كاتب الموضوع :
اصــداء الحنين
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: شفاه تطلب الارتواء
البارت 3
" شفاه تطلب الارتواء "
إننا عاشقون للموت لحد الثمالة في لحظات غضبنا, نهرب حين نجده مقبلا, نخاف منه يرعبنا بل انه يقتلنا خوفا قبل أن يلمسنا!.. علامة تعجب ونكران بلا تصديق لما يحدث .. بل مستحيل.. ذاك الصوت لا يمكن ان يكون هو بل هو انه يقترب ..انها تنطلق بعشوائية وتتخبط ولكنها سريعه قد تصيب اجسادنا.. اجسام خارجة من نافذتي السيارة الجانبية للابواب الخلفية وفي ايديهم مسدسات تنطلق من فوهاتها الرصاص واخر مخرجا رأسه من مقدمة الباب الامامي على اليمين من هؤلاء لما يلحقون بنا؟!! بل كيف سنتخلص منهم؟! ..اسئلة دارت في خلدهما وهما لا يستطيعان السيطرة على انفسهما ولا الصد لينظروا خلفهم بسبب الرصاص المتطاير بجهتهم
صرخ في صديقه ويكاد لونه ان يتخلى عنه:مروان راح يقتلونا سرع
مروان الذي لا يقل انفعالا عن فارس :شو اسوي
تكاد انفاسه ان تنتهي حين رأى طريقا فرعيا فصرخ مرددا:لف لف لـــف
لينظر خلفه ليلمحهم انهم لن يعتقوهم:مروان بعدهم ورانا
ليهويا للاسفل من شدة الرصاصة لقرب السيارة منهما ليرفعا رأسيهما لقد اخترقت الزجاج الخلفي ومرت من الزجاج الامامي ..كادت عروقه ان تخرج من رقبته ليصرخ :جلااااااب
ليزيغ بصره وهو يراه يستدير بالسيارة:مروان شو بتسوي ؟!!
انسلب عقله منه ليقول وهو يحرك السيارة للامام:والله ماخليهم
ليترجل احدهم من السيارة ويقف بثبات مباعد بين رجليه والمسدس بين كفية مستقيما غير مهتم بها وهي تتجة نحوه انها تقترب اكثر فأكثر فاطلق رصاصات مسدسه بااتجاه الاطارات..عدة طلقات متتالية جعلتها تخرج من الشارع متخذة طريقها فوق التراب وهما يحاولان ايقافها وهم خلفهم..
%
تهجرنا الكلمات حين نحتاجها لمواجهة موقف ما, ولكن مااصعب خروجها بل انها مستحيلة حين يكون ذاك الشخص احد ذوينا..الضيق يستصعب اعلان التحرر فهنا قد سُفهت مشاعري وانتُهكت حرية تفكيري واغتصبت ذاتي حيث اقف هنا في صالة منزلٍ يفترض به ان يكون يدفيني بحضنه ..هنا تلقيت إهانة من قريب وليس أي قريب إنه اخي هنا شعرت بذراعي ستتمزق بين يديه وهو يلفها خلف ظهري ويضغط .. متوجعة طالبة الرحمة وصوتي اختفى تحت الالم"عيسى حرام عليك بتكسر ايدي" وامي هناك تنظر ولا يهمها كل هذا ..لماذا؟.. فقط لأني قلت لا..فقط لاني عبرت عن رأيي..لم يكتفي بالسباب والشتم.. يشد على يدي وبيده الاخرى يضربني وأنا اتلوى بين يديه كـ سجادة يُنفض عنها الغبار ...بين الذكرى والذكرى هربت من الماضي على مركب الواقع على صوت امها التي دخلت تتوكأ على عصاها:لو ماييتي احسن
مجبورة ان اسكت حتى لا يطالني العقوق واتهم بالعصيان لأمي.. الحنق رغم عني اختلط بدماء قلبي فلتسامحني ياخالقي.. ابلع ريقي حتى لا اتهور فاتلفظ بما لا يليق فتكون النتيجة كسر اخر او الموت على يدهم
امها تكلمها وهي غارقة تحادث نفسها بلومهم:روحي تسامحي من اخوج وحبي راسه
ابت ابتسامتها السخارة تخرج في حضرة العبوس فتدارت في نفسها .. اقبله واتسامح منه وكأنني مذنبة اه ياأمي ليتك تنصفيني ليتك قلتي مهما كان هذا اخاك لكان وطأها ارحم مما قلتي
لتنهرها تلك العجوز بقوة فهي تراها تفكر:سمعتي شو قلتلج؟!!
لتمنعها يد امسكت بمأخرة رأسها وبدلا من أن ترد على امها أخرجت الأه:اااااه
وهو يجذب رأسها للوراء ناحيته:يوم امج تكلمج تردين عليها مب تتصمخين سمعتي
لتصرخ به متألمة من قبضته:راشد حرام عليك هدني
لتضيف تلك العجوز كلمات وكأنها فرصة أتتها لتطفيء مابقلبها:مسوية فيها زعلانه وسايرة عند عبدالرحمن من يومين وهي في بيته ولا كأنها عندها ام مريض تبا من يهتم فيها
لتتسع عيناها ويشد اكثر واجزم ان شعرها تقطع في قبضته ليردف:ياللي ماتستحين مخليه امي بروحها ورايحه عند عبدالرحمن_ليليح بصره لأخاه بغضب_ وانت ليش ماقلتلي انها عندك؟_لاذ عبدالرحمن بالصمت..ليعاود راشد الضغط على رأسها مهددا وهي تشهق بالبكاء تحاول بيدها السليمة التخلص منه_...هذي اخر مرة تسوين هالسواة ولو مهما استوى اتمين عند امي تخدمينها وتراعينها سمعتي؟
لتقل امه وكأنها اكتفت:خلها تولي ياراشد مابا منها شي اذا بغيت شي بسويه بروحي خلها تدلع على كبر
راشد الذي اجتاحه الغضب:لا والله يالغالية محد غيرها اللي بتراعيج وبتقوم فيج ..والله يانوير اذا نقص امي شي ولا زعلتيها او قصرتي في خدمتها قسم بالله بذبحج بايدي خلج تطلعين برا البيت بس..والحين ذلفي
ليدفعها بقوة لتتهادى مختفية من المكان تجر الوجع, والاه تختنق في حلقها ومرارة الاحساس اعتلت صدرها ودموعها تتدحرج بغزارة تشوش الرؤية امامها لا تدري كيف وصلت غرفتها لتدخل وتغلق الباب وليس في بالها الا انها تشعر بظلم اهلها..
%
حاصروهما ومنعوهما.. اثنان منهم ممسكان بــ فارس وأخران احدهما ممسكا بمروان مرجعا يداه الى الخلف والاخر امامه واضعا فوهة المسدس تحت ذقنه
تيم وهو يوجه كلامه بسخط:اتظن انك ستهرب لا ياصديقي فأنا تيم معروف عني بأني لا أرحم..
مروان الذي يزم شفتيه بضيق وذاك الذي خلفه يشد اكثر وتيم ربما يفعلها ويقتله:مالذي تريده الان؟
ليقرب وجهه من وجه مروان:ان اقتلك هل هذه صفقة جيدة ياصديقي
في هذه اللحظات مر شريط حياة فارس امام عيناه فقال وقد ارتعد خوفا تخرج الكلمات مرتعشة :ولكن نحن لم نؤذكم نحن هنا فقد للسياحة فدعونا نذهب
فلم يشعر سوى بمسدسين لامست فوهاتهما جانبي رأسه فصمت حتى لا يجره الحديث فيتهورون بقتله
مروان الذي احس بخوف فارس حتى وإن كان لا يستطيع تحريك رأسه نحوه:اسمع دعه يذهب فمشكلتك معي وهو ليس له شأن
تيم والنذالة تمشي في دمه:لا ستموتان انتما الاثنان معا ولا نقاش فيه
ليرد عليه مروان بغيض:وغد
ليطلق ضحكة مستفزة:ههههههههههههه وهذا ماعرف عني ياصديقي
لم يشعروا بمن حاصرهم الا بصوت الشرطي الات من خلف تيم:هذا انت ياتيم اينما توجد مشكلة في هذه المنطقة فأنت فيها لا ينفع معك حتى السجن.._وهو يضع المسدس في ظهر تيم_..انزل مسدسك ولا تضطرني لقتلك..
كاد يغمى على فارس قد كان قاب قوسين او ادنى من الموت تنفس بعمق وكأنه انعدم عنه الهواء لبرهة طويلة..فقد انتهى كل شي ولكن ملأهما الاستغراب وهم يرونهم يكبلانهما بالقيود ويذهبون بهما معهم...
%
اذوي مابين عشقي له وتعذيبه لي.. مهما ادار لي ظهره فهو حبيبي.. مهما قال سيظل فارس احلامي وكما اسميته زوجي المستقبلي!... من أجله وحده مستعدة للأعتصام وإعلان العصيان والاضراب.. ليس مهما دراستي ليس مهما احتياجي للطعام والشراب... فما يهمني هو.. هو فقط حتى وإن كان الثمن غضب والدي مني!..فلــ يعاقبني وإن اراد فليذبحني ولكن إلا حبيبي!. ..تقدمت من الصالة كان هناك جالساً بين يديه الجريدة يتنقل بين زوايا الاعمدة..مشت وقلبها وفكرها مع ابنتها..قالت وهي تقف على مسافة منه:البنت ماطلعت من حجرتها حتى الجامعة ماسارت
ايعقل انه غير مهتم اوليست هذه التي كان يمازحها قال ببرود اذهلها وعينه في الجريدة:باجر ترضا
اندهشت منه:انا ابا افهم انته ليش زعلتها؟!
قلب على صفحة اخرى قائلا:لو سألتيها كان بتقولج
تنهدت ومشت تقدمت من الكنب وجلست وهو على الكرسي:عيسى ليش ماتحدثها وتراضيها؟!
ليجيبها دون ان يرفع عينه عن اسفل خبر في الجريدة:بنتج اغلطت
انفعلت :انزين هي شو سوت؟
طوى الجريدة في هدوء ونظر إليها :بنتج مااحترمت نفسها ولا كأنها كانت تحدث ابوها..خليها تتأدب
وكــ محاولة لإقناعه:انزين هالمرة بس رمسها وانا عليي افهمها
ليضع الجرية فوق الطاولة وينهض واقفا:لا يامنيره وبنتج خليها عشان مرة ثانية تعرف حدودها
ليذهب تاركاً إياها في حيرة من امرها ...
%
العقاب هذا الشيء الوحيد والجواب المقنع لتلك المعاملة الجافة.. اولسنا ببشر نتحمل ونصبر ونخور فنضعف؟!..انهى عمله مع تلامذته ليعود لمكتبه متضايقا
ماإن انتهى الوقت حتى تذكر ماحدث دخل المكتب واعين بدر عليه ..مشى لمكتبه ورمى الملف وجلس مسح وجهه بكفيه واخرج تنهيدة تخبر عما في داخله من ضيق
بدر الذي احس به:كيف لقيت طلابك؟
لا يدري لماذا بانت ابتسامة تهكم وسخرية على شفاهه:تمام..
الوضع ليس طبيعيا هذا ماهو واضح له:كنت انا بستلم المهمة بس عمك رفض واصر انك انت اللي تقوم بها..كان معصب .._باستغراب ممزوج بفضول_ بصراحة اول مرة اشوفه بهالشكل
لينظر إليه بتفكير ممزوج بالضيق:الانسان مايخلا
تأكد ان هنالك شيء ولكن طارق يود اخفاءه:صح معاك حق..انزين ليش ماتسير البيت وترتاح
قال وهو يفتح الملف الذي امامه:بسير عقب شوي..
لم يرد بدر استكمال الحوار فكما هو واضح في اجابات طارق المختصرة انه لا يرغب في الكلام فصمت..
%
ياله من شعور غريب حين نمضي فنجد انفسنا في مواقف وامام احداث نتفاجأ بها فلماذ ولما كل ذلك حدث!..كنت اسمعها وهي تتحدث إلى الموظفة وعيني وقعت على بلوزة جميلة باللون البطيخي لم تكن باكمام وعليها بعض النقوش الهادئة وتخيلتها على ضي وسيناسبها جينز باللون الغامق او برمودا..لم انتبه انها انتهت الا عندما قالت مبدية اعجابها:وايد حلوة
التفتت اماني مبتسمة:تسلمين..
ابتسمت ظبية فرفقة اماني تعد شيء جميل لها:بتطلع حلوة عليج
لتبتسم لها موضحة:مب لي لأختي
كل حرف تنطقه يُكوِنْ سؤال في عقل ظبية:حلو...هي شو اسمها؟
تبلد التفكير وانخرس والعيون تذوب خلف الارتباك لتنطق ولا تدري لماذا كان هو الجواب:منى!
لتنبثق ابتسامة جميلة على ثغر ظبية فهي لا تعلم تلك الطلاسم التي تتحدث بها اماني ولكنها تأخذ الامور بعفوية:الله اماني ومنى اساميكم رووعه الله يخليكم لبعض
ابتسامة ساخرة رفضت الظهور على ثغر اماني :ويخليج
مدت ظبية يدها واخذت البلوزة قائلة:يالله خلينا نحاسب ولا بتاخذين شي ثاني؟
اماني وشعور مضطرب بداخلها ربما خوف مما قد تصل إليه ظبية:هيه باخذ بنطلون يناسب البلوزة
ظبية:عيل عقب مانخلص بنسير نتغدا بديت احس باليوع يعني اذا سمعتي صوت تراه بطني فطنشي
رغم حذرها منها الا انها ادخلت التسلية الى قلبها:هههههه..
ظبية وهي تجاريها في الضحك:هههههه هيه عيل شو عن يشردون الناس اذا سمعو صوته..
نشعر بالسكون حين تمر علينا ذكرى وليدة من موقف جرى الان ولكنها حدثت في وقت وموقف مغاير
...:وينها اختج؟
...:قالت يايه ورايي بس بتشتري شي وبتي
لتفاجأهما بقدومها وبائن من انفاسها المتعثرة انها كانت مسرعة الخطى:انا ييت
..:تراني ميت يوع وفيه عش عصافير يناقزون فبطني..
..:عيل نسير مطعم
..:لا مابنسير مطعم بنسير البيت اكيد امكم مسويه لنا اكل
نظرتا لبعضهما واطلقتا ضحكة:ههههههههه
ليتحرك كف ظبية امام وجها وصوتها:هاي وين سرحتي؟!!
تنهدت:لا ماشي
ظبية:عيل يالله بسرعة خلينا نسير ناكل
ضحكت : ههههه...اوكي
%
غاضبة تشعر بانه مهموم ويعاني لتكلم زوجها تعاتبه تنبهه ان هذا ابنه
كانت تكلمه وهو لا يبان على وجهه شي:حرام عليكم يا سالم تسوون في طارق جذا..هو شو سوى؟!.. بس عشان ماراح الدوام قومت انت واخوك الدنيا عليه
ليرد عليها بجفاف:محد سواله شي
بدأت تتهكم وكيف لها الا تفعل فذاك ابنها:لا ماسويتو شي..الولد صارله ثلاثة ايام مايا البيت
ليرد عليها ببرود :الولد بخير ومافيه شي لا تكبرين السالفه ياوضحه..بعدين عمه مكلفنه بشغل ..
بإنفعال:أي شغل اللي يخليه يسوي وياه جيه؟
نهرها بعبوس:قلتلج الولد مافيه شي.._ليقطع عليه صوت موبايله ليخرجه من جيبه وينظر لشاشته تم يجيب_..هلا راشد..._ليقف وهي تراقبه_ان شاالله الحين ياينكم فمان الله
اغلق الهاتف وقالت متسائلة:شو يبا اخوك عن تكونون ناويين ع الولد؟!!!
نظر اليها مستغربا فقد كبر وصار شابا ومازالت تخاف عليه:الموضوع ماله خص بولدج اكيد راشد يباني عشان ذيج السالفة
ضمت حاجبيها معا مستغربة:أي سالفة؟!!
ليجيبها خاتما الحديث ومغادرا المكان:ورث عذايب..
استفهام ارتسم على محياها مابال هذه العائلة وكأن قلوبهم في قوالب تتشكل حسب عقولهم
%
مخطئون ..حمقى..جاهلون عبارات تتلوها السنتنا و توبخنا بها عقولنا , حين ندرك مقدار غباءنا في عدم تقدير الأمور!...تمشي متثاقلة تلك الدقائق والوقت كذلك وكأنهم متفقون ..والزرين المثلثين في جهاز التحكم يتحرك عليهما ابهامها وهي تقلب في تلك القنوات الفضائية بملل حتى يأتيها ذاك الصوت .. باب فتح واغلق بقوة فتراها مقبلة عابسة بل تكاد تجزم انها على وشك الانفجار لم تعرها انتباها وعينا ضي تحمل الاستغراب رمت الاغراض على الكنب بغضب ومضت ..لتليح ضي رأسها متسائلة:شبلاج؟!!
فيأتيها صوتها الغاضب من المطبخ:سكتي عني
بالفعل هي على وشك ان ترتكب جريمة فتعلق:لمحت في شفتيها طيف مقبرتي
لترد عليها بعنف:تروي الحكايات ان ضي غبية.._وتردف توبخ نفسها وتلومها بصوت يشعرك انه سيبكي_وانا اغبى منها سمعت كلامها..
وضعت جهاز التحكم من يدها فوضع شقيقتها الغاضب اثار فضولها وذهبت لتراها واضعة يديها في جيوب بنطالها الجينز..تسندت بذراعها على عارضة الباب تنظر إلى تلك الملامح المتكهربة:شو صار؟!!
وضعت كأس الماء بعشوائية وغضب لا يهمها اين سيستقر فـ جماح الغضب تستعر وهي تنظر اليها بحدة رافعة سبابتها تحركها بتهديد:ضي قسم بالله مب فايقتلج واصلة حدي منج
دخلت تسحب قدميها فهي مستنكرة كل هذا الانفعال:انزين شو صار؟
لربما في هذه الثانية يتملكها التهور من شدة العصبية:ماصار شي..وانا مالي خلق اتحدث خوزي عن دربي
لتلتفت عليها وهي تسوق الخطى لخارج المطبخ وضي تنظر بتسائل وتعجب..
%
ليس مهما ماذا ليس مهما ذاك.. المهم هو نحن وما سنجنيه حتى وان كان المستفيد الحقيقي لا يعلم بالامر!..بعد اتصاله فيه وصل للفيلا ودخل لمجلس الرجال كان راشد وامه وعبدالرحمن الموجودين..القى السلام واتجه مباشرة وانحنى على رأسه امه مقبلا ثم سلم على شقيقيه وجلس بجانب امه
راشد بعد ان اكتمل مجلسهم بالحاضرين قال موجها كلامه لسالم:شو سويت في موضوع ميراث عذايب؟
سالم رغم تحفظه ع الامر الذي له فيه وجهة نظر مغايره الا انه لا يستطيع ان يكسر كلمة اخيه وامه فقال مجاوبا:كلمت عمه وقال ان ابوه مسافر ويوم يرجع بيتفاهم وياه وخوان المرحوم مايقدرون يتصرفون من دون ابوهم
بخيته:نحن بس نبا حق البنت وبس ولا لنا شغل فيهم
راشد:هو ماخبرك متى بيرد من السفر؟
سالم:الاسبوع الياي
راشد:عيل الاسبوع الياي تعاودهم وهالمره تتكلم مع ابو المرحوم بنفسه ..
سالم:ان شاء الله
احبت ان تنتقل لموضوع مغاير:ميراث عذايب وانتهينا منه _نظرت لراشد_بس فيه شي ثاني اباه منك ياراشد
ناظرها مستفهما:خير ياام راشد امري؟
بخيته بحزم:راكان مااباه يسلم عليي
ليعلو محياه الاستغراب وسالم الضيق اما عبدالرحمن فملتزم الصمت:خبريني شو سوى وانا اادبه واخليه يتسامح منج
بنظرة قاسية وصوت عنيف:مااباه يقرب مني ياراشد خله بعيد عني ماابا اشوفه او اسمع حسه
سالم الذي احب التدخل:امايه...
لياقطعه صوتها الغاضب ناظرة له بحزم :لا تقول شي.._لتنظر لراشد_..سمعتني ياراشد هالولد ماابا اشوفه
خاف ان يرتفع ضغطها:ان شاء الله ولا يهمج اللي تبينه بيصير
سالم الذي ناظر اخاه وهو يسمعه يطمأنها ويعدها ولكن ماذا بيد سالم ان يفعل غير انه في هذه اللحظة حرك رأسه يمنة ويسره والتزم الصمت مرغما..
%
مرت دقائق تُـخيلَ إليك بأنها ساعات وهو جالس يناظر المصتفين امامه مقيدين وخلفهم الحارس منعا للأشتباك بعينان تكاد تحرقهم وعيناه اكثر تركيزا على مروان وفارس لينهض بعدها وينسحب امام انظارهم مستغربون من تصرفه وجال في فكرهم عما ينوي عليه فقد انهى التحقيق معهم فإما الافراج او السجن ..دخل الى الغرفة الاخرى وهي غرفة التحقيق بزجاجها العازل للصوت فمن بالخارج يرا من في الداخل والعكس صحيح.. كان يتهادى في مكانه يتحدث في هاتفه النقال بلكنته الاسترالية الواضحة حتى وإن كان في هذه الاثناء يتحدث بالأنجليزيةمع الطرف الاخر:اجل اجل أنا متأكد..كما قلت لك ..حسناً اوكي..
انهى المكالمة وخرج..مضى الوقت واخذهم الحراس ماعدا مروان وفارس امام استغرابهما ولا يخفيان ان الرعب دب في نفسيهما ليعود المحقق ويجلس..فتح الملف ..وانتقلت نظراتهما لبعض متسائلين
حتى ينطق مروان الذي مل من الوضع:متى سنخرج؟
رفع المحقق راسه ناظرا له :ستبقيان هنا ...
حتى يقاطعه فارس مدافعا:لكن نحن لم نفعل شيئا فلما تسجنوننا؟!!!
اغلق الملف الذي امامه واردف بحزم:ستبقيان هنا ولن تخرجا الا على المطار ومنه لبلدكم وحتى ذاك الوقت لا اريد ان اسمع شيئا
اخذوهما للزنزانة اغلق عليهم الباب وفارس كان حانقا على ماحدث وعلى رحلتهم التي انتهت بهم في احد اقسام الشرطة اما مروان فكان صامتا اتجه بصمت وجلس قرب الجدار
فارس وهو يحمله وضعهم الحالي وهو واقفا ناقما:يوم قلتلك مانبا مشاكل شوف اخرة تهورك
مروان وان كان لا يقل عنه انزعاجا:انت شفت بعينك كنا فحالنا وهم اللي يو يتشاطرون علينا ومب مشكلتي اذا هم ماعيبهم الوضع ولا انا اللي قلتلهم الحقونا انا سمعت كلامك وخليتهم يولون بس هم اللي ناويين على الشر
حتى يلتفتا لباب الزنزانه الذي فُتح ..وقعت نظراتهما على مايحمل
الحارس وهو واقف عند الباب :هذا لكما
تقدم فارس واخذ الكرتون:ماهذا؟
ناوله اياه وخرج تحت استغراب فارس الذي زاد ماإن رأى ما يحويه..وعينه على مايحتوي مشى إلى مروان الذي لم يتحرك من مكانه ووضع الكرتون امامه :شوف..في ذمتك هذا اكل مساجين؟!!..من وين ياهم الكرم الحاتمي؟!!..هههه الا اذا فيهم عرج عرب
مروان الذي استعاد مزاجه قال مازحا:راضعين من يدتك مثلا هههههههه...بس تصدق ورب العزة شهوني عيال الكلب
فارس وهو يراه يمد يده نهره خوفا:شو بتسوي؟!!
مروان بتهكم:بكل بعد شو بسوي.؟
فارس بخوف:لا حبيبي عن يكون الاكل مسموم انا من شفت المحقق ونظراته واسلوبه ويانا وانا فيني خوف وشك والحين هذا الاكل بروحه ييب الشك واذا تبا تموت موت بروحك انا مابا
رد مروان ساخرا:هاهااااي اذا مت انا الحين بيشقلبونك ورايي فكل وموت بكرامة احسنلك
فارس الذي خاف فــ مروان محق اذا الاكل مسموم فاكيد يريدون قتلهم هم الاثنين وبما انه في كل الحالات ميت مد يده ليشارك مروان في الاكل..
%
منحنية تتلوه بخشوع تشعر بأنه يسليها ويصبرها بدأ يتمكن من قلبها يرسخ في عقلها يزيد إيمانها تحس بوهجه يضيء داخلها تشعر بحلاوته وهي تستطعم حروفه على لسانها لن يصل بها إلى الكمال ولكن جاء عن المصطفى عليه الصلاة والسلام "كونوا ربانيين" وهي من لحظة حدادها ختمته عدة مرات لا تذكرها ولكنها كانت كفيله لمعرفة اياته حتى وإن لم تفتحه وبأي سورة تلك الاية..
كانت تتلو قوله تعالى
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواوَعَمِلُواالصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (8) خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَاللَّهِ حَقًّاوَهُوَالْعَزِيزُالْحَكِيمُ (9) خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِعَمَدٍ تَرَوْنَهَاوَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَبِكُمْ وَبَثَّ فِيهَامِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَامِنَ السَّمَاءِمَاءًفَأَنْبَتْنَا فِيهَامِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10) هَذَاخَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَاخَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (11) وَلَقَدْآتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَأَنِ اشْكُرْلِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْفَإِنَّمَايَشْكُرُلِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَفَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) وَإِذْقَالَلُقْمَانُلِابْنِهِوَهُوَيَعِظُهُيَابُنَيَّلَاتُشْ رِكْبِاللَّهِإِنَّالشِّرْكَلَظُلْمٌعَظِيمٌ (13)
ولكن تحجرج الصوت وتهدج وهي تصل إلى قوله
وَوَصَّيْنَاالْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًاعَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْلِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَالَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَاوَصَاحِبْهُمَافِي الدُّنْيَامَعْرُوفًاوَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَاكُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15)
الفرح ينتحب والشوق معلن العصيان اشتاق لهم لهمسهم لكلماتهم لمجالستهم اااه ياأمي اين انتي تعالي ادفنيني في حضنك البرد يلتحف روحي قبل الجسد ارضعيني من حنان قلبك واروي ضمأي بكلمات شفاهك امااه .. اماااه اقتربي مني فأنا احتاجك الان اشعر باليتم اكثر عن قبل اشعر بوحشة تلفني تقتلني تبكيني تجمعني فتبعثرني..ابي مشتاقة اليك احتاج ليدك اتشبث بها تحميني وتحرسني وترعاني ..اشتقت اليكما اين انتم...لتنساب الدموع وينحني الرأس على المصحف والدموع تركض تتسابق قافزة من مقلتيها ...
%
نقطة ضعفه انها مدللته مهما اظهر من قوته الا انها لا تلبث الا ان تلين..مازالت غاضبة منه فما يضايق طارق يمسها دخل فرأها في سريرها اتجه نحوها وجلس على طرف السرير ظهرها نحوه ووجهها للجهة المقابلة تنهد وقال في هدوء:حوراء المفروض اخليج ولا ارمسج لين تعرفين غلطج بس مشكلتي اني مااقدر على زعلج انتي غالية عليي
ليراها ترفع جسمها وتجلس وتنظر إليه والعتب واضحا عليها:بس انته صرخت عليي اول مرة تسوي ويايي جيه
ليرد لها عتبها بعتب مماثل:انتي ماكنتي دارية باللي سويتيه..دخلتي عليي من غير استئذان وصرختي عليي ولا احترمتي اني ابوج
وكأنها احست لتوها لغلطها عضت شفتيها شعور بالخجل فاردفت:انزين باباتي إذا طلبت منك شي بتسويه حقي؟
عيسى وهو يشعر بانها لانت وهو الذي خشي ان يطول غضبها منه:اكيد بس قولي شو تبين
قالت وهي تريد ان تسمع تأكيده على كلامه:أي شي اطلبه؟
قال مؤكداً:اكيد
ولربما ارادت تأكيد اكثر:وعد
لا يريد اغضابها فهو لم يتحمل المرة الفائتة فكيف له بمرة اخرى:وعد
بدأت تدخل اصابع كفيها ببعضهم وتبادل بينهم بحركات طفولية وقالت وعينها تتصرف يخجل:تعتذر لطارق..
انتهى
قراءة ممتعة^^
مع تحياتي
اصداء الحنين
|