الجُزء [2]
بعد إنتهاء كلاً من
غادة وسارة من الشراء ،ذهبا إلى موآقف السيارات ،أدخلت غادة الأغراض ،ثم صعدت إلى سيارتها لتقوم بتشغيل المحرك ،لكنه فاجأها بأنه يشتغل بدايةً ثم ينغلق ..!!
غادة بخوف :يمممة السيارة ما تشتغل !!
سارة بخوف هي الأخرى :إحلفــي !!
غادة :والله ..
سارة :حاولي مرة ثانية تشغلينها
حاولت غادة مرة أخرى ولكن دون فائدة تُذكر ..
سارة :شوفي يمكن ما فيها ماء ..
غادة :لاء فيها ..توني مشيكتنها في البيت قبل أجي ..
غادة أمسكت بهاتفها النقال لتتصل على أحدِ من أخوانها ..لكن فوجئت بأن شحنه قد نفد !!
غادة والعبرة تخنقها :أووووف ..الشحن مخلص ..وش هاليوم المنحوس بس ؟الفستان ماني راضية فيه ،والسيارة تعطلت والتلفون مخلص شحنه ..
سارة بابتسامة مرحة :وش بش ؟ياخي خلينا نسوي مغامرة والله فلللة
غادة :ماني فاضية لمغامراتك ..!شوفي تلفونك واتصلي على أي زفت ..!!
سارة اتسعت محاجرها :كنت ناوية أتصل على أيوب ،بس ماهو زفت ..على مين أتصل اللحين ؟
غادة :ماني فاضية والله لك ..شوفي أي أحد ..
سارة أتصلت على والدها وكان هاتفه مشغول ..ولم يكن هناك أي خيار سوى [أيوب..]
سارة :غوييد ،عادي ايوب يجي ياخذنا ؟
غادة :سؤالش بايخ ..تدرين ؟
سارة بغمزة:يعني عادي ؟
غادة :ساروووة ،بطلب لي تاكسي ترا اللحين
سارة بضحكة :خلاص خلاص بتصل على أيوب لا تموتين علينا
اتصلت عليه ،ولم تمر خمس ثواني و قد رد عليها
أيوب :هلا
سارة :وينك فيه؟
أيوب :ويا ربعي ..ليش؟
سارة :أنا وغادة في مول [...] ،وتعطلت علينا سيارة غويد ..يعني تعال أفزع لنا
مجرد سماعه لإسمها ،شعر بلسعة كهربائية تسري بجسده :طيب ،اللحين جاي ..
سارة بخبث:طيب بسرعة ،لإن غادة ميتة خوف تعرف الدنيا ظلام ..و الجو حااار ..
دب الخوف فيه وهو يجري مسرعاً نحو سيارته :خلاص طيب خمس دقايق وأنا عندكم ..
وأغلق الخط ..
التفتت سارة لغادة ،لتجد محاجرها متسعة بصدمة تُضحك ..
غادة بشهقة :وججــع يوجعك قولي آمين ..!
سارة وقد انفجرت ضاحكة :يا فديت أخوي ما سمعتي صوته لما قلت له عنك ..كيف خايف عليك ..ولا انتي اصلا ما تستاهلي ..!ههههههههههه
غادة بإحراج :والله فشلة يا حمارة ،اللحين إذا جاء بيشوف ما فيني إلا العافية ..أووووف
سارة بغمزة :عادي عادي ،خلي نفسك تعبانة ..!
غادة :عينك ..
سارة وهي ترمش عيناها :حلوة صصح؟
غادة لم تُعِر لها بالاً،فقد أصبح كل تفكيرها يتمحور حول [أيوب] ،تشعر بإحراج كبيـــر ...!وسارة لم تقصر معها مطلقاً
غادة شهقت :ساروة ،تخيلي شاف الفساتين ،والله فشلة !!
سارة :يووه عاد غادة زودتيها ترا ..
غادة :ايه زودتها ..ترا مو حاسة فيني
سارة بغمزة: لهالدرجة تحبينه ؟!
ضربتها بخفة على كفيها :تتفنن بإحراجي ..ما شاء الله!!
سارة :هههههههههههه ..فديت المنحرج أنا ..
و من بعيد لمِحا ضوء سيارة مسرعة تتقدم نحوهم ..كان أيوب ،عرفهن من وقوفهن بجانب السيارة المتعطلة تلك ،وكيف لا يعرف سيارة مخطوبته | حبيبته ..!
أيوب نزل من سيارته ،اقترب منهن ،ووجهه يعلوه القلق :ها وش صار ؟
سارة :مافي شي الله يسلمك ،اللهم السيارة تعطلت مادري وش فيها!!
أيوب وهو يحاول إستراق النظر إليها :طيب اركبوا سيارتي اللحين وأنا أشوف وش فيها ..!!
تقدمت سارة نحو سيارة أيوب ،لكن بمجرد أنها خطت خطوة ،شعرت بـ[قرصة] عنيفة على فخذها لتصرخ :آآآآآآآآآخ
أيوب انفجع :وش هناك ؟
سارة بألم :مافيه شي [بهمس] وش فيك يالهبلة ؟
غادة :قبل يدخل سيارتي ،خلنا نطلع الفساتين ..لا يشوفهن
سارة ولا زال الألم مرسوم على ملامحها :متوحشة !!حشا مو إيد..!
غادة صعدت سيارة أيوب ،بينما سارة انعطفت نحو سيارة غادة ،وأخذت الفساتين و وضعتهن في سيارة أخيها .
أيوب صعد سيارة مخطوبته ،لتلفحه رائحة عطرها الزكية
ظل ساكناً ،يستنشق تلك الرائحة الموجعة له ،يريدها أن تتغلغل في شرايينه أكثر ..
شعر بسُكرة لذيذة ،لم يستطع أن يقاوم تلك الرائحة ..!
من سيارة أيوب ،فتحت غادة النافذة لتنظر إليه مغمض عينيه ولا يتحرك قالت لسارة :شوفي أخوك الخبل نايم بسيارتي !!
سارة التفتت لتراه :هههه،ما نايم يا حمارة ..قاعد يشوف العطل ..
في سيارة غادة ..
انتبه على نفسه ،واستيقظ من تلك الغيبوبة ..!ثم قام بعدة محاولات لتشغيل المحرك لكن من دون فائدة ..!لم يعرف سبب العطل ،وهو يود الخروج من السيارة ،لمح ورقة باللون البرتقالي ..إنتزعها وقرأ ما بداخلها ..
لتتسع محاجره بصدمــــــــــة مؤذية !!
في سيارة أيوب ..
كانت غادة تراقبه ،لكن عندما شاهدته يخرج من سيارتها ،أغلقت النافذة بسرعة ..صعد السيارة ،انتبهت غادة لملامحه التي يغلفها جمود مرعب !!
ماذا به؟!
سارة قالت :وش العطل اللي فيها ؟
أيوب :مدري ..!
سارة :عيل نخلي السيارة هنا لين بكرة ؟
أيوب :مدري ..!
سارة باستغراب :وش مدري و مدري ؟!وش فيك؟
أيوب بغضب:سارة انطمي ..واصلة معي ترا
سارة فضّلت الصمت ،فالخوف بدأ يتسرب بداخلها ..مابه هكذا تغير بثواني ؟!
بينما غادة ،كانت الأخرى في حالة إستغراب من تغير مزاجه هكذا فجأة ..!
توجه لمنزل عمه [أبو فيصل] ،نزلت هي بعدما أخذت فستانها ،ومن حُسن حظه أنها مرت بجانب نافذته ..
أسرع بفتح النافذة وقال وهو لا يراها بهمس :سلمي على أحمد ..!
ثم ذهب .....!
بينما ظلت غادة واقفة بمكانها ،لا تستطيع المشي فقدميها لا تنتشلانها من هول الصدمة !!
أحمد؟ من أحمد ؟؟!!
عصرت دماغها ،لتبحث عن هذا الأحمد !!لكنها لم تعرفه ..!
ماذا يقصد ؟!!!
دخلت إلى المنزل ،وكل ما بداخلها يرتعش ..إنه لا يحادثها كثيراً إلا السلام فقط ..لكن هذه المرة حادثها بطريقة بشعة ومؤلمة على قلبها ..!
لا تتحمل هذا منه ،إنه لا يستحقها ،فقد وهبته قلبها ،لماذا يرد لها هذه الإهانة !!
لم تعتد على هذه الإشارات والكلمات ولو كانت غير مباشرة ،فهي مدللة العائلة ..!!!
؛
في بيت أبو طارق ..
بعد موآفقة أخيها طارق بالذهاب إلى تلك العزيمة المدعوّه ،تجهزّت ..وأصبحت في أجمل حُلة ،لبست فستآن بسيط أزرق يصل لأسفل الركبة بدون أكمام ..ويتوسطه حزآم فضي ..
لبست عبائتها وخرجت ..
تشعر بالخوف ربمآ والأرتبآك ..لا تحب مثل هذه الجمعآت ..وخاصة أنها من جهة شوق التي لم تشعر عذوب بالارتياح ناحيتها ..!
لمحت طارق يتآبع نشرة الأخبار :طروق لا تنسى دوا أبوي ..
طارق :لا ماني ناسية ان شاء الله
ابتسمت :طيب أنا بروح اللحين
طآرق :الله معش ،اللي يسمعش يحسب أنش مسافرة ..وأنتي خطوتين ووصلتي بيت أبو صالح ..
ضحكت بنعومة :ههههه ...باي
وأغلقت الباب خلفهآ ..!
مثل ما قال طارق ..خطوتين بإتجاه اليسار ،و وصلت للمنزل
رنت الجرس ،ليخرج صالح بحرج :السلام عليكم
عذوب :وعليكم السلام ..
تنحى جانباً ليفسح لهآ طريق الدخول ..
صالح :وش أخبارش عذوب ؟
انصدمت ..كيف يعرف إسمي !أو كيف عرفني أساساً ..وأنا مغطية مُحّياي ..
:الحمدلله بخيـ...
بصوت غاضب من بعيد :يا هلا يا هلا
التفتت عذوب ناحية شوق ،لتتقدم لهآ :أهلين شوق ،أخبارش؟
شوق وهي ترسل تلك النظرآت التي أحرقت جسد عذوب :تمام ..تفضلي البيت بيتش
عذوب وهي تدخل :زاد فضلك
التقت بأم صالح وسلمت عليها وكان سلاماً حاراً كالعادة
دخلت عذوب مع شوق لغرفة الضيوف ..
لتتسع محاجر عذوب بالصدمة !!
لم تكن واحدة أو إثنتان ..بل في حدود الـ 12 ضيفة !!
عذوب سلمت عليهن ،ثم جلست في آخر كنبة
شوق بابتسامة خبيثة :عذوب مرة تأخرتي ..
توجهت جميع الأنظار ناحية عذوب التي خلعت عبائتهآ ،لم تستطع أي فتاة أن تجعل عيناها تنعطف عنهآ ..فكانت ذات جمالٍ فاتنٍ باذخ ..!
عذوب بابتسامة غرور ،وذلك بسبب تلك النظرآت المتوجهة إليها بإعجاب :أووه آسفة حبيبتي ..
شوق بحمق عليها ،لإنها سرقت جميع الأنظار عنها :هههههه عذوب ،سلامات حبيبتي ليه لابسة هالفستان ؟!
عذوب علمت أنها ستدخل بحرب معهـآ ،قالت بهدوء :مو قلتي سهرة بنات ؟وش تبيني ألبس بجامة ..!
الجميع شِهق من جرأتهآ ،لإن شوق كانت ترتدي "بجامة" ،عادية جداً ..!
شوق انحرجت فعلاً ..لكنهآ تغاظت عن ذلك بقول :تفضلوآ تفضلوآ البوفية جآهزة..
الجميع اتجه نحو المكآن المنشود ،وبدأ الجميـع بالأكـل ..
أَثَنى الجميـع عليهـآ ،تقدمت إحدى المدعوآت نحو عذوب ،وقآلت :كيف حالك ؟
عذوب تركت كوب الشاي لتقول :الحمدلله ،وانتِ؟
:تمام والله ،عادي أجلس جنبك؟
عذوب برحابة صدر :تفضلي ..
و أوسعت لهآ بجآنبهآ ..:انتِ اسمك عذوب صح؟
عذوب وارتاحت لهآ :أيه ..وانتِ؟
:إسمي وعد ..!
عذوب :عآشت الأسآمي والله
وعد بحرج :تسلمي
عذوب :تدرسين ؟
وعد :ايه ثاني جامعة ،وانتِ ؟ولا أقول خلني أتوقع ،اممم أولى جامعة ؟!
عذوب ابتسمت :هههههه ،بالله شكلي صغير يعني ؟
وعد :ايه مبين عليك
عذوب :من ذوقش ،أنا الله يسلمش ،لو كنت أدرس بثالث جامعة
وعد باستغراب :ما تدرسين ؟
عذوب :لاء ،بسبب الظروف ..
وعد :آهـآ ،طيب ما ودك تكملين اللحين ؟
عذوب :لا خلاص انسدت نفسي اصلاً عن الدرآسة ..
وعد :حرآم ..لا تضيعين مستقبلك ..
عذوب ابتسمت :لو كنت أبي ،كان بتشوفيني مرتزة في الجامعة حتى بالإجازة ،لكن كذا ما أحب الدرآسة ولا اللي يحبونها ..!!
وعد :هههههه،مثل أختي بالضبط ..
عذوب:صحيح ،أخوآتش هِنا ؟
وعد :لاء ،ترآ أنا جيت مع صديقتي ،يعني حتى شوق ما أعرفها بس كذا لقافة
عذوب :ههههه،نورتي ..طيب وش أسماء أخواتك؟
وعد :نحن خمس بنآت ،أنا وعد الثانية وأختي الأكبر عهد ،والثالثة ملاك والثنتين الأخيرآت توأم أميرة وسهى
عذوب :ما شاء الله ،الله يخليهم وبحفظهم لكم ..
وعد :آمين ..و أنتِ ،كم أخت معك ؟
عذوب :الله ما رزقني بأخوآت غير أخ واحد ،وأغناني عن الكـل
وعد :ما شاء الله ..!
تقدمت أخرى منهن :وعد ..! وجع وأنا قاعدة أدورك ..وأنتِ هنا مرتزة !!
وعد ابتسمت :تعالي تعرفت على صديقة ..
شهقت :خنتيني ما شاء الله بسرعة؟!
وعد :تعالي تعرفي عليها حبوبة مرة
اقتربت منهن لتقول:يا هلـآ بك
عذوب :أهليـن ..
وعد :إسمها فتون ،صديقتي الروح بالروح
؛
في مقر العمل ..
يجلس أيوب في مكتبه ،ولا تزآل تلك الحروف تقطعه أشلاء ..
لمَ؟
حسناً يا غادة ،ستعلمين من هو أيوب ..!
هذا ونحن لم نعقد قراننا ،وانتِ تبدأين بهذهِ الخيانة المؤذية !!
ترك قلمه بضيق ،ليقطع عليه دخول سكرتيره [حمد] ..
:طال عمرك في ضيف إسمه إبراهيم ،يقول أنه عنده موعد معك ..
باستغراب :إبراهيم؟؟ ..لحظة شوي
ألقى نظرة على موآعيد الضيوف ،ولكن لم يرى أحد بهذا الإسم ليقول :يمكن يقصد مكتب فيصل ولا فراس أو خالد ..!
:وأنا وش يدريني طيب ؟
رفع أيوب نظره إليه ليقول :عيد اللي قلته ..!
بأسلوب غير لَبِق:قلت وش يدريني فيه.!
أيوب :طيب تكلم بأسلوب محترم ،لا تخليني أوريك شي ما شفته بحياتك ..
ابتسم بخفة ،ثم قال :ودك شي؟
أيوب بنرفزة: وأنا أمرتك تطلع ؟
تقدم بكل جرأة نآحيته ،ليجلس على الكنبة ..ويضع قدمه اليمنى على اليسرى ..:يلا وش تبي فيني ؟
أيوب ثآر كل عصب فيه :وش هالأسلوب اللي نازل عليك اليوم؟
حمد :أنا ما غيرت أسلوبي يا سيد أيوب
أيوب بصوت عالٍ:طيب أطلع برا أشوف، انقلع..!
حمد بضحكة خبيثة ،خرج من المكتب ..
التقى بزميله ..:هذا الأيوب ،بيندم والله
باستغراب :وش فيه ؟
حمد يرفع حاجب :كذا ماني طايقة ..وأسلوبه زفت مع الموظفين اليوم
:ههههه،وش بتسوي له عشان يندم ؟
حمد بخبث :بتشوف ..
بخوف :يمممة ،شكلك ناوي عليه نية خطيرة
حمد :بس خلني أعرف إسم خطيبته ..والله أنه بيشوف شي عمره ما شافه ..!
يُتبع ()*