البارت40
عمي عيسى وتلك القنبلة التي رماها ..أجل قنبلة كيف له أن يوافق على خطبة ذياب لندى وهو يعلم أن ذياب تحوم حوله الشبُهات؟!!..كيف لهم أن يضحون بها هكذا؟!..أشعر بأني مشتت بين أمور كثيرة.. ذياب الذي توسخت سمعته, وعمي راشد وتلك التي رأيتها تخرج من عنده ,وعمي محمد وما حدث منذ سنتان وتكتم العائلة ,وراكان ..يكاد عقلي أن يُجن..الغاز وأسرار لا بد لي من معرفتها..
كان يفكر بعمق يحاول ربط الأشياء ببعضها البعض..حتى أتاه صوت راكان:طارق..شو بلاك؟
حتى يقف بطريقة افزعت راكان وهو يراه ينفعل:انت وين كنت ؟!..حرقت فونك وانا اتصل؟
راكان بتعجب فهذه المرة الإولى التي يراه منفعلاً هكذا:كنت مشغول..ليش؟!!
طارق ونار متقدة في صدره:كارثة يا راكان كارثة
مازال متعجباً:كارثة شو؟!
طارق بغيض:ذياب خطب ندى واحتمال يوافقون عليه
حتى يقف مصدوماً ليقول بنظرة باهتة فهو لم يستوعب:ندى؟!!!
جلستُ عابِساً أكاد أنفجر:هيه ..تخيل انه عمي عيسى يجاحد عنه
أنا لا أعرف ذياب ولم التقي به ولكن كلام طارق عنه جعل فكرتي أنه شخص ذو سمعة سيئة ولن أسمح أن تكون ندى له ..ندى التي هي أحب وأقرب شخص مني :لا تحاتي بواجهم وبمنع هالزواج من أنه يتم ..بكلمها عقب المعرض..وعلى فكرة ابيك تحضر
مازال مُستنكراً اهتمامه بهذا المعرض رغم أنه لن يكسب من وراءه:لازم يعني؟
راكان بتأكيد:هيه لازم..وتكون موجود من وقت
دفعني الفضول لأسأله:لمنو المعرض؟
راكان:لوحدة_لمح الشك على طارق من حركة حاجبيه اللذان ارتفعا فقال موضحاً_المعرض يخص ربيعة ندى ..وعاد ندى ما اقدر أقولها لا ..المهم تكون موجود وبخصوص موضوع خطبة ندى أوعدك يا طارق ما بسكت وبحاول أمنعه
لاحت على شفتيه ابتسامة مطمئنة:وهذا العشم...صدقني ذياب خبيث وحرام تنظلم ندى وياه
راكان بعزم وتأكيد:لا تحاتي يا طارق إن شاء الله بينتهي الموضوع ولا بيكبر
رد بتمني:إن شاء الله
΄,
أشعر برأسي اثقله التفكير وأنا أتذكر كلامي شقيقي حمد وهو يخبرني بأمر ملاك!!..لكن كيف ومتى؟!!..سأنفجر فلا يمكنني التحمل أكثر..لكن لماذا تمنعني وتصدني؟!!..حتى يقطع عليه صوت مروان استرساله بقوله:انت مب على بعضك شو بلاك؟!!
جاسم بعبوس وضيق:تعبان يا مروان ابي ارتاح بس مادري كيف
مروان باقتراح:شرايك اتي وياي ونروح البحرين
تعجب من عدم اكتراثه:بس مب باقي شي على زواجك
مروان بعدم مبالاة:انزين اعتبرها رحلة توديع العزوبية وابيك تحتفل معاي..شو قلت؟
تنهد في ضيق حتى يقول:مادري
مروان محاولاً اقناعه:افا يالنسيب ترفض طلبي ترا زعلتني
أغمض عينيه وعاد لفتحهما وقال:خلاص يا مروان بسير وياك
ضحك مروان وقال:هذا الكلام العدل
΄,
أحترق وتتهشم بداخلي الغصة ..أراها تزف للعذاب فيتقطع قلبي عليها..لن أسكت حزمت أمري على أن أكلمها , أنصحها ,أمنعها ..سأفعل أي شيء يمنعه.. احتراق قلبي جعل دموعي تسقط لا أستطيع كبحها وكيف أفعل وابنتي تقود نفسها للهلاك؟!!..ها أنا أقترب من باب غرفتها وأسمعها تدندن بطرب سعيدة!,ولكن ماذا لو تحت تلك السعادة يتربص الشقاء؟!..مسحت على وجهي لأستجمع شجاعتي كلمتها مُسبقاً ولن أرتاح حتى أمنعه طرقت الباب ..دخلت لتتلقاني بذاك الوجه الجميل الصافي الذي أخشى عليه من غبار التعاسة!..تقدمت قليلاً ونظرت لها في صمت ومن ثم وأنا واجمة قلت:ما تبين تستخيرين وتفكرين؟
كنت منذ قليل أغني ولكن كلام أمي جعلني أعبس وقفت واتجهت نحوها :مروان ولد عمي وما اعتقد بيظلمني
جلست طرفه على حافة السرير وهي تقول وقد كان واضحاً عليها عدم الرضا:وايدات تطلقن من عيال عمهن واكرمهن الغريب
نزلت دلال عند رجلي أمها رافعة رأسها نحوها:نحن فحكم المتزوجين ..بعدين أنا موافقة على مروان
أمسكت كف ابنتها راجية أن تعدل عن قرارها:دلال اعطيني شي واحد..واحد بس يخليني اوافق على مروان؟
دلال بصدق نبع من داخلها بان في عينيها ونبرة صوتها:أحبه
ولكن تلك الكلمة ضايقت طرفه فما هذا الجنون الذي فيه ابنتها؟!!.. فتنهدت مطلقة ضيقة ووقفت قائلة بأسى:دلال هذا اختيارج بس خلج متذكرة نصحتج
وقفت قائلة باقتناع تام:امايه الله يخليج خلينا نكون ايجابيين ..أنا متأكدة راح تكتشفين انج كنتي غلطانة
حتى ترد عليها بحزم وبان على وجهها عدم الإقتناع:وإذا كان العكس..شو بنكون استفدنى غير إنا زوجناج لواحد ما يستاهلج
عبست بملل من هذا الكلام الذي لا تكل والدتها من تكراره:خلاص انا بتحمل نتيجة قراري إن كان صح وأنا متأكدة إنه صح
لا فائدة من متابعة حديثها معها فأبنتها لا ترى سوى الجانب الوردي وأمنية يتهيأ لها أنها ستصبح واقع والعكس ما تشعر به طرفه التي قالت وهي الأخرى قد ملت محاورتها:انزين يا دلال الله يهنيج
نبرة والدتها توحي بأنها قالت عبارتها الأخيرة ولم تقصدها فعلاً,لكنها تجاهلت توجس والدتها وهي وصلت لأخر مرحلة في علاقتها مع مروان ..لم يبقى الكثير وستكون معه ..
΄,
كلما جلست معه شعرت بهم يسري في حناياه ..لم أكن أجرؤ على سؤاله عن الأمر...لكن اليوم كان مختلف..اليوم شعرت أنه لا بد لي من قول لا دون خوف أو تردد..كالمعتاد أزوره كل يوم ..
راشد وهو يرى عبدالرحمن أمامه ..تذكر كلام فيصل وطلبه ..حتى يشعر بالتردد ..فماذا عساه يقول..لم يجد سوى أن يمهد للموضوع فربما يساعده ذلك:عبدالرحمن..شحالها بنتك ملاك؟
تعجبت من سؤاله معقول راشد يسأل عن حال ابنتي ..أجبته وملامح الدهشة رسمت على محياي:بخير والحمدلله
راشد ومازال يبحث عن طريقة توصله لما يريد:محد تقدم لها
أرتبت وزاد تعجبي لما يسأل عنها ولكن لا يمكنني تجاهله:لا يا أخوي بعدها
راشد:اممم...فيه حد كلمني ويبي بنتك ملاك
إذاً فتلك المقدمة كانت لمعرفة إذا خُطبت أم لا :ومنو اللي يبي يخطبها؟
كان قاطب الجبين بوده ألا يقول ولكن مجبر ..صمت لبرهة ومن ثم قال:فيصل
هل فقدتُ حاسة سمعي أم انه فعلاً قال فيصل..لأول مرة لم أستطع السكوت والخضوع ,فقلت بشيء من الإنفعال:راشد الي تطلبه مستحيل..كيف تبيني اربط بنتي بفيصل
حتى يرُد عليه بإنفعال ربما ليس للدفاع عن فيصل ولكن لمعرفته بما قد يحدث من عواقب ستمسه هو:إنت تدري منو فيصل
ليرد عليه بمنطقية أكثر:بس هم ما يعرفون منهو فيصل...
رد عليه راشد من دون مبالاة بالعواقب:يكفي انا وانت نعرف منهو فيصل
عبدالرحمن وهو غير مقتنع بالفكرة والمستحيلة التحقيق:بس محد راح يوافق واولهم الوالدة..راشد الكل بيسأل شو نقولهم؟
بحزم ورد جاف لا يحمل سوى رغبة لتخلص من ذاك العبء:انت ابوها ومافي شور عقب شورك..عبدالرحمن ..فيصل من درى وهو يتوعد
عبدالرحمن وضيق في صدره يشعر به من بعد كلام راشد له:تبيني اضحي ببنتي يا راشد؟!
راشد وكل ما يهدف له هو التخلص بأي شكل من القلق والخوف من افتضاح أمره على يد فيصل:عبدالرحمن بنزوجها منه الحين وبنطلقها منه
لم يعجبه كلام راشد فوقف بحزم قائلاً:انا بكلمه ووقفه عند حده
حتى يأتيه صوت راشد بتشكيك:لا يا عبدالرحمن ترا فيصل يمكن يسوي أي شي ويمكن ما يسمع منك ويعاند ويصر ع اللي يبيه
عبدالرحمن الذي وجد نفسه في موقف صعب كيف له أن يتنازل عن ابنته؟!..لا يستطيع أن يوافق راشد ,ولأول مرة يشعر بأنه يرغب في الخروج من قوقعة الخضوع.. ألا يكفي دلال التي سيزوجونها لمروان وهو على يقين بأنه لا يناسبها فقط كانت موافقته مبنية على حسن النوايا!..لكن دلال ستكون أكثر حظاً على الأقل لا أحد سيعترض ولكن ملاك كيف أبرر لهم زواجها ممن عمل سائق عند عمها؟!!..
΄,
ستوكهولم هل هي بداية النهاية أم ستكون مثل لندن التي ظننتُ أنهما فيها حتى أيقنت العكس؟!.."أروى ومروى في الإمارات" كانت عبارتها ترن في إذني بين الفينة والأخرى..لماذا قالت ذلك؟!!..هل هي متأكدة أم مجرد اعتقاد كاعتقادي انهما هنا؟...الوقت ليس للتفكير ووضع التكهنات ماجئت هنا إلا وأنا في نيتي البحث عنهما ..لكن ما أخشاه ربما أكون بعيداً عن مكانهما...على تلك التنهيدة المتضجرة دنا جون وقد انهى الاجراءات عند الإستقبال..
جون وهو واقف يشرح لسلطان ما سيقومان به:سنرتاح أولا ومن ثم سنرسم خطة توصلنا لمكانهم..لا تقلق يا سلطان سنجدهما
سلطان ورغم شعوره الضئيل في إيجادهما:اتمنى ذلك يا جون
جون وهو يحاول رفع معنوياته وطمأنته:لا تقلق سنعثر عليهم ولكن علينا أخذ قسط من الراحة..هيا قم دعنا نذهب
البحث عنهما يحتاج للراحة حتى نستطيع أخذ القرار السليم..نهضت معه وكان عامل الغرف قد أخذ حقائبنا للجناح الذي سنستقر فيه ...
΄,
صدمت في البداية حين أتتني لتوجه لي اتهاماً وكيل من الكلمات الجارحة ..حتى اتفاجيء بساره وأنا جالسة امشط شعري نظرت لها بحيرة وشك حين اندفعت لغرفتي قائلة:دانه فيه خبر مش حلو
أقلقتني بكلامها فسألتها:ساره شو صار ؟!
ساره بشيء من الاضطراب:حرمة جوزيف سوت حادث وماتت هي ولدها
بُهت فما قالته صدمني حتى رميت المشط ونهضت مندفعة نحوها:ساره انتي متأكدة من اللي تقولينه؟!!
ساره بتأكيد لا يقبل الشك:هيه متأكدة
تراجعت للوراء وأنا أشعر بغصة بلغت البلعوم ..لا أعلم كيف أصف شعوري ولكن فعلاً حزنت له
΄,
لم اصغي لكلامه فهذه ابنتي..كيف أبيعها ولمن لفيصل؟!!..ذهبت لمنزله وفي داخلي غل وغضب ولا اعلم إن كنت سأتمالك أعصابي أم سأفقد سيطرتي ..وما إن وصلت وستقبلني رأيت فيصل عكس فيصل الذي كان..أين ذهب ذاك الشاب البسيط الطيب الذي لا يستطيع رفع بصره من الأرض لا يقدر على العصيان راضخ بالطاعة ؟!..مستحيل أن يكون ذاته كيف انسلخ ليتحول لشاب متغطرس كريه تفوح منه رائحة الحقد ..
أتاني وأعلم لما أتى..ولكن الإتفاق هو الإتفاق وليس في نيتي التنازل ..جاء يبري ساحته من فعل شقيقه المشين ولكن سبق السيف العذل وصار وسط الدائرة فليتحمل نصيبه بما انه علم فليذق وبال أمره..:دامك تعرف كل شيء يا عبدالرحمن وتعرف باللي سواه أخوك فتحمل
عبدالرحمن الذي ستنكر الأمر ولكن لن يجعل من ملاك ضحية لعبة قذرة يديرها هذا الخسيس في نظره:دام أبوك المسؤول شو يخص بنتي؟
فيصل بغضب جامح فتلك الكلمة كالكي بالنار في وجعها:لا تقول ابوك اصلاً ما يشرفني..ولا تكلمني عن العقوق فهو عاق أكثر مني ولا ما خبرك شو سوى وشو كان بيسوى بامي
ليرد عليه بسؤال يناظر كلام فيصل ويعيد ترتيب الحروف:ودامه مايشرفك ليش تسوي كل هذا؟ شو بتستفيد؟ غير أنك بتزوج من اللي مالها خص بالسالفة..الا اذا بتكرر اللي سواه راشد
فيصل بدفاع عن نفسه:انا ماني بوصاختكم ولا بقذارة أخوك اللي سواه راشد يدخله السجن مؤبد ..خمسة وعشرين سنة مرت وهو متنعم ولا هامتنه الجريمة اللي سواها.._بإنفعال يقطر مرارة الوجع_ خمسة وعشرين سنة وأنا اعيش حياة البدون..تعرف من البدون يا عبدالرحمن ولا تبيني أعرفك..يعني لا جنسية ولا هوية ولا مستقبل اعيش بمسمى انسان بس ع الهامش ..
لا يُنكر أن كلمات فيصل أوجعته ولكن ليس أكثر من وجعه على ابنته:جاوبني على سؤالي دام مشكلتك ويا راشد ليش دخلت بنتي في السالفة؟!!
حتى ينظر له بثقة وجرأة خلف كلمته:أستر عليها
تلك الكلمة صعقته لتفلت اعصابه التي يحاول التحكم بها حتى يصرخ به:لا توصخ سمعت بنتي يا الكلب
بنبرة تحمل الغموض وتوصل الشك لقلب عبدالرحمن:قلتلك أنا مش مثلكم..وإذا تبي تعرف أسأل بنتك
عبدالرحمن بغبن واشمئزاز من ما سمع:تلوث سمعة بنتي عشان توصل للي تبيه..لكن والله ما طولها
بلكنة جعلت ثقة عبدالرحمن تهتز بعض الشيء:متأكد يا عبدالرحمن..نصيحة لا تثق وايد..وملاك محد غيري بيتزوجها
حتى يدب الغضب في صدر عبدالرحمن وتتعالى انفاسه الهائجة:بنتي أشرف منك ولا تظن إني بخليك تتزوجها..
فيصل:بتزوجها وانت بنفسك بتسلمها حقي
وما إن سمع ذلك حتى كاد يضربه:انت سافل
ولكن فيصل منعه ليدفعه قائلاً:ما راح اسمحلك تمد أيدك ولا تظن إني فيصل اللي كان ..لا أنا مب فيصل اللي عرفتوه..والحين اطلع من بيتي
نظر إليه بحنق فكيف له أن يتكلم عن شرف إبنته وعرضها هكذا ..خرج وهو يشعر بالاختناق ..والشك يحوم حوله يبدد الثقة في داخله ..أيعقل أن أبنته هكذا؟!!
΄,
بعد معاناة في المستشفى وبين فحوصات وجرعات وإعادة تأهيل كنا نمر بلحظات أفقدتنى معنى الحياة ..هاهو البيت يُنير بوجودها كم اشتقنا لها وكم كرهنا البيت في غيابها
لكن الأهتمام الزائد منهم يشعرني بقلقهم..الجو بارد ..انظر لمروى وهي تدثرني بالحاف كم أعشقهما وأعشق اهتمامها بي يبالغان في إظهار الحب لي..ابتسمت وانا أراها ترتب اللحاف ..
مروى بابتسامة وقد انحنت على والدتها:بردانة؟
هند بابتسامة رقيقة:لا حبيبتي أنا بخير
أمسكت كف والدتها وقبلته شعرت ببرودته فضمته بين كفيها:ما تبين اييبلج قفازات دفي يديج؟
هند بنفي:لا أنا بخير
وقفت على عجل:بييب الدفاية
امسكتها هند:مروى حبيبتي قلتلج أنا بخير يلسي
شعرت أنها ضايقتها ومعروفة مروى بحساسيتها ,فجلست قائلة:سوري ماام بس كنت..
وضعت كفها البارد وجنة مروى:حبيبتي أعرف انج خايفة عليي بس طمني أنا بخير
امسكت كف والدتها وقبلته بحب وابتسمت ناظرة لها:أوكي مام
هند بحب :اوكي...وينها أروى؟!!
مروى:ما ادري عنها..يمكن مع ابوي أو يالسة بروحها..تبيني ادورها لج؟
حركت رأسها بالنفي:لا هي بتي من نفسها ,,مروى حبيبتي لا تبالغون بالاهتمام فيني وتنسون نفسكم ..أنا تراني بخير
مروى بحب:أوكي مام
΄,
ها قد تم ما أريد وما قد انتظرته وكنت أعد له ..شعوري الآن قد اختلف أعلم جيداً أنها البداية والخطوة الأولى...
أنظر إليها وفي داخلي شك وراء ذاك الشغف الذي ألمحه عليها فتلك الابتسامة خلفها شيء ما ..قطع على أماني وهي تراقب شقيقتها قدوم ندى التي قالت:المعرض وايد حلو
أماني بابتسامة صفراء تخفي القلق:هيه وايد حلو .._وأردفت في نفسها_..بس الله يستر
أما ضي فتقدمت منها حوراء قائلة:واو الزوار وايدين .._لتلمح طارق واتسعت ابتسامتها_طارق وراكان
نظرت لها ضي ومن ثم أخذت أحدى التحف:خذي قدميها له كهدية من عندج
شهقت ولأول مرة تشعر بالخجل:لا ضي أستحي
ضي وفي داخلها سخرت منها:انزين خليها عندج وعطيه ياها
حوراء بطيب نية:إذا جذي اوكيه..
ضي التي لم تغب عن ناظري شقيقتها تتفحصها وتحلل ملامحها ..تقدمت منها
أماني وبسؤالها ذاك تود الوصول لشيء ما:ضي ,,بيكون فيه معرض ثاني
ضي وقد ظنت أن شقيقتها قد تكون خائفة من معرفته:ما ادري ما أظن
أماني باقتراح:وأنا أقول يكفي واحد
ضي بعد صمت قالت بنبرة مبطنة:وأنا بعد أوافقج يكفينا هالمعرض ..تجربة وايد حلوة..ستفدت منها ولا بكررها
΄,
لم أتوقع ان يصل بها التدخل لهذه الدرجة !..كنت قد جهزت كل امور الزواج حتى تفاجأني عمتي بتلك الجملة التي شككت بمصدرها:عبدالله مايحتاي هالمخاسير للعرس..انتوا الأثنين سبق لكم الزواج
لم تعجبني جملتها حتى قلتُ لها:يعني سبق لنا الزواج مانفرح مثلا؟!..بعدين يا عمتي عذايب ريلها مات عنها وهم بعدهم في الملكة يعني ما تهنت تبيني اكسر فرحتها وأنها تسعد مثل اي بنت؟
العمة بتوضيح رغم انه يصل لنفس المعنى:أنا ماقلت جذي..اللي أقصده تسوي حفلة صغيرة..ترا البنت يتيم وأهلها يبولها الستر
إحساسه يؤكد له أمر خفي:عمتي شو هالرمسة..أنا ما بظلم البنت عشان هي يتيم...من حقها تفرح ..وأنا عارف هذي مب رمستج هذا كلام شيخه
عمته بنفي:لا مب كلام شيخه
عبدالله بحسم للموضوع:المهم ما ينفع هالكلام خلاص ما بقى شي ع العرس..عمتي اللي ابيه إنه كل شي يكون تمام ومابي رمسه مني مناك أو شي يعكر عرسي
عمته:انزين يا عبدالله إن شاء الله خير
΄,
يريد أن يريح نفسه من القلق والتفكير لبعض الوقت..فمنذ أن عرف بما حدث وهو لم يفتأ يفكر ,ويحلل ويرسم الخطط..قدم من المطبخ يحمل كوب من الشراب الساخن تعجب من انهماكها في "اللاب توب" فماذا عساه السبب؟!..تقدم أكثر وجلس وهي مازالت مندمجة ..
حتى يقول مستفسراً:شو اللي تسوينه؟!!
نظرت إليه نظرة استشف منها أنها متضايقة ومازالت تحمله المسؤولية:أراسل الدكتور ديفيد في استراليا
عقد حاجبيه مستغرباً:ليش؟!
منى بعد أن أغلقت الجهاز:بركب ريل صناعية لأني ما بي اتم طول عمري على كرسي
إبراهيم ومازال متعجباً من كلامها:ومن وين لج الفلوس؟!!
منى بإجابة مختصرة:عندي
إبراهيم رغم قدرته على منعها ولكن لم يرد ألا يكفي أنه خسرها كزوجة:منى اذا بغيتي ,,,
منى بمقاطعة كلامه الذي على وشك إثارة غضبها:مابي منك شي وفر فلوسك لك ولبنتك
حتى تمضي تاركة إياه مشدوهاً فكلماتها كل يوم تزداد سُماً..وقف حاملاً الكوب ليستدير ويرى ساره أمامه ليشعر بضيق في ملامحها لتقول بضيق:سمعتها
ليزفر فهذا الوضع صار خانق ومتعب للجميع ليقول كلمات يعلم أنها لا تجدي:أمج هذا طبعها .._اخذ يتلفت حوله ببصره ثم قال_..محتايين شقة أكبر تكفينا كلنا عشان أختج
عقدت حاجبيها:ليش؟!
إبراهيم :قررت اطلع أختج من المستشفى وانتي بتابعين حالتها..وهذا الموضوع غير قابل للنقاش
ليمضي تاركاً إياها تزفر الضيق والملل والعبوس من هذا الحال
΄,
أبعد الاستقرار هنالك ما سيعكر صفو حياتي الزوجية..كنتُ مقبلة للجلوس معهما كأي امرأة متزوجة عليها أن تعطي انطباع جيد ..لكن تراجعت حين سمعتها تتكلم عن تلك المدعوة سلمى!...سلمى التي كانت ذات يوم زوجة عبدالعزيز..فعدت أدراجي فأنا متأكدة أن ليلى ستجد المبرر المناسب لعدم جلوسي معها هي وشقيقتها ..جلست في قسمي أنا وعبدالعزيز..يتملكني الضيق مما سمعت ..ليتني لم أسمع..جلست واجمة احترق في نفسي وأختنق...ولم أخرج أبد من غرفتي,وجاء عبدالعزيز..أخذ يتكلم ويتكلم وأنا أستمع له حتى قلت له:عبدالعزيز ممكن يوم من الأيام تتركني
صدمه سؤالها الغريب:ليه تقولين كذا...نوره وش صاير معك؟!!
بلعت ريقها عاقدة الحاجبين والضيق يفترسها:سمعت خالتك بس مو قصدي اتسمع..سمعتها تقول لأمك انها سلمى تطلقت
ولأنه يعلم بالأمر فلم يتفاجأ ولكن تعجب من كلامها:طيب وأنا وش يخصني؟!!
نوره بإعياء نفسي تشعر به:يعني يمكن تزوجها
تضايق من كلامها وبانت الجدية على محياه حتى يقول:نوره المرة راحت في حالها وأنا ما عاد يربطني بها شي والحين انتي زوجتي وأنا ما أفكر ولا أفكر اتزوج عليك لا سلمى ولا غيرها وحطي هالشي فراسك ولا تجيبي سيرة هذا الموضوع مرة ثانية اعتقد تعرفين وش ممكن أسوى ..ابيك تهتمين بصحتك ولا تفكرين بشي مفهوم؟..نوره
أجابت رغم الغصة التي تعتلج داخلها:مفهوم ..
΄,
كنت عازمٌ على المكوث أطول مدة ولكن لأني واثق أني الوحيد من سيتأذى..دخلت للصالة ورأيتهن جالسات ألقيت التحية ووقفت هيفاء واقتربت مني..هي الوحيدة بينهم التي بها شيء من الود بعكس البقية ..
هيفاء وهي تقف أمامه سعيدة برؤيته:الحمدلله على السلامة تأخرت وايد
نايف وهو يشعر بالفرح لوجود هيفاء ذاك القلب الذي تتوسطه الرحمة:كنت بتأخر أكثر بس ماحبيت أثقل على بيت خالتي
فإذا بصوت ريان متهكم:ماحبيت تثقل؟ ولا هم ملوا من وجودك؟كان سيرد عليه لولا ان هيفاء سبقته:ريان اقصر الشر ..كفاية اللي صار..وانت كنت سبب المشكلة
فإذا بريم التي تكلمت بعدم دراية بالموضوع:هيفاء مش أول مرة يصير تاتش بينهم تراهم دوم جذي
هيفاء التي لا تريد أن يتفاقم الموضوع أكثر بينهما ردت عليها:المرة اللي طافت صارت مشكلة وأنا مابيها تتكرر مرة ثانية
نايف بوعد:ما بتتكرر يا هيفاء كانت أول وأخر مرة
رانيا وهي الأخرى لا تعلم إلا جزء من الموضوع:انتوا الثنين قصة تتناقرون وتصالحون ..صرنا متعودين وين بتنتهي
هيفاء التي تخشى أثارت عاصفة في أي لحظة:ممكن تخلونا من هالسالفة خلاص شي وانتهى لا تفتحونه
ريم:والله يا هيفاء قولي لخوانج ريان ونايف هم اللي دوم يتمشكلون سوى
هيفاء وهي تحاول تغيير الموضوع:ماراح يتمشكلون
نظرت لنايف الذي تقدم منها ولفها بذراعة وقبل رأسها:تسلملي اختي اللي تدافع عني..لعيونك هيوف تمونين ع القلب والروح ماراح نتمشكل مع الاستاذ ريان
ريان بغيض من أخيه الذي يظن أن كلامه له مغزى:الافضل انك تكون بعيد
هيفاء بعصبية:خلاص بس ..ولا انت بس تدور المشاكل
ريان:لا ما ادور المشاكل..أنا رايح الشغل
ريم التي وقفت:ريان خذني وياك
رانيا بعد ذهاب ريان وريم:انتوا شو سالفتكم يعني ما بتعقلون ابد
سكت عنها وأخذ حقيبته وذهب ولم تبقى إلا هيفاء التي تقدمت وجلست قائلة:الله يهديهم
رانيا بسخط:خوانج يكبرون ويقل عقلهم لازم يحترمون بعض
هيفاء :ان شاء الله..المهم شو صار؟
عبست مستفهمة:في شو؟
قالتها بصوت منخفض:عادل
لقد فتحت باب أغلقته رانيا منذ كلام والدتها معها:مادري عنه يا هيفاء..الله يهنيه ويسعده
شعرت أنها ضايقت أختها فقالت كتغيير للموضوع:تعرفين الفلم اللي قلتي تبين تشوفينه؟..نزل في السينما وأعتقد الليلة العرض الأول له شرايج نروح نشوفه
ابتسمت فقد علمت أن شقيقتها تحاول أن تُنسيها عادل:اوكي نروح نشوفه
هيفاء بحماس جعل رانيا تضحك:يس
΄,
أصبحت حياتي معها بدون طعم تتجاهلني فأبتعد حتى أني ذهبت حيث التقيت رانيا..هل أضحك على سذاجتي ..أم أحاول اصلاح الوضع بيننا ..
عادل وهو يراها منهمكة في اللاب توب:مها..اعتقد هذا يكفي
نظرت له بملل:وشو اللي يكفي؟
عادل بلكنة انزعاج:علاقتنا اللي صارت باهتة وباردة
مها كمن يحاول البحث عن مشاكل:في اعتقادك منو المسؤل انا ولا انت؟
عادل بثقة:نحن الثنين مسؤلين ونحن الثنين اللي بإيدنا نصلحه
قالت من غير اكتراث:أوكي وكيف تبينا نصلحه؟
عادل:نبدا من يديد وننسا اللي فات
مها التي صدمته بردها:نسيته يا عادل ..نسيته من زمان بس انت مصر تذكرني فيه وتعيشنا فيه بتصرفاتك
عادل بانفعال:لا تنكرين انج انتي بعد لج يد في اللي صار
مها التي أغلقت الجهاز:أوكي يا عادل خلاص دامك تبينا نبدا راح ابدا وياك من يديد
عادل برد جاف خالٍ من أي أحساس لمجرد فرض ما اتفقا عليه:اوكي يارانيا نبدا
شدها الأسم حتى تقول باندهاش:منو رانيا؟!!
عادل وقد قطب جبينه:منو رانيا؟!
مها بانفعال:انت قلت رانيا
عادل وكتدارك لما قال:مها خلاص ..غلطت متعود على اسم موظفة عندنا مصرية اسمها رانيا
مها وقد مررتها له لأنها لا تريد افتعال المشاكل حتى لا تُحمل المسؤلية:اوكي يا عادل أوكي
΄,
أقف أنظر لنفسي في المرآة أناظر فستاني الأبيض..كم أتمنى لو أنها هنا ستكون فرحتي مكتملة..استدرت حين سمعت خالتي طرفه تقول:ما شاء الله لا قوة إلا بالله الفستان طالع وايد حلو عليج
نظرتُ لها وفي الحلق يختنق الكلام لتنزل دموعي بقسوة الوحدة والشعور باليتم والغربة:فرحتي ناقصة ياخالتي طرفة
دنت منها واحتضنتها:بسم الله عليج ليش تقولين جذي؟
شهقت بمرارة:عشان محد قربي لا أمي ولا أحد
فإذا بوضحى التي اقتربت منهما:افا يا عذايب ونحن مب امهاتج
طرفه بعد أن قبلتها:ربي يشهد أنج بغلاة مها وملاك ودلال ..والله ما ارضا عليج مثلهم
وضحى بحب:لا تقولين هالرمسة نحن وياج وبنتم وياج
طرفه وهي تبعدها وتبدأ بمسح دموعها:مثل ما قالت وضحه نحن وياج وامهاتج..وإذا لا قدر الله حد تعرضلج لو بكلمه خبريني وبتلقيني ووضحى عندج
ابتسمت وهي ترا حبهما لها:تسلمون والله
طرفه وهي تضم وجنتيها بكفيها:يافديت هالويه
عذايب بحب:افداج يا خالتي
وضحى:ترا حجزت لج في الصالون حق الحنا والمكياج
ابتسمت عذايب لها:تسلمين يا خالتي وضحه
لمحتها تسترق النظر وقد غادرت لتقول وهي تتخطاهما للخارج:ملاك
خرجت فرأتها تمشي على هون فنادتها فتوقفت:ملاك
استدارت نحوها وكل شي ء فيها ذابل كسير محطم حتى ملابسها غير متناسقة وشعرها غير مرتب كل من رأها تساءل أين ذهبت ملاك؟!!...تقدمت منها تغتصب ابتسامة قائلة:شرايج في الفستان؟
ناظرت ذاك البياض لتشعر بحزن يكتنز جوانب قلبها ,حتى ترد وهي تحاول التظاهر بالطبيعية:حلو..وايد حلو
اقتربت منها واحتضنتها قائلة :عيونج الحلوة غلاي
ابتعدت عنها ونظرت لها:ملاك وعديني تحضرين ارجوج تعالي عرسي ابيكم وياي
ابتسامة ذابلة والحزن يغطي كل خلية فيها:اكيد بحضر..لا تحاتين
لتمضي في طريقها وعذايب تنظر لها
΄,
دخلت فلم أجدها وبدأ عقلي يحلل ويضع الأحتمالات في عدم وجودها وما إن خرجت حتى رايتها مقبلة ...تقدم منها ليقول:دانه وين كنتي؟
دانه وهي كالتائهة لا تعلم إلى أين ستصل:رحت اشوفك بس مالقيتك في الأوفس(المكتب)
أحمد:توني من شوي وصلت..لو كنت أدري انج تبيني كنت ييت من وقت..
صمتت قليلاً ثم قالت:احس نفسي مشوشة..خايفة وقلقانة..مادري
أحمد الذي بدأ يتعاطف معها وبوده لو يحتضنها لتشعر بالأمان معه:دانه هذا شي طبيعي توج تستعيدين صحتج فأكيد بتكونين مشوشة
نظرت له:ومتى راح اتحسن؟
أحمد بابتسامة صادقة يود منها طمأنتها:اكيد راح تتحسنين وتكونين أوكي بس الشي يبيله صبر وعلاج عشان يتم بسرعة وطريقة صحيحة..دانه ابيج تثقين فيني وأنا أوعدج بساعدج وبحاول أنج تتعافين بسرعة
حركت رأسها بالموافقة وقالت:أوكي موافقة
أحمد:عيل لا تخلين أي حواجز بينا وكلميني عن كل اللي يضايقج,,وأنا بدوري راح أساعدج,,,شرايج تطلعين الحديقة تغيرين جو
نظرت له باندهاش:عادي؟!
ابتسم :أكيد عادي..واعتبريه ضمن العلاج..مشينا؟
ابتسمت بفرح :اوكي ..مشينا
΄,
يشعر بالضيق والهيجان يشعر بشيء ما قد تحطم..يكاد يفجر كل ماهو حوله من شدت الغضب.... هاهو يأتي بعد أن استدعاه وهو لا يعرف سبب ذلك الإنفعال وهو يكلمه..
بدر وهو يرى الغضب على ذياب الذي لا يريد الهدوء:ذياب فهمني شو مستوي؟..ليش كنت معصب وانت تكلمني؟
حتى يثور قائلاً بكل غيض:انصب علي يا بدر..صفقة بالملايين طارت من ايديني
بدر وهو يعلم أن ذياب لا يحب الهزيمة ولا الفشل وسيبقى غاضب حتى يعوض ما خسر:انزين مالك نصيب فيها
ذياب بهيجان واضح:اقلك صفقة بالملايين طارت مني تقولي مالي نصيب فيها..كيف ينصبون عليي عيال الكلب
بدر وقد تشتت :انزين الحين لو عصبت بترجع لك؟
ذياب بتجاهل:بدر ابيك تروح تركيا
استغرب من طلبه المفاجيء:ليش؟!!
ذياب بحنق:تذكر الريال التركي اللي كان لنا شغل وياه..ابيك تروح له..ولا أقلك ما يحتاي أنا اللي بروح
اضطرب أكثر من ذي قبل:انزين ليش؟
تجاهل سؤاله وقال مهدداً:والله لخليهم يدفعون الثمن..ذياب بعده ماطاح ولا بيطيح ..وبتخلص منهم كلهم
΄,
وجدتُ نفسي أواجههم وأنا من ظننت أني سأبتعد عنهم وعن الاختلاط بهم ولكن ندى هي من عادتني لهم..ولقيت نفسي أمام عيسى وسالم اللذان تسلما الدفاع عن الموضوع
عيسى وبرويةٍ كعادته:راكان ..نحن أدرى بمصلحة ندى ولو عندنا شك واحد في إنه ذياب مبك فو كان ماناسبناه وحطينا إيدنا في إيدنا في ايده
راكان وهو يعتمد في كلامه على ما سمعه من طارق:بس انتو تعرفون إنه ذياب مشكوك فيه
عيسى برد جعل راكان يستغربه:وتبين العكس يا راكان
راكان بشك وسخرية من كلامهم:بهالسهولة تبين العكس؟!!..انزين اعطوني الدليل
سالم بغضب يحاول ستره رغم وضوحه:اي دليل اللي تبيه؟!..انت مب اكثر حرص منا على ندى
راكان بعصبية احكمها:ندى اختي وما ارضى انها تنذل وتنهان..
حتى ينفجر سالم فيه صارخاً:مب ناقص الا انت تمشي كلامك علينا ياولد نوره
حتى تصم أذنه الجملة التي قالها:ولد نوره؟!!
΄,
هل أنا مُرغمة على مجارات كلماتها التي تنم عن جهل وعدم نضج؟!!..ها أنا أجدني أتي إليها لتؤنس حالة من الملل قد اجتاحت جوي..لتنظر إليّ وهي متربعة في سريرها بسخرية لمحتها في عينيها وكلماتها وهي تقول:انتي مقتنعة بالقرار ؟
قلت ولم تغب عني ملامحها التي واجهتها بملامح الضيق:غدير أنا مب انتي عشان اتهور واعيش قصة حب فاشلة
شقيقتها لن تفهم ما تمر به فحبها الذي تراه ندى حرام هي تنظر له كعلاقة طبيعية:من قال حبي لناصر قصة حب فاشلة؟!..بلعكس أنا اشوفها ناجحة
كتفت يداها قائلة:من اي ناحية؟!..غدير لا تخدعين نفسج بحب بيتم في السر ولا بيكون وراه زواج..تعرفين ليش؟.. عشان ما بني على باطل فهو باطل
وكزت بضحكة ساخرة:حسستيني ازني والعياذ بالله..أنا حبيت ..مب مثل غيري يزوجونها على كيفهم
في تلك اللحظة أردتُ لطمها على وجهها فربما أفاقت تقدمتُ من السرير بغضب:على الأقل بكون واثقة من اختيارهم مب مثلج
وكزت بضحكة أخرى ساخرة من كلام شقيقتها لتقول بنبرة تهكم:صح بدليل راكان اللي تنازع وياهم على شانج ولا ما سمعتي شو قال؟
ندى بتبرير:عشان خايف عليي ومن حقه وطبيعي أصلا
مدت شفتيها بابتسامة ساخرة وهي ترى في كلام شقيقتها الإضطراب:ندى..._رن هاتفها القريب منها حملته ونظرت لندى_..ندى اطلعي
حتى تشعر بالضيق والاشمئزاز نظرت لها مطولاً وغدير تنتظر خروجها حتى ترد على المكالمة لتعيد عليها طلبها:ندى ممكن تطلعين ما احب ارمس فون وحد على راسي
تنهدت فلا أمل يرتجى من شقيقتها واكتفت قبل خروجها بجملة:الله يهديج
بعد خروج شقيقتها ردت بابتسامة حب:هلا حبيبي شحالك؟
ناصر بابتسامة وهو يسمع صوتها الذي يغذي روحه وقلبه:دامني اسمعج أنا بخير
رطبت شفتيها وقالت:عمري ممكن اشوفك عندي شي بقوله لك؟
ناصر:انزين قولي اسمعج
غدير برفض:لا ..لازم اشوفك الموضوع وايد مهم
ناصر وقد استنكر طلبها:عن شو الموضوع؟
شدته الكلمة حين نطقتها:عن زواجنا..ناصر تذكر يوم قلتلك بنتزوج ..راح يتحقق
ناصر:يعني رمستي أهلج ووافقوا على زواجنا؟
غدير وهي لا تريد الإفصاح وتوضيح المقصود من كلامها:ناصر حبيبي يوم اشوفك بخبرك
استسلم فهو يعرف طبعها ولن يستطيع أن يغلبها:اوكي..بس كيف بتطلعين من البيت؟
غدير بابتسامه:ما عليك حبيبي بطلع وبموافقة عيوز قريح
ضحك على جملتها:هههههههه..عليج وصف ههههه
غدير بابتسامة:عاد شو اسوي ماعندي لها الا السب ..انت بس حمد ربك ما عندك يدة مثلها
كظمها في داخله وبانت عليه ملامح الضيق التي لا تراها هي ولكن شكت من صمته المفاجيء:حبيبي شو بلاك سكتت؟!
تجاهل شعور الأسى وفقد نعمة العائلة :ماشي..متى بشوفج؟
غدير:بدبر الموضوع وبخبرك
فإذا بندى قد دخلت فجأة وهي متأكدة من أن غدير تكلم ناصر..وكان لها ما توقعت..نظرت لها غدير التي تكره عادتها في الدخول دون طرق الباب حتى قالت بسخط:نعم شو تبين؟
ندى وهي كارهة حال شقيقتها الذي ينجرف نحو الضياع والهلاك:يدتي تباج
غدير بانفعال:ليش بتزوجني؟
ناصر بقلق:منو بيزوج؟!!
غدير وعينها على ندى:محد حبيبي _مركزة على ندى وبلكنة مقصودة اردفت_أنا لناصر وبس
أثارت غضب ندى التي قالت قبل ذهابها وهي ساخطة:لا تتأخرين يدتي تباج
غمزت بابتسامة مستهزئة وأتاها صوت ناصر الذي تجلجل الجملة في رأسه:غدير لا تكذبين عليّ
غدير وهي تطمئنه:حبيبي قلتلك انا لك ومستحيل أكون لغيرك..بس كنت أقول لأختي جذي عشان قالت يدتي تبيني وأنا أعرف ما إيي من ورى عيوز قريح الا المصايب
مازال شاكاً نوعاً ما:غدير تتكلمين جد
غدير وفي داخلها فرحت لخوفه من فقدها وهذا يؤكد لها مدى حبه:هيه حبيبي ..خلني اروح أشوفها وبرجع أرمسك
ناصر:اوكي لا تتأخرين
غدير بحب:أوكي حبي
وضعت هاتفها جانباً ونزلت من السرير وخرجت..كانت ندى تجلس مع جدتها ..
بخيته ولم يغب عنها غياب غدير وانعزالها:أختج شو بلاها ما أشوفها تيلس ويانا؟
ندى وهي تحاول أن لا توضح استياءها أمام جدتها لأنها تعلم أن من سيتضرر هي غدير :ما فيها شي ..بس هي تحب تيلس بروحها
فإذا بغدير التي أقبلت وهي تقترب من الأريكة وتجلس على ذراعها:سلام
رمقتها بخيته بنظرة قاسية وهي تراها مرتدية "البيجامة" بعكس ندى المرتدية الجلابية حتى نهرتها بغضب:انتي ما تستحين قومي بدلي
غدير التي لم يعجبها تعنيف جدتها لها:ما ببدل بعدين أنا في البيت واصلاً مواصلة وبرقد
بخيته بغضب من رد غدير الغير محترم:شو ترقدين..ماشي رقاد بتسيرين ويانا نشتري شبكة لبنت عمج
غدير وهي تقف:مب رايحة ..بروح أرقد
وما إن وصلت السلم حتى توقفت وكأنها تذكرت شيء ما عضت شفتها السفلى وعادت إليهما وتقدمت من جدتها مما أثارشك ندى وهي تراها تهوي على راس جدتها تقبله:سامحيني يدوه .._نزلت على ركبتيها بقرب الكرسي_ مب قصدي ازعلج بس عشان ما صرت ارقد زين
بخيته وبنبرتها التي تبدو قاسية فهي لم تتعود على اللين:ليش شو يعورج؟
غدير بتمثيل لم يخفى في حقيقته على ندى :ما ادري يدوه,,المهم _وهي تقف اردفت_بسير اجهز عمري
قبلت رأس جدتها وذهبت ,فلحقت بها ندى بعد أن استأذنت من جدتها ولحقت بها قبل ان تصل لأعلى السلم:غدير
توقفت غدير ناظرة لها وتقدمت ندى من السلم عند حاجزه وقالت بشك:شو معناها المسرحية الي مثلتيها
غدير بمصارحة تامة فماذا عساه يخيفها فهي تعلم أن ندى لن تخبر أحد وإلا كانت قد فعلت منذ معرفتها بقصة حبها لناصر وقالت بنبرة واثقة ماكرة:عشان ناصر مستعدة ابوس ريولها عيوز قريح
ما إن أتمت جملتها وغادرت ,حتى شعرت ندى بالضيق والأسى
΄,
في الأونه الأخيرة لم أعد استوعب ما تفعل.. منذ ذاك المعرض وأنا أشعر أنها بدأت تسعى لشيء ما ..غموضها الذي كنت ألاحظه منذ زمن بدأ يُترجم لتصرفات خفية لا يعلمها غيرها!..لم تعد ضي هي ذاتها بدأت تتغير أكثر مما كانت ..تدور في قوقعة لا أعلم ماهيتها ولا إلى أين ستصل بها وكيف ستخرُج منها!..عُدت للمنزل ككل وقت ,ولكن لم أجدها..بحثت عنها ولكن الشقة صغيرة وضي ليست فيها؟!!..حتى تلك الغرفة التي تقضي فيها وقتها بين منحوتاتها اهملتها وما عادت تهتم لها!...كنت أنوي الخروج أرقب الطريق فإذا بها تدخل حتى اشتعل غيضاً وسائلها باندفاع:وين كنتي
تقدمت ضي لتصدمها بقولها:بتزوج
حتى تفقد الإحساس مع كلمتها:شو؟!
انتهى
موعدنا يتجدد بعون الله مع البارت41
قراءة ممتعة^^
مع تحياتي
اصداء الحنين