الجمعة , أسرعت لترد , كانت فيرتى تخبرها بحضورها بعد الغد.
ظلت شارلوت مشغولة بتصنيف أشياء أبيها و تحديد قطع الأثاث التى ترسلها للمزاد.
فى الصباح الباكريوم السبت حضرت سيارة نقل أرسلها السمسار لحمل الأشياء الجاهزة إستغرقت عملية النقل ساعتين , بينما تعبر العربة دهليز البوابة قابلتها سيارة تراجعت عبر الكوبرى لتفسح لها الطريق , و هى تقف على السلم إنتظرت شارلوت حتى تدخل السيارة الفناء و لم تندهش عندما وجدت كاريج و معه فيرتى.
" مرحباً" نزل من السيارة و أسرع نحوها , طويل جميل الطلعة مرتدياً بنطلون أسود من زى ركوب الخيل , سويتر أبيض , جاكيت خفيف كوفية حول عنقه :"هل أقام معك أحد؟ لم أستطيع الأتصال بك "
" لا, يجب أن نفتثد بعض."
وضع يداه على ذراعها و أنحنى ليقبلها لكن شارلوت أبعدت رأسها فلم يصل إلا إلى خديها , تصلبت يداه للحظة عندما نظرت إليه كان وجهه مغطى بقناع من التجهم.
" لقد أحضرنا شيئاً لنريه لك" قالتها فيرتى بمجرد دخولها المنزل :"لقد رسم كاريج رسومات المنزل , و أرسل نسخة لصديقه فى لجنة التخطيط المحلية , لن يمضى وقت طويل حتى نحصل على التصريح نبدأ."
قال كاريج :"الرسومات خاضعة لموافقتك شارلى , طبعاً" لكن رغم أنه أحتواها بعينيه إلا أن صوته كان جافاً متردداً.
خلال عشر دقايق راجعوا الرسومات و فيرتى تسيطر على دفة الحديث , لقد أدى كاريج مهمته بمهارة و ذكاء لدرجة أن شارلوت غير المتخصصة أدركت ذلك , فلقد أدمج الملامح المعماريةالغربية للمنزل فى إطار عملية التحويل , و أنجز رسومات تفصيلية لبعض الغرف , موضحاً وضعها الآن و خلال المراحل المختلفة للتطوير قالت شارلوت :"مؤكد أنك كرست وقتاً طويلاً لعمله"
أجابها هو :"أمضيت ليلتين فى الفندق لإنجازه , هل أنت راضية عن التخطيط؟"
" نعم....هى.....هى جيدة جداً"
إنضمت فيرتى :"أعلم إنك ستوافقين , لذا ذهبت إلى سمسار عقارى لأخذموافقته على الرسومات فهى توضحتفصيلياً كيف يتم التحصيل منمشترى الشقق."
قالت شارلوت :"أنت لا تضيعين وقتاً"
أجابت :"ما العيب فى ذلك؟ فقط عليك قرأتها بعد ذلك توقيعها نحن الثلاثة."
تناولت شارلوت ا لوثيقة و قالت :"ماذا عن كاريج؟ ألا تعتقدى بضرورة إستشارته أولاً؟ و قبل كل شئ...."
قاطعتها فيرتى :"قرأها كاريج فعلاً و فى الواقع درسناها معاً قبل الذهاب إلى السمسار" و أضافت بلهجة ساخرة :"ستجدينها عادلة جداً و تحتاط للمستقبل فى حالة تغير رأيط و تقرر الحصول على إحدى الشقق أصر كاريج ع لى ذلك. ى الواقع هو صمم على عدد من الأشياء لصالحك , لم أكن أشعر حقيقة...."
قاطعتها شارلوت :"أين أوقع؟"
لكنك لم تقرأيها بعد !"
أضاف كاريج صوته إلى فيرتى :"يجب أن تقرأيها شارلى , ربما تكون هى التصميمات التى تريديها "
" لا يهم " ألتقطت قلماً كان كاريج يستخدمه و وقعت بسرعة على الصفحة الأخيرة من الوثيقة.
" ها هى , الآن يمكننى التخلص من باقى الأثاث الأسبوع القادم و أغادر المنزل مع نهاية الأسبوع أظن هذا , فقط أريد ترك إسطبل الخيل حتى يمكن تدبر مكان آخر لها , أن لم تمانعى."
قالت فيرتى :"ياه, ا تكونى طفلة هكذا! لا أحد يدفعك للخروج من المنزل , ربما لأسابيع على أى حال , يمكنك الإنتقال لأحد الأجنحة أثناء تجديد المبنى الرئيسى , فى الواقع , ربما يكون مفيداً وجود شخص هنا للإطمئنان على أداء عمال البناء لعملهم كما ينبغى."
قالت شارلوت بمرارة :"اشكرك. لكننى فى الحقيقة لا أحب البقاء هنا كملاحظ عمال بدون اجر , و أنا أشاهد منزلى يتمزق , أفعلى عملك القذر بنفسك مرة واحدة يا فيرتى!" و خرجت من الغرفة , خداها يقدحان بالشرر . منتدات ليلاس بعد عشر دقائق جاء كاريج يبحث عنها وجدها جالسة فى حديقة المطبخ ظهرها مستند للحائطو الشمس تجفف دمعها على خدها , تطلعت عندما رأت إنعكاس ظله فوقها , أخفضت رأسها بسرعة.
جلس كاريج بجوارها على العشب و قال :"سأركب حصان فى سباق بعد ظهر اليوم, أتريدين المجئى لتشاهدى؟" هزت رأسها و حدق فى وجهها لحظة :"حاولت الأتصال بك لأخبرك عن الأتفاق و أسألك رأيك, لكننى لم أجدك , لذا رأيت الأفضل مراجعته مع فيرتى , وعدم تركها لرأيها تعمل وقفه ثم تطلب منه تغييره ."
"هل أستغرق مناقشته طويلاً؟"
تنهد ساخراً :"طويل جداً , لقد أصبحت فيرتى سيدة أعمال محنكة جداً."
" و أين جرت المناقشة ؟ فى غرفتها أم شقتك؟"
أحتج :"شارلى , أنا...."
هبت واقفة غاضبة :"هل ناقشتم أيامكم الخوالى , أيضاً ؟ أراهن أنكما فعلتما , أراهن أن فيرتى لم تدع فرصة كهذه تضيع منها!"
"شارلى بحق السماء!" وقف كاريج ممسكاً بذراعيها :"ما هذا ألم تنصتى لىّ؟ لست مهتماً بفيرتى ."
" لكنك رأيتها فى لندن . كم مرة ؟ أثنتين ؟ كثيراً؟ هل خرجت معها للغداء ؟" ظلصامتاً واقفاً زاماً شفتيه , قالت هى بمرارة :"لقد فعلت! ألم ترجع معها إلى غرفتها ؟ ماذا بعد؟"
فجأة هزها كاريج عاجزاً عن كبح غضبه:"لا, اللعنة , لم أفعل لأننى مهتم بك."
" لكن كانت أمامك الفرصة . هى أرادت ذلك , ألم ترد؟"
بدلاً من لهفته على الإنكار قال كاريج بغلظة:"أنت لا تفهمين ما تقولين" وصك أسنانه متمالكاً نفسه و قال بلطف زائد:"إنظرى يا شارلى , أنت مجهدة , لم تعودين كما كنت منذ مرض أبيك, هذا مفهوم لكن , ذلك الشئ الذى لديك عن فيرتى و عنى ...ألا تستطعين فهمانه يباعد بيننا؟ منذ جاءت فيرتى إلى هنا و انت تغيرت تماماً"
قالت :"للأنى أعرف انها دائماً تحصل على ما تريد و هى تريدك!."
"هذه حماقة , لقد أنتهينا منذ أعوام."
لكنها ستفعل , أعرف ذلك."
" لماذا؟ لماذا أنت واثقة هكذا؟"
"لأن...." إنتحب صوتها بالبكاء
" لأنك لىّ, وفيرتى دائماً تأخذ كل ما هو لىّ دائماً تأخذه."
نظر كاريج إليها مقطباً فى غضب:" وهل تظنين أننى لا رأى لىّ فى الموضوع؟"
" لا , " هزت رأسها بوقاحة:"قلت لك , فيرتى دائماً تحصل على ما تريد."
قال كاريج متجهماً :"حسناً , شكراً على صوت الثقة , أليس لديك إيمان بما أقول؟ أى ثقة بىّ؟ لأنك تفتقدين الثقة فى النفس , قد أخرج من هنا و لن أعود أبداً أترك فيرتى تجد شخصاً آخر يجددالمنزل , أليس هذا ما تريدينه يا شارلى؟ أليس كذلك؟"
كان قد أمسك بمعصميها و ضغط عليهما و هو يتحدث , اصابعه إنغرست فيها , تأوهت من الألم هزت رأسها ببطء :"لا....أنا....لا."
أرتخت أصابعه . لكنه قال بغلظة :"إذن و بالله عليكى أوقفى هذا , هل تفهمين, شارلى؟ يجب أن تتوقفى , لقد نفد صبرى عليك , لقد إحترمت حزنك أو ما أعتبرته حزناً ....لكن لا أستطيع تحمل غيرتكالحمقاء, خصوصاً عندما لا يوجدمطلقاً أى مبرر لها ."
ظلت صامتة , جسدها يرتعد و كاريج يطوق خصرها بيديه , يجذبها إليه و يقبل جبينها :"الآن" قالها بعنف :"لماذا لا تذهبين و تغيرين ملابسك , و نخرج إلى حلبة السباق ! يمكنك مشاهدتى فى السباق , بعد ذلك تنشرب زجاجة شمبانيا للأحتفال بأنتصارى , بعد ذلك نخرج لتناول العشاء "
"فقط نحن الإثنين؟"
منتديات ليلاس
أجابها :"نعم , نحن فقط."
" ماذا لو خسرت؟"
"عندئذٍ نشرب زجاجتين شمبانيا لأواسى نفسى."
قضوا وقتاً رائعاً , و شربوا زجاجة شمبانيا , فلقد فاز كاريج بسهولة , وقضوا وقتاً للترويح و التنفيس عن المخاوف و الشكوك , شعرت شارلوت بشعور رائعاً بقربها من كاريج و فى حلبة السباق , بعد ذلك فى المطعم على ضوء الشموع يتناولون العشاء , ظل هكذا , حتى أفسدت شارلوت كل شئ . إعتذر كاريج لأنه سيكون مشغولاً الإسبوع القادم و لن يستطيع المجئ لرؤيتها لذا قالت:"ألا أستطيع أن أراك فىلندن ذات مساء؟"
"حسناً سيكون أمامى الكثير أخشى ذلك"
تجهموجهها :"امامك الكثير؟ لكنك رتبت نفسك لتجد وقتاً أطول لترى فيرتى؟"
"يا إلهى !" و وقف و قال :"لنذهب."
جلسوا صامتين فى السيارة , فى طريقهم للمنزل , عنفت شارلوت نفسها و أرادت الإعتذار لكن ملامح وجهه كانت تشع غضباً , و خزلها قلبها , قالت لنفسها , عندما يقبلنى ليودعنى سأقول له .
لكن عندما ر جعوا إلى المنزل , كان الضوء مضاء فى حجرة الجلوس, سمعوا صوت التسجيل , عرفوا أن فيرتى بالمنزل, كانت مستلقية على الأريكة قدماها تستند على ذراع الأريكة الجانبى , مرتدية قميص نوم مفتوح حول الرقبة , يكشف صدرها و مطوى تحتها , كاشفاً عن ساقيها البضتان الملفوفتان فى جوارب سوداء , تظهر بياض بشرتها اللامعة , بيدها كأس بجوارها على الأرض زجاجة خمر فارغة , نظرت شارلوت مستغربة :"ألم تخرجى؟"
" نعم, اخذنى مدير محطة إذاعة محلية لتناول العشاء , لكننى وجدته ثقيل الظل مملاً جداً , لذا أدعيت الصداع."
ربتت بيدها على الأريكة :"تعالى هنا كاريج يا حبيبى , أخبرنى بكل شئ عن السباق , هات كأسك لنحتفل الليلة بها و نعيد الليالى الخوالى ."
حدق كاريج فى شارلوت و أرتخت شفتاه بإزدراء و ألتقط كأساً و جلس بجوار فيرتى , و عيناه ترمقان بتحدى صارخ :"لم لا؟" قالها بإختصار.
وقفت شارلوت لحظة , تحدق فيهم و هى غير واثقة بقدرتها على الحديث , عندئذٍ إلتفتت مسرعة إلى غرفتها .
بعد ذلك أدركت كم هى حمقاء , كيف تتيح لـ فيرتى فرصة كسبها ثانية , و بسهولة , لقد قال كاريج ضرورة أن تثق به, هى تريد أن تثق به أكثر من أى شئ , لكن هل يختبر ثقتها الآن , عندما أتاحت لأختها هذا النصر ؟ نظرت فى المرآة . ارتدت قميص نوم , فتحت النافذة , نظرت للخارج و هى تمشط شعرها , النجوم ساطعة فى السماء الصافية كبحيرة من الفضة , و البدر أكتمل يتلألأ بنور يسكب فى القلب توهجاً و شفافية , إمتلأ قلبها بلهفة و شوق , و رأت أن عليها الإعتراف لـ كاريج و الإعتذار له , الآن.
إرتدت الروب, هبطت إلىحجرةالجلوس , غير مبالية بسخرية فيرتى منها , لكنها وجدت الغرفة خالية و الجهاز يسمع نفسه , حملقت فى الغرفة بتركيز, اسرعت نحو الصالة الخارجية وجدت الباب مفتوح على مصراعيه , أسرعت , عبرت البوابة والكوبرى , تتماوج أطراف قميصها الأبيض الطويل و تبدو كانها روحعلوية تنعكس على مياه البركة .
ترامت أطلال الجدران المهدمة أمامها , أسرعت تجرى بينها , و لم يصدر عن قدميها العارية أى صوت و هى تخطو مسرعة فوق العشب , شاهدتهما , معاً تحت ضوء القمر , كاريج يحتضن فيرتى بين ذراعيه يحملها , عندما شاهدتهما , كانت فيرتى تطوق عنقه بذراعيها , يتبادلان القبلات , وضعت شارلوت يدها على فمها و هى تبكى ألماً و تقززاً , لكن كاريج سمعها , رفع رأسه , حدق فيها , توقعت أن يتحدث , لم يقل شيئاً ! فجأة إمتلأت شارلوت بالغضب العارم , و رغبة فى رد الصفعة له , لهذا الألم الفظيع الذى أغرق قلبها به.
صرخت :"خذها , إذن! أنت تحتفظ بواحدة أخرى , يا إلهى , آهـ , كم أكرهك !"
|