كاتب الموضوع :
اصــداء الحنين
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: شفاه تطلب الارتواء
الـــب32ـــارت
لم تمضي سوى أربع وعشرون ساعة على سماعه لصوتها وها هو ينهض من نومه فيفتح هاتفه ينظر إلى التوقيت اصبح ينام كثيراَ ولفترة طويلة..رأى فوق سبع مكالمات وجميعها منها ..ومن ثم فتح المحادثات لم يهتم إلا لها فتح محادثتها ليجدها صاغت له حروفاً اقلقته "حبيبي رمسني ضروري ابيك بشي مهم" مما دفعه للإتصال بها
ناصر بخوف:غدير شو بلاج؟!!
غدير بسعادة احسها في صوتها:حبيبي خلاص مشكلتنا بتنحل وبنتزوج
حتى يصمت ثم ينطق بذهول:كيف؟!!!
غدير وهي تعيد كلامها بتأكيد:بنتزوج ياناصر بنتزوج
لم تشعر إلا بالتي سحبت الهاتف وتكلمت وهو أيضا قد صدم بالصوت:اسمع لا تظن غدير ما وراها أهل وانك بتخدعها
غدير وقد سحبت الهاتف من ندى وبكل غضب صرخت:ندى اطلعي برا وهالشي ما يخصج
ندى بغضب:الا يخصني انتي أختي واللي تسوينه غلط
غدير وهي تصرخ:هذا مب شغلج..سامعه مب شغلج
فإذا بمروان وقد تسمرتا وهما يسمعان صوته:شبلاكن؟!!..غدير شو هذا اللي في إيدج.؟!!!
غدير وهي تقف متسمرة مكانها...
ارادت انقاذ شقيقتها رغم عدم رضاها :هذا فون ربيعتها ..مروان لا تتهور
ليندفع لها فهل هو شعور الأخوة أم وجد ما يفرغ فيه غله حتى يمسكها بشعرها معنفا والأخر ع الطرف الأخر انخلع قلبه حين سمع صرختها..
مروان وهو يعنفها وقبضة يده ممسكة بشعرها:كيف تاخذين تلفون ربيعتج وبأي حق الحين لو شافته يدتج ولا أبوج شو بتسوين ؟!!
غدير بصرخة:اااخ مروان حرام عليك
فإذا بالأخر قد خرج مُسرعاً غير مبالياً بما قد يحدث,,اما مروان فكان يخرج مافيه من ضيق ويفرغه فيها
مروان:باجر ترجعينه لربيعتج سامعه
ندى بخوف على شقيقتها:مروان خلاص راح ترده لها بس انت هدها
دفعها على السرير صارخاً:حيوانه
نظر لندى بغيظ وقهر ثم ذهب مما أخاف ندى من أنه يضربها..تقدمت من شقيقتها
ندى:غدير
دفعتها صارخة بها:خوزي عني كله منج ..اطلعي مااباج عندي
خرجت ندى متضايقة اما غدير فأخذت هاتفها وعاودت الاتصال بناصر ولكن لا من مجيب مما اقلقها الوضع ..
;
حسمت أمري وقررت رؤيتها ..الخوف والغيرة ستقتلني..والتفكير سيقضي عليّ ..دخلت للمستشفى وسألت عنها ورأيتها واقفة عند الاستقبال تتكلم مع الموظفة ..اقتربت منهما وعيني عليها
لانا والخوف يعتريها:مرحبا
ادارت راسها لها :اهلا
فإذا بها تنطق بالعربية:انتي دانه
دانه وقد بدأت ترتاب منها:يس
بدأت الدموع تملأ عينيها وشعور بالغصة يعتصرها والأخرى قد استغربت منها
دانه بلطف:اهدأي ..أخبريني مالأمر؟!!
فإذا بها تنفر منها وبلكنة لبنانية :بعدي عني..انتي عارفه شو عملتي ..او بتسمي حالك انو جوزيف منو ابن خالتك وحب طفولتك.._اكملت وهي تشير باصبعها مهددة_..اسمعي انا ماراح اخليكي تاخدي جوزيف مني
القت كلماتها ورحلت بعد أن صعقتها..كيف لم تلاحظ بل كيف لم تعرفه؟..حاولت التركيز على عملها ..ومن ثم قصدت شقيقتها ...كانت على وشك المغادرة حين رأتها تدخل وتتقدم من الكرسي وتسترخي ساره:دانه ؟
تنهدت في ضيق ومسحت دمعة فرت من عينها:تخيلي يا ساره تخيلي طوال الوقت هو قدامي ولا حسيت انه هو لين يت هي وخبرتني
ساره بتشتت فهي لا تعلم عما تتحدث تقدمت وجلست ناظرة لها:دانه عن منو تتكلمين؟!
شهقت بغصة وقالت:عن يوسف...يوسف ولد خالتي ..تخيلي يوسف هو جوزيف ولا شكيت انه ممكن يكون هو ولا أعتقد هو بعد يعرفني
ساره:ومنو اللي قالت لج عنه؟
دانه:لانا ..كانت هنا من شوي وخبرتني ما اقدر اتخيل جوزيف؟!!...مستحيل
تنهدت وصمتت لبرهة:الحل انه الوضع يتم مثل ماهو ومافي داعي يعرف انج هي نفسها دانه
دانه:بس يمكن هي تخبره عني
ساره:في هالحالة انتي مالج خص ..انتي هنا تأدين شغلج ولا لج علاقة فيه
دانه بعدم اقتناع:كيف ياساره وهو وياي في نفس المستشفى
وقفت واتجهت تأخذ حقيبتها:بس مب نفس القسم ..يعني ماراح يلقى وقت يكلمج فهمتي.؟..اطمني وخلج منهم
رفعت جسمها جالسة وقالت بضيق:ساره ليتني عندي شوي من برودج
ساره:دانه تقدرين تكونين باردة اذا تبين بس تحتاجين تتجاهلينه
دانه وهي تقف:بستأذن وبروح البيت مالي خاطر اشتغل...تقدرين تستنيني؟
ساره:اوكي
بعد ذهاب دانه اخرجت هاتفها واخذت تكتب رسالة بضيق وارسلتها وخرجت
;
اشعر بوجع قلبي وأنا أراها تلهث خلف أفكار جدتها التي ..أخاف عليها من تكرار ماحدث لنوره أن يحدث معها والسبب هم والدتها وأشقاءها ...
رأتها سارحة متجهمة فدنت منها وجلست بقربها ...مها :امايه شبلاج فديتج؟
طرفه بضيق واضح:خواتج يا مها خواتج بيضيعون
مها باستنكار:بسم الله عليهم ليش تقولين جي؟!!
طرفه:مب شايفه حالة اختج ملاك والحين دلال اللي موافقه على مروان..وكلكم عارفين انه هايت
مها في محاولة لتبسيط الموضوع:هذا القرار كان اساسه يدتي وتعرفينها محد يقدر يزعلها وبعدين دلال موافقه حتى شوفيها تجهز حفلتها
طرفه بعدم اقتناع:اختج خبلة ولا عارفه مصلحتها ..واذا هي تظن حياتها ويا مروان بتكون مثل حياتج ويا عادل فهي بتتعب وايد
نغزت في داخلها بابتسامة تهكمية فكيف هي وعادل ..صد ونغزات وتجاهل وشعور بالفقد رغم عيشهما معاً!
مها وهي تتجاهل مابها قالت:خليها على الله ان شاء الله الله بيهديه ..دلال خبرتني انج قلتيلها مابتحضرين حفلتها
طرفه بتأكيد:هيه قلت وصدق مابحضر
مها:فديتج حرام تكسرين بخاطرها..
حتى تقاطعها بانفعال:وهي مب حرام عليها ماتسويلي خاطر..
امسكتها بذراعها بكلا كفيها:امايه فديتج ترا مابتتوفق فحياتها دامج مب راضيه عليها
طرفه:وتبيني اسوي الشي من ورى قلبي وأنا مب راضية..ما اقدر يا مها مااقدر ..قلبي يعورني عليها ماابي اشوف دمعتها وعذابها ويا مروان الخايس اللي مامنه فايدة
رنت كلمات والدتها في اذنها فقالت موجهة كلامها لمها:مها خليها دامها ماتبيلي الخير
جرحتها تك العبارة وردت:انا ما ابيلج الخير؟!!..انتي لو عارفه انج راح تغلطين ما كنتي قلتي هالرمسة..
مها وهي محتارة لا تعرف مع من تكون:دلال فكرتي زين قبل ماتقررين
فإذا بطرفة تعلق بانفعال:لا فكرت ولا شي بس سمعت ابوها يقول بيزوجونها مروان وافقت يا خوفي بعد تحبه
دلال بانفعال وقد لا تكون مدركة لما تقول:هيه احبه فيها شي؟
طرفه بلكنة تهكم وسخط:لا فديتج مافيها شي..بس سمعيني زين لا اتين بعدين تصيحين وتشكين منه بعد ذهاب طرفه نظرت مها لشقيقتها قائلة:دلال حبيبتي لا تخلين عاطفتج تسيطر على تفكيرج ..وامي مارمستج جيه الا من خوفها عليج ولو مروان ريال والنعم فيه امي بتكون اول من يباركلج بس مروان مب قد مسؤلية
دلال وبدافع عنه:انتو ليشم اخذين عنه هالفكرة انتو ماعرفتوه عشان تحكمون عليه ..وحتى لو فرضنا انه مثل ماتقولون انا متاكدة بيتغير وبيحس بالمسؤلية
مها التي بدأت تقلق :حبيبتي لا تتسرعين وتعلقين نفسج في شي يمكن ماراح يصير اللي تقولينه بس أمنية يمكن تتحقق ويمكن لا
دلال:مها كل انسان يتغير ومروان اكيد بيتغير اذا مب في بداية زواجنا بيكون يوم يصير عندنا بيبي
ادهشتها تلك الكلمة "بيبي" اذا فهي عازمة على الزواج منه وربما بالفعل تحبه!:دلال ..
قاطعتها فهي مقتنعة بقرارها ولا نية لها في تبديلة:مها خلاص انا وافقت على مروان وهو بعد قال ليدته انه بيتزوجني يعني هذا شي يدل انه مروان مب مثل ماتقولون عنه
مها بعدم اقتناع:ان شاء الله يكون مب مثل مانشوفه ..بس الحين امي مب راضية ..كيف بتزوجين وهي رافضة هالزواج
دلال:اكيد امي بتغير رايها
تأففت من طريقة كلامها :دلال التفاؤل حلو بس مب هالطريقة ,,انا ما اريد احطمج بس اشوف كل شي عندج سهل
دلال:عشان ما با اعطي الموضوع اكبر من حجمه او مثل ما امي مسوية
مها بيأس:الصراحة..ما ادري شو اقول ..بس الله يهنيج دام هذا قرارج
;
ذاك الحلم الذي كان واقع في يوم ما أين هو؟!..كيف رحل؟!..تلك الأسورة في يده يقلبها بين أصابعه حملته لتلك الذكرى ...حينما كان يتمشى معها في الحي الذي يقطنونه..
أروى:سلطان بما أنه ماري قررت السفر استراليا ..شرايك تشتري بيتها وتكون بقربنا
نظر لها متسائلاً:هي قالت بتبيعه؟!
أروى:لا بس اذا تبيه بقولها على الأقل اذا ماتبيعه تأجره لك
أخذ يفكر:اممم..خليني افكر
نزلت تربط حذاءها وقالت :المفروض تقول نعم من غير ماتفكر
استدار لها وبانت ابتسامته:الموضوع يباله تفكير.._تقدم منها ونزل_..خليني اربطه لج
وقفت قائلة:مايحتاي البيت مب بعيد
رفع رأسه لها:وبتمشين فيه وهو مفتوح ..خلاص ربطته
أروى : ثانكس
وهو يعتدل واقفاً: يو وولكم..
أروى:المهم تبيني اكلمها؟
سلطان وكنوع من المشاكسة:افكر
بان عليها شيء من العبوس الخفيف:والله بكيفك
الأحت راسها إليه حين اطلق ضحكته:هههههههههه
أروى بانزعاج:الحين شو اللي يضحك؟!!
سلطان وكأنه استمتع برؤيتها غاضبة ولأول مرة :انزين ليش معصبة؟
قطبت حاجبيها وتأففت: اوف
مضت مسرعة وهو ينادي :أروى أروى
فلمح اسوارتها فنزل ملتقطا إياها :أروى
تنهد وهو يتذكر ذاك اليوم الذي طوته الأيام ..
;
ليتها تصارحني أو على الأقل تفهمني مايدور في رأسها! ماهو هدفها من تلك القرارات التي لا تستقر على حال؟!!...لماذا لا تشركني معها بدل من أنانيتها وتفكيرها الذي أعتبره متهور..
"مب على أساس مابتحضرالحفلة؟" سؤال وجهته أماني لــ ضي وهي تراها تخرج لها ملابس
ضي :أنا اقنعتها تحضر عشان ما اكون بروحي
هل سمعت جيداً أم خُيل لها عبست قائلة:ضي انتي بتسيرين الحفلة؟!!
ضي وهي تزيح الملابس التي رمتها فوق السرير وتجلس قائلة:يب ...ما اعتقد فيها شي
أماني بنظرة غاضبة قليلاً:ضي حرام عليج تستغلين طيبة ندى بس عشان اللي في راسج واللي لين الحين مب فاهمة شو الهدف منه..._وبنبرة استرضاء_..ضي حبيبتي مستعدة ارمسه واقنعه نروح لندن..ع الأقل بنكون فأمان وهو بعد بيفتك منا ومن أي مشكلة ممكن نسببها له... شقلتي؟
ضي:انتي تبين تسيرين لندن؟
أماني وبشيء من اللين:انا وانتي ..مابسير بروحي اباج وياي
ضي بنضرة هادئة غامضة حملت التساؤل لعقل اماني قالت :بس انا ما افكر ارجع لندن ولا راح افكر
اغمضت عينيها وبلعت ريقها بأسى ونظرت لها متسائلة:ليش؟!!.. شو اللي صار فلندن وخلاج تكرهينها؟!
صمتت لبرهة واماني تراقبها وتشعر انها تحجب شيئاً عنها قالت :انا ما اكرها بس ما احس عمري ارجع هناك من عقب مابدينا حياة مختلفة عن اللي عشناها فلندن ..مروى..انا ماستغليت طيبة ندى ولا شي بس هو نوع من التغيير ..دامنا هنا لازم نتأقلم مع الوضع ومثل ما انتي اشتغلتي وقدرتي تكونين ذاتج وتنسجمين مع الحياة هنا انا بعد بحاول
بنظرة شاكة قالت:ودي اصدقج بس احس فيه شي فراسج وتبين توصليله ..شو هالشي يا ضي؟!!..خبريني شو؟!..عشان كل شي تقولينه اظنه العكس ..السالفة مب سالفة نتعود على هنا لا انتي لج هدف من كل هالتغيير اللي صاير ..ضي...السالفة تخص اللي صار فلندن؟!!
ضي باستنكار:ليش هو شو صار فلندن؟!!
مازالت ترمقها بنظرة الشك تلك:انتي تعرفين شو اللي صار فلندن..بس لو تخبريني وتريحيني
ضي:مروى انتي اللي متعبة نفسج بافكار مب صح ..ما اعرف شو صار فلندن
اماني بانفعال:كيف ماتعرفين وانتي ......
حتى تقاطعها وهي تقف وتحمل الملابس:مروى قلتلج ما ادري عن شي,,, واللي صار في لندن اعتقد فهمتج السالفة
اماني:يمكن في ذاك الوقت مشت عليي السالفة وصدقتها بس الحين مستحيل ..ضي اللي صار كنتي تدرين عنه صح؟!..ماكان صدفة !
ضي:مروى بلييز I wanna take shower
تلك الجملة كانت اشارة لانهاء الحديث وقفت اماني متضايقة ولم ترد ان تجادل فهي تعلم يقينا ًأنه لا فائدة من الكلام فغادرة الغرفة بصمت ...
;
اقتنعت بما قالوا بالفعل سأحتاج لمن يعينني على استمرار هذا المشروع..قبلت عرض ذاك الرجل بعد ان مدحه الجميع وذهبت لرؤيته ولا أنكر أنني قد تعجبت من دعوته لي ..المكان مرتب وجميل ويشجع على العمل فيه من بداية الاستقبال وحتى مكتب المدير ..اينما تمشي ترى الوجوه تبتسم لك ..حتى وصلت مكتبه واستقبلتني سكرتيرته التي الواضح من عيناها الضيقتان ووجها الدائري أنها إما من الصين أو اليابان او حتى كوريا المهم انها من شرق اسيا كانت لغتها الانجليزية مفهومه وكأنها ترعرت في الولايات المتحدة أو بريطانيا ..ادخلتني إليه رجل تعطيه تلك اللحية البيضاء مهابة وملامح وجهه تبعث الراحة ابتسم ووقف متقدماً من خلف مكتبه مرحباً بي ..اعتقدت ما إن أقول له
:انا ييت بخصوص الشغل
اعتقدت أنه سيبدأ بالحديث مباشرة ولكنه فاجأني بقوله:لازم يكون معانا طرف ثالث
وقبل أن أتكلم فتحت دفتي الباب السحاب ليدخلا منه شابين فتى وفتاة يبدوان صغيران في السن قرابة العشرين أو أقل وايضاً واضح انهما قريبان في السن اعتقدت سقولان"هاي"ولكن تفاجأ تبهما يلقيان تحية الإسلام:السلام عليكم
فإذا به يرد السلام مبتسما وأنا تبادر لذهني سؤال ماعلاقته بهما؟!!..حتى نظر إلي ومازال يبتسم قائلاً معرف بهما:هذيل عيالي ريم وريان
بان الاندهاش علي من اسمه وهما ايضا حسا بذلك بدليل الابتسامة التي بانت عليها وهي تنظر لشقيقها..حتى يتقدم جالسا على الكنب قائلاً:اكيد استغربت من الاسم
راكان :يعني الاسم نادر هنا
فإذا بوالدهم ضاحكاً:هههههه لا تستغرب أنا بغيت اسمي عيالي أسامي مختلفة عن المألوفة هنا
فُتح الباب مرة أخرى ودخل شاب يبدو من ملامحه وملابسه أنه ليس مثلهم فهو على مايبدو من النوع المهمل وهو يلقى بنفسه على الكنب بجانب ريان القى السلام ونظر له قائلاً:ريان ابي سيارتك
ريان من خلف نظارته الطبية التي تضفي عليه شخصية مختلفة ومنسجمة مع وجهه الدائري :انا ياي فسيارتي الفيراري يعني ماتناسبك وانا مب مستعد اخسرها والسبب انت
ابتسم وقال:شو بيقول عنا راكان ؟
رفع راكان حاجبه مستغرباً من معرفته له ولكن سرعان ما سمع ريم تقول:لا تستغرب هو عرفك عشان الوالد قال متى اجتماعه وياك ونحن الثلاثة من ضمن الاجتماع
راكان في نفسه:هذي شبلاها تقرا الأفكار ولا شو؟!!..باين هالعايلة غريبة بس أنا شو يهمني ماراح يجمعني وياهم غير الشغل
التفت لوالدهم الذي قال:مبارك خذ سيارتي ..مافينا نعطل راكان عن شغله
وقف قائلاً:عسى عمرك طويل
فإذا ريان يمد يده حاملة مفتاح السيارة التفت له مبارك :خذ سيارتي ..بس حط فبالك اذا ياها شي تراها مسؤليتك وكل قطعة غيار فيها عليك
اخذه منه وقال مبتسماً:لا تحاتي برجعها مثل ما أنت ييت فيها..من رخصتكم
بعد ذهابه نظر لهما ريان قائلاً:شرايكم لو نبدا الشغل
;
اشعر أنني سأجد ذاتي وسأثبت شخصيتي وسيُسمع صوتي ويُحترم رأيي ..هذه هي اللحظات التي تمر بها نوره من بعد ما تخلصت من ذاك الضيق الذي اسكنت نفسها فيه وبدأت ترى الحياة بمنظار اكثر سعادة ..كانت في جناحها ترتبه ..فإذا ببيان قد دخلت فتبسمت لها
بيان وبمشاكساتها المعتادة:الله الله وش هالروايح الحلوة كل هذا لعز؟
ضحكت نوره:ههههههه بيان وش ذا الكلام؟
بيان:ياسلام والله وصرنا نقول وش ذا الكلام من بعد شو هالرمسه
اطلقت ضحكة على طريقة بيان في الكلام:هههههههههههههه
بيان:بس لا تموتين علينا مابي اتحمل موتك ابي استمتع بشبابي ,,,الموهم اسمعي فيه ضيفة تحت تبي تشوفك
نوره:منو لا يكون خالتك؟
بيان:لا مو خالتي هذي جاية عشان تشوفك ..ياللا بسرعة انزلي شوفيها
نوره:طيب يا بيونه وانتي راح تجين معي ياللا
بيان :طبعا ماتبيني هنا عشان ما اكتشف اسراركم
نوره:بيان ياللا امشي قدامي تأخرنا على الضيفة
وكأنه الحلم الذي لم تتوقع حدوثه هاهي تراها امامها ..لتصرخ بفرح:هند
وتنهض مستقبلة إياها بالأحضان وكل منهما تحمل شوقاً للأخرى
نوره وفي غمرة سعادتها:اشتقتلكم وايد يا هند
هند وتشاطرها نفس المشاعر:وحنا بعد مشتاقين لج وايد
نوره:ياالله من متى ماشفتكم
هند:الحمدلله تلاقينا..المهم طمنيني وخبريني عن علومج؟
نوره:الحمدلله حياتي مستقرة وعبدالعزيز مب مقصر وياي
هند:ماسرتي الامارات؟
نوره وبمسحة اسى بانت عليها:لا ولا بسير خلاص يا هند ما عاد لي شي فيها واذا على اهلي مايدرون عني ولا ادري عنهم...المهم خبريني شو اخبار لندن؟..ومحمد شخباره؟
هند وقد احست انها لا تريد الحديث في الموضوع:الحمدلله كل شي اوكي ومحمد بخير ومشتاق لج
نوره بحب:فديته حبيبي وانا بعد ميتة على شوفته .._وقفت قائلة_بسير اشوفه وبرجعلج
هند بابتسامة:اوكي
اسرعت الخطى لقسم الرجال وقالت من خلف الباب:اقدر ادخل
عبدالعزيز:ايه يا نوره حياك ادخلي مافي الا انا واخوك
ودخلت واتت عينيها على محمد كم تشعر بالشوق ه فهو احب اخوتها لها ولربما تعتبره الاخ الاوحد لها تقدمت وقد تبللت وجنتيها بالدموع واحتضنها معانق لها ضامن اياها بحنان وحب
محمد :شحالج يا نوره؟
نوره بكل حب:مشتاقتلك يا محمد
محمد:لا تصيحين هذا انا وياج
مسحت دموعها:عساني مانحرم منك ولا من وجودك ..نظرت لعبدالعزيز_ مب على اساس بنروح مكه
عبدالعزيز بابتسامة:طيب بتروحين معهم مكة
هل سمعت جيداً أم خُيل لها:بروح معهم؟!!..شو قصدك؟!!
محمد:انا ستأذنت عبدالعزيز اخذج وياي مكه
عبدالعزيز:وانا اخلص كم شغلة هنا وجيكم بكرا راح تروحون مع السواق فجهزي حالك
ابتسمت ووضعت رأسها على صدر محمد الذي بدوره احتضنها بذراعه
;
بعد عراك النفس ذاك وشعور الصداع الذي لازمني طيلة الأيام الفائتة أجدني قد أخذت قراري وحسمت أمري فقد جاء وقت تصفية الحساب ووضع النقاط فوق الحروف ..عدت وأنا اتوقع كل شيء حتى اسوأ الأحتمالات..دخلت وظننت سأجده وحده وربما كان ذلك لحسن حظي لا لسوء حظه!..ما إن رأني حتى صرخ فيني غاضباً :انت شو يايبنك؟..غايب كل هالمدة والحين ياي؟
فيصل وبوده ان يطبق على رقبته بكلا كفيه ولكن كتم داخله وتقدم وهو على رأس راشد مقبلاً اياه:سامحني طال عمرك
عبدالرحمن بتدخل:خلاص يااخوي سامحه
راشد بغيض:خلاص سامحتك..والحين اذلف جهز السيارة بطلع
فيصل بقهر يحس به ولكن لم يظهره:ان شاء الله طال عمرك
بعد ذهابه لف نظره لشقيقه:عبدالرحمن لا تقول للوالده انه فيصل رجع
استغرب من كلامه ولكن لم يرد التعليق فقال:ان شاء الله
;
مازال ذاك المشهد حاضرا مشهد قد يصل للشعور بالغثيان وهي تتذكر قدوم والدة زوجته السابقة لرؤيتها ..هاهي تدخل طرفه فتراها جالسة عابسة
طرفه:عذايب الريال بيي وانتي بعدج ماجهزتي
عذايب بضيق:والله مالي بارض اشوفه كل ماتذكرت ام حرمته احس بالقهر
تنهدت فهي لا تستطيع لومها:هو ياي بروحه بس محد وياه عشان يشوفج..قومي فديتج جهزي عمرج عذايب بنوع من العصبية:والله مالي خلق
طرفه:لا حول ولا قوة الا بالله ..ماعليه تحملي..الله يهديج قومي..ترا والله اللي فيني مكفيني من دلال وفعايلها لا تزيدينها عليي انتي بعد..ياللا فديتج
عذايب وقد بدأت بالبكاء:مقهورة يا خالتي احس عمري ضايعة وبروحي
تقدمت منها واخذتها في حضنها وبنبرة حانية قالت:شو هالرمسة ياعذايب ونحن وين سرنا ؟..كلنا وياج فديتج..والله انها غلاتج من غلاة بناتي فديتج لا تقولين جذا ..قومي فديتج جهزي عمرج واللي فيه الخير لج الله بيوفقج فيه
تنهدت:ان شاء الله يا خالتي بتجهز
قبلتها على جانب رأسها:الله يوفقج ويهنيج .._وقفت_انا بسير اشوفهم تحت وبرجعلج ..والحين بتي مها وبتيلس وياج
عذايب فقط كي لا تثقل عليها بهمها قات مجاملة:مشكورة خالتي
طرفه:العفو فديتج
خرجت واكتحت عينا عذايب بالحزن ومتلأ صدرها بالضيق..
;
وجدها فرصة سانحة فغير اتجاه السيارة ونظر من خلال المرآة الأمامية فرأه لم ينتبه فزاد من سرعتها حتى كاد يزيغ من هول السرعة فصرخ فيه باسمه ولكن فيصل دار بالسيارة وكأنه في استعراض مهارات ثم ضغط على المكابح بقوة حتى ارتطم رأس راشد في الكرسي الأمامي
فيصل بسخرية وحقد:خفت يا راشد..تبانا نجرب مرة ثانية
راشد بغيض :استح على ويهك ولا تخليني اوريك اللي عمرك ماشفته
وكأنه لم يسمع شيئاً وقاد السيارة باقوى ماعنده وبدأ يتكلم من ضيق وقهر وغبن وراشد كان يصعق من كلامه حتى كاد يختنق وشعر بأنه يشارف على الموت وفيصل يزيد من السرعة ويراقبه من خلال المرآة ويزيد من الكلمات القاسية التي كنصل السكين يوغره في صدر راشد...
;
شعر أن هذا الشيء لمصلحته وأنه سيستفيد منه في جعل حياتهم أكثر استقراراً ..دخل فراها تجهز اغراضها فابتسمت له حين رأت ابتسامته
تقدم منها:ا ن شا الله فرحانه يا نوره؟
نوره بابتسامة عذبة:هيه
عبدالعزيز بحب:ادري مقصر معك كثير وضايقتك
نوره وشعور باللوم لنفسها:لا انا بعد زودتها وايد كنت قاسية ومتسرعة فتفكيري اسفه سامحني
بانت اسنانة بابتسامة :لا يا نوره انتي كنت محتاجة اللي يفهمك ويقدرك ويحسسك بقيمتك وأنا كنت قاسي
فاذا بصوت بيان الذي افزعهما:اقول اخلصو
عبدالعزيز بعصبية:انتي وش جابك هنا
نوره لم تتمالك نفسها وبدأت بالضحك اما بيان فقالت بانفعال:صارلي ساعة ادق ع الباب وانتو مارديتو
عبدالعزيز:والله موتك على يدي يابيانوه الزفت تعالي هنا
هربت وهو جرى خلفها اما نوره مازالت تضحك:عبدالعزيز ..ياربي خلني الحق عليه قبل ما يذبحها
;
عدت لأجد تلك الفوضى قد عمت البيت كل شيء مبعثر وكأنها ساحة حرب والجدران قد كتب عليها عبارات تهديد ولم تجذب انتباهي سوى جملة واحدة "ذياب ترا نقدر نوصلك واذا ما تبت عن فعايلك فاهلك راح يدفعون الثمن "
;
لا مستحيل ان ينتهي الأمر هنا ..مازال يريد اكثر ..هذا لا شيء امام ما مضى من عمره وهو بلا هوية ولا وجود..رأه متعب فأخذه للمستشفى واستطاعوا اسعافه وانقاذه من ذبحة قلبية كانت ستؤدي بحياته
اخبرهم انه تعب فجأة واظهر نفسه في ثوب المسكين البريء الخائف على سيده والذي لطالما اعتادوه منه..ذهب أخوته وبقي فيصل الشاب الأمين الذي يستحيل أن بقصر مع راشد...بعد أن اطمئن لذهابهم دخل على راشد وهو ممدد على السرير وحوله الأجهزة والمغذي بيده وكمامة الأكسجين على فمه فما إن سمع صوت فيصل ذاك الصوت الذي يعتبره جحيما ..
فيصل وهو يقترب منه:خوانك كلهم راحوا ومابقى غيري وياك..تعرف ياراشد الحساب توه بدا وراح ياخذ وقت لين ينتهي...ياويلك لو حاولت او فكرت تأذيني ترا اذا ياني شي راح تتبهدل وتنفضح قدام اهلك والناس ...بس انا بسكت في حال عطيتني اللي بطلبه منك ولا والله لذوقك المر اكثر من اللي ذقته انا ...تبيني استر عليك ...تزوجني ملاك!
انتهى
لقاءنا يتجدد بعون الله مع البارت 33
قراءة ممتعة^^
مع تحياتي
اصداء الحنين
|