كاتب الموضوع :
اصــداء الحنين
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: شفاه تطلب الارتواء
البارتــــــــ9
لم يخبروني عما حدث الخوف يزداد بداخلي وانا امشي خلف الممرض في ممرات المستشفى..اتسعت حدقتاي وانا ارى اللافتة لأزداد رعبا وانا اقرأ "مشرحة" !!!..في داخلي اشعر سيغمى علي..كل خطوة اخطوها تشعرني بثقل قدماي وصلنا والرعب يتفرع في كل خلية من جسدي..وقفت وبودي الهرب من المكان..لا أريد ..مستحيل ان تكون مها هنا!!..اشعر بالتبلد بل مؤكد سأموت في لحظتي هذه..
الممرض الذي سبقه بالدخول ممسكا بالباب ينتظر من عادل الولوج للداخل ..رأى القلق واضحا على عادل ولربما شعور اعتاده من قبل كل من يأتي هنا: سيدي تفضل معي
المكان بارد ولكن اشعر ببركان في داخلي..رأيت الجثث..لم يخفني منظرها ولكن خوفا بأن يكون تحت احد اغطيتها ترقد هي!!..تأملت تلك الجثة المغطاة بالملاءة البيضاء التي قال بأنها لها ..سأجن ان كانت هي ..لا مستحيل ان تكون مها ..كنت ادعو في داخلي ان لا تخيب ظنوني ..اشعر بالانهيار..لا استطيع ان انظر إليها..كان سيرفع الغطاء عن وجهها فاستوقفته لا حمل لي على رؤيتها..ولكن ماإن اخبرني بانها اجراءات لم استطع المماطلة اكثر فاستسلمت
رُفع الغطاء وقلبي تعلو دقاته..حتى بان لي وجهها..لا اعلم كيف افسر شعوري لحظتها نظرت له قائلا:هذه ليست زوجتي
لأخرج اجر شهقاتي تسندت على الجدار فككت ربطت عنقي لا أدري هل افرح ام اخاف
الممرض :سيدي اتريد ان احضر لك شيئا؟
عادل:لا انا بخير ولكن هل لي ان ابقى وحدي لو سمحت؟
الممرض:حسنا استأذن
خارت قواه ونزل على الأرض كانت انفاسه تلهث متكيئا غلى الجدار اغمض عيناه وهو يسند رأسه على الجدار..الاح رأسه ليساره ناظرا لباب المشرحة..لا يريد حتى التخيل انها قد تكون هنا المرة القادمة !!!,,عليه ان يجدها بسرعة ,,وقف متحاملا على نفسه والضيق يعصف به وغادر المكان
*
*
لم تشعر انها نامت اكثر من اللازم فتحت عيناها فإذا بالظلام يحيط بها استغربت فمدت يدها واشعلت الضوء واخذت هاتفها نظرت إليه عبست وقامت بسرعة خارجة من الغرف فإذا بشقيقتها جالسة تشاهد احد الافلام..
اماني:ليش ماصحيتيني؟
ضي وعينها ع الفلم: بروحي صاحية من شوي
اماني بضيق:والحين شو الحل؟
الاحت رأسها لأماني: اخذي اجازة الليلة
ابتسمت:دووم حلولج جاهزة
ضي: اصلا شو تقدر تسويلج؟..طرد ماتقدر تطردج,,, ,,بتخصم من راتبج ؟ بعد ماتقدر..بطول لسانها تعرف انه فيه اللي راح يسنعها..فأفضل حل هو الراحة
جلست اماني على الكرسي ضامة يديها بين فخذيها وعينها على الفلم :فلم اكشن
ضي:live free or die hard.._ناظرتها اماني بشك..فابتسمت ضي واردفت_...هذا عنوان الفلم لا يروح فكرج بعيد
اماني: لا بعيد ولا قريب...ماشفتي البطاقة؟
ضي:أي بطاقة؟
اماني:اللي شفتيها امس
ضي: تفكرين تتركين الشغل في الصالون وتروحين تشتغلين عنده؟
اماني:ماظن بترك الشغل في الصالون..هي عندج؟
ضي:لا مب عندي ..انزين ليش ماتغيرين شغلج يمكن احسن
اماني: تعودت ع شغل الصالون ولا في نيتي اتركه..بس في شي لاحظته في البطاقة..اسمه...اسمه راكان
ناظرتها ضي بشك واحست بها اماني : شو فيه اسمه؟
اماني: يعني قلت يمكن مو من الامارات
ضي: سعودي مثلا؟
اماني: احتمال.._قامت من مكانها واقتربت من اختها وجلست بجوارها على الكنب_..ضي ممكن سؤال؟
ضي:اذا بتسأليني عن الكابوس قلتلج مابقول؟
اماني:لا مب عن الكابوس..عن اليوم اللي سبق رجوعنا للإمارات..شو صار ذاك اليوم؟
ضي التي ناظرت اماني وأماني التي احتارت في نظرة شقيقتها قالت ضي بعد ثواني من الصمت كانت تدير بؤبؤ عينيها الاحت رأسها ناحية التلفاز بعبوس :ولا شي
اماني بضيق:ضي حبيبتي خبريني شو صار؟..انتي تعرفين شي وماتبين تقولين.._لاحظت صمتها_..ضي
نظرت إليها:باين انج قمتي من الرقاد وسيده على هنا قومي اغسلي ويهج
اماني:يعني مابتقولين شي؟!!
ضي:عشان مافي شي اقوله
وقفت اماني وهي متضايقة:اوكي ياضي بس راح ايي اليوم اللي بعرف فيه ..
ذهبت اماني وهي غاضبة اما ضي فكانت هي الاخرى عابسة...
*
*
صعدت للطابق الثاني حاملة وردة في يدها ..وردة قد تقتل شخصا إذا رأها!..طرقت الباب فأتاها صوت دلال من الداخل سامحا بالدخول..دخلت ندى والابتسامة على وجهها:شحالها بنت العم
دلال وهي تجلس على طرف السرير بعد ان رتبته:بخير ومن صوبج؟
وهي تتقدم منها:بخير.._مدت يدها الحاملة للوردة_..تفضلي
شكت ولكنها انكرت فلربما مخطئة اخذتها:ثانكس..بس شوا لمناسبه ؟
جلست ندى:ههههه هذا ولد عمج كل يوم يحصل وردة على سيارته بذمتج مروانوه ويه ورد ؟هذا لو يحطون برسيم ع سيارته بعد وايد عليه..مادري من هالبقرة اللي تاعبة عمرها تحطله ورد ..بس ان شاء الله تكون الشغالة عشان اتشمت فيه قولي امين يادلول.._ فنظرت إليها فإذا بها ساكنة_..شبلاج متنحة؟
دلال ومن دون مقدمات:انا احطله ورده كل يوم
صمتت باندهاش ليست قادرة على التصديق:شو قلتي؟!!
اعادت الجملة وعينها على الوردة:انا احط لمروان ورد كل يوم
تحاول ان تستوعب ماسمعت:دلول انتي تمزحين صح؟!!.._حركت رأسها ومازالت خافضة اياه بمعن لا_..لاااا اكيد تمزحين..عاد مالقيتي غير مروان؟!!!!..حبيبتي بقولج شي عن مروان صح هو اخويي بس انتي مب بس بنت عمي انتي صديقتي وحبيبتي وبصراحة مروان ماينفعج مروان له في الهياته الصياعة ممكن بس الحب بصراحة هو مب ويه حب وشليه من راسج احسن
دلال:وشو اسوي بقلبي اللي حبه؟
ندى:يعني لو قايلة احمد طارق ان شاء الله حتى لو حابه فيصل بقولج عاادي بس مروان بصراحة دلول ماعندج ذوق
دلال:حبيته يا ندوش..
ندى:صح مروان وسيم بس اخلاقه خرا..انتي يستاهلج واحد شخصية ريال بمعنى الكلمة مب مستهتر مثل مروان
دلال:يمكن يتغير
ندى:مروان يتغير؟!!..اشك الصراحة...مروان اخويي واعرفه هايت ولا يهمه شي..اذا تبين رايي خليه عنج تراه مايناسبج
نظرت دلال إليها ثم نظرت للوردة التي بين كفيها وفي قلبها تشعر بأنها ستثبت لندى ان مروان سيتغير..
*
*
رجفة عارمة سكنت كيانها مع ان الجو ليس بارد ولكن رعشات تسري في اوصالها وتنفسها يستجدي العطف والرحمه وكانها تساق الى عالم تعرفه فبادت الان تجهله شعر بها لا يلومها فماينتظرهم مجهول مع ورود الاحتمالات ..اطالت الجلوس فعرف انها لا تقوى على النزول فترجل وفتح لها الباب ومد يده حتى يساعدها ونزلت كعجوز معمره لا تستطيع الاعتماد على نفسها معتمدت عليه تستمد منه القوة التي تخونها الان .... كادت ان تتعثر فشعرت بقوة ترفعها قبل السقوط ..نظرت إليه بعينان يكتنزهما الدمع والخوف
نوره:عبدالرحمن الله يخليك خلنا نرجع
عبدالرحمن:وين نرجع يانوره؟!!!! خلاص نحن قدام بيت ريلج
نوره وهي ممسكة يده بكلا كفيها:مابا.. خايفة
عبدالرحمن:لا تخافين يانوره..هو ريال والنعم فيه..ونحن لو مب متأكدين منه ومن اخلاقه كان مازوجناج له
نظرت إليه بغيض:من قصدك بنحن..انت ولا اخوانك ولا امي.. _ناظرت البيت وقالت_..بعتوني يا عبدالرحمن..وياليت لواحد من الامارات ..سعودي.._نظرت إليه_..السعودية يعني لو بموتي مالي طلعة
عبدالرحمن:نوره الكلام هذا ماينفع الحين يالله قومي..
عبدالعزيز وهو يرحب بهما اتجه لعبدالرحمن ونوره تقف بقربه
عبدالعزيز:ياهلا ياهلا
عبدالرحمن:هلا فيك
عبدالعزيز:تفضلو تفضلو
بعد ان جلسو ونوره متغطية بغشوتها وخافضة رأسها
عبدالرحمن: زاد فضلك..هذي نوره زوجتك وانا بالنيابة عن العايلة ييت اسلمها لك..خلها بعيونك يا عبدالعزيز ترا نوره غالية
عبدالعزيز بابتسامة:نوره بعيوني.._نظر إليها_..كيفك يانوره؟
مازالت على وضعيتها ولم تنطق بشىء
عبدالرحمن:نوره عبدالعزيز يكلمج
عبدالعزيز:خلها براحتها
عبدالرحمن وهو يهم بالوقوف: عيل انا استأذن
عبدالعزيز: وين يا عبدالرحمن؟! ماقمنا بالواجب معك..خلك هنا اليوم وبكرا تسهل
عبدالرحمن: والله ودي بس عندي اشغال بعدني ماخلصتها ولازم ارجع..ياللا اشوفك على خير
عبدالعزيز: مثل ماتريد..بس لا تقطعنا والمرة الجاية تجيب معك العايلة كلها
عبدلرحمن:ان شاء الله ياللا من رخصتكم
لم تحرك ساكنا سكون من حولها ..عاد إليها بعد ان اوصل عبدالرحمن
عبدالعزيز: كان ودي تتعرفين على اهلي اليوم...بس العايلة كلها راحت المدينة ..بس كلها يومين وهم هنا..نوره فيك شي؟
نوره:تعبانه
ابتسم:طيب..الحين تروحين جناحك ترتاحين.._ينادي ع الخادمة_..خديجه ..
اتت الخادمة:نعم
عبدالعزيز:خذي المدام نوره لجناحها
خديجة:حاضر..تفضلي معي مدام
قامت وهو محتار بامرها..وعلق بعد ذهابهما:هذي وش بها؟؟!!..ممكن خوف..بس مو كذا..الله يجيب العواقب سليمه
*
*
احيانا تشعرنا الحياة اننا امام لعبة تجميع القطع الناقصة حتى تكتمل الصورة او امام كلمات متقاطعة الاجابة تقبل كل الاحتمالات ..وصل إلى مكتبه وجلس خلف الطاولة وفتح جهاز الكمبيوتر..وهو يفتح بريده الالكتروني شد انتباهه رسالة بأسمه فتحها كانت غريبة من نوعها مرفوق معها اربع مستندات وقد كتبت فيها جملة"بعد ان تطلع على الاوراق ابحث عن هذا الشخص للمساعدة عبدالكريم محمد .." مع بعض ارقام الهواتف..راكان الذي تجاهل رنين هاتفه وهو يفتح تلك المستندات
وهو يقرأ مافيها علا وجهه العبوس والتعجب:شو هذا؟!!.._اخذ هاتفه واتصل.._..الو طارق..ابا اشوفك الحين ضروري..طلع أي عذر وتعال اباك الحين..يالله اترياك..
*
*
سعادتي هي في حبه وكلامه وهمساته التي تحملني إلى ارض عشق لنا وحدنا..لم اتوقع اني اعني له الكثير ولكن اليوم فاجأني كما فاجأني صديقاتي..لم اكن اعلم بما يحضرن كنت مع احداهما اوهمتني انها تريدني في موضوع...مشيت معها لكفاتيريا الجامعة ..كنت اشعر بشيء غريب وزداد غرابة عندما عصبة عيناي ومشت بي للداخل..اوقفتني وفتحت العصابة عن عيناي..فإذا بهم وقد جهزوا احتفالا بيوم مولدي..اغاني هدايا..ولكن هنالك شيء لم اتوقعه بعد نهاية يوم دراسي اذا بدعاء تقترب مني
دعاء:خذي هذي لج
غدير:كم هدية يبتيلي؟
دعاء:هذيك من عندي اما هذي.._همست في اذنها_..
تجمدت غدير ومن ثم عادت إلى المنزل كانت متلهفة حتى تعرف هديته لها..اغلقت باب غرفتها..ورمت اغراضها على الارض وجلست في وسط سريرها وفتحت هديته كان دمية على شكل دب صغير..ولكن كانت هناك هدية اخرى..اخرجته كان بلاك بيري ..فتحته فوجدت منه رسالتين ..الاولى "احبج"..الثانية"
اليوم ميلادك وأنا فيه موعود...
يا أغلا دروبي يا غلاي وودادي..
الكون ونجومه على حبك شهود...
كل المجرة تعرف انك مرادي..
اليوم ميلادك وانا اليوم مولود..
مدام حبك حب والنبض هادي..
ابتسمت وهي تقرأ تلك الكلمات..فإذا بأخري
"الليله ابا اسمع صوتج..عشان حدي الحين مشغول..وان شا الله هديتي عيبتج"
ارسلت له:اوكي...اكييد دامها منك بتعيبني
تلقت رسالة منه:نكمل سوالفنا بالليل..
*
*
طارق وفي يديه الاوراق التي طبعها ركان كان يقلب فيها ولا يقل اندهاشا عن راكان
طارق:باين هالاوراق خاصة بمشروع..انت اتصلت بالريال؟
راكان:هيه اتصلت نفس الاسم..اخذت وياه موعد باجر بشوفه
طارق:شو تعتقد الهدف ؟
راكان:ماادري..بس اعتقد انه هالشخص عنده اجابات كل اسئلتي
طارق:راكان لا تتسرع يمكن فيه شي ثاني..
راكان:اذا كان ورى هالاوراق سر صدقني ياطارق ماراح ارتاح لين القى هالشخص
طارق:خلنا في البداية نشوف الريال اللي قالك عنه ونشوف شوب يقول وبعدين بنتصرف
*
*
بين الواقع والخيال تحيا حياتها صامته مبهمة لا احد يعلم هل تشعر بمن حولها ام انها غائبة عنهم بفكرها...كانت واقفة خلفها تمشط لها شعرها ودانه تسمع ولا تسمع
ساره:دنو..تذكرين يوم سرت الجامعة بدالج هههههه..حتى ربيعاتج ماشكن اني مب انتي هههه بصراحة كان يوم حلو ..مشتاقة ارجع هناك..دنو شرايج نروح سياتل؟..شقلتي؟..مشتاقة لايامنا هناك انا وانتي وابوي وامي
فإذا بــــ احمد يفتح الباب:ساره..._الاحت رأسها ناحيته_...دانه محتاجة ترتاح
مشت ناحيته وعيناها تنظر له بغيض وقفت امامه:وانا ابا ايلس عند اختي
احمد بحزم:الزيارة انتهت
سارة بلكنة تهكم:ليش سجن؟
احمد:فهميها مثل ماتبين يالله اطلعي دانه لازم ترتاح
قالت بتهديد:اوكي ..اوكي يا احمد
خرجت ساره وهو بقي ينظر لدانه..يعلم انه اذا اقترب منها ستنفر منه وقد تصيبها حالة هستيرية فتركها وأغلق الباب..
*
*
دخل للصالة وكانت وضحة جالسة تشاهد التلفاز القى سالم السلام وجلس
سالم:وضحه
وضحه:خير ياسالم
سالم: عذايب كم باقيلها من عدتها؟
استغربت سؤاله:ماادري..ليش تسأل؟!
سالم:امي وراشد سألوني..قومي تأكدي منها
وضحه وهي تضع جهاز التحكم من يدها وتنهض:ان شاء الله
كانت عذايب تسلي نفسها بترتيب الغرفه بدلا من التفكير..سمعت طرقا على الباب ..وإذا بصوت وضحه:عذايب اقدر ادخل.._دنت من الباب وفتحته _..شحالج؟
عذايب:الحمدلله
وضحه:مب ناقصنج شي؟
عذايب: لا
وضحه:عذايب كم باقيلج في العدة
عذايب:خمستعشر يوم (15)
وضحه:الحمدلله الله يهونها عليج..عيل بخليج خالج سالم تحت خليته وييت اشوفج
ابتسمت عذايب:مشكوره
وضحه:العفو فديتج ياللا بخليج
عذايب:مع السلامه
اتجهت للصالة حيث يجلس زوجها وجلست:باقيلها خمستعشر يوم
سالم:زين
وضحه:بس ليش يسألون عن عدتها؟!!
سالم:يبون يطمنون عليها فيها شي؟
وضحه:لا أبد مافيها شي البنت بنتهم
*
*
هامشية هي حياتي تسيرني اهوائي ويجرني واقعي لا أدري هل انا محكوم لقيد كتب عليه ابقى هكذا ام ان هناك ما سيحل قيدي ..فتح الباب الصغير الغارق في البوابة الحديدة الضخمة التي بدأ لونها يحترق ويتشوه داخلا إلى ذلك البيت الشعبي البسيط والقديم رأى تلك العجوز التي فرشت الحصير في حوش منزلها ممسكة بمسبحتها تهلل شفتيها بالتسبيح وذكر الله دنى والقى السلام واضعا الاكياس على طرف الحصير خلع نعليه ودنى منها وانحنا مقبلا رأسها
فيصل بعد ان جلس بقربها:شحالج يدتي؟
الجدة بحنو:الحمدلله ياولدي بخير
فيصل:عساه دووم...اشتريتلج اغراض واذا ناقصنكم شي قوليلي
الجدة:ما ناقصنا شي
فيصل:يدتي يمكن اترك الشغل كسواق في بيت عمي راشد
تعجبت من كلامه بل ارعبها:انت شو تقول؟!!
فيصل:يدتي لين متى بتم سواق؟!!..انا حصلت شغل مع ريال
الجدة:وشو بتشتغل وانت ماعندك حتى شهادة الثانوي..
فيصل:بدخل دورات وبتعلم بروح معاهد ..بعدين مب كل اللي يشتغلون عندهم شهايد او متخرجين من جامعات
الجدة بعصبية:فيصل سكر الموضوع وشغلك راح تم فيه عشان هالشي لمصلحتك
فيصل الذي تضايق من كلامها:يعني ابقى سواق طول عمري؟!!
الجدة:مابتم سواق طول عمرك
اندهش وعلا محياه التعجب:كيف؟!!!!!!
الجدة بغموض اخاف فيصل وحيره:لا تسأل يافيصل لا تسأل وكله بوقته
فيصل وهو يتذكر ذاك اليوم:بعدني اتذكر يوم كان عمري عشر سنين كنتي ماسكة بايدي ونمشي كنت وقتها ياهل مب فاهم ليش تسحبيني وياج كنت امشي واتعثر واتعب ماكنت اقدر اجاريج في المشي يومها سألتج:يدتي وين سايرين؟!
الجدة وهي تشير بيدها للبعيد:شايف العزبة اللي هنااك؟
فيصل:هيه
الجدة:هناك نحن سايرين
فيصل:ليش؟
صمتي ونظرتي إلي لم افهم واكتفيتي بالسكوت وانا مشيت خلفك اجر الخطى واشعر بتعرق يدي المحاطة بكفك..وصلنا وسحبتني خلف السياج واطليتي برأسك تنظرين للطريق
نظرتي إلي وجثيتي على ركبتيك واضعة كفيك على وجنتاي وعيناك لم استطع تفسير بريقهما وانتي تقولين:فيصل مهما صار ماابيك تسوي أي شي او تتكلم
اطلت برأسها ورأت سيارات قادمة تباعا فخرجت من خلف السياج ماإن اقتربت السيارات ونظرات فيصل حائرة..توقفت السيارة الاولى وتبعتها الاخريات حين جثت الجدة في منتصف الطريق تبكي..تقدم راشد والرجال الذين ترجلو من سياراتهم ..امسكت الجدة بثوبه قائلة وهي تبكي:ساعدني الله يخليك
دبت النخوة في قلب راشد الذي لم يجد مهرب وهو ليس لوحده وإلا كان جعل عمال العزبة يتولون امرها قال وهو متعجب منها:شبلاج؟
الجدة:انا حرمه كبيره صاحبة مرض وماعندي الا هالولد..اخاف اموت وماله حد في الدنيا..الله يخليك خله عندك..حتى لو بتشغله عندك ماابيه يتلته ..طلبتك طلبتك لا تردني بتكسب فينا اجر
بدأ يسمع تحولق الرجال واستغفاراتهم..كان يمكنه الرفض ولكن بعد ان تنهد قال:انزين ..
فيصل وسؤال العشر سنوات شب معه:ليش طلبتي مني اسكت واتحمل ولا اعاندهم وكون طايع لهم؟
الجدة:مب وقته يافيصل..خلك قريب من راشد واخوانه ولا تسأل ليش.. راح ايي اليوم اللي بجاوبك فيه على سؤالك واذا ماجاوبتك انا غيري بيخبرك_هم بالكلام فأخرسته_ولا تقولي من..كله بوقته يافيصل لا تستعيل والحين قوم سير عندهم يمكن يحتايونك
فيصل:عندهم السواق الثاني
الجدة:حتى لو عندهم عشره ابيك تكون وياهم قريب منهم ماتخليهم
فيصل:حيرتيني
الجدة:عيل لا تسأل عشان لا تحتار اكثر خلني اروح اخذ دواي وارقد وانت قوم سير اليلسه مامنها فايده
قامت العجوز وفيصل زادت حيرته اكثر واكثر....
*
*
بعد تلك المغامرة التي كادت ان تودي بحياتهما قرر ان لا يعيد السفر مرة اخرى
مروان وهو جالس مع فارس في أحد المقاهي
مروان:فروس شرايك نسافر؟
فارس:مروان الله يخليك السفر لا تيب طاريه الله ستر ولا كنا الحين نحن تحت التراب
مروان من غير مبالاه:كان حادث
فارس:بغينا نموت وتقول حادث..شوف حبيبي اذا انت بايع عمرك سو اللي تباه مايخصني فيك
مروان:افااا الحين صرت مايخصك فيني ..انت ماعندك روح المغامرة
فارس:أي مغامرة..شو هالاستهتار اللي انت فيه متى بتعقل؟
مروان:ماابا اعقل وضعي عايبني وعلى فكرة بسافر بيك وبلياك انا مسافر
فارس:والله انت حر سو اللي تباه اما انا ماافكر اسافر
مروان: بكيفك
*
*
نزلت والدتها وهي خلفها واتجهتا للصالة حيث تجلس جدتها ووالدها..القت ملاك السلام ودنت من جدتها وقبلت رأسها ثم جلست..
بخيته بتهكم:سمعت بتسافرين الاردن
ملاك:هيه بسافر ويا خالي
بخيته بغيض:واي خال فيهم؟
ملاك التي شعرت من لكنة جدتها ان هنالك شيء ما: بدر
بخيته:الهايت الصايع
ملاك بهدوء:يدتي بلييز
ضرب بعصاها على الارض:سمعي سفر ماشي مسكي ارضج ولزمي بيت ابوج.._نظرت لطرفه_..طرفه قومي سوي اللي قلتلج عليه
طرفه التي وقفت بارتباك:ان شاء الله عمتي
ذهبت طرفه وعلقت ملاك:اعتقد ان هذي حرية شخصية وانا مااسوي شي غلط
بخيته:بس خالج بدر معروف انه هايت ونحن مانأمن عليج وياه
ملاك:يدتي انا اعرف ادبر عمري
تصل طرفة حاملة جواز سفر ملاك وتمده لبخيته:تفضلي عمتي
ثارت ملاك :امايه
لتصرخ بها بخيته:جب ولا كلمه اذا امج وابوج مدلعينج انا اعرف كيف اربيج_ كتمت طرفه الغصة اما بخيته فوقفت ونظرت لعبدالرحمن_..عبدالرحمن لا تخلي البنت قيدها سيدها
ذهبت بخيته ولحقها عبدالرحمن كي يوصلها اما طرفه فلم تتحرك من مكانها تقدمت منها ملاك:امايه اعتقد تصرف يدتي خال من الذوق
طرفه:انا مايخصني عندج شي قوليه لأبوج ويدتج
تركتها طرفه وملاك تضايقت من ما حدث...
*
*
مازالت تفكر فيما سيطلبه منها والدها نزلت من الطابق الثاني واقتربت من الصالة حيث يجلس والديها ..اقتربت وجلست بجوار والدتها
حوراء:ابويه ماقلتلي شو اللي تبيني اسويه
عيسى الذي نسي الموضوع:شو ؟
حوراء:مب انت قلت بتطلب مني شي واذا نفذته بتسامحني؟
عيسى:هيه بس هالايام انا مشغول بقضية اذا فضيت قلتلج
منيره:حوراء ابوج مسامحنج
عيسى:منيره انا اذا قلت كلمة انفذها ودامني قلت بطلب منها شي تسويه فهذا اللي بيكون
حوراء:بس اهم شي مايكون له علاقة بطارق والله بموت
منيره:يا ذا طارق اللي ماخذ عقلج
عيسى:منيره
منيره بعصبية:خلاص سكتت
عيسى:اسمعي ياحوراء اللي بطله بتنفذينه من غير نقاش بس صبري لين انتهي من القضية اللي عندي
حوراء باستسلام:اوكي
*
*
كنت احس برجفتها قلقها خوفها وهي تشد على يدي ودي ان اهدأ روعها ولكن من سيطفيء نار الخوف من قلبي...هذا كان شعور محمد وكفه بكف هند ينظر إليها فيراها مدققة النظر في الدكتور فيدعو في داخله ان يفرح قلبها بنتيجة الاشعة..
هند:دكتور ماهي نتيجة الاشعة؟
الطيب:سنجري لك اشعة اخرى حتى نتأكد
هند وقلبها يرجف:دكتور ارجوك اخبرني
نظر الطبيب لمحمد ثم لها:بصراحة هنالك ورم ولكن لابد من اجراء مزيد من الفحوصات حتى نتأكد من نوعه
محمد:ومتى تستطيع اجراء الاشعة؟
الطبيب:بعد غد
هند التي بلعت ريقها وقالت:دكتور ماهي نسبة ان يكون الورم خبيث؟
محمد:هند
هند:بنحط كل الاحتمالات...اخبرني دكتور كم النسبة؟
الطبيب:لا يمكنني وضع نسبة محددة او تقريبية دعينا لا نستبق الاحداث فلربما يكون ورم حميد
هند:حسنا دكتور..ساكون بعد غد هنا بإذن الله
خرجت من عند الطبيب وهي خائفة وتفكيرها منحصر في ابنتيها
اقترب منها محمد:هند
هند: اقدر اصبر نفسي واتحمل بس متاكدة شوفة بناتي جدامي راح انهار
محمد:هند ان شاء الله الورم حميد
هند:واذا كان خبيث شو بسوي؟..شو بقول لبناتي؟..صعب صعب يكون فيني الخبيث بحس بكل لحظة اني افقدهم بفكر فيهم
دنا منها واخذها في حضنه:ان شاء الله مافيج شي...
*
*
بين مدة وأخرى لابد له من أن يمر عليه..متأكدا ان دخوله فيه سيفتح دفاتر الذكرى ويهيج في نفسه ماضيا استلذ به ..لهذا من بعد شراءه له فكر الا يدخله شعر بأنه بحاجة لأشباع عينه وقلبه برؤية المكان الذي عاشت فيه من أسرت قلبه..مشي بخطوات يملأها الحنين ليقف امام الباب ورياح الذكرى تهب حاملة عطرهم..زفر ودخل..المكان خاوي فاض ..مرت عليه تلك الذكرى الرمضانية وهو جالس يلعب الشطرنج مع أروى ووالدها جالس على الكنب يقرأ في احد الكتب
أروى وهي تحرك احد احجارها:بتسحر ويانا؟
سلطان بابتسامة:هيه ابوج مب طايع وملزم اتسحر وياكم...تصدقين أروى..هذا اول رمضان استمتع فيه وانا في الغربة..قبل كنت حتى مااتسحر واذا فطرت افطر على أي شي بس من عرفتكم وانا احس بوجود العايلة...كش ملك
صرخت:لاااااا
سلطان:هههههههه عشان تركزين في اللعب اذا حد سولف وياج..
وهو يصعد السلم وكأنه يسمع صوت محمد فعلا مناديا "سلطان" نظر لجانبه والاحت ذكرى اخرى في باله ..
محمد وهو يضع يده على كتف سلطان:سلطان وصيتك أروى ومروى.._وهو يهز له كتفه مؤكدا_..اروى ومروى يا سلطان حطهم بعيونك
سلطان وتركيزه على عيني محمد وشعوره بأن وصيته هذه وراءها شيء ما..
قطع عليه رنين هاتفه فأخرجه من جيبه: الو نعم...حسنا..انا قادم
انهى المكالمة واعاد الهاتف لجيبه وهو يناظر المكان ثم ينزل ويكمل طريقه خارجا من المنزل..
*
*
هل هي خيانة ام شعور بالولاء ..رأه يترجل من سيارته ..فمشى إليه
فيصل وهو يقترب من سالم:عم سالم
توقف ونظر إليه: نعم يافيصل
فيصل وهو يخرج الظرف الذي به المال:تفضل ياعمي
سالم باندهاش:شو اللي في الظرف؟
فيصل:فلوس
سالم:فلوس؟.!!..من وين لك؟
فيصل وهو يتذكر كلام راكان:فيصل هذا المبلغ لك وفيه غيره وغيره اذا نفذت اللي اطلبه منك
عاد فيصل للواقع على صوت سالم:فيصل رد عليي من وين لك هالفلوس؟
فيصل :
!
انتهى
لقاءنا يتجدد بإذن الله مع البارت 10
قراءة ممتعة^^
مع تحياتي
اصداء الحنين
|