كاتب الموضوع :
اصــداء الحنين
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: شفاه تطلب الارتواء
البارت 2
هنا لربما كان الموت حتما مقضياً وهو يوجه مسدسه لذاك الذي افزعه او الاصح تلك التي ارعبته خلسة..اغمضت عينها بخوف اما هو فشتعل غيضا من تصرفها ليعنفها بعد ان اراح يده الحاملة للسلاح بقوله:الحين لو قتلتج؟!!
لتنظر إليه كـــ طفلة خائفة من التعنيف دامعة العينين لتردف مبررة تصرفها:والله ماقصدت اروعك بغيت اسويها لك مفاجأة
لتتسع عيناه فأي حماقة هذه بل انه الجنون ! ليصرخ:في هالوقت؟!!..تعرفين كم الساعة الحين؟..
لقد زاد في تعينفها وهي بدات تستاء منه فتذمرت عابسة ..فردت بدلع ممزوجا بسخط تسنشق الضيق من تعامله معها:اووف طارق خلاص اسفه
دنا منها وعيناه تنظر بغيض: حوراء ..هذي اخر مرة تطلعين في هالوقت والحين سيري داخل
اجل جرحها فهي فعلت ذلك محبة فيه بانت على وجهها تكشيرة ولمحات الزعل ودموع سقطت واخرى على وشك..لتركض منسابة الدموع من مقلتيها تمسحهم كالطفلة الصغيرة تاركة اياه يتنهد في ضيق من تصرفها ليلتفت بعد ان خطى الخطوة الأولى على ذاك الذي وقع منها وهي مغادرة ليدنو منه وينحني ..اخذها كانت وردة!.. بسبب الغضب لم ينتبه انها كانت بين كفيها..نظر إليها وكأنه يستطنقها بنظراته المتسائلة المندهشة من تصرفها الا مفهوم ..ولكن لحظة!!..ماهذا الذي عليها؟!! ليقول باندهاش :دم!!
رأى تلك الشوكة الصغيرة التي كانت بالتاكيد السبب في جرح كفها بسبب جرحه هو لقلبها جعلها تضغط بشدة عليها دون ان تحس بها ..ليغمض عيناه ويتنهد ويمضى حاملا الوردة المضرجة بالدم..
**
لم يعد عودها يقوى على الجلوس في مكان مرتفع فالسن قد عدى مرحلة المرح والصبا وانحناء الظهر بدت تربت على ظهرها..لذا رتبت الجلسة الارضية لها حتى ترتاح وتستمتع بشرب القهوة العربية الممزوجة بالهيل والزعفران مع حبات التمر الحلوة المذاق..خرجت من دورة المياة(اكرمكم الله) تتوكأ على عصاها مازالت بعنفوانها فلربما يأثر جبروت العمر على جسمها ولكن عقلها وقلبها يرفضان الخضوع ..كانت ستنهض تساعدها ولكن تلك العجوز اشارت لها معتبرة تلك اهانه وشفقة.. بنبرة جهورية غليظة:خلج مايحتاي تقومين
تقترب وتجلس واضعة العصا بجانبها..زوجات ابناءها عليهن تحملها شئن او أبين في عصبيتها او صفاءها..
تسألها باحترام لكبر سنها:اصبلج قهوة عمتي؟
لترد تلك العجوز بكبرياء وانفة شامخة رغم خطوط السن الواضحة على وجهها :صبي ياوضحة.._لتردف كلامها بسؤال يحمل العتب ليس من باب المحبة ولكن للواجب_..الا نوير وينها مااشوفها اتي وتصبح عليي ولا انا مب امها؟ا
تناولها الفنجان وفي داخلها لم يعجبها حديث عمتها ذاك:عمتي.. نوره يالسه عند عبدالرحمن وهي زعلانه من اللي سواه اخوها فيها
نظرت للموضوع من جهة ضيقة من زاوية الحق وكأن التي تتكلم عنها ليس لها حق فردت في غضب:هي تستاهل اللي ياها عيل ترفع صوتها على اخوها..والحين يايه تدلع على كبر؟!
وضحى التي تضايقت من كلامها وتمتمت في داخلها"حرام عليكم هي ماعلت صوتها"..حتى تعود لواقعها على امر من عمتها بعصبية :قومي سيري قوليلها ترد البيت ولا والله بخلي راشد يمصعها من كشتها اللي ماتستحي ولا تخيل..قومي نشي
لتقوم وضحه على عجل:ان شاالله
تاركة عمتها تزفر في غيض يفترس قلبها :ماعليه يانوير اذا ماربيتج من يديد ماكون بخيته...
**
منعزلون وقابعون خلف الممنوع وكأننا لصوص نخشى من افتضاح سرنا!..مثل اي يوم عادي.. عمل..زبائن..لا شيء جديد..ولكن اليوم حدث شيء مختلف..اتت وكأن الحظ اراد اسعادها احس بضيقها احتياجها للكلام مع اناس غير اختها!...اتت خصيصا لها رغم انها لا تعرفها ولكن سمعت عنها..لتعتلي احد كراسي الصالون امام احدى المرايا بعد ان خلعت عباءتها وغطاء رأسها.لتسألها احدى العاملات عما ترغب..فتسألها عن الشابة ذات الجنسية الاماراتية التي مدحوا عملها المتقن..لتذهب باحثة عنها... كانت هناك تجمل تلك الانسانة المستسلمة للمساتها حتى تعطيها ملامح غير التي حضرت بها..وضعت اخر لمساتها لتشهق تلك المرأة في حبور وتتأمل وجهها وتعاود النظر عدة مرات ولسان حالها يصرخ بملامح واضحة وتعتلي قسمات وجهها الدهشة"صدق هذي أنا؟!" فأي سر تحملينه يااماني ؟!..فتبتسم لها وتبارك لها ....فهل اذا ملكنا الحزن بان الابداع؟!..فتشكرها وترحل لتذهب لرؤية من تنتظرها..رأتها من خلال المرآه بملامحها الهادئة بوجها الدائري غير المكتنز وقوامها الرشيق مرتدية بلوزة بخطوط بيضاء وسوداء بدون اكمام وبنطلون ضيق اسود مرتفع قليلا وينزل شعرها على شكل ذيل الحصان مرفوع بربطة سوداء يتدلى وغرة كثيفة تغطي جبينها بالكامل وحاجبيها وعلى طرفي وجنتيها تنزل خصلتان بانسياب تلامس كتفيها بحدود الصدر ..القت السلام دون ان تنسى الابتسامة لراحة الزبائن!! لترد عليها التحية, والابتسامة تنم عن شعور بالراحة فملامحها تجبرك على الاطمئنان..تنظر اليها من خلال المرآة.. السؤال الذي طالما سألته لزبوناتها:تبين صبغة وقص ولا بس صبغة؟
لتجيبها بتوضيح:قصيه من الاطراف والصبغة اباها شراة هاللون_تعطيها ورقة احضرتها معها_
لتضع الورقة جانبا بعد ان نظرت فيها:اوكي
يبدو ان تلك الفتاة الجالسة امامها تحب الثرثرة:بنت خالي دلتني عليج بصراحة اعيبتني صبغة شعرها واايد ماتحسين انه مصبوغ ماشاء الله عليج _لتجاريها بابتسامة وهي تمشط لها شعرها_..انتي شو اسمج؟
اختنق الاحساس المثقل بالاسى ورعشة خفيفة سرت فيها فالسؤال جاوبه يحتاج رواية! ..تنهدت في داخلها لتجيب باختصار :اماني
لتثني عليها بالمديح:الله اسمج حلو
لتبعثر على شفتيها ابتسامة ونظرة مغلفة بالحزن اخفتها عن تلك الفتاة:عيونج الحلوة
ابتسمت:تسلمين فديتج...عندج خوات؟
لماذا تصر على الكلام ولماذا لا استطيع الرد..الهذه الدرجة صارت المصلحة لها كبرياء؟!:هيه عندي اخت وحدة اصغر عني عمرها 19 سنة
لتردف تلك الفتاة المتطفلة:حلو..وانتي كم عمرج؟
بالفعل ضاقت ذرعا بها ولكن الكتمان علمها الصبر:20
لتعاود الابتسام لها فتردف داعية :العمر كله
مضطرة ان تبتسم حتى وان كانت بداخلها متوجعة :تسلمين
هل تكون قد نسيت فتداركت الوضع ام انها التهت بالسؤال فلم تنتبه حتى تقول:انا اسمي ظبية عمري 22 يعني اكبر منج بسنتين _لربما لمحت او ربما شعورها بانها اكثرت الحديث_..عن اكون بس ضايقتج؟
فتبتسم حتى تنفي سؤالها فالوقاحة والادب لا يجتمعان:لا ابد عادي
ارادت ان تبرر موقفها الذي بدر منها في كثرة الحديث:بصراحة مادري ارتحت لج وحابة نكون صديقات لو ماعندج مانع
اصدقاء تلك الكلمة التي وضعت تحتها خط احمر عريض ماإن سمعتها فتحتار بما ترد او تجيب ولربما في هذه الثواني اصعب سؤال مر عليها!..لتردف الاخرى وكأنها سمعت جواب الموافقة:عندج بلاك بيري؟
يبدو ان هذه الفتاة لا تنوي ان تعتقها فتبتسم:هيه عندي
اذا فقد اخُتصرت المسافات:عيل اعطيني البن مالج بضيفج عندي وبنتحدث ع الواتس اب..والله يا اماني اني ارتحت لج
لم يعد في اليد حيلة فهاهي بعد عزلة ليس لها سوى اختها تحدثها ,تعاتبها,تعلم كل منهما عن الاخرى..حتى تسمح الآن بفتاة خارج محيطها تتغلغل في حياتها..ماذا عساه يقول ؟!! كيف ستكون ردة فعله سيغضب ام لا؟!..كم الحياة صعبة، وبوجوده صارت معقدة!!..
**
سماجة حلم على ارض واقعية ام هو طيبة قلب يعيش طفولة مع الكبر؟!!..غمزات من حولها تظنها لها ووحقيقة هي عليها!.. يالروح البشر حين تغدو عملة زهيدة يتداول بها الناس في اسواق السخرية!..كانت هناك بين صويحباتها شلة حولها تحكي لهن عن محبوبها فيجاملنها..
لتقل احداهما:دووم تتحدثين عنه هالكثر حلو؟
لتجيبها من غير تردد وبلكنة دلع لا يعرف ماهيته:اكيد حلو..لحظة_تمسك بهاتفها_..انا عندي له صورة هنا ويت خلوني اطلعها.._بحركة سريعة باحثة بين الصور..واخيرا وجدتها_..هذي شوفو,,_لتقرب الهاتف منهن وياخذنه يبحلقن في تلك الصورة ويتمتمن ببعض العبارات..حتى تقول احداهن بعد اعادة الموبايل لها:واو بصراحة خطيبج كشخة
اخذت منهن الموبايل ببعض الدلع المستفز:ثانكس
لتطرح اخرى سؤالا:ومتى بتتزوجون؟
لتجيب بسذاجة جعلت العيون تستغرب الاجابة والصدور تحمل ضحكة مكتومة:مادري بابي بعده ماقرر
لريما لطيبة في قلبها او صدق نية جعلت من صديقتها لا تعجب بالكلام تنظر وتعرف مافي صدور الجالسات معهن ..نعم انهم مجموعة واحدة والصداقة جمعتهم ولكن ليس كل البشر نياتهم حسنه فقد ينقمون حتى على صديق!!..اخذتها معها منفصلات عن المجموعة بغرض انها ستذهب للحمام وهي معها..وهناك احبت نصحها:حوراء حبيبتي بصراحة حسيتهن يتمصخرن عليج
لتتأفف من اسلوبها:لا حبيبتي هذيل ربيعاتي وبعدين عادي
لتستغرب منها بل انها تكاد تجن:عادي؟!!..بصراحة ماحبيت كلامهن
تأففت بضجر :اووف.خلاص عاد لا تصيرين شكاكة
لتغادر وتلحق بها وهي ترا سذاجة صديقتها وطيبتها
حين نعشق ننسى من نكون ونبني من الحب صروحا باحلامنا الوردية
الأنا محورنا حتى وإن كان الطرف الاخر لا يعلم بفيض قلوبنا !!..
**
لم تعد الفواصل تهمها, لم تعد ترغب بالانصياع, فالشعور بالضيق اعظم من الضيق نفسه.. ملت الاتباع وقول نعم بدون مقاومة فليس تمردا ولكن لا لنكران الذات بعد التحرر من قيود التبعية. ..دخلت المطبخ وكما توقعت انها هنا..تجلس على الطاولة ترتشف القهوة المرة كما اعتادت شربها سوداء كــ الليل بدون سكر يحليها مثل تلك الملامح التي اختفت خلف تجعيدة الضيق! لتقترب بهدوء :السلام عليكم
لترد عليها بملامح جامدة:وعليكم السلام
لتسحب الكرسي وتجلس:كنت عند امج وسألت عنج
تعلم يقينا ان ذاك السؤال لم يكن افتقادا بل حاجة مُلزمة نظرت إليها غير مبالية:وماقالت شو تبا؟!
وضحى وقد اعتلى جبينها عبوس بسيط لأسلوب نوره لتردف ناصحةً:نوره مهما كانت هذي امج جنتج ونارج
لتكمل تلك التي اتت وجلست تشاركهما الحديث واكملت:نوره وضحى معاها حق..نار الجوف ولا نار جهنم يانوره..امج حرمة كبيرة ومب متعلمة
لتنظر إليها بغضب ولكنة لوم :والحب يبا حد يتعلمه ياطرفة؟!..اذا كان الحيوان يحب اعياله ويداريهم..وهي شافتني انهان ونكسرت ايدي مثل مانكسر قلبي وهي ولا سوت شي مادافعت عني ولا منعتهم..
رغم تفهمها لمشاعرها ولكن عليها ان تتحمل:نوره نحن مانلومج بس لين متى بتمين زعلانة منهم هاذيل اهلج
بسبب الغيض اردفت:إذا كان وجودي فبيتج ياطرفه مضايقنج من رخصتج
لتضع كفها على كف نوره مانعة اياها من النهوض اردفت ولا تنكر انها تضايقت من كلامها:انا ماقصدت اللي فهمتيه ..امج هذا اسلوبها انا من ييت هنا ماسمعت منها كلمة حلوة دووم تعصب..وانتي بنتها عايشه وياها يعني عارفتنها وعارفه كيف هي..واذا تبين نصيحتي سيري شوفيها واستسمحي منها واذا على يلستج هنا هذا بيت اخوج وانا والله مرتاحة بوجودج..وانتي بس تسيرين تباشرين امج وتردين هنا
لتضيف وضحه:كلام طرفه زينة العقل ..والله احسنلج تروحين تشوفينهم وتين هنا توسعين صدرج عن ضيقة الخلق..
سمعت كلامهم دون ان تعلق فيتفاجأن بسكوتها ومن ثم وقوفها ومغادرتها للمكان فيلفهما الضيق رغم ماقالتا ..لتقول طرفه:استغفر الله ..الحين شو الحل وياها؟
لتبتسم وبنبرة تفاؤل:لا تحاتين ياطرفه نوره قلبها طيب بس هي زعلانه عشان اللي ستوى ..
لتردد:لا حول ولا قوة الا بالله
**
تعانق روحها تشعر انها تأسرها تدمنها صارت تعشق دفئها وروعة حروفها تنتظرها بشغف لتروي القلب بقلم احبت مايخط.. فهي كاتبتها المفضلة لم تسجل في المنتدى الا لها ولروايتها ..عبست وهي تنظر الى تلك الصفحات التي تعدت المئتان تقرأ الردود منها مايعجبها ومنها مايضحكها لحد القهقهة ومظاهرات تطالب بجزء جديد امسكت البلاك بيري وضغطت لوحة المفاتيح عاقدة حواجبها..برهة مرت وهو يلامس اذنها..حتى يأتيها صوتها منسابا عبر الخطوط
اجابتها مرحبة:هلا دنو شحالج؟
ندى وعقلها تشغله الرواية:اهلين دلول..الحمدلله بخير ومن صوبج يالغلا؟
دلال دون ان تشعر باختلاف نبرة صوتها:تمام..
تمهد لتصل إلى غايتها:ومهوي شخبارها؟
لتبتسم دلال وتردف:تمام..البارحة مرمستنها ع الواتس اب..تقول نزل عندهم مطر فماقدروا يروحون اي مكان..
وصلت إلى مبتغاها:والرواية ماسألتيها عنها إذا بتكملها او لا؟
خمنت مافي عقل صديقتها وابنة عمها:اهاااا قولي جيه من الأول تبين تعرفين عن الرواية مب مها
لتنفي ذلك بالحلف:لا والله.._واردفت موضحة_ ..مها بنت عمي ويهمني اعرف اخبارها..بس انتي تعرفين كثر شو حابة روايتها والله اني صرت اتحلم فيها من كثر ماافكر فيها وخايفة ماتكملها عقب ماعرست
دلال بتأكيد:لا تحاتين مها الكتابة تمشي في دمها..وهي قالت في تغريدتها ع تويتر انها اول ماترجع ان شاالله بتكتب وبتنزل من خواطرها وبتكمل الرواية لمحبي روايتها...بعدين هي توها ماكملت اسبوع من عرست يعني توها في شهر العسل
بتفهم وعبارات امتزجت بشغف وحب:اعرف بس والله من حبي لروايتها..وابطالها..وهي موقفة على نقطة تقهر..ابا اعرف_ شوبيستوي بين حمود وميساءوه الزفت والله قاهرتني عنبو تحس فيه لو شوي..
قهقهت عاليا:هههههههه هالكثر متحمسة ع فكرة تراني قريت الرتوش اللي كاتبتنهن لقيتهن بالصدفه بس لا تحلمين اخبرج
قالت مدعية عدم الاهتمام:عااادي خليهم لج اصلا انا مايشبعني الا بارت
دلال : هيه وشي ثاني ترا هي لها مجموعة قصصية بالفصحى راح تنشر لها قريبا في كتاب ..طبعا محد يعرف انتي اول وحدة..
غمرتها فرحة عارمه:والله!..ياحياتي يامهوي..عيل سمعي ابا اول نسخه تكون حقي
لتبتسم دلال:لا حبيبتي اول نسخة بتكتب عليها اهداء لريلها.
لتبتسم وتردف مازحة:ياعيني يعني نحن لنا الله
دلال :ههههههه خلاص لا تتشرهين اذا بتنشر شي يديد اول نسخة لج بعد شو تبين
ندى:اوكي بس عاد خبريها مب تضحكين عليي ولا اشوف شي
دلال:اوكي برمسها_اتتها مكالمة اخرى_ ندو غناتي بخليج الحين ربيعتي تتصل
ندى:اوكي ..بس امانه دلول خلي اختج تستعيل بالبارت
دلال:اوكي يالله باي
ندى:باي
**
يكاد ينفجر ويتمزق..هذا هو وضعه عند استيقاظه من النوم لا يستطيع فتح عيناه من شدة وجع رأسه.. ياله من وجع تكاد جمجمته تنسلخ من جلد رأسه..سحب جسمه المتثاقل إلى الحمام(اكرمكم الله) فلعل الماء البارد يهديء الجحيم المستعر في مخه..ولكن لا فائدة فالالم يزداد لم ينفعه دواء وايضا الماء.... يخرج والصداع يضغط على صدغيه ..يشعر بثقل في رقبته وتراخ في جسده يتمنى الا يكلمه احد فلا رغبة عنده للكلام..ينزل درجات السلم بوجهه المتكهرب العابس من الالم..شعرت به وهي تراه مقبلا للصالة حيث تجلس تتناول القهوة... القى السلام هوى على الكرسي بتثاقل واضعا رأسه بين كفيه
نظرت إليه بقلق واضح:طارق شي يعورك؟
ليجيب بتعب :تعبان يامايه حاس راسي بينفجر
ليهلع قلبها:تعال تعال فديتك خلني اهمز راسك واقرا عليه تعال
ليسحب جسمه المثقل رافعا اياه على الكنب واضعا رأسه في حجر امه التي بدأت تقرأ عليه المعوذات وأية الكرسي وبعض الادعية الخاصة بالرقية وهي تحرك اصابعها على رأسه التي اسرت له شعور بالراحه من لمساتها له..
قال بعد ان انتهت وهي مازالت تهمز له راسه:امايه قولي لحرمة عمي عيسى تعقل بنتها
اندهشت من كلامه والذي ادخل بعض القلق إلى قلبها:ليش؟!!
اجابها:بغيت اذبحها البارحة
لتشهق بخوف وفزع مما سمعت:بسم الله ليش شو ستوى؟!
امسك كفها وقبله دليل على انه اكتفى من التدليك ليردف:البارحة طالعة الساعه وحدة من بيتهم ماحسيت فيها مسكت بايدي ..طلعت المسدس بس الله ستر
لتضع يدها على صدرها بصدمه وشهقت:هييي بسم الله ..ان شالله برمس منيره ولا يهمك
رفع جسمه وانزل رجليه على الارض قائلا:بس لا تخبرينها باللي استوى مااباها تقلق او يصير شي نحن في غنى عنه
قالت تؤكد وتطمأنه:ان شالله
فإذا به يدخل الصالة بهيبته ملقيا السلام:السلام عليكم
ليجيبا:وعليكم السلام
قال وهو يقترب ليأخذ مقعده من المجلس:عمك عيسى يتصل عليك وانت يالس هنا؟
تسبقه امه في الرد مدافعة عنه:الولد تعبان راسه يعوره
لم يعطي كلامها اية اهمية فمافعله خطأ:روح شوف تلفونك كم مكالمة واصلتنك وكلها من عمك
لتتعصب لأبنها :سالم قلتلك الولد تعبان
نظر إليه بغضب:وشو اللي متعبنك ؟
رغم الطنين الذي يشعر به في رأسه والضيق إلا انه يحاول الرد بنوعا من الهدوء:راسي معورني وماحسيت بشي حتى الدوام ماداومت
مازال على غضبه :قوم سير عند عمك في بيته هو يبا يتحدث وياك..يالله قوم
تضع وضحه يدها على فخذ ابنها ونظرها لسالم:خل الولد يرتاح وبعدين يروح
في قرارة نفسه متأكد ان والده لن يقبل اية اعذار وقف وهو يقول:امايه خلاص بسير اشوف عمي عن اذنكم
سالم ومازال مغاضبا:لا تنسى تسامح منه وتحب ع راسه
اجاب بتكلف:ان شالله
نظرت لأبنها وهو يغادر ثم نظرت لسالم معاتبة:يعني شفيها اذا خليته لين يرتاح؟
قال وهو يقف:عشان يتعود ع الرباته..خليه يصير ريال
قالت بحنية الام:خايفه ع الولد ياسالم ..من يوم اللي استواله وانا احاتيه
اجابها:وهذا اللي بييبه ورى..وضحه اللي صار صار ومايحتاي نتحدث فيه ولا كل ماستواله شي تذكرتيه..
ردت بشيء من القهر:اللي صار مابنساه..ماادري كيف انتو نسيتوه
لتقم واقفة وتذهب تلملم جروحها التي بعثرتها الذكرى وتمسح عيونها بطرف غطاء رأسها تنهد ثم مضى مكملا طريقه نحو السلم ومنه للطابق الثاني....
**
لكل شخص فلسفة في هذه الحياة قد نتفق وقد نختلف ولكن لولا زوايا الحياة لما كنا فلاسفة؟!!..زجاجتا بيرة وصحن مكسرات وبعض الفشار وفلم ايباحي تستلذ العين برؤيته وشاب مسترخ على الكنب ورجلاه فوق الطاولة الصغيرة ينظر بشغف شاشة البلازما بأثارة واندماج وهو يشبع العين ويتلذذ بالمكسرات وأخر جاء من المطبخ حاملا بيتزا والمشروب..ليغير من جلسته فاسح المجال ومبعد كل ماعلى الطاوله حتى يضع رفيقه مافي يديه..ناوله زجاجة البيرة وجلس يبلل ريقه ويسترخي مريحا يده على رأس الكنب وعينه على التلفاز قائلا:
بعدك مصر على اللي بتسويه؟!
لينطق بثقة وهو يتناول قطعة بيتزا:اكيد
بنظرة متفحصة وبعد نظر:بس نحن مالنا في شغل العصابات ..نحن هنا عشان نستانس مب ندخل في مشاكل
في نظره احيانا لا بد من الرد بذات الاسلوب:واذا هم ناويين على الشر يافارس نسكت لهم؟
وكحل مناسب :نخبر الشرطة
رد عليه وكأنه يعرف عنهم الكثير:تيم واللي وياه مابيمنعهم تعهد هذيل بس يعرفون يستخدمون السنتهم وايديهم
تأفف ورشف من تلك الزجاجة واردف:خلاص عيل نروح بعيد عنهم..ياخي نبا نستانس مب نتعارك ويا عصابات..انته اسمع كلامي وخلنا نبتعد عنهم
ليصمت وينظر ناحية التلفاز وفارس علت جبينه علامات الخوف من سكوته المفاجئ
**
واقفة تأخذ من باقة الزهو على الطاولة وترتبها بشكل جميل في المزهرية ومع كل وردة تضعها تبتسم بحب فأين كانت وكيف هي الان..اناملها تلمس وريقات الوردة الناعمة تشتم عطرها الذي امتزج بسعادة قلبها لتسبح مع فكرها ..بالامس كنت اقول لأختي ملاك"زوجي اباه مثل نجوم التلفزيون او مثقف صاحب فكر واعي او مبدع شراتي.._وبانت على الثغر ابتسامة رقيقة_..ماتصورت ان اللي بيتزوجني ولد عمي ..ههههه..غريبة الدنيا نحلم ويتحقق لنا اللي عمرنا ماتوقعناه..كنت اخاف اذا قالو انتي لــ عادل ماقدرت ارفض بس الحين لو يرجعبي الوقت بوافق من غير اعتراض..حبي له غير احس اذا ماشفته فيه شي ينقصني احبه ورب الكون لو اتحدث من اليوم لباجر مااظن بعطيه حقه ..لم تنتبه لتلك العيون التي ترقبها تتفرس كل جزء فيها بشغف الحب ...
همسات عشق تداعب شغاف قلبي تجذبني رائحتك بعبير امتزجت عطوره, تأخذني اليك ذائباً دون شعور ..كم اعشقك ..دعيني استمتع بما وهب لي دعيني أملئ القلب والعين معا ..ليقترب منها وهي..لتشعر بيداه تطوق خصرها..وينحني بهيام ليطبع قبلته ليذوب بغرامها اكثر فأكثر..ليقول بحالمية العاشق:مهاوي احبج
لتبتسم بخجل تحلق في سماء عشقه:وانا بعد احبك ياعادل..لو تفتح قلبي ماراح تشوف غيرك فيه
عادل بحالمية:اذا هذا انتي عيل انا شو اقول..نفسي اجمع لج كل كلمات العشق والغزل واسوي منها باقة ورد واقدمها لج..روحي ماترتوي الا بشوفج.. وقلبي مايخفق الا بوجودج.. وشفاهي ماتنطق الا اسمج.. وعمري مااباه من دونج..انتي كل دنيتي يامها انتي امسي ويومي وحياتي...
لتتورد وجنتاها كزهرة الربيع الجورية:تصدق كنت اظن هالكلام بس في الروايات والاشعار ماظنيت انه بيي اليوم اللي بسمعه
ليبتسم ويردف بقوله:مستعد اسمعج اياه في كل وقت اذا تبين
لتستدير نحوه ومازالت يداه تعانق خصرها تنظر اليه بعينان ملأهما الحب واغرقهم العشق لتضع كفيها على عوارض لحيته ليتركا عيناهما تشاطرهما حديث القلب والشفاه وهي تهمس بحب :حلمت بشي بسيط بس انت عطيتني اكثر من اللي تخيلته
ليضم كفه كفها ويلثمه بعذوبة ويردف:انا كلي لج..لو تطلبين الروح تفداج
ليتحرك بؤب عيانها يهمس بروح النشوة لتقول بنبرة عميقة هامسة:احبك...
**
يقف كــ طفل صغير امام والده او معلمه حتى يعنف على ذنبه ولكن اي ذنب هذا الذي يستحق كل تلك الكلمات الساخطة بالرغم من هدوءها..خلف طاولة مكتبه الذي احتوته احدى زوايا البيت جالس وهو امامه يستمع له
عيسى غاضب من استهتاره رغم الرحمة التي بقلبه نحوه:تعرف انك الوحيد اللي اعتمد عليه مب عشان القرابة اللي تربطنا لا..عشان من اللحظة الاولى اللي اخترت تكون فيها واحد من رجال المباحث شفت فيك لمقومات اللي نحتاجها..اما انك اتي وتوقف قدامي مبرر موقفك بالمرض فهذا عذر غير مقبول ..تعرف انه مجالنا حساس ويحتاج منا التركيز والعمل الدؤوب والتحمل مهما كانت ظروفنا وهذي صفة من صفات اي واحد دخل سلك الشرطة بكل تخصصاته.._وضع الملف على حافة الطاولة_..خذ هالملف فيه قايمة بالاسامي عناصر يديده اباك تعلمهم وتوجهم يعني راح تشرح لهم نظريا كل مايتعلق بالمباحث..والحين تقدر تروح..
هل هو نوع من العاقب ام ماذا؟ نظر لعمه ثم للملف وسحبه وخرج والضيق يعتصر قلبه كالصداع الذي عاد يضغط عليه.. رأته وهو مارا من الصاله للباب رأت الضيق عليه اسرعت تناديه:طارق..طارق
ولكنه لم يلتفت لها ولربما لم يسمعها ..لتسرع لمكتب والدها وتدخل بلا استئذان وهو تضايق من تصرفها ..لتقترب بوجهٍ ساخط :باباتي شو فيه طارق؟ زقرته بس مارد عليي
ليتجنب الرد عليها ويركز على فعلها وكأن اليوم يوم التأديب عنده:كيف تدخلين من غير مادقين الباب
مايهمها هو طارق انحنت واضعة كفيها على الطاوله وعيناها بعيني والدها قائلة:الباب يولي..طارق شو بلاه زعلته قلتله شي؟
لم تعجبه طريقتها ليقول بأسلوب تهديد:حوراء طلعي برا ويوم تعرفين كيف تتحدثين مع الغير تعالي
لتضرب بيديها على الطاولة بسخط وملامح غاضبه:مابا..
ليثور بركانه الذي يحاول ان يجعله خامدا ليصرخ فيها بعينان غاضبتان:طلعي برا واياج ترمسني بهالاسلوب مرة ثانية شكلج نسيتي نفسج
لتجهش باكية:باباتي حرام عليك ليش تسوي جي بحبيبي؟..انا اكرهك ..انته ماتحبني ولا تحب طارق
لم يعد يتمالك نفسه فقد تفقده صوابه:حوراء والله اذا ماطلعتي الحين بتشوفين مني شي ماشفتيه
حتى تدخل والدتها وتقترب من ابنتها مستغربة من ذاك الصراخ والغضب :شو فيكم .._حضنتها فاجهشت بالبكاء اكثر_..حوراء حبيبتي شو فيج_نظرت لعيسى مستفسرة_..عيسى حوراء شبلاها؟!!
ليرد عليها ومازال الضيق يعلو محياه: منيره خذي حوراء وطلعو من هنا_كانت ستتكلم فأمرها بحدة_..منيره خذي بنتج وطلعي
اندهشت من تصرف زوجها مع ابنته لما قسى عليها وهو الذي لا يحب ان يضايقها لتنسحب وحوراء تشهق بالبكاء
لينظر اليهما حوراء تبكي وامها تكلمها:خلاص حبيبتي بس ماما لا تصيحين..تعالي خلينا نطلع
ليجلس بعد خروجهما محاولا الهدوء مسح وجهه مستغفرا:استغفر الله العظيم واتوب إليه.. مد يده ليفتح درج مكتبه ويخرج علبة من الدواء اخذ منها حبتان وبلعهما وتبعهما بشرب الماء حتى يخمد النار التي اشتعلت في جوفه..
**
لا أدري اي شعور ينتابني الان.. هل هو ذنب باقتراف الخطأ ام الخطا بعد الذنب!....كانت جالسة وتلك تنظر إليها متسائلة عما يدور في خلد شقيقتها..
ضي وهي تراها تغوص في تفكيرها والاكل امامها لم يتحرك:شبلاج؟!!
صحت من غفوة التفكير على صوت تنهيدة انسابت ببطء لترد عليها بنبرة هادئة وكأنها ترسم في مخيلتها ماحدث وهي تمسك بالملعقة الفضية:اليوم يت وحدة هي اكبر عني بسنتين سولفنا وخذت رقمي..
رأت ان الامر عادي ولا يحتاج لكل هذا:انزين وين المشكلة؟.._لتنظر إليها موصلة لها بعينيها رسالة "وتسألين؟!..لتفهم ضي المضمون فتجيب _:هو؟!..صح؟
لتخرج من صدرها تنهيدة وعينيها على صحن الطعام:هيه..
لترد عليها تحثها على عدم المبالاة به:خليه يولي
"خليه يولي"مااسهلها ولكن ورأها شي عظيم هذا كان شعورها وهي تنظر لأختها لترد عليها بعد ثواني صمت:كيف ياضي فهميني؟..ماراح يرضى..
من غير اهتمام به:تعتقدين بيغامر وبيي هنا؟..اعتقد بس بيلعل في التلفون وبيسكت
لتغمز بابتسامة تردد في نفسها"ليتني افكر شراتج كان برتاح":المشكلة انه لو درى بيمنعني اكلمها
لتعطيها الحل السريع:انزين مب لازم يدري
لتغمض عيناها وتفتحمها:وإذا درى؟
ضي:مشكلته
لترد عليها بعقلانية:ومشكلتنا بعد.._نظرت اليها ضي باستفهام_..لا تنكرين..الله يحط الاسباب للناس وهو كان سبب ومازال ليش نشرد بدال مانعترف بالواقع
لتجيبها:وأنا مااباه
ابتسمت :حتى اذا رفضتيه بيتم واقع..
لترد عليها :بس هالواقع مب بايدنا ونقدر نتحرر منه
لترد اماني بنفي ماقالته ضي:مانقدر نتحرر منه
لم يرق لها استكمال الحديث فيه فقالت:كلمتيها ولا بعدج؟
شعرت بانها متعمدة:قالت الليلة بتتصل
لتقف وتأتي من وراها وتنحني مطوقة اياها بكلتا يديها وبنبرة حب ووجنتيهما تلمسان بعضهما وبصوت هاديء محب:خلاص كلميها..من حقج يكون عندج ربيعات تسولفين وياهن..بتكونين غلطانة اذا فرطتي فيه_لتطبع قبلة على خد اختها..وتردف_اوكي؟
تغلغلت كلماتها بعذوبة في قلبها لتبتسم وتضع كفها على يد اختها وتنظر إليها:اوكي
لتنظر ا الى الهاتف عندما رن رفعته اماني وقالت وهي تلتفت لــ ضي:هذي هي
لترفع جسمها وتضع كفيها على الكرسي واماني تنظر لها"اوكي ردي عليها..وانا بخليكم ع راحتكم..
تنهدت وهي تنظر اليه وردت :الو
ظبية التى قلقة لتأخرها في الرد:مساء الخير
ابتسمت:مساء النور..شحالج ظبية؟
ظبية التي فرحت في انها ردت عليها:الحمدلله بخير..ومن صوبج الغالية؟
بدأت تشعر بالراحة نحوها:بخير
لتردف متسائلة:تأخرتي لين رديتي عن تكوني راقدة او مشغولة ويا الاهل او شي ثاني؟
شعرت بلطف هذه الفتاة :لا فديتج ماكنت مشغولة..
لا تعلم لماذا قلبها تعلق بها :اقول اماني باجر متى تداومين؟
استغربت السؤال ولكن اجابتها:بالنهار بس ثلاث ساعات والمسا من خمس لـــ حدش ونص (11:30 )
فرحت فهذا يناسب الذي تفكر فيه:حلو..اممم..عيل شرايج اعزمج باجر ع الغدا وعادي اذا اختج حبت اتي ويانا
اندهشت بل خافت وبدأت الافكار تتزاحم في رأسها لا تعرف بما تجيب فقد اربكتها:نحن تونا متعرفين على بعض و..
لتقاطعها: ههههه ليش متعرفه على ولد؟!..شوفي مااقبل اي عذر..اموون عشان خاطري وافقي
اغمضت عيناها وفتحتهما فمن اين اتتها هذه الفتاة التي ترغب باقتحام حياتها بالقوة؟!!:اممم بفكر
قالت لها بتفهم مع انها لو رأت اماني ملامحها ستشعر بأمر مبطن:عادي حبيبتي اتريا قرارج
قالت معتذرة منها لرفضها:ظبية لا تزعلين مني بس انا بطبيعتي مااخذ ع الناس بسرعة
لترد عليها بتفهم:عادي حبيبتي لا تعتذرين وايدات اعرفهن شراتج ومنهم اختي تعبت وانا احاول وياها..المهم باجر ان شاالله بنتحدث اوكي..ياالا باي واحلام سعيده
لترد عليها وهي في حالة تشويش بل اضطراب وعدم استيعاب:باي
لتنزل الهاتف وعيناها مبحرتان في الفراغ وعقلها لم يستوعب شيء..بعد برهة قصيرة قامت واتجهت لغرفة اختها فتحت الباب بهدوء ..لم ترا سوى رأسها المتوسط والغائص في الوسادة وشعرها القصير الاصهب المجعد بطبيعته وجسدها الذي يغطيه اللحاف بالكامل ماعدا يداها الممسكات بإحدى القصص البوليسة بالانجليزية ..نظرت إليها ورأت ملامحها المضطربة مشت وهوت على حافة السرير نظرت إليها باندهاش:شبلاج؟!
لتجيب بدون اي مقدمات:عزمتني ع الغدا باجر؟
لتغلق الكتاب وتسحب جسمها وتجلس وتسألها باهتمام:وانتي موافقة؟
لتقف عابسة رامية بالهاتف ع السرير:لا طبعا
لم يعجبها ردها فازاحت اللحاف ووقفت بقربها:حبيبتي مافيها شي سوي علاقات مع الناس
نظرت إليها فماتفكر فيه صعب:انتي..
لتقاطعها فهي تعرف الذي في صدر اختها فتلف ذراعها عليها:استمتعي بوقتج وخلي كل شي وراج
التفتت نحوها فهي قلقة:ماادري مب مقتنعة
ناظرتها بتعجب وهي تراها تأخذت الموبايل من تحت اللحاف وادنته منها:طرشيلها مسج انج موافقة؟
لتنظر اليها باستغراب:ضي!
عيناها تحثها على الفعل :ياللا
قالت متعذرة:خليها باجر يمكن البنت راقدة
ابتسمت بخبث وردت بذكاء:عادي عشان تفرح يوم تقراها باجر ..اخذي..طرشيلها الحين
عبست وزفرت وهي تأخذه:اوكي
ابتسمت وطبعت قبلة سريعة على خد اماني التي نظرت إليها متهكمة من انتصار اختها عليها وعادت تنظر للهاتف وتكتب الرساله وارسلتها ونظرت اليها:طرشتها استانستي
ليصلها صوت التنبيه برساله جديدة فتقول ضي:اووف مسرع..افتحيها اكيد هي
فتحتها ونظرت لمحتواها وكأنها توقعت انه الجواب لتقول ضي:اشوف_ قرأت الرد_اوكي حبي.. ياسلام نايس..
وكأنها ندمت لاستعجالها:لا والله هالكثر عايبنج؟
لتضحك:هههه..عادي حبيبتي تيك ازي _مشت بها للباب وهي تقول_استانسي ياعمري ورقدي وانتي مرتاحة ..ياللا_قبلتها على خدها_ قوود نايت
نظرت اليها وفي عينها كلام ليس عتب ولا استياء ولكن لربما شيء من الاقتناع!.لتغادر غرفة اختها..لا تريد ان تفكر بالسوء فيما قد يحدث!.
**
نحتاج احيانا لخطة هروب بدل المواجهة فتلك احيانا شجاعة وليست جبنا كما ســ يفسرها الغير! حزما حقيبتيهما والتزم الصمت فكما قال فارس هما هنا للمتعة والتمتع وليس لجلب المشاكل..استقليا تاكسي وفضلا استأجار سيارة ليكون الأمر اكثر راحة ومتعة ومرا على محل استأجار سيارات يعرفه فارس..مروان ظل خارجا متسند برجله على مقدمة السياره وبرهة مرت خرج فارس ومعه صاحب المحل رجل اربعينيا من يراه يقول من رعاة البقر من ملابسه المشابهة لهم .. اعطاهما المفتاح ولوح لهما مودعا ومتمنيا لهما وقت ممتعا ركبا سيارتهما والبداية كانت لمروان في القيادة وفارس بجانبه ممسكا بالخريطة..كان الأمر طبيعيا حتى هالهما ذاك الصوت القادم نحوهما!!..
انتهى
لقاءنا يتجدد مع البارت 3
قراءة ممتعة^^
مع تحياتي
اصداء الحنين
|