لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-07-13, 05:19 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2013
العضوية: 255457
المشاركات: 38
الجنس أنثى
معدل التقييم: آثَارْ ! عضو له عدد لاباس به من النقاطآثَارْ ! عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 133

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
آثَارْ ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : آثَارْ ! المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية على كثر العيون اللي ضحكت لي ما بكت لي عين /بقلمي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ô الَــــــــدانهَ ô مشاهدة المشاركة
   OoOooOoo




صبآحكَ مسـآئكَ رضىْ مَنْ ربّ العآلمين ..
يّ هلآ وغلآ فيك آثـــآرْ ..


البارتَات[ رائعَه ] بكِل ما تحملَ الكلمةَ مِن معنىْ ..
تألقتيَ في تسلل الأحداثُ ,,

وأنا متابعهُ لكِ من خلفِ الكواليسَ و رديت لعيونكَ رد سريع ,,

عذوبُ / فيصلَ ,,

الله يجمعَ بينهمً على خيرَ وأهم شي أم فيصل حبت عُذوب والله حزنتنيً الله يكون بعونهاَ ,, لكن آخر بارت كانت القفلهً قويهً والله يستر وش بيصيرَ بينهمَ في الحديقهَ !!!

ساره / فراسَ ,,

فديتهمً والله اكثر شخصين شخصيتهم حلوهَ ,, أما اللي سواه فراسَ شي ,, حبيته فراس ^_^


أيوب / غاده ,,

حِزنت على أيوب الله ينتقم من اللي كان السبب .. مابي حياتهمً تخرب أهو و غادهَ ما تستاهل غويدَ ,,


شوق / صالحَ ,,

مالت على شوق تقهرنيَ والله ,, الله يعين صالح عليهاَ ,,

وو بسَ ..




وباإنتظـــارَ البارتَ ..
وجعل آيدينك مآ تمسهآ آلنآر يَ رب . .
لآ خلآ ولآعـدم..


أتمنَى لكِ من القلب .. إبداعـــاً يصل بك إلى النجوم ,,
















OoOOoOo


مسآءك طيب بذكر الله أخيتي ..
يآ أهلين فيكِ ()*

فديتك والله ؛أسعدني توآجدكِ كثير
وعسى دوم أشوفكِ هِنآ يآ عسسل ^^

حبيت كل توقعآتكِ أو تحليلآتكِ للشخصيآت ..
والله فرحتيني كثير بوجودكِ يآ قمـر #!

لن يطول إنتظآرك إن شاء الله ..
آمين ،ويآك ي رب ..
منورة $$

 
 

 

عرض البوم صور آثَارْ !   رد مع اقتباس
قديم 29-07-13, 05:37 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2013
العضوية: 255457
المشاركات: 38
الجنس أنثى
معدل التقييم: آثَارْ ! عضو له عدد لاباس به من النقاطآثَارْ ! عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 133

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
آثَارْ ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : آثَارْ ! المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية على كثر العيون اللي ضحكت لي ما بكت لي عين /بقلمي

 

السسسلآم عليكم ورحمة الله وبركآته ..
شلونكن ؟!

؛

نزلت البآرت قبل الثلآثآء ،لعيون :ترانيم الصبا ؛الدانة،نجلآء الريم ..
+و لعيون الزوآر اللي دآيم آرآقبهم >>شرفونآ هِنا يآ حلوين ()
فديت قلبهن ..




الجُزء [8]



مسك الأول من طرف قميصه وسحبه بعنف ليزمجر غاضباً :وخر عنها يالكلب ..
عِندمآ رأته يقف بكآمل طوله ،لمحت الأمان في مُحياه
همت وآقفة و هي تستنجده بنظرآتهآ اللآمعة ..وقفت خلف ظهره
ليمد هو يده اليسرى ويضعهآ بجآنبهآ ..خشية إقترآب أحدِ منهم ..
واليد الأخرى إنقض بهم عليهآ ..
خفق قلبهآ بعنف ..وهي ترى يديه الضخمة تمتد وتستقر بجآنبهآ ..دمعت عينآهآ

إرتعشت أطرآفهآ ،وهي تراه كيف إنقض عليهم الوآحد تلو الآخر فقط بذرآعيه
لم يستخدم أي عضو فيه ،سوى ذرآعيه ..

عِندما رأتهم يفرون منه كفئرآن وآهنة ..
تنهدت بإرتيآح ،وأبتعدت عنه عدة خطوآت ..إقتربت من حقيبتهآ بإرتبآك كبير لتفتحهآ وتخرج هآتفهآ النقآل وهي تنوي أن تتصل بشوق ..

بينمآ هو ،لآ يزآل تنفسه غير منتظم ..لم يستطع التحكم بنفسه ،بمجرد شعوره بقربهآ هذا ..
كآنت قريبة منه بشدة ،لدرجة أنه شعر بأنفآسهآ المُتضربة تلفح على رقبته من الخلف ..

رآقبهآ ،تطل عليه من خلفه لتقترب من الطآولة ..وتفتح حقيبتهآ قآل بصوت جآمد :وش قآعدة تسوين هنا بروحك ؟

رفعت رأسها ببطء إليه ،كآن وجهه يعلوه الوجوم المُخيف
قآلت وقلبها لم يهدأ للحظة :طالعة مع صالح وزوجته
رفع حاجب وأنزل الآخر :و وينه عنك الفارس الملثم ؟ما شاء الله عليه ،الظآهر رآح يقضي شهر العسل حقه وتركك بروحك ؟!

إستشفت من نبرته السُخرية لآ غير ،لم تفكر بغيرهآ في تلك اللحظة
قآلت بهدوء:بعد شوي بيجون

كآن يود أن يرد عليها ،لولا أنه لَمح صآلح يطل عليه من بين الأشجار ليقترب منه وبرفقته شوق يمسكآن أقماع البوضة

صآلح قآل بدهشة وهو يرآه يقف بجآنب عذوب :نعم أخوي وش بغيت ؟
فيصل وهو يأشر على عذوب،قآل بنبرة يخفي فيها غضبه :هذه البنت مع من جاية ؟
صالح :معي أنا ..ليش؟
فيصل تفجر بغضب :إذا كانت جاية معك صدق ..ما تركتها ،تآركهآ بروحهآ من دون أحد !!
صآلح بإستغراب من عصبيته :طيب ليه معصب ؟

تنفس بصعوبة ،ليزمجر :شكل أمي غلطت يوم حطتها معكم ..ما أنتو براعيين أمانة
صآلح رفع حاجباً بغضب وقآل :أقول إحترم نفسك ،نحن أهل لها قبل ما نكون جيران ..

صآلح شعر بشيء يسيل لذرآعيه ..أنزل نظرآته ليجد البوضة قد إنصهرت على يديه
تركهآ بإشمئزآز على الطآولة ..

عذوب ..لآ تزآل تشتت أنظآرهآ بينهم بعشوآئية ،بتوهآن ..!
كرهت نفسها أكثر وأكثر ..دائماً ما تكون المشآكل بسببها ..
لكنهآ تتسآءل بدآخلهآ ،لمَ هو غآضب هكذا ؟!

فيصل بنبرة آمرة صآرمة :عذوب إمشي قدامي
رفعت رأسها بِحدة إليه ..إتسعت محآجرهآ بصدمة عنيفة !!
طريقة نطق إسمهآ ..كآن لهآ نكهة أخرى ..
و أمره الغريب !! العنيف !!

صالح إشتعل غاضباً :أقول يالأخو ..الدنيا مو لعبة !! من أنت عشان تتأمر عليها ؟!
فيصل كرر وهو يغمض عينيه بِقلة صبر :عذوب إمشي قدامي

عذوب إنحنت نظرآتهآ لصآلح ..تستغيث به ..!
تريده أن يتكلم ..أن يدآفع عنها !!

صآلح تقدم من فيصل و وقف أمامه بتحدي ليقول :أقول هذيك الدرب ..توكل يلا ،أنا مدري وش فيك عليها ..من أنت أصلا ؟وش تكون بالنسبة لها عشان تتأمرعليها بهالطريقة ؟

فيصل ..أصبح يسأل نفسه ..
"صحيح ،وش أكون لها ؟ليه أتأمر عليها ؟وش أكون بالنسبة لها ؟! بس مستحيل حتى لو ،منظر ذيك الكلاب حولها يخليني أتجنن ،تخيلت غآدة مكآنهآ لا أقل ولآ أكثر .."

قآل وهو يحآرب طوفآن المشآعر الذي إنهال على قلبه :المشكلة أنك ....
قطع عليه هآتفه النقآل وهو يشير إلى مكآلمة من "نوآف"
إنحنت نظرآته لهآتفه وهو يرى إسم نوآف يعتليه ..

تذكر الآن ..تركه منذ مدة ..
إبتعد عنهم ..وهو يقول :إنتبه عليها يا الرجـــــــال [ومد آخر كلمة بسخرية لآذعة]

ثم تحرك مبتعداً عنهم ..
بعدما ترك قنتبلته الممقوتة ..التي شطرت صآلح بعنف
إلتفت لعذوب وشوق وقال بغضب :يلا نروح

وقفت عذوب و أوصالها ترتجف ،من الموآقف المُتتالية التي حدثت !
و تلك الكلمة التي رمآهآ فيصل لم تكن بالسهله ..!

مشت شوق بجآنبه وقلبهآ خآئف عليه ،تعلم صآلح ماذا ستكون ردة فعله
لن يترك هذه الكلمة تمر على خير ..!

بينمآ عذوب كالعآدة ،تمشي خلفهم ..
مُنزلة رأسهآ للأسفل ..و تحترق من دآخلهآ ..لتنصهر وتصبح رماداً ..يتنآثر فُتآته حولهآ

؛

في الأشخرة ..

كآنت الساعة تُشير إلى السآبعة مساءً ..ركن خآلد سيآرته في موآقف الفندق الذي أستأجره له ولوالدته و لوعد ..
نزل بعدما سحب معه أكياس العشاء ،صعد للأعلى بوآسطة المصعد ..ودخل إلى جناح والدته و وعد ..الذي كآن بجآنب جنآحه
دخل عليهمآ ،ليجدهما تجلسآن بصمت ..وهما يتركآن جُل إهتمامهما على التلفآز الذي كآن يعرض إحدى الأفلآم الوثآئقية ..

قآل بهدوء :السلآم عليكم
إلتفتا إليه:وعليكم السلآم

ترك أكياس العشاء على الطآولة ..و جلس بكنبة منفردة ليقول :هذا العشاء جبته ..
وعد :جبت لي من ماكدونالدز مو ؟
خآلد بإبتسآمة لهآ ..هذا المطعم هو معشوقها الأبدي منذ أن كآنت طفلة صغيرة :ايه ..
إبتسمت بإمتنان له ..ثم مدت يديهآ للكيس وأخذته ..

خآلد لوآلدته :يمة ما بتتعشين ؟
أم خآلد بهدوء :لأ ..بتعشى بعدين ..
خآلد :طيب برآحتك ..

ثم مد يديه لوجبته من "بيتزا هت" ..
فتح الصندوق المحتوي على قطع البيتزآ ..وأخذ يتنآولهآ وقد إندمج مع البرنآمج المعروض
قآلت وعد وهي ترشف بوآسطة الأنبوبة من "البيبسي" :خالد ..متى نرجع؟
خآلد إلتفت إليها ولآ تزآل قطعة البيتزآ بين أسنآنه ،أزآحهآ ببطء وقآل وهو يعقد حوآجبه :تقريباً بعد بكرة فجر ..
وعد توجست :أها ..

ثم إلتفتت للتلفآز مرة أخرى ..
رن هآتفهآ النقآل الذي كآن بجآنبهآ ،وهو يشير إلى مُكآلمة ما ..
جذبته إليهآ ،وهي ترى نفس الرقم الذي إتصل بهآ ذلك اليوم ..و وبخهآ بشدة !!
إنه مآجد ..

إلتفت خآلد إليهآ ..ليرى عينيهآ تحدق بالهآتف ..
خآلد قال : ما تاخذينه ؟
وعد شتت أنظآرهآ لأم خآلد ..فهم خآلد وقآل بسرعة :هاتيه ..

هُنا وعد خآفت من أن خآلد يتدخل ثم تتحول المشكلة إلى مُشكلة متعرقلة!لآ حل لهآ ..
همت وآقفة والهآتف لآيزآل يهتز بين يديهآ ..
أسرعت لتدخل لغرفة قريبة منهآ لتتفآهم معه بنفسها ..وقبل أن تغلق الباب
فآجئتهآ يد خآلد التي إمتدت ..وفتحت الباب ،ليدخل

سحب الهآتف منهآ ،ثم أخذه ليقول :سلام
مآجد عقد حوآجبه بإستغراب :من؟
خآلد :أنت اللي من ؟
مآجد عَلِم أنه خالد:ما شاء الله ..أشوف حتى جوآلهآ صار بيدك !!
خآلد رفع حاجبه ،ليقول بإبتسآمة ملؤها التحدي :وهي كمان صارت بيدي ..لآ تفكر تقرب منها يا [بسخرية] يا ماجد

وعد جلست على حآفة الطآولة ،خآفت أن تتهآوى إلى الأرض
تعلم أن هذه المكآلمة لآ يحمد عقبآهآ ..

مآجد بسخرية أكبر :أقول ياللي مسوي فيها رجال ..من أول ليه ما خطبتها دامك تبيها وميت عشانها
خآلد قهقه بخفة :وأنت يا الرجال ..البنت أعلنت رفضها لك ،ليه تلآحقهآ بإتصآلآتك؟
مآجد زمجر غاضباً:أقول ..أنا لو إتصلت عليها ،أكون ولد عمها ..مو غريب !
خآلد بهدوء :و إذا ولد عمها؟إعتبر نفسك غريب ..وش تبي متصل عليها ؟
مآجد :أبيها بسآلفة ..
خآلد بسخرية :أحلف بس ! قال سالفة قال ..حبيبي ترآ البنت عايفتك ما تبيك ..بعد تبيها بسالفة ؟!
مآجد :ما شغلك ..عطيني إياها ،أدري أنها جنبك اللحين ..ما شاء الله ،طايبة لكم الخلوة أشوف؟
خآلد :أقول يا عمي .. أنا ماني غريب عنها ،وما بأذيها بشي !
مآجد :المهم بلآ حكي زايد ،عطيني إياها
خآلد إبتسم بسخرية:سلم على الماما ..يلا تصبح على خير

وأغلق الهآتف والغضب يسري بدآخله ..
إنعطفت أنظآره الحآدة الملتهبة إليها ليقول :لو إتصل عليك مرة ثانية ..عطيني إياه أنا أوريه شغله ..
وعد تقدمت إليه لتقول:لو مو قايل له هالحكي ..
خآلد بدهشة :وش تبيني أقول له ؟أقوله إيه حبيبي تفضل هاك وعد ؟!
وعد :لأ ..مو قصدي كِذا !! بس أدري من بعد هالمكآلمة بتصير سآلفة طويلة عريضة والله
خآلد بعدم إهتمام :وخلهآ تصير ..محد يقدر يأذيك ولو بكلمة دآمني معك

إبتسمت برقة ،لتقول بحرج :الله لا يحرمني منك
خآلد بإبتسآمة :ولا منك يا قلبي ..

خرجا من الغُرفة ،و اتجها لحيث أم خآلد تجلس ..قآلت و وجهها يعلوه علامات الإستفهام :وش صار؟
خآلد جلس ،ليقول :ما في حاجة ،بس هذه أم وعد متصلة !
أم خالد بدهشة :وانت وش دخلك؟!
خآلد :كآنت تبي تكلمني
أم خآلد وإزدآدت دهشتها أكثر :وش تبي منك ؟
خآلد :تسأل عن وعد وكلمتني تسألني عن أخباري وأحوالي ..
أم خآلد بإستغراب :وما طلبت تكلمني؟
خآلد :أيه طلبت ..بس قلت لها إنك مشغولة
أم خآلد بعتب :ليه قلت كذا الله يهديك ؟تحسبني زعلآنة منها ولا شي

؛

إفترقا في منتصف الطريق ،إتجه نوآف لمنزله ..و فيصل كذلك ،يقود سيآرته ..ولآ زآلت مرآرة الغيرة تكويه ،يتذكر ملآمحهآ الخآئفة ..و عينيهآ اللتان إستنجدتا بهِ ..و آهٍ من عينيهآ ..تتلألآن بلمعة عذبة ،جعلت أطرآفه تنتفض ..
سحب جميع الهوآء من حوله ،يريد أن يزيل هذا الضيق الذي تكبّد على صدره ..ركن سيآرته بكرآج المنزل ..ثم ترجل ،وهو يشعر بنهك كبير ..
لآ يدري كيف وصل إلى المنزل بسلآم ..دخل إلى المنزل ،وكآن هادئاً ساكناً ..

صعد للأعلى قاصداً غرفة نومه ..دخل لغرفته وأغلق الباب ،ولكن ما إن تقدم من الحمام حتى سمع طرق خآفت يصدح على بوآبة غرفته ..
عقد حوآجبه بإستغراب وتقدم نحوه وفتحه ببطء ..ليجد وآلدته تقف خلف الباب والإبتسآمة تعلو محيآهآ :هلا يمة
أم فيصل دخلت وأغلقت البآب خلفها بهدوء :أهلين حبيبي ..تأخرت الساعة 12 !!
فيصل عَلِم أن وآلدته تود أن تتبآدل معه أطرآف الحديث ..رغم تعبه إلا أنه قال بمحبة :أيه ترا اليوم طالع الساعة 6،وفي طريقي للبيت إتصل فيني نواف إذا تذكرينه ..

أم فيصل وإبتهج صدرها :نواف ولد تركي ؟
فيصل إبتسم :إيه يمة نوآف ..أمس وآصل هِنا وعاد لآقيته وقمنا نسولف وما حسينا بالوقت
أم فيصل بعتب :لو كآن مأجلنها لبكرة ..حرآم ترهق نفسك كِذا
فيصل إبتسم بإرهاق:لا ما عليه ..تعودت أصلاً

أم فيصل إبتسمت له ،ثم صمتت لبرهة ..وهي لآ تعلم كيف تبدأ معه بالحديث ..قآلت بعدما بَلعت ريقها :فيصل حبيبي ..
فيصل رفع رأسه ..كآن مُنشغل بفك سآعته :هلا
أم فيصل :مآ نويت تتزوج ؟

فيصل سرت برودة في جسده ..وصورة عذوب وقفت أمامه مُبآشرة ..نفض رأسه يخرجها من تفكيره ،إبتسم :أكيد خآطبة البنت عاد أنتِ ؟!مو؟
أم فيصل :أفا ،وما أشاورك ؟!
فيصل :ومن نآوية تخطبين لي؟
أم فيصل إبتسمت بحب وهي تتذكر ملآمح عذوب التي أخذت قلبها :عذوب ،البنت اللي خبرتك عنها
فيصل تجهم وجهه ،ثم قال :إيه أعرفها ..
أم فيصل بلهفة :وش رآيك ؟تنآسبك مرة
فيصل :علمتي أبوي؟
أم فيصل :أيه ..
فيصل :وش قال؟
أم فيصل :شكله متقبل الموضوع ،قال لي أشاورك ..

هم وآقفاً ،أغمض عينيه لبرهة ..ليتذكر وجه صالح الذي بغضه أشد البغض ..ثم ملآمح عذوب البريئة .. وقال :ما عندي مانع ..
أم فيصل وقلبهآ هوى لآخر نقطة بفرح ..تهلل وجههآ بفرح كبير ،إبنهآ الأكبر سيتزوج ..سيستقل بحيآته ..سينجب أطفالاً ..:على بركة الله أجل

إبتسم فيصل لفرح وآلدته :على بركة الله
أم فيصل بسرعة خرجت من الغرفة وهي تقول :أروح أبشر أبوك ..يلا نام أنت تصبح على خير

تبعها بإبتسآمته ..إلى أن خرجت ،لتختفي تلك الإبتسآمة من على شفتيه القُرنفلية ..
لآ يعلم لمَ لم يشعر بأي شعور فرح ينتآبه ..شعر بأنه مخنوق لآ غير ..لآ يدري ما السبب !!
دخل إلى دورة الميآة ،وقف أمام المرآة المتوآجدة دآخل الحمآم ..وأصبح يخلع ملآبسه ،تقدم إلى المرآة وهو ينتبه لكدمة خضراء في الجآنب الأيسر من صدره العاري..تلمسهآ ببطء ..لتنكمش ملآمحه بألم إثر لمسه لها ..بخفوت :آآخ
تذكر ذلك الشاب الذي سحبه بعنف إليه ..حتى صُدم مِرفقه بصدره بشدة ..

تقدم من البآنيو بدون أدنى إهتمآم ..تَلمّس الميآة التي جُهزت من قبل لكنهآ كآنت بآردة ،فتح صنبور الميآة لتنصب الميآة السآخنة ..غطس ببطء في البآنيو ..وأرتخى جسده عليه بهدوء وإسترخآء تآم ..يُريد أن يُبعد أي فِكرة تجلب له الضيق والكدر ..إمتدت يديه وسحب [الجل شاور] ،برآئحة النعنآع المُنعش ..و عصره على ليفته ليبدأ بفرك جسده ..

؛




في اليوم التآلي ؛

و في أرقى فنآدق مسقط ،فندق شآنغريلآ الذي يقع بـ"بر الجصة" ..في جنآح غآدة ..
تجلس بذلك الكرسي الخشبي ،و قلبهآ الرهيف يرتعش بين جنبآت صدرهآ ..
تجلس وهي بين يدي التي تقوم بتجهيزيهآ لليلة عمرهآ ..لليلة الأولى التي ستنآم فيهآ بسرير وآحد مع أيوب ..تحت سقف وآحد يحتضنهم ..

ضغطت بأصآبعهآ على فخذيهآ بتوتر شديد ،و هي تنتظر مجيء سآرة التي ستخفف عنهآ مزيج التوتر والخوف ..ألقت نظرآتهآ للمرآة ،ورأتهآ ترفع خصلة نآعمة وتُبتتهآ على رأسهآ ..

تنهدت بعمق ،وأغمضت عينيهآ بهدوء ..تود أن تسترخي ..لآ تود أن تتوتر بهذهِ الطريقة ..لآ زآلت البرودة تسري بجسدهآ ،تشعر بأن البرودة الحقيقية هي التي بدآخلهآ وليست تلك المتوآجدة في فصل الشتآء ..!
برودة قآرصة ،تنفضهآ ..

قآلت بنعومة :وهاي إحنا خلصنا يا عروس ..
و إقتربت منهآ لتقبّلها بنعومة :الله يهنيك يا حبيبتي ..

إبتسمت غآدة بنعومة ..ولم تستطع أن ترد عليهآ ،فحنجرتهآ شآحبة جآفة ..لآ تسآعدهآ على نطق الحروف ..!
فُتح بآب الغرفة ،لتلتفت ببطء نحو القآدم ..رأت سآرة وبرفقتهآ عنود و عذوب ..!
عندمآ رأتهن ..تلألأت عينيهآ بالدموع
إقتربت سآرة بسرعة وهي تقول :لا لا غووويد ..لا تبكين واللي يسلمك بيخرب المكيآج ..
غآدة إنكمشت ملآمحهآ ،تحآول أن تمنع تلك الدمعة من الهبوط :خآيفة سارة
إبتسمت عذوب التي تقدمت منهآ ،وقبّلت خدها بنعومة :مبروك يا عروس
غآدة بحرج :الله يبآرك فيك عذوب [وقالت بقصد] عقبالك ..

عذوب إبتسمت بحرج ،ثم إبتعدت للخلف عدة خطوآت لتتقدم عنود ..
التي إحتضنت غآدة بعنف لتبكي وتقول :الله يهنيك يا حبيبتي والله ماني مصدقة أنك بتروحي عنّا خلاص
غآدة لم تستطع أن تمنع دموعهآ هذهِ المرة ،فقلبهآ تفطر بشدة لبكآء عنود :فديتك يا عنود ..لا تبكين حبيبتي ،قسم قلبي يوجعني ..
إبتعدت عنود بضحكة عنهآ ،لتقول :الله يخرب بيتك ..خربتي لي المكيآج ..اللحين وش أسوي ؟من بتخطبني لولدهآ ها ؟

غآدة ضحكت بخفة بين دموعها ..وقآلت :ما تتوبين
عنود إقتربت من المرآة ،وسحبت لهآ منديل لتمسح بعض من الكحل الذي سال :صدق والله ما قلت إلا الصدق

سآرة إقتربت من غآدة وأمسكت منديل بيديهآ لتمسح وجه غآدة من الدموع التي لم تؤثر على مكيآجهآ ،لإنهآ إستخدمت مكيآج [ضد الماء] ..
سآرة بإبتسآمة :يا سلام يا غادة ..من قدك بتروحين فرنسا ؟
غآدة توترت مرة أخرى لتقول :ليه ما تروحين معنا ؟
إنفجرت سآرة بضحكة :صدق أنك بريئة !! أروح معكم وش أسوي ؟ههههه والله أيوب بيشوتني من الطايرة
عنود وعذوب ضحكتآ ..قآلت عذوب :لآ تتوترين حبيبتي كثير ..الكل يصير معه كذا
غآدة إبتسمت لكلماتهآ التي اتت لهآ مثل البلسم الشافي :فديتك والله ..

في هذهِ اللحظة ،دخلت أم فيصل و بيديهآ تمسك المبخرة ..:بنآت إطلعوا اللحين بأبخر غآدة وأعطرهآ ؛ لإن بعد شوي بيدخل أيوب عشان يصورون ..

خرجت كل من سارة وعذوب وعنود ..و بقت أم فيصل مع إبنتهآ ..
إقتربت من غآدة ،وقبلت جبينهآ لتقول :مبروك حبيبتي ،الله يهنيك ويسعدك معه ..
أنزلت رأسهآ لحضنهآ ..و الدموع تجمعت مرة أخرى في محآجرهآ :آمين ..
أم فيصل :يلا حبيبتي قومي وآقفة ،عشان أبخرك ..وأعطرك ..

وقفت غآدة التي كآنت ترتدي فستآن باللون السُكري من الحرير ..كآن ملفف على صدرهآ بشكل جذآب ،وتحت صدرهآ مبآشرة حزآم من الكريستآل ..و بعدهآ ينسدل الفستآن بنعومة لكآمل جسدهآ ..
و شعرهآ الذي كآن بخصلآت بُندقية ،مرفوع إلى الأعلى بنعومة ..و بعض الخصلآت الرقيقة تنزل حول وجههآ ..لتكسبه جآذبية وفتنة أكثر ..مع تآج بالكريستآل يتوسط رأسهآ ..

بعدمآ إنتهت أم فيصل من تبخير وتعطير فلذة كبدهآ ..خرجت وقآلت بإبتسآمة نآعمة :يلا حبيبتي ..اللحين بتجي المصورة ..
أومأت رأسهآ بإيجآب وجلست على طرف الكنبة العنآبية من المخمل الرآقي ..قبل أن تتهآوى إلى الأرض من شِدة التوتر ..
إمتدت أنآملهآ للجآنب الأيسر من صدرهآ تتحسس قلبهآ المجنون الذي يرتعش بعنف ..أخذت نفس عميق وهي تحآول جآهدة أن تهدأ من رجفآته ..

دخلت المصورة الهِندية المُحجبة ..قآلت بإبتسآمة :السلام عليكم
غآدة :وعليكم السلآم ..

ثم إبتعدت تجهز تشغيل الكآميرا لحين وصول أيوب ..
و أخيراً ..فُتِح البآب ليطل أيوب بمفرده ..بثوبه الأبيض و خِنجره الفضي الذي توسط بطنه ..و "مصّره" الأسود ..الذي أكسبه جآذبية أكثر آسرت قلب غآدة ..

أنزلت رأسهآ بسرعة ،وتهآوى قلبهآ لآخر نقطة في بطنهآ ..
أغلق البآب بهدوء من خلفه وتقدم إليهآ ليجلس بجآنبهآ ،وهو يحآول أن يُشيح النظر عنهآ ..لآ يود أن يعذب نفسه أكثر ..لآ يود أن يتأملهآ أكثر ...

وأخيراً ،إلتفتت نظرآته إليهآ ..ورآهآ ببرود جآمد ..
قآل بهدوء :مبروك علينا
لم تستطع أن ترد عليه ،فقط كآنت أنفآسهآ السآخنة المضطربة هي من تُحَمِّل الجو أكثر إرتبآكاً

تقدمت المصورة وقآلت بإبتسآمة :مبروك بابا ،مبروك ماما
أيوب :الله يبارك فيك ..

المصّورة :بابا إنت إوقف وأنتِ ماما بعد ..تعال عند هذهِ زآوية [وهي تُشير إلى إحدى الزوآيآ]
وقف أيوب ومعه غآدة ببطء ..
توجهآ نآحية الزآوية المقصودة ..قآلت :إنتي ماما إوقف قِدام بابا ..وأنت بابا سوي يد مال إنتا على بطن ماما ..

غآدة عقدت حوآجبهآ ..لم تفهم ما تقصده ..
بينمآ أيوب ،وقف وسحب غآدة من دون أدنى كلمة إليه ..ليلتصق ظهرهآ بصدره
و إمتدت ذرآعيه حول بطنهآ بعدما سحب يديهآ إليه ..
سرت رعشة على جسدهآ لتهز أوصآلهآ ..

إبتسمت المصورة بفرح :أيوا كذا ..

ثم تأخرت عنهمآ عدة خطوآت وركزت على الكآميرا ..لتلتقط الصورة ..
غآدة تعرقت يديهآ التي كآنت بين يدي أيوب ..يمسكهآ بتملك كبير ..
تود أن تنتهي المصورة من إلتقآط هذهِ الصورة التي أرهقتهآ ..شعرت بأنفآسه السآخنة تلفح على عنقهآ من الخلف ..توجست من قربه هذا ..!

"يالله ..الله يمر هذهِ الليلة على خير ..والله ماني قآدرة أتحمل !!"

؛

في الأسفل في قآعة العرس ..
حيث أنآشيد الفرح تزغرد بكل مكآن ..و أجوآء سعيدة تلف الحضور ..
أضوآء ذهبية رآقية تلف المكآن ..

على إحدى الطآولآت ،حيث تجلس هُناك عذوب ،سارة وعنود ..
سآرة التي كآنت ترتدي فُستآن باللون الأحمر القآتم ،من دون أكمآم ..حيث يلف رقبتهآ شريط يصل لصدر الفُستآن،ثم ينسدل بنعومة من أسفل صدرهآ المُتكعب ..
و ترفع شعرهآ بالكآمل إلى الأعلى من دون أن تنزل أي خصلآت ..

كآنت فتنة من الجمآل ،فاللون الأحمر أكسبهآ رونق جذآب ..
قآلت بإبتسآمة :والله أني رآحمة غآدة فديتهآ ..ِشكلها ميتة خوف ،وأدري فيه أيوب ما بيرحمها

قآلت عذوب التي كآنت ترتدي فُستآن باللون الأصفر ،من دون أكمآم ..و تحت صدرهآ مبآشرة حِزآم من الكريستآل البني ..تَسدُل شعرهآ الأسود كسوآد الليل على ظهرهآ ..:كل بنت بيصير لها كذا يا سارة ..عقبالنا ..

قآلت عنود التي كآنت ترتدي فُستآن أزرق من دون أكمام ويصل إلى أسفل ركبتهآ ،و تسدل شعرها القصير الذي يصل إلى كتفهآ :أحم ،متى بس يجي نصيبنا ..
سآرة تذكرت لتقول :عنود ،تذكرين لمى ؟
عنود عقدت حوآجبهآ لتحآول أن تتذكر :أمم ..أيه أيه وش فيها؟
سآرة :قبل أمس كلمتني بالواتس ..ما شاء الله عليها حبوبة
عنود إبتسمت :أها ما شاء الله
سآرة :تبين رقمها؟
عنود سندت جسدها على الكرسي :لأ ما أبي ..تعرفيني ما أحب أكلم بنت قبل اشوفها
سآرة :طيب بكرة بوريك إياها

عذوب هَمت وآقفة ،لتقول بمقآطعة :انا بروح الحمام ..
سآرة :طيب ،نحن هِنا ما بنتحرك من مكآننا
عذوب إبتسمت :طيب ..

و إتجهت نآحية دورآت الميآة الوآسعة ،فتحت البآب ودخلت ليرتد وينغلق
وقفت أمام المرآة ،وشرعت تُرتب شعرهآ الطويل ..قّربّت وجههآ من المرآة ..وأصبحت تقوم بتعديل "روجها الأورنج" ..
إبتسمت برضا على شكلهآ ..لآ تدري لمَ قلبهآ يخفق عِندمآ دخلت الفندق بأكمله ..
تشعر بأن شيء سيحدث اليوم ..شيء سينتشلهآ من قوقعة كآبتهآ ..لقوقعة أخرى لآ تحمل سوى الفرح..

ألقت نظرة على الساعة المتوآجدة بمعصمهآ لتجدهآ تُشير لـ 10 مساءً ..تنهدت
فبالساعة الـ 12 ..يجب أن تكون في المنزل ..

خرجت من دورآت الميآة ..ثم تقدمت قآصدة الإتجآه لحيث الطآولة ..
ولكن قآطعتهآ أم فيصل وهي تقول :عذوب
إلتفتت عذوب إليها بإبتسآمة :هلا خالة
أم فيصل :إذا فاضية أبيك بكلمتين
عذوب بتوجس :لأ فاضية ..
أم فيصل أشرت بعينيهآ للزآوية القريبة من دورآت الميآة :طيب تعالي هناك ،عشان الإزعاج

إلتفتت عذوب مع أم فيصل لتتوجه برفقتهآ لحيث تلك الزآوية ..
وهي تضع عدة إحتمآلآت عن سبب رغبتهآ بالإنفرآد والحديث معهآ .!


وقفتآ ،و ألتفتت أم فيصل لعذوب لتقول :أبوك بعده في المستشفى؟
عذوب بحذر :أيه ..ليه؟
أم فيصل إبتسمت :فديتك عذوب ،تدرين أني أعتبرك بنتي الثانية بعد غآدة مو؟
عذوب إبتسمت بحب :الله يسلمك يا خآلة ..
أم فيصل أردفت :........


؛






في بريطآنيا – عصراً-

و في سيآرة مؤيد ..حيث يجلس عُمر في الأمام بجآنب مؤيد ،و خلفه أروى وميّ ..قآصدين الذهآب إلى مدينة الألعآب ..لتلبية رغبة ميّ المُلِحة ..

مؤيد قآل بهدوء :أنا بوصلكم ،ثم أروح للشركة ..و إذا خلصتوا إتصلوا فيني
عُمر :ولآ يهمك ..

مؤيد ركن السيآرة أمام البوآبة الضخمة التي تُزينهآ الشخصيآت الكرتونية ..لينزل عٌمر وبعده ميّ فأروى ..
مؤيد فتح النآفذة وهو يقول لعُمر :عندكم مبلغ يكفيكم؟
عُمر :أيه ما تخاف ..
مؤيد :يالله أجل بحفظ الرحمن ..

ثم إنطلق بسيآرته متوجه للشركة حيث يعقد هُنآك الإجتمآع ..بينمآ عُمر إتجه ماشياً نآحية البوآبة ..و بجآنبة تمشي ميّ وأروى خلفهمآ ..

أروى تشعر بأنه يصدهآ منه ..تعلم الآن ،كيف أصبح!
أصبح يتجآهلها ..وهذا يألمهآ بشدة ..
لم يكفيهآ تأنيب الضمير ،و عُمر زآد الطين بلة عليها ..

أنزلت رأسهآ للأسفل تُتآبع حركة قدميهآ وهي تمشي ..
إلى أن إنتبهت لصوت عُمر يقول :ميّ ،أي لعبة تبين ؟
ميّ تشعر بأنها في عآلم آخر من شدة فرحهآ ..كفرح بآقي الأطفآل في سنها :أبي قطار الموت
إتسعت محآجره ليقول :قطار الموت؟!
ميّ بإبتسآمة شقيّة :أيه أيه ..أبي أركبه
عُمر برفض قاطع :لأ ..ما يصير ..
ميّ تقوست شفتيهآ بزعل وقالت :أبــــي ،عُمر

عُمر رفع نظرآته المُستنجدة لأروى ..يُريدهآ أن تسآنده ..
لكنهآ قآلت :خلاص حبيبتي ميّ ..اللحين عُمر بيحجز لنا كلنا
عُمر بدهشة أخفاها بسرعة وقال بهدوء :لأ ما بحجز ..أختك صغيرة وشلون تركب قطار الموت؟!
أروى حآولت أن تكون عبآرآتهآ لَبِقة :عآدي ،إهي متعودة أصلاً ..دايم تجي هِنا تلعبها
عُمر إلتفت لميّ:صدق؟
ميّ أومأت رأسها :أيه أيه والله صدق

عُمر توجّه نآحية بيع التذآكر و إشترى تذكرتآن لقطآر الموت ..
إقترب منهمآ ،ثم قال :يلا ..بس لو صار شي لأختك ما لي دخل
إبتسمت أروى،لتقول:لآ تخآف

عُمر شعر بالغرآبة من أسلوبهآ ..إبتسم بدآخله بخفة ..
تغيرت كثيراً ،تحآول أن ترضيني ..!

أعطى عُمر الرجل الذي كآن بجآنب اللعبة التذآكر ..ثم دخلوا جميعهم إلى حيث اللعبة توجد ..
كآنت عبآرة عن قطآر به 12 مقعد ،و كل مقعد لشخصين ..

عُمر وهو يرى أروى وميّ يبتعدآن :يلا بالتوفيق
دخلت أروى وميّ وجلستآ على المقعد ،ربطآ الحزآم ..ثم إلتفتت ميّ لعُمر وهي تقول :ليش ما حجزت لك؟
عُمر :ما أبي ..
ميّ :ترا مرة حلو ..
عُمر إبتسم :أدري ،بس ما أبي ..

إلتفت عُمر للصبي الذي كآن بجآنبه ،كآن الصبي يرفع يديه إليه ..عُمر شعر بالغرآبة منه قآل بالإنجليزية :نعم ؟ماذا تُريد؟
الصبي :تعال
عُمر بدهشة :أين ؟
الصبي :أريد بالونتي ،لقد عَلِقت في تلك اللعبة
عُمر إبتسم ،ليقول بفخر في نفسه لإنه فهم مآ يقول :حسناً ..


؛



في قآعة العرس ..
و على طآولة البنآت ..

سآرة وهي تشرب من عصير الكيوي ،عقدت حوآجبهآ لتقول :ما كأن عذوب تأخرت ؟
عنود :أيه والله ..أقولك اللحين هذهِ هي اللي خبرتيني عنها مو؟
سآرة :أيه هي ..
تذكرت عنود لتقول بإبتسآمة خبيثة: اللي سبحتي معه ذاك اليوم قابلتيه مرة ثانية ؟
سآرة صدت عنهآ لتقول بإشمئزاز :لأ ولا أبي أقابله الخايس
عنود ضحكت :تدرين مرات وش أقول ..أقول يمكن الرجال يحبك والله ..مدري ليه
سآرة بإنفعال :حبته القرادة ..قولي آمين ! قال يحبني قال ..أووف والله أكرهه
عنود إبتسمت :طيب طيب ،ما قلت شي ..ليه منفعلة كذا؟
سآرة :والله كلآمك يخليني غصب منفعلة أعوذ بالله

عنود تأملت "الكوشة" السُكرية والزهرية ..ثم قآلت بحآلمية وهي تضيق عينيها:آآآآآه يا سارة ،متى يجي ذاك اليوم ،اللي أطلع فيه للكوشة أنا و زوجي
سآرة إبتسمت :أيه والله ،متى ؟
عنود ضحكت لتقول :تخيلي اللحين أحد سمعنا هههههههه ؛
سآرة :عادي ما قلنا شي عيب ..[أردفت بحالمية أكبر] أبي وآحد مزيون وعنده حلال ويحبني ويحب عيالي
عنود إنفجرت ضاحكة :أما يحب عيالي هذهِ قوية ..أكيد يحب عيالك !! أجل عيالك بروحك بس؟!
سآرة :لأ والله فيه رجال ما يحبون عيالهم اللي من لحمهم ودمهم ..
عنود :يمكن 1 في الألف ..لا تحاتي
سآرة :خخخ ،لا تخآفي ما بحآتي ..


في هذهِ اللحظة ،أتت عذوب إليهمآ ..وجلست في مقعدهآ والحمرة لآ تزآل تعتلي وجنتيهآ
سآرة :تأخرتي عذوب ،كله هذا حمام؟
عذوب إبتسمت بحرج :لأ ..خالتي أم فيصل ،كلمتني
عنود :وش تبيك فيه ؟
سآرة :وجع عنود ،وش ذي اللقافة ؟!
عذوب :موضوع بسيط ..
عنود كآنت تود أن تسأل أكثر لولا أنها شعرت بألم في قدمهآ ،إثر كعب حذآء سآرة ..
عنود بألم :آخخ ،متوحششة

و ألقت نظرآتها الحآدة على سآرة ..الصآمتة !



؛



في جنآح غآدة ..و بعد إنتهآء التصوير ...
جلست غآدة على طرف الكُرسي بينمآ هو كآن وآقف يقوم بتعديل خنجره ..
كآن كلآهمآ يلفه الصمت ..

غآدة بدأت تشعر بالغرآبة الآن من بروده إتجاههآ ،لم يكن هكذا مٌطلقاً في الملكة
ماذا حدث له ؟!

رفعت رأسهآ له ،لترآه مُنشغل بالخنجر ..و هو يعقد حوآجبه بِحدة
لم تتجرأ أن تتكلم معه ..فمُحياه غير مؤهل للحديث الآن ..!

دخلت أم فيصل لتتنهد غآدة بإرتيآح ..قآلت :خلصتوا تصوير؟
أيوب :أيه ..
أم فيصل :أجل ،قومي غآدة للزفة ..
غآدة هوى قلبها لبطنهآ ،لتقول بتوتر :اللحين؟
أم فيصل :أيه اللحين ..يلا قو...
قآطعهآ أيوب :عمتي،لزوم الزفة هذه؟
أم فيصل بدهشة :أكيد لآزم ..!!
أيوب بجمود :لأ مو لآزم ..ماله داعي زفة وخرابيط ..بعد سآعة الطآيرة بتقلع ..لآزم نكون في المطار اللحين
أم فيصل بإستغراب :وانت ليش حجزتها فهالوقت؟؟الزفة بتخلص بالكثير الساعة 1 ..!!
أيوب بإصرار :ماله داعي أقول ..
أم فيصل :طيب وش نقول للمعازيم؟
أيوب شعر بالغضب قليلاً :وش يخصهم فينا ؟اللحين اللي معرسين أنا وغادة !!قوليلهم أن الطايرة اللحين بتقلع ..
أم فيصل بقلة صبر قالت :طيب مثل ماتبي ..شورك وهداية الله !

خرجت أم فيصل وأغلقت الباب بهدوء من خلفهآ ..
بينمآ ..غآدة الصدمة لآ زآلت تعتليهآ من تصرفه الغريب ..
وأخيراً نطقت :ليه سويت كذا ؟
أيوب ببرود :ما فهمتي وش قلت قبل شوي؟
غآدة رمشت عينيها بسرعة ،مندهشة من أسلوبه الجديد ..قآلت :فراس قال لي أن الطايرة الساعة 3
أيوب :تغير الموعد وصارالساعة 11 ،صار شي ؟!

غآدة صمتت ،لم تنطق بحرف آخر ..أنزلت رأسها لحضنهآ ..تمنع دمعتهآ من النزول ..
هذا ليس أيوب ،يحال أن يكون هو ..!مُستحيل ..

هزت رأسها بـ لآ ..وهي تحاول أن تصدق فعلاً ..!
جذبت شفتيها العٌليا في محآولة يآئسة ..أن لآ تبكي ..

أيوب ألقى نظره لهآتفه النقال ثم وقف ليقول :يلا خلنا نروح اللحين ..
رفعت رأسها إليه وقد إحمرت محآجر عينيها البيضاء ..قآلت بشهقة :أنت مو أيوب والله مو أيوب ..!أيش فيك ؟
أيوب أغمض عينيه ثم فتحها وتنهد بعمق :أنتِ اللي وش فيك ؟أنا ما تغيرت يا غآدة ..
غآدة :تغيرت ..وتغيرت كثير ،مو أنت أيوب اللي أعرفه يوم الملكة ..
أيوب تنفس بعمق ،ليقول :يلا قومي ..خلنا نروح اللحين سارة سوت لي مسج تقول بتجي تسلم عليك ..

لآ تعلم غآدة ،أنه يحترق ويتعذب أكثر منهآ ..
هذا الذي تجهله ،و ولو كآنت تعلم ..لعذرته ..وقدرت مقدآر ألمه المٌتعآظم ..!
و لربمآ ضمته إليهآ ،توآسيه !

فتحت سآرة البآب ،ودخلت ..
رأت غآدة عينآهآ مُحمرة ..مٌستعدة لبكآء حآد ..! وأيوب يعطيها ظهره و وجهه يعلوه الجمود
عَلِمت أنه حدث شيئاً ما ..
قآلت بإستغراب :أيوب ،ليه كنسلت الزفة كذا؟
أيوب بقلة صبر :لحوول ،نعيد ونزيد في الكلام نفسه يعني ؟! قلت الطايرة بتقلع بعد ساعة ..ما يمدينا الوقت
سآرة :طيب لو قايل من قبل ،عشان نقدم الزفة ..يعني تكون الساعة 9
أيوب جلس على إحدى الكرآسي المُنفردة :غلطت يوم ما قلت لكم ..

صمتت سآرة ،وتقدمت من غآدة ..
ضمتهآ لصدرهآ ..لتنفجر غآدة ببكآء حآد ..
سآرة إندهشت من بكآؤها المٌبآغت :غآدة حبيبتي ،لا تبكين ..المفروض تفرحي هذه ليلة العٌمر يا قلبي ..!

غآدة لم تنطق بحرف ،فقط شهقآتهآ هي من تتعآلى هذهِ اللحظة
إنقبض قلب أيوب وهو يسمع بكآؤهآ ..أوجعه حد النخآع ..!
شد على شفتيه بقوة ،وأخذ نفس عميق ..

سآرة :يلا حبيبتي ،بالهنا إن شاء الله ..ولا تنسين تجيبين لي هدية من فرنساا..
أردفت :أنا بطلع عنك اللحين ،بنآدي عذوب وعنود يجون يسلمون عليك ..


؛



في منزل أبو صآلح ..
عآدت عذوب من العرس ..دخلت غرفتهآ ،لترى أم صآلح تقوم بدهن قدميهآ بمرطب ..
إبتسمت عذوب ،وقآلت :يا فديت المهتمين أنا
أم صالح رفعت رأسها لعذوب :وش مهتمة ؟قآعدة أدهنهن حآسة بألم شوي
عذوب أغلقت البآب ،ثم خلعت عبآءتهآ لتقول :وأنا ما قلت لك تتركين الشغل لين أوصل؟
أم صآلح :ما أحب أترك الشغل وأنام

جلست بجآنب عمتهآ ،لتقول :اليوم كلمتني خالتي أم فيصل ..
أم صالح تركت علبة المُرطب جانباً ،وألتفتت بكامل جسدها لعذوب :أيه بوش كلمتك؟
عذوب أنزلت رأسها بحرج :ودها تخطبني لولدها فيصل ..
أم صآلح بفرح :والله ؟هذهِ الساعة المبآركة يا بنيتي ،وأنتِ وين بتلقين أحسن من ولدها ..!


عذوب رغم ترددهآ ؛إلآ أنهآ موآفقة في قرآرة ذآتهآ ..كيف لا ؟
وهي التي لآ تود أن تكون عبء على أحد ..!

:أنا ماعندي مانع ،موآفقة ..بس أبوي !!
أم صالح بسرعة :وش به أبوك ؟ماله شور يا بنتي دام عقله مو معه ..وبعدين إذا جاو يخطبوك رسمي ،خطبوك من عمك أبوصالح ..هو ولي أمرك بعد أبوك
عذوب إبتسمت لأم صالح :يعني أنتِ موآفقة ؟
أم صآلح تقدمت لهآ وقبلت خدها ،لتقول :وليش أرفض ؟هذهِ حيآتكِ ..أهم شي رضاك أنتِ


عذوب ..تشعر بفرح كبير عظيم ..يتقآذف لقلبهآ ..
هاهي الآن ستدخل لحيآة أخرى ..لحيآة تمنتهآ منذ أن أصبحت رآشدة ..!
تنهدت بعمق ،وقلبهآ يترآقص فرحاً على هذا الخبر ..
تذكرت وجه فيصل في الحديقة البآرحة ،كيف كآن وآجماً جداً
صحيح أنها شعرت بالرعب منه قليلاً ،إلا أنه كَبُر في عينيهآ ...عندمآ دآفع عنهآ من الشبآب ..


؛

في سآعآت الليل المُتأخرة ..
و في تلك الطآئرة التي تحلق في الجو ،حآملة أيوب وغآدة ..!
عروسآن مع وقف التنفيذ ..!!!

تجلس بجآنب النآفذة ،يميل رأسها بأريحية على النآفذة ..تتأمل السحب التي أصبحت سودآء ..
لآ زآلت دمعتهآ مُتشبثة برمشهآ الكثيف الأسود ..
بينمآ هو ،يَشغل نفسه ..بمشآهدة نشرة الأخبآر ،التي لم يفهم منهآ شيئاً أبداً ..
إلتفت إليهآ ،رآهآ سآكنة بلآ حركة ..رأف بحآلهآ جداً
ود لو أنه يستطيع الآن ضمهآ إلى صدره ،فبكآؤهآ اليوم قطع قلبه ..

إستنشق جميع الهوآء من حوله وسحبه لصدره ؛
مد يديه نآحيتهآ ،وسحب كفهآ الأيمن إلى حضنه ..
إرتجف قلبهآ ،لتلتفت إليه ،وتجده يحضن كفهآ بكفيه ..
شتت أنظآرهآ بوجهه ،كآن يُركز على نشرة الأخبآر التي تعرض أمامه ..

إحمر وجههآ ،إستعداداً لنوبة بكآء أخرى ..شهقت ،لتحبس عبرتهآ الموجوعة ..
إلتفت هو إليهآ ..وهو يجدها تحآول جآهدة أن تحبس دمعآتهآ
وبسرعة أزآل السمآعة من أذنيه ،ليقول بخفوت :وش فيك؟
غآدة أشآحت بنظرهآ عنه بحدة ،وهي تقول :أترك إيدي ..
زآد من قبضته عليهآ ،ليقول :وش فيك؟
غآدة حآولت سحب يديهآ لكنهآ لم تستطع ،قآلت :المفروض هالسؤال أنا اللي أسألك إياه ..
أيوب ترك يديهآ بخفة ..:هذاني تركت إيدك ،يلا جآوبيني على سؤالي

إلتفتت إليه لتقول والدموع قد إجتمعت في عينيهآ :أنت ليه ما تحس؟أنت متأكد أنك أيوب؟
أيوب أغمض عينيه ثم فتحهآ ليقول :حقك عليّ ،بس كنت شوي مضايق ،عشان كذا منعفس مودي
غآدة :طيب ،ليه كنسلت الزفة ؟مستحيل عشان مودك منعفس تسوي كذا!
أيوب بهدوء :يعني لسه مو مقتنعة ؟ما أنتِ شفتي إن الطآيرة أقلعت الساعة 11 ،يعني لو كنّا مسوين زفة وخرآبيط ..كنآ بنتأخر عليها ..

صمتت غآدة ،وأنزلت عينيهآ لمستوى صدره ..ثم إلتفتت عنه ..
إنه ليس أيوب ،تغير كثيراً ..أصبحت لآ أفهم تصرفآته مُطلقاً


؛


في صبآح يوم جديد ..

تغلغلت أشعة الشمس خلآيآ ظلمة غٌرفة فيصل ..لتنتشر الأشعة في كل أرجآء الغرفة الوآسعة،إستيقظ بكسل كبير ..وهو يشعر بأن جسده لآ زآل بحآجة إلى نوم عميق ..
إعتدل جآلساً ..ثم أنزل رأسه لبرهة ،يتذكر الحُلم الذي حلمه اليوم !!
مرة أخرى هي ،تتربع على عرش أحلآمه ..لكن هذهِ المرة كآنت مبتسمة ..!
كآنت فآتنة ،بقميص النوم التي ترتديه ..!نفض رأسه ..وهو يستغفر على تفكيره

قآم ودخل لدورة الميآة ،ثم إستحم ..و خرج يرتدي ثوبه للذهآب إلى العمل ..
بخ من عطره وهو يتذكر دموع مدللته غآدة البآرحة ..!إبتسم بدآخله على دلعهآ .!
:الله يعينك يا أيوب عليها ..

خرج من غرفته متوجه إلى صآلة الطعآم ليفطر فمزآجه اليوم "رآيق" ..رأى وآلديه يجلسون حول الطآولة والإبتسآمة تعتلي وجوههم ..
فيصل :صباح الخير
أم فيصل :صباح النور
أبو فيصل :صبآحك طيب بذكر الله ..

جلس على مقعده ،وجذب قطعة توست ..ليدهن اللبنة عليهآ ،ثم يضعهآ في فمه بعدما سمى بالله ..
أم فيصل بإبتسآمة :كلمت البنت أمس ..
كح هو بقوة ،ثم قآل و وجهه إحمر :كح كح كح ،أي بنت ؟
أم فيصل وهي تصب له الماء :عذوب ..قلت أكلمهآ قبل الخطبة الرسمية ..
ثم أردفت :شكلها البنت موآفقة ..
أبو فيصل :عيل اليوم في الليل نروح تخطبها وتتملك عليها مرة وحدة ..
فيصل بدهشة؛شتت أنظآره بين وآلديه :بهذهِ السرعة !!
أبو فيصل بإبتسآمة :عندي لك خبر ..يخليك تنط للسماء ..
فيصل :وشو !؟
أبو فيصل :أمس إتصل فيني عبدالملك ،و قعد يشكرني على كفآءة عملك يوم رحت له ذيك المرة لشركته ،وبعدها قال لي أنه ما أقدر أفوت رجال مثل فيصل وعشان كذا ،بنخلي شغله في روسيآ ..
فيصل بدهشة :روسيا ؟
أبو فيصل إبتسم :أيه روسيآ تشتغل هناك لمدة أربع سنوآت ..
فيصل شعر ببرودة الفرح تتسرب لجسده الرياضي ،قال :جزاه الله خير ..والله فرحتني يا يبة ..الحمدلله يا رب
أبو فيصل إرتشف من الشاي ،ثم قال :و عشان كذا أنا قلت لك نعجل في البنت ..يعني اليوم تخطبها وتتملك عليها وبعد أسبوع العرس
فيصل:ليه هي متى السفرة؟
أبو فيصل :بعد إسبوع ..يعني اليوم اللي تعرس فيها هي نفسها اللي بتروح فيها لروسيا ..
فيصل ولآ يزآل الفرح يشع بوجهه ،قآلت أم فيصل :ماني رآضية على هذهِ السفرة ،أربع سنوآت كثيرة يا أبو فيصل !!

أبو فيصل :لآ تخآفي ..كل ستة أشهر يجي زيآرة لعمآن ..
أم فيصل :و ستة أشهر شوي ؟
فيصل مد يديه و وضعهآ على يد أمه ليقول بحب :لآ تحآتي يمة ،بتكون معي [بإقتضآب] زوجتي إن شآء الله
إبتهجت أم فيصل من كلمة [زوجتي] ،لتقول:الله يجعلها من نصيبك يا رب ،و تتهنى فيهآ ..

؛


في جآمعة السلطآن قآبوس ..و في إحدى الكآفيهآت ..
تجلس سآرة ؛ ولمى مقآبلهآ على الطآولة ..

لمى :ما شاء الله ،الله يسعدهم ..تصدقي حلمي أروح فرنسا
سآرة :وأنا بعد ..كل إجآزة صيفية دآيم أحن فوق رآس أبوي ..بس دآيم يقول خلونا نروح صلالة هالمرة الخريف أحلى ..
لمى بضحكة :والله نفس أبوي ،لأ لكن أبوي مو صلآلة ..كل سنة لآزم يآخذنآ سيرلآنكآ ..بس تدرين ترآهآ مرة حلوة ..أحلى عن صلالة
سآرة إبتسمت :أجل مرة وحدة سحبوآ لكم وحدة من الشارع خلها تشتغل عندكم !
لمى :والله اللي هنآك يتمشن ،ستآيلآت مرة ..يعني تقولي مستحيل هالبلد فيها شغآلآت نفس اللي عندنا في عُمان ..
سآرة :ترآ عندهم طبقآت ،فيه فقير وغني ومنبوذين ..والله لو تبين أعدد لك الطبقآت اللي عندهم عآدي ..
لمى ضحكت :لا واللي يسلمك ،خليهم لك ..

رن هآتف سآرة مُعلناً وجود رسآلة ..فتحتهآ لتشعر بالغرآبة وهي ترى إسم "لمى" يعتلي الشآشة ..
"هلا حبيبتي ،كيفكِ؟"

رفعت سآرة رأسهآ للمى ..لم تلمح الهآتف بيديهآ ..
قآلت سآرة بدهشة :لمى ،جوآلك وينه ؟!
لمى فتحت حقيبتهآ الجلد السودآء وأخرجت هآتفهآ الأيفون :هذا ..
سآرة بإستغراب أكثر :يعني الرقم اللي عندي مو رقمك ؟!
لمى :أي وآحد تقصدي ؟
سآرة :لحظة لحظة ..تذكرين يوم عطيتك رقمي !
لمى :ايه
سآرة بتسآؤل:وينه اللحين ؟
لمى بإبتسآمة مُحرجة :كنت بقولك تعطيني إياه مرة ثانية لإنه ضآع
سآرة بصدمة :يعني اللي معي مو رقمك ؟!
لمى :وينه أشوف !
سآرة بسرعة مدت يديهآ الحآملة هآتفهآ النقآل ،لَمحت لمى الرقم المحفوظ بإسمهآ
لتقول وهي توميء رأسها بـ"لا" :لأ مو رقمي ..
سآرة وقفت لتقول بإنفعال :أجل من هذهِ اللي لعبت عليّ
لمى إلتفتت حولهآ ،لتقول بخفوت :إقعدي ..فشلة ! وبعدين يمكن وحدة ثانية إسمها لمى

جلست سآرة ،وأصبحت تُرآجع المحآدثآت التي كآنت بينهآ وبين صآحب الرقم المجهول بجنون ..كآنت غآلبية الرسآئل ..

"أيه يا روحي "،"تصبحين على ورد حبيبتي "،"أوكي حياتي"،"خلاص عمري ولا يهمك"

إرتعش قلبهآ بعنف ،وهي تتخيل بأن صآحب الرقم قد يكون رجــل !!
يا الله ! كيف لم تنتبه !!

تنهدت بضيق وقآلت بتكشيرة :أووووووووف ،تخيلي بعد كل رسائلها ذي اللي مسميتها لمى ..حبيبتي وعمري وحياتي !!
لمى :وهي عآرفة أن إسمك سارة !
سآرة وهي تتذكر ،ثم قآلت بإندهاش :أييه تعرف أن أسمي سارة ،يعني شكلهآ تعرفني من قبل
لمى إبتسمت :أكيد وحدة من البنات مسوية لك مقلب
سآرة عقدت حوآجبهآ ،لتقول :يمكن عنودووه،أوو غآدة ..لأ ما يصير غآدة ؛أجل اكيد أكيد عنود ميتين ميتين ،معليها الكلبة ..أنا أوريهآ ..

أمسكت هآتفهآ وأرسلت رسآلة
:عنود الغبية ! طلعتي مسوية فيني مقلب يالخايسة !!لمى قدآمي اللحين ..
فِرآس إبتسم بمشآكسة ..:لأ مو عنود !
سآرة بإستغراب :غآدة مو ؟
فِراس :غآدة بفرنسا ! وشلون تراسلك اللحين !!
سآرة بدهشة :أنتِ أكيد وحدة من العايلة ،كيف عرفتي بغادة؟،لا تكوني عذوب
فِرآس إبتسم :لأ مو عذوب ..إحزري مين
سآرة :بسم الله ،تكلمي ولا والله بسوي فيك شي عمرك ما شفتيه
فراس :مثل؟
سآرة بنرفزة :يمكن أبلغ عليك
فِراس :بتهمة ؟
سآرة :أنك خدعتيني !
فِراس إنفجر ضاحكاً :هههههههههههه يا عيني !!

لمى وقفت لتقول :سآرونة ،أنا بروح وصل السواق ..
سآرة وعينيهآ على شاشة الهآتف :طيب طيب ..سلمي عليه
لمى وقفت بإستغراب :أسلم على مين ؟
سآرة ولآ تزآل مُندمجة في المُرآسلة :على السوآق
لمى ضحكت :ههههههههههههه ،شكل الرسايل مأثرة عليك ..الله يهديك بس

سحبت حقيبتهآ ثم تحركت مُبتعدة عنهآ ..
بينمآ سآرة لآ تزآل تدور في معمعة عشوآئية ..
سآرة وقد نفد صبرهآ :طيب لآ تقولي مين أنتِ ..وأنا أعرف وش أسوي فيكِ
فراس:طيب خلاص رحمتك ،تبين تعرفين؟
سآرة :ايه ،مين؟
فِراس :لكن بشرط
سآرة:وشو ..
فِراس :نتلآقى في مكآن وتشوفيني
سآرة بدهشة شآمتة :إحلفي ،وش يضمن لي إنك بنت !
فِراس :طيب يمكن أكون من العآيلة ،يعني أجي بيتكم وتشوفيني
سآرة :ما عندنا بنآت من العيلة ..
فِراس :قد أكون بنت خالك أو خآلتك
سآرة بصدمة :لآ تكوني سلوى ؟!
فِراس إبتسم ليقول :أيه سلوى ..
سآرة :طيب يا الدبة ،يعني طلعتي رقم جديد !متى بتجين بيتنا؟
فِراس بإبتسآمة :إيه ..بجي اليوم إذا تبين ..
سآرة :أوكـي ،متى تجين ؟
فِراس:في الليل الساعة 2 ..
سآرة بشهقة :الساعة 2 يا الكلبة ؟!سآمحيني ذاك الوقت بسآبع نومة أنا
فِراس :لأ مقدر ..لآزم ذآك الوقت ..
سآرة :شفيك إنتِ ؟وش تبين بالساعة 2 ،طيب تعالي اللحين ..أنتِ مو في الجآمعة؟
فِراس :لأ ..مآخذة إجآزة
سآرة :آهـآ ،طيب ..أمري لله الساعة 2 ..بس الكل يكون نايم ذاك الوقت
فِراس :عآدي إفتحي شبآك غرفتك بقفز أنا من هناك
سآرة بصدمة :وشو ياطرزآنة ؟قال بتقفز قال ..وشلون يا القردة؟
فِراس :لأ أقدر
سآرة :صاير كلآمك ما يدخل الراس ..
فِراس :هههههههههه طيب طيب ،امزح معك ..أنتِ ذآك الوقت إطلعي وروحي عند المسبح
سآرة :تخيلي أحد شافني من أهلي
فِراس :مو تقولي نايمين !؟
سآرة :أيه نآيمين أكيد ..بس بعد أخاف لآ يفكروا غلط إذا أحد شافني
فِراس :لأ لآ تخآفي ..


؛


أمآم منزل أم وعد ..
ركن خآلد سيآرته "أرمآدآ" الذهبية ،فتحت وعد البآب ..لتقول :يلا مع السلآمة
خآلد وهو يلتفت لهـآ :الله معك ..
أم خآلد :سلمي على أمك ..

وعد :طيب ..
ترجلت من سيآرته ،وكأن قلبهآ ترجل من صدرهآ ..
أغلقت البآب من خلفهآ ..ثم مدت خطوآتهآ للمنزل ..وهي تكره دخوله !

في سيآرة خآلد

تطمن عليهآ بعينيه إلى أن دخلت إلى المنزل ،إنطلق بسيآرته وهو يقول :وش فيك يمة ما على بعضك ؟
أم خآلد بهدوء :ما فيني شي يا خالد ..
خآلد وهو يعقد حآجبيه :إمبلا يمة ؛من يوم خذينآ وعد من البيت لين رجعنآهآ ..وأنتِ غير
أم خآلد بقلة صبر :وأنا أكذب يعني ؟قلت لك ما فيني شي
خآلد تنهد وقآل :طيب على رآحتك ..

ثم صمت ،ليردف عندما وجد وآلدته يلفهآ الصمت :يمة ..ودي أكلمك بموضوع
أم خآلد :موضوع أيش؟
خآلد وهو يبلع ريقه :ولد عم وعد خلآص تركهآ ..
أم خآلد إلتفتت إليه بدهشة ..لتقول:تركها ؟
خآلد :ايه ،ترى هو ذا السبب اللي خلاها تنهآر ذاك اليوم
أم خآلد :طيب وش السبب؟
خآلد لم يشء أن يخبر وآلدته :مدري بس المهم تركهآ ؛عآد يمة دآمه تركهآ بأستغل الفرصة وأخطبها
أم خآلد :طيب ما عندي مآنع ،بس اهي أخاف ترفض ..دآمهآ إنهآرت يوم تركهآ ..أكيد أنها متعلقة فيه
خآلد بثقة:طيب أنا أخطبها بالأول ،ونشوف ردهآ
أم خآلد تنهدت :طيب ؛بس أشوف أبوك أول ..
خآلد إبتسم :أكيد بيوآفق ؛محد حآن فوق رآسي غيره على الزوآج

؛


في منزل أبو أيوب ..-ليلاً-
و في غرفة سآرة ،ترتدي طُرحتهآ وبيديهآ هآتفهآ النقآل ..
إبتمست بخفة :و الله إنك يا سلوى مجنونة ! أدري فيك مسوية لي مفاجأة عشان عيد ميلآدي يا الدبة ..هههههههههههههه

فتحت هآتفهآ النقآل وأرسلت رسآلة للرقم الذي حفظته بإسم [سلوى] ..
"أقول سلووه البطة ،اللحين بنزل عند المسبح ..و عاد بنشووف وجهك الحلو"

فِراس الجآلس في سيآرته التي ركنهآ أمام منزل عمه أبو أيوب
إنتفض وهو يرى هآتفه النقآل يُشير إلى وجود رسآلة ،إلتقطه بسرعة ..
و رأى رسآلتهآ ..إبتسم بخفة
ثم أرسل
"يلا إنزلي ولما توصلي أرسلي لي رسالة .."
سآرة "أكيد مسوية لي مفاجأة بمنآسبة عيد ميلادي صح ؟هههههههه سوري خربتها"
فِراس إنفجر ضاحكاً على تفكيرها البريء
و أرسل "الله يلعن بليسك يا الغبية ،خربتي المفاجآة .."
سآرة بفرحة "يعني صح طلع توقعي ؟! هههههههه طيب طيب اللحين نآزلة .."

فٍرآس رأى آخر رسآلة لهآ ،ثم إبتسم بشقآوة ..
ترك هآتفه النقآل جآنباً ،ينتظر رسآلة وصولها إلى المسبح ..



[إنتهى]



و يتجدد لقآءنآ بإذن الله بعد العيد ..
إستغلن يا بنآت العشر الآوآخر ،و إغتنمن أجرهآ ..

و هذهِ بعض الأدعية ..


"
اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله وإن كان في الأرض فأخرجه وإن كان بعيدا فقربه وإن كان قريبا فيسره وإن كان قليلا فكثره وإن كان كثيرا فبارك لي فيه
الهي ادعوك دعاء من اشتدت فاقته و ضعفت قوته و قلت حيلته دعاء الغريق المضطر البائس الفقير الذي لا يجد لكشف ما هو فيه من الذنوب إلا أنت فصل على محمد و آل محمد و اكشف ما بي من ضر انك ارحم الراحمين لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
سبحان الله و بحمده عدد خلقه و رضى نفسه و زنة عرشه ومداد كلماته
اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وقهر الدين وغلبة الرجال
اللهم اغننا بحَلالِك عن حرامك وبفضلك عمَّن سواك
اللهم و إن كانت ذنوبنا عظيمة فإنا لم نرد بها القطيعة إلى من نلتجئ إن طردتنا؟ من يقبل علينا إن أعرضت عنا
اللهم أحسن خاتمتنا اللهم توفنا وأنت راض عنا
يا من أظهر الجميل.. وستر القبيح.. يا من لا يؤاخذه بالجريرة.. يا من لا يهتك الستر.. يا عظيم العفو.. يا حسن التجاوز.. يا واسع المغفرة.. يا باسط اليدين بالرحمة.. يا باسط اليدين بالعطايا.. يا سميع كل نجوى.. يا منتهى كل شكوى.. يا كريم الصفح.. يا عظيم المن.. يا مقيل العثرات.. يا مبتديا بالنعم قبل استحقاقها..أغفر لنا وأرضى عنا وتب علينا ولا تحرمنا لذة النظر لوجهك الكريم

الحمد لله الذى تواضع كل شيء لعظمته، الحمد لله الذي استسلم كل شيء لقدرته، الحمد لله الذي ذل كل شيء لعزته، الحمد لله الذي خضع كل شيء لملكه
اللهم إني أستغفرك لكل ذنب .. خطوت إليه برجلي .. أو مددت إليه يدي .. أو تأملته ببصري .. أو أصغيت إليه بأذني . أو نطق به لساني .. أو أتلفت فيه ما رزقتني ثم استرزقتك على عصياني فرزقتني ثم استعنت برزقك على عصيانك .. فسترته علي وسألتك الزيادة فلم تحرمني ولا تزال عائدا علي بحلمك وإحسانك .. يا أكرم الأكرمين اللهم إني أستغفرك من كل سيئة ارتكبتها في بياض النهار وسواد الليل في ملأ وخلاء وسر وعلانية .. وأنت ناظر إلي اللهم إني أستغفرك من كل فريضة أوجبتها علي في آناء الليل والنهار.. تركتها خطأ أو عمدا أونسيانا أو جهلا.. وأستغفرك من كل سنة من سنن سيد المرسلين وخاتم النبيين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.. تركتها غفلة أو سهوا أو نسيانا أو تهاونا أو جهلا أو قلة مبالاة بها .. أستغفر الله العظيم .. وأتوب إليه .. مما يكره الله قولا وفعلا .. وباطنا وظاهرا..
"


لآ تنسوآ :تعليقآتكم ،توقعآتكم،تقييمكم ..
فديتكم ..

ودّي

 
 

 

عرض البوم صور آثَارْ !   رد مع اقتباس
قديم 08-08-13, 07:59 AM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2013
العضوية: 255457
المشاركات: 38
الجنس أنثى
معدل التقييم: آثَارْ ! عضو له عدد لاباس به من النقاطآثَارْ ! عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 133

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
آثَارْ ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : آثَارْ ! المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية على كثر العيون اللي ضحكت لي ما بكت لي عين /بقلمي

 

السسلآم عليكم ورحمة الله وبركآته
شلونكم؟

كل عآم وأنتو بخيـر ..وعسآكم من العآيدين ..
يلآ اللحين بنزل لكم الجُزء [9] + الجُزء [10] "عيدية" $
أدري إني طيبة !



قراءة ممتعة

أستغفر الله



الجُزء [9]



فٍرآس رأى آخر رسآلة لهآ ،ثم إبتسم بشقآوة ..
ترك هآتفه النقآل جآنباً ،و قآم بإنتظآر رسآلة وصولها إلى المسبح ..


في غرفة سآرة ..
خرجت من غرفتهآ بهدوء ،ومرت على نآفذة الصآلة العٌليآ ..ألقت نظرة على المسبح الوآسع ،ولكن لم ترى أحداً حوله ..
"غريبة ! وين متخبية ؟.."

وهي تنزل الدرج ،سمعت صوت سُعال عنيف ..

:كح كح كح كح كح كح كح ..

عقدت حوآجبهآ بِحدة ! ثم عآدت بخطوآتهآ للورآء تتبع هذا الصوت ..
إستقرت قدميهآ أمام غرفة وآلدتهآ ..فتحت الباب بسرعة
لترى وآلدتهآ تجلس على السرير وتمسك الفرآش بقوة ..و وجهها مُحمر إثر الكحة العنيفة ..
إقتربت من وآلدتهآ بخوف :يمة وش فيك ؟
أم أيوب ببحة :كح كح وش منهـضـ...كحكح كح ـنـك؟
سآرة وهي تمسك كتف وآلدتهآ :سمعت صوت كحتك يمة وجيت ،إخترعت !
أم أيوب وهي تؤشر على الثلآجة الصغيرة :جيبي كح كح كح لي ماي

سآرة بسرعة توجهت نآحية الثلآجة وفتحتهآ ،لتخرج علبة ميآة معدنية ..سلمتهآ وآلدتهآ لتشرب القليل منهآ ..
هدأت قليلاً من نوبة السعال

عندمآ رأت أمهآ قد هدأت ،قآلت :كيف اللحين ؟
أم أيوب وهي تمسك صدرهآ الذي يؤلمها من شدة السعال ،أومأت رأسها إيجاباً
سآرة رفعت عينهآ نآحية المُكيف لتقول بغضب:هذا كله بسبب المكيف يمة ،الله يهديك بس ..حآطتينه على 16 !! أكيد بتمرضين

تقدمت سآرة نآحية الريموت لتخفض من حرآرة المُكيف ..و تضعهآ على 25
سآرة إنتبهت لمكآن وآلدهآ الفآرغ لتقول بخفوت :يمة وينه أبوي ؟
أم أيوب :طآلع قبل شوي ..
سآرة بدهشة :الساعة 2 يمة ،وش يطلعه ؟
أم أيوب :مدري ..إتصلوا عليه من الشركة ..يبونه ضروري
سآرة بتفهم :آهـآ ..طيب يمة بروح أنام أنا
أم أيوب وهي تُرخي جسدهآ على السرير:طيب ..تصبحين على خير
سآرة وهي تغلق البآب خلفهآ :وأنتِ من أهله ..

دخلت غرفتهآ وهي نست تماماً مجيء سلوى ..
تركت هآتفهآ جآنباً ؛و خلعت طُرحتهآ لتستعد للنوم ..
لولا أن رنين الهاتف الذي تعالى جعلها تقف..تقدمت بكسل له
وأخذته لترى وجود مُكآلمة من "سلوى"

تذكرت قدومهـآ ،أخذته وجلست على طرف السرير ..
سآرة بهدوء :هلا سلوى ..
فِراس خفق قلبه ،لسمآع صوتهآ النآعس ..لم يرد عليهآ ..
سآرة :سلوى ؛
فِراس :.............
سآرة بنرفزة :وش تبيني أنزل اللحين ؟ترا والله ما فيني ..تعبآنة ؛اللحين أتصل على الخدآمة تفتح لك باب البيت وتعالي لغرفتي يا المزعجة ..أجل أحد يجي الساعة 2 !! أوووف
إبتسم فِراس على كلآمهآ ..وأيضاً لم يرد عليهآ ..
سآرة بصرآخ :سلــــــــــــــــــــــــــــوى !!
فِراس أصدر الـ آخ ،من صوتهآ العآلي ..

سآرة خفق قلبهآ بخوف ،كأنهآ سمعت صوت رجولي ..
قآلت بتردد وخوف :سـ ..سلوى ؟!
فِراس لآم نفسه ،على إصدآره الصوت ..

سآرة و ضربآت قلبهآ تتعآلى ،فهي بالفعل سمعت صوت رجولي
لآ تنكر ذلك ..فسمعهآ جيد !
:من معي؟

فِراس تنهد بعمق ،ليقول :سآرة
سآرة إنصعقت: ..ففر..ا..س؟
فِراس أخذ نفس عميق ،ليرد بعدهآ :أيه ،كيفك؟
سآرة شعرت بغضب كبير منه ..قآلت وصوتهآ بدأ يتهدج :وش تبي مني ؟
فِراس :سآرة ،لآ تفهمين غلط
سآرة بإنفعال :ما أفهم غلط ؟وش ما أفهم غلط ها ؟عيل تطلب مني أقابلك عند المسبح ؟ولا رسايلك الغبية ؟
فِراس :إفهمي يا سارة أنـ...
قآطعته بعنف وهي تقول بحدة :مستحيل تكون ولد عمي !والله لو فيصل ما سوا كذا ..بس أنت غير ..غير ما توقعتها منك ..
فِراس بقلة صبر :إسمعيني سارة خلينـ...
قآطعته مرة أخرى :أنت اللي أسمعني ،شوف يا ولد العم ..والله لو إتصلت على ذا الرقم مرة ثانية ..بتشوف شي ما شفته بحيآتك !والله وهذاني حلفت ..

و أغلقت الهآتف بالكآمل ..وجسدهآ يرتعش بشدة ..
سقط الهآتف من يدهآ ،وإجتمعت الدموع بعينيهآ ..
تقدمت من سريرهآ لترمي نفسهآ عليه وتنفجر ببكآء حآد ..

"الكلب ..سوا فيني كذا خدعني ..! والله لو ما كنت سآمعة أمي ..كنت نآزلة له ،والله العالم وش نيته ؟"

إرتجف قلبهآ بخوف ،وهي تتخيل نفسهآ أنهآ نزلت له ..وقآبلته !
نفضت رأسهآ بـ "لآ" ،وشهقآتهآ بدأت تتعآلى ..


في الأسفل ،وأمام منزل أبو أيوب ..

في سيآرة فِراس ،رمى هآتفه جانباً بغضب
ضرب "الدركسون" بقبضته بعنف ..
تنهد بضيق ..لم يود أن يصل الموضوع إلى هذا الحد !
وبخ نفسه على ما فعل !

غبي ،غبي،غبي


؛



في فرنسآ ..
و في إحدى الفنآدق الرآقية ؛في جنآح أيوب وغآدة ..
تنآم على السرير بعبآءة السفر ؛لم تخلعهآ إلى الآن ..فالتعب قد أنهكهآ ..
إظطربت عينيهآ بإنزعآج ..وهي تسمع رنين هآتفهآ النقآل يصدح في أنحآء الغرفة الوآسعة ..ذآت الإضآءآت الخآفتة ..
فتحت عينيهآ ببطء ،وألتفتت لمكآن هآتفهآ الذي تضعه على "الكآمدينه" ..
أمسكته ،وهي ترى "الغالية" يتصل بك ..
إبتسمت برقة ،وأخذته ..
غآدة :هلا يمة ..
أم فيصل :هلا بالغالية ..شلونك يمة ؟عسى بس ما أزعجتكم ..
غآدة :الحمدلله تمآم ،لا يمة ما فيه إزعآج ..
أم فيصل :ترا نحن معنآ عصر ..قلت أتصل دآمني فآضية ..والله لك وحشة يا يمة ..
غآدة إبتسمت :نحن معنآ الصبح هاللحين ..فديتك يمة ،والله حتى أنا مشتآقة لك
أم فيصل :متى وصلتوا فرنسا؟
غآدة وهي تعقد حوآجبهآ :تقريباً الصباح الساعة 8 ..
أم فيصل :واللحين كم معكم ؟
غآدة أبعدت الهآتف من أذنهآ لترى السآعة ،قالت :اللحين الساعة 11
أم فيصل شهقت :يعني ما نمتي إلا أربع ساعات ؟روحي حبيبتي كملي نومك ..لا تتعبين
غآدة :عآدي يمة فديتك ..كيف أبوي وفيصل وفراس ؟
أم فيصل :الكل بخير ،و فيصل اليوم بنروح نخطب له ..
غآدة بدهشة :تخطبون له ؟واليوم ؟مين يمة ؟
أم فيصل :بنخطب له عذوب ..اليوم بنخطبها له و يتملكون مرة وحدة
غآدة بفرحة :عذوب ؟! والله زين يوم أختآرهآ ..ونعم الإختيار ..بس مو كأنه بسرعة؟يعني خطبة وملكة !
أم فيصل :إلا ترا أبوك قال يتملكون اليوم ،عشان بعد أسبوع عند فيصل سفرة لروسيا مدتها اربع سنوآت ..و عآد مرة وحدة يتزوجهآ ويآخذهآ معه
غآدة بفرحة :ما شاء الله عليه فصول ،عيل بيروح روسيا ها ؟الله يهنيه يا رب ..عاد يمة باركي له ،وقولي من عند غويد على قولته ههههههههه
أم فيصل بإبتسآمة :إن شاء الله حبيبتي ..[أردفت] أيوب حولك ؟ودي أكلمه ..


غآدة إلتفتت للخلف ،ولم ترى أحداً ينآم بجآنبهآ ..
لآ يوجد أي أثر لشخص نآم أصلاً ..همت وآقفة تبحث عنه ؛خرجت من الغرفة والهآتف بيديهآ؛لتجد أيوب ينآم على الكنبة ؛ويبدو أنه غير مُرتآح في نومه..فذرآعيه الضخمتآن متفرعتآن من إحدى الجوآنب ،وقدميه تخرجآن خآرج الكنبة ..!وآحدة مُتعلقة في الهوآء والأخرى يسندهآ على الطآولة

قآلت غآدة بحرج :يمة أيوب نآيم اللحين ،بس يصحى أعلمه عن اتصالك
أم فيصل بحرج أكبر:أووه بس مو لآزم ،يلا حبيبتي بخليك أنا ..سلمي عليه
غآدة :طيب ،يوصل إن شاء الله ..وأنتِ بعد سلمي على الكل
أم فيصل :إن شاء الله ..بحفظ الله
غآدة :بحفظ الرحمن ..

تركت غآدة الهآتف في يديهآ ،وإقتربت منه ..وتلك العبآءة لآ تزآل عليهآ لم تحن الفرصة لتخلعهآ بعد ()
تركت هآتفهآ على الطآولة الزجآجية ..
إقتربت منه ،إلى أن إلتصق فخذيهآ بذرآعيه الممدودة لخآرج الكنبة ..

غآدة بخفوت :أيوب ..
لم يتحرك ،تجرأت ومدت يديهآ ..لتهزه بخفة :أيوب ..أيوب
بدأ يتحرك قليلاً ..إلتفت عنهآ للجآنب الآخر وأعطآهآ ظهره

تنهدت ،و تركته ينآم برآحته ..دخلت للغرفة ،وخلعت عبآءتهآ المُتسخة من الأسفل إثر الغبآر الذي لآمسته ..فتحت الحقيبة الحمرآء الكبيرة ؛وأخرجت لهآ فُستآن بسيط وخفيف باللون الليموني بدون أكمام يصل لأسفل ركبتهآ ؛وأخرجت ملآبسهآ الدآخلية ..وعدة الإستحمآم [جل شاور بالفرآولة+ليفة+منشفة+مُزيل العرق] ..

دخلت الحمآم ،وإستحمت بسرعة ..خرجت لتقف أمام التسريحة ..
سرحت شعرهآ ،وتركته مفتوحاً ..ينسدل على ظهرهآ ..ثم وضعت لهآ كريم نهآري مع كحل خفيف ..و روج أورنج ..

بخت لهآ من عطرهآ المفضل ثم خرجت ،للصآلة ..حيث أيوب ينآم ..
كل مآ فعلته من زينة ،هو روتين يومي ..إعتآدت دآئماً في المنزل أن تبقى هكذا !
لم تكثر من زينتهآ ،مع أنها عروس جديدة ..

عِندمآ رأته مُنغمس في نوم عميق ..وقفت تتأمل ظهره ..و شعره الكثيف ..
تذكرت البآرحة كيف كآن !
واليوم ..كيف يكون !

بريء جداً ؛فقط الذي تًريد معرفته ..لمَ تغير !
ما الذي حدث له ؟

؛


في منزل أبو صآلح ..
و في غرفة عذوب ..

بعدمآ إنتهت من زينتهآ البسيطة ؛كآنت ترتدي زي عُمآني مُتكآمل ..باللون الذهبي والبني ؛جلست على طرف الكُرسي ..و خفقآت قلبهآ لم تهدأ ..
تفكر بمصيرهـآ ! لقد أخبرتهآ أم صآلح ،أن الزفآف سيكون بعد أسبوع !
يا الله ..أبهذه السرعة ؛

تعرق جسدهآ ؛وهي تفكر مجرد تفكير أن ذلك الـ"فيصل" ..ستكون معه تحت سقف وآحد !
ستكون له ،ويكون لهآ ..
تنهدت بعمق ،وذلك الشعور يؤذيهآ

فكرت بالجآنب الآخر ؛سترتآح من شعورهآ المٌرهق ذلك ..سترتآح من سُخرية شوق اللآذعة ..و من نظرآتهآ الحآرقة !
ستعيش هذهِ المرة حيآة طبيعية ..حيآة زوجة ،مثل بآقي الزوجآت !

رفعت رأسهآ بهدوء للبآب الذي فُتِح ..لتطل من خلفه أم صآلح ..كآنت مُرتدية درآعة خضراء ،تليق بسنهآ الكبير !
إقتربت منهآ والإبتسآمة المُحِبة ترتسم على ثغرهآ :مبآرك عليش يا بنيتي ..الله يرزقش الذرية الصالحة ..
إبتسمت بحرج:الله يبآرك فيك ،وآمين يا رب
أم صآلح جلست بجآنبهآ لتقول :الحريم كلهن وصلن ،تطلعين لهن اللحين ؟!
عذوب :و عمتي وصلت ؟ "أم فيصل"
أم صآلح بإبتسآمة :أيه وصلت ؛اللحين بتجي ..!
عذوب :أنتظرهآ أجل ،و بعدين أطلع لهن ..
أم صآلح :على رآحتش ..أنا بطلع عنش اللحين أروح أشوف إذا وصلن مرآجيل العشاء

خرجت أم صآلح من عندهآ ،لتدخل بعدهآ أم فيصل ..كآنت بأجمل حُلة ،و خلفهآ كآنت سآرة وعنود ..
أم فيصل إقتربت من عذوب لتقول :مبروك حبيبتي ..
عذوب بإبتسآمة :الله يبآرك فيك ..
سآرة قبّلت خدهآ ،لتقول :مبروك عذوب البطة ،منك المال ومنه العيال ..أقصد منك العيال ومنه المال هههههههههههههه
عذوب إبتسمت بخفة ،لتقول :عقبالك ..
سآرة بحآلمية :آميـــــن ..بس متى ؟!
عنود تقآطعهآ :لآ تخآفي قريب قريب [إقتربت من عذوب وقبلت خدهآ لتقول] مبآرك عليك
عذوب :الله يبآرك فيك حبيبتي ..



في مجلس الرجآل ..

و بعد إنتهآء عقد القرآن ،قآل أبو صآلح لإبنه :قم ودي الكتآب ،عشان البنت توقع
صآلح بإقتضآب :ابشر
أخذ الكتآب ،وخرج خآرج المجلس ..

بينمآ نظرآت فيصل كآنت تتبعه إلا أن إختفى ..سمع همس على أذنه :وش فيه ذا؟
فيصل إلتفت لمصدر الهمس ،ليرى فِراس :مدري ؛بس ترا مو داخل مزآجي
فِراس لوى بشفتيه :أجل أنا اللي دخل مزآجي ..
خآلد قآل :أقول وش فيكم تتسآسرون؟



في غرفة عذوب ..

كآنت تجلس بين سآرة وعنود ؛يتبآدلن أطرآف الحديث ..
قآلت عذوب :غآدة ما إتصلت؟
سآرة :قبل شوي مكلمتنهآ ..بس تصدقون أحس صوتهآ مو لهنآك
عنود بخبث :أكيييييد مو لهنآك !!
سآرة إتسعت محآجرهآ :وش قصدك يالبقرة؟
عنود بإبتسآمة بريئة :ما قصدي شي ،بس أنتِ تفكيرك وصخ
عذوب ضحكت :لآ جد عنود ،حتى الغبي يفهمهآ ..
عنود رفعت حآجب لتقول :هههههه إذا ما تغير صوتك بعد إسبوع ..ولا أقوول ،ثآني يوم خبرينا وش صار ..طيب ؟
عذوب إعتلتهآ الحُمرة لتقول بغضب خفيف :وش قصدك ؟
سآرة إنفجرت ضآحكة لتقول :والله إنك مآصخة يا عنود !!

قطع عليهم دخول شوق وبيديهآ كتآب ؛تقدمت من عذوب لتقول :وقعي هِنا
سآرة وعنود ألقآ نظرآتهن المستغربة لنبرة صوتهآ الغريبة ..!
بينمآ ،عذوب و ببرود أخذت ذلك الكتآب ..و وقعت أسفل إسمه ..
إرتعشت يديهآ ..وهي توقع ..كآنت توقع وعينيهآ مُتعلقة على إسمه وتوقيعه ..!
كآن بآذخ ،فخم .. بكل مآ تعنيه الكلمة !

شوق تأملت إرتعآشة أنآملهآ ،إبتسمت بسخرية ..ثم قالت :خلصتي؟
عذوب مدت الكتآب إليهآ لتقول :أيه ..
شوق أخذت الكتآب ،ثم إقتربت من الباب لتخرج ..إلآ أنهآ تذكرت شيء مآ
و إلتفتت لعذوب ..لتقول :ايه صحيح ..قآل لنآ زوجك أنه مآ يبي الشوفة الشرعية !

عذوب رغم شعور الفرح والإرتيآح ..إلآ أنهآ إستآءت من هذا الخبر !
لمَ ؟!

أردفت شوق بسخرية :الظآهر الرجآل قرفآن من شوفتك !!
رفعت عذوب حآجب وأنزلت الآخر :حبيبتي لو كآن قرفآن ..كآن مآ أخذني
سآرة شعرت بالغضب ،من كلآم شوق ..!
لكنهآ فضلت الصمت ..

بينمآ عنود هي من نطقت ،كآنت تشعر بحرآرة عآلية تسري في جسدهآ إثر كلآم شوق :أقول يالمرسال ..أنتِ جآية تعطي البنت الكتآب عشان توقع ولآ جآية تتشمتي فيهآ ؟

شوق إتسعت محآجرهآ لكلآم هذهِ الفتآة ،التي لم تتوقعهآ بأن ترد بهذا الرد !
فشكلهآ لآ يوحي أبداً انهآ ذآت تلك القوة ..

شوق أحكمت أعصآبهآ لتقول :وأنتِ من وين طلعتي لي؟
عذوب قآلت تُقآطع :شوق إستهدي بالله ..
سآرة نطقت :تبين تخربين عليهآ فرحة خطوبتهآ وملكتهآ يعني؟

شوق شتت أنظآرهآ عليهن ..كآنت كل وآحدة تقف بصف عذوب
هذا الشيء قهرهآ ..خرجت من الغرفة وأغلقتهآ بعنف من خلفهآ ..

عنود تأففت بقهر :أوووووف ،كيف طآيقتنهآ هذهِ ؟
سآرة بقهر :أيه والله ،ما تنبلع أبد .بس الحمدلله بترتآحي من شرهآ بعد إسبوع
عذوب تنهدت :وهذا اللي مصبرني بس !


؛



في فرنسآ ..

تقف في المطبخ التحضيري ،تَشغل نفسهآ بترتيب الأوآني ..فـ"أيوب" منذ أن إستيقظ من نومه ..خرج ولم يعد إلى الآن
ألقت نظرة على السآعة الجدآرية المعلقة بالصآلة ..كآنت تشير إلى الخآمسة عصراً ..

تنهدت بضيق ،ثم أخذت ذلك الصحن الذي كآنت تتأمل فيه ،و وضعته في إحدى الأدرآج ..جذبت آخر و وضعته أيضاً في الدرج ..
غسلت آخر صحن ،كآن صعب بالنسبة لهآ في تغسيله ..حملته بين يديهآ ،كآن ثقيل
إقتربت من الدٌرج لتضعه فيه ..لكن قدمها إنزلقت بالميآة التي كآنت أسفلهآ ..سقطت على الأرض وطآر الصحن بعيداً ليصدم في الجدآر ويتنآثر أجزاءً ..

صرخت بألم ،إثر إلتوآء قدمهآ ..
: آآآآآآآآآآآآه

في هذهِ اللحظة ..

نزل من التآكسي ،و في يديه أكيآس العشآء ..دخل الفندق ،ثم توجه إلى المصعد قاصداً جنآحه دخل الجنآح ،وأغلقه بهدوء من خلفه ..ترك الأكيآس على أقرب طآولة ..
لكن مآ إن وضع الأكيآس حتى سمع صُرآخهآ الذي دوى بأنحآء الجنآح ..
تسمر في مكآنه ،و إرتعش قلبه بعنف ..
ركض ،ليبحث عنهآ ويعلم مآ سر هذهِ الصرخة ..!
دخل عليهآ ..تجلس بوسط المطبخ ،و تنحني على قدمهآ ..وهي تتأوه بألم
أيوب بخوف :غآدة ..وش فيك؟
غآدة عندمآ رأته ،نزلت دمعآتهآ تلقآئياً ..
إقترب منهآ والخوف يدب فيه ..إلتفت إلى ذلك الصحن المكسور ،و أصبح يبحث عن أي أثر للدمآء لكنه لم يرى ..!
أيوب بقلق جلس على ركبتيه بالقرب منهآ :وش فيك غآدة ؟
غآدة أنزلت رأسهآ ويديهآ لآ تزآل تضعهآ على سآقهآ الأيمن :إلتوت رجلي ..

تنهد بدآخله برآحة ..كل مآ كآن في تفكيره تلك اللحظة ..
أن عظم إنكسر فيهآ ..

أيوب قآل :طيب تقدرين تمشين ؟
غآدة بدون شعور وضعت يديهآ عليه لتستند به ..حآولت أن تقف لكنهآ لم تستطع ..
ليمسك بهآ قبل أن تتهآوى على الأرض ..
غآدة :آه ،رجلي ..
أيوب هم وآقفاً :خلآص ..بشيلك

غآدة كبتت شعور الخجل الآن ..فلآ دآعي لذلك ..!
جذبت شفتيهآ إلى الدآخل ..وهي ترآه يقترب منهآ ..
ويضع ذرآعه الأيسر خلف ظهرهآ ،وذرآعه الأخرى أسفل فخذيها ..
إرتعشت من لمسآته الرقيقة ..

أيوب سحب جميع الهوآء لصدره ،وهو يلمح قربهآ الشديد من صدره الظمآن إليهآ ..
ضمهآ إليه ،ثم تحرك متوجهاً للغرفة ..فتح البآب برفسة من قدمه
ثم إقترب من السرير ،ليضعهآ عليه ..
لكن قبل أن يضعهآ ..جآءته فكرة خبيثة ..ليقول بإبتسآمة :ترآني سآعدتك !

لآ يعلم لمَ مزآجه تغير هكذا فجأة ..وعآد إلى أيوب القديم
الذي تعشقه غآدة ..!

غآدة إتسعت محآجرهآ بعدم فهم ،ولم ترد عليه ..
أيوب ولآ يزآل وجههآ قريب من عنقه ،وأنفآسهآ المضطربة تلفح عليه:أدري في قلبك تقولين"والمطلوب؟" مو ؟..طيب أنا أقولك المطلوب منك ..
أردف بخبث وهو يرى الإستغرآب يعلو ملآمحهآ الفآتنة :أبي بوسة ..
شعر برعشتهآ بين يديه ..لتنتقل تلك الرعشة إلى جسده أيضاً..
قآلت بحرج كبير :ما طلبت منك تسآعدني
أيوب رفع حآجب :قلت أبي بوسة ..و ما أتنآزل عن طلبي أنا
غآدة أنزلت رأسهآ :نزلني أيوب
أيوب إبتسم بتحدي :ما بنزلك إلا لمآ تعطيني اللي أبيه
غآدة رفعت رأسهآ إليه بحده ،لتصطدم شفتيهآ بخده بعفوية ..إبتعدت برجفة ..لتقول :أيوب نزلني ..لآ أرمي حالي منك
أيوب ضحك :والله لو رميتي حالك تحتك السرير عآدي ..قولي إنتِ اللي تبين قربي
غآدة رفعت حآجب بحرج كبير :غبي ..

حآولت أن تبتعد عنه لكنهآ لم تستطع ..
أيوب بإبتسآمة مرحة :خلآص خلآص ..بخليك بروحي..
إنحنى ليتركهآ على السرير ..قآل بعدمآ تركهآ :بروح أجيب لك ثلج لرجلك ..
و قبل أن يذهب ..
إقترب منهآ وقبّل خدهآ سريعاً ..ثم ذهب ..!

بينمآ هي ..قلبهآ المجنون يرتعش بعنف ..
مآذا يفعل بي المجنون ؟
لمَ تغير هكذا فجأة ؟إنه يعذبني بتصرفآته هذهِ !
يآرب إرحمني ؛


؛


في اليوم التآلي ..و مع إشرآقة شمس الصبآح ..
إستيقظت سآرة من نومهآ ،لم تنهظ من على السرير ،بل ظلت تُرآقب السقف لفترة ..
تتذكر صوته الجميل الذي كرهته وبغضته ..
تنهدت بضيق ،ثم همت وآقفة ،دخلت إلى الحمآم ..وغسلت وجههآ وأسنآنهآ
ثم خرجت ذآهبة إلى الأسفل ..لم يكن أحد في المنزل ..
جلست على إحدى كنبآت الصآلة ،و أمسكت بريموت التلفآز ..وأصبحت تُقلِب القنوآت بملل كبير..
نآدت بأعلى صوتهآ :سيري سيري ..!
جآءت إليهآ الخآدمة :نئم
سآرة بضجر :جيبي لي كوب نسكآفية ،ولآ تكثري سكر
سيري :تيب

ثم ذهبت ،متوجهة إلى المطبخ ..بينمآ سآرة تآبعت تلك القنوآت الممُلة ..
رن هآتف المنزل ،إقتربت منه ..ثم أخذته من دون أن ترى الرقم
سآرة بصوت كئيب :السلام عليكم
:وعليكم السلآم [بفرحة] سآرة ؟
سآرة تغيرت فجأة :عمـــــــــــر ؟!
عُمر بإبتسآمة مُحبة :إيه عُمر ..كيفك يالبطة؟
سآرة بفرحة :الحمدلله تمآم يالدب ،كيفكِ إنت ؟وش مسوي في يونآيتد كينجدم ؟[المملكة المتحدة]
عُمر :الحمدلله تمآم التمآم ..و يونآيتد كينجدم تسلم عليك ..عندي لك ولكل البيت بشارة
سآرة بلهفة :وشو ؟
عُمر :أمي جنبك اللحين؟
سآرة :لأ ،أول ما نهضت ما شفتهآ ..
عُمر ::أجل نآديهآ أول بعدين أخبركم ..
سآرة رفعت حآجب وأنزلت الآخر :وش يعني أنا ما أستحق أسمع ذي البشارة بروحي؟
عُمر بضحكة :لأ مو قصدي كذا ..بس أبي الكل يسمع ..و تسوين سبيكر
سآرة تأففت :طيب طيب ..حتى أبوي؟
عُمر :إذا كآن موجود إيه ..
سآرة :مدري أشوفه اللحين ..

تركت سمآعة الهآتف على الطآولة ،ثم صعدت إلى الأعلى تبحث عن وآلدتهآ ..
سآرة :يمة ..يمة
دخلت إلى الغرفة ،لتجدهآ تَخرج الآن من دورة الميآة ..و الروب ملتف على جسدهآ الرشيق ..
سآرة إبتسمت :توك طالعة ؟
أم أيوب :أيه وش تشوفين ؟يلا إطلعي خليني أبدل
سآرة بضحكة :طيب إدخلي غرفة تبديل الملابس ..
أم أيوب :أدري ،بس إطلعي اللحين
سآرة :طيب من تخلصين تعالي إنزلي بسرعة تحت ..عُمر متصل يقول يبي كل البيت يسمعه ..عنده بشارة
أم أيوب تهلل وجههآ فرحاً :والله ؟!طيب طيب اللحين نآزلة
سآرة إبتسمت على فرح وآلدتهآ ثم خرجت من الغرفة ..
نزلت للأسفل ،وجلست بالكنبة التي كآنت بمحآذآة الطآولة التي بهآ الهآتف
جذبت السمآعة و وضعتهآ على أذنهآ ..

لتسمع بعض الحديث الذي يتبآدله عُمر بالإنجليزية مع أحد الأشخآص ..
رفعت حآجب بفرح ..و هي ترى أخآهآ يجيد الإنجليزية الآن ..!

بعد دقآئق ،رأت وآلدتهآ تنزل واللهفة تغمرهآ ..
فتحت سآرة "السبيكر" و وضعته على أذنهآ لتقول :يلا عمر ..أمي هِنا قول بشآرتك اللي ذليتنا فيها
عُمر بصوته الذي وصل لوآلدته :كيفك يمة ؟عساك طيبة يالغالية ؟
أم أيوب وهي تجلس على كنبة بعيدة عن سارة قليلاً :الحمدلله تمآم حبيبي ..أنت كيفك ؟
عُمر :طيب والله ما شاكي باس ..أقول سآرة ..من غيرك أنتي وأمي؟
سآرة :محد ،أيوب تدري فيه بفرنسا وأبوي في الشركة
عُمر :آهـآ ..طيب إسمعوآ ذي البشار ة الحلوة
سآرة بملل :يلا عـــــــــــآد
عُمر بضحكة :بعد إسبوع أنا رآجع ..والحمدلله الإنجليزي أنا فيه تمام ..
سآرة بصرخة فرح :إحلللف !!
أم أيوب بفرحة :الله يبشرك بالخير حبيبي ،والله إن جيتك تسوى عندي كثير ..الله يصبرنآ على الأسبوع الجآي ..
عُمر بإبتسآمة على كلآمهم :الله يخليكم لي ..


؛


في منزل أبو صآلح ؛

بعدمآ إنتهت عذوب من مُسآعدة أم صآلح من إعدآد الغدآء ،خرجت متوجهة للغرفة لكي تستحم ..أخرجت ملآبسهآ [جلآبية بسيطة] ..ثم تحركت مُتجهة لدورة الميآة ،لولآ أن هآتفهآ النقآل أوقف مُضيهآ .

إقتربت من هآتفهآ ،لتجد رقم أم فيصل المُسمآة بـ"عمتي الغالية" يضيء على الشآشة
أخذته بعدمآ إرتسمت تلك الإبتسآمة النآعمة على ثغرهآ الوردي :هلآ عمتي ..
أم فيصل :أهلين يمة ،شخبآرك ؟
عذوب :الحمدلله تمآم ،إنتِ شخبآرك ؟
أم فيصل تنهدت :الحمدلله ما شآكين بآس ..هآ كيف إستعدآدآتك للعرس ؟كل شي جآهز ؟
عذوب بإبتسآمة خجولة :امم لأ مو كل شي ،باقي لي كم غرض
أم فيصل :الله يسهل عليك ،بس ودي أقولك أن ترآ يوم العرس بعدمآ نخلص الزفة وكذا ..بتروحين مع فيصل لروسيا ،أتوقع علمتك أم صالح ؟
عذوب :إيه قالت لي ..
أم فيصل :إيه ،ترآ فيصل عنده دورة بروسيا مدتهآ أربع سنوآت

عذوب خفق قلبهآ لذكر إسمه ..قلبهآ ينبض بقوة ..
خآفت أن يخرج من مكآنه ..!

عذوب :آهـآ طيب !
أم فيصل بإبتسآمة :يلا اللحين بسكر ..
عذوب :طيب مع السلآمة ..
أم فيصل قبل أن تغلق الهآتف تذكرت لتقول :إيه صح ،فيصل طلب رقمك ..بعطيه إياه
عذوب إعتلت الحمرة وجنتيهآ لتقول بخفوت:طيب ..
أم فيصل :يلا بحفظ الرحمن
عذوب :بحفظ الرحمن ..

أغلقت عذوب الهآتف لتحضنه بين يديهآ ،شدت عليه بقبضتهآ في محآولة أن تهدأ من إرتعآشآتهآ ..
تنهدت بعمق ،ثم أغمضت عينيهآ لتسترخي قليلاً
وتبعد عن صدرهآ هذا الشعور ..

مآ إن تركت هآتفهآ ،حتى إعتلى الهآتف رنين آخر ..
لآ تدري لمَ شعرت برعشة عنيفة تسري بجسدهآ .!
و كأن سلك كهربآئياً قد لآمسهآ ..
إقتربت ببطء من الهآتف ..مدت يديهآ إليه ..لتجد رقم مجهول يعتليه ..
خفق قلبهآ بعنف ،عَلِمت أنه هو ..!

ترددت كثيراً ،بين أن ترد عليه أو لآ..
ظلت تحدق بالشآشة لفترة ،وأخيراً أخذته ..ويديهآ ترتجف بخفة من شدة التوتر الذي أصابهآ

وضعته على أذنهآ ،ولم تنطق بحرف ..حآولت أن تحبس أنفآسهآ المضطربة خشية أن يسمعهآ !
في الطرف الآخر ،لم يكن أفضل منهآ ..فهو أيضاً يشعر بتوتر ..
سند جسده على الكُرسي ،ثم أخذ نفس عميق ليقول بصوته الرجولي المِخملي:السلآم عليكم ..

إنتفض جسدهآ من صوته ،لتقول بصوت خآفت جداً :وعليكم
فيصل إبتسم بدآخله ،عَلِم أنهآ متوترة جداً :كيفك ؟
عذوب جلست على الأرض ،خشيت أن تتهآوى على الأرض من شدة توترهآ :الحمدلله ..
فيصل إنقبض قلبه من سمآع صوتهآ الخجول المُرتعش ..:كيف أمورك وصحتك ؟
عذوب أغمضت عينيهآ ثم فتحتهآ لتقول :الحمدلله
فيصل بهدوء: كيف عمتك أم صآلح ؟
عذوب "متى بيخلص ذا ؟" :الحمدلله بخير ..
فيصل :آهـآ الحمدلله أجل ؛طيب وأنا ما بتسأليني عن أخباري ؟
عذوب تسمرت في مكآنهآ "يمة جريء" ،قآلت بإرتبآك :إلا ..كيفـ..ـفك؟
قهقة بخفة ،ثم قآل :من الله بخير ..
عذوب إختنق صوتهآ بعدمآ سمعت قهقهته ..
أردف :العصر فآضية ؟
عذوب بتوتر :كيف؟
فيصل :العصر فآضية ؟عندك شغل العصر؟
عذوب بإستغراب :لأ ما عندي شي ..فاضية
فيصل بحزم :أجل تجهزي بمر عليك نروح نزور أبوك في المستشفى !
إنصدمت من طلبه المُفآجئ لتقول برجفة :مقدر !
فيصل بإستغراب :ليه ؟
عذوب :شسمة ..[حاولت أن تبحث عن حجة] أمي ما بتوآفق
فيصل عَلِم أنهآ تقصد أم صآلح ،ليقول :طيب ترآ أنا زوجك مو غريب إذا طلعتي معي

شعرت برعشة هزت أوصآلهآ من كلمته هذهِ التي قالهآ ببسآطة ،لتقول :حتى لو ..أدري فيها ما بتوآفق
فيصل بثقة :لأ بتوآفق ..أنا بكلمهآ ..


؛



سآرة بقلة صبر :خلآص اللحين بجي ..يلا باي ..
عنود :بآيآت ،والله لو تأخرتي بذبحك
سآرة تأففت :خلآص قلت لك بجي اللحين ..

أغلقت الهآتف ،ثم أدخلته في حقيبتهآ ،إرتدت عبآءتهآ المطرزة بتطريز أسود بحت ..
جذبت نظآرتهآ الشمسية لترتديهآ ..
ثم خرجت ..صعدت إلى السيارة ..قآلت للسائق بأمر :ودي بيت عنود ..ماي فرند
السآئق :تيب ماما

صمتت سآرة ،وإلتفتت إلى النآفذة ترى زحمة السيآرآت التي تكبدت في الشوآرع
تنهدت بعمق وذكرى صوته لآ يزآل يرن في أذنهآ
"يالله ..والله ما أصدق أن فراس خدعني ! مستحيل ..طيب ليه سوا كذا ؟ آآآآآآه بس "
شعرت بقهر كبير ،ودت لو تستطيع أن تصفعه على وجهه ..أو أن تهينه بإحدى كلمآتهآ الجآرحة !
كم تشعر بأن بغضهآ إليه تضآعف كثيراً ..

وصل السآئق لمنزل عنود ..ترجلت من السيآرة ..
ثم وقفت أمام منزلهم الفخم ،ولكن ليس أقل فخآمة من منزلهآ ..
ضغطت على زر الجرس الفضي ؛
وقفت تنتظر ؛ولم يفتح لهآ أحداً البآب ..رنت الجرس مرة أخرى ..
وهي تشعر بأن تلك الشمس الحآرقة ستصهرهآ من شدة حرآرتهآ ..
عقدت حوآجبهآ بحدة وهي تشتم عنود في دآخلهآ
"شوف الكلبة ،تقول لي لآ تتأخري ومخلتني عند الباب مسنترة تحت الشمس !"

وأخيراً بعد طول إنتظآر فُتِح البآب ،رفعت رأسهآ بسرعة وهي تود أن تهجم عليهآ
طل من خلف البآب ،شآب طويل ..وسيم ..!

إرتعدت للخلف بخفة ..لتقول بعد أن بلعت ريقهآ :عنود موجودة ..؟
لآمت نفسهآ بأنهآ لم تُغطي وجههآ هذهِ المرة ..!
نوآف لم يخفي إعجآبه بهآ ،قآل :إيه موجودة ،تفضلي ..
إبتعد..ليفسح لهآ المجآل لتمشي ..
إقتربت وهي مُحرجة جداً منه ..دخلت بسرعة ..
وهي تشعر بغضب كبير من عنود ..
صعدت إلى الأعلى ثم ذهبت لغرفة عنود ..فتحتهآ بقوة لتقول بغضب :عنــــــــــــود
عنود كآنت تقف أمام المرآة تُرتب شعرهآ القصير ،إلتفتت إليهآ عندمآ سمعت صوتهآ لتقول بفرح :سوير ! جيتي ..
سآرة بغضب :يالكلبة مخلتيني مسنترة تحت الشمس ساعة كاملة ؟
عنود ببرآءة :والله ما سمعت الجرس ..
سآرة :وانتِ ليه قآفلة الباب دآمك عآرفة إني بجي بيتكم يالقردة !
عنود بندم:يووه والله نسيت أقولهم يفتحوا البآب ..خلآص حبيبتي حقك عليّ

سآرة ألقت نظرآتهآ عليهآ ،ثم جلست على طرف سرير عنود
لتهدأ نوبة الغضب قليلاً ..تنفست بهدوء ..لتقول :أقول عنود ..
عنود إلتفتت إليها :هاه
سآرة رغم حرجهآ إلآ أنهآ قالت :مو قلتي إن أخوك بأمريكا؟
عنود :ليه شفتيه ؟
سآرة بحرج :إيه شفته ،هو فتح لي الباب
عنود بإبتسآمة :إيه رجع قبل أيآم بس ..
سآرة :ما شاء الله تغير شكله ! أذكر قبل كيف كآن غير !
عنود غمزت بخبث :يعني اللحين أحلى ؟
سآرة رفعت رأسهآ بحدة إليها لتقول :عينك
عنود ضحكت :هههههههههههههههه ،شفيك ؟ما قلت شي !

سآرة تغآضت عن ذلك ،وأنزلت رأسهآ للسآعة التي بمعصمهآ ..
عنود بإبتسآمة :أقول سوير ! وش رآيك ننزل تحت في الحديقة نشرب لنآ عصير ونسولف
سآرة بدهشة :تبينآ نذوب ؟
عنود إقتربت من النآفذة وكشفت الستآرة لترى الأجوآء في الخآرج
عقدت حوآجبهآ بإنزعآج لتقول :إيه والله حر مرة ..خلاص خلاص ..نجلس هِنا

أردفت عنود بمتعة :وش رآيك نروح نلعب بـ الإكس بوكس ؟
سآرة رفعت حآجب ،ثم قآلت :بالله ؟
عنود بعفوية :إيه والله ،نروح نلعب فيهآ ..ليه ما تعرفين تلعبينهآ ؟
سآرة بملل :لأ ،أعرف الله يخلي عُمر علمني إياها ..بس والله ما ودي
عنود بنرفزة :وش فيك اليوم أخلآقك قآفلة ؟
سآرة إرتمت بالسرير على ظهرهآ ،تنهدت وقآلت :تعبــــــــآنة
عنود بدهشة :تعبآنة ؟وش متعبنك يا بعدي ؟
سآرة :مو بس تعبآنة ،و مقهورة بعد !
عنود إقتربت منهآ لتجلس بجآنبهآ على السرير :أوف أوف ..حآلتك صعبة يا سارة ،خبريني وش صاير معك ؟
سآرة ضيقت بعينيهآ ،و وجه فراس أتى أمامها :ودي أقتله ،ودي أذبحه
عنود بصدمة :من ذا؟
سآرة ببغض :فــــــــراس
عنود :اللي طحتي معه بالمسبح؟
سآرة بنرفزة :أرجووك عنود ،لآ تذكريني ..وتضيقين خلقي أكثر من ماهو ضايق
عنود بلهفة :وش سوا لك بعد هالمزيون؟
سآرة :مزيون فعينك ! قال مزيون قال ..هو أقبح وآحد في العآيلة
عنود :لآ لآ ..لآ تظلمينه عاد ،والله شفته مرة ..مزيون مرة وأبيض منك
سآرة جلست بسرعة لتقول بغضب :وإذا أبيض !خلاص أجمل مني يعني ؟الحمدلله بيآضي عآجبني !
عنود بضحكة :هههههههههه خلآص لآ تعصبي ..إنتِ أجمل منه بمليون مرة ..المهم خلينآ من ذا الموضوع ..وش سوا لك؟!


؛


في غرفة وعد ..

أخرجت فُستآنهآ الكُحلي الذي سترتديه اليوم بيوم خطبتهآ وملكتهآ من الدولآب
تركته على سريرهآ ،وأصبحت تتأمل تفآصيله الجذآبة
تنهدت بحآلمية ،وهي تتخيل خآلد المُتيم بهآ وهو يرآه عليهآ ..
إبتسمت بحب له ..
جلست على طرف السرير ..
وهي تُفكر بحيآتهآ التي ستقضيهآ مع خآلد ..بمفردهآ !
سيكون لهآ وحدهـآ ،لآ أحد من جنس حوآء سيشآركهآ به ..
سبع سنوآت قضتهآ معه ،و ستكمل بقية حيآتهآ برفقته ..لآ يُفرق بينهمآ إلآ الموت ..فقط !

أمسكت هآتفهآ النقآل ،وهي تتأمل إسمه في جهآت الإتصآل ..
برقت عينيهآ بحب له ،شعرت بأن العبرة ستخنقهآ ..وهي تتخيل أنهآ وآفقت على "مآجد" ..
و تركته..
و هي في وسط تأملآتهآ ..أنآرت شآشة هآتفهآ بإسمه
ممآ أصآب أوصآلهآ بلسعة كهربآئية ..

وبسرعة وضعت الهآتف على أذنهآ ..
خآلد تنهد بعمق ليقول بنبرة ملؤهآ مشآعر جيآشة :هـــلآ وعــد
وعد إرتجفت من نبرة صوته ؛لآ تدري لمَ شعرت بالخجل منه الآن !
وكأنه أول مرة يحآدثهآ ..:أهلين
خآلد بإبتسآمة :كيفكِ ؟
وعد برقة :الحمدلله تمآم ،إنتَ كيفك ؟
خآلد بخفوت :تمآم الحمدلله ..
أردف بحآلمية :اليوم بتكون ملكتنآ يا قلبي ..
وعد إبتسمت ،ولم ترد عليه
خآلد قآل :ودي لو أختطفك ..وش بيصبرني أسبوع كامل أنا ؟!
وعد :بيكون عرسنا مع ولد عمك فيصل مو؟
خآلد :إيـه ،مع إنه كآن ودي يكون لنآ عرس خآص ..محد يشاركنآ فيه ،بس يالله صار اللي صار ..
وعد بإبتسآمة :أهم شي إنا نكون مع بعض
خآلد زفر بعمق ليقول :فديتـك أنا ..يلا اللحين بيأذن المغرب ،وبعد العشاء الملكة ..بخليك تتجهزين اللحين
وعد :أجل يلا بخليك أنا
خآلد بإبتسآمة :إنتبهي لنفسك ..
وعد بنعومة :وإنت بعد ..يلا مع السلآمة ..
خآلد :مع السلآمة بحفظ الرحمن يا قلبي ..

وعد أغلقت الهآتف ،ثم تركته على الطآولة ..إقتربت من سريرهآ وإحضتنت ذلك الفُستآن لصدرهآ بفرحـة ..
لآ تستطيع وصف فرحتهآ هذا اليوم ..!
إنهآ مُلكه هو ..أنا له هو فقط !
آآآآآآآه ،يا لهذا الشعور ..


 
 

 

عرض البوم صور آثَارْ !   رد مع اقتباس
قديم 08-08-13, 08:01 AM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2013
العضوية: 255457
المشاركات: 38
الجنس أنثى
معدل التقييم: آثَارْ ! عضو له عدد لاباس به من النقاطآثَارْ ! عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 133

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
آثَارْ ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : آثَارْ ! المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية على كثر العيون اللي ضحكت لي ما بكت لي عين /بقلمي

 

الجُزء [10]




في منزل أبو صالح ..

تجلس عذوب على إحدى كنبآت الصآلة ،وقد إرتدت عباءتهآ ..تضع هآتفهآ في حضنهآ ،تنتظر رسالة وصوله ..
خآئفة جداً ..خآئفة من فيصل ،ومن لقاءهآ بوآلدهآ ..أمام فيصل !
آه ،كم هذا مُنهك جداً عليّ ..

إرتفعت أنظآرهآ لأم صالح ..التي كآنت تُسبح بعدما إنتهت من تأدية صلاة العصر
جلست بجآنبهآ لتقول :ها ،زوجش ما بعد جاء؟
عذوب توترت أكثر من كلمة "زوجش" ،لتقول :مدري هو قال بعد صلاة العصر بجيك ،و قبل المغرب بنجي عشان ملكة ولد عمه
إبتسمت أم صالح لتقول :آهـآ ما شاء الله ،الله يهنيهم ..
إبتسمت عذوب لأم صالح ..
ثم ألقت نظرآتهآ لشوق التي كآنت تنزل ببطء من الدرج ..
إستغربت من مشيتهآ !!

شوق جلست على كنبة مُنفردة لتقول :ما شاء الله لابسة ،على وين؟
عذوب تنهدت لتقول :بطلع مع فيصل !
شوق رفعت حاجب :تطلعين وانتو مابعد أعرستوا؟
عذوب بإبتسآمة مستفزة :وش أسوي بعد عمري ميت عليّ ..
شوق بنرفزة :عشتووو

إهتز هآتفهآ الذي كآن على فخذهآ ..أنزلت رأسهآ ..لترتعش أوصالها
من مرأى رسالته ..
"إطلعي .."

ظلت تُحدق بالرسالة لفترة ..و توترهآ بآت يزدآد ..وضعت كفهآ المُتعرقة على الجآنب الأيسر من صدرهآ ..تتحسس نبضآته المجنونة !
سَمّت بالله ،ثم همت وآقفة لتقول :يلا بروح أنا ..فيصل عند الباب
أم صالح :الله معـك ..سلمي عليه

خرجت عذوب من المنزل ،ثم شتت أنظآرهآ ..تبحث عن سيآرته !
لآ تعلم أي سيآرة هي سيآرة فيصل ..!
فُتحت نآفذة إحدى السيارات التي كانت بعيدة قليلاً من المنزل ،طل منهآ ليقول :هِنا

إلتفتت لمكآن السيآرة ..عَلِمت أنه هو ..
إقتربت من سيآرته بمهل ،و توترهآ بدأ يزدآد ! تصبصب جسدهآ عرقاً
تشعر بأنها ذآهبة للموت ؛
"خلاص عذوب خفي على نفسك ما صارت .."
وقفت مُحتآرة ،في أي مقعد ستجلس؟
الخلفي أم الأمآمي ..كآنت تود أن تجلس في الخلفي ..!
لكن من الذوق أن تقعد في الأمآمي ..

أغمضت عينيهآ تستجمع قوآهآ ،فتحت البآب لتلفحهآ برودة السيآرة ورآئحة عِطره التي إخترقت خلآيا أنفهآ ..
بلعت ريقهآ ثم جلست على المقعد ،لتقول بخفوت :السلام عليكم
فيصل إلتفت إليهآ ،ليرتعش قلبه بين جنبآت صدره :وعليكم السلآم

حرك سيآرته ثم مضى مُبتعداً عن المنزل ..عذوب شعرت بالإختنآق ..تشعر بأنهآ قريبة منه جداً ..و رآئحة عطره القوية بدأت تضيق عليهآ التنفس ..!

لم يلتفت إليها ،بل ظلت عينآه تحدق على الأمام .. قريبة قريبة منه جداً ؛
تنهد بعمق ،و سحب جميع الهواء من حوله ؛يستغفر الله مِراراً وتِكراراً ..وهو يتذكر ذلك الحلم ..!

قآل هو ليبتر أي تفكير يجول بدآخله :أبوك بأي مستشفى ؟
عذوب إلتفتت إليه تلقائياً لتقول :مستشفى الـ .....
فيصل بهدوء :ترا بنزور أبوك قبل زوآجنا ..لإن يمكن ما بنحصل فرصة بعدين ..
عذوب بتلقائية :طيب

إلتفت إليهآ ..ليجد وجههآ الملآئكي ،غير مُغطى ..تذكر دمعآتهآ ذلك اليوم
تذكر ،عندمآ سحبهآ إليه ..خشى أن تصدمها غآدة بسيآرتهآ ..
تذكر عندمآ رأى الشباب يحومون حولهآ ..
ذلك الشعور العنيف الذي إجتآحه ذلك اليوم ،ود لو أنه يستطيع ذبحهم وتقطيعهم لأشلاء
كل ذلك وذآك ..تحول لكومة مشآعر ..تكبدت على قلبه ..
قآل بحزم :من اليوم ورايح غطي وجهك ..
إلتفتت إليه تآركة مسآفة بين شفتيها ،قالت بفهآوة :هآ
رمش بعينيه بهدوء ،ليقول :المرة الجآية ،غطي وجهك !ما تطلعين من البيت إلا والغطا على وجهك
بلعت ريقها ثم إلتفتت للأمام :طيب

صمت فيصل عندمآ رأى ربكتهآ ..و إرتعآشآتهآ التي تنتقل تلقائياً إليه ..
عِندما إقترب من المستشفى ،ركن سيآرته بالموآقف ..
أغلق سيآرته ،ليقول :يلا إنزلي
نزل هو ونزلت هي ..

إقتربت منه بتوتر فضيع ،ومشت بجآنبه ..لآ يفصل بينهمآ إلا إصبع
يكآد يسمع حفيف ثوبه الذي يحتك بعباءتهآ ..
قآل هو بخفوت :لآ تبعدين عني ،ترى المرضى اللي هناك مُمكن يسوون فيك أي شي
عندما قآل ذلك إقتربت منه أكثر لتقول :طيب
إبتسم هو بمرح ..ثم دخلآ إلى المُستشفى ..
حآدث الإستقبآل وسأل عن إسمه ..

إنطلقا مُتجهين نحو مكآنه ..كآن يجلس بحديقة المُستشفى ..على إحدى الكرآسي ..
مُنزل رأسه لقدميه ..شكله كآن بريء جداً ..
خفق قلبهآ بحب له ،رغم مآ فعله ..إلآ أن حبهآ له ،لآ يزآل !وبعنف أيضاً
إحتقنت عينيهآ بالدموع ،وهي تراه وحيد ..بين جدرآن هذا المُستشفى ،لآ زوجة ولآ أبناء ..
لآمت نفسهآ كثيراً ..لإنهآ لم تقم بزيآرته مُطلقاً
إلتفتت لفيصل وبرقت عينآهآ بإمتنآن له ..فهو الذي طلب منهآ أن تزور وآلدهآ ..
لآ تعلم كيف تشكره على مآ فعــل !

إقتربآ منه ..لم يرفع رأسه لهمآ ..جلست عذوب عند قدميه ..وبسرعة جذبت كفه وقبلت ظآهرهآ ..لتقول بعدمآ إنطلقت دمعة حآرة على خدهآ :يبـة
أبو طآرق ..رفع رأسه بدهشة ..لتلك التي سحبت يده وقبلتهآ !
رآهآ بتوهآن ..قآل :عـ..عـذوووب؟

عِندمآ سمعت إسمهآ يخرج من بين شفتيه المتشققة ،إنفجرت في بكآء حآد ..وإنكبت على فخذيه تبكي ..
فيصل إقترب قليلاً ،ليقول بخفوت :عذوب ..الله يهديك بس ،كذا بتوتريه
أبو طآرق رفع رأسه لفيصل ليقول بتساؤل :من أنت ؟
فيصل بإبتسآمة :فيصل ،زوجهـآ

أبو طآرق بإستغراب :زوجها ؟!
فيصل :أيه زوجها ،وإن شاء الله بنعرس بعد إسبوع !
أبو طآرق إلتفت لعذوب التي كآنت تراه بعينين دآمعتين ،قآل لهآ بصدمة :وطارق عنده خبر ؟


إرتجفت شفتيهآ بألم ..
لآ يعلم ؟لآ يعلم أنه هو من سلبه حيآته ؟
آهِ لو كنت تعلم يا أبي ..يالا فجيعتك لو علٍمت ..أنك قتلت فلذة كبدك ..
قتلته بيديكِ يا أبي ؛

همست بوجع:لأ ما عنده خبر
أبو طارق بصدمة :ليه ما عنده خبر ؟تزوجتي من ورانا ؟أنا مو قايل لكِ تشاورين طارق في كل شي ؟
رفعت عينيهآ له ،تتوسل له بعينيهآ بأن يصمت ..لآ تريده أن يتحدث عنه
تخشى أن تخبره ،فتزداد حآلته

إلتفتت أنظآرهآ لفيصل الصآمت ..كآن يرآقبهمآ ..
يُرآقب هذا المشهد المؤلم على قلبه ..
إستنجدته بأنظآرهآ ..تود منه أن يسآعدهآ ..!
فيصل فهم هذهِ النظرة التي قطعته من الوريد إلى الوريد ؛فهذهِ النظرة ليست بالمرة الأولى التي شآهدهآ ولمحهآ ..!

فيصل بهدوء :عمي كيف صحتك اللحين ؟
أبو طارق بجمود :وش شايف ؟
همت عذوب وآقفة وجلست بجآنب أبيهآ ..قبلت كتفه ثم قالت :يبة آسفة ،قصرت في حقك كثير !سامحني
أبو طآرق إلتفت إليهآ :مسموحة يالغالية ،بس ليه ما زارني طارق للحين ؟
عذوب شتت أنظارها بسرعة لفيصل ثم لوالدها ،لتقول :مشغول اللحين ..



؛


"ذيك صديقتك اللي اليوم جاية ؟"

تركت ريموت التلفآز وإلتفتت إليه لتقول :أيه ،ليه تسأل؟
نوآف يشغل نفسه بهآتفه:مجرد سؤال ..

رفعت حآجب لتقول :علينا نوافووه ؟[بإبتسآمة]ترا البنت مو متزوجة ..

نوآف شعر بالفرح يسري بدآخله وعنود قد سهلت له الأمر الذي أرّقه بدايةً
نوآف إقترب منهآ ليقول بخفوت :طيب أنتِ كلميها ..وشوفي رايها ،وافقت بخطبهآ ..ما وآفقت الله يوفقهآ ..
عنود بصرخة :إحللللف ! نوافووه ما أصدق ..إنت تآخذ صديقتي ..يآآآآ فرحتي
نوآف ضربهآ بخفة على رأسها ،ثم قال :أششش لا أمي تسمعنا اللحين ..خلنا نعرف راي البنت أول وبعدها عاد !
عنود و وجهها تهلل فرحاً :والله اللحين بروح أسألها عن رايها لو تبي
نوآف بمعآرضة :لا لا ..مو اليوم ،وش بتقول ؟شافني اليوم وعلى طول جا يخطب
عنود :وش فيها؟
نوآف وهو يعقد حوآجبه :لا لا خليها بعدين ؛أبي أرتاح أسبوع كامل ..
عنود إقتربت منه وقبلت خده لتقول بفرح :والله إني أحبك والله ..ماني مصدقة أبد أن سوير بتسكن معنا
نوآف ريّح جسده على الكرسي بسعآدة ليقول :إسمها سارة ؟
عنود :أيه أيه ،أسأل أي شي عنها ..تراها صارت زوجتك
نوآف بدهشة :مرة وحدة ؟بعدنا ما عرفنا راي البنت ..ولا صار شي ههههههه
عنود بلهفة :المهم المهم ،بتسكنها معنا ولا بتسكنوا بروحكم ؟
نوآف بضحكة :لحوول ،ياليتني ما تكلمت معك ..ما شاء الله عليك خيالك وآسع يا عنود ..تخيلي ما وافقت ؟
عنود رفعت حآجب وقالت بإستنكآر :ما توآفق ؟هه حبيبي أصلاً هي ما بتلقى زيك ..وعاد أنا أختك ..وش تبي أكثر؟
ضربها على رأسها ليقول بضحكة :يالوآثقـة ..


؛

في فرنسآ

ظلت في الحمآم لفترة طويلة ،مُترددة كثيراً ..لآ تود الخروج بهذا القميص !
رغم خجلهآ ،إلآ أنها خرجت ..رأته مُستلقي على ظهره ..يسند رأسه لرأس السرير وفي يده هآتفه الجوآل ..
بلعت ريقهآ ،لم تستطع أن تتقدم له خطوة ..خآئفة من ردة فعله !

أيوب كآن مُندمج بتطبيق "الواتس أب" ،يُرآسل أحد الشبآب الذين يعرفهم هُنا في فرنسا ..ليتعرف أكثر عن المنآطق السيآحية الموجودة !
عندما سمع بآب الحمام يفتح ثم يغلق ..عَلِم أنها خرجت ..
قآل وهو لآ يزآل مُنزل رأسه للشاشة الهآتف :غآدة ..بكرة الصبح لآزم نطلع مبكر ..

و أكمل مُرآسلته ..عِندما لم يجد رد منهآ ،رفع رأسه إليهآ ..
لِتُصاب أوصآله بلسعة كهربآئية قآتلة ..
شتت أنظآره على جسدها ثم على وجههآ ،ليقول برجفة دآخلية:وش ذا؟

غآدة إنحرجت ،بل إنصهرت ..من سؤاله المُبآغت !
هل هكذا هم الأزوآج ؟لمَ يسأل عن ما أرتدي ؟
ألا تفعل كل زوجة هكذا أمام زوجها ؟

لم تستطع الرد عليه ..بل ظلت صآمته وعآدت خطوآتهآ للخلف تود أن تعود للحمآم ..لكي تخلعه !فالظآهر أنه لم ينآل على إعجآبه ..
عندما رآهآ تعود للحمآم ،قال :على وين؟

غآدة ببحة مُرتعشة :بروح الحمام
أيوب :توك طالعة !
غآدة ..لم تفهمه حقاً ،فعندما خرجت إليه بهذا القميص ..إعتلى وجهه الرفض القآطع !
قآلت بخفوت :بروح أغيّر ..
أيوب بحزم وهو يشتت أنظاره على أثاث الغرفة :لأ مو لآزم ..
بلعت ريقهآ ،من تضآد رأيه ..!
خآفت أكثر ..تقدمت ببطء ..نحو مكآنهآ على السرير لتستعد للنوم ..
إستلقت على ظهرهآ ،ثم غطت جسدهآ بالبطآنية السُكرية ذآت النقوش السوداء ..
عِندما رآهآ تستقر بجآنبه ..إزدآدت خفقآت قلبه ..
و بسرعة قبل أي فعل غير إرآدي يصدر منه ،أخذ هآتفه ومعطفه وخرج من الغرفة ،ثم من الجنآح ومن الفندق بالكآمل ..
عندما إستقرت قدميه على رصيف الشارع ..سحب جميع الهواء من حوله ثم زفره على هيئة كومة من الضيق المُتكبد على صدره ..

ضآعت حيآتي يالله ..! ضآعت
ولآ أستطيع ترميمها !ماذا أفعل ؟دُلني يالله على الطريق السليم ..


في دآخل الفُندق وبالغرفة ..بعدمآ رأته يرحل من الغرفة وسمعت صوت باب الجناح عٍندمآ غُلِق ..
خرت في بكآء موجع ..عضت على البطآنية بقوة ..وهي تحاول أن تمنع شهقآتهآ المُتعآلية الحآرقة على روحهآ الرقيقة !
لآ تستطيع أن تتحمل أكثر من ذلك !
لمَ يهرب منهآ ؟وكأنها بشر مقزز بالنسبة له !
لمَ تزوجني إذا كآن يشعر بالنفور مني ؟
لمَ يؤلمني هكذا وبهذه الطريقة البشعة ؟

تنهدت بألم ،وقلبهآ الصغير قد تمزق تماماً ..لم يعد يستطع تحمل هذه التصرفآت الغريبة
فهي لم تعتد إلا على الدلال فقط !


؛


في منزل أم وعـد ..
و بعد إنتهآء الملكة ؛

نزلت وعد من غرفتهآ متوجهة لمجلس النساء الفآرغ ،الذي لآ يوجد فيه إلآ خآلد ..
لآ تزآل الربكة تعتليهآ من مقآبلته ؛
اليوم سُتقآبله كزوجة ،وبالأمس كآنت كحبيبة ..
شعور مُختلف جداً ؛يجعل ربكتهآ وتوترهآ يزدآدآن ..
قآبلت وآلدتهآ لتقول :خآلد ينتظرك يمة ..
وعد لم ترد على وآلدتهـآ ،إستقرت قدميهآ أمام باب المجلس ..وقفت لفترة تتأمل أصآبع قدميهآ ..
رفعت رأسهآ ،وأخذت نفس عميق لتفتح الباب ..
فتحته ..و لم تجد أحد في المجلس ..تقدمت خطوآتهآ المتوترة للدآخل أكثر ..
شتت أنظآرهآ على المجلس بالكآمل ..ولم تجد أي أثر له ..
قفزت دمعة من عينهآ اليسرى ..كآنت تود أن تعود لغرفتهآ وتخر في بكاء حآد موجع ..

لولآ أنهآ شعرت ،بشخص يضمهآ من الخلف ..لتسري برودة عنيفة على جسدهآ ..
ضمهآ بتملك كبير ،هآهي الآن بين يديه ..له وحده ..
فتآته هو ؛نآضل من أجلهآ سبع سنوآت !
دفن وجهه في شعرهآ الطويل البندقي ،تنفس بعمق ..إرتشف رآئحتهآ البآردة ..
لتهيج مشآعره أكثر فأكثر
همس بعآطفة :وعد ،يا روحي !

إنتفضت بين يديه ،لم تتوقع مُطلقاً ..أن خآلد يكن لهآ هذا الكم من المشاعر ..
قآلت بخفوت :خآلد ..
بُترت الكلمآت من شفتيهآ ..لم تستطع أن تكمل
وهي تشعر بأنه غرس جسده بهآ أكثر فأكثر ..قآلت بوجع :خالد ..إبعد

وضعت يديهآ المُرتعشة على يديه التي كآنت تلتف حول خصرهآ ..أبعدته عنهآ برقة ..لم تستطع أن تلتفت إليه ..فهي لآ تزآل مُرتبكة جداً
لآ تستطع أن تضع عينيهآ بعينيه ..

لفهآ له ،و وضع كفيه على كتفيهآ ،ليقول بإبتسآمة مُحبة :وعد ..وأخيراً صرتي لي
إعتلت الحُمرة وجنتيهآ ،أنزلت نظرآتهآ لمستوى صدره ولم تنطق بأي حرف ..
قآل :أمك عطتني خمس دقايق بس ..والله ما تكفيني ،وش رايك تجين معي ..نروح نتمشى وأرجعك الفجر !

إرتعدت للخلف عدة خطوآت وهي تقول بمعآرضة :لأ خآلد ..ما يصير
أمسك بكفيهآ وقآل :ليه ؟مو أنا زوجك !
عضت شفتيهآ بتوتر لتقول :أدري بس ..وش بيقولون عني ؟طلعت معك بليلة الملكة ،مو حلوة والله
تنهد بضيق ثم قال :خلاص طيب على راحتك ..

سحبهآ معه ،ثم أجلسهآ بجآنبه على الكنبه ..رآقبت ملآمحه الجآمدة ،لتقول :خلّود زعلت ؟
إلتفت إليهآ بإبتسآمة :أزعل ؟وليه أزعل ..أحد يزعل من روحــه ؟
إبتسمت بحب له
و قلبهـآ الرهيف ،يترآقص فرحاً ..

سحب يديهآ ليضعهآ بين يديه الضخمة ،قآل :وعودي ،ترآ شهر عسلنآ بدبي ،سوري ما قدرت أحجز لنآ بتركيا .."على طلبها هي"
وعد بإبتسآمة :عـآآدي ،وبعدين أنا ما رحت دبي من زمآن
أردف بهدوء :ونروح برّ ..
وعد :ليه ..
خآلد :مآ لقيت حجز ! ..


؛


*بعد مرور أسبوع من الأحدآث*


في إحدى قآعآت الأفرآح المُتوآجدة بالعآصمة مسقط ،قآعة "......" الرآقية التي يمتلكهآ أبو فيصل ..
كآن عرس مزدوج لـ "فيصل&عذوب" ، "خآلد&وعد" ..

في الطآبق الثآلث حيث هُنآك جنآح العروسآن "عذوب و وعد " ..
يجلسآن بين أيدي من تقوم بتزيينهن ..

عذوب كآنت تشعر بربكة كبيرة جداً على روحهآ المُثقلة بالخجل ؛قآلت لتُبدد هذا الشعور :سبحآن الله يا وعد إلتقينا مرة ثانية

وعد الأٌخرى التي لم تقل ربكتهآ وتوترهآ عن عذوب :أيه والله ..يالله الله يهنينا هههه
عذوب بإبتسآمة :آميـن ..
وعد :سمعت ما فيه زفة !
عذوب بتأكيد :أكيد ما فيه زفة ،ترا عرس مزدوج ..شي طبيعي ؛
وعد :ترا أول مرة تصير في عايلتنآ ..


في الأسفل ،و في القآعة ..
تجلس سآرة وعنود بطآولة تقع على حآشية القآعة ..


سآرة رفعت حآجب بتعجب :أقول عنود وش فيك من يوم جيتي تتمقلين فيني ؟فيني شي غلط؟
عنود بإبتسآمة :مُعجبة يا بعدي !
سآرة إبتسمت بسخرية :أدري أن وراك سآلفة ..
عنود قررت أن تُخبرهآ الآن :بس لآ تنجلطي ..

إنتفضت سآرة كـ"المقروصة" من كُرسيهآ :وش صاير؟
عنود ضحكت :ههههههههههه ،إنجلطتي وأنا ما بعد قلت شي
سآرة :أكيد موضوع خطيــر !
عنود :لأ مو خطيـر ،إلا أخطر من الخطير يا سوير ..وأخيراً بيتحقق حلمك اللي غثيتينآ فيه ..
سآرة بعدم فهم من هذه المُقدمة :عويند ،لآ تخليني أفقع لك راسك ..بسرعة قولي وش صاير ..وبلاها ذي المقدمة السخيفة
عنود بإبتسآمة حآلمة :صرتي زوجة يا سارة

إنصعقت سآرة :وش زوجته يالمهبولة ؟زوجة وشو؟
عنود بضحكة :هههههههههه والله مافي مهبول غيرك
سآرة بقلة صبر قالت بتهديد:والله يا عنود لو ماقلتي وش هناك والله لأذبحك
عنود بممآطلة :يووووه حلفتي ! صدق بتذبحيني ..؟أدري ما تقدرين
سآرة أغمضت عينيهآ بقلة صبر ثم فتحتهآ ،لتقول :أقول ..لآ تقولي ..ما ودي أعرف شي

إمتدت يديهآ لكأس العصير ،إرتشفت منه ..و شتتت أنظآرهآ البآردة الغير مهتمة على الحضور ..
عنود رآقبت حركآتهآ التي تظهر فيهآ عدم الإهتمآم
إبتسمت بخفة ،لتقول وهي تلهو بهآتفهآ المحمول وتمثل عدم الإهتمآم :نوآف يبي موآفقتك ..

كحت بعنف ،إحمر وجههآ إثر هذه الكحة :كح كح كح كح ..موآفقة وشو؟
عنود إبتسمت بدآخلهآ ومدت لهآ منديل لتنظف شفتيهآ التي إتسخت بالعصير ..: موآفقة الخطبة ،قآل لي أشوف رأيك وبعدها يتقدم رسمي !

سآرة لم تستوعب بعد ما الذي تهذي به عنود !
قآلت بفهاوة :هاه
عنود :موآفقة ولا لاء ؟بليز سوير وآفقي ..تخيلي لو تزوجتيه بنكون في بيت وآحد ..والله حماس

سآرة تُحآول أن ترتب كلمآتهآ التي تبعثرت ..
أول مرة في حيآتهآ لآ تستطيع الرد على من يسألها !
تذكرت صوت فِراس وتلآعبه عليهـآ ،وثقته العمياء بأنها ستحبه !
لآ تدري لمَ فكرت من نآحية فرآس ،أرآدت أن تتحدآه ..لتقول بثقة :موآفقة !

عنود بصرخة فرح :إحلفــــــــــي!
سآرة ضحكت بتوتر :إيه موآفقة
عنود بفرح مجنون :واااااااي ما أصدق ما أصدق ..يعني إنتِ سوير الخبلة ..تصيرين اللحين زوجة أخوي نوآف ؟!الاااااااه شعووور جميل لا يوصف
سآرة بحرج :وجع عنودووه !ما بعد صار شي ..لآ تخليني أرفض اللحين
عنود :لآآآ واللي يسلمك !وآفقي وآفقي ،والله لو علّمت نويف عن موآفقتك لينط للسقف من فرحته !


إبتسمت سآرة بحرج ،ثم تذكرت ملآمحه الوسيمة عِندمآ فتح لهآ البآب ذلك اليوم !
خفق قلبهـآ بخجل كبيـر جداً ..



؛



في جنآحه ..

يقف بكآمل هيبته ،و أخيه فِراس يقوم بتعديل المِصر له ..
يشعر بشيء مُتضآرب دآخله ؛

إبتسم فِراس بوجه فيصل بعدما إنتهى وقال :مبروك ..
فيصل بإبتسآمة :الله يبآرك فيك ..

فيصل إبتعد عنه ،ثم جلس على الكنبة ..وقآل :خالد خلص ؟
فٍراس :لأ بعـد [أردف] اللحيـن بتقعدون هِنا لين يزفون العرايس؟
فيصل بهدوء :إيه ..بس يخلصون كل واحد ياخذ مرته
فِراس جلس مقآبله :والله عرسكم غريب يخي
فيصل :لآ غريب ولا هم يحزنون ..أكيد بيصير كِذا وش تبينآ نحضر الزفة أنا وخآلد ؟
فِراس :لأ مو كِذا قصدي ،بس يعني عالأقل لو كل وآحد مسوي عرسه في قآعة ..
فيصل بإستنكآر :أحسن كِذا ،تقليل للخساير ..
فِراس بتأييد :إيه في هذهِ النقطة أنا معـك

فيصل تنهد ،ثم إبتسم :يالله عقبالك فراس ..
فِراس :أحم ..أنتظر لي أسبوع بس ..وإن شاء الله أخطب
فيصل يرفع حآجب :ما شاء الله الظآهر البنت جآهزة مو ؟
فِراس بضحكة :هههههه ما شاء الله فاهمني !إيه جآهزة ولله الحمد
فيصل بدهشة :مين؟
فِراس بحذر:بنت عمك ! سارة
فيصل بدهشة :سارة ما غيرها؟
فِراس بهدوء :إيـه سارة ..
فيصل بإبتسآمة :أجل مبروك مُقدمـاً ..


؛


بعد إنتهآء الزفة الطويلة ؛وبعد سلآم الأهل والضيوف الحآر للعروسآن ..
كل عريس أخذ زوجته ؛

عهد [أخت وعد] والدموع تملأ عينآهآ :يلا حبيبتي الله معك ..
وعد وهي تُغطي وجههآ المُزيّن :خلآص عهودي لآ تبكين ..
عهد إقتربت منهآ وقبلتهآ ،لتقول :إقنعي خالد ما تروحوا اللحين في هالليل والله مخاطر الطريق !
وعد بهدوء :أحاول ،بس أدري أني ما أقدر أقنعه ..
عهد :يالله الله حافظكم ،والله يهنيكم
وعد بإبتسآمة :آمين يالغالية ،وسلمي على عبدالله "زوج عهد"
عهد:يوصل

خرجت وعد بِرفقة عمهآ "زوج أمها" الذي أخذهآ لمكآن سيآرة خآلد ..
مساعد :يالله وعد الله معك وربي حافظكم
وعد بخجل أنثوي :آميـن ..

خرج خآلد من سيآرته وتقدم إليهم ..ليقول مسآعد :الله يهنيكم ..
خآلد بإبتسآمة :آمين الله يخليك
مساعد بلوم :الله يهديك خالد لو تأجل سيرة دبي لبكرة الفجر ،أجل أحد يطلع اللحين في نص الليالي ؟
خآلد بإبتسآمة :لآ تحآتي ياعمي ،وبعدين محنا مستعجلين ..بنمشي على الراحات إن شاء الله
ثم أردف :يالله توصي بشي؟
مساعد :سلامتك ..

إبتعد مسآعد عنهمآ ،ليقترب خآلد منهآ ويهمس في أذنها :يلآ إصعدي يا روحي ..
وعد بخجل :طيب إبعد شوي خلني أصعد
إبتعد خآلد عنهآ ليصعد السيآرة والإبتسآمة المرحة ترتسم على ثغره ..
إستقرت بجآنبه ..

أغمض عينيه وفتحهآ ببطء ليقول بعد تنهيدة طويلة :وأخيراً يا وعد وأخيراً ..
وعد بحرج :خــــــــآلــد
إلتفت إليها ليقول :يا عيونه
وعد :بااس ..
قهقه خآلد بمرح ،ثم حرك سيآرته ليخرج من سور القآعة ..
وصل إلى الشارع العآم ..والصمت يلفُهمـآ ..
نبضآت قلبه لآ تزآل غير مُستقرة ،لآ يستطيع التصديق بأن حبيبته الآن تجلس بجوآره ..

خآلد بإبتسآمة :تصدقين وعد ،والله للحين ما مصدق !
وعد بإبتسآمة نآعمة :ولآ أنا ..
إلتفت إليها ،ليقول :بس خلنا نوصل دبي ،والله لأنفجر فيك..وأعلمك من هو خالد
وعد بضحكة :أعرفك مولازم تعلمني
خآلد :أعلمك من هو خالد اللي هآيم فيكِ ..


؛


أم صآلح والدموع تغشى عينآهآ المتجعدتين :يالله حبيبتي الله معك وربي حافظك وين مارحتي و وين ما جيتي ..
عذوب ودموعهآ أيضاً تتنآثر على وجنتيهآ البيضاء :فديتك أنا ،والله بشتاق لك ..
أم صآلح بحزن :يا عساني ما أبكيك يا بنيتي ..والله أربع سنوآت مو شوية
عذوب وهي تتخلص من حُضن أم صآلح ،رفعت أنظآرهآ لهآ ..لتقول :إن شاء الله كل ستة شهور بزوركم يا الغالية
دخلت أم فيصل لتقول بإبتسآمة :يلا عذوب حبيبتي ..فيصل ينتظرك برا

سرت رعشة بآردة بجسدهآ ..إلتفت لأم فيصل لتقول :إن شاء الله عمتي اللحين بطلع له
إلتفتت لأم صالح وقبلت رأسها بعمق ..ثم قالت بحب :يالله يمة ..بخاطرك حاجة ؟
أم صآلح بحب :ما ودي إلا سلآمتك ..ما أوصيك عاد في زوجك ..
عذوب بحرج :إن شاء الله يالغالية ..

بعد هذا الودآع الذي أوجع قلب عذوب ..و أوجع قلب أم صالح ..
خرجت عذوب من الغرفة لتتوجه إلى موقع سيآرته ..وقلبهآ الرهيف ،يرتعش خجلاً ..!
مُكبلة هي ،بالخوف ..تمشي نحو سيآرته وهي تشعر بأنها ليست في هذا العآلم
بل تسبح في عالم آخر ..بعيد جداً

إنتبهت أخيراً لصوته الرجولي الجهوري :السلام عليكم ..
رفعت رأسهآ إليه ،ثم أنزلته بسرعة لتقول :وعليكم السلآم
فيصل وهو يفتح الباب لهآ :تفضلي ..

تنفست بقوة ..وهي تصعد إلى السيارة ..وتستكين في المقعد
أغلق بآبهآ ،ثم لمحته من خلف الزجآج ..يودع وآلدته بحرارة ..
و بعدهآ ..تقدم من بآبه ليدخل ..وهنآ بدأ قلبهآ ينبض بجنون كبير ..شدت على قبضتهآ ..

فتح الباب ،لتغمض هي عينيهآ ..إستقر بجآنبهآ ..شعرت بأن تنفسهآ ضآق ..
تبحث عن هوآء ،تبحث عن أكسجين ..يروي رئتيهآ ..

حرك السيآرة ،ولم يتحدث مُطلقاً ..كآن الصمت يلف ملآمحه الجذآبة ..وجهه الدآئري ولحيته "الديرتي" وسمآر بشرته ..أعطته جآذبية أكثر ..
ملآمحه حآدة،بدوية الأصل ..

بدأ جسده يتعرق فعلاً ..بجوآره هي الآن ..تنهد بعمق ،وأحدآث ذلك الحلم لآ زآلت ملآمحه تندفع أمامه ..وهذا يؤلمه أكثر فأكثر ..
قآل ليقطع جو التوتر هذا : أول مرة تركبي الطايرة ؟

كآنت سرحآنة ..ليوقضهآ فيصل بسؤاله المٌبآغت ..إنتفضت بجزع لتقول بخفوت :أيه ..
بإبتسآمة :حلو أجل ..بتكون تجربة حلوة ..
صمتت هي لم تعلق على كلمآته البسيطة ..ولكن كآن لهآ تأثير كبير بدآخلهآ ..
أردف هو بهدوء :أول شي بنسكن في فندق يعني لين ندور لنا شقة حلوة نستقر فيها ،بس ترا الجو هناك بارد عآد الله يعينآ ..

لآ تدري مالذي أصآبهآ ..تشعر بأن الكلمآت بترت من لسآنهآ ..لآ تستطيع الرد عليه
ربما من أثر الربكة ..
إلتفت هو إليهآ ..يُريد معرفة سبب سكوتهآ ..ولكنه فسر ذلك لحياؤها ..!

فيصل يريد أن يستدرجهآ في الكلآم ..كي تتعود عليه ،وتخرق غشاء الحرج والتوتر :مآ تعرفنآ على بعض كثير ؛أممم يلا بسألك وانتِ جآوبي تمام ..
عذوب بخفوت :تمام ..
فيصل إبتسم بدآخله ،وقآل :إيش مؤهلك التعليمي ؟
عذوب بحرج :ثآنوي ..
فيصل :يعني ما كملتي ؟
عذوب بحرج كبير :لأ ..
فيصل بتفهم :آهـآ حلو ..طيب شكلك ما بتسأليني ،خليني أنا أقول ،أنا جآمعي مآخذ شهآدة مآجستير من جآمعة كندية ..


؛


في فرنسآ ..

تقف أمام المرآة تعدل حجآبهآ ..إستعداداً للخروج ..للتخييم في إحدى غآبآت فرنسآ ..
حزمت أمتعتهآ وجميع أغراضهآ ..وقفت أمام المرآة تتأمل محيآهآ ..تشعر بأن خطأ ما بهآ..بهآ عيب ،ولكن لآ تدري ما هو !

مر أسبوع كآمل وأيوب لم يقترب منهآ كزوج ! أمر غريب وموجع بالنسبة لهآ ..
فقط تود معرفة السبب ..فقط!لا تود شيء آخر ؛

طل عليهآ من باب الغرفة ليقول :يالله غآدة ..الساعة ثلاثة اللحين ..
غآدة بهدوء :جاية ..

تقدم إليهآ وسحب الحقآئب التي كآنت بجآنب قدميهآ ..مشت هي أمامه وهو خلفهآ ..
يشتت أنظآره على ظهرهآ ..ويشعر بالألم ينخره ..!

لآ تعلم مابي !لآ تعلم بماذا أنا أعآني ..وكم من المرآت أتقطع !
وهذا ما يؤلمني أكثر ..أشعر بأني أموت بالبطيء ..لآ أحد يعلم مرارة الألم الذي بدآخلي ..

إستقرت قدميهمآ ،أمام سيآرة أيوب التي إستأجرهآ مؤخراً ..
وضع الحقائب مع باقي الأغراض ..ثم صعد بجآنبهآ ..
حرك سيآرته بهدوء ..غآدة ظلت صآمتة ،لآ تود الحديث معه ..

أيوب بصوت مخنوق:غآدة حبيبتي وش فيك ؟مو على بعضك!
غآدة ألقت عليه نظرآتهآ البآردة ،ثم إلتفتت للأمام ..من دون رد

أيوب إختنق فعلاً ..قآل بخفوت :غآدة ..نآظريني ،ولآ تعذبيني أكثر
خنقتهآ العبرة ،كتمت دمعآتهآ ..وألتفتت إليه برضوخ ..
ليقول هو :ما يهون عليّ والله زعلك !
قآلت بصوت بآكٍ :وش تفسر تصرفآتك أجل ؟
أيوب حآول أن يمسك نفسه ،قآل :وش فيها تصرفاتي ؟
أنزلت أنظآرهآ للأسفل وهي حقاً في رغبة جآمحة لبكآء حآد ..قآلت :تصرفآتك مو كزوج أبداً ..الأخ وما بيكون كذا تعامله مع أخته !
تنهد بعمق ليقول :المشكلة أنك ما فآهمتيني
غآدة رفعت أنظارها إليه لتقول بتوهان :وش اللي ما فآهمتنه ؟علمني عشان أفهمك ..!
أيوب تنفس بقوة ،ثم جذب شفتيه العليآ ..ليقول :مو اللحين ..
غآدة بإنفعال :متى ؟خبرني متى !والله مليت
أيوب ألقى نظرآته بسرعة إليها ليقول :بس نوصل المخيم بعلمك ..!

أشآحت بنظرهآ إلى زجآج النآفذة ..و في صدرهآ آلآف العبرآت التي تود الخروج والتحرر منهـآ ..


[إنتهى]



صلوآ على النبي المصطفى ـآ
+ لآ تنسوآ تعليقآتكم وتوقعآتكم
مع إني زعلآنة شوي منكم =(

 
 

 

عرض البوم صور آثَارْ !   رد مع اقتباس
قديم 10-08-13, 05:56 AM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2013
العضوية: 250681
المشاركات: 24
الجنس أنثى
معدل التقييم: بنت محمد. عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 69

االدولة
البلدAlbania
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بنت محمد. غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : آثَارْ ! المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية على كثر العيون اللي ضحكت لي ما بكت لي عين /بقلمي

 


ما اعرف اعلق زي العالم والناس "/
لكن متشوقة للبارت الجاي، بإنتظارك ()

 
 

 

عرض البوم صور بنت محمد.   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
/بقلمي, ما بكت لي عين, آثار, ليلاس, أيوب غآدة, ميّ, موت طآرق, منتدى ليلاس, اللي ضحكت لي, العيون, الكاتبة اثار, تعلم الإنجليزي, بقلم:آثَارْ !, حمد يوسف, خالد وعد, روآية رومنسية جريئة, روآية عُمآنية, روآية إجتمآعية, روآية وآقعية, رواية, رواية عمانية, صالح شوق, على كثر, عذوب فيصل, عُمر أروى, فراس سارة, طارق أبوطارق
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t188803.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹط© ط¹ظ„ظ‰ ظƒط«ط± ط§ظ„ط¹ظٹظˆظ† ط§ظ„ظ„ظٹ ط¶ط­ظƒطھ ظ„ظٹ ظ…ط§ ط¨ظƒطھ ظ„ظٹ ط¹ظٹظ† /ط¨… | Bloggy This thread Refback 22-06-15 05:37 AM


الساعة الآن 08:10 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية