كاتب الموضوع :
اصــداء الحنين
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: شفاه تطلب الارتواء
الــــ45بـــــارت
منذ أن سمعت صوتها وأنا أشعر أن جزء من روحي قد عاد لي وبقي أن يكتمل حين ألتقيهما..عاودت الإتصال بها ولكن حولته لمغلق ..أي ضيق يتملكني هذه اللحظة من هروبهما ..أين هما مروى وأروى اللتان لا تملان من وجودي؟!!..ما لذي غيرهما؟!!..شيء غريب في تصرفهما وابتعادهما..شيء عليّ معرفته..ربما إذا أخبرتهما عنها يخبرانني عن مكانهما..لكن قد لا يصدقان أنها مازالت حيّة تُرزق!..لقد حيراني معهما مروى بهروبها وأروى بمكالمتها وطلبها ..
*
يناظرها من بعيد فيرى الوجع في حركاتها..ما السر وراء تعلقها بجدتها لهذه الدرجة؟!! ,فالكل لا يطيق قسوتها..سمع خطوات قادمة فالتفت فإذا بطارق ..
طارق بتجهم واضح وأسى:ماقدرت الحق عليه واتصلت ما يرد..الله يسامحج يا غدير
راكان:انزين ليش ما لحقته لبيته؟
لم يجد منه إلا الصمت فصمت ..حتى يستكمل طارق كلامه متسائلاً بهمس باحثاً بعينيه عنها :ضي وينها؟!!
إذاً فهذا سبب صمته منذ برهة لم يرها!..ليرد راكان:يمكن سارت تيب لها شي تاكله أقبلت وعيناهما ترقبانها تحمل عبوة ماء وخاصة طارق ...فتحت عبوة الماء وجلست قرب ندى وقدمتها لها ..بلت ريقها بشربة من الماء ولكن عينيها مازالتا غارقتين بالدمع ..نظرت ضي بطرف عينها باتجاههما ثم همست في إذن ندى ..التي نظرت لها لتقول بغصة:ويدتي؟!!
ضي بصوت هامس:أكيد بيطمنونج عليها..وأكيد بيعذرونج انتي بغيتي ترتاحين شوي
حركت رأسها بتفهم..ونهضت واقفة ومشت ببطء لهما ..مسحت وجهها بكفها والحزن غير تقاسيم وجهها..دنت من راكان الذي يشعر بألمها:راكان بسير ويا ضي بيلس عندهم شوي
راكان بتفهم ونبرة حب أخويه:من حقج ترتاحين شوي..خلاص سيري
فإذا بضي التي حضنت كتفي ندى بذراعها:راكان ممكن توصلنا
تضايق من طلبها ولكن ماذا عساه يقول وندى بينهم فصمت ..رغم أن كليهما شعر بذلك لكن صمتا .. راكان وهو يشعر بشعور طارق ولكن ليس بيده الرفض:اوكي ياللا..طارق اذا سألوا عن ندى قولهم تعبت وسارت ترتاح
طارق:أوكي_وبنبرة قصدها بها_ نتلاقى بعدين
*
غضب عارم تكاد عروق رقبته تنفجر من شدت الضيق دخل للمنزل صارخاً بشدة منادياً باسمها"منيرة..منيرررة" صعد الدرجات بسرعة جامحة ..دخل للغرفة ولم تكن بها ولكن سمع صوت الماء ينسكب في الحمام..لم يبالي بالأمر وزاد هيجانه و رأى حزام بنطاله جانبا فسحبه والدم يغلي في عروقه واندفع بهستيرية للباب الذي خلعه بضربة قوية برجلة خلع قلبها معه وهي واقفة تغسل يديها ..لم تشعر إلا به ساحباً لها ..ودفع بها لخارج الحمام وهي تصرخ تحت جلده لها بالحزام الذي يقطع جسدها ..سمعت الخادمة الصراخ وما إن رأت المشهد حتى ارتعدت خائفة وهربت ...
*
*كل شيء من الماضي يتسلل من بين يدي
ذكرى ذاك الرجل الكريم , ذكرى حديثه الأبوي
وأمانة أبحث عنها علني أجدها, فأكفر عن ذنبي الأليم
بقلم الجميلة:وردة شقى
انطوت صفحة مما مضى مع لغز ليأتي لغز ثانٍ يحيرني ..اتصلت بها لعلها ترشدني فربما تقودني إليهما أو إلى أقاربهما ..لم أتوقع ردت فعلها وخوفها في نبرة صوتها:سلطاان لازم تلقاهم وبسرعة ..طلعهم من الإمارات وهاتهم عندي
زادت وجعي بدلاً من تخفيفه فكيف وأين ولماذا؟..:انزين وين تتوقعين هم؟..ممكن عند أهلهم؟.._سكوتها المطبق زاد من تعجبه_..ليش سكتتي؟!!..إذا عندج شي بيوصلني لهم قولي؟
ازدردت ريقها لتقول بملامح متعبة متضايقة عابسة بكاد الخوف يمزق جوفها:سلطاان انت قلت شفتها عند بيت خالتك؟..اسألهم
زفر في ضيق فهو لم يجد الجواب عندهم فكيف له سؤالهم من جديد:ظبية قالت البنت اللي تعرفها اسمها أماني
أخذت لحظة تفكير ثم قالت:انزين يمكن أماني تعرفها أو توصلنا لها ..شي ما يتصدق انك تشوفها عند بيتهم..إلا اذا كانت مب هي
ليقول بشيء من الإنفعال مستنكر ماقالت:كيف مش هي؟!!..نفس الجسم نفس الويه كل شي فيها مروى مستحيل ماتكون هي كل شي يقول مروى بس الا ستغربته شو كانت تسوي عند بيت خالتي ..لو مب هي ما كان عقب بيوم اتصلت فيني أروى
ادهشها كلامه لتقول بتعجب:أروى؟!!..كيف اتصلت فيك؟!!
ليكشف لها سراً صغيراً كان بمثابة حلقة وصل بينه وبينهم:يوم خبرني محمد انكم بتون الإمارات اشتريت فون يديد وقلت لأروى تحتفظ فيه لأني كنت بسافر وخفت تنقطع عني أخباركم؟..يمكن غلطت عشان سويت هالشي من وراكم بس وربي يعلم مب خيانة للثقة اللي عطاني اياها محمد..
اغمضت عينيها وتنهدت ونظرت لظهر يدها المتجعدة من أثر الحروق لتنطق بنبرة ونظرة عميقة:المهم تلقاهم..أو أيي بنفسي للإمارات
استحال الأمر فقدومها لن يساعده بل سيتحمل مسئولية أخرى:شو بتين تسوين؟..أنا بدور عليهم ..الإمارات مب كبيرة يعني بوصل لهم..ويمكن اتواصل مع أهلهم
حتى تتسع عيناها لتقول بانفعال وتحذير:سلطان خلك بعيد عن أهلهم ..لا دخلهم في السالفة يمكن مايدرون عنهم
تعجب من استهجانها وقلقها واعتراضها:ليش انزين؟!!..يمكن هم عندهم أو يساعدوني القاهم
لتصرخ بغيض:لااا..دور عليهم بنفسك ولا تروح عند أهلهم
استغرب حديثها مالذي يدفعها لقولها ذاك؟ لم كل هذا السخط ونبرة الاعتراض في صوتها لكني لم ارد الخوض في استجاوبها فختصرت الكلام:انزين راح ادور عليهم
*
أحن لصوت أمي..وصوت أبي
لسر أروى ..لأحاديث سلطان ونبرة صوته
"وردة شقى"
تمنته لحظات ,تمنت بعده لحظات , وبين أمنية وأخرى رأته حقيقةً ..كان بودها لو أعادت لحظات راحلة قبل سنتان لتقول له وتعلمه بما حدث بعدهما ولكن هربت!...
أفكر كثيراً..
ليتنا نعود لبلد الضباب..
ليتنا خُلقنا دون أهل...
أشتاق لأجتماعنا العائلي..
لأحاديثنا أنا ومروى..
لجارتنا ..
لأشياء كثيرة محفورة في الذاكرة..
"وردة شقى"
اطمأنت عليها وتركتها تغط في نومها على سرير أماني ..وخرجت ومشت تسحب رجليها حتى تراءت لها شقيقتها جالسة على كرسي كبير منفرد ..فكليهما تحمل في قلبها هموم ستكون ليس لها وجود لولا الظروف التي أرغمتهم على الابتلاء بها..مشت لها وما إن وصلت لها وقفة أمامها لا يفصل بينهما شي سألتها:شحالها ندى؟
ماكان من ضي إلا ان استدارت جالسة في حجر شقيقتها ورفعت رجليها بهدوء على ذراع الكرسي وأسقطت جسمها للخلف مما جعل أماني تعبس من فعل شقيقتها:ضي لو شافتج ندى شو بتقول؟!!
ضي بصوت هادي واثق عكس قلق شقيقتها وتوجسها وبصرها للأعلى:ندى راقدة وما بتقوم الحين
أماني وهي على يقين أن ما تمر به ندى سيقض مضجعها ولن ترتاح في نومها وقد لا تتمكن سوى من أخذ غفوة لدقائق:وايد واثقة انها ما بتقوم لا تنسين حالتها ووضعها
ضي بتأكيد جعل أماني غير راضية:عطيتها منوم يعني بترقد لساعات
أماني بوجه عابس متضايق قلق وبصوت هادي:ما بتسيرين عند ريلج؟
رفعت جسدها جالسة ونحنت على صدر شقيقتها ودفنت رأسها بجانب رقبة شقيقتها بصمت مطبق مما جعل أماني تغمض عينيها بانزعاج فطبع شقيقتها في سكوتها المفاجئ يزعجها..حضنت شقيقتها بذراعها لتهمس فلعل تلك الصامتة تتكلم:ضي؟!!
ألصقتها في الكرسي لتمنع انفعالها وهي تسمعها تهمس بنبرة ربما هي ندم أو بحث عمن يوبخها أو يثني على فعلها ولكن ماتعرفه أنها تود مصارحتها بما قامت به:كلمت سلطان
صمتت لثواني تزدري غصةً لترد بنبرة مسايرة لهمس شقيقتها:ليش؟
بنفس الهدوء :عشان ما يدور علينا
غمزت بابتسامة ساخرة فتقول بعدها:انتي خليتيه أكثر يصر على انه يلقانا ولا نسيتي من هو سلطان؟
أبتعد بهدوء حتى التقت عينيهما كل منهن تحمل الكثير والكثير ولكنها همست بوجوم:لا ما نسيت.._وكتغيير للحديث وبذات النبرة الناعمة_..ما سرتي الصالون؟
لم تعد ترغب سوى بالاختباء بعيداً عن كل شيء:ولا بسير خلاص استقلت مالي بارض فشي
زمت شفتيها بقهر مما أل له حالهما لتنزل دموعها وهي تبعث نظرة الالتجاء وطلب الأمان من شقيقتها ..وضعت كفها بحنو على خد أماني و انحنت بهدوء مقبلة وجنة خدها الأخر بقبلة دافئة كأنها تقول لها أنا هنا لكِ ومعك اطالت القبلة حتى تُشعر أختها بالراحة ومن ثم لفت ذراعيها حول ر قبة أماني واجتذبتها حاضنة إياها أما أماني فشهقت بخفوت وهي تطوق شقيقتها مرخية رأسها على كتفها ليتزاحم كل شيء في عقلها ...
*
أفزعه اتصال الخادمة ..وصل للمنزل و رآها واقفة خائفة فصرخ :وينها؟!!
حتى تشير له أنها في الأعلى فتتسابق خطواته بقلق وخوف وفزع ماذا لو لم يجب وهو في العادة لا يرد على المكالمات التي تصله وهو في العمل؟..كيف له تحمل ذنب حدوث مكروه لها ويشارك والده في ذبحها..دخل ليسمعها تئن بوجع يمزق جسمها الملتهب ليركض متخطياً إياها للجهة الأخرى حيث وجهها ونكب يكلمها:امايه ردي عليه امايه
لتجيب وهي بالكاد تنطق من تحت التهاب جراحها بأنفاس مثقلة وصوت كالفحيح:احمد ..
الوضع الذي عليه والدته لا يُبشر بخير..ماذا لو أن والده لم يٌبقي لها رمق لتعيش...أخذ هاتفه واتصل بالإسعاف وطلب منهم القدوم..وضع هاتفه أرض ونحنى يكلمها حتى يبقيها مستيقظة:امايه الحين الإسعاف بييون
اغمضت عينها وتشعر بضيق ولكن تحاول الكلام والتنفس رغم ضيق المسافة بين انفها وفمها من الإرض فيصعب عليها فعل ذلك:ابوك بيسجنونه؟
اندهش من سؤالها فلا يعرف كيف يفسره هل هي خائفة عليه أم تتمنى ذلك كي تنتقم من جلده لها:ماادري في البداية بيعالجونج وعقب بيشوفون إذا الوضع يستدعي التحقيق أو لا
دخلت فزعة خائفة مندفعة صارخة:اماية
مد يده مانعاً إياها من لمسها:حوراء لا تلمسينها
هوت على الأرض باكية بقربها:امايه.._رفعت بصرها له_..أحمد منو سوى فيها جيه
صمت فكيف له أن يخبرها أن أعز انسان بقلبها هو من كاد يقتل أمها :حوراء الحين مب وقته أول شي ناخذها للمستشفى ونطمن عليها وعقب ..
حتى تقف وهي ترفع عباتها التي تكاد تعثر وقوفها:عيل قوم خلنا نشلها المستشفى
أحمد باعتراض ومحاولة للشرح:محتاية سيارة اسعاف..ما اقدر أحركها ..
بكت بغصة وهوت مرة أخرى قائلة:امااية
تريد لمسها تحاول وضع يدها ولكن تخاف أن تؤذيها ..رن هاتفه فأخذه ورد على الاتصال:ألو..نعم..ان شاء الله الحين
انهى المكالمة ووجه كلامه لحوراء وهو يقف:سيارة الاسعاف برا قومي
وبعد برهة أقبل المسعفون وبدأوا عملهم وهو واقف يراقبهم وحوراء شاحبة واقفة بسكون ويدها قرب فمها ممسكة بجزء من غطاء رأسها"الشيلة" تشهق شهقات خفيفة متتابعة وعيناها على والدتها تراقبها بخوف وحزن وقلق بملامح مذهولة ..وقف أحد المسعفون مستأذن منهما افساح الطريق ..خرج وسحب معه حوراء فاسح المجال لهم ..أخرجوها فما إن رأتها حتى دفنت رأسها في صدر أحمد ..أمسك بها حتى مضوا:ياللا مشينا بنلحقهم
*
تختنق لحظات الحاضر حين المرور بالماضي والعودة منه, حين نطل إلى زمنٍ استباح عبرات الحنين بحرقة تكاد تمزق أشلائه بتشوه حفر التمني بالرجوع ولكن الوجع أعظم حين تجوب ذكرى من رحل!...
قادمة من المطبخ بعد أن سكبت لها كوب من عصير البرتقال الطازج..وتلك مستلقية على بطنها وأسفل صدرها مخدة وأمامها رقائق البطاطس في صحن تأكل منه تشاهد التلفاز ..جلست خلفها على الأريكة تلقي نظرة على ما تتابعه شقيقتها ..رشفت من كوب العصير وقالت:شفت هدية في غرفتج كنت سايرة ارد الكام وشفتها
قالت وعينها على التلفاز:هدية لجيس
مروى بتجهم واضح واعتراض:أروى انتي تعرفين راي ماام في الموضوع
أدارت رأسها ناظرة بطرف عينها لها:جيس بس فريند
تنهدت فعقلية أروى متهورة طائشة لا تضع احتمالات بعيدة :أروى ماام ماتبينا ننسى من نكون
رفعت جسمها وتسندت على ذراعها:مروى انا فاهمة تفكير مااام بس أنا مضطرة اتعامل وياهم في المدرسة في الشارع anywhere (في أي مكان)..وعلى فكرة جيس يحب وبيعترف لها بحبه وهو عارف حدوده وياي
مروى بتفكير جائز للعواقب:والهدية يمكن يكون لها تأثير
فغرت فاها دليل على دهشتها واستنكارها:مستحيل..بلييز مروى ..قلتلج أنا وجيس فريندز
فإذا باولدهما قد أقبل ووقف ناظراً لهما وواضح له انه قطع حديثهما ابتسمت مروى رافعة بصرها له وأدارت أروى رأسها له بابتسامة بمعنى تريد شيء منه وهو يعرف تلك النظر: شو تبين؟
زمت شفتيها و حبت له حتى صارت أمامه نظرت له بذات الابتسامة وبصوت وعينان فيهم الوداعة قالت:داااد
نظر لها وأتا ه شك:يا أما مسوية شي او تبين شي..قولي شو عندج
نهضت واقفة دون أن ترفع بصرها ومن ثم لفت ذراعيها حوله والتصقت به قائلة بأحساس عميق:دااد احبك
ضحكت خفيفة صدرت منه على مشاكسة أروى التي تماطل في قول ماتريد:انزين وبعد؟
نظرت له وقالت بتردد:امم..اممم
قهقه عالياً:هههههههههه..امم امم شو ؟!!
استدارت لمروى التي وضعت ساق على ساق ونظرت للجهة الأخرى قائلة:مايخصني
نظرت أروى لوالدها باستحياء حقيقي:امممم
نهرها بخفة:مطولة تأمأميين ترا تعبت من الوقفة
رفعت طرف عينيها له:امم..بصراحة زميلي في المدرسة الليلة عيد ميلادة واصدقاءه بيسووله حفلة وأنا اخذت له هدية وأبا أوديها حقه
نظر لها بجدية حتى ينطق بحزم:لا
حتى تقول بشيء من السخط:داااد
محمد وهو لا يود أن يُعمقا علاقتهما بالأخرين بشكل زائد عن المعقول:أروى دايم فيه ممنوع أوكي زملاء نتعامل وياهم باحترام أكثر مافي
حتى تصمت حين سمعت صوت والدتها وهي مقبلة:شو بلاكم؟!!..شو مسوية أروى؟
محمد ولأنه يعرف بنية ابنته فلم يرد الكلام:ما سوت شي
قالت وهي تستعد للجلوس قرب مروى: أكيييد؟..ولا مثل كل مرة تغطي على فعايلها
حتى تستدير وظهرها لوالدها بضيق من اتهام أمها:ماااام
نظرت هند لمروى متجاهلة أروى :مروى قومي هاتي دواي
مروى وهي تهم بتنفيذ طلب والدتها:أوكي
ذهبت مروى ونظرت هند بشك لأروى لتربت بيدها على الأريكة:تعالي يلسي
نظرت لوالدها ومن ثم مشت لها وهي خائفة من ردة فعل والدتها والتي ما إن جلست بقربها حتى سحبتها بأذنها:شو مسويه؟
صرخت اروى بالم:ااخ ماااام
فما كان من محمد حتى أسرع لهما وجلس بجانب أروى:هند أروى ما سوت شي
تركتها قائلة:صدق ولا بس تستر عليها
أروى بسخط:والله ما سويت شي
حتى تنهض من بينهما وتكمل سيرها مارة بسرعة من قرب مروى التي تعجبت من الوضع لتقترب من والدتها تحمل لها الدواء:ماام
شعرت بأنها قست عليها فتركتهما وذهبت فنظرت مروى لوالدها:دااد
شعرت برغبة في البكاء استلقت على سريرها محتضنة وسادتها تعتصرها في صمت ودموعها تنزل ..لم تشعر إلا بأحد انحنى عليها باكيا ..إنها هند التي شعرت بقسوة فيما فعلته ..بكت بشدة قائلة:سامحيني يا أروى سامحيني
شعرت بتفاهتها فكيف لها ان تسمع والدتها تعتذر وتطلب منها الغفران والأجدر هي من تطلبه منها ..حتى تنهض متناسية الدموع خجلة :ماااام
احتضنت والدتها بشدة :أنا اسفة
هند وهي الأخرى تشعر بالذنب:لا حبيبتي أنا غلطت فحقج وتصرفت بقسوة وياج
اعترضت على كلام والدتها فمهما يكن هي أمها ومكانتها اعظم حتى وإن تضايقت منها فلن يُرضيها أن تذل نفسها لها :نووو مااام نوووو
دخل محمد ومعه مروى فقد أقلقهما الأمر ..محمد وهو يرى وضعهما وكالمعتاد هند تشعر بالذنب فتعتذر:هند وقت الدوا
مسحت وجهها بكلتا يديها وقالت:إذا بتعطيني ياه أروى
ابتسمت لها متناسية ماكان حتى تمد يدها لمروى:أوكي
ألاحت هند رأسها لمحمد الذي بادلها بابتسامة فهو يعلم سبب كل ماتمر به ويتمنى من مروى وأروى أن تكونان صبورتان معها ..
*
تم إسعافها ولكن لا بد من التحقيق فما تعرضت له واضح أنه اعتداء بالضرب ولكن عيسى استطاع لملمة الموضوع حتى لا يتفاقم مما دفع أحمد يشعر بالضيق وهو يرى والده أمامه فمالذي جاء به بعد الذي فعله ؟ هل يُريد القضاء عليها ..
تقدم منه وهو يرى منه نظرة لوم تقدم منه حتى يقول أحمد:ليش كل هذا؟
عيسى بلا مبالاة ولا اكتراث:تستاهل اللي ياها
أحمد بعدم رضى وشعور بالأشمئزاز من فعل والده:ضربك لها بالحزام مب جريمة مالها عقاب؟!!
عيسى باعتراض :تبي ابوك ينسجن؟!!
حتى تقبل حوراء له مسرعة باكية وارتمت فحضن والدها باكية:ابوويه..
نظرت له وهي تبكي:شفت امي ؟!!..لازم تعرف منو سوى فيها جذي
لم يهتم لشهقاتها وبكاءها ليقول وكأنه فعل يفتخر فيه:أنا ضربتها
صدمها بكلامه ولم تستوعب ماقال لتسأله:ليييش؟!!
عيسى بحنق واضح على منيرة التي يحملها مافعلت بوالدته ولكن لم يستطيعا استيعاب ردة فعل حوراء حين قال:عشان هي السبب في اللي صار ليدتج وانا ما يرضيني اللي صار لها
حتى تصرخ فيه بحقد:عيل مثل ما انت ما يرضيك في أمك انا بعد ما يرضيني فامي اكرهك
لتصد عنه مسرعة الخطى ..ليلحق بها أحمد بعد أن نظر لوالده..أما عيسى لم يعجبه تصرفهما معه ومؤكد يُحمل منيرة كل هذا .....
*
كنت قد اتخذت قراري إن كلمني في ذاك الموضوع أو لمّح له فسيجد جواباً صريحاً..كنت في اجتماع معه ومع بعض رؤساء أقسام الشركة لا أعلم سبب دعوته لي لحضور هذا الإجتماع..فهؤلاء موظفين عنده وهذا أمر يتعلق بشركته فما شأني؟!!..لكن قبلت الدعوة شعرت بالغرابة وأنا بينهم وكأن حالهم يقول ماذا أفعل هنا وبصدق لا ألومهم فأنا مثلهم لا أعرف سبب وجودي!!..انتهى الاجتماع وبقينا نحن الإثنان ولكن لا أدري لماذا استبقت الأحداث لأقول له:أبو ريان..بصراحة أنا ممنون للثقة اللي منحتني اياها ...يشرفني إني تعرفت عليك ...بس فيه شي حاب أقوله واعذرني على صراحتي..أي واحد أكيد يشرفه يكون من عايلتكم ويناسبكم بس اطلب منك السموحة ..
حتى يسكته ابوريان:لا تكمل يا راكان هذا حقك وأنا فخور فيك وهالشي ماراح يغير من تعاملنا ولا من معزتك بلعكس صراحتك وعدم خوفك يذكرني بابوك الله يرحمه ..
لا يُنكر أنه مشدوه أمام ردة فعله وأيضاً تعجب من معرفته لوالده:بصراحة خجلتني بكلامك..مشكور.. وهذا يدل ع طيب أصلك
ابوريان بتفهم:لا تشكرني يا راكان هذا شي فرغنا منه وعلاقتنا سواء بالشغل أو بشكل عام ماراح تتأثر بإذن الله
راكان وهو متعجب وفي ذات الوقت ممتن لكلامه المهذب معه:ان شاء الله
*
وجدتٌ نفسي أمام محاولة كادت أن تفشل مع ظبيه فكل سؤال مني ألقى منه سؤال منها بدلاً من الجواب حتى كدت أفشل لولا تدخل خالتي التي أعطتني عنوان الصالون ومن فوري ذهبت إليه ..سأفعل أي شيء إذا كانت النتيجة الوصول لهما
خرجت لي إحدى الموظفات فيه فسألتها:ييت أسأل عن موظفة عندكم اسمها أماني
تعجبت من سؤاله وذات الوقت أخافها:ليش؟!!
سلطان :الاهل متفقين وياها عشان شغل واتصلوا بس ماترد واتصلوا عليكم بس لقوه مشغول
الموظفة:أماني يترك شغل
اندهش من ردها ليقول:متى تركته؟
الموظفة:من يومين
سلطان وحتى يتأكد من شكوكه:متأكدة
الموظفة:يس
لم يرد أن يطيل في الأسئلة فمضى وهو يشعر بأن الأمر زاد تعقيداً
*
كل فلس أخذه منه فهو من حقي ..الا يكفي سنين عشتها وأنا مسلوب من كل شيء ..الراحة..الأمان..العطف..الهوية..والعائلة ..هذا كان شعور فيصل وهو يقف امام منزله بعد أن اشرف على عمل العمال ..وطبعاً لم يغب ذلك عن أعين الجيران الذي مازالت ربة منزلهم تحلم بتزويج ابنتها من فيصل ..خرجت وأقبلت نحوه
أم أمل:السلام عليكم..شحالك يا ولدي
فيصل دون رغبة بالكلام ولكن احتراماً لسنها:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بخير عساج بخير؟
أم أمل وهي في داخلها فضول:بخير يا ولدي..اشوف العمال طالعين داخلين البيت خير يا ولدي؟
فيصل بأسلوب مهذب فيه شيء من التكلف:خير يا خالتي..قررت أعيش فيه
أم أمل ومازال الفضول يلعب بها:بتعيش فيه بروحك؟!!
فيصل وعينيه على المنزل:لا يا خالتي قررت اعرس
تعجبت منه ولكن من ستكون غير ابنتها:ربي يتمملك على خير يا ولدي..عيل اخليك من رخصتك
فيصل:مع السلامة
نظر إليه وفي أعماقه يفكر براشد الذي يحمله سبب كل مايحدث !...
*
افتقده وأشتاق له ..لم أعلم أني سأحب شيء فرضه علي أهلي ولكن قد يكون الشيء الوحيد الجميل الذي حصلتُ عليه وكان له يد فيه ..
كم انت محظوظ بها يا عبدالعزيز فمنذ أن دخلت بيتنا ونحن ننعم بالسلام بعكس حياتك السابقة مع سلمى والتي لم أحبها بعكس نوره التي اعتبرها بمكانة مشاعل وكأن الله أرسلها لي حتى تملأ الفراغ الذي يصيبني
نظرت لها نوره بتعجب وهي جالسة في الصالة تشرب عصير البرتقال حتى تقول لها:مطولة كثير يا أنسة بيان؟
ضحكت واقبلت لها:كيف اليوم؟
نوره بحب:تمام ..بس وش له كنتي تناظريني من شوي؟
جلست على الكرسي نافية أي سبب:ولا شي ..ايه قبل ما انسى مشاعل عازمتنا عندها
نوره وقلبها قد تعلق بعبدالعزيز وتشعر أنها ستكون مقصرة معه إذا فعلت شيء بدونه:بس انا ما قدر عبدالعزيز مو هنا والحمل راح يتعبني لا تنسين المسافة بعيدة
بيان وقد تذكرت مشاعل ومشاكساتها لها فتريد أن تكررها مع نوره:كم باقي ويشرف؟!..ما شاء الله اللي يشوفك بيقول عديتي التاسع وداخلة للعاشر
نوره بغيض:بسم الله عليه..بيانوه قومي
بيان وهي تعاندها:واذا ما قمت وش راح تسوين؟
فإذا بصوت رجالي اخترق اسماعهما:انا اللي راح اسوي
نوره نظرت إليه مستنكرة أما بيان فقد شهقت قائلة:هييي راكان!!!!!
*
وقف أمام المرآة وهو ينظر لرقبته ليبتسم ..تحرك من امامها وخلع كل ملابسه ماعدا بنطاله فهو سيغفو ويستيقظ ومباشرة سيرتدي ملابسه وسيذهب للعمل..استلقى على السرير ليغط في نومه ..دخلت للشقة ورأت كوب الماء على الطاولة فتوقعت وجوده فمشت للغرفة وهي تتذكر ما حدث في المستشفى ولا بد لها من الحديث معه ..دخلت فرأته مضطجع دون لحاف ولا شيء يستر جزءه العلوي مشت ووقفت تنظر له قررت أن تتراجع وتنتظره إلى أن يستيقظ ..وما إن همت بالذهاب حتى استوقفها منظر المسدس بالقرب من السرير ..أخذته بين يديها ولاحت ذكرى من عبق الماضي حين كانت تجلس مع سلطان خارج منزلها وهي تحاول معه لدفعه لتعليمها الرماية:سلطان متى بتعلمني
ليقهقه:ههههههه..ما يأستي؟!!
أروى بتضجر أكدت:لا ولازم تعلمني
سلطان وهو يعلم خطورة القيام بذلك... يستطيع تعليمها ولكن تبقى الأسلحة خطرة:قلتلج من قبل اقنعي أمج..أروى ابا افهم ليش مصرة انج تتعلمين ترا انا وابوج دووم بقربج والأهم منا هو رب العباد اللي وياج
أروى بنشوة تخيل وهي ترفع يديها وكأنها تمسك بمسدس:شعور حلو وانت ماسك المسدس وموصوب على هدف قدامك
حتى يفتح عينيه ليرى فوهة المسدس موجهة ناحيته لينهض بفزع :ضي لااااا
لتخرج رصاصة وتستقر في جسده وقد دوى صوت الطلقة وسمعه راكان الذي صادف وصوله لشقته حتى يسرع لشقة طارق ويدخل منادياً:طارق
*
بعيد عن أعينهم في ممر جانبي استوقفها بحنق واضح وهو يراهما يفعلان ما يريدان بعد أن أخفاهما وأخفى أمرهما ..
عبدالرحمن بانزعاج واضح:شو تسوين هنا؟..انتي وأختج تلعبن لعبة مب قدها
أماني وجوفها يملأه الضيق والعبوس واضح عليها:ندى طلبت مني أيي وياها
فاجأته بكلامها حتى يمسكها بعضدها ومن بين اسنانه قال:من متى تعرفين ندى ردي
وكانت هناك عينٌ ثالثة تشهد الحدث من دون أن يشعروا بها يقف صاحبها مشدوهاً مستغرباً من امساك عبدالرحمن لها فمن تكون وماعلاقتها به حتى يتخطى الحرام في لمسها؟!!!!
انتهى
|