كاتب الموضوع :
اصــداء الحنين
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: شفاه تطلب الارتواء
الــــــب29ـــارتـــ
استغربت وخافت وتجهمت فنبرة صوته وسؤاله مريبين:يخبروني عن شو؟_لأول مرة تركز في نظرته التي اقلقتها_..طارق تكلم يخبروني عن شو؟
سالم الذي اتى من خلفه واقفا على مسافة منهم :طارق
التفت لوالده:لين متى ونحن في هاللعبة ليش تتوهم شي ماراح يصير
امسكته بذراعه خائفة وتبكي:طارق
انتزع يده بغيض صارخاً:انتي ماتعرفين شي اسمه حرام او عيب ؟ متى بتعقلين؟
شعر أن ابنه قد تمادى فصرخ عليه:طارق استح ولا تكلم بنت عمك جذي
سفه كلام والده ناظرا لها قائلاً بحزم:حوراء انا لا فكرت ولا افكر ارتبط فيج ..واللي في راسج إنا لبعض كله وهم..يعني مابتزوج
وقع كلماته كان جارحاً مؤلماً قاتلاً لا يمكنه احتماله تشنجت وبدأت تبكي بحرقة قد تلين الصخر :طارق انت تكذب انت اصلا تحبني
شعر بأن هذه لحظة النهاية رغم كلمات والده وتعنيفه وسخطه على تصرفه:طارق والله ان ما سكتت بتشوف اللي عمرك ماشفته
ولكن كان تركيزه عليها متناسي والده ولا مهتم بتلك التي بدأت تنتابها حالة من التشنج لينهي كلامه بقوله:اسمعي يابنت الناس انسيني ولا عاد تفكرين فيني
ذهب ووالده يصرخ مناديا باسمه:طارق طارق.._انزل نظره لتلك التي تنحب وتتمايل باكية حتى ينحني رافعا لها:قومي.. وطارق انا اعرف شغلي وياه
دخل لغرفته لم يعد يستطيع التحمل فكل شيء قد زاد عن حده..انزل حقيبته وبدأ يكوم ملابسه التى تلتقطها يده بدون اكتراث ولا ترتيب وكل تفكيره منصب على مغادرته..أجل جاء الوقت الذي يعلن فيه التمرد على فكرة غبية ساذجة قد وضع فيها ..وهو منهمك بما يفعل دخلت وضحه ورأت فعه فتعجبت بل أقلقها
وضحه :طارق شبلاك ليش الشنطة؟
طارق وهو عاقد حاجبيه:خلاص ماعاد اتحمل وحوراء صارحتها إني مابتزوجها
فإذا بصوت سالم منادياً باسمها:وضحه وضحه
لا تعلم ماعساها تقول فصوت سالم اقلقها:هذا ابوك الله يستر
لتخرج وهو قد أغلق السحاب ..نزلت لتراه محتضن حوراء التي تشهق بحرقة بين يديه
سالم بغضب من فعل ابنه:اتصلي بمنيره خليها اتي وصيها ماتقول لعيسى
فإذا بطارق الذي وقف خلف والدته:وليش ماتقوله؟!..حتى اذا هي ماقالت انا بنفسي بقوله
سالم وقد زاد غضبه وحوراء التي يوجعها صوته:والله اذا سويتها ...
ليخرج قبل ان يكمل والده كلامه فالجو صار خانق متعب يبعث على الضيق حتى يصرخ سالم بوضحه:وضحه تحركي
وضحه بضيق :انزين
سالم في محاولة لتهدأتها:بس لا تصيحين
فإذا بصوتها المخنوق:عمي طارق مايحبني ولا يبيني
سالم بغيظ:ولا يهمج انا ادبه .. ولا بتكونين إلا له
;
كظمت جماح الغضب من تلك الكلمة التي اسمعتها إيها كيف لها أن تقولها؟!!..بل كيف لها التفكير بها؟!..انتظرت حتى عودتهما للمنزل حتى تفجر في وجهها ماكتمته بصمت في طريقهما للمنزل..
ليلى بغضب:ممكن تفهمين دحين وش قصتك؟!!..ليه ماتبغين الولد؟!!..اسمعيني يا نوره مهما كانت اسبابك ماراح اسمح لك تأذين اللي فبطنك هذا الجنين مو لك لحالك عشان تقررين تبقينه او لا ..واذا فيه مشكلة بينك وبين زوجك حليها مو تحملينه هو السبب نوره انتي منك صغيرة انتي عاقلة وفاهمة لا تخلين اي شيء يأثر عليك ويخليك تفرطين فشي ربك منحك اياه ..مهما كان تعامل عبدالعزيز لا تخلين هذا الجنين ضحية اهتمي فيه وشوفي فيه سعادتك الظنا غالي ..وعبدالعزيز مو قاسي وتقدرين تكسبينه صدقيني يانوره عبدالعزيز حنون وقلبه ما في اطيب منه ولدي اعرفه من يوم هو صغير دايماً يرضيني ولا عمره زعل اخواته البنات واللي يبونه يجيبه لهم حتى مشاعل من يوم ماتزوجت كان يزورها بس قلت زياراته لها بسبب ارتباطاته..واكيد اذا عرفتي كيف تتعاملين معه راح يكون مثل ماتبين ..نوره فكري فوضعك الحالي وبعدين ووين تبين تكوني حبيبتي لا تعيشين نفسك في هم انتي الوحيدة اللي راح تعانين منه ..قومي تحممي واسترخي وفكري كويس
;
عدت وقد اظمأن الشوق لها تركت كل شيء وجئت إليها.. احتضنها حتى وإن لم تشعر بوجودي ولا تعرف من انا..اعتقدت سأدخل فأجدها وحدها..اندفعت للداخل لأفاجأ بالجالسة على كرسي متحرك وكفها تمسح برقة على رأس دانه ومثلما تفاجأت هي أيضا نظرت لي بغضب ..
منى التي ارعبها فتح الباب لتنظر لذاك الشاب الذي اندفع للداخل لتقول معنفة:انتم نو وليش داخل هنا؟
نظرت لدانه النائمة كالملاك أروي عيناي ثم نظرت لها:انتي أمها
الاحت الكرسي قليلا وفي داخلها يعصف الغضب:وانت شو يخصك؟ وبأي صفة انت هنا؟!
نظر لدانه بحب ثم قال بحب وهو يراها نائمة هادئة:انا زوجها
ألاحت الكرسي لتكون قبالته مباشرة:يعني انت اللي خطفت بنتي؟
تقدم بهدوء وقال بعينان يقدحان الصدق:انا ماخطفتها انا تزوجتها
كلماته توغر الحقد أكثر في قلبها فمن يكون حتى يسلب منها ابنتها لتقول بكل حنق:انت استغليت حالتها وهي دون وعيها وتزوجتها
تقدم أكثر ونزل مقرفصا قائلاً:خالتي..
قاطعته بغضب جامح:لا تقول خالتي
زم شفتيه وصمت لثانية وتنهد قائلاً:اوكي..بس انا ما ستغليتها وزواجي منها كان عن اقتناع وحب
قالت متهكمة ساخرة:حب؟!!..تحب وحدة مب دارية عن نفسها ولا في وعيها ..مثل ماطلقتوها من ريلها وهي ماتدري هذا الي بتسويه انك تطلقها
ليقف قائلاً:انا ماتزوجتها عشان اطلقها
قالت مهددة متوعده:لا تظن أني على كرسي ما اقدر اسوي شي ولا اعرف اتصرف ..وبنتي بطلقها غصب عنك والا بوديكم فداهية انت وابوك..اطلع برا
نظر إيها بصمت ثم قال:طلاق ما بطلق ودانه بتم معاي ولحد بياخذها مني
خرج مغلقاً الباب خلفه وهي الاحت الكرسي ناحية ابنتها وقالت واعدة :راح اطلقج منه الحقير.. السافلين هو وابوه يظنون انج بروحج؟.. غلطانين امج ..
صمتت في ضيق وهي تحرك يدها على رجلها السليمة وفي داخلها غصة وضعف رغم المكابرة وادعاء القوة لتضغط على ركبتها مجعدة غطاء رجليها وفي داخلها تحترق:بحارب عشانج ومابستسلم وعيسى وولده ماراح يغلبوني اوعدج إني عقب ما أطلقج منه بنرجع للولايات المتحدة ونلغيهم من حياتنا اوعدج يا دانه.. اوعدج
;
ارعبتني وافزعتني بتصرفها الذي حيرني ..خرجت من غرفتي حتى استعجلها فأخيراً عادت شقيقتي ..عادت أروى لطبيعتها..دخلت لغرفتها لأجدها جاهزة هاهي تجلس تعقد ربطة حذاءها
اماني وهي تتأكد من مظهرها امام المراه:جاهزة؟
لتقف ضي بابتسامة قائلة:ييب
اماني وهي تلتفت لها؛اوكي_امسكتها بيدها وخرجتا_
انطلقت للباب وهي تتكلم:انا فرحانه انج تغيرتي وفرحانه اكثر عشان اليوم اول مرة بطلع وياج _خرجت وهي تتكلم_ اليوم بفسحج وبيكون احلى يوم
نزلت فقط درجتين حتى تلف رأسها فلا ضي ولا شيء سوى الفراغ لتعود ادراجها ..كانت واقفة متجمدة يعتريها خوف سرى لقلب أماني التي اندفعت نحوها:ضي حبيبتي شو فيج؟
ارعبتها نظرت ضي وصوتها الهامس بــ:سكري الباب
امسكتها بذراعيها خائفة متعجبة:ليش؟!!..ضي
ليرتفع صوتها قليلاً:قلتلج سكري الباب
لتندفع نحوه صارخة:سكريــــه
وضعت كفها على فمها بخوف وصوت الباب الذي اغلق بكل قوة حول الضجة إلى صمت مرعب..استدارت ومشت وقبل أن تتجاوزها امسكتها مانعة لها من الذهاب:الحين ليش كل هذا؟!..كيف طلعتي وييتي الصالون؟!!..والحين ماتبين .._بعنف اردفت_..فهميني السبب ؟..وربي مب قادرة افهمج ..ضي دخيلج تراني مب قد ينانج ..فهميني شي واحد ليش وكيف طلعتي المرة اللي فاتت؟!
ركزت عيناها في عيني شقيقتها.. عين تدور في محجرها متأملة تلك الصامتة بتعجب وعين ثابتة تخفي الكثير عادت لتلك اللحظة التي تجرأت فيها على الخروج رتبت مظهرها وتأكدت أن كل شيء كما تريد وخرجت باندفاع نحو الباب كان كل شيء سهل مريح ولكن ماإن مدت يدها لمقبض الباب سرى في داخلها رعشة سحبت معها الهواء من رائتيها مع شهقة قد توقف قلبها .. صوت من داخها يدفعها للخروج وأخر نابع من خوفها يمنعها مدت يدها ولكن سرعان ما انكمشت كانت متأرجحة بين "أفعل" أو "لا" كانت ستفقد وعيها وتركيزها وسيغشى عليها وكأن الهواء بدأ ينفذ وعيون تتراى ناظرة لها بحب وصدى اصوات تأتي منادية مختلطة متداخلة تسمعها "أروى""حبيبتي لا ترجعن الامارات" "اروى حبيبتي""أروى" "روحن بعيد بعيد ""احبج "
وضعت كفيها على أذنيها خافضة رأسها مغمضة عينيها تعتصر الدمع والخوف والوجع وشهقات تعبُر معها صور من تحب وذكريات ودعتها منذ زمن حتى تماسكت ورفعت رأسها ناظرة للباب ومسحت وجهها بكفيها لتعيد لتنفسها انتظامه.. ستحاول لشيء في نفسها ..ستخرج من خوفها قبل خروجها من هذا الباب الذي هو أول حاجز عليها اجتيازه..مدت يدها يدفعها من تحب حتى فتحته.. ممر وشقة امامها مباشرة وخوف يرعد في داخلها لكن يجب عليها ان تكبح الخوف فهي قررت وعليها التنفيذ ..كانت متوترة مرتبكة متذبذبة الخطى انفاسها متسارعة ونبضاتها عالية... كانت تمشي وتتراجع ..وقفت على رأس السلم الممتد فعتباته مخيفة مرعبة تبث في داخلها شعور خانق ..حتى وجدت نفسها عند مدخل البناية كل شيء غريب صامت شاحب وصاخب!..وقفت بلا حراك فقط رأسها وعيناها تتأمل المكان..فإذا بإحدى المقيمين في البناية كانت ستمضي في طريقها ولكن ربما الفضول دفعها بأن تأتي لها :السلام عليكم
ضي ببرود:وعليكم السلام
المرأة:انتي من سكان العمارة؟!
كانت ستصمت ولكن انتبهت لمفتاح السيارة الذي تحمله المرأة فنسيت خوفها ورعبها واستباحت شفتيها ابتسامة رقيقة خادعة ونظرة لعوب كاذبة:لا بس ييت ازور صديقتي ومالقيتها واتصلت عليها وقالت في الصالون هو قريب من هنا بس ما اعرف مكانه..ممكن توصليني وياج ؟
المرأة بطيب نفس :طبعاً تفضلي
لتعود على صوت أماني:ضي؟!!!
لتنتزع يدها من كف اماني التي صرخت معنفة وهي تراها ذاهبة لغرفتها
اماني:خلاص تعبت منج ومن افلام الدراما اللي انتي فيها ..لين متى بنتم على هالحال ؟..اوف منج تعابة عمرج وتاعبتني وياج
;
ليس في مزاج مرتاح حتى يناقش او يسمع شيئاً ..دخل للمنزل عابس متضايق كل شيء كئيب ..حتى يرى والدته الواضح من ملامحها أن هناك ما يزعجها ..فما إن رأته قالت:انت متى رديت؟!!
أحمد بمزاج مثقل بالغم:من ساعتين تقريبا
منيره وقد خمنت أين كان:وطبعاً سرت تشوف المينونة ولا كأنه لك ام تسأل عنها
يشعر أن رأسه وصل لحالة التشبع من كيل التهم والتهكم عليه ليرد بضيق وعبوس:امايه انا تعبان_ليصرخ بضيق_ حرام عليكم
لم تسمح له بالذهاب واستوقفته صارخة:أحمد احترم نفسك أنا أمك ولا المينونة نستك أمك؟..بدال ما تصارخ عليي وتستحمق روح شوف ولد عمك شو مسوي ..قال لأختك ما يبيها واختك تعبانه حسبي الله ونعم الوكيل فيه
احمد:مب هذا اللي تبينه ؟!!
منيرة وقد تضايقت من اسلوبه الا مبالي:هيه بس مب يأذيها... اختك تعبانة
أحمد الذي أنصف ابن عمه:لا تلومين طارق.. اللوم كله عليكم.. انتو اللي زرعتوا الفكرة في راسها لين كبرت في راسها
منيرة بضيق:انقلع من قدامي انت مب احسن عنه بايع أهلك وراكض ورى المينونة
;
فتح الباب حاملاً كوب يرتشف منه هاهوا يرفع حاجبه متعجب ممن أمامه عابس متجهم غاضب والأغرب الحقيبة التي معه..اندفع للداخل بانزعاج
راكان الذي اغلق الباب ونظر إليه بتعجب:شو استوى
سحب حقيبته للداخل وتركها وجلس يكاد ينفجر
ليقول:خلاص انهيت الموضوع وقالت لحوراء مابيها...تخيل لقيتها تترياني ويالسة بروحها في حوش بيتنا عشان فكرة غبية يخيلها لها عقلها الباطن من دون وعي
تقدم وجلس:طارق خلني اكون صريح وياك ..انت بعد تنلام عشان خليت الطريج مفتوح جدامها يعني سمحت وانت ماتبي بس لو انت قايل لها من البداية ماكان وصل الشي لهدرجة
تأفف فهو يعلم بهذا :خلاص انا وضعت له حد قبل مايكبر اكثر
وضع الكوب من يده وقال:ومن قالك ماكبر ؟..الا وصل لمرحلة وايد صعبة ابوك من صوب وعمك من صوب ثاني والعايلة كلها ..شو بتسوي؟..بتواجهم ولا بتشرد؟
طارق :طبعا ما بشرد انا ماغلطت ولا ارتكبت جريمة انا عبرت عن رايي في شي يخصني ومب مجبر ارضح لحد
راكان وشعوره بتفاقم الموضوع: بس محتاي شجاعة كافية انك تواجه بحيث انك ماتخسر عايلتك مثل ماخسرتهم انا ..طارق فيه شي يمكن ماقلتلك عنه ..فيوم وانا يالس ويا امي وضحه ..كانت تطالعني وقالت عيونك رايحة لها تشبه امك طبعا عقب ارتبكت ..اللي مستغرب منه كيف اشبه امي وهم يقولون مايعرفونها شخصيا ولا قابلوها .. ابويي يابني لهم وتكفلو في رضاعتي..ويوم العيد سرت اسلم على امي طرفه..دخلت كانت هي وعمك عبدالرحمن يالسين اول ماشافتني قالت هلا بولد الغالية ..اي غالية؟!!..عمك عطاها ذيج النظرة خلاها ترتبك وقالت اكيد غالية مب أنا مرضعتنه..طارق عايلتك وراهم اشياء خافيينها ويمكن حتى تزويجك من حوراء له سبب.._اخذ الكوب ووقف _..يعني بالمختصر فيه شي وهم يغطون عليه بشي ثاني
وقف طارق وهو يره متجه للمطبخ وقال بصوت عال قليلاً:تسير وياي لندن؟
راكان وهو يغسل الكوب قال:ليش بتسير لندن؟!!
طارق:فيه شي براسي
خرج راكان واقبل ناحيته يحمل مشروباً غازيا لطارق:انزين ليش وشو هالشي؟
اخذ منه العلبة وعاد للجلوس:قلتلك المرة اللي طافت عن روحتي للندن وإني قابلت واحد ..بس الحين ابا اعرف منو اخذ بيت عمي محمد عشان البيت لقيت مرمم
راكان:ومشكلتك اللي هنا بتخليها بدون حل ؟!!
طارق:لا طبعا..عقب ما انهي كل شي هنا بسير لندن
غمز بابتسامة وقال:تعتقد السالفة بهالسهولة ..طارق الموضوع ما بيوقف عند كلمة او كلمتين ..
طارق:ادري بس أنا راح انهيه بالمرة ولا بقبل فيه اي نقاش..الموهم شو قلت بتسافر وياي لندن؟
راكان:اوكي..بس في البداية خلص موضوعك وياهم
فتح العلبة ورشف منها:ولا يهمك ..هم اصلا عندهم علم اني ما ابيها واذا على عمي عيسى بيلس وبتفاهم وياه
;
كنت معها بجسدي اسمع لتذمرها من هاتفها وأنها تفكر بشراء اخر او تغير نوعيته ولكن ماذا عن قلبي الذي في صدري كيف ابدله باخ راو اسكن فيه حب جديد ..تنهدت وتفكيري مع ذاك الذي احتل كل ذرة في عقلي اشعر بآلامه حتى وإن لم يقل ..حتى اقطع حديثها بقولي:ناصر ماياكم؟
رفعت عينها من على الهاتف وقالت:لا..غدير حبيبتي بسج محاتاه
نظرت لها بشيء من الضيق:كيف ماتبيني احاتيه..دعوي انتي ماتدرين.. صرت ما ارقد زين وراسي دوم مصدع ..هو دوم فبالي ..مريض , فيه شي , مرتاح , تعبان
دعاء بعد ان تركت الهاتف من يدها:انزين لين متى؟!!...هو قال بيخطبج وكلم اخوه ..بس ما ادري شو مأخرنه
غدير:بتصل عليه وبرمسه ..دعوي والله مليت خلاص
دعاء بتفهم:وهو بعد مثلج مل وده تكونين وياه ..انتي لا تتصلين عليه انا برمس امي وبخليها ترمسه
خطر في بالها فكرة:دعوي امج تغليه وتعزه وودها يرتاح فحياته صح؟
دعاء:اكيد..وهي دوم تسألني عنه
غدير:انزين ليش مب امج تتعرف على يدتي وتكسبها وتخطبني لناصر
دعاء:انا فكرت اساعدكم وارمس امي عشان تشوف يدتج بس قلت يمكن ناصر يتحسس من الموضوع
غدير:انتي شوفي امج.. اذا وافقت خلي ناصر عليي بقنعه بطريقتي
شعرت بالأسى لحالهم :يارب متى بتنتهي هالسالفة حاسه موضوعكم متخبط
غدير:ان شاء الله بينحل وانا وناصر بنكون مع بعض وبيجمعنا بيت واحد ..
دعاء بتفاؤل:ان شاء الله ياغدير
;
قد اتغاضى عن أي تصرف منها إلا أنها تقول ماقالت..دخلت عليها ووجدتوها تصلي فجلست انتظرها حتى تنهي صلاتها وأنا أغلي في داخلي فما أن انهت الصلاة وعلى وشك رفع سجادة الصلاة قلت بتهكم:كويس انك تصلين وتعرفين ان الله حق وانه زهق نفس بريئة حرام..امي قالت عن اللي قلتيه ..ليه ماتبينه؟!!
قمت واقفة والسجادة في يدي طويتها ووضعتها جانباً وخلعت جلال الصلاة
لأنظر إليه قائلة:انت السبب ياعبدالعزيز..من تزوجنا وانا مب مرتاحة
عبدالعزيز برد سريع مقاطعاً استرسالها:عشان انتي ماتبين ترتاحين..نوره انا مو مقصر معك فشي ..بس انتي مدري وش فيكِ فيه حاجز مخليته بينا
نوره بدفاع عن نفسها:الحاجز انت اللي سويته...بطريقة تعاملك وحياتك الماضية وذكرياتك ويا سلمى اللي تعيش فيها
عبدالعزيز بسخط:سلمى ماعادت موجودة وراحت في حال سبيلها وانا تزوجتها وعشت معها وطلقتها ونسيتها
نوره بانفعال:نسيتها؟!!.._ابتسمت ساخرة واردفت_..كيف نسيتها واغراضها لين الحين محتفظ فيها؟!!..كيف نسيتها وقسم كامل لها بروحها
حتى يقف ويمسكها بيدها:قومي معي
نوره باندهاش:وين.؟!!
عبدالعزيز:قومي بسكات ولا تعانديني يا نوره
خرجت معه بعد ان سحبت الجلال وغطت به رأسها..ليذهب بها لقسم الذي اسماه قسم سلمى فتحه وجعلها تدخل واغلق الباب خلفهما
نوره:ليش يايبني هنا؟ عشان تقهرني وتذلني؟
اتجه لخزانة الملابس وفتحها
عبدالعزيز وهو يقرب منها ويسحبها بيدها ويوقفها امام الخزانه قائلاً
تفرجي يا نوره شوفي هذي حقت منو ؟!! منو في العادة يلبسها ؟..سلمى ماتلبس كذا ..كل اللي موجود هنا لك يا نوره ماهو لسلمى
نظرت إليه لا مصدقة ولا مكذبة بل مظطربة التفكير:والشعر اللي كتبته لها؟!!
عبدالعزيز:انا مالي في الشعر واذا على الكلام اللي قالته لك الخدامة انا طلبت تقوله لك.. هي اصلا جايبينها مؤقت لا عمرها شافت سلمى ولا تعرفها والخدامة سافرت
نوره بقهر:وليش سويت كل هذا؟
عبدالعزيز:لأني زهقت من تصرفاتك اللي مالها داعي ..قلت اعلمك درس يمكن تصحي وتقدريني شوي ..بس واضح انك مصرة على تفكيرك ولا تبين تنضجين ونعيش في تفاهم مثل اي زوجين والدليل انك ماتبين اللي في بطنك بس عشان مايربطنا ببعض..بس أقولها لك يانوره هذا الولد ولدي وانا ابيه ..حافظي عليه فاهمه
نوره:خذني لندن؟
عبدالعزيز:وليه لندن مو الامارات؟..ولا في راسك شي
نوره:بسير عند اخوي محمد
تقدم منها:بس انا اخذتك من اخواتك في الامارات وما اعرف غيرهم لك اهل..سفر مافي راح تظلين هنا تحت عيني عشان ماتسوين شي تندمين عليه
نوره بتهكم:وتبي حياتنا تستقر ونكون مثل اي زوجين
عبدالعزيز:خليها كذا احسن دامك راكبة راسك نوره انا مستعد اعطيك فرصة تتغيرين فيها بس اذا طولتي لا تلوميني فكري كويس يا نوره عشانك وعشاني انا وولدي
;
في مساء هو أخر مساء سأقضيه استمتع فيه بمنظر البحر قبل دخولي للمستشفى ها أنا برفقتهم في يخت استأجره محمد اعرف انه سيفعل اي شيء حتى لا يتعكر مزاجي او يظل تفكير محصوراً في القلق ..ها أنا وهو مسترخيان ننظر إلى البحر
محمد:ان شاء الله عقب العملية وتتعافين بنسير اي جزيرة تبين تزورينها
هند :بروحنا؟!
يعلم انها تفكر بهما لهذا ابتسم وقال:البنات بنخليهم عند عمهم ابراهيم بيتعرفن على بناته وانا وانتي بنسافر
سمعت ضحكاتهن فقالت:فديت هالضحكه..بذمتك تبيني اسافر واخليهم ؟
محمد وهو يدعي الضيق:ياسلام يعني انا مالي خاطر
هند:حبيبي لا تقول جيه..خلاص فديتك انت تامر
سمعا صوت ارتطام في البحر هند بخوف:محمد شو هالصوت؟
اسرعا للجهة الأخرى فإذا بمروى واقفة اقتربا منها واتسعت عينا هند وهي ترا أروى في الماء ..هند بعصبية:أروى اطلعي من الماي بسرعة
أروى:مااام ..محد يشوف
هند التي بدأت تضيق ذرعاً بها:أروى عن تتأذين
أروى:don’t worry mom….dad come swim with me
"لا تقلقي أمي ..أبي تعال اسبح معي"
هند وقد تضايقت اكثر:اروى اطلعي الحين
أروى:ماااام
وبكل غضب لم تنتبه لما قالت صارخة:أروى أنا مب ناقصة مرض
ألجمتهم كلمتها التي قالتها وغادرت دون ان تلتفت لمن تركتهم خلفها وقد اوجعتهم ... بان الضيق عليهم وسبحت جهة القارب في صمت مطبق وصعدت وذهبت
نظر محمد لمروى:مروى شوفي اختج
مروى:اوكي داد
اما هو فسحب نفسه بهدوء وعاد فوجدها جالسة حيث كانو سمع شهقاتها الخافتة اغمض عينيه وتنفس بعمق واقترب وجلس:أروى طلعت
قالت وقد ادركت فظاعة قولها:زعلتها صح؟
محمد في محاولة لتهدأتها:لا تحاتين بتكون بخير
هند بحرقة:كنت قاسية ..المفروض ما اقول اللي قلته هم مالهم ذنب
محمد:وبعدين؟..هند البنات متفهمات وعارفات بس هو رد فعل طبيعي ..لا تلومين نفسج
هند والدموع تنزل من عينيها:هم ياين يستانسون ..وانا بس اكدركم وضيق خلقكم
فإذا بصوت أروى خلفها :ماام
التفت ناحيتها واقفة بشعرها المبلل و متدثرة بغطاء تلف به جسمها
مدت لها يدها وعيناها مكتحلتان بالدمع فتقدمت أروى مرتمية في حضن والدتها قائلة:سوري ماام
حضنتها اكثر وقبلت لها رأسها بعمق:انا اللي سوري يا عيون ماام..لا تزعلين مني فديتج
أروى وقد دمعت عيناها رفعت رأسها وقبلت يد والدتها:نو ماام ..انا مب زعلانة _لتدس نفسها في حضنها _احبج
أغمضت عيناها وقبلت لها رأسها : حياتي.._بدات تمسح على رأسها برقة وحب_..كيف لقيتي الماي بارد؟
أروى:no, it’s warm (لا..دافىء)
هند:اوكي.._نظرت لمحمد قائلة_..محد بيشوف ؟
محمد:لا
هند:اوكي...الجو حار _تعجبوا من جملتها واردفت وهي تقف ووجهها جهتهما_...بما انه المكان أمن فكلنا بنسبح
الكل مندهش ولكن سرعان ماتدارك محمد الأمر نظر إليهما من وراءها غامز لهما
مروى التي تحمست صرخت:يس ماام
هند:بس ماحطيت لباس السباحه
ضحكة خفيفة صدرت من مروى:لا تحاتين.._نظرت لأروى وأردفت _..انا وأروى جهزنا كل شي..اشترينا ملابس سباحة
هند بشك:وكيف اللي شتريتنهن؟
مروى وهي تصفه:ماام لين الركبة ..اشترينا اثنين واحد لج واحد ليي..وبعد كفر (غطاء) للراس
هند:اوكي تعالي وريني اياهم
مروى:اوكي مام
يعد ذهابهما رفعت اروى التي مازالت جالسة مكانها بصرها لوالدها وقالت بحزن: mom chanced (امي تغيرت)
يعلم أن الأمر صعب على الجميع حتى هو ولكن عليه أن يبذل قصارى جهده حتى يبقي الوضع في حالة توازن يرضي كل الأطراف خاصة في هذه الظروف التي يمرون بها..تقدم منها ونزل لمستواها:أروى أمج تمر بظرف صعب ولازم نتحمل ..بس مثل ما تشوفين تحاول تسعدكم وترضيكم
أروى بأسى:دااد..شو الفايدة إذا بترضينا وهي مب سعيدة ..المفروض نسعدها ..بس احسها تسوي هالشي وفي داخلها _دمعت عيناها واستنشقت بعض الهواء تمنع احتقان انفها_..تحس انها بتودعنا
جذبها بذراعه حاضن لها :أروى ..وجودنا بيقويها بس هي خايفة وقلقانة من العملية ..بس صدقيني عقب العملية ومع العلاج بترجع امكم اللي عرفناها
أروى وهي تمسح انفها من الدموع التى تنزل عليه:I hope(اتمنى)
محمد بتفاؤل:ان شاء الله
;
كانت ممسكة بثمرة البرتقال تقشرها لجدتها فإذا بها تركز بصرها على من أقبل يحمل حقيبته..التفتت جدته نحوه بغضب وكانت ستتكلم ولكنه سبقها بقوله الذي فاجأهما به خاصة ندى التى انصدمت من قوله
مروان:أنا موافق اتزوج دلال !
انتهى
لقاءنا يتجدد بعون الله مع البارت 30
قراءة ممتعة^^
مع تحياتي
اصداء الحنين
|