كاتب الموضوع :
اصــداء الحنين
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: شفاه تطلب الارتواء
البارت38
هل فعلاً قرار يحتمل الصواب في أنني سأعيش هنا حيث اطيافهم تحوم مع كل نسمة هواء ورائحة عطر بأريج ماضٍ معتق في فكري؟!!..ولكن لما اتعجب أليس هم معي في كل وقت؟!!.. حتى جدران البيت تنبئني بوجودهم إني اسمع ضحكات أتية من هناك..استدرت للسلم.. أجل هذه هي صوتها الضاحك وخطواتها السريعة قادمة مسرعة تنزل السلم تتسابق خطواتها عليه منادية"سلطااان هههههه" هاهي تمر من خلفي كنسمة هواء مندفعة جذبتني لها ومعها متتبعاً لها ببصري للخارج تصرخ باسمي وتلك خلفها هي الاخرى تضحك وتناديها تشتمها بمزاح “ crazy “ ..لأمشي والحق بهما خارجاً.. اتلفت فأصدم بالفراغ فلا أروى التي كانت تناديني ولا طيف مروى الذي لمحته أي منهما موجود!..لأضحك في نفسي ساخراً..:لهدرجة ياسلطان؟!!..لهدرجة صرت تهذي فيهم؟,,_عيني تحوم في المكان.. فراغ ليس إلا الفراغ وسكون وأجواء عطشا لمن رحلوا .. حتى تخرج كلمة بأسى_ وبعد تفكر تعيش هنا!!!
حتى سمعت اسمي ولكن كان حقيقة لا وهماً.. إنه جون هذا الأنسان يبهرني بل يجعلني أقول مكارم الأخلاق ليست فقط حكراً على العرب!..لأبتسم لا إرادياً وهو مقبلاً مع حسناءه كما يسميها دائماً..تعرف عليها في محطة المترو كان لقاءاَ عادياً ولكن في النهاية توج بالزواج بانت على ثغري ابتسامة ترحيب بهما :هلا جون_لأنظر إليها بابتسامة امتنان وأنا أراها تحمل طبق من المعجنات_..كيف حالك رشيل؟
لتجيبني بلكنتها الأسكتلندية المفخمة:بخير ..وانت
سلطان اجابها ومن ثم نظر لجون:بخير..جون مالجديد؟
جون وهو يعلم يقيناً مايجوب في نفس سلطان:على الصعيد الشخصي لا شيء
حتى لف ذراعه حولها وهي تقصره ببضع السنتمترات وقال مبتسماً:سوى أنني هذا المساء سأودع زوجتي التي ستغادرني لزيارة عائلتها
تكهرب وجهها فهي لم ترغب ان يعلم سلطان فهذا امرُ لا يستحق الإفشاء..لاحظ سلطان ذلك ولكن سكت حتى اتاه صوت جون:ولكن هنالك شيء يعنيك ويمس الموضوع
ما إن قال ذلك حتى توجهت كل حواسه بتركيز واضح ..يريد لو شيء بسيط يكون بداية :ماهو؟
جون وقد شعر بلهفة في صوته ولكن لا يلومه فهما سنتان وليست بيوم واحد!..حتى ينظر إليه بابتسامة خفيفة:سأمرك مساءً بعد أن أوصل زوجتي للمحطة
ليس بالعجول رغم مافي داخله من رغبة جامحة ولكن لم يرد ان يريا ذلك ونطق وهو يظهر ملامح عكسها بادية لهما:اوكي سأكون بانتظارك
جون بامتنان لتفهمه:اذاً الساعة الثامنة مساءً سأكون عندك
سر شعور غريب في داخله شعور الملهوف الذي ينتظر إغاثة من القدر ..
/
سبحان الله!.. بالأمس كنتُ العبد الذي لا يستطيع الخروج على أمر سيده ..اليوم أنا ذاك الذي يحتقر قيد العبودية له..سأكسره بل سأطوقه على رقبته حتى يشعر بطعم الذل والحرمان.. أيام مُرة عشتها وأنا مملوك له أشعر بالنفور والتقزز كلما نظرت إليه..كم يشعرني برغبة في قتله وتمزيقه وهو حي ..سأغفر لجدتي رغم أنها هي المخطيئة..لكن الموت قال كلمته ..لا حق لي في عتاب ميت أو كرهه ..سأكمل مخططي الذي سأقحم فيه ملاك ذات الشخصية المتعالية المتكبرة ستساعدني في إذلالهم بإرادتي وليس برضاها!..ستتحمل ذنب راشد وعائلته ستكون سلاحي الذي ساشهره في وجوههم حتى وإن تمنعت عني وصدتني فلا شيء يهمني حتى هي!..مضيت نحو المجلس الذي كنت ادخله وأنا كسير ضعيف يشعر بصغر نفسه امام هيبتهم..أما الآن فرافع الرأس أضع عيني بقوة في اعينهم واكسر عين راشد في عيني لتنقلب الآية ليصبح هو الذليل وأنا جلاده..اعتقدت سيكون بمفرده ولكن لحسن الحظ كان عبدالرحمن معه ولو كان أحد شقيقه فلن أتوان في قتل احدهما!!.. ما إن رأني حتى اسود وجهه وقال بضعة كلمات لعبدالرحمن الذي بدوره أتاه بعض الشك من استعجال أخيه له..بعد ذهاب عبدالرحمن ..تقدمت من الأريكة التي حُرم علي الجلوس عليها من قبل أما الآن فالوضع أختلف ..جلست وأنا أشعر بغله وخوفه أن يأتي أحد ..نظرت إليه أكرهه ولكن مجبر للجلوس معه حتى أقول له:شو صار على الموضوع
راشد والذي يريد التملص وانهاء الموضوع برشوة!:اطلب المبلغ اللي تبيه وبعطيك اياه واذا تبي بيت وسيارة بعد بعطيك
نتانته لا حد لها حتى أقول له :أنا ما بي غير اللي اتفقنا عليه
حتى يرد عليه وهو مازال يحاول التهرب مع صدق مايقوله فليس وحده بيده اتخاذ القرار:اللي تطلبه صعب وايد صعب يا فيصل..خذ فلوس افضل من اللي تطلبه
وقف فيصل وه يرمقه بنظرة جارحة تحمل الحقد ليقول بتهكم واستفزاز ولكنة تحمل معنى خفي:ما اعتقد شي يصعب عليك يا راشد ولا انا غطان..الاتفاق اتفاق وانا مابي غير اللي قلته من قبل ..ولا تاخذ راحتك وايد عشان ما يستوي شي انت في غنى عنه
/
يغيب فيعود ليوثق عهوداً كانت بيننا ثم يعود للغياب! ..ولكن ماذا أنتظر من شخص مراوغ يتخفى وراء حقيقة مزيفة حتى يتقي الإمساك به وإثبات الدلائل ضده؟!!..ذياب لم تمُر علي شخصية أوغد منه ..ولا أنكر أنه داهية ..اتذكر أنه أيام المدرسة مشاغب ومشاكس يُفصل فيعود حتى اختفى فجأة ليظهر من جديد بزي الشهم الذي يتبرع بدمه..شخصية غريبة متلونة طيبة على دهاء على سجل اسود..لكن مهما كان ثوبه أبيض سيأتي ذاك اليوم الذي اكشف فيه عن نتانته ووساخته...يتصل بي ويطلب رؤيتي فأذعن له على مضض رغم كراهيتي لفعلي المنافي لمبادئي فقط حتى أصل إلى مافي عقله..أستجبت لطلبه وركبت معه في سيارته كنت أتساءل مالذي يريده إلى أين نحن ذاهبان لم يتكلم ظننت سيتفاخر او حتى يُمازح او يأتي كعادته على ذكر فهد ولكنه لم ينطق ببنت شفه..كتلة من الألغاز ولأحلها احتاج وقتاً وجهداً..فجأة توقفت السيارة على طرف الشارع وقبالتنا فيلا بوابتها مشرعة وهناك قريب من المدخل ولد تقريباً في السادسة من العمر يلعب على دراجته الهوائية ..احترت في أمره من يكون هذا الولد ولما ينظر إليه بكل ذاك الشغف وكأنه إبنه!!..تجمد عقلي لثانية مشدوهاً لفكرة قد غزته..أيعقل هذا ابنه؟!!..حتى نظر إلي بابتسامة قائلاً يحاجيني :تشوف هالولد؟..تعرف من يكون؟
نظراتي جامدة ولكن ذات الوقت تحمل عيناي التساؤل:لا ما اعرفه
مط شفتيه بابتسامة غامضة لينطق بعد ثانية من تأمله لي:هذا ولد فهد..
تذكرت فهد كان متزوج وقد رزق بولد قبل وفاته..عدت أنصت له وقد استطرد في الكلام وعينه على ذاك الطفل اللاهي باللعب:امه تزوجت كانت بتصير مشكلة بينها وبين عمه ..كان راح يرفع قضية يطالب باسقاط الحضانة عن مايد..كان الموضوع بيكون فيه محاكم ومحد بيتمرمط الا مايد..فتدخلت احل المشكلة بينهم..العم تفهم ..كان موجود وفهد يوصيني على مايد فكان سهل اقنعه يخلي الولد عند جدوده ..بس المشكلة كانت فيها رفضت وسمعتني هي وريلها كلام ومع هذا ماسكتت ..قلت خلني استخدم وياهم الحيلة ماكان قدامي الا زوجها..مافي ريال يتحمل ولد غيره خاصة اذا ولد من ارتبطت فيه زوجته قبله ..
لم اتفاجأ فعالمه القذر لن ينبت الزهر في مستنقعه المتسخ..ترجل من السيارة تحت انظاري المذهولة وانا أراه يتقدم من الفيلا ويمضي داخلاً حتى يترك ذاك الطفل دراجته ويقبل نحوه بلهفة فيحمله في مشهداً درامياً حبس انفاسي وانا افكر من يكون ذياب؟!!..هل هو ذاك الذي تفوح منه الحقارة ؟أم هو ذاك الإنسان الوقور والمهذب؟..انتهى من كلامه مع مايد وعاد وهو مبتسم لكنها عكس ابتسامته الماكرة التي رأيتها..مازلت انتظر أن يفاتحني فيما يريد ولأنني لا أحبذ استعجال من يطلبني حتى لا يظن أني متضجر من وجوده , عادة قد اعتدت عليها من صغري..راودتني ابتسامة متخفية حين تذكرت أمي كم احتاجها في هذه اللحظة ..قاد السيارة إلى أن وصلنا أحد المقاهي وطلبنا كوبين من القهوة..اخيراً سيتكلم هاهو يرتشف من كوب قهوته ويضعه ناظراً لي بجدية ..حتى اتعجب قائلاً بالفعل هذا الشخص متلون ولا يمكنك معرفته
ذياب وقد اشاح بنظره ثم أعاده ناظراً لطارق:احم..طارق باختصار أبي اناسبكم
كلمة لم استوعبها بل استنكرتها لا أعلم ولكن فعلاً لم أفهمها:كيف يعني؟!
لاول مرة أشعر بغبائك ياطارق..انحنى للأمام واصبح كوب القهوة في الوسط ويداه شبك اصابعهمها معاً:قصدي أبي اخطب من بنات عمك
عقد طارق حاجبيه متعجباً بل متشتت :أي عم فيهم ؟!!
ذياب وقد ارتشف من الكوب ووضعه:عمك راشد..أبي اخطب ندى بنت عمك
تراخت ملامحي مشدوهة حائرة وجلة..ندى!..هل قال ندى؟!!..مستحيل ان تكون تللك الملاك زوجة لشيطان وسخ قذر مثله..ولكن أعرفهم لن يبالوا وقد يوافقون على طلبه ..راكان هو من سيقف في وجهه لأقول:تقدر تكلم اخوها
تعجب فما عرفه أنه لا يوجد لها اخ:ومنو أخوها؟..
طارق وهو يريد منعه عن طريق اقحام راكان في الموضوع:اخوها بالرضاعه
لتخرج على ثغره ابتسامة ماكره متهكمة خبيثة:وانا شو لي بأخوها؟!.._ونطق بسخرية واضحة_لا وبالرضاعة بعد..بخطب البنت من ابوها ..طارق أنا ودي يصير بينا أكثر من الصداقة وبصراحة ابي استقر ..وعشان اكون صادق ويا ك البنت عايبتني
تلك الكلمة جعلت الدم يغلي في عروقي حتى أنسى اللباقة معه لأقول بصوت عال غاضب:وين شفتها؟!!
ذياب الذي شعر بالخجل فصوت طارق الذي جلجل في المكان كان سيجعل من في المقهى يلتفتون لهم ولكن لحسن الحظ لم يكن هناك سوى بضعة اشخاص:شفتها بالصدفة وانا كنت رايح بيت عمك راشد اسلم عليه عقب ما طلع من المستشفى
كريه ومريض والأن يريد ان يقحم ندى لعالمه القذر لا بد من إيقافه ولن يفعل ذلك غير راكان!,,
/
تربى على يد رجل ورث التجارة ومارسها بحرفية مطلقة وكل من في عالم التجارة على المستوى المحلى يحسبون حساباً له..وربما هذا الشيء جعل من أبو فواز لا يتخلى عن شراكته لهم رغم أن العلاقة العائلية التي كانت تربطهم انتهت..رغم أنه منذ سويعات مضت وبعد أن تناول الإفطار وهو جالس كالمعتاد يتقصى اخبار العالم من خلال الجريدة وهو يرتشف من القهوة..اتاه من يحثه لإعادة وصل ما قد قطع من تلك العلاقة المنتهية
أم فواز وقد عزمت أن تفاتحه بذاك الموضوع الذي من جهتها حلاَ لما حدث:اقول يابو فواز
أبو فواز وقد ناظر ساعته:اختصري يا ام فواز دوبك اروح للشغل
كانت محضرة كلاماً كثيراً حتى تقوله ولكن استسلمت بسبب عجالة زوجها:سلمى تطلقت يابو فواز والناس ما راح تتركها وهذي المرة الثانية
تجهم بعبوس فماذا بيده ان يفعل في أمر كان مقضياً:وش طالع بيدي؟
صمتت قليلاً لعلها تبحث عن عبارة مناسبة أو تخشى ردة فعله:مافي غير عبدالعزيز يرجعها
حتى تتسع عينيه لقد أدهشه كلامها حتى يقول بشيء من الانفعال ممزوج بالإنزعاج من الفكرة:وش تقولين يام فواز ؟!!..كيف يرجعها
ام فواز بثبات الرأي الذي من جهتها الصواب:بالشرع..بالشرع اللي حلل ترجع لزوجها الأول في حال طلاقها من الثاني
فكرة مجنونة حتى يقول:عن تراضٍ ياام فواز وبعدين عبدالعزيز متزوج ومرته حامل..الله يرزقه ويوفقه
ام فواز ومازالت تحايله للموافقة:بس ماراح نخسر شي..وانت لا تجيبها له على طول لمح له
تنهد وهو يتذكر كلامها ولم ينتبه أن عبدالعزيز قد حضر كان ينتظره في مكتبه في الشركة وكالعادة مسموح لابو فواز أن ينتظره في المكتب احتراماً وثقة فيه وغير مسموح لسواه ..لم يغب عن عبدالعزيز ذاك الوجوم الواضح عليه ,حتى يتنحنح:احم احم
نظر إليه ولتوه استوعب لوجود:سامحني يا ولدي
ابتسم عبدالعزيز :ما صار الا الخير يابو فواز
ابتسم له بامتنان وهو يفكر في اقتراح زوجته ويحاول أن يشتته بعيداً:ما شاء الله لا قوة إلا بالله ..الشغل في توسع.. بصراحة يا عبدالعزيز ابوك الله يعطيه الصحة عرف مين يحل مكانه
ابتسم بفخر وكيف لا يفتخر والكل يثني على تربية والده له ليزيده شرفاً :تسلم يابو فواز ولولا توجيهات الوالد كان ما وصلت الشركة للي فيه الحين
واضح الهم في محياه ولكن عبدالعزيز لن يتجرأ للسؤال فلربما كان امراً عائليا فلا يجب اقحام نفسه فيه ولكن احب ان يتنازل قليلاً فلربما استطاع ان يفرج عنه كربه ويًكتب له حسنة :اشوفك مهموم صاير شي؟!
يشعر بضيق غريب ليس من المشكلة ولكن من الهدف من قولها فكيف له أن يلمح له أن يُرجع سلمى لذمته بعد طلاقه لها ولكن سبق السيف العذل فهو مجبر الآن للبوح فقد يكون رأي سليم ويكون راحة لهما:وش اقول..انت منك غريب ..بنتي سلمى تطلقت
عبدالعزيز وقد شعر أن الموضوع لا يخصه ولكن من باب الذوق رد عليه:الله يصبرك ويعوضها
شعر بالخجل مما قال فما شأن عبدالعزيز حتى يشكي له فقال على مضض:آمين.._وحتى يتجنب الاحراج وقف قائلاً_..طيب ياولدي عندي شوية اشغال لازم انهيها
عبدالعزيز بدون مجادلة:طيب يابو فواز..واعذرني اتأخرت عليك
ابو فواز حنكة رجل الأعمال:لا تعتذر ادري كنت مشغول ..بعد اذنك
عبدالعزيز بطيب خاطر:مع السلامة..بعد ذهابه امسك بهاتفه المحمول وتصل
حتى يأتيه صوتها وهي ترد عليها كانت تصعد السلم لذلك كان صوتها مجهد:الو
عبدالعزيز وقد احس بثقل صوتها وتنهيدتها:نوره وش قاعدة تسوين؟!!
نوره وهي تمشي بتثاقل:صاعدة لقسمنا
عبدالعزيز وقد تأكد من شكه فقال بنبرة تحمل اللوم:يعني طالعة الدرج
نوره وقد امتعضت من نبرة صوته وايضاً من الصعود:عبدالعزيز لا تكبر الموضوع بعدين هالشي كويس لي
عبدالعزيز ومازال على نبرة اللوم والعتب:وش المفيد فيه؟!!..انك تأذين نفسك واللي فبطنك
جلست ولم تكمل مع ان المسافة المتبقية فقط ثلاث درجات مسحت على بطنها وقد تذكرت ماكان من جفاءه لها ومعاتبته المستمرة لتقول بنبرة شجن وعيناها تحمل الحزن :خايف علي ولا عليه؟!!
عبدالعزيز ولم يدرك ماترمي إليه من سؤالها ذاك:اكيد عليكم انتوا الثنين..نوره انتي واللي فبطنك تهموني..باين راح انقل جناحنا تحت عشان تكوني مرتاحة
ابتسمت لكلامه وغاصت فيه ولعلها تدير في مخيلتها مقارنة فيما كان وما عليه الآن :تطمن يا عبدالعزيز أنا واللي فبطني بخير
عبدالعزيز:بس تنرفزيني يا نوره بفعايلك..اسمعي ابيك تسمعين كلامي وتنفذيه ..نوره أنا انسان يحب التنظيم ولا أحب احد يلخبط اللي اخطط له
نوره:بس أنا ماني موظفة ولا شغل
عبدالعزيز :انتي زوجتي يا نوره ومسؤلة مني واذا انتي مو عارفة كيف تهتمين بنفسك فانا بتولا المهمة
شعرت بالتجريح والإهانة ولا يهمها مقصده فيما قال ولكنها لم ترد تثير جدالاً معه حتى لا تتمخض منه كارثة تصيبها ولا تريد أن تلام هي في عرقلة هذه العلاقة التي ما إن استقرت حتى أتى ما يصيبها بالاضطراب ففضلت أن تتخطى كلامه وكتم ضيقها من اسلوبه:خلاص يا عبدالعزيز راح اهتم بنفسي وباللي في بطني
عبدالعزيز بأريحيه لسماع ماقالت رغم جهله بملامحها الآن:ايوا كذا لا تعارضيني
كان قد نسي أمر الإجتماع لولا دخول السكرتير الذي اضطر لمقاطعته وهو يتكلم انهى كلامه معها بسرعة واتجه للإجتماع..أما هي فكانت مكانها متضايقة تنظر لهاتفها بضيق
/
كبرياء الخوف يقف وجلاً مابين حبي وتهور تفكيري ..اصرخ من اعماق جامحة دعوا لي من اسميتها حبيبتي ..فالذي امامكم ليس ذاته ذاك الذي بالامس ضاحكا
لم تعد شفاهي ترتوي ولا تسعفني وكيف يسعف سقيم الحب التخدير ..اواه كم تنحني هامة العشق في داخلي تروي غصون الشوق وتلفحُ..يحاولون الوقوف كحاجزٌ بيننا ,لكنهم لا شيء,وما يفعلونه ماهو إلا نوعاً من الهروب..جبناء!..أجل جبناء وما يقومون به عبث..متيقظ لتحركاتهم ,راصد افعالهم,,مهما حاولوا سأكون في وجههم ..لن ينكروا وجودي ,ولن يمحوه ..ولكي أكون بقربهم وأنا البعيد عن أعينهم..أشتريت حاجتها مقابل ما ستنقله لي ..ألا يقولون المال يصنع المعجزات ؟!! وإنه كذلك مع تلك الممرضة ,والمسؤلة عن مراقبة دانه!..دفعت لها وسأدفع .سأتحداهم حتى أجبرهم على الإعتراف في احقيتي بقربها ..أعلمتني فأسرع الخطى نحو غرفتها حتى أدخل وهي تطرح ذاك السؤال على والدها"يوسف وينه؟!" حتى يخلف جوابي صدمة لها وغيض فقلب والدها:يوسف مات
في تلك اللحظة ودت لو اقتلع لسانه..كيف يجرؤ ويخالف أمري في إلا يقترب منها ..وقفت غاضباً ودفعته خارجاً اغلقت الباب يعتصرني الغضب لطالما كنت بارداً ولكن منذ ا ن افقت من غيبوبتي وهذا حالي صرخت في وجهه معنفاً محاولاً كبح جماح العصبية التي أثارت كل عرق فيني:ليش تعاندني وتكسر كلامي؟..قلتلك ما تقرب منها بس انت مصر تعاند..مادام تحذيري ما نفع وياك شوف شو بسوي..لازم اشوف يوسف
أحمد ببرود ذابل متعب شاحب:لا تعب نفسك ما راح تلاقيه
زم شفتيه في غيض فهو قد بات لا يصدق الاعيبه المكشوفة حتى يتقدم منه بغضب و أمسكه بياقة قميصه:والله ثم والله إذا ما خليت بنتي بسلام راح انسيك حتى اسمك ويوسف بشوفه
أحمد بتأكيد:قلتلك يوسف ماراح تشوفه وهو اصلاً مش موجود في المستشفى
إبراهيم بعينين يحملان الشك:هذي لعبة يديدة تبي تجربها
ابتعد عن عمه وجمر الضيق يشتعل:ابوي سفره برا بس وين مادري
اشتعل غضباً ماسحا على رأسه بكلا كفيه حتى بدأت وتيرة الضيق تخرج على شكل صوت يعلو شيئاً فشيئا:أبوك ابوك ابوووك..كل اللي حنا فيه سببه ابوك..مافي مصيبة مرت على العايلة الا وراها ابوك.._وبصوت امتزجت فيه السخرية بالعصبية أردف_..ومادام أبوك اللي بايده كل شي فكلامي بيكون وياه مش وياك
حتى يصمت على صوت ابنته التي جذبهم صوتها عند خروجها من الغرفة بجسمها النحيل ووجهها الشاحب وشفاهها الجافة نظرت لوالدها ترتجي عطفه بحزن:ابوي صدق يوسف مات؟!
نظر لأحمد بازدراء وتقدم منها:تعالي خلينا ندخل وبخبرج بكل شي
ادارها وهو يمشي بها نظر لأحمد بتهديد ثم دخل معها وأغلق الباب..مشى بها لسريرها وأجلسها نظر لكفها الذي وضع اللصق والشاش على ظهره بسبب كثرة الحقن ..يؤلمه حالها يراها كسيرة متعبة تكاد تقع من الإعياء ..
نظرت له بذبول وبصوت يخرج بصععوبة:صدق يوسف مات
في هذه اللحظة لعن أحمد ووالده فهما سبب ماهي فيه ..من ملامحه شكت أن مكروهاً قد الم بيوسف فأوجعها قلبها قبل ان تسمع قول والدها وبدات تأخذ الدموع مجراها..تنهد وصمت واشاح بوجهه فخافت وزاد شكها لتقول بصوت مبحوح مرتجف وعيناها يدور بؤبؤاهما بفزع وصوتها المبحوح بالكاد يخرج خائفاً من الجواب :يوسف مااات؟!!
وجد نفسه في ورطة لا حل لها غير الحقيقة أو على الأقل جزء منها وبنبرة تمهيدية حانية:الحادث كان قوي ويوسف تعرض لغيبوبة واضطر الاطباء يسفرونه برا يتعالج
دانه وقد زال جزء من قلقها ولكن تريد الاطمئنان والتأكد:هو بخير؟
إبراهيم بنوع من الضيق لإجباره على الكذب لوضع ليس له يد فيه:حالته مستقرة ويحتاج للراحة والملاحظة
دانه بلهفة وحب وشعور بشوق له:ابي اشوفه خذني عنده
غابت المصداقية لتحل مكانها لعبة يكملها وقد حاك بدايتها عيسى وأحمد :راح تشوفينه بس لازم تتعافين وهو بعد
فجأة تذكرت فكيف لم تنتبه ربما الكلام عن يوسف ذّكرها لتقول:وامي وينها؟..معقولة تعرف أني قمت وماتكون عندي؟..ابوي امي وينها؟!!!
إبراهيم وهو يرى تشتت ابنته فيزداد تشتته هو:امج بخير ..بس..بسبب الحادث بترو ريلها
حتى تتجمد بل تشعر بضياع وكأنها غابت عن الوعي كل شيء ساكن مخيف تناظره بعينان مغشي عليهما تهدجت ملامحها وسالت دمعتها واحمرار في عينيها بدا وضاع احساسها حتى تجهش باكية وبشهقة مؤلمة نطقت:امي بتورا ريلها؟!!
دنى منها واحتضنها لتبكي على صدره وقلبه يبكي وجعاً لحال ابنته ..
/
كانت من أغرب الليالي فحياتي وأكثرها خوفاً ورعباً ..لم يحدث هذا لي هناك ..لطالما خرجت وأروى مساءً نتمشى ونبتعد ونعود للمنزل بسلام ولكن هذه الليلة كانت مختلفة جلبت لي الرعب والخوف وكارثة كانت محتمة!..كنت على وشك المغادرة حين رايت إحدى الموظفات عائدة للصالون بهلع ولم يمضي على مغادرتها سوى دقائق..ادهشني خوفها وكانها شعرت ببعض الأمان حين رأتني حتى اسألها وهي بالكاد تلتقط انفاسها..كنت اتكلم معها بالإنجليزية رغم فهمها للعربية ولكن لا احبذها معهم..ناديتها باختصار اسمها :روز مابك؟
وهي تهدأ من روعها قالت بعد أن بلعت ريقها:رأيت كلباً فعدت
أتتني رغبة في الابتسام وأنا أتذكر كلاب ماريا وكم من مرة أخافتني ضي أقصد أروى بها حتى أني أتذكر ذات يوم تركتها تجري خلفي كنت أصرخ وكدت أقع من الرعب ولو لم أكن قرب المنزل لا أدرى مالذي سيؤول له حالي وأروى كانت تضحك ساخرة كم هي سخيفة تلك الأروى رغم شوقي لها عدت لروز وابتسمت واضعة كفي على كتفها:لا بأس مجرد كلب
روز :ولكنه اخافني لما لا تاتين معي
لم احبذ الفكرة فلست معتادة على التاخير وإقلاق ضي ..ولكن تعاطفت مع روز لأنطق:اوكي سيأتي التاكسي الآن وسنذهب
ولكنها فاجأتني باعتراضها وإلحاحها:لا فأنا أسكن قريب من هنا تقريباً مسافة خمس دقائق ..أرجوك تعالي معي لا أستطيع التأخير
لم أرد الخوض معها في الموضوع رغم تشككي وعدم اقتناعي:اوكي..هيا لنذهب
مشينا أكثر من خمس دقائق وبدأت الإضاءة تخفت بل إننا عند مكان مازال قيد الإنشاء فخفت حتى قلت:روز المكان مظلم وربما هناك بعض العمال هنا أأنتي متأكدة بيتك فهذا الإتجاه؟
روز وقد قلقت:كله من ذاك الكلب
تجهمت فلا أعلم مالذي جاء بذكره او هو مجرد
شيء تتعذر به حتى أقول لها"روز فلنعود فالمكان موحش
وقبل أن نسدير سمعت خشخشة لأصوات أحذية تحتك بالأرض وما إن ستدرت حتى وجه لنا ضوء مصباح يدوي شلت معه حواسي بل شعرت أن الهواء نفد من حولي!
انتهى
لقاءنا يتجدد بإذن الله تعالى مع البارت39
قراءة ممتعة^^
مع تحياتي
اصداء الحنين
|