المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
إرتدت بنطلون جينز و سويتر و أتجهت لتهبط السلم , لكن فيرتى نادت عليها عبر الباب الذى تركته نصف مفتوح , و عندما سمعت وقع خطواتها فتحته على مصرعيه قائلة لها :"أدخلى هنا , اريد التحدث معك."
تنهدت شارلوت فهى مشغولة بـ كاريج :"الا يمكن تأجيل الأمر لما بعد الإفطار ؟ أنا......"
" لا....الآن." أولت فيرتى ظهرها لها و دخلت شارلوت خلفها لحجرة نومها , اتلحجرة التى صمم والدها على بقاءها دائماً جاهزة , فى إنتظار عودة فيرتى , و هى حجرة كبيرة , جيدة , لهانوافذ على جانبيها , تطل على المروج الخضراء فوق التلال و الحقول , لا يوجد بها شقوق لأن هارتفورد كان يكلف مهندس ديكور بالحضور كل ربيع لإعادة طلائها , لذا فهى دائماً نظيفة تنتظر أبنته الكبرى , التى لم تهتم بذلك حتى الآن تبدو غير مهتمة .
أبعدت شارلوت هذه الأفكار بعيداً , و رأت ان فيرتى لم ترتدى ملابسها , مازالت ترتدى روب من الحرير الأزرق الشفاف يتهدل و ينزلق فوق كتفها , رداء أحلام يجعل شارلوت تحسدها عليه , لم تكن فيرتى قد جهزت مكياجها , و لكنها تبدو شابة و جميلة بدونه . للحظة عاود شارلوت شعورها بكونها الأخت الساذجة و قالت بحدة :"ماذا تريدين ؟ لو كان بخصوص المنزل...."
أجابتها فيرتى :"تراهنى بحياتك الحلوة أن كاريج أخبرتى بما قلته الليلة الماضية , و لو كنت تريدين معركة إذن يا ملعونة , إدخليها خاسرة !"
" أهو أخبرك؟" شعرت شارلوت بطعنة غادرة.
" بالطبع ." نظرت فيرتى إليها غاضبة :"هل تظنين أنه إلى جانبك؟"
سخرت منها :"حسناً هو ليس معك, لقد وافقنى تماماً و يعتقد معى أنك غبية بلهاء عنيدة."
" هو لم يقل هذا, لا يمكنه ان يقول " إحتجت شارلوت و شحب وجهها.
" ياهـ , يا إلهى , شارلى ألا تكبرين ! أتظنين أن كاريج يستمتع بتسكعك خلفه مثل حمقاء صغيرة متدلهة ؟ أستطيع...."
"إصمتى ! دعى كاريج بعيداً عن هذا"
واصلت فيرتى:"سيكون أصعب كثيراً عندما يبدأ رسم خطط تحويل المنزل."
قالت شارلوت :"لم يقل أنه سيفعل, و أنا لم أقل أننى سأتركك تفعلين هذا"
قالت فيرتى و هى تنظر إليها بإحتقار :"ليس أمامك إختيار يمكننى بسهولة الذهاب للمحامى و طردك خارج المنزل , بالنسبة لـ كاريج , سيفعل كل ما أريده منه."
شهقت شارلوت مدركة خطر التحدى."أنت مخطئة , مخطئة جداً."
خطت فيرتى نحوها :"أنا مخطئة؟ لا تظنى أننى نسيت كيف حرضتى كاريج ضدى من قبل."
قاطعتها شارلوت :"لقد سمع عنك أشياء , أخبرنى بذلك."
حركت فيرتى يدها كأنها تذروا شيئاً فى الهواء :"هذه مجرد شائعات رخيصة حاقدة, لم يكن كاريج يصدقها أبداً , ما لم تقحمى حقدك , حسناً , سترين الآن , كيف تبدو تلك المكائد أتظنين أنه رجلك, أليس كذلك؟ لكنك ستكتشفى كم انت مخطئة , بمجرد إشارة من إصبعى الصغير سيأتى جرياً "
للحظة ملأ الخوف قلب شارلوت , ثم تذكرت كيف تحدثت عن ذلك مع كاريج :"لقد أصابه الملل والسأم منك, أخبرنى بذلك , قال أنك جعلته يشعر بالغثيان"
"آهـ, هل يقول هذا الآن ؟" و تجهم وجه فيرتى الجميل :"حسناً , ربما يدفع ثمن هذا أيضاً , لكن أولاً , سأعلمك درساً لن تنسيه طيلة حياتك."
ونظرت إليها بإحتقار :"أنت...تحتفظين بالرجل و قتما أريد؟ الفكرة مضحكة !"
وقفت شارلوت على أصابع قدميها و رفعت قامتها لأعلى , و أصبحت أطول من فيرتى و نظرت لها من أعلى و قالت :"أنا على علاقة حب مع كاريج و اعرف أنه مهتم بىّ."
وثبت فيرتى :"لكنه لم يصرح لك بحبه , هل فعل ؟"
ردت شارلوت :"حسناً , لكنه مؤكد لم يحبك , قال لىّ كل شئ"
سخرت فيرتى منها:"هل أمتعك هذا ؟ لن يحالفك الحظ , أتوقع هذا , ماذا قال لك؟"
أجابت شارلوت :"أنك لم تمثلى شيئاً بالنسبة له , لم يكن هناك شيئاً جاداً بينكما...."
توقفت شارلوت بينما فيرتى تقهقه و تقول :"هو قال لك هذا, يا إلهى مؤكد أنك لا تثقى فى نفسك , إذا تحاولين معرفة مدى علاقتنا !" إشتعل وجه شارلوت بالغضب فواصلت فيرتى :"قال لك اننا لم يكن بيننا شئ جاد , حسناً , كاريج دائماً كان مهذباً , مع ذلك لا يمكنه أن يقول أى شئ آخر , هل فعل ؟"
ردت شارلوت :"انت كاذبة! لم يكن حبيبك أبداً ."
ضحكت فيرتى ساخرة :"كم أنت ساذجة مغفلة , حتى الآن , الرجل يقول للمرأة ما تحب هى سماعه و واضح جداً إنك تتشوقين جداً لشئ يرفع معنوياتك الهابطة , طبعاً نحن كنا عشاقاً , لكن كاريج لم يستطيع تقبل فكرة كونى مع رجل آخر , كان غيوراً جداً"
منتديات ليلاس
" تعترفين أنك كنت مع رجل آخر إذن؟"
قالت فيرتى :"لا يهمنى أى رجل, لكن المهم هو كاريج , الآن سأسترده منك."
ردت شارلوت :"أنت مخطئة هو لا يريدك."
نظرت فيرتى ساخرة منها::"لا! إشبعى رغبتك منه يا أختى الصغيرة, لأنك لن تحتفظى به طويلاً , استغرب ماذا أعجبه فيك, ربما بدأ يواعدك لأنك أختى."
قالت شارلوت:"أوهـ , يا إلهى ! أسدتك نرجسيتك و غرورك!" و لم تعد تحمل المزيد , فخرجت جرياً من الغرفة.
توقفت لحظات أسفلالسلم محاولة كبح إنفعالها , لكنها مازالت تتشنج بالغضب , عندما دخلت منتديات ليلاس المطبخ وجدت كاريج هناك يعد الإفطار لنفسه .
"صباح الخير" و نظر إليها متملياً :"أجهز لنفسى بيض مسلوق , أتريدين؟"
" لا, لا شكراً , ليست جائعة."
"كيف حالك هذا الصباح ؟هل هل تشعرين بالراحة؟"
" ماذا ؟ آهـ, نعم أظن هذا."
ملأ كاريج قدحاً من القهوة و قدمه لها :"أشربى هذا , ستشعرين بالراحة"
تناولته و قال لها :"هكذا , مازلتما تتشاجان أنت و فيرتى على المنزل؟"
كان عقلها مشغولاً بما قالته فيرتى , و استدارت برأسها ناظرة إليه :" لماذا قلت لها هذا؟"
" حسناً بدأت المعركة فعلاً, أليس كذلك؟ سمعت صياحكما و أنا أهبط السلم."
إغتاظت شارلوت و هى تفكر كيف اصبح بهذه الخسة والنذالة , قبل كان كل شئ تمام.
الآن بدا حبها لـ كاريج رخيصاً فاسداً , مرتبكة سألته :"ألم تسمعنا؟"
أجاب :"لم أسمع الكثير , فقط ألتقطت كلاماً عاماً , كان صعباً الأنصات لكما."
"أنا آسفة"
وضع كاريج طبقين من البيض على خبز مقدد و جلس أمامها :"تناولى إفطارك."
" قلت لا أريد شيئاً."
" لكننى أظن أنك تريدين , لست طاهياً سيئاً."
ابتسمت مترددة و بدأت تأكل , على الفور شعرت بتحسن.
" تمام ؟"
أومات برأسها :"نعم , شكراً , أظن انى كنت جائعة."
أحضر المزيد من القهوة :"هل يستحق فعلاً الشجار عليه؟" سألها و عينيه على وجهها
للحظة لم تفكر إلا فى شجارها مع فيرتى بسببه ثم فهمت قصده:"آهـ , المنزل , لا , لا أظن أنه يساوى فعلاً."
" لكنك لا تقدرين ضرورة أن تسلك فيرتى طريقها الخاص , أليس كذلك؟"
أجابت :"لو أتفقت معك , فأننى أبدو و كأننى طفلة عنيدة لا ضرورة لعنادها"توقعت أن يقول شيئاً لكنه لم يفعل , قدحت عيناها بشرر الغضب نحوه:"أنت أخبرت فيرتى بما قلته لك الليلة الماضية."
" لم أقصد ذلك, هى أرادت أن تعرف ...الحت فهكذا قلت لها, أظن أنك قلت هذا الكلام فى لحظة غضب, وربما تغيرين رأيك عندما تهدأين و تفكرين على مهل , و قلت لها أن الحماقة مناقشة الأمر يوم الجنازة"
"حسناً , أشكرك على هذا على الأقل."
وقفت شارلوت و بدأت تتناول الأطباق و تذهب إلى المطبخ و قال لها معاتباً :"على الأقل؟"
ردت هى :""أحتزيت جانبها ,ألم تفعل ؟ لقد قلت الليلة الماضية أنك تعتقد أن تحويل المنزل ليس فكرة سيئة."
وقف كاريج :"حسناً, أليس المنزل سيباع , شارلى و تعرفين ذلك , و ليس أمامك سبيل للتعامل مع منزل بمثل هذا الحجم , حتى لو ساعدتك , فلن تشتريه أى أسرة , هو كبير جداً يلائم فقط فندق أو مدرسة , مؤكد إن أفضل حل هو تحويله إلى شقق؟ لعمل ذلك إما أن تبعوه رخيصاً أو يتم تطويره لتحصلوا على أرباح."
وقفت ملتفته نحوه و جسدها متوترة :"أنت تبسط الأمور لكن كل ما قلته حقيقة , أن أفعل ما تريده فيرتى , فى أى جانب تقف كاريج؟"
تنهد بنفاد صبر :"ليس فى الأمر طرفين أو جانبين , إنه مجرد إدراك وفهم عام, يا إلهى , حاولى النظر بموضوعية , لا تجعلى الأمر قضية شخصية مع فيرتى."
تساءلت غاضبة :"لماذا ينبغى أن تحصل على ما تريده ؟ لماذا لم تستطيع التفكير فيما أريد أنا."
كان كاريج على وشك الرد غاضباً , لكن فيرتى جاءت و دخلت المطبخ مبتسمة وهى تراهما غاضبين :"أف , عيب ! أتتشاجرون يا عشاق؟ ما سبب ذلك الآن , أنا مندهشة؟"
ابتعدت شارلوت عن نظراتها الساخرة و أدركت بغضب و يأس أن المناقشة مع كاريج لا تزيد عن كونها لعب مع فيرتى التى تحركها بيدها :"هل تريدين إفطاراً؟"
ردت فيرتى :"لا شكراً , فقط عصير برتقال , يا له من يوم جميل."
و اتجهت إلى النافذة :"نسيت جمال الصيف الإنجليزى" كانت مرتدية بنطلون جميل التفصيل و قميص حريرى تبدو أنيقة شعرها فى هالة ذهبية حول رأسها مبتسمة لـ كاريج :"دعنا نخرج نتمشى يا عزيزى؟ أريد سماع كل شئ فعلته و أنا مسافرة , و يمكننا مناقشة تحويل المنزل أيضاً."
حذرها كاريج :"لا تورطينى فى ذلك فيرتى."
"عزيزى , لن أفعل ذلك , واضح تماماً أنك تتفق معى" توقفت تاركة له فرصة التعليق , لكنه ظل صامتاً فأبتسمت إلى شارلوت التى ترقبها كابتسامة القطط و واصلت حديثها :"أخشى أننى لا أملك وقتاً كافياً و لا المال لأتفرغ لعواطف و حنين للماضى, لو أردت محاربتى على ذلك يا شارلى إذن لك الحق , طبعاً لكن سيكون تعطيل فقط لما هو حتمى و إسراف و تبذير للمال على أجور المحامين , سأستخدم ميراثى حتى و لو لم تفعلى , أنا واثقة تماماً أنه كان ما يريده أبى."
أضافتها فى لهجة مؤثرة كأنها تلفظ بها فى فيلم درجة ثانية
إعترضتها شارلوت:"كان يحب هذا المنزل كما أحبه أنا."
"لكن أبى رحل - و أنت وحيدة هنا " ضغطت على كلماتها كأنها تضع الملح على الجرح , و إلتفتت نحو كاريج :"عزيزتى , لماذا لا تحدثها؟ حاول أن تجعلها تفهم , أنا واثقة أنها ستنصت إليك."
رد كاريج:" تناقشت فعلاً معها و هى تعرف أرائى كمهندس معمارى , الآن الأمر بيدها تفكر فيه."
إكتسى وجه فيرتى بلمحة توقع ,و إلتفتت شارلوت ناحية كاريج , كان وجهه سلوكاً بارداً منطوياً , أدركت أنه غاضب لإقحامه فى عراكهما , فجأة إعترت شارلوت فكرة أن أمامها طريق واحد متاح لو أرادت الحفاظ على كاريج ليس فقط و بل برأيه الطيب فيها قالت :"كأمر واقع فلقد أتخذت رأيى كأمر واقع فلقد إتخذت رأيى و كنت سأقوله فى الصباح , لكنك كنت متلهفة لإمساك بخناقى , لم تدعى لىّ فرصة و لو أنتظرت بدلاً من الإسراع الليلة الماضية عندما ....."
اسرعت فيرتى :"وهو كذلك, وهو كذلك, دعى ثقتك بصحة و سلامة أرائك , إستمرى ماذا قررت؟"
أرغمت شارلوت نفسها على الهدوء المؤلم:"لن أوقف تحويلك للمنزل."
ضحكت فيرتى ضحكة منتصرة :"يا لحكمتك يا أختى الصغيرة , يالها من حكمة عميقة جداً."
لوت فمها بإستهزاء :"لكن الوقت متأخر و فات أوان الرتاجع , أخشى أن ذلك لن يغير شيئاً من الأمر الذى تحدثنا عنه صباحاً فهو ما زال قائماً "
حدقت شارلوت فيها صامتة للحظة و أنحنت بسرعة لتلتقط سلة التسوق :"ينبغى علىّ الذهاب إلى القرية لشراء بعض الحاجات" و فتحتت الباب و نظرت خلفها آملة أن يتبعها كاريج , بدأ يتبعها فعلاً , لكن فيرتى وضعت يدها فوق ذراعه و بدأت تتحدث معه, فتوقف و إلتفت نحوها .
أغلقت شارلوت الباب بعنف و أسرعت ناحية سيارتها و ابتعدت عن المنزل و ذهنها مشحون بالكراهية الأثيمة لأختها التى يجب أن تحبها , و كاريج؟ شعرت ناحيته بغضب و إستياء مشوب بحب و حنين يأس هى تحبه جداً , لو فقدته ستموت. لكن ليس ذلك لأنها أفسحت الطريق أمام فيرتى , حتى كانت أختها تعتقد هذا بل فعلت ذلك لأنه الصواب و لأنها كانت نصيحة كاريج و كل ما كانت تتمناه فيرتى فعلته لها حتى تعود إلى أمريكا , و تدعهم فى سلام
|