كاتب الموضوع :
اصــداء الحنين
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: شفاه تطلب الارتواء
[COLOR="Black"]
هل هو مجرد كلام أراد منه الضغط عليه حتى يزوجه من ابنته؟!! أم أنه يُخفي شيئاً يعلمُه؟!!..لكن أتوقع من فيصل كل شيء فمنذ أن عَلِمَ أنه ابن راشد وهو مختلف تماماً عم كان عليه.. فلا استبعد أن يختلق مثل هذه الكذبة حتى يشوه بها شرف ابنتي لينال مُراده بالزواج منه..عُدت للمنزل والتفكير مسيطر ..في اللحظة التي اتجهت فيها نظري للسلم أتتني رغبة فالصعود لها ومواجهتها ..فتصرفاتها الغير منطقية هي الأخرى تجلب الريبة ..أسرعت الخطى صاعداً الدرجات واتجهت لغرفتها فتحت الباب وتفاجأن هي ووالدتها ..نظرت لملامحها المتعبة ويداها العاريتان التي تبرز عليها خطوط حمراء من خدش أظافرها..اقتربت والشك يملأ قلبي..لأطرح عليها سؤالاً يملأه الريبة :ملاك خبريني شو اللي صار وياج بالضبط؟
خفت وارتعبت من السؤال الغير متوقع هل يكون قد عرف شيئاً؟!!.. بلعت ريقي وبدأت أنفاسي تضيق وملامحي بان عليها الأرتباك وخفضت رأسي
تصرفها هذا جعلني أشدها من ذراعها بقوة فربما الانفعال يجدي معها:ملااك طالعيني وجاوبي
لم أره بهذا الغضب ولكن لن أسمح له أن يمد يده عليها أو يؤذيها بكلامه فما تمر به يكفي نهضت وأبعدته عنها صارخة:عبدالرحمن خل البنت اللي فيها يكفيها
حتى نفض يدها عنه بغضب وقبل أن يغادر رمق ملاك بنظرة مخيفة ..نظرتا لبعض بقلق وخرجت لاحقة به لعلها تعرف سبب هجومه ذاك ..
نادته قبل أن يبتعد أكثر:عبدالرحمن
استدار نحوها ومشى إليها لبيادرها بقوله:اسمعي قدامج اليوم تعرفين منها وين كانت بالضبط وشو صار وياها؟ ومع من كانت؟
بهتت من كلمته كيف له أن يًسيء الظن بابنته:تطعن فشرف بنتك يا عبدالرحمن؟!!
عبدالرحمن بتحذير:طرفه إذا ما خبرتج باللي ستوى وياها خليها تجهز عمرها عشان عرسها بيكون عقب زواج دلال
امستكته بيده مانعة إياه من الذهاب :ما بتسير لين تفهمني شو مستوي؟!..ليش تبي تزوجها ومن فكرته هذي لا يكون خوانك وامك ورى السالفة ترا اذا سويتوا هالشي من دون رضاي ويا دلال ماراح اسمح هالشي يتكرر ويا ملاك..
عبدالرحمن بانفعال:نفذي اللي قلته عشان ملاك نخطبت
تركها دون ان تعلق ولكن بماذا ستعلق وهي ترى ابنتيها يُخطط مستقبلهما دون اذنهما
΄΄
أُصعق من جديد على أمرٍ استحالة توقعه..مابال هذه العائلة التي وجدت نفسي فيها بالأمس يذكرون اسم امي واليوم يفاجئني طارق بخبرٍ لم يستطع عقلي استيعابه ..ككل مرة أعود فأجدة مضطجع على الأريكة..رفع مرفق يده من على عينيه ونظر لي متسائلاً:تأخرت
راكان وهو يستعد للجلوس أجابه:انشغلت ويا ابو ريان
ابتسم طارق فمن يتوقع أن تتعمق علاقة راكان مع ابو ريان والتي في بدايتها تقلق راكان..اعتدل جالساً ليقول جملته التي أثارت راكان حين سماعها:كنت اترياك عشان نحتفل بزواجي
تعجب ولاحت له حوراء حتى قال مُستنكراً:بتتزوج؟!!!..يعني قررت تاخذ حوراء؟!!
طارق بهدوء بعد سوء الفهم الذي سببه لراكان:لا ماراح ارتبط بحوراء
يحيطه بالألغاز ويكاد يتوههُ: إذا مش حوراء عيل من؟!!
نظرة عميقة من طارق وتعجب في عيني راكان أجابه بهدوء كالمرة السابقة وربما اهدأ:جارتك
عقد حاجبيه مندهشاً غير قادر على الإستيعاب:طارق الله يخليك فهمني منهي اللي بتتزوجها
ليجيبه ذاكراً لإسمها:ضي
هل سمع جيداً أم تخيل:ضي؟!!..مش فاهم كيف بتزوجها ومن وين تعرفها؟..يعني مب معقولة من لحظة وحدة قررت تتزوجها
تنهد ثم قال موضحاً:شفتها وتكلمت وياها وخطبتها من نفسها..هي ما عترضت وقالت بترمس اللي مسؤول عنها
صمت مشدوها غير قادر ع ربط الموضوع ببعضه البعض:ومنو المسؤل عنها؟!..مب المفروض انك ترمس ابوها؟!!
طارق:ابوها وامها متوفيين وصديق ابوها متكفل فيها هي واختها
زاد تعجبه وتذكر كلام ندى حين اخبرته ان والدهما يعمل في السفارة ولكن ماقاله طارق مناقض تماماً :انزين متى توفوا؟!
طارق:ماقالت ..المهم في حال واقف المسؤول عنها انت بتكون شاهد على زواجي
إذاً فطارق قد عقد النية وهذا الواضح من كلامه ولكن الشك كان له حضوره في قلب راكان:طارق لا تتسرع ..أنت ما تعرف شي عنها ولا عن أخلاقها
لم يعجبه كلامه عنها فكيف له قول ذلك:راكان انت شو تقول؟!! ..البنات يسكنن قبالتك فيه مرة سمعت شي او شفت حد يدخل او يطلع من شقتهن؟!
قال بدفاع عن نفسه:انا ما قلت جيه..
حتى يقاطعه بانفعال:عيل شو قصدك اني ما اعرف اخلاقها..بعدين ليش ما منعت اختك من التعرف عليهن دام هذا ظنك فيهن؟!!..ولا بتقول اختك ما ينخاف عليها ومن هالكلام الفاضي
في محاولة لتهدأت الوضع الذي يوشك أن ينفجر بينهما:طارق انا ما شكيت في أخلاقهن ومن كلام ندى عنهن باين انهن بنات ناس ومتربيات بس انت فاجأتني
طارق:اوكي يا راكان ..بس تبي الصدق البنت عيبتني
ابتسم راكان وقال: لا تنسى العايلة ..انت ناوي تقول لهم ولا لا؟
طارق بلا تردد قال:حالياً لا..بس أكيد بقول لهم
اتسعت ابتسامته اكثر مما جعل طارق يشعر أن وراءها أمر ما..تنهد راكان وقال:يعني بتسوي مثل عمك راشد بتتزوج في السر
طارق:مؤقت
وقف ومازالت تلك الابتسامة الاستفزازية على شفتيه:انزين بس حاول ماتعلق الموضوع وايد عن تمل بنت الناس أو ما تلقى حل
΄΄
هاأنا أنعم بعذوبة حضنها بعد أخر جدال كان بيننا قبل ذاك الحادث المشئوم والذي فقدت من بعده ساقها..
أستمع لها وهي مرتخية على صدري ..لا أريد خداعها كالأخر ون حتى لا تضعني معهم في الاتهام!
دانه وبشعور الفرح والحزن معاً فلو أن ذاك الحادث لم يكن ولو أنها لم تفقد أعصابها في ذاك اليوم لكان الوضع الآن أفضل...بادرت والدتها بالكلام قائلة وهي تمسح على رأس ابنتها:قررت أخذج معاي لأستراليا
تعجبت من كلمة والدتها:ليش بنروح استراليا؟!!
منى التي تنوي الأبتعاد وأخذ دانه معها وكذلك من أجل رجلها:تذكرين دكتور دايفيد؟!!..أنا اتواصل وياه ويوم عرف إني صرت عاجزة أصر يشوفني وبيسويلي فحوصات...هو انتقل لأستراليا من ثمان شهور تقريباً
دانه:الدكتور دايفيد وايد زين أتذكره..._ابتسمت_..ياما كنا نسوي فيه مقالب أنا وساره..ههههه مسكين كان يصدق بسرعة.. اعتقد يوم يشوفنا بيتذكر كل اللي سويناه فيه
صدمتها بقولها الذي قطع استرسالها في انسجام:ساره ما بتسير ويانا أنا وانتي بس اللي بنسافر
عبست ورفعت رأسها ناظرة لعيني والدتها بتساؤل:ليش؟!!
لا تريد الأفصاح عم يدور من خلفها حتى لا تضطر لأخبارها ولكنها وجدت حلاً سهلاً مريحاً:ساره وراها مرضى وناس محتاجين تكون وياهم ومن ضمنهم أبوج
أعادت رأسها لحضن والدتها:صح نسيت..ساره تقدس شغلها وايد وما تحب تكون مقصرة_اردفت بحزن_ ليتني مثلها
منى بعبوس مما سمعت:ليش؟!
أحست أنها أخطأت:لا ماشي بس أنا عكسها استهتر أحياناً
منى:شي طبيعي ..صح انتو توأم بس من صغركم وأنا أحاول تكون لكل وحدة فيكم شخصيتها المستقلة ..ما بغيت أسوي مثل وايدين من الناس اللي يكون عندهم توأم يعاملونهم ويلبسونهم نفس الشي ..يمكن فيكم اشياء مشتركة وهذا شي جيني بس شخصياتكم غير..
تنهدت وقالت في نفسها:صح غير عن بعض ساره شخصيتها أقوى
وأخذها فكرها للولايات المتحدة وبعد مرور قرابة الشهرين وهي الفترة التي لحقت بوفاة لانا وسامي ..لم يكن يوسف يحضر للمستشفى واختفى حتى أمه لا تعرف مكانه..بعد شهرين وحين علمت أنه قدم للمستشفى ورغم اللوم الذي تشعر به إلا أنها أسرعت لرؤيته وفي نيتها الأعتذار ..التقته وهو خارج من غرفة الكشف..كانت تشعر بالإحراج وألمها منظره أصبح نحيفاً وعلى ما يبدو هذان الشهران أرهقاه بشدة ..تقدمت لا تدري هل تعزيه أم تعتذر..
دانه واختصار لشعور الارتباك:شحالك؟
ماذا عساه يجيب أنه رغم المدة التي مضت على وفاة ابنه وزوجته مازال يشعر بفراغ قاتل وغصة مؤلمة تكاد تخلع قلبه ..لكن كان رده فيه شيء من المرونة:بخير..انتي شو مسوية
بلعت ريقها وملامح الحزن بادية عليها:تمام..يوسف سامحني أنا كنت السبب لو ما تكلمت ويا لانا كان يمكن الحين ...
كلامها لا يهون الوجع ولا يعيد من رحل ولا فائدة من قوله لذا قاطعها بقوله:لانا شكت انه بينا شي ولا سمحت لنفسها تعطي وتاخذ معاي.. كانت فموقع الهجوم ما قدرت امنعها ولا حتى اسكتها ..دانه لا تلومين نفسج هذا كان اليوم اللي انكتب افارقهم فيه ..المهم..اخبار خالتي وساره وعمي ابراهيم
دانه بضيق ولكن من سؤاله واضح أنه لا يريد الحديث عن الموضوع:بخير..يعني رجعت للمستشفى ولا ناوي تختفي؟
وجود من هم حوله واهتمامهم فيه يهون مصابه:لا ان شاء الله دايماً موجود بينكم ومعاكم
نغزت بابتسامة مغتصبة فليس بالوقت المناسب وهو في حالة حزن أن تبدي شيء أخر:اكيد هالشي يسعدنا
نظر إليها بامتنان وقال بنبرة رضا:مشكورة يا دانه
بنبرة هادئة تحمل الشجن:العفو ما سوييت شي
΄΄
لا أريد صعقها ولا إن تأخذ مني موقفاً عدائياً ..سأجعل الأمر يبدو عادياً وكله لمصلحتها..أحبها وأشعر أن أكثر شخص يناسبها هو سلطان..لذا فكرت وقررت إحضارها لمنزلنا بطريقة غير مباشرة..:أماني حياتي قلتلج أمي ما تحب تروح وايد للصالونات فقلت اتين عندنا وتسويلها
بودها الرفض مباشرة ولكن قد تجعل نفسها في مشكلة مع ظبية والتي لو رأت ملامح الضيق والعبوس ع أماني لشكت:ظبية مااريد أغامر واسوي شغل خاص فيني من ورى الصالون
ظبية بتنهيدة طويلة فعناد أماني يجعلها تسأم:أمون حبيبتي خلاص مابتسوينه من وراهم
قطبت جبينها بارتياب:بس ما اعتقد الصالون اللي أشتغل فيه يروحون للبيوت
ظبية بتشجيع:انتي ماعليج خلي كل شي عليه انا بتصرف ولا تحاتين ما بيستوي الا الخير
زفرت الضيق الذي بداخلها وبان القلق عليها:بس ..
ظبية وقد قاطعتها بحزم:لا تيلسين تبسبسين قلتلج ما بيصير شي والموضوع عندي انتي بس اعطيني موافقتج
رغم عدم الاقتناع والخوف الذي بداخلها إلا أنها رضخت:أوكي
ظبية بفرحة وابتسامة واسعة:هاه الحينه حلوين
΄΄
إذا كانت ظبية في مرحلة تحقيق هدفها ,,فهاهي ضي تسعى لتحقيق ماتريد..إنها المرة الأولى التي تكلمه فيها فهي لم تخاطبه أبداً...
ظن أن صرختين منه ستسكتها كما يفعل دائماً مع أماني:أنا مابي مشاكل ولزمي حدودج انتي واختج
ولكن التي يكلمها عكس شقيقتها تماماً فلا خوف انتابها ولا دموع على وشك السقوط بل ملامح عدم الأكتراث واضحة على ملامحها وفي نبرة صوتها:انزين عشان تفتك من همنا يبتلك الحل اللي بيفكك ويريحك منا
زفرة ضيق خرجت وتبعها كلام فيه نوع من التهديد:باين صدق بيي افتك منكن
نغزت بسخربة مع كلمة مقصودة:والله ما استبعد...تسويها
زاد سخطه وثار صوته مُجلجلاً:وين أختج اعطيني اياها ارمسها
ضي:اختي مالك خص فيها ..الموضوع يخصني..وإذا ما انتهى مثل ما ابا بيصير شي بتكون فيه بموقف ما تنحسد عليه
غضب من أسلوبها وقال بغيض:تهدديني يا قليلة الأدب أوريج من اللي بيكون فموقف ما ينحسد عليه خليني بس القى فرصة وبيي اوريج شغلج
قالت بنبرة تُثير بها غيضه:بس لا تتأخر عشان ما يستوي شي لا أنت ولا غيرك يبيه
أنهت المكالمة ورمت بالهاتف جانبها على السرير في اللحظة التي دخلت فيها أماني التي بدورها ارتابة في ملامح شقيقتها المتكهربة :شو بلاج؟_نظرت للهاتف تم لها قائلة_..كنتي ترمسين فون؟
ضي بكل صراحة ودون مراوغة: هيه
اجابتها جعلت أماني تتوقع الشخص ومن غيره:طارق..
سحبت الهاتف ودخلت على المكالمات ورفعته بجهتها تقدمت واخذته وما إن رأت الاسم حتى اتسعت عيناها ونظرت لها:من وين خذتي رقمه؟!!
وقفت وأخذت الهاتف من يدها ومشت للتسريحه ووضعته:كنتي تسبحين فخذته
تكاد تفقد عقلها من تصرفات ضي :قلتيله؟!!
مشت لها وبكل ثقة قالت:هيه وبعد قلتله اذا ما نفذ ياويله
أماني وشعور بالتيه والاستغراب:هددتيه؟!
ضي بلا مبالاة وبثقة:حذرته عشان اذا ما سوى بخبر طارق بكل شي وخليه يتفاهم وياه
هوت جالسة على السرير بغصة وضيق قائلة:حرام عليج يا ضي انتي ماتحسين ما عندج مشاعر؟
بنبرة ونظرة قاسية قالت:ترا سالفة الكف مش ناسيتنها
حتى تقف وهي تعض شفتها بغيض لتصرخ في وجهها:هذا الكف كان لازم اعطيج اياه من زمان ياضي قبل ماتضيعين وتضيعيني وياج
بدأت تنهار ودموعها سقطت من مقلتيها التي تحمل عتاب ولوم عميق كانت ستمضي وما إن امسكتها حتى نفضت يدها بألم موجع:هديني
يؤلمني وجعٌ غائر بالصدر
ابتسم أمامهم ونزيف بداخلي
يظنون البسمة سعادة,وما علموا أنها أحياناً أخرى تعاسة ,وهي من بينهم
رغم رابطة الدم بيننا إلا أنها تٌمعن بإيلامي
غصة بالحلق تعلق لا أنا قد استرجعتها ولا أخرجتها ,لتظل تذكرني
بوخز صدري..
وهن ,وحزن..
ألم,وقهر....
الكلمات بقلم الجميلة:وردة شقى
خرجت وفي حلقها غصة مقهورة ...دخلت لغرفتها وانفاسها مقبوضة وبكت بحرقة لم تجد نفسها إلا راكعة أمام سريرها باكية انحنت عليه تفرغ ما في قلبها على ملايته ..سمعت صوت ضي قائلاً:الحين ليش تصيحين؟!!!
لكنها لم تكترث لها بل شعرت ان دموعها ازداد نزولها ..تقدمت ونزلت القرفصاء :مروه انتي تعرفين هذا الوضع مب طبيعي وهو مش مهتم يعني ماراح تفرق وياه.._وضعت كفها على ظهر شقيقتها_..مروى؟!!!
رفعت رأسها ماسحة انفها ودموعها وتحاول تهدأت نفسها :ضي أنا خايفة مقهورة مب مطمنة للي يصير..ظبيه تباني اسوي شغل لأمها يعني ازورهم في البيت وهالشي يمكن يسويلي مشاكل ي الصالون بس ظبية قالت هي بتصرف وبيكون بموافقة راعية الصالون
اعتبرت الموضوع عادياً وما تفعله شقيقتها نوع من المبالغة الغير مبررة:انزين وين المشكلة؟!!..مروى مشكلتج انج تعطين الشي اكثر من اللي يستحقه
أماني سرى فيها شعور بالأسى من كلام شقيقتها الغير مبالي:ضي انا مب مثلج متهورة وكل شي عندي إيزي ..
وقفت وبنبرة ثقة قالت:ماشي شي إيزي بس فيه شي اسمه_تشير باصبعها لرأسها_مخ!
ما تقوله ضرب من الجنون الغير مكترث بالعواقب:مخ؟!!..ماراح ييب لنا الكوارث والمصايب إلا مخج..من ساعة ما دخلتيهم حياتنا والوضع كل ماله يصير اسوأ
ضي بعبارة لم تفهما أماني:قصدج صار أحسن
وقفت بانفعال صارخة في وجهها:احسن في شو؟!!..دامج هالقد مهتمة وتبين تتعرفين عليهم خلينا ناخذها من قصيرها ونسير لهم ونعرفهم فينا
ضي باصرار:طبعاً لا..ما بنسير لهم هم اللي بييون عندنا وبمزاجنا ..جهزي نفسج تراه بيي وشايل مصيبة اللي راح تكون على راسه اذا فكر يسوي شي
تركتها وذهبت وأماني مذهولة وخائفة في ذات الوقت ...
΄΄
كون أني أنتمي له فكرة تشعرني بالغثيان فكيف أكون من صلب هذا المسخ المتكبر ؟!!..الآن اشعر أني أخطأت حين ألححت عليها بالسؤال ..يتأمل نفسه الجريحة ويتذكر وهو جالس خلف المقود تلك الأيام التي كان فيها سائق لا قيمة له ..احس بالباب قد فتح ورآه من خلال المرآة الأمامية وقد ركب واغلق الباب وقد حرك السيارة في هدوء وما إن خرج من البوابة حتى صدمه حين قال وهو يضبط المرآة حتى يراه :تبي تسير عند المدام
غضب وثار فيه:وقف السيارة
فيصل وفي قلبه مُقت وحقد:لا تحاتي بناخذ بس لفة وبنرجع...المهم فيه شي ابيه منك وتنفذه..
راشد بحقد فكيف له أن يضعف أمامه وأمام مطالبه الدنيئة وهو الذي يهابه الجميع:كم تبي؟
فيصل وهدوء اعصاب على غير عادته والذي أثار الغيض في قلب راشد وهو يسمعه يقول:ما ابي فلوس...
راشد وهو يحترق بداخله ويغلي:عيل شو تبه؟
صمت لبرهة حتى يشحن مستوى الغضب في قلب راشد ورغم كرهه له إلا أنه يستمتع بإذلاله وهاو يرى عيناه اتسعتا وهو يقول:اطلق المدام عشان بعد فترة من زواجي بنتقل للبيت ..اعتقد مايرضيك بنت اخوك تم طول عمرها ساكنة بيت شعبي قديم..
أطفأ محرك السيارة وهو يفتح الباب مترجلاً قال:وصلنا
ترك الباب مفتوح ومضى حتى يركب السائق الهندي الذي حرك رأسه متعجباً وقال مخاطباً راشد الذي في حال يرثى لها:بابا ..فيصل واجد تغير ليش هو يسوي جيه؟..والله هزا هرام ..استغفر الله
لم يعلق راشد واكتفى بالصمت ولكن قلبه يكتوي بالغل لماضٍ عاد على هيئة بشر هو من صلبه حقيقة لا يمكنه انكارها وليته يعود حتى يدفنها!!!...
΄΄
صراخ لا شيء غير الصراخ هذا ما تسمعه وهو ينهال على شقيقتها بكلماته القاسية , وهي تجلس متفرجة مستمعة لكلامه الموجه لضي التي لأول مرة تتواجه معه:اعتقد انت تعرف شو بيستوي اذا دخل طرف ثالث في الموضوع وعشان كل شي يمشي من غير مشاكل تزوجني من طارق
عبدالرحمن الذي بيده أن يمد يده عليها ولكن في داخله حياء يمنعه فهو لم يمدها يوماً على أحد ولكن ضي باسلوبها الاستفزازي قد يمدها:كيف عرفتي طارق؟!!
ضي بتجاهل لسؤاله:المهم برد عليه وبقوله انك وافقت
عبدالرحمن :تبين تورطيني مع ولد اخوي؟!!
ضي :تخيل انه ولد اخوك يعرف اني بنت عمه ظنك شو بيسوي؟
نظر لأماني وكأنه يحملها المسؤولية:قولي شي ولا عايبنج كلام اختج؟
أماني بنفي فهي قد وضعت في موقف صعب :انا ما يخصني تصرفوا مع بعض ..خلوني فحالي
في هذه اللحظة تمنت وجود والديها ..حتى لاح الماضي بذكرى مؤلمة قد رأت قبل حدوثها بوالديها...بعد أن تركت سلطان في صالة الانتظار في المطار وبعد أن بحثت عنهم ..استقلت سيارة أجرة حتى وصلت للمنزل وترجلت وهي في حالة ذهول مما ترى فقط اطبق الهلع على حواسها وهي ترى الدخان المتصاعد من المنزل حتى تصرخ وهي مندفعة للداخل:دااااد..مااام
لكن وهي تجري غير أبهة بكمية الدخان المختلط باللهيب هناك من أمسك بها مانعاً أياها وهي تحاول فك نفسها من بين يديه بمقاومة وقلب ينزف وروح تكاد تخرج:هدنييي ..ماااام..داااد ..
عبدالرحمن وهو يحاول تهدأتها:اهدي..خلينا ناخذ اختج للمستشفى
نظرت إليه والأنفاس شاردة وعيناها حمراوين:منو انت؟
عبدالرحمن وقد تطمأن قليلاً حين هدأت:عمج عبدالرحمن..خلينا ناخذ اختج للمستشفى
ألاحت رأسها لشقيقتها التي على الأرض والدماء تسيل منها وندفعت لها تحركها تحاول إيقاضها ودموعها تخر من عينيها :أروى ..أروى قومي..مااام وداااد في البيت ولا لا؟!! ..أروى
عبدالرحمن وشيء من القلق قد انتابه:هذا مب وقته خلينا ناخذها للمستشفى وبعدين بنتصرف
كانت دموعها تنزل دون إرادتها التي سرقتها من الواقع ذكرى ذاك اليوم الأليم لتشعر بلمسة رقيقة على وجنتها ماسحة الدموع وصوت رقيق هامس:مروى شو بلاج؟!!
نظرت لعينا شقيقتها اللتان تحملان الوداعة والقسوة معاً ليخرج صوتها متحجرجاً:وينه؟!!
ضي بنفس النبرة الهامسة:رااح
مروى على نفس الوتيرة من الهدوء والهمس:شو صار؟
رفعت جذعها مستقيمة وبنفس النبرة:بيزوجني طارق
صمتت لبرهة ثم قالت بعنين متسائلتين وقد اغرورقا بالدموع:ضي انتي شفتي شو صار لأمي وأبوي ..كنتي حد ..كنتي في البيت صح؟!
لزمت الصمت لثواني ثم نظرت لها قائلة:صح مابنسوي حفلة ولا عرس بس ع الاقل اتزين ..عشان جيه أبي من لمساتج الحلوة ..
طيرت لها قبلة وذهبت اغمضت عيناها وزفرت في ضيق ..
΄΄
سأتهور وسأفعل أي شيء حتى أكون له ومعه ..أنا متأكدة أنه من أجل الحب الذي يجمعنا سيفعل أي شيء فلا أقوى من رابطة العشق..اتفقت معه على أن نلتقي دون أن أخبره عمن سيكون برفقتي ..
وصلت لأراها تجلس برفقة شاب ملامحه ليست غريبة قد رأيته من قبل ولكن لا أتذكر أين..اقتربت وعيني عليها ساجن فهي لم تخبرني عن قدوم هذا المتطفل الذي لا أعرف سبب وجوده:غدير منو هذا؟
غدير بابتسامة عكس العبوس على ناصر:ناصر ايلس عشان نرمس
ناصر وقد ضايقه برودها:نرمس عن شو؟..منو هذا؟
غدير:اخوي
قطب جبينه:مروان
فيصل وقد شده الأسم فهذا يدل على أن غدير تخبره بكل شيء خاص عنها وقبل أن تنطق ولأنه يريد انهاء الموضوع:أنا فيصل
ناصر بانفعال موجهاً كلامه لها:من متى عندج اخو اسمه فيصل؟!!
فيصل وقد سام منه :ناصر خلك مني ..جاوبني تبي تتزوج غدير ولا لا؟
كل منهما لم يعجبه الأخر فرد عليه باشمئزاز:انت شو يخصك؟
غدير بتدخل:ناصر فيصل هو اللي بيزوجنا لبعض انت خلنا نفتك وعقب بشرحلك كل شي
وقف بغيض:اسف مستحيل
فيصل:عيل اسمع..غدير تنساها واذا ماخليتها بنفسي بقول لأبوها وعمامها وبيتصرفون وياك..ولا تعتقد هذا تهديد لا جرب وشوف
ناصر وقد تلاقت عيناه بعيني غدير يشعر أنه مغبون ووضع بين المطرقة والسندان!!..
΄΄
في المحكمة حيث كان الثالثة في انتظاره وانتظار راكان الذي سيشهد زواج طارق وضي..أماني كانت ترسل نظرات شك في قدومه فترد عليها بنظرة ثابته حتى يسمعاه يلقي السلام أماني ضاق صدرها وارتعبت واتسعت مقلتيها فهي لم تتوقع انه سيأتي أما ضي فابتسامة نصر ارتسمت على شفتيها وكانت الصدمة الكبرى من نصيب طارق الذي انصعق ممن يراه أمامه حتى ينطق وهو مشدوه:عمي عبدالرحمن؟!!
وضعتاه في موقف محرج لم يرد أن يطيل الموضوع وأعطاه رؤوس أقلام فهمى من خلالها طارق أن عبدالرحمن كان صديق لوالد ضي...وتم كل شيء بسلام ولكن طارق أراد فهم المزيد ..فبعد أن ذهبا للشقة التي تعلو الشقتين والتي ستكون مسكن لهما..
طارق بتفكير:ماكنت اعرف انه ابوج يعرف عمي عبدالرحمن
ضي باستنكار:عادي شو فيها؟!!_لاحظت انه أطال النظر لها_شو بلاك؟
طارق بحالمية:عيونج وملامحج تذكرني بشخص أعرفه
وكأنها ادركت من يقصد ولكن تجاهلت:منو؟
طارق:عمي محمد الله يرحمه
أدرك انه سخيف بكلامه فهذه ليلة زواجهما فقال كتغيير للحوار:احم...اممم..يوعانة؟
ضي بابتسامة وقد ادركت ارتباكة:شوي
طارق بارتباك واضح:عيل بسير اييب لنا شي ناكله..اوكي؟
ضحكت بخفة:هههه اوكي
خرج عنها وهي زفرة بسعادة فهاهي على بداية تحقيق هدفها
..
ليلة تمنيتها وانتظرتها ..كنت احسب الأيام حتى تأتي ..فأتت واستمتعت باجواءها ولكن ما إن انتهت حفلتها..وذهبت معه للفندق كأي زوجين سعيدين ..ولكن ما إن دخلت حتى وقفت مكاني وأنا أرى سريرين ..
دنا منها وعلى ملامحه سخرية عرف مايدور في بالها من نقطة تمركز بصرها .رفعت نظرها له متسائلة دون كلام فقال:مستغربة..ظنيتي بخليج ترقدين وياي..انتي المفروض تشكريني لأني حققت لج امنيتج..مب انتي تحبيني؟..عيل تحملي اللي انتي فيه..برقد راسي مصدع من هالليلة الزفت
ادار لها ظهره وذهب للنوم وهي وقفت مستاءة من تصرفه وقالت:باين راح تتعبين يا دلال راح تتعبين وايد
΄΄
لحظة مختلفة ..بحث وبحث ولكن لم يتوقع هذا!!..كان جالساً في الصالة وبين يديه هاتفه الأيفون..اقبلت له تحمل العصير
سلطان:خالتي بتتأخر
ظبية:هذي خامس مرة تسألني..لا ما بتتأخر لين تخلص العصير بتكون يت..أنا بسير أجهز نفسي الحين بتي وحدة من الصالون ..عن اذنك
وهي تصعد السلم رن جرس الباب فابتسمت:سلطان قوم افتح الباب هذي اكيد اللي من الصالون
سلطان بتذمر:ليش ماتفتحين لها انتي
ظبيه بعبوس:سلطان الله يخليك قووم
سلطان وهو يقف:انزين ..
ابتسمت بفرح واكملت طريقها وهو تقدم من الباب وقبل ان يرفع بصره:نعم
وما إن التقت عيناهما ..شعرت أنها كمن مات وهو الجمه ما يرى حتى نطق:مروى!!!!!
[/COLOR]
انتهى
لقاءنا يتجدد بعون الله مع البارت43
قراءة ممتعة^^
مع تحياتي
اصداء الحنين
|