كاتب الموضوع :
اصــداء الحنين
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: شفاه تطلب الارتواء
اغلق باب الثلاجة الفارغة من اي شيء..في اللحظةالتي كان يتقدم فيها من الصالة لمح منحوتة من الجبس جلس يتأملها..تقدم راكان الذي كان قادماً من الخارج ومعه كيس
وضعه وجلس قائلاً:عيبتك؟
طارق:حلوة..من وين شارينها؟
راكان:مش شارينها هذي ناس عطوني اياها ..بصراحة شغلهم وايد حلو وعندهم ابداع بس للاسف مافي حد يشجعهم عشان يظهرون موهبتهم قدام الناس وفيه ناس طلبوا مني اساعدهم ويتني فكرة نسوي معرض وانا اكيد بستفيد
وضعها من يده على الطاولة وعينه عليها:حلو..المهم شو يايب
راكان:ادريبك مابتهز طولك وبتيب عشا
طارق:عشان جيه الثلاجة فاضية؟
راكان:بصراحة انا متعمد ياخي قرقع جيوبك واشتري شي حتى وجبتك عليي..يعني لو تطلع في كل مكان دكاكين مطاعم مقاهي واحات الشيشة
طارق:هههههههههههه استغفر الله ياخي قول ما شاء الله
راكان:ماشاء الله والله يزيد ويبارك ويحفظ البلاد..بس انت مصختها
طارق وهو يسحب الكيس:اشوف انت شو يايب..من ريحة الكاري باين انه هندي
راكان:هيه قلت نغير ناكل من مطعم هندي
طارق وقد ذكره بالطفولة:تذكر مطعم راجو اللي كان في الشعبية اللي كان فيها عبدالله وسلطون
راكان:الله ايام كنا دوم القايلة والشمس تصلي روسنا وين سايرين مطعم راجو..الريال راقد وحنا دوم عند بابه حتى صار مايرقد الظهر ههههههههههه
طارق:والا يوم يسوي هاذيج الصالونه(سوست/مرق) الحارة اللي لو تشرب تنكر ماي مابيكفيك من الفلفل اللي فيها هههههههههههه
راكان:ولا يوم سلطون وعمه عبود يتحدون بعض من ياكل فلفل اكثر ياخي ايام ...انزين تعال ع طاري عبود وسلطان وينهم؟ ..نحن اصغر عنهم صح؟
طارق:هيه هم اكبر عنا.._صمت قليلاً_..راكان تذكر يوم كنت في لندن وقلتلك شفت واحد عند بيت عمي محمد؟
راكان وقد استغرب من سؤاله:هيه شو بلاه؟
طارق:فيه شبه من سلطان
وهو يقف:سبحان الله الناس تشابه
طارق:عاد مب لهدرجة؟
استدار نحوه وهو كان قاصد المطبخ:لا فيه ووايدين
طارق وهو يأخذ المنحوته يتأملها قال:يمكن ..راكان..بحتفظ بالمنحوته عادي؟
اتى وهو يحمل الصحون:عادي خذها
;
عاد بعض الهدوء لحياتي المتوترة ولكن هيهات أن يبقى كما هو ..تعرفت علي وأصبحنا صديقات ولكن ما هدفها مما فعلته هذا اليوم؟!!..
اخذت وقتي حتى اقنعتها بالقدوم لرؤيتها والتعرف عليها دخلنا وكلهن يعلمن إني اتعامل معها..وهذا ما قالته احداهن وذهبت لمناداتها ..
ثواني وأقبلت أماني وتقدمت ملقية السلام ..
ظبية:أماني أعرفج الوالدة..
أماني بابتسامة رقيقة:هلا وسهلا
ام ظبية:هلا فيج
ظبية وليس ماقالت هو هدفها: انا من كثر ماكلمت الوالدة عن شغلج وايد عيبها حتى انها قررت اتي هنا اليوم بس عشان تسويلها ..
هي مابين ريبة وتصديق ولكن اختارت حسن الظن رغم الشك الذي يحاول السيطرة على عقلها...ولكن ما إن جلست ام ظبية على الكرسي واماني على وشك البدء بعملها جاءها ذاك السؤال الذي يذكرها بأول لقاء بها مع روضة
ام ظبية وهي تنظر لها من انعكاس المرآة:شحالها امج؟
بلعت ريقها وتذكرت كلام ضي_قلتلها مسافرين_ اخفت شعور الضيق وقالت:بخير
ام ظبية:هي مواطنة؟
تشعر أن تلك الأسئلة تخنقها:هيه مواطنة
ام ظبية:خاطري اشكرها بنفسي واتعرف عليها
صعقتها ولكن ماقالته ضي لندى كان يسعفها للخروج من المأزق_هم حالياً مسافرين_:هي مسافرة حالياً..ابوي يشتغل في السفارة وهي مرافقتنه
ام ظبية:هي شو تشتغل؟
لا تعلم من اين اتت بالوظيفة :باحثة اجتماعية
ام ظبية وكأن الأمر أعجبها فسترسلت في طرح الأسئلة:بس غريبة تخليج بروحج وتسافر
ودها لو تسكتها تخرسها تصرخ في وجهها توقفي ولكن هي من توقف عن الصراخ في داخلها لتجيب:ابوي كان تعبان شوي وامي وايد تحاتية يوم يمرض محد يعتنيبه غيرها ولا ترتاح الا اذا طمنت عليه ..بعدين انا مش بروحي معاي اختي
ام ظبية:باين انهم يحبون بعض وايد
اماني وهي تشعر بالاحتقان ورغبة في البكاء ولكن تجاهلت الأمر رغم صعوبته:هيه فوق ماتصورين الله.._لتصمت في أسى وتردف_الله يسعدهم
بهد ذاك الاستجواب والتحقيق الذي لا أعلم الداعي له عدت إلى الشقة ولا اعلم بأية حالة عدت فقط اردت الدخول لغرفتي لأخذ حريتي في تفجير دموعي التي أخفيتها عنهما ..أرتميت على سريري بعد أن بالكاد استطعت تبديل ملابسي احتضنت وسادتي لأنخرط في بكاء مُر ..ومضى بي الوقت حتى افتح عيناني وأرى بضبابية بالكاد اميز أني أرى أحد واقف ..حتى اتضحت لي ساقان ابيضان رفعت طرف عيني انها ضي مرتدية" بيجامة شورت" وقلت اسمها ولكن لم تلقي بالاً استدارت واقتربت من النافذة وازاحت الستارة فإذا بضوء يزعج عيناي..لم أشعر بالوقت :كم الساعة؟
ضي:سبع
اغمضت عينيها ولكنها لم ترفع رأسها عن الوسادة:ليش ماصحيتيني؟!
ضي بسؤال بدل من الإجابة:ليش كنتي تصيحين؟!!
اماني بعبوس وشعور بالكسل:ماصحت
مشت واستدارت نحوها:امبلا ..كنت بدخل بس سمعتج تشاهقين بس ماحبيت ازعجج فخليتج ورحت..ماقلتي ليش كنتي تصيحين؟
نهضت بخمول وضيق صمتت قليلاًً ثم قالت:تعبت يا ضي تعبت من هالكذبة اللي أنا فيها ..تعبت ارتيا الفرج
اقتربت وجلست القرفصاء امامها :شو اللي صار؟
تنهدت في ضيق واحساس بشيء ثقيل يكتم على صدرها ونزلت دموعها:ليتني سمعت كلامه ...ليتني ما عمقت علاقتي بظبية..._استنشقت بعض الهواء رغم احتقان انفها ومسح الدموع التي اخذت مجراها إلا أن حرقة في الصدر تشتعل وتزيد المرارة وانسكاب الدمع أكثر_..تخيلي يت الصالون... بس ماكانت بروحها..كانت وياها امها.. في البداية قلت يمكن عيبها شغلي وصدق ياية تجرب بس عقب تمت تسأل وتسأل لين خلاص ما كان فيني حيل اتحمل
ضي:لو طلبتي منها تسكت
اماني:زبونة ولازم اتحمل واعطي انطباع زين عن الصالون
نهضت وجلست على طرف السرير:يعني عشان الصالون وسمعته تقهرين نفسج
اماني رغم ماتعانيه إلا ان لها وجهة نظر قد لا تفهمها ضي وتستوعبها:لازم اخلى مشاعري الخاصة على صوب واكسب الصالون زباين ...بس تعرفين افكر اترك الشغل..._ناظرتها بتعجب_لا طالعيني بهالنظرة _نظرت امامها_..يمكن ماتصدقيني بس جد افكر استقيل .._نظرت لها_اريد ارتاح خلاص تعبت يا ضي .._قربت جسمها منها فقد لاحت في رأسها فكرة ما_ انتي قلتي انه عندج اعطيني ياه
عبست متعجبة:شو اللي اعطيج اياه؟!!!!!
اماني كذاك الغريق الذي يتعلق بأمنية:رقم سلطان...بتصل عليه بخليه ايينا__وضعت يدها على فخذ شقيقتها_تتكلم كمن يتخيل حلم بعيد كاحد احلام اليقظة_..ينسير وياه لندن او اي مكان بعيد فيه حنا الثلاثة بس بعيد عنهم وعن شرهم ..بنكون مع بعض..بتقولين كيف وهو مش محرم..بنتزوج انا احبه وهو بعد يحبني ..بنتزوج وانتي بتعيشين ويانا_كل هذا وضي مشدوهة من طريقة كلامها_..شو قلتي؟
حتى تصدمها بقولها:ظنج يتذكرنا؟
اماني وبدأت تشك:ليش لا ..هو دوم كان ويانا ..قريب منا..يعني تقدرين تقولين واحد منا
لتأتيها بجملة أخرى تثبت الشك في رأسها :سنتين يا مروى ..سنتين مرن ..وهالسنتين كفيله تنسي الانسان كل شي..سلطان كان قريب منا بس هو مب منا..عادي تتصلين فيه هذا اذا بعده محتفظ بالرقم..يعني ممكن تتصلين فيه ويصدمج ويقول انه ما يعرفج ولا يتذكر وحدة اسمها مروى ..اكيد هو عايش حياته الحين ورقم الفون كنسله ..انسيه يا مروى عشان هو اكيد نسانا..قومي جهزي عمرج للشغل..
لتخرج وتغلق الباب وتتكئ عليه واضعة يديها خلفها..تذكرت يوم الحفلة عندما ذهبت للحمام برفقة حوراء وهي عائدة لمحت هاتفاً وقالت:تلفون ثابت..يشتغل؟
حوراء وهي تدنو منه وترفع السماعة:اعتقد ...هيه يشتغل
ضي:بتصل على اختي اخاف فوني مافيه شحن
وهي تمد السماعة لها:اوكي
تقدمت واخذتها وابتسمت لحوراء لم تتصل بأماني ولكن احبت ان تتأكد ان الرقم مستخدم وانه مازال عنده..سمعت الرنين فتأكدت انه مستخدم بقي أن تعرف انه لسلطان!..كان قادماً من المطبخ يحمل كوب عصير واستغرب رنين الهاتف واسرع واضعاً الكأس على الطاولة واخذ الهاتف ..جلس ناظراً لشاشته:هذا الرقم دولي وتحديداً من الامارات...
سمعت صوته ووقفت مشدوهة متجمدت الحواس كم هي في شوق له ولحديثه هذا صوته اجل صوته وهي تسمعه يردد:الو الو ..الو منو معاي؟
كادت شفتيها تتحرك ناطقة باسمه ولكن قبل لفظ حرف السين فإذا بالسماعة قد اعيدت لمكانها لم تستطع ان تكلمه ولكن سمعت صوته ..
لتعود للواقع وهي ملتصقة بباب غرفة اماني لتتذكر أخر ذكرى جمعتها معه وهي تقلب الهاتف الذي اعطاها اياه بين يديها كانا في المنتزه القريب من الحي الذي تقطنه يتمشيان:تخيل يضيع ينسرق او يخترب من وين بييب رقمك
ابتسم:عندي لج فكرة..احفظيه وردديه وانتي في الطيارة لين توصلين الامارات
أروى:ههههه ما تخيل اسويها..بس لا تنسى انت مديون لي بشي
عقد حاجبيه:وبشو مديون لج؟!!!
أروى:انك واعدني يوم نزور مزرعتك بتعلمني الرماية
ابتسمت:يصير خير ان شاء الله..._استغرب وقوفها فجأة_..شو بلاج وقفتي؟!!
أروى ولا يتحرك منها سوى عينيها:تشم اللي اشمه؟
سلطان وهو لا يشم شيئاً:لا شو تشمين؟!!
اغمضت عينيها ورفعت انفها قليلا مركزة في معرفة الرائحة ثم فتحت عينيها والاحت رأسه له بابتسامة قائلة قبل ان تجري لناحية الرائحة:كوورن (ذرة)
ضحك على تصرفها الطفولي ولحق بها:ههههههههههههههه
وبالفعل كان هناك على طرف المنتزه بقليل رجل بريطانيا كبير السن يشوي ذرة..وقفت على مسافة تنظر واتي سلطان من خلفها وتعجب منها:ما شاء الله عليج
الاحت رأسها له:انا عند الاكل .._استنشقت_ ذيبة
ومضت ناحية الرجل وهو وقف وابتسم ولحق بها ..اشتريا منها اكملا سيرهما..
سلطان:بصراحة فاجأتيني معه انه مب مبين عليج انج تحبين الاكل وضعيفة
أروى وهي تقضم من الذرة قالت :اممم..صح ضعيفة بس احب الاكل وايد بس مايأثر فوزني على قولتهم فيني دودة
ضحك:هههههه..كأنه الوقت بدا يليل ..ياللا خليني اوصلج بيتكم ..وثانكس على المعلومة
أروى بمزح:ترا ما اشم الا الاكل بس
سلطان:هههههههههه ..اهم شي..ياللا مشينا
لتبتسم في نفسها وتكتفي من الوقوف عند غرفة اماني وتبتعد لمشغلها...
;
لم يكن خروجه من المجلس يحمل مفاتيح سيارته رأها وهي تعطي الصينية للخادمة وعادت للداخل..وما إن تقدمت الخادمة ودخلت للمجلس وقف ينتظرها وحين خرجت استوقفها ذياب:هذي بنت راشد؟
كادت الخادمة ان تحدث فضيحة بسبب صوتها العالي:انت مايستهي شو هذا سؤال
ذياب الذي غضب فكيف لخادمة ترفع صوتها:لسانج هذا اقصه واعرف كيف.._اخرج محفظته واخرج مبلغ_..هذي الفلوس بتكون لج اذا جاوبتي على سؤالي
الخادمة وقد طمعت في النقود:هذا ندى بنت بابا راشد..يالله جيب فلوس
ابتسم وقال:بس بشرط لا تقولين لاح داني سألتج عنها
وهي تمد يدها وعينها على النقود:لا انا مافي يقول
وهو يعطيها لها:اوكي..ياللا سيري
وقف قائلاً:والله وعندك بنت حلوة ياراشد
انتهى
لقاءنا يتجدد بعون الله مع البارت 37
قراءة ممتعة^^
مع تحياتي
اصداء الحنين
|