كاتب الموضوع :
اصــداء الحنين
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
تزوجت رجلاً قل مثله الرجال.. منحني الحب أفعالاً..رجلاً لا توجد عبارة تصفه ...أحبه لدرجة السُكر..حين تزوجته ظننت أنه كسائر الرجال التقليديين ولكن معه رأيت العكس فلا مثيل له!..ومُنِحت طفلتين هما جمال الحياة فماذا أريد بعد ..زوج حنون محب وإبنتين يغبطني الناس عليهما....
عند هذه العبارة استوقفها إغلاق الباب فالمكان كان يعجه الهدوء وهي جالسة على الأرض في غرفة ضي تتفرج على الصور وتقرأ مذكرة والدتها ..انتابها القلق حين سمعت اغلاق الباب وانتظرت ولكن لم يدخل أحد فنادت بصوت هادي وفي ذات الوقت مرتفع:ضي؟!!
بدأ الخوف يسري داخلها فوضعت المفكرة جانباً ونهضت وعيناها على الباب المغلق والروح قد شكت والقلب زداد خفقاناً..فتحت الباب في هدوء باحثة بعينيها في الممر لتنادي بخوف فالمكان هادئ ولا دليل على وجود احد لتنادي بصوت مرتجف وأنفاس خائفة:ضي؟!
ازدرأت ريقها بقلق وخرجت ببطء وعقلها يترصد حدوث أي شيء وتوقع أسوأ الإحتمالات ونادت بصوت خافت مرتعب:ضي
رأت باب غرفتها مفتوح قليلاً وقد نسيت بسبب الخوف أنها من تركه مفتوحاً مدت يدها ويكاد نفسها ينقطع ودخلت ولكن لا أحد في الغرفة ..بدأت تعبس ويزداد قلقها وخرجت ومشت للصالة تتلفت ولكن لا أحد وما أن اقتربت من باب المطبخ حتى صرخت بفزع :اااه
كانت ضي خارجة من المطبخ حاملة بيدها قنينة ماء حتى اعترى أماني الغضب فتصرخ :انتي ما تبطلين حركاتج هذي خوفتيني
مشت عنها متجهة إلى الصالة ..شعرت بالضيق منها ولحقت بها:على الأقل اعتذري..او تكلمي قولي شي...ضي شو يايبنج عندي
جلست ورشفة من القنينة وهي متجهمة وصامتة مما جعل أماني تتضايق قد تكون اعتادت على تصرفات شقيقتها ولكن لا تنكر أنها تتعبها بسكوتها ..هاهي تحاول استدراجها للكلام:ليش مخلية ريلج وياية عندي؟!!
ضي وبعد ذاك الصمت الذي اتعب أماني نطقت:طارق في المستشفى
أماني باندهاش وقلق:ليش شو بلاه؟
ضي بانزعاج وهي تتذكر تلك اللحظة:سرحت وانا مساكة مسدسه ويت الرصاصة فكتفه
اتسعت عيناها بشهقة وصرخت معنفة اياها:انتي مينونة ,,انتي لو قاتلتنه شو بتسوين؟!...ليش ما رحتي عنده؟
ضي بضجر:ما يباني عنده
أماني والقصد لومها لا السخرية منها:احسن تستاهلين..عشان مرة ثانية تنتبهين لتصرفاتج المتهورة اللي بتوديج فداهية
وقفت بغيض وذهبت مما اثار تعجب أماني:وين رايحة...ضي
ولكن ضي خرجت وأغلقت باب الشقة خلفها فادخلت الضيق لقلب اماني التي تشعر باضطراب الوضع ويُقلقها ما هو ات...
̽
بدأت خيوط التفاهم تنسج حول علاقتها بابنها لم يعودا يتجادلان حتى الخصام ..نظر إليها وهي تقبل نحوه جالسا في حديقة المنزل ...كانت قادمة من خارج المنزل فابتسم لها..القت السلام وجلست
أبو ريان:كيف كان يومج؟
أم ريان وواضح عليها الجهد:ناقشنا بعض الأمور في الاجتماع والحمدلله رغم الاعتراضات بس الحمدلله لقينا حل وسط
ابوريان براحة:الحمدلله
وجدت انه الوقت المناسب حتى تساله عم يدور في بالها:أبو ريان سمعت هيفا حد خطبها
أبو ريان وقد توقع من أوصل لها الموضوع:ماصار شي ولو كان بيتم شي رسمي كان قلتلج
لم ترد مناقشة الموضوع فانتقلت لموضوع أخر ولكن لا يبعد كثيراً عن الأول:شو سالفة راكان؟.. ريان منزعج من اهتمامك فيه من بدا يتعامل معاكم وانت معطيه أهمية ليش؟!!
ابوريان وبشيء من التكتم:ريان مكبر السالفة.. صح انا مهتم لراكان بس مب معناته اني مب مقدر وجودهم ..بس فيه شي يخص راكان بس اتأكد اكثر بخبرج وعلى فكرة يوم تعرفين بنفسج راح تهتمين
تعجبت من كلامه وقالت وهي عاقدة حاجبيها:كيف يعني؟!!...ابو ريان فهمني السالفة
أبو ريان بمنطقية:مب الحين يام راكان الوقت مب مناسب
ام ريان:انزين ياابو ريان ..
وقفت وغادرت المكان دون ان تناقشه في شيء
͙
لم أتوقع للحظة واحدة أني سأضطر للإتجاه لهذا الحل الذي بالنسبة لي هو ضرب من الجنون!!..متفاجيء من إصرارها مهما كانت العواقب...ها أنا أجلس أمامها أنظر إلى عينيها من خلف الخمار ..تسحرني كعادتها ولكن لذة ذاك الشعور تتلاشى وأنا أسمع كلامها في هذه اللحظة
غدير بحب صادق واستعداد لفعل أي شي لتكون معه:ناصر تخيل عقب كل هذا يتحقق حلمنا
ناصر بعبوس تبعه بنبرة تحمل الضيق:بس أنا مب مرتاح يا غدير ..انا ابا يجمعنا بيت واحد بس يكون برضى اهلج مب نخليهم قدام الأمر الواقع
غدير بتعجب وقد كسر فرحتها:غريبة.. المفروض تفرح وتشجعني.. بس اللي اشوفه الخوف والتردد وكأنك تبي تتخلى عني وعن حبنا
طوح برأسه مغمضا عينيه بانزعاج ثم نظر لها: مب قصدي اتخلى عنج أو عن حبنا بس الطريقة هي اللي محيرتني وفيصل اللي ماادري من وين يا
غدير وهي منزعة من اسلوبه: فيصل بساعدنا
قاطعها وبنبرة شك وخوف:وشدراج انه بيساعدنا او حتى يبي مصلحتنا
تنهدت بضيق:ناصر قلتلك هو بيساعدنا انا متأكدة
ناصر بقلق واضح:انزين وكيف بنتزوج وابوج موجود ؟
غدير وقد تعكر مزاجها:هذا كله عند فيصل هو بيدبر كل شي
ناصر وفي عينيه تردد وشعور بالقلق:مب مطمن يا غدير
غدير بفتزاز وسخرية:خلاص حبيبي خلنا جيه نحلم نكون لبعض ولا نحقق شي بس وعود ورى وعود وبالأخير نفترق
ناصر بتعجب:غدير شبلاج كل هذا عشان خايف ..
غدير بتملل:خايف من شو؟!!..ناصر قدامنا فرصة خلنا نستغلها عشان نرتاح هم أكيد بيخافون على سمعتهم عشان جيه بيضطرون يزوجونا بعض..يعني تخيل يعرفون اني متزوجة هذي مب فضيحة وهم اكييد بيخافون
اذهل من كلامها وصدم:غدير صدمتيني معقولة..انزين افترضي زوجونا وعقب قالوا لج انهم متبريين منج ولا يبون يشوفونج ابد؟
غدير بكل ثقة:قلعتهم ..اصلاً مب مهتمة لهم
صعق من ردها:الحين بس ولكن بعدين...
قاطعته بقولها:الحين وبعدين دامني وياك ما همني حد..
̽
خرجت من عند شقيقتها وهي عابسة غاضبة ناقمة جهزت نفسها وهي تتذكر ماحدث في هذه الغرفة التي كادت أن تؤدي بحياة طارق فيها... خرجت من الشقة وفي نيتها الذهاب لرؤيته في المستشفى...وصلت كانت ستذهب له ولكن لم تكمل سيرها وهي ترا وضحى واقفة عنده..
طارق وهو يطمئن والدته:امايه سيري البيت انا بخير ولله الحمد
وضحى وهي لا تشعر بالراحة وايضاً خائفة عليه:ما بخليك بروحك عشان ابوك وعمك يستفردون فيك
ضحك من اهتمام والدته النابع من المحبة:هههههه..لا تحاتين ما بيسوون شي وانا قلت لهم شو صار بالضبط من غير زيادة ولا نقصان..بعدين ولدج ريال ويدبر عمره..فديتج قومي سيري ارتاحي
لمحها فعاد بصره لأمه قائلاً:امـ....
قاطعته قبل ان يكمل:لا تقول شي مابسير
سكت لبرهة قصيرة جداً:انزين بس انا مصدع وابي اشرب كوفي
وضحى بنبرة حب:انزيين بسير وبييبلك تبي شي غير؟
طارق بامتنان:لا مابي شي
بعد ذهابها تقدمت فنظر لها بازدراء قائلاً:شو يايبنج؟
ضي بعدم اكتراث لملامحه الغاضبة:ييت اشوفك واطمن عليك
طارق بعصبية وباسلوب تحذير:وانا ماابي اشوفج..اسمعي تروحين الشقة تيمعين اغراضج وتسيرين عند اختج ولا اشوفج ابد
بنبرة لا يعرف كيف يفسرها هل هو تأنيب ضمير وتكفير عن الخطأ أم تلاعب بالألفاظ وهو يراها تضع كفها على الضماد قائلة:بس انت تبي من يهتم فيك
بنظرة غاضبة ازاح يدها:شكراً ما ابي منج شي والحين فارقي قبل ما اتي امي وتشوفج
لتدنو وجهها منه أكثر:خلها تشوف زوجة ولدها
طارق بغضب:ضي قلتلج سيري
ضي وهي تتجاهل كلامه :احب عصبيتك ..
وضعت كفها على خده لتسترسل بحالمية وبنبرة هادئة:تصدق على قد ما كان يعصب عليي إلا انه كان يعصب ولا يعصب كنت احس بالحب فعصبيته فكل شي كان جنتل _نغزت بابتسامة شوق وحب_اشتقتله وايد
طارق بتعجب وقد عقد حاجبيه:منو؟!!
قبلته بخفة ثم نظرت لعينيه حتى رأى بريقاً في عينيها :عرابي!
ليدهش من كلامها:من؟!!!
ضي وكعادتها لا تستقر على كلامها وتغيره:بسير اشوف ندى
ليرها تنسل من امامه ذاهبة تاركة اياه:ضي ضي
حتى يسكت حينما رأى والدته التى لم يخفى عليها وضعه:طارق فيك شي؟
طارق وهو يحاول طرد كلامها من رأسه:لا مافيني شي...شحال خالتي منيرة؟
وضعت كوب الكوفي جانباً وجلسة مخرجة تنهيدة وبانت علامات الأسى على ملامحها:شو اقولك..الله يكون فعونها حالها ما يسر..اللي سواه عمك هد حيلها ..الله يسامحك يا عيسى..انا ما كاسر خاطري إلا حوراء هي اللي ضايعة بينهم ..الله يوفقها مع ولد الحلال اللي يعوضها ويبعدها عن مشاكلهم
فهم من كلامها أنها مازالت لا تريدها له وأتى في باله لو أنه أخبرها عن ضي هل ستتقبلها؟!!..لكنه طرد هذه الفكرة الغبية وهو يشعر بالضيق من تصرفاتها
*
͙
أشعر بقوتي وهيمنتي على الأمور فلا شيء يستوقفني إلا هي ..طلبتُ منها أن تذهب معي كي تتعرف علي اهل من ستكون زوجتي, لكن عبثاً صرخت في وجهي خجلة من أفعالي وكأنني أجرمت..باعتقادها أنا شخص سيء مذنب مختلس وكل اموالي حرام وهي لا تريد أن تأكل زوجتي من مالي الذي بحسب اعتقادها حرام!...تغاضيت عن الموضوع وذهبت بنفسي إلى المستشفى ...لأجد راشد واقفاً مع الطبيب الذي رأيته يذهب بعد أن أنهى كلامه مع راشد
ذياب وقد دنى من راشد:السلام عليكم
لم يكن في مزاجاً يضيق منه ولكن استقبلة بمرونة دون انزعاج وكيف ينزعج وهذا الشخص سيكون زوج ابنته:وعليكم السلام والرحمة
ذياب وفي داخله تمنى أن تكون هنا حتى يراها:شحالك ياراشد وشحال الوالدة عساها بخير؟
راشد بأسى لحال والدته:الحمدلله
ذياب بمكر ليس مقصده ماقال:اذا بغيت شي انا موجود ترا نحن صرنا نسايب يا عم راشد
راشد بامتنان:ماتقصر ياذياب ..
ذياب ولأنه مشغول وأيضاً لم يرى ندى قال:انزين يا عمي أنا ساير عندي شغل وان شاء الله بمركم بعدين..ياللا عن إذنك
راشد:مع السلامة
وهو يمشي رأها مقبلة وقد نظرت له لأنها كانت تمشي رافعة رأسها وتمشي باستقامة مرت بجانبه
ذياب وقد بدأ يفكر:هذي البنت مش غريبة شايفنها من قبل ..بس وين؟..وين ياذياب..
بعد لحظة تفكير عميقة بدأت ذاكرته تسترجع بعض الومضات من لحظات سابقة حتى قال:لندن.._عاد للصمت باحثاً في ذاكرته حتى يتوقف عن التفكير ويلتفت خلفه_..أروى..صح هذي أروى!!!!
͙
قدمت للإمارات ووجدتهما رغم هروب مروه لأجدني أعود للندن وتحديداً عدت لأخذها معي فهي من بيدها مساعدتي ..وصلت للمستشفى ..دخلت عندها بعد أن تأكدت منهم أنها مستيقظة ...فتحت الباب فإذا بها تجلس على كرسيها المتحرك على مسافة نظرت لي بقسوة لا أعلم هل هو استفسار أم لوم!!..ما إن تقدمت للداخل...حتى نطقت متسائلة:لقيتهم؟
سلطان وملامحه واضحة بدلائل الفشل:لا
نظراتها تحمل العتب والحزن:عيل شو رجعك لندن؟!!
سلطان بصراحة مطلقة:انتي..انتي اللي رجعتيني ..يا نوره!
حتى جمدت حواسها ناظرة له....
انتهى
|