المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
شفاه تطلب الارتواء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقدمة
من هنا ..حيث ترسم الابجديات.. وتصاغ الحروف.. وتكتب العبارات ..وتلون الفصول ...
هنا حيث تفتح بوابة العبور بين زمن تحول إلى ذكرى.. وحاضر نرتشف من انهاره.. ومستقبل يُبنى بالظنون...من هنا انطلق برحلة على سفينة، ركابها امتزجت دماءهم وعلاقاتهم... مسيرون لا مخيرون. يبحرون معا ينتشلهم الحزن احيانا من حضن السعادة ..ويولج بهم السرور في دهاليز الفرح ليغدوا غير منفصلين , مد يعلو بهم وجزر يهبط فيهم الى قاع لا تٌعلم غياهيبه!..
من خلال رواية ستحكي سطورها عنهم تروي عن دواخلهم وتعيش تفاصيل يومهم
لن اقول جملة معتادة واصرح عما في روايتي ولكن سأدعكم انتم تتعرفون عليها....رواية لن تقتصر على بطل اوحد او ابطال معينين بل ستتسع دائرة البطولة لتشمل الجميع
تنويه:
1-في حال وجود كلام منقول سأنسبه إلى مصدره اذا معروف وإذا لا سأكتفي بعبارة"منقول"..
2- السرد سيكون بالفصحى واحيانا ستكون الحوارات بالفصحى وهذا يدل على ان اللغة انجليزيه او اجنبية
بــــدايـــــة المــــشوار
الـــبـــارت الأولــــ
غريب حين تجبر على فقد ذاكرتك بموافقتك!!..والاكثر غرابة انك تعلم بأنك لم تفقدها بل اقتضت الظروف ان تنساها او تبيعها بإرادتك !!!..في شقة حيث الالوان الجميلة الزاهية والكنب الايطالي الصنع ..التلفاز مفتوح ولكنها لم تكن منتبهة له ..تمسك بالهاتف المحمول بين كفيها..لما كل هذا التدقيق في الهاتف وكأنها في نقاش وجدال ساريٌ بينهما
باغتتها من دون ان تشعر بها وهي وراءها ممسكة بكوب بين يديها ترتشف منه
...:اتصلتي فيه؟
شهقت والاحت راسها بامتعاض:ضي كم مرة قلتلج لا تتسحبين جيه والله روعتيني
غمزت بابتسامة مبهمة ومشت لتستدير من وراء الكنب الذي تجلس عليه اختها :المهم اتصلتي فيه ولا؟
نظرت اليها والاخرى تستعد للجلوس..فتقول بحزم وتأكيد:ولا راح اتصل فيه
جلست تتفرس اختها وهي ترشف من الكوب وابعدته عن فمها قائلة:ع الاقل يدفع اجار الشقة
تنهدت بضيق وهي تحاول فهم ماترمي اليه:بدفعه من معاشي ..
رفعت بصرها وهي تراها تقف:شو زعلتي؟
نظرة عاديه بعكس نظرة ضي التي تنتظر الجواب:لا بس بتوصل اربع ولازم اسير الصالون
غمزت بابتسامة فاختها تنوي الهروب من الحديث فهي تعرف متى عليها الذهاب:دامه مهتم هالكثر ليش مايأجرلج صالون خاص فيج بدال ماتشتغلين عند الغير ؟
نظرة عميقه تلتها بتنهيدة :انا ماشكيت الحال
كلماتها وان بانت عادية فهي لن تخفى عليها:مشكلتج يامــ...
لتقاطعها بحزم وعنف:اماني..اسمي هو اماني ياضي.._ومن باب تغيير الموضوع لا اكثر وتجنب الحوار العقيم اردفت_..ماتبين اييبلج شي؟
معنى دفين من عينيها غلفه صمت لثوان رمشت بعينيها وتنهدت: جبس
ربما سؤال ليس في محله :دامج تحبين اعمال الجبس ليش ماتسوين معرض تعرضين فيه اعمالج؟!
هل تسخر مني ام اني صرت حساسه؟!!..بنظره تهكمية سبقها حديث النفس ذاك:قوليله يمكن يوافق
لماذا تحاصريني هل افقد عقلي ام اجاري جنونكك؟!..ابتسمت لترد لها ابتساماتها الفائتة:ضي حبيبتي ممكن تشلينه من راسج؟ ..والحين خليني اسير لأني تأخرت..يالله باي
قالتها باأسلوب بارد لا معنى له غير الأختصار:باي
**
تؤلمني ولا يمكنني نكران ذلك ولكن وجعها لا يأتي شيء امام وجع قلبي..اتحامل واتحمل واتجرع الصمت مرغمة.. لينسكب في عروقي صديد الاسى..ربااه اي قلب ينفطر, فيداوي جراحه بضماد الصبر؟!!..خرجت من المطبخ فتلاقت الاعين ..عين انكسرت هاربة يخونها الملاذ فــ تغض الطرف في انحناء الجِفنُ الخجِِل..والأخرى معاتبة بخذلان! ..
اقترب فتمتم بالسلام والعين ترمش مفضوحة:السلام عليكم
نوره وهي ترا ملامحه التي اعتراها الضعف:وعليكم السلام..شحالك ياعبدالرحمن؟
مازال يحاول الهرب يعلم انها تحمل في داخلها العتب له ولهم:بخير يانوره..._يعلم ان سؤاله قد يفجرها او لربما تتلفظ بعبارة تهكمية لما سلف_ كيف ايدج الحين ان شاالله احسن؟
نظرت إليه اتفرغ كل مافيها ام ترحمه لقلة حيلته صمتت ثم قالت: الحمدلله على كل حال..
مازال يحاول الصدود كمن يقابل امرأة اجنبية يخشى من نظرات الناس المشككة:ماقالو متى بيشلون عنها الجبس
ماهذا ياأبن امي وابي هل تعتذر وتلوم الروح على مابدر ام انك كمن يتفرج على من طُعِن فتأتي بسماجة لتقل له أأنت بخير؟!! لتجيبه على مضض:يمكن عقب اسبوع..والبركة _قالتها بسخرية مبطنة بوجع_في اخوي
لينظر إليها بلوم:انتي اللي يبتيه لنفسج لو انج جاريتيه وماخليتيه يعصب منج كان ماستوابج جذا..
غمزت بابتسامة تنم عن الخذلان لترد بقولها:صح انا الغلطانه..كان المفروض اسكت واكتم مشاعري ولا اقول شي اخليكم تسوون اللي تبونه انت واخوانك وعلى راسكم اخوي راشد.._سخرية عند فقدان السند_كبير العايلة..._نبرة ساخرة اخرى مثقلة بالالم_مب هذا قصدك ياعبدالرحمن؟!!
همس مستغفرا وقال ناظرا لها:نوره خلاص اللي صار انتهى..لين متى بتلومينهم خلاص انسي ومهما سوو هاذيل اخوانج
بسخط وتهكم :اخواني؟!!!..انت بعد اخويي ولا نسيت ياعبدالرحمن
لقد مل من المماطلة والحديث الذي لا فائدة ترجو منه ليتنهد بملل:نوره اذا بيرضيج انا اعتذر عني وعنهم ..بس لا تمين جيه
ربما في داخلها لا تُحَمِلَهُ الخطأ ولكنها تشعر بالضيق فهي لم تقابل الا بالنكران:خلاص لا تعتذر ولا اباهم يعتذرون..الله يسامحكم
لتتركه ينظر لخيالها بعد الرحيل فيحرك رأسه يمنة ويسره ومضي ..
**
الثانية عشر ليلا يميل فيها الوقت إلى السكون إلا من بعض الاصوات ..كانت محملة بأكياس في يدها ومعهم حقيبتها اليدوية اراحت يدها من تلك الاكياس بوضعهن على الارض واخرجت المفتاح الغائص بين اغراض الحقيبة لتدخله في الفتحة الصغيرة المخصصة له.فتحت الباب على مصرعية لتعود وتنحني رافعة تلك الاكياس ..دخلت وقد اعياها التعب اغلقت الباب
تدور بعينيها باحثة عنها:ضي!..مشت ووضعت مافي يديها على الطاولة واخذت واحدا معها_..ضي.._اتجهت لتك الغرفة المركونة بزاوية الشقة لتدخل وتراها منهمكة بتلوين إحدى اعمالها بزخرفات جميلة من يدها..
تقدمت منها ووضعت الكيس على الطاولة:مساء الخير هذا الجبس اللي بغيتيه
ردت عليها من غير ان تفقد تركيزها:مساء النور..ثانكس...اتصلتي فيه؟
شعرت بالضيق وعبست وتمتمت:لا إله إلا الله محمد رسول الله..ضي حبيبتي قلتلج مابتصل فيه..والحين يالله خلينا نتعشى يايبة عشا من برا
مازالت على تركيزها:وشو يايبة؟
نطقتها وحركت شيء دفين بدون قصد منها:معكرونة بالبشاميل
لتسكت وتكف يدها عن الزخرفة وتنظر معاتبة لترمي الفرشات ويلمس ذراعها ذراع اختهاوهي ذاهبة:مابا اتعشى
راتها تخرج المتها وتألمت عضت شفتيها وارادت ان تتدارك الامر:ضي..
خرجت تشعر بالضيق وانعدام الهواء لتجلس على اقرب كرسي صادفها
اللوم خط ملامحه على وجهها وهي تراها واجمة..تقدمت محاولة لتلطيف الجو نزلت على رجليها مقرفصة بجانبها ويديها على فخذ ضي:حبيبتي لازم نتاقلم.._وبألم من الحال_لين متى بنتم جي خبريني؟
نظرت إليها معاتبة وبنبرة الم:واللي صار ممكن ينسى بسهولة؟!
وان كان في حقيقته مستحيل ولكنها نظرت إليه من زاوية اكثر منطقية:لا..بس مب نقتل نفسنا لازم نعيش دام مكتوب لنا عمر.._محاولة استرضاءها بصوت حنون_..حبيبتي عشان خاطري قومي نتعشا
تعلم انها غير ملزمة ان تتحمل معها ماتشعر فيه ..انفردت ملامح وجهها لترسل لقلب اختها شعور بالراحه:اوكي..بس ابدل وبيي
ابتسمت وتهللت فرحة ..وهي تقف طبعت قبلة على خد اختها..وذهبت..اما ضي فذهبت هناك حيذ الذكريات الدفينة والبعيدة..
ضحكة جميلة خرجت من ثغرها ذو الشفاه الوردية بطبيعتها وهي تحاول استفزاز امها التي اخرجت لتوها صينية المعكرونة من الفرن:ماماتي الله يخليج..بس اعطيني شوي
والدتها وهي تضع الصينية على الطاولة:لااا ..صبري لين ايي ابوج واختج وناكل جميع
عبست بطريقة طفولية:مابا .._ضربت برجلها على الارض بطفولية الحين_وبتوسل طفولي_ماماتيييي
وامها مصرة على كلامها ولا مبالية بتصرفات ابنتها الطفولية:ماشي
فإذا بصوته المخملي الحنون الذي طالما عشقته يفاجأهن:لا تكسرين بخاطرها حطيلها تاكل
نظرتا نحوه وسعت ابتسامتها وركضت له:باباتي حبيبي
لتتلقاها ذراعيه وعلى ثغره فرحا وعلى وجهها سعادة.. ضمها وطبعت على خده قبلة عميقة ملؤها الحب وقالت شاكية باسلوب المحبة لأمها:شفت ماماتي شو سوت زعلتني
ليقهقه ويقبل وجنتها ويقرص انفها قائلا:إلا ضي عيوني لحد يزعلها
والدتها التي قالت باسلوب مرح لا تعني الخصام حرفيا:الحق عليي اللي بغيت ناكل جميع مع بعض
نظر إلى ابنته وقال:عاد هنا مااقدر اقول شي
سخطت قائلة:يعني شو؟
لتقترب أختها من جانب ابيها :يعني ياحلوه طلعي منها.._نظرت له مبتسمة وغمزت له_صح باباتي؟
حتى يرد عليها وعلى وجهه ابتسامة وهو يقرص انفها:صح
حتى تشهق وترا الكل تأمر عليها:وانا اضرب راسي في اليدار؟!
والدها الذي أراد إغاضتها:ليش هو شو سوى؟
حتى تقهقه اختها متشمتة بها:هههههههههه ام القفطة هههههههه
قالت بسخط حقيقي:جب انتي
والدها الذي احب استرضاءها:افااا تزعلين مني؟..على هالاساس باجر مابنطلع ونقضي اليوم كله برا دامج زعلانه
تغيرت مئة وثمانون درجة وقالت نافية :لالالا خلاص مب زعلانه وفدوة عني
حتى يضحكان والدها واختها:هههههههه
امها التي ابتسمت فتصرفات ابنتها بالغة ممزوجة بروح الطفولة وقالت:يالله تعالو تعشو ..
ليتحولق الجميع حول الطاولة يأكلون ويتمازحون ..لتعود على صوت اختها :ضي
لتنتبه لصوتها ولها وهي تنظر إليها باستفهام حتى تنهض:بغسل ايديني وبيي
مرت دقائق واقبلت لم ترد ان تسألها فهي تعرف او خمنت ان اختها رحلت تلتقط ذكريات ماضية بعكسها هي تحاول السير قدما مع ان ماحدث لا يمكن ان تنساه! ..سحبت الكرسي وجلست وناولتها صحنا من المعكرونة الساخنة
تذكرت ماحدث معها اليوم فقالت:الليلة كنت بتفنش
لتنظر ضي مستنكرة ومستغربة باهتمام بالغ:ليش؟!
قالت بعد ان شربت من كأس الماء ووضعته على طرف يمينها فوق الطاولة:ماشي.._بعد ان اكلت لقمتها_يت وحدة وبغتني انتف لها حواجبها ورفضت..وطلبت من وحدة من البنات تسويلها _وهي تقرب حبة المعكرونه العالقة في الشوكة من فمها اردفت قبل ان تأكلها_شكلهم ماعيبهم فخبرو المديرة
تنظرت اليها وهي راغبة بمعرفة المزيد:انزين وبعدين؟
تنهدت لتكمل القصة:كلمتني وشرحتلها اسبابي وتفهمت وزقرت ثنتين منهن ووكلتهن بالشي في حال حد من الزباين طلب مني
استغربت مماقالته فقالت متعجبة:غريبة .. هي مب مسلمة!!._واستنتج فكرها شيء محتمل_..إلأ إذا اتصلت فيه قبل ماتكلمج وطلب منها ماتطردج ،ولا يمكن موصيها من قبل مهما صار اي شي تتمين في الشغل
عقدت حواجبها رغم انها تعرف شعور اختها نحوه ولكن لم تجد رابط مشترك بين الامرين:شو يخصه؟!
وهي تقلب الشوكة في الصحن:كيف شو يخصه؟!!.. مب هو مشغلنج عندها؟!!
ناظرتها تشعر بأنها فقدت اختها من زمن ليس بقريب!:ضي مهما كانت مشاعرج..
ازاحة الكرسي للخلف ناهضة منهية كلام اختها:اصلا مايهمني_وهي تمشي للثلاجة_..بس نصيحة انتبهي لنفسج
التفتت عليها والاخرى تخرج عبوة الماء الكبيرة:ان شاالله بنتبه..بس ليش ماكملتي اكلج؟!
اغلقت الثلاجة وفتحت العبوة قائلة:شبعت.._ رفعتها وسكبت الماء في فمهما من دون ان يلامس طرف العبوة فمها روت ريقها..واغلقتها ..دنت من الطاولة قرب اختها ووضعت العبوة_..بروح انام تصبحين على خير
لم ترد ان تجادل فلا نفع للكلام:وانتي من أهله
لتقوم هي الاخرى تلملم الاكل فعمل اليوم اتعبها وجسدها يطلب
الاسترخاء والراحة فقررت تنهي التنظيف وتخلد للنوم..
**
حين نرسم المجهول لنا حلما جميلا, شهيا نتلذذ بطعمه حتى قبل ان نذوقه!.. ولكن كيف سيكون طعم ذاك الحلم اذا كان هنالك من يرسمه لنا ويمنينا به واننا ذات يوم نلمسه واقعا ؟!!..قهقهة خرجت من ثغره على حوريته الصغيرة كما يسميها وهو يستمع لكلامها ومعهم على ذات الطاولة شخص مجبرا على الاستماع لحديث غير ممتع ولكن مجبرة ان تجلس كأي زوجة تؤدي حقوق زوجها ومنها الجولوس معه صباحا على المائده
نظر إلى ابنته مبتسما ولربما لن يكون جادا في تنفيذ ماتقول:بابا بليز لا تعب طروقي..
حتى يقهقه عاليا ولم تخفى عليه نظرات زوجته وعبوسها:ههههههه..انزين شو رايج مااخليه يشتغل ولا يسوي شي
وبدلعا مزيف لا أصل له:وااو وناسه..بس بابي من جد لا تعب زوجي المستقبلي
لترفع زوجته حاجبا وهي تسمع مجاراته لها:اوكي
لتقفز ابنته بفرح:واو احبك_وتعانقه وتقبله_ ثانكس داد..بس متى بزوجنا لبعض مثل ماوعدتني؟
بدأت ملامح الجدية تحل بدل الهزل:حوراء اباج الحين تهتمين بدراستج
احست بجديته التي اخافتها في أنه قد يكون يخدعها:بس انته قلت بزوجنا لبعض؟!
صار الجو تغلفه الجدية بالكامل:وانا عند وعدي بس الوقت المناسب بعده مايا..والحين سيري على جامعتج عن تفوتج المحاضرة
لملمت اغراضها في سخط ووقفت قائلة:اوكي ..سي يو
بعد ان فضت الطاولة الا منهما نظرت إليه قائلة مستنكرة وفي نفس الوقت رافضة الفكرة:عيسى من صدجك بتزوج حوراء من طارق؟!
نظرة متفرسة في الجالسة امامه فمن هو في نفس وظيفته لابد وأن لا تفوته شاردة ممن امامه فماباله بإنسان ساكن معه !
قال يستفزها لتصارحه:ليش شو بلاه طارق؟
هل ينكر الحقيقة ام ان ابنته لا تهمه هذا ماجال في خلدها قبل الافصاح بقولها:انت تعرف شو بلاه ولا نسيت؟!!
نظر إليها متفحصا فهي بالفعل لا تريد طارق لأبنتها فأجابها بحكمة:محد في الدنيا مايمر بظروف صعبة
حتى ترد عليه برد دفاعي كــ بداية لحرب قد تقوم:هيه بس انت تدري باللي مر فيه واظن اللي مر فيه يخليك ماتفكر تزوجه بنتك ؟.._لتخرج من فمها دون ان تعلم ماهو الرد العكسي لكلمتها التهكمية_ ولا انت مستغني عن بنتك؟!
ليُجيبها قاطعا وحازما لثرثرتها التي لم ترق له:طارق ولد اخويي وانا مابحصل احسن منه لبنتي ولا بأمن حد كثره.._وقف ليلقي اخر كلماته قبل المغادرة_ ومااباج تفتحين الموضوع مرة ثانية..
وكأنها لم تسمع ماقاله اردفت بغيض واضح:ومتى بتخطبه لها؟!!
رمقها بنظرة وترفع عن الرد رغم قسوة الكلمة التي تلفظت بها ليغادر تاركا الضيق والعصبية يفترسان قلبها..
**
لا يمر يوم عليهم ولا بد لهم ان يأتو قبل مغادرتهم لأعمالهم او مصالحهم يأتون فيتباركون برؤيتها وسماع الكلام الجميل منها..ماكان ليخفى عليها رؤية الضيق على وجهه ..فقد تكون السنين اخذت الكثير من عمرها ولربما قل بصرها ولكن ببصيرتها تعلم بخفايا صدورهم حتى وإن اخفو مافيهم.
وهي تنظر إليه بتفكير:عيسى شبلاك؟
ليبتسم محاولا الهرب حتى لا يشغلها بشيء:سلامتج يامايه مافيني شي
رغم إجابته إلا انه لم يقنعها:لا ياعيسى لا تضحك عليي قول شو اللي مكدرنك ..
تنهد فلربما الكلام يريحه:ام العيال باين ماتبا حوراء لطارق
لتتجهم وترد بغضب:ومن متى منيروه ولا وحده من حريمكم لهن راي؟!..وشو اللي مب عايبنها فــ طارق؟!
عيسى وهو يبرر:الظرف اللي مر فيه طارق هذا اللي مخلينها ماتوافق
قالت بتأكيد ودفاع عن طارق:طارق مافيه شي ولا بنتك بتحصل احسن منه..وخل منيروه تبلع العافية ولا تباني اكلمها وخليها تعرف حدودها اللي ماتستحي
نظر إليها فهو يعلم يقينا بانها لن تسكت فهي لا تقيم وزنا لنسائهم:خليها عنج وأنا عزمت ازوجه بنتي وطارق مايعيبه شي..._قام ونحنا على راسها يقبله قبل ان ينتصب واقفا_..يالله من رخصتج يالغاليه..
قالت مودعة وموصية:الله يحفظك..وكلام حرمتك خله يولي
ليرد قبل مغادرته:ان شالله ..
بعد ذهابه زفرت بضيق:ماعليه يامنيروه دواج عندي..
ليدخل ابنها سالم:صبحج الله بالخير ياأم راشد
ردت وهو يهوي على رأسها مقبلا:صبحك الله بالنور
جلس والتقت ركبتيهما على مسافة لا تسمح سوى للهواء بالمرور:شبلاج يالغالية باين انه فيه حد ضايقبج..قولي وأنا اوريج فيهم,,
ردت بغبن وشعور بالضيق:حرمة اخوك عيسى مب عايبنها طارق ياخذ حوراء..بس الحمدلله اخوك مابيوافقها وتربيتي ماخابة فحد منكم الا عبدالرحمن شوي خفيف
ليقهقه:هههه..عبدالرحمن من يومه جذا..واذا على طارق محد غيره بياخذ حوراء..بس امايه بطلب منج شي.._نظرت إليه بصمت تنتظر اكمال حديثه ..بنوع من لين الكلام حتى يحنن قلبها_..راكان..خفي ع الولد شوي يوم ايي يسلم عليج..
لتنتهر بغيض:ولا اباه يسلم عليي..مادري ليش اخوك راشد يابه عندنا عنبو ماله اهل هناك؟..زين انه رضع وياعياله وعيالكم ولا الحين مزوجنه من بناتنا
ليبان ضيق خفي على وجه سالم ويتمتم في عبوس:استغفر الله العظيم...ماعليه يامايه بس هو بحسبة واحد من عيالج(يقصد احفادها)
اردفت في هدوء الضيق قليلا:خلنا منه..شو سويت في الموضوع اللي قاله اخوك راشد؟ تراه قالي اسالك
تنهد بقوة:ماسويت شي انشغلت.. بس هاليومين بعون الله بشوف الموضوع..بس تراكم وايد مستعيلين
لتنظر اليه مستنكرة كلامه:لا مستعيلين ولا شي ..لازم كل شي يتم بسرعة
وهو يستعد لمغادرة مجلسها:ان شالله..يالله من رخصتج وراي اشغال اخلصها
ردت بنبرة لا يقال حانية ولكن يعرف بانها تدعو لهم بصدق حتى وأن لم تظهر مشاعرها:الله يحفظك..
**
هل جهلنا رغم علمنا ام بساطة تفكيرنا توحي لنا بتصديق مانسمع ..ربما كلامها صباحا مع زوجها قد هدأت وتيرته..فهاهي تجلس تحادث رفيقتها على هاتفها المحمول فليس حولها من يسليها:لا مااقدر ...هههههه...انا ادش المطبخ لا الله يخليلي بو أحمد محطيلي طباخ والشغالات وانا مااسوي شي..لا يامضاوي مااقدر اييج عذريني ياوخيتي..._وكأن ماسمعت قد شد انتباهها_..كيف؟!..لالا خليني بعيد عن هالاشياء انا شو ليي بقراية الفنيان ..ههههههه اذا كان جيه ولا يهمج الحين اييج ههههه..مع السلامه..._اغلقت المكالمه ووقفت تنادي على خادمتها_ميري ياميري
اتت مسرعا كالبرق:نعم مدام
اعطتها أوامرها:روحي للدريول وقوليله يجهز السياره بسرعه
ميري بتنفيذ من غير اعتراض او نقاش:حاضر مدام
**
الحزن يشتتنا يبعثرنا يحولنا إلى أناس لا نُطاق في بعض الأحيان!..والفرح بعمره الصغير يجعلنا بين السماء والأرض...
انزوت بداخلها كل المعاني الجميلة وتبعثرت كــ قطرة ماء لامست سطحٌ خَشِن..الحزن يتقلد السلطة الأولى في قلبها وثوب الحداد يذكرها بماضٍ هو حاضر تعيشه... اااهٍ منك يازمن كيف لــ 21 سنة تمُزق بيد اليتم الأليم ..اناظر صور الراحلين واستنطق الاموات !..يتعلثم الخوف في خفايا الروح ويئن جرح البعد ويكتوي بنار الحنين..الشوق بات يختنق بغاز المرارة معلن الوفاة!..والحياة باتت ملوثة بأثام مخبوءة تحت دثار الجبورت..الرحمة مسخت واستنسخت بيد صاحبها إلى تملك يفرض حضوره ويحركه كما شاء فغدت لا أعلم هل اعلن التمرد ام اخضع كــ العبيد؟!!...
وقت الضحى فردت سجادتها متلفلفة بجلال الصلاة رافعة كفيها في خضوع وسكينه فهذا ماتملكه في هذه اللحظات..تمتمت بالاستغفار ومسحت وجهها بكفيها..رفعت نفسها من مقامها واضعة السجادة على طرف السرير ..امازالت هنا؟!! تعجبٌ سرى في عقلها وهي ترا تلك الحقيبة المركونة في طرف الغرفة اولم تلحظها من قبل وضعت كفها على فمها وانهلت عيناها الدموع تحاول التحرر من كفها مشت بتثاقل وجلست بقرب الحقيبة تلك مسحت عليها بكفيها والعبرات تتساقط تباعا انحنت عليها وبكت بغصة والم .. لا يوجد حولي سوى الحزن كل شيء كئيب وونيسي الذكريات الراحلة ..بكائي قد ينطق الجدران الصم ودموعي لها ان تحرك قلوب القساة وحزني مملكة يموت على ارضها الحنين وينشنق في محرابها الفرح..مازالت تتذكر كلامه لها وهو يحادثها ذات مساء في الهاتف وهي مستلقية على سريرها مطرقة السمع بل كل احاسيسها معه
..:باجر بعون الله بروح اشوف اذا بدو يصبغون البيت..ويوم الجمعة باخذج انتي وأمج عشان تختارين غرفة النوم
ابتسمت وهي تشتاق لذاك اليوم الذي تكون فيه عنده:ان شا الله
..فيطرق الباب بخفة فلا تنطق حتى لا تجرح الحداد!..فإذا بصوتها الانثوي من خلف ذاك الباب يمر إلى اذنها"عذايب انتي واعية؟"..لهفة في داخلها ..تسرع تفتحه متدارية خلفه حتى تدخل وتغلقه فتظهر لها المستترة خلفه..فماإن رأتها حتى اسرعت ترتمي في حضنها باكية وكأنها اشتاقت للبكاء
عذايب وهي تتشبث بها وكأنها تصرخ دعيني هكذا:فايزه... بموت يافايزة.._لتزيد من حروف الوجع بعمق_ بموووت
رجف قلبها فحزن صديقتها يوجعها ضمتها بقوة لعلها تهدىء ثورتها:عذايب حبيبتي اهدي بسم الله عليج.._تبعدها بحنان _تعالي خلينا نيلس
تقترب بها إلى السرير فتجلس معها على حافته..بدأ نفسها يعود الى طبيعته وحالة الاهتياج التي اصابتها هدأت قليلا..
عذايب وهي تشعر بمرارة:مليت يافايزة حاسه انه فوق طاقتي
لتضع كفها على كتفها تواسيها وتنظر إليها نظرة متفهمة:اعرف..صعبة انج تترملين وانتي في هالسن وفوق هذا ماتهنيتي!! ..
زفرت اعلنت تحررها منطلقة بقوة من صدرها:حاسه اني مخنوقة ..
تواسيها ولكن تعرف انها كالمخدر سيزول ماإن يعود الالم:مالج غير الصبر تصبري واحتسبي الاجر عند رب العالمين
عذايب وهي تشعر بالاسى والحزن:المشكلة يافايزة اني من طلعت للدنيا وانا ضايقه المر ابوي وامي ماتوا ولحقهم اللي المفروض بيكون ريلي واللي بيدخل عليي عقب اسبوع من عيد الفطر..بس راح
نهرتها بخفة:اعوذ بالله ..استغفري ربج.."وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون " صدق الله العظيم...استغفريه واصبري ان الله مع الصابرين...حبيبتي توكلي على ربج وتحملي
اغمضت عيناها في حزن وفتحتهما:ان شالله..
**
بين عصيان القلب وثرثرة روح تنحني قاماتنا فلا ننظر للخطأ على انه خطأ ولا الصح شيء علينا اتخاذه سبيلاً!..الساعة هي 1:30 صباحا نزل من سيارته بعد ان اوقفها في موقف البيت كان يمشي بهدوء وسكينة..كانت تفصله خطوتين عن درجات مدخل الفيلا احس بيدٍ تمسك ذراعه..ففزع مخرجا مسدسه !!...
انتهى البارت
لقاءنا يتجدد بإذن الله مع البارت الثاني
قراءة ممتعة^^
مع تحياتي
اصداء الحنين
|