كاتب الموضوع :
آثَارْ !
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: رواية على كثر العيون اللي ضحكت لي ما بكت لي عين /بقلمي
السسسلام عليكم ورحمة الله وبركآته
شلونكن؟!
؛
عذراً عن التأخير حبيبآتي ..
و هذا هو الجُزء [12] بينزل اليوم
ومن اليوم ورآيح ما فيه وقت محدد لتنزيل الأجزاء
يعني في أي وقت أنط لكم بجزء ،وبهالفترة بنزل لكم أجزاااء دسسسمة !
عشان قرب دراستي
أستغفر الله
قراءة ممتعة
الجُزء [12]
في روسيآ ..
و في إحدى فنآدق العآصمة [موسكو] ،التي وصلت درجة حرآرتهآ 6 تحت الصفر
تكآد الجدرآن تتصدع من شدة البرودة القآرسة ..
ظًلمة مُعتمة تلف الجِنآح ..و حرارة المِدفأة ،لآ تفي بالغرض حقاً
فقد غلبت البرودة عليهآ ،وقد تسللت إلى جوآنب الغرفة ..
شدت عذوب من البطآنية عليهآ ،بقوة ..وأصآبع قدمهآ تكآد تتجمد ..تشعر ببرد كبير حقاً
تنآم معه بنفس السرير ،لم تستطع أن ترفض ذلك ..ففي ذلك الوقت ،كآن التعب قد أنهك جسدها الضعيف ،لآ ترى شيئاً سوى النوم فقط ..
وهو كذلك أيضاً ..
غطوآ في نوم عميق جداً ..لآ أحد يشعر بالآخر ..
كآنت السآعة تٌشير للسآدسة مساءاً ،وهم قد وصلوا موسكو في السآعة السآدسة صباحاً
إظطربت عينيه بهدوء ،تمدد قليلاً ..و ذرآت الإستيقآظ قد بدأت تُنبه دِمآغه
فتح عينيه ببطء ،يتأمل سقف الغُرفة ،إستوعب أخيراً ..أنه في روسيآ !
تنهد بعمق ،ثم إلتفت للجآنب الآخر من السرير ..لُيصآب جسده بلسعة مؤذية
كآن وجههآ الصآفي يُقآبله ..مُغلقة عينيهآ ..و أهدآبهآ قد صنعت ظل على خديهآ ..
شفتيهآ وردية غآمقة ،رغم ظًلمة الغرفة ..!
تأمل تفآصيل وجههآ بهدوء ..كآنت فآتنة ...!
فآتنة
شعر بوخز موجع في قلبه ..من هذا الجمآل الفآتن المؤذي ..
مد يديه بخفة ،لتستقر على خدهآ النآعم ..سرت رعشة بجسده ،من ملمس خدهآ
مرر يديه على ملآمحهآ بالكآمل ..إلى أن وصلت أنامله لشفتيهآ المُثيرة !
إبتعد بسرعة ، وتنهد بعمق كبير جداً
ثم هم وآقفاً من على سريره ..دخل سريعاً إلى دورة الميآة ،و إستحم بالميآة الدآفئة ..
"أوووف البرودة ما ترحم هِنا ،خل أجهز لها ماي دافي قبل تقوم ،لآ يصير لها شي بعد "
قآم بتجهيز ميآة دآفئة لهآ ،ثُم خرج والفوطة تلتف حول خصره لتصل لأسفل ركبتيه قليلاً
إقترب منهآ سريعاً ،يُريد أن يوقظهآ قبل أن تبرد الميآة
فيصل بخفوت :عذوب ..
:عذوب ،عذوب ..
إظطربت عينيهآ بإنزعآج ،لفت عليه ..وهي لآ تزآل غآئبة عن الوعي
فيصل بلع ريقة ،ليقول :عذوب ،إنهضي ..بسك نوم
تمتمت بخفوت :يـ يـ يبة ..
فيصل عقد حوآجبه ،ليقول :عذوب ،قومي يلا
عذوب بهذيآن :طـ طـآرق
فيصل إنقبض قلبه بقوة ،وهو يرآهآ تهذي بهذهِ الطريقة المؤلمة
لآ تزآل تعيش على ذكرآهم
في حلمها ويقضتهآ
قآل بهمس متوجع :عذوب حبيبتي ..إنهضي
عذوب عقدت حوآجبهآ بِحدة ،وهي تستنشق رآئحة بآردة ..
رآئحة جل شآور جميلة دغدغت أنفهآ ..
بدأت تستوعب قليلاً من حولهآ ؛
فتحت عينيهآ ببطء ..لتهم جآلسة بسرعة والحُمرة تعتلي وجنتيهآ
كآن قريب منهآ ،وهو عآري الصدر !
إبتعدت للخلف بخوف
فيصل عِندما رآقب خوفهآ ،وإبتعآدهآ ..قآل بإبتسآمة :صبآح الخير ،يلا قومي خذي لك شاور ..قبل الماي يبرد
ثم إبتعد عنهآ ،ليخرج له ملآبس يرتديهآ ..
بينمآ هي ..نبضآت قلبهآ لم تهدأ ،تنفست بصعوبة ..من شدة قربه هذا
تنهدت بعمق ،ثم همت وآقفة من على السرير ..أخرجت ملآبسهآ ..ثم دخلت إلى دورة الميآة ..
،
في غرفة سآرة ..
كآنت تتقلب على سريرهآ بملل كبير ،إلى الآن لم تُقآبل عُمر ..
و يبدو أن العزيمة قد طآلت مُدتهآ ، الآن ستقآم صلآة العصر !
رن هآتفهآ بنغمة رسآلة ..
إلتقطته ،لتفتح الرسآلة التي كآنت من عنود
"تخيلي وش قآعدة أسوي ؟ قآعدة أبخر زوجك !لإن بعد المغرب بيجي =) "
إبتسمت تلقائياً على لهفة عنود
كآنت تود أن ترد عليهآ ،لولا أن طرقآت مُتتآلية على البآب قد قطعت عليهآ
تركت هآتفهآ وتقدمت من الباب لتفتحه ..
فتحت البآب ،لتتفاجأ به يضمهآ ..قآلت بفرح :عمووووووور!
عُمر إبتعد عنها ،وقآل بإبتسآمة :كيفكِ ي الدبة ؟
سآرة والإبتسآمة الوآسعة ترتسم على ثغرهآ :الحمدلله تمام ،حمدلله ع سلآمتك شخبآرك إنت ؟
عُمر إقترب من سريرهآ ،وجلس عليه :الحمدلله من الله بخير
تقدمت إليه وجلست بجآنبه ،لتقول :ها كيف بريطانيا؟و وش سويت هِناك؟[بغمزة]أكيد شبكت كم وحدة شقرا
عُمر :فال الله ولآ فآلك ،وش أبي فيهن وعندنا مزايين هِنا
سآرة بشمآتة :مزآين قآل ،أي مزآين
عُمر بضحكة :وهذا إنتِ أكبر دليل
سآرة ترفع حآجب لتقول :تتمسخر !
عُمر قآل بإبتسآمة خبيثة :صح نسيت أبارك لك ..
سآرة إنصدمت ،من إن تكون وآلدتهآ قد أخبرته ..لتقول بحذر :على وشو؟
عمر بإبتسآمة وآسعة :على خطبتك !شوفي لما يجي أبوي يعلمك سوي نفسك ما تعرفي ..عشان ما يذبحني أبوي ،يمكن ما يبيني أنا أعلمك بالخطوبة ..
ثم هم وآقفاً ناسياً أن يخبرها من هو الخطيب ،ليقول وهو يخرج :يلا بروح أنام أنا ،تعبان حيل ..
خرج وأغلق البآب من خلفه ..
بينمآ هي لآ تزآل منصدمة !
مالذي يقصده عُمر ؟من هذا الخطيب الذي يقصده ؟!
"معقولة يكون نوآف ؟بس قبل شوي عنود تقول أنها قاعدة تبخره يعني هو في البيت اللحين ،ولآ كلم أبوي عن طريق التلفون؟ "
لآ تدري لمَ شعرت بألم غريب يجتآح قلبهآ
تشعر بأن هًناك شيئاً سيحدث ..
أغمضت عينيهآ بقوة ،ثم فتحتهآ بسرعة ..خرجت من غُرفتهآ متوجهة للصآلة ،ولم ترى أحداً فيهآ
الوآضح ،أن وآلديهآ الآن يغطون في نوم عميق ،بعد نهك هذهِ العزيمة
عآدت خطوآتهآ للخلف ،لتدخل لغرفتهآ مرة أخرى ..
؛
في فرنسآ ..
و في إحدى مُستشفيآتهآ ..
يجلسآن جنب إلى جنب ،ينتظرآن نتيجة الفحص ..يجلس أيوب وهآلة من الكآبة تحوط من حوله ،وهي هآلة من التفآؤل تحوط حولهآ ..
لآ تدري لمَ هي غير مُقتنعة بمآ قآله ..تشعر بأن هُنآك خطأ مآ ..
إلتفتت إليه ،كآن وجهه يعلوه الوجوم ،قآلت بإبتسآمة تشفي العليل :أيوب حبيبي ،لآ تكتئب كِذا ..إدعي أن النتيجة تكون مرضية لنا
أيوب تنهد بعمق ،ثم عدل جلسته ليقول :إن شاء الله ،الله يسمع مِنك
إبتسمت غآدة له بحب كبير جداً ..
و في دآخلهآ تدعي الله مراراً وتكراراً بأن تكون نتيجة الفحص عكس ما قالوا له ..
تدعو الله أن يفرج همهم ..تود أن تستمتع بحيآتهآ معه هو فقط !
لآ تستطيع رسم حيآة أخرى مع رجل آخر سوآه ..
إبن عمهآ ،زوجهآ،حبيبهآ ..وكل مآ تملك !
و قريباً ..أب أبنآئهآ ..!
نآدت المُمرضة بلغة مٌكسرة :آآآيووب
غآدة إنتفضت ،لتلف عليه بسرعة :إسمك !
أيوب هم وآقفاً :إيه ..يلآ تدخلين معي عند الدكتور ؟
غآدة بسرعة :أكيـد
إمتدت خطوآتهمآ نحو غرفة الدكتور ،وأيوب تنفسه قد ضآق عليه
لآ يود أن يسمع الخبر مرة أخرى ،يخشى أن ينهآر قلبه ..وجهه يعلوه القوة ،ولكن ما لآ ندري مابدآخله ..من هِشآشة ..!
فتح البآب ليدخلآ ويجلسآن على الكرسيآن اللذآن كآنآ بجآنب طآولة الدكتور
الدكتور بإبتسآمة بشوشة :مرحباً آيوب ..كيف حالك؟
أيوب توشح بالقوة :مرحباً ،بخير ..
الدكتور إلتفت لغآدة ليقول :أووه هل أنتِ زوجته ؟
غآدة رفعت رأسها بسرعة ،لتقول :أجل
الدكتور تنهد ،وجذب أورآق الفحص ..عدّل نظآرته الطبيّة ،ليقول :أنظر يا أيوب ..نتيجة الفحص جيدة جداً ،و ظهر لنآ بأنك لآ تُعآني من العقم ..فمالذي جعلك تدعي بأنك مُصآب بِه ؟
لحظة ..لحظة سكون ..مرت على أيوب ،
ترآقص فيهآ قلبه المُتألم ،ترآقص بفرح كبير جداً ..كم هآئل من السعآدة تملأه
تمتم بدآخله ،يحمد الله ..مراراً وتكراراً
إلتفت لغآدة ،التي إمتلأت عينآهآ بالدموع ..وضعت كفهآ على فخذه ،تُسآنده حتى في فرحته ..
قآل أيوب والإبتسآمة الوآسعة قد إرتسمت على شفتيه :حمداً لله ،حسناً ..سأخبرك الآن ،في الحقيقة أني في عُمآن قد فحصت وقد إعتدت على ذلك كل سنة ،بأن أقوم بفحوصآت شآملة ..لكنني فجعت عِندما أخبرني الطبيب بأني مُصآب بالعقم !
الدكتور بدهشة :مُصآب بالعقم ؟! مالذي دعآه أن يكذب هكذا ؟حتى المًمرضين عِندنآ يستطيعون فحص العقم !و يتأكدون منه ! أهذا حقاً طبيب ؟!لآ يعقل ..
أيوب بدأت الريبة تسري بدآخله ،ليقول بهدوء :هل يعقل بأنه كآذب ؟
الدكتور بإنفعآل :أجل ..قد كذب عليك ! الظآهر أنه يود تهديم حيآتك ..[بقوة] فلتنتقم مِنه
؛
في منزل عنود / أبو نوآف ..
كآنت في غرفتهآ تستكين ،
إعتلت طرقآت غآضبة على باب غُرفتهآ ،همت وآقفة بخوف ..لتفتح البآب
رأت وجهه الوآجم الغآضب لتقول بعدمآ بلعت ريقهآ :وش هنآك ؟
نوآف بغضب :الله يلعن السآعة اللي بغيت فيها صديقتك ..زين؟
عنود بعدم فهم :وش هناك ؟رفضوا أهلها!
نوآف بصوت مكتوم من الغضب :تفشلت قدام أبوها ،وطآح وجهي ..رآيح أنا وفي الآخر يقول لي أنهآ لولد عمهآ [بصوت أعلى] وهي ليش ما قالت لك أنها لولد عمهآ !
عنود بصدمة :لولد عمها؟
أردفت :مُستحيل ،هي أصلاً ما ذكرت لي أن ولد عمها يبيهآ والله
نوآف :أجل أبوها يكذب؟
عنود وهي تقترب من هآتفهآ المحمول :لحظة ..
أمسكت هآتفهآ ،ثم أرسلت رِسآلة سريعة لسآرة
عنود:ليه صار كِذا؟"فيس مقهور"
سآرة :خير وش صاير "فيس كسول"
عنود :ليه قلتوا إنك لولد عمك ؟؟
سآرة بصدمة :ولد عمي ؟أي ولد عم ؟
عنود بقهر :مدري ،بس نوآف لما رآح يخطبك من أبوك ..قال له أبوك أنك لولد عمك !!كيف كذا كذبتي عليّ؟
سآرة تُحآول أن تستوعب هذهِ الحروف التي أُرسلت
تشعر بطعم المرآرة في حلقهآ ؛مُر هو الإنهزآم أمامه !!
"يعني الكلب سوا اللي في راسه .."
رمت بهآتفهآ النقآل مُتجآهلة وجود عنود على الدردشة ..فتحت البآب بقوة لتخرج لوآلدهآ وتفهم الموضوع أكثر فأكثر
تشعر بأن العبرة تخنقهآ ،تود لو تخنقه بين يديهآ ..
لكن قبل أن تخرج ،فُتِح بآبهآ ..لتقف هي بخطوآت مُرتجفة ..
كآن وآلدهآ ،يدخل والإبتسآمة تعلو مُحيآه ..
أبو أيوب :يَ هلآ ببنيتي ..وش فيك يبة قآعدة بالغرفة بروحك ؟
سآرة بقهر :تعبآنة ،وأبي أريّح
بإبتسآمة :اجل لك خبر يخلي هالتعب يروح
سآرة بإقتضآب :وشو ؟!
أبو أيوب وهو يسحبهآ معه إلى الجلسة البسيطة التي كآنت أمام سريرهآ الوآسع المُتمآزجة ألوآنه بين البنفسجي والأبيض والرمآدي ..
أبو أيوب :من قدك ي بنيتي ؟خطبوك إثنين بنفس اليوم !
أغمضت عينيهآ بقهر ،عَلِمت الآن ..مآ قصده عُمر بقوله ..فرآس البغيض ..!
أردف هو بإبتسآمة :لكن الأولى للي خطب أول ،مو ؟
عِندمآ لم يجد ردهآ ،قآل وهو يفسر صمتهآ بسبب إحرآجهآ من هذا الموضوع :ولد عمِك فِرآس اليوم طلب إيدك ..
بسرعة ردت :مابيه
بدهشة :ليه؟
سآرة بقهر ممزوج بوجع :بس يبة ما أبيه ..
أبو أيوب بحزم :ما تبيه ؟ما يصير يا بنيتي ..النآس اللي قبل شوي جووني وطلبوآ إيدك قلت لهم إنك لولد عمك ..مآ يصير !
سآرة وقفت ،و جسدهآ يرتعش بالكآمل ..
لأول مرة تظهر ضعفهآ أمام وآلدهآ ..لطآلمآ بكت و إهتزت أمام وآلدتهآ فقط ..
قآلت بصوت مخنوق :يبة ما أبي فِراس ..!
أبو أيوب وقف أمامها ليقول :أعطيني سبب وآحد بس ،سبب يقنعني ليش رآفضتينه بهالطريقة الغريبة !وكأنه سوا لك شي !!!
بلعت ريقهآ لتقول :قلت لك ،ما أبية ،ما أبية كِذا مو غصب يبة والله مو غصب
أبو أيوب تنفس بصعوبة ،ليقول :أدري إنه مو غصب ولو مآ أعطيت ولد عمك كلمة ،وما جااو الناس اللي قبل شوي ..كآن بأسآندك برفضك ..بس خلآص ي حبيبتي اللي صار صار ..ولآ تحبين لأبوك الفشيلة ؟!و تطلعيني كذآب قدآم العرب !
لآ تزآل وآقفة ،لآ تدري من أي تلك القوة أتت وسآعدتهآ تظل وآقفة طوآل هذه المُدة ..
فعلاً ،إهتزت من الدآخل وبعنف أيضاً ..
لآ تُريد أن ترضخ له ..لإخر عُمرهآ ..لآخر نبض فيهآ ..لم تفكر بأنها ستكون لفرآس ..
قآلت وهي تشعر بألم حقيقي فعلاً ،تشعر بِه :خلآص يبة ،اللي تبيه واللي يريحك أنا رآضية بِه
ثم إلتفتت عنه تود أن تدخل إلى الحمآم ..لتفرغ هُنآك ما بدوآخلهآ
لولآ أنهآ شعرت بكفه تلتصق على كتفهآ ..لفهآ له ..ليقول بحنآن موجع :واللي يسلمك ي بنيتي لآ تسوين كِذا فيني ..لآ تخليني أندم بعدين ،أبيك تكوني رآضية عن هالخطوبة وعني ..مآ أبيك تشيلين عليّ ..
سآرة بسرعة سحبت كفه وقبلتهآ بعمق ،لتنفجر في بكآء عميق جداً على روحهآ المُثقلة بالشجن
قآلت بصوت بآكي :لآ يبة لآ تقول كِذا ،أنا رآضية عن كل شي ..بس أهم شي رضآك ي يبة
نزل لمستوآهآ ،وسحبهآ لصدره ..ليحتضنهآ
رغم شعورهآ بالحرج ،من حضنة ..إلآ أنهآ أكملت نوبة بكآؤهآ المقهور عليه
؛
في منزل أبو صآلح
و في جنآح صآلح تحديداً
آلآم فضيعة تشعر بهآ ،تهآوت على السرير وهي تشعر بأن تِلك الآلآم تُقطعهآ ..
تأوهت بألم وضغطت على بطنهآ بِقوة ..
في هذهِ اللحظة دخل عليهآ صآلح ؛ترك محفظته ومفآتيح سيآرته على الكآمدينة ،ثم إلتفت إليهآ ،وجدهآ مُنحنية والألم يرسم تفآصيله على ملآمحهآ ..
إقترب منهآ ليقول :وش فيك؟
ضغطت على شفتيهآ ،لِتقول :مدري بطني يعورني بقووة وأحس بدوخة وغثيآن !
إنتفض قلبه ،ليقول :تروحي المشفى ؟!
شوق وهي تستلقي على ظهرها :لأ مو لآزم ،يمكن الدورة قريبة !
صآلح إبتعد عَنهآ ،ليقول وهو يقترب من دولآب ملآبسه ..:أجل كلي لك بنادول ،وسوي لِك شي دافي
إبتسمت شوق :ما شاء الله حافظ !
صآلح :وتبيني ما أحفظ ؟كل شهر كِذا
شوق شعرت بوجع حقاً ،وجع كبير على قلبهآ ..سنة كآملة مُنذ زوآجهآ ،ولم تحمل إلى الآن
يتفطر قلبهآ لطفل صغير تضمه لصدرها ..
أردف صآلح :وين بِجآمتي ؟
شوق بخفوت :مجهزتنهآ لِك تلقآهآ قدآم الحمام على الطاولة
صآلح هَم وآقفاً ،ليذهب إستعداداً لحمآم مُنعش ..يزيل بهآ تعبه وإنهآكه ..
دخل إلى الحمآم ،بينمآ هي وضعت كفيهآ على بطنهآ ..لتنزل دمعة حآرة على خدهآ ..و تتغلغل بخصلآت شعرهآ ..ثم إلى الوسآدة ..تترك بقعة مآلحة كبيرة ..!
؛
في روسيآ ..و في موسكو تحديداً
السآعة تُشير إلى العآشرة مساءً ..
جلس هو في الصآلة ،وفتح له التِلفآز ..ليستقر على إحدى القنوآت التي تعرض إحدى البرآمج الوثآئقية عن الأمرآض النفسية ..
جذبه الموضوع ،وترك القنآة لُيشآهد الفيلم ..
بينمآ في المطبخ التحضيري ،بعدمآ ترك لهآ أكيآس العشآء التي جلبهآ قبل قليل ..
وزعت الفطآئر السآخنة ،على الصحون البلآستيكية المُتوآفرة حآلياً ..
أخذت الصحون ،وذهبت بِهآ إلى الصآلة ..وضعتهن على الطآولة التي كآنت أمام فيصل ..
و جلست بكنبة مُنفردة ..
فيصل ألقى نظرآته على الصحون ،ليقول :هذا كله ؟
عذوب :إيه .!
فيصل :كأنه جا شوية !
عذوب بخفوت :هذا كله ..
فيصل أخذ إحدى الفطآئر وإلتهمهآ ،ثم إلتفت إليهآ ليقول :هذا برنآمج عن الأمراض النفسية حلو تشوفية
عذوب رفعت أنظآرهآ نحو التلفآز الذي تلفه هآلة من النور ..بسبب ظُلمة المكآن ..
جذبت لهآ فطيرة ،و وضعت جُل إهتمآمهآ على التلفآز ..
تفطر قلبهآ ..وهي ترى حآلآت شبيهة بأبيهآ تُعرض في الفيلم ..
رآقبت تِلك الحآلآت المرضية ..لتتذكر وآلدهآ ،وحآلته تِلك اليوم !
عِندمآ إنقض على طآرق ،وإنتهت فعلته بقتله !!
شعرت بألم في قلبهآ ..نزلت دمعة مكلومة على خدهآ ،وهي فعلاً تشعر بشوق كبير لطآرق
اليوم شآهدته في منآمهآ ؛
تنهدت بعمق ،وهي تمنع دمعآتهآ من النزول..!
فيصل ألقى نظرة على صحنهآ ،لم يتحرك مِنه شيء ..إلتفت إليهآ بإستغرآب
ليرى عينيهآ تلمع ببريق موجع ..قآل وهو يعقد حوآجبه :وش فيك عذوب؟
عذوب إلتفتتت إليه بسرعة ،لتضع كفهآ على خدهآ تمسح دمعآتهآ ..قآلت :ما فيني شي !
فيصل بمعآرضة :إمبلآ فيك ..أجل ليه تبكين ؟
عذوب حبست عبرتهآ ،لِتقول بصوت مخنوق :ما أبكي والله ..
هم وآقفاً وإقترب منهآ ..ليجلس بالقرب مِنهآ ..قآل :قولي لي وش فيك؟تراني مو غريب عنك ..مشتآقة لأبوك ؟
عذوب عِندمآ رأته حنآنه البآذخ هذا ،ذكرهآ بحنآن طآرق
شعرت بِه ..إنه طآرق !
إنفجرت ببكآء موجع ،على قلبه ..إنقبض قلبه ،وهو يرآهآ تبكي بهذه الطريقة
مد يديه إليهآ ،ليضمهآ لصدره ..
قآل بخفوت :خلآص عذوب ما صار شي ..لآ تبكين
زآدت عذوب في بكآؤهآ ،وشهقآتهآ بدأت تتعآلى
قآلت بصوت مخنوق :أبي طآرق ...!
إنصدم فِعلاً ..فهي لآ تزآل تعيش على ذِكرآه ..
قآل بنبرة مُرتعشة :إعتبريني طآرق ،وما يسر خآطرك إلا الطيب ..بس لآ تبكين
مشآعر جيآشة ..تلفهآ ،إختنقت حد الوجع ..وجدت أخيراً ..من يوآسيهآ ،ويزيل الهم عنهآ!
؛
في صبآح يومِ جديد ..
إستيقظ فِرآس من نومه ،وهو يشعر بنشآط كبير جداً ..دخل إلى دورة الميآة ،وإستحم سريعاً
ثم خرج سآحباً معه مفآتيح سيآرته وهآتفه النقآل ..
خرج ليجد وآلدته تجلس في الصآلة وكالعآدة تُتآبع نشرة الأخبآر ،إقترب منهآ ليقول بإبتسآمة :صبآح الخير يالغالية
أم فيصل إلتفتت إليه لتقول بإبتسآمة مُمآثلة :صبآح النور ..طآلع؟
فِراس :إيه ،بطلع مع سالم ..
أم فيصل :طيب إفطر قبل
فِراس :لأ بنفطر أنا وياه في الطريق
أم فيصل :الله معك أجل ..
فِراس إقترب منهآ وجلس بجآنبهآ ،ليقول :ما بآركتي لي يمة !
أم فيصل إلتفتت إليه بهدوء ،لتقول :أبارك لك ؟على وشو؟
فِراس بدهشة :أبوي ما قال لِك؟
أم فيصل :لأ ..ما قال لي عن شي
فِراس بإبتسآمة :أمس خطبت سارة من عمي
أم فيصل بصدمة :خطبتهآ ؟
فِراس :إيه ،
أم فيصل صمتت قليلاً ،لتقول بهدوء :وأبوك وش قال؟
فِراس :ما قال شي ،موآفق الظآهر
أم فيصل بإبتسآمة :سويتهآ ها؟وأنا اللي كنت أبيها لفيصل؟
فِراس بضيق :وصآرت لي !
أم فيصل بمحبة :الله يوفقك وياها ويهنيك فيها
فِراس :آمين ،بس إنتِ يمة إدعي أنها توآفق
أم فيصل بضحكة :إن شاء الله ،توآفق ..بس عندي شرط
فِراس :وشو ؟إشرطي إنتِ وأنا موآفق
أم فيصل بهدوء :أبيكم تسكنوا هِنآ عندي ،كآفي فيصل وغآدة مو هِنا
فِراس بإبتسآمة :ولآ يهمك بسكن معِك ..
أم فيصل :الله يرضى عليك ..
فِراس جذب كفهآ وقبل ظآهره ،ثم هم وآقفاً ليقول :يلا يمة بروح أنا ..بخاطرك شي؟
أم فيصل :سلآمتك ..إنتبه على الطريق
فِراس :إن شاء الله ..
خرج من المنزل ومعنويآته لآ تزآل مُرتفعة لأقصى حد ،إبتسم بفرحة كبيرة ..!
صعد سيآرته وحرك مُتجهاً ..نحو المطعم الذي إتفق أن يلتقي فيه مع سآلم ،صديقه !
ركن سيآرته بموآقف المطعم ،ثم نزل مُتجهاً بدآخله ..
لم يكن مُزدِحماً ،بل قليل من النآس يقبعون حول طآولآت مُتفرقة عن بعضهآ ..
رآه يقبع حول إحدى الطآولآت ،و هو مُنشغل بهآتفه المحمول
إقترب مِنه والإبتسآمة تعلو مُحيآه ..
فِراس :صباح الخير يا رجل الأعمال ..
سالم رفع رأسه بسرعة ،لترتسم إبتسآمة سريعة على ثغره :صباح النور ..
فِراس سحب الكُرسي ليجلس أمامه ..قآل :أشوفك منشغل مرة ،والله من بعيد كأنك وآحد من رجال الأعمال
سآلم رفع حآجب :أشوفك مستهين فيني ؟ترا قريب بصير وآحد من رجال الأعمال الكبار
فرآس رفع رأسه بسخرية للأعلى ليقول :أرجوك أرجوك [رفع إصبعه نحو السقف]أخاف يطيح هذا
سآلم إبتسم بدآخله ،ثم سحب "المينيو" ،ليقول :يلا وش تبي ؟
فِراس عقد حوآجبه ،ليقول :يخي إنت جوعان ؟
سآلم :حتى لو مو جوعآن ،آكل غصبـ[ن] عليّ ،الفطور أهم وجبة في اليوم و أنت تدري أن لآزم يكون أكلنآ .........
فِراس قآطعه ،ليقول بضيق :خلآص سآلم ،ما أبي مُحآضرة من صباح الله خير
سآلم إستقرت أنظآره على إحدى الفطآئر :ذي شكلها مُشهية ..
فِراس وهو ينظر إلى أنامل سآلم الممسكة بالـ"مينيو"
قآل :أقول إطلب لي كآبتشينو و إي فطيرة بف باستري
سآلم :وأنا بطلب كِذا بعد ..
فِراس هم وآقفاً ليقول :أنا بروح الحمام اللحين !
سآلم بدهشة :وش شارب الصبح اليوم؟
فِراس :ما شارب شي ،بس بروح أغسل إيدي يا نقط نقط
سآلم :خخ يلا روح ..الله معِك
فِراس إبتعد عن طآولتهمآ ،ثم ذهب نآحية الحمآمآت ..فتح بآب الحمآم المُزدوج ..
لتُقآبله بابان ..وآحدة للنسآء والأخرى للرجآل
دخل حمام الرجآل ،و إتجه نآحية المغآسل ..غسل يديه ،ثم قآم بتعديل شعره الكثيف ..
خرج من الحمآم ،ليسمع شهقة فتآة ..
إلتفت بسرعة إليهآ ..ليجدهآ تنظر إليه بصدمة !!
إستغرب من نظرآتهآ ..لكنه خرج عنهآ ،وهو لآ يعلم من هي أصلاً
و لآ سر هذهِ الصرخة ..؟
لوى شفتيه بعدم إهتمآم ،ثم إستقرت قدميه أمام طآولتهمآ ..جلس أمامه ،ليقول :طلبت ؟
سآلم :إيه ..قبل شوي بس !
[إنتهى]
بحفظ الرحمن *
|