كاتب الموضوع :
آثَارْ !
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: رواية على كثر العيون اللي ضحكت لي ما بكت لي عين /بقلمي
الجزء [3]
في بريطآنيآ ..و في العآصمة لندن تحديداً
خرج من المطار برفقة إحدى رجآل "سالم" ،لتلفحة برودة الجو التي كآنت أكثرة برودة من المطآر ،تسللت يديه إلى طرفي "جاكيته " ليحكم وضعه عليه جيداً ..فبرودة الجو لا ترحم !
مؤيد "إحدى رجال سالم " :تبي شي يدفيك ؟
عُمر :تسوي خير والله ..
مؤيد مرّ على إحدى "الكافيهآت" ،وأخذ كوفي حآر ..ومده لعُمر ،إستلمه عٌمر منه وضغط عليه بقوة كي يستمد حرارة الكوب لجسده ..
مؤيد وهو يقود السيارة :الطريق طويل ترا ،قُرابة الساعتين ..فيعني لو تبي تنآم نزّل لك الكرسي وارتاح ..
عُمر بابتسآمة :طيـب [أردف] بيت العم سالم ما فلندن ؟
مؤيد :في لندن ،بس الجو والثلج ما بيساعدنا إنا نسرع في الوصول
عُمر تفهم ذلك ،ثم قآل :أنت تشتغل مع سالم؟
مؤيد :أيه ،أهو عنده شركة بعمان وبلندن ..وأنا أكون السكرتير الخآص في أموره الشخصية للشركة اللي بلندن
عُمر :آهـآ ..
ثم عم الصمت مرة أخرى ،توجهت أنظآر عُمر نحو النآفذة ..
كآن منظر رآئع ،فالثلوج تُغطي مسآحآت شآسعة من البسيطة ..:اللحين الساعة كم؟
مؤيد ألقى نظرة على ساعة يده :الساعة ثلاثة العصر
عُمر ضحك :تصدق ،أول حسبت أنه ليل ..
إبتسم مؤيد :ترآ عشآن الجو ..
بعد مرور سآعة و45 دقيقة ..كآنت سيآرة مؤيد تقف أمام قصـر شآهق ..
عُمر بلع ريقه من مرأى هذآ القصر "بآين عليه عنده حلال كثير " ..
بعد لحظآت ،وصل إحدى الرجآل ..ذآت شعر أسود ويتخلله بعض الشعيرات البيضآء ..
...:يا هلا يا هلا بولد عبدالرحمن ،أنورت وأسفرت لندن ..
عُمر عَلِم أنه "سالم" ،ليقول بحرج إثر تعليقه :أهلين بك يا عمي ..
سالم بود :شخبآرك وأنا أبوك ؟
عُمر:الحمدلله بخير يا عمي ،وانت عساك طيب؟
سالم :الحمدلله ..تفضل إدخل إدخل ،إعتبر البيت بيتك من اليوم ورايح ..
عُمر "أي بيت ؟قصدك قصر مو بيت ...!" ،قال :زاد فضلك يا عمي ،ما تقصـر
وهمآ يمشيآن ،قآل سالم :شوف ترآ أنا نبهت كل أهل البيت وحتى الخدم ..أنهم يكلموك إنجليزي ،بس أنا اللحين كلمتك على لهجتي ،ومن اليوم ورايح بكلمك إنجليزي ,,إتفقنا؟
عُمر بلع ريقه ،ثم قال:تآمر أمر ..ولا يهمك
قآل سالم بالإنجليزية :والآن تفضل لغرفتك ..[وهو يأشر على الملحق الذي كآن بجآنب القصـر ] ..
لم يفهم عُمر ،لكن بمجرد أن سالم أشار إلى الملحق ..تفهم ذلك وتوجه نحو الملحق ،و وجد الخَدْم يقومون بتنظيم أغرآضه ..
خلع جآكيته ..وتقدم نآحية المدفأة ،مد يديه نحوهـآ وكأنه يترجآهآ بأن تمده بعضاً من حرآرتهـآ ..
تقدمت إحدى الخآدمآت ،وقآلت بلبآقة :هل أزيد من حرارة المدفأة ؟
عُمر إرتبك وقآل :هـآآآآه
الخآدمة توترت ،تقدمت نآحية المدفأة وأشرت على أزار التحكم بالحرارة ..
no ,thank you هنا فهم ما كانت تقصده ،ليقول
إبتسمت له ،ثم غآبت عن نآظريه ..إبتسم برآحة ..
بعدمآ خَلا الملحق من الخدم ..أخذ ملآبسه ودخل إلى دورة الميآة ليستحم بالميآة الدآفئة ،إنتهى من الإستحمآم ،ثم أستلقى على إحدى الكنبآت ..
رأى بعض الكُتب لتعليم اللغة الإنجليزية ،إستلقط واحداً منهآ ..وأخذ يتصفحه ..
كآن يوجد به جُمل إنجليزية تُستخدم في الحيآة اليومية مع الترجمة ونطقهآ حرفياً ..
سَعُد بذلك ..وأخذ يحفظ المهم منهـآ ..كي يتفآدى أي حرج قد يوآجهه هُنآ ..
شعر بالنعآس ،ولربمآ الملل ..قرر أن يأخذ قِسطاً من الرآحة ..
وهو يقف ويذهب إلى سريره ..دخلت خآدمة لتقول :حآن وقت العشآء ..
إبتسم بفرح ،لأول مرة يفهم جملة كآملة ..قآل :حسنآ ..
يشعر بفرح كبيـر ،لإنه فهم ما تقول وأستطآع أن يرد عليها ..كآن خلفهآ يمشي ..
قآلت :ستتناول العشآء مع السيد وعآئلته ..
شعر بالإحبآط ،فهذه المرة لم يفهم شي ،فقط إلتقط كلمة "عشاء" التي لم تفيده كي يفهم مآ تقوله ...
وأخيـراً ،دخل القصر ..ثم أخذته الخآدمة لحيث غرفة الطعآم ..
ترآجعت خطوآته للخلف ..شعر بحرج كبيـر
كآن سالم و زوجته وإبنتيه ،يجلسون حول الطآولة ..كآنوا ينتظرون مجيئه لتنآول العشاء
قآل سالم :السلام عليكم ..
رد :وعليكم السلام ..
ثم أردف سالم بالإنجليزية وهو يشير لأحد المقاعد :تفضل وأجلس ..
فَهِم عُمر ،وجلس على ذلك المقعد ..
لم يستطع أن يرفع أنظآره نحو أي فرد من العآئلة ..
كآن خآئفاً من أن أحداً من العآئلة يوجه إليه أي سؤآل ولا يستطيع أن يرد عليه ..
قآلت أم أروى بالإنجليزية :كيف حالك يا عُمر ؟
عُمر :بخير ..[إستخدم أبسط كلمة ]
في الجآنب الآخر ..كآنت تجلس بجآنب وآلدتهآ ، رفعت نظرهآ إليه ،إبتسمت بإستهزآء وقهر ..تكره أن أحداً يُشآركهآ عآئلتهآ ،ويدخل حيآتهآ هكذآ فجأة ..تعلم بدخوله حيآتهم ،ستتغير أشيآء كثيـرة ..لن تأخُذ رآحتهآ مع عآئلتهآ ،صحيح أنه سيقضي نومه في الملحق الذي بخآرج القصـر ..إلا أنه سيشآركهم القصر أكثر من الملحق ،لكي يتعود على الإنجليزية ..
سُحقاً ...!
أمضوا في بريطآنيآ سبع سنوآت ،إلا أن أبو أروى "سالم" ..لا يزآل يحتفظ بالعآدآت والتقآليد ،حتى أن إبنتيه "أروى ، ميّ" ..أدخلهمآ مدرسة عربية ،صحيح أنهآ ستكون مُختلِطة ..إلا أن المشآكل ستكون فيهآ أقل من المدآرس الأجنبية المتوآجدة في بريطآنيآ ..
وضعت ملعقتهآ ..لتقآطعهآ وآلدتهآ بالإنجليزية:إلى أين يا أروى ؟لم تُنهي عشآئك بعد ؟
عُمر رفع نظره إليهمآ ..صحيح أنه لم يفهم مآ قآلته ،إلا أنه بمرآقبة حركة عينيهآ وتعآبير وجههآ سيفهم ذلك ولو القليل ..
قآلت وهي ترمق عُمر بنظرآت إستغرب منهآ هو :لقد شبِعت ،هنيئاً لكم ..
و ذهبت ..دون أن تسمع رد وآلدتهآ ..
عُمر ،شعر بالغرآبة من نظرآتهآ التي كآنت ترسلهآ له ..لا يود أن يكون حِملاً ثقيلاً عليهم ..لقد أخبر وآلده سابقاً ،أنه يود الذهاب إلى عائلة أجنبية أفضل من عربية منعاً من الإحرآج
بعدما إنتهت الصغرى من طعآمهآ ،تقدمت إلى عُمر لتقول :ما إسمك ؟
عُمر بابتسآمة :عُمر ،وانتِ؟
هي بإبتسآمة جميلة :ميّ ..
عُمر :ما إسم أخت ؟ [إنجليزيته ركيكة] ..
فهمت ميّ ذلك وقآلت :تُدعى أروى ..
ثم صمت لا يعلم ما يقول ..ميّ عندمآ رأت الصمت يلفه ،قآلت :كم تبلغ من العمر ؟
عُمر :17
يرد دائماً بكلمآت بسيطة ..منعاً من الإحرآج
" وش ذا الإحراج بالله ؟اللحين بنت صغيرة وتعرف تتكلم إنجليزي أحسن مني ..أووووف الله يلعن التدريس اللي معنآ "
ميّ بفرحة :تمامآ مثل أروى ..
إبتسم عُمر لهـآ ..
؛
في بيت أبو طآرق
كآنت عذوب في المطبخ تُعد العشآء ،تشعر بتعب كبير ..وكأن عظآمهآ تتمزق بدآخلهآ ،وصدآع يفتك برأسهآ ..ذهبت إلى غرفتهآ وتنآولت"بنادول" قبل أن يتفآقم عليها التعب والإنهآك ..
إنتهت تقريباً من إعداد العشاء ..خرجت من المطبخ وذهبت لتستحم ،بعدما إنتهت خرجت إلى الصالة وفتحت التلفاز وأخذت تُشآهد إحدى البرآمج الثقافية ..
هي الحذرة الفطينة التي لآ تنسى إعطاء وآلدهآ دوآؤه ..لكن اليوم غفلت عن ذلك وهي متيقنة في قرارة ذآتهآ أنهآ أعطته ..ربمآ التعب جعلهآ تهذي هكذآ ..
دخل أخيهآ طآرق وجلس بجآنبهآ ،قآل :سلآم ..
عذوب :وعليكم السلام ..
طآرق وهو يعقد حوآجبه :شفيه وجهش كذا مصفر ؟
عذوب تنهدت بتعب :مدري ،كذا من الصباح أحس بتعب وإنهاك فضيع ..شكلهآ حمى بتجيني
طآرق بأمر :عيل قومي آخذش المستشفى
عذوب :لأ مو لآزم ..كليت لي حبة بنادول
طآرق تنهد :برآحتش ..بس لا رجع التعب علميني عشان آخذش
إبتسمت بحب ،على إهتمآمه :ولا يهمك ..
بعد عدة دقآئق من الصمت ..
سمعوآ صوت صرآخ وآلدهم يدوي في أرجآء المنزل ،دخل عليهم و وجهه مُحمر علموآ أن الحالة عادت له ..لم يشهدوآ عليه هذا منذ زمن ..علموآ أن حالته هذه المرة تفآقمت بشدة ..
قآل بصرآخ مُزعج :طآرق ي ***** ..
إتسعت محآجره وهمس لأخته :اليوم عطيتيه الدواء؟
عذوب و هي تتذكر الآن ،شهقت :لاء ..ي ربي مدري كيف نسيت ..
طآرق بعتآب :الله يهديش بس ..
أبو طآرق وهو يدخل عليهم :وينك ياللي ما تستحي ،تعآل هِنا تعآل ي مسود الوجة تعآل
طآرق بصدمه :وش هنآك يبة ؟
أبو طآرق بعصبية :وحطبة ..وش مسوي مع بنت الجيرآن هآ وش مسوي ..ي الملعون؟
طآرق همس بقهر :أستغفر الله ..لا حول ولا قوة إلا بالله
أبو طآرق إشتد صوته :مآ تقول وش مسوي؟
طآرق :مدري عن شي والله ..وش مسوي لهآ يعني؟
عذوب تشعر بخوف غريب يجتآحهآ ،و زآد ذلك مع تعبهآ ..تشعر بأن شيء سيحدث اليوم ،شعور غريب يعتريهآ ..شعور لا تستطيع وصفه أو معرفته ،شعور مجهول يوجعهآ ويفتتهآ ..
ربمآ شعور الفقد ..!!!!!
أبو طآرق بصوته المزعج :جتني اليوم بنفسهآ وخبرتني عنك ..
طآرق يريد تغيير الموضوع :ترآ طلع الرآتب ،ما تبي أشتري لك مجلات نفس اللي عند أبو صالح ؟
أبو طآرق قآل بدون إهتمام على غير العآدة :خلهن لك ولـ [وهو يؤشر لعذوب] أختك قليلة الحيآ ..
عذوب بصدمة ..رأته ،بدون أن تُعلِق على كلآمه ..فهي تعلم أنه لا يقصد البتة من كلآمه هذا ..ولكن كلمآته تزعجهآ ..
طآرق بملل:وش سوت بعد ؟
أبو طآرق والشرار يتطآير من عينيه المشوشة :شفتهآ اليوم طآلعة مع صالح في سيارته ..وين كنتي رآيحة ؟
عذوب شهقت بعنف ،و وضعت كفهآ على فمهآ بصدمة ..
عذوب ببكآء مكتوم :والله ما طلعت معه يا يبه ..
طآرق يؤشر لهـآ بعينيه بمعنى [لا تهتمي ،ترا ما يقصد] ..
أبو طآرق تقدم نآحية عذوب وهو يريد أن يلقنهآ درساً على فعلتهآ الذي ألفّهآ وحده ..
طآرق خآف أن يقوم بضربهآ حقاً ..وقف أمام وآلده ووضع كفه على صدر أبيه ،ليقول برجآء: يبه استهدي بالله ،استهدي بالله ..
أبو طآرق :وخر عني وخر ،لا أرتكب فيك جريمة اللحين
عذوب صرخت برعب:طآرق ،وخر عنه وخر واللي يسلمك ..
أبو طآرق امتدت يديه لإحدى أدوآت الزينة الحآدة وكآن يود أن يغرسهآ في صدر إبنه طآرق ،لكن بحركة سريعة من طآرق أمسك كفي وآلده وحآصره ليمنعه من الإقدآم على فعل ذلك الأمر الشنيع ..
هُنآ ..كآدت عذوب أن يُغمى عليهآ ،فعلاً ..كآدت أن ترى أمامها جريمة بشعة ،تنهدت بارتياح عندمآ رأت طآرق يكبل حركة وآلده ..
عَلمت أن اليوم لن ينتهي على خير ،لبست [طرحتهآ ] ..وخرجت من المنزل تركض لمنزل العم أبو صآلح ..
رنت الجرس وطرقت البآب في آنٍ وآحد ..وهي تخآف أن يتغلب وآلدهآ على طآرق ،لا تُريد أن تذوق طعم الفقد مرة أخرى ..تخآف أن حُلمهآ البشع الذي يتكرر يومياً أن يتحقق فعلاً ..
لم يفتح الباب ..شعرت بالإحبآط ..
ثم تذكرت بأن هذا اليوم ،هو موعد زيآرتهم لأهلهم في الشرقية ..
تنهدت بقهر ..ولكن توقفت قدميهآ برجفة ..عندمآ سمعت دوي صرآخ طآرق ..ثم إنقطع فجأة ..!
تسمرت قدميهآ عن الحركة ،وقفت بمكآنهآ ..وهي توميء رأسهآ بـ[لا] ..
مُستحيل ..!
مُستحيل ..!
مُستحيل ..!
إنهآ ليست صرخة عآدية ..صرخة خروج الروح من الجسد ،لااااااااا
تجمعت الدموع في عينيهآ ،ثم هرولت رآكضة للمنزل ..
لـ.........
يتبع ()*
|