كاتب الموضوع :
اصــداء الحنين
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: شفاه تطلب الارتواء
الـــبارت19
كنت انتظرها حتى أفهم منها أمراً ولكن فاجأتني أنها خرجت مع خالها دون علمي
عدت للمنزل وشعور بالسعادة يحتويني لا يهُمني رأيهم أو نظرتهم الدونية لي بما أني واثقة من نفسي ...ما إن دخلت حتى وجدت أمي في انتظاري
ملاك وهي تعلم أن نظرات أمها خلفها إعصار:السلام عليكم
طرفة:وعليكم السلام. ..ليش طلعتي ويا خالج من غير ماتخبريني؟
ملاك: دورت عليج عشان أخبرج بس مالقيتج وجاسم كان يباني في سالفة مهمة
طرفة بشك:من متى كان عند جاسم سوالف مهمة؟! اللي أعرفه ما عنده إلا الخرابيط..ليكون يباج تشاركينه خرابيطه
ملاك وبكل ثقة:انا عارفة نفسي زين ولا اي احد يقدر يجرني وراه ولا اتبع حد يعني لا جاسم ولا خرابيطه ولا أي بني أدم يقدر يوصل لــ ملاك عبدالرحمن
طرفة:واختج شبلاها؟
ملاك:اي اخت؟
طرفه:دلال...شو فيها وليش معصبة منج؟
وقفت قائلة:اليوم ما قلتلها شي هي اللي يت من برا مطنقرة ولا كلمتها حتى سألي ندى كانت موجودة ... انا بقولها لج بصراحة دلال محتاجة علاج نفسي...دام انها ساره طبيبة نفسانية خليها تشوفها ..عن إذنج
اغمظت طرفة بعد ذهاب ملاك عينيها بضيق وفتحتهما قائلة:استغفر الله العظيم من كل ذنبٍ عظيم
**
ما كنت سأضطر للاعتذار لولا تصرفي الغبي..كنت سأجل لولا إصرار أروى ..طرقنا باب منزله وفي داخلي أتمنى عدم وجودة ..
مروى:أروى خلينا نمشي يمكن هو محد وبعدين مب حلوة يايين لبيته
أروى : خلينا نصبر شوي واذا هو موجود ماراح ندخل بس تتأسفين منه وبنمشي
عبست مروى وفُتح الباب ..أروى بابتسامة :السلام عليكم
سلطان وقد تذكر ماحدث ولكن لم يرد أن يبينه أمامهما:وعليكم السلام
أروى التي سحبت مروى لعندها:سلطان مروى بتقولك شي.._همزتها_..مروى تكلمي
مروى وبالكاد ترفع عينها له:سلطان أنا أسفه على اللي قلته..
سلطان بنضرة عميقة لها فما فعلته كان جارحاً ولم تكن المرة الأولى قد يكون تغاضى سابقاً ولكن رجولته ستجعله يتجاهل ثانية وعاشرة:لا تتأسفين يا مروى ما صار شي انتي كنتي منزعجة يمكن كان شي مضايقنج فقلتي اللي قلتيه
مروى واحساس انتابها بأنه ساخط: سلطان بلييز لا تزعل
سلطان بعكس مافي داخله:مروى لا تعتذرين انا مب زعلان خلاص انسي السالفة ولا كأنه شي صار..لازم تستعدون لأستقبال اهلكم
أروى:اوكي ..ثانكس
سلطان بابتسامة:يو ولكم
تجهمت وهما مغادرتان ونظرت لأورى:مادري بس حاسه انه ماخذ على خاطره
أروى:موري حياتي انتي سويتي اللي عليج واعتذرتي خليه هو يقرر بعدين هالشي طبيعي بين البشر يتخاصمون ويرجعون يتصالحون ..اتز إيزي..
نظرت لأروى بعبوس وأكملتا سيرهما..
**
حيث يباع الضمير , ويستلذ القلب متوهماً الخلود, وترياق الجشع يغذي روحاً خاوية باهتة ...تعكس المرآة الخادعة صورة مزيفة تبرق بالخطيئة! ...ونفس تدنسها شهوات منزوعة العاطفة تحكمها رغبة الشيطان , وناقوس التمني الرنان يدعو لمزاولة طقوس العظمة ليتجلى الحرام زاهيا بثوب الحلال!
من يدخل هنا يخرج كمن ولدته أمه ولكن ماذا عمن دخل وليس في نيته أن يخر ج إلا كما دخل؟!..كان سيأخذ من ماء زمزم ويعود لوالدته لولا ذاك الشاب الذي دنا منه ..شاب وسيم حنطي البشرة طويل بعض الشيء يمتلك عينان ذات عنفوان حادتان وعوارضه محددتان بشكل دقيق..فإذا به يقترب ملقياً السلام:السلام عليكم
نظر إليه راشد وفي داخله استنكر وجوده:وعليكم السلام ...شحالك يا ولدي وشحال ابوك؟
اجابه:بخير من الله..الوالدة عليها نذر ويايه تقضيه قلت ارافقها.._وبلكنة مبطنة غرضه منها التلميح_...وانت تعرفني زين افزع للقريب وللغريب ولا اقصر في شي وايدي امدها لكل من يبا
الغى شعوره الذي انتابه اتجاهه بعد الذي سمعه وبلكنة مقصودة:الله يتقبل عمرتكم
بابتسامة مبطنة:وعمرتكم يا عمي راشد..ياللا من رخصتك..قلت اسلم عليك ترانا رادين الامارات الليلة بعون الله
راشد:ترجعون بالسلامة وسلم على ابوك
رد عليه لمجرد ارضاءه:يوصل ان شاء الله من رخصتك
راشد:الله وياك مع السلامة..
ابني ويؤسفني مايقوله عنه البشر.. لن أقول قلب الأم هو دليلي ولكن من بين كل أولادي اختلف عنهم .. اتاها صوته مخترق سرحانها
ذياب وهو يضع عبوتي الماء بقربها:تفضلي هذا ماي زمزم واذا تبين زود حاضر يا أم ذياب
رمقته بنظرة والقلب اعتلته غصة:ذياب حلفتك بالله التهمة اللي كانت عليك باطلة؟.. _ذكرته قبل أن ينطق_لا تنسى نحن في بيت الله
ذياب:ناس تكرهني ويتمنون لي الشين
نظرت إليه بشك وقبل ان تتتركه قالت:ما اقول غير الله يهديك
لم يكن قدومه لمكة بغرض العمرة ولكن لأمر في نفسه نظر لعبوات الماء وزفر:استغفر الله الحين هاذيل شو اسوي فيهم؟.._تلفت حوله ورأى رجل من الواضح انه يتسول رغم انه يحاول الا يراه شرطة الحرم ابتسم ذياب بخبث وذهب ناحيته_..لو سمحت.._اقترب منه_باين انك محتاج وانا بساعدك
وجدها فرصة ليبدأ موشح التسول ويتفنن بكلمات الانكسار وذياب اعطاه مجالاً ليتكلم ومن ثم قال له:انزين شو ف انا بعطيك اربعة الاف ريال بس اريد منك شغلة شايف عبوات الماي بس تساعدني بشيلهم
كل تفكيره انحصر في الأربعة ألاف ولو كان يعلم ان ذياب يملك أكثر لزاد من السعر ..ولكن المبلغ الذي سيعطيه اياه افضل بالنسبة له فقد لا تأتيه فرصة أخرى ومضى مع ذياب لينفذ الطلب..
**
ربما مازلت غاضبة مما حدث أو ربما أبحث عن أي شي أفرغ فيه غضبي...أنا وهي لسنا فقط ابنتي عم بل أننا صديقتان...خرجت بعد ان استحميت كنت أود سؤالها عن شيء ولكن لم اجدها ..نشفت شعري على السريع وذهبت ابحث عنها بداية قصدت غرفة مها ولم يكن أحد في الداخل سوى غدير نفت رؤيتها عندما سألتها فتركتها وخرجت كنت أنوى النزول ولكن استوقفني الضحك الأتي من غرفة ملاك ..شعرت بالضيق فهذه ضحكتها كان الباب موارباً..فتحته بغيظ وصرخت:انتي شو تسوين هنا؟
ندى كانت جالسة مع ملاك يتحدثان ندى:هلا دلول تعالي ايلسي ويانا بعد اذن ملاك طبعا
دلال بكل حنق:سألتج شو تسوين هنا؟
ملاك بتدخل وهي ترى ذاك الغضب العارم:يايه تاخذ رايي في اكسسوارات تحتاجهن
صرخت على ملاك:انتي محد رمسج ولا طلب رايج يا النرجسية
ندى و كمحاولة لتهدأت الوضع:دلال حبيبتي بس كنت اسألها
دلال:اوكي شبعي فيها
خرجت غاضبة وندى خافت :دلااال ..ملاك عن اذنج.._اسرعت نحوها وامسكتها _..دلال حبيبتي بس اسمعيني
دلال بغضب جعلت ندى تبكي:سايره تاخذين رايها ليش رايي مايعيبج؟
ندى وهي تبكي :دلال والله السالفة م بجي
دلال:لا تكلميني وخلج بعيد عني
وقفت ندى باكية مستغربة وضع دلال الغير مفهوم اتت غدير مسرعة:ندوج حبيبتي شبلاج؟
ندى تبكي ليس غضباً من دلال ولكن حبا لها وشعورها انها قست عليها:دلال زعلت مني
دنت منها غدير وحضنتها بذراعها:لا تصيحين تعالي وياي
ندى:ودلول
غدير:خليها لين تهدا وكلميها
**
كنت أنظر إليه عبر المرآة الأمامية وهو في الخلف يلعب ..خطرت في بالي فكرة وتذكرت عندما كانت تحكي له القصة من ذاك اليوم أو بالأحرى قبله كانت تخطر ببالي لكن لا أجد العذر لرؤيتها..وبما أنها تعرفت على سام فسيكون هو عذري
ابتسمت وأنا أقول :سام حبيبي سأمر على المستشفى مارأيك لو تسلم على الدكتورة دانه اعتقد أنك تتذكرها
سام وقد توقف عن اللعب:اجل اتذكرها انها لطيفة جداً
جوزيف وبابتسامة نصر:اذا هل تود رؤيتها؟
سام:نعم
جوزيف:اوكي
في تلك الاثناء كانت دانة تتابع أحد المرضى المسئولة عنه كان يبدو عليه القلق
دانه وظناً منها أنه خائف من العملية:سنجري لك جراحة غداً وستكون بخير..اتمنى لك الشفاء
بعد ذهابها تكلم الى الممرض الذي كان موجوداً:لو سمحت
الممرض وهو شاب عشريني بعكس المريض الذي على قرابة الاربعين:نعم
الرجل بقلق واضح:هل هي من ستجري لي العملية؟
الممرض:تعني الدكتورة دانه؟! اجل .... انها عملية بسيطة لا تقلق
ولكن هنالك شيء ما في عقله:هل هي من اصول عربية؟
استغرب الممرض كلامه:وما شأن هذا بالجراحة؟!!
المريض:بل له شأن أرجوك أجبني هل هي من أصول عربية؟
الممرض الذي احتار إلام يرمى من سؤاله:اجل انها من أصول عربية
ما إن سمع ذلك حتى استنفر وبدأ القلق:لا لن تجري لي العملية .اريد رؤية طبيب أخر الآن
الممرض:ما بك جننت؟!!
بدأ يتكلم بذعر والممرض يحاول تهدأته: العرب يكرهوننا العرب ارهابيون وقتله..ابتعد عني
تجمع الممرضون يحاولون تهدأته وما إن رأى الممرض دانه قادمة حتى جرى لها واستوقفها:دكتورة أرجوكِ لا تذهبي إليه دعيه الممرضون سيتولون أمره والدكتور سمث معهم
قطبت جبينها بقلق:روي هذا المريض مسئوليتي كيف تريدني أن أدعه؟!!
تنهد لا يعرف بما يجيبها وحيرها معه:دكتورة الأفضل يتولى معالجته طبيب اخر لأنه لن يرضى أن تقتربي منه
اشتد قلقها:روي بلييز اخبرني لماذا ؟
صمت لبرهة ثم قال:إنه من اولئك المعتوهين الذين ينظرون للعرب على أنهم إرهابيون...لقد سألني إن كنتِ من أصل عربي ..
دانه بضيق:لقد فهمت ..
روي الذي أراد استدراك الأمر:دكتورة دانه
كان واضحاً عليها الضيق:أنا بخير...
مشت وقد فرت دمعة من عينها ومسحتها وما إن رأتهما قادمان حتى استبدلت ضيقتها بابتسامة
دنا منها وابتسمت لهما ..جوزيف بعد أن حياها:مرحبا دكتورة...سام أراد ان يراكِ
ابتسمت دانة ونزلت لمستوى سام:كيف حالك حبيبي؟
سام:بخير وأنتي
رغم الضيق قالت بابتسامة:أنا بخير..._وقفت_ كيف حالك دكتور؟
جوزيف:بخير.._شعر أنها ليست على ما يرام_...هل من خطب ما؟!!
دانة وهي تنفي: لا ولكن حزنت على حالة مسئولة عنها
فإذا بالممرضة قادمة:دكتورة دانه...الدكتور مارك يود رؤيتك
دانة وفي داخلها متيقنة أنه علم بالأمر:حسنا سأتي حالا.._نظرت لجوزيف_..علي الذهاب..شكراً أنك أحضرت سام .._نظرت لسام_..حبيبي سأذهب الآن وبما أننا أصدقاء اريدك ان تأتي دوماً لرؤيتي
سام:أنتي دائماً هنا ليس لديكِ منزل
اضحكها رغم الضيق:ههه لا لدي منزل ولكن هنا كثيروون يحتاجون إلي حتى أعالجهم وأعطيهم الدواء وأهتم بهم
سام:عندما أكبر سأصبح طبيباً مثلك واساعد الناس
وضعت كفها على وجنته وبابتسامة جميلة قالت:متأكدة انك ستكون طبيبا رائعا
طوق رقبتها بذراعيه قائلاً:احبك كثيراً
عانقته بقوة وقالت:أنا أيضاً أحبك
طبعت قبلة على خدم ووقفت ناظرة لجوزيف:اعتذر ولكن مضطرة للذهاب
جوزيف:لا بأس..وأعتذر لأننا أخذنا الكثير من وقتك
دانه:ابدا..لقد كانت مفاجأة جميلة رؤية سام مرة أخرى..استأذن...باي سام
سام:باي
كان ينظر إليها وهي ذاهبة سابحاً بتفكيره وسام يلعب بسيارته الصغيرة ولن يعد جوزيف للواقع سوى رنين هاتفه..أخرجه من جيبه ونظر إليه ومن ثم أجاب:هلا لانا..بخير..سام أيضاً بخير..._وكأنه أراد الأحتفال_..لانا سأمرك أنا وسام واخذكما لتناول الطعام ما رأيك؟...اوكي إننا قادمان..._اعاد الهاتف لجيبه_..سام هي سوف نذهب لوالدتك
أمسك بيد والده ومضيا معاً....
الدكتور مارك الذي عرف بما حدث اجتمع بدانه التي ضايقها الوضع
مارك:في مهنتنا قد نتعرض لأشياء كثيرة ولكن نحن كأطباء نحاول تفهم المريض او اي قريب له..وبقدر المستطاع نحتوي الموضوع ولا نجعله يتفاقم
دانه:ولكن المريض الذي اعالجه بنى فكرة خاطئة وكون اني من أصل عربي لا يعطيه الحق ان يقول ما قال..وانا اتنازل عن اجراء الجراحة له حتى ان كان ذلك سيؤثر على تقييم ادائي ك طبيبة
مارك:وهنا يكمن الخطأ ..دكتورة دانه احيانا نحتاج ان نثبت عكس مافي عقول البشر..انتي من سيجري له العملية وبعدها سنخبره
دانه:ولكنه غير موافق...
مارك:هذا عملك ان شاء او لم يشأ عليه تقبله ..دكتورة لا تجعلي الأمور التافة تؤثر على واجبك ك طبيبة ..
صمتت مع انها لم تعد راغبة باجراء الجراحة لذاك المريض ولكن كلام مارك فيه شيء من الحقيقة
**
هل يمكن لشخص قاس أن يحمل الود في قلبه أم أن مشاعره تكون محصورة بأمر أخر؟!! ..كانت ساهية ..رأها فظن أنها قد تكون متعبة...دنا منها وجلس بقربها
راشد:ام راشد شبلاج يالغالية؟
تنهيدة محملة بالضيق خرجت من صدرها وقالت:أفكر في البنات وشو مسويات الحين؟
راشد:لا تحاتينهم هم بخير وعبدالرحمن مابيقصر وياهم
بخيته:مب هذا اللي مخوفني يا راشد...عبدالرحمن طيب وعلى نياته وطرفه مثله عاطيين الحرية لبناتهم يسوون اللي يبونه..وأخاف بناتك يصيرون مثلهن ..ونحن بعيد عنهن يمكن يستغلن غيابن ويسوون اللي يبونه
راشد:من هالناحية تطمني طلبت من عبدالرحمن انه يخبرني كل شي يوم نرجع ونفس الشي قلته للدريولية اللي محطينها لهن وبعد دريول عبدالرحمن بعطيه فلوس وبيخبرنا اذا وصلهن مكان وفيصل يراقب بيت عبدالرحمن دووم وبيوافيني بكل شي..يعني لو سوون شي بيكون لهن حساب
بخيته:زين ياراشد طمنتني
**
أوجاع وذكريات وأحلام مزعجة كانت فيما مضى من روعتها تحولت الى مآتم وسواد يغلف فصول حكت عنا... نيران تلتهب وتستعر كلما تأجج لهيب الماضي في داخلي..أحلم أجل أنا أحلم مستحيل ما أراه الآن هو حقيقة ولكن هي المرة الأولى التي استيقظ بها على صوته قريب قريب جداً من أذني اسمعه بوضوح مناديا أسمي "اروى"..لأرفع رأسي لربما هو هنا!!..شعرت بالثقل لا استطيع حمل رأسي عدا طريقة نومي الغريبة ..ملتوية على نفسي متشرنقة باللحاف وبالاتجاه المعاكس للنوم الصحيح
أماني التي دخلت لترى شقيقتها منكبة على رأسها باتجاهها:ضي كيف راقدة جي؟!
رفعت رأسها ناظرة لأماني :مروى سويلي كوفي حاسة راسي بينشطر
اماني التي اندهشت علقت:مروى؟!!!
نهضت متأففة في داخلها من شقيقتها:لا دققين وايد
تقدمت منها معترضة ساخطة:مب يالسة ادقق بس نحن من يوم رجعنا الإمارات انحكم علينا نعيش بغير اسامينا صار كل شي ماضي والكلام في اللي فات جنون
نظرت إليها بعتب:ماضي!!..حياتنا صارت ماضي؟!! ابوي وامي ماضي؟!..لندن وبيتنا ماضي؟!!..ذكرياتنا وحياتنا اللي عشناها ماضي؟!!..اصلا ما يابنا هنا الا الماضي .._فتحت ذراعيها متلفتة حولها_الشقة هذي اللي حنا فيها اساسها ماضي _ اشارت لها ولنفسها_..انتي وانا وحياتنا هنا ماضي..حتى شغلج محكوم بالماضي ..مب قادرة تعيشين حياتج والسبب...الماضي...هذا الماضي يا مروى ..الماضي اللي تبين تنسينه ونحن كل يوم فيه.._اقتربت منها _بس الشي اللي صار ماضي _ ووضعت فمها قرب اذن اماني وهمست_ سلطان
أصدر ذاك الاسم رنينا جمد حواسها واتسعت عينيها الاحت رأسها واضعة عيناها بعيني شقيقتها ودار حواراً لثواني حتى ارادت التجاهل والهروب:بسويلج كوفي
ما إن أدارت ظهرها حتى استوقفتها:سلطان وينه؟!
بلعت ريقها مغمضة عيناها ومن ثم اكملت طريقها ولكن أروى لم تكتفي فلحقت بها:مروى جاوبيني ..تذكرين يوم يينا هنا شو قلتلج؟..خلينا نتصل بسلطان..شو كان جوابج؟
التفتت اليها وقالت بأسى وضيق:ضيعت رقمه
غمزت بابتسامة ساخرة:بس انا لا.. بعده رقمه عندي
قطبت جبينها مشت إليها واقفة امامها:كيف عندج رقمه؟!!..كل اغراضنا وموبايلاتنا نسيناها في المطار وماكان عندنا غير جوازاتنا ..حتى التلفون اللي كان فيه رقم سلطان ضاع بعدين كان توه يديد وخزنه ابويي في الفون يعني انتي ماشفتيه عشان اقول انج يمكن حفظتيه...ضي ..تتكلمين جد؟!!
نظرة عميقة حارت بها اماني لتزيد الامر غرابة بجوابها:ماضي كل شي ماضي
عادت من حيث أتت وأماني تلفها الحيرة...
**
الفضول والغيرة وشعور بالضيق كلها كانت كفيلة لأبحث عن سر سلمى!!...أنا الآن زوجته وشريكة حياته سواء بإرادتينا أو لا وبما أننا نعيش تحت سقف واحد ويجمعنا ميثاق الزواج فما يخصه يخصني وما يخصني يخصه...علمت أن الخادمة دائماً تنظف قسمها وتبخره..أخذته منها بعد أن أعطيتها مبلغاً فهذه الطريقة التي كانت أمامي وإلا متُ غماً...دخلت إليه ورائحة عطرة لامست أنفي...مشيت في أرجائه أتأمله ألوانه التي تبعث على الرومانسية ورائحة البخور تملأ المكان ..تساءلت في نفسي لم يهتم به بعد رحيلها ويحرص على ابقاءه نظيفا مرتبا نظرت إلى التسريحة كل شيء مصفوف بعناية العطور المكياج وأنا اتأمل فإذا بي أرى من انعكست صورته على المرآة
عبدالعزيز وقد كره فعلها:لو إنك قلتي تبغين المفتاح كان اعطيتك إياه بدل ماتتصرفين مثل الحرامية
لفت ناحيته لا تنكر أنه تصرف تُلام عليه ولكنه من حقها قوت نفسها وقالت:اعتقد انه من حقي أعرف
عبدالعزيز:وش اللي تبغين تعرفينه؟!
نوره:اعرف سبب اهتمامك باغراض زوجتك السابقة
عبدالعزيز:هذا مو شغلك
نوره بإنفعال:الا شغلي يا عبدالعزيز ..ولا ناسي حنا متزوجين
عبدالعزيز بنبرة مبطنة:ليه انتي شايفة إنا مثل أي زوجين؟
نوره:عبدالعزيز خلنا في نفس الموضوع...انت تحبها
عبدالعزيز:قلتلك هذا مو شغلك
نوره:باين انك تحبها ولا ليش؟..محتفظ لين الحين بأغراضها
عبدالعزيز:نوره أنا مو فايقلك..هالمرة بعديها لك بس اذا عرفت او شفتك موطوطة هنا ياويلك..
نوره بتهديد:انزين..انزين ياعبدالعزيز
رمت المفتاح وذهبت ...
**
خرجتُ من هناك وانا مشتت التفكير متعجب مستغرب مما قيل ..بدأت الظنون تحتل عقلي وتفكيري وكلام تلك الشابة يرن في اذني"بيت مافيه إلا حريم" ..كيف ؟..أيعقل العم راشد يعرف الدعارة والمجون؟!!...استغفر الله العظيم ما هذا التفكير المنحل ؟!!..اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
منذ أن دخل المنزل وجلس وأنا أراه مشغول البال حتى أكاد أجزم أنه يحدث نفسه ..جلست ومازال واجماً قريب بجسده بعيد بتفكيره أردت قطع خيالاته:فيصل..
نظر إليها ومازال على حاله فالأمر مازال يدور في رأسه ولا يمكنه إبعاده:خير يدتي
الجازي بنظرة مستعطفة تستميل منه الجواب بنبرة حانية:شبلاك؟..فيه شي مكدرك؟..قول يمكن اساعدك حتى لو بنصيحة
تنهد بضيق عابس متكدر ثم قال مسترسل في الحديث:اليوم وأنا اوصل الأغراض مثل ماوصاني العم راشد بس تفاجأت يوم كنت بطلع بالبنت اللي شفتها وخبرتني انه البيت كله حريم
نغزها قلبها وخافت ما ظنته قبلا هو الصحيح فقالت:يمكن راعي البيت سار العمرة مع راشد
فيصل: لا ما اعتقد ولا كان العم راشد بيقولي
الجازي:انزين يمكن مريض او فيه شي ومايقدر يطلع من البيت او يدبر عمره
فيصل:بس تمصخرت يوم قلتلها أني يايب الاغراض اللي موصي عليهم ابوها قالت ابوي اتصل عليك من قبره!..معناه صاحب البيت متوفي
الجازي:انزين ليش ما سألتها من ريال البيت؟
فيصل:ادودهت وما لقيت نفسي إلا طالع من البيت وييت على هنا
الجازي:خلاص عيل يوم يرجع راشد اسأله
فيصل:لا ما اقدر بأي صفه اسأله مثل هالسؤال؟!!..أنا بس شغلتي اوصل واييب من غير ما أقول شي .._غمز بابتسامة تنم عن الضيق_..سواق..يعني لو رحت وييت ما أسوى فلس ..بس انتي جاوبيني ليش دخلتيني بينهم؟..مااتذكر انج كنتي محتاجة او مب قادرة تعيليني بالعكس على بساطة حياتنا الحمدلله كنا عايشين فيه غيرنا كان حالهم اردى من حالنا
نظرت إليه بجمود واستغرب كلامها الغامض:مب وقته يا فيصل
فيصل:عيل متى وقته؟!!
وهي تنهض واقفة قالت:يوم ايي وقته بخبرك
وقف قائلاً:ومتى وقته
الجازي:بعده ما يا
فيصل بغيظ:ومتى راح يشرف_رمقته بنظرة قاسية واشاحت بوجهها عنه_..انزين فهميني ليش دخلتيني هالعايلة؟
الجازي:بغيتلك الخير يافيصل
ضحك بتهكم وبدأت موجة ضيق وسخط تجتاحه:هههه خير!!..شغلة سواق فيها خير؟!!..بدال ما اكمل دراستي ..ادخل جامعة..جيش..شرطة ...اشتغل سواق..وكل ما سألتج ليش؟!!..قلتي خير.. وينه الخير..سواق وتقولي خير
نظرت إليه من غير اكتراث :خلصت ولا بعدك؟
فيصل بإنفعال:ما خلصت ولا بخلص
الجازي بتهكم:هذا الحوش قدامك سو فيه اللي تباه_تقدمت منه وبلكنة ترهيب ووعيد ونظرة قوية تحمل الصدق والقوة_..بس خذها مني كلمة يافيصل لو تركت شغلتك ورب العرش ورب العرش وانا ما احلف بربي زور ورب العرش انك بتندم بعدد شعر راسك وقول الجازي ماقالت
وما إن اقفت تاركة إياه حتى صرخ مستعطفا إياها:ريحيني لو بكلمة شو الخير اللي بحصله؟
نظرت إليه وحتى ولو رق قلبها لا بد لها أن تكمل ما بدأته قالت بجمود:روح شغلك وخلك من هالشي الحين
ذهبت تاركة إياه يموج في ضيق وتعب :بس لو تريحيني وتخبريني شو اللي بستفيده من شغلي؟!!!!
**
كانت تتأملها وكأنها انعكاس لها ..كانت تفكر بحال شقيقتها وبحالها حتى أحمد لم يغب عن بالها تنهدت وسأمت الوقوف وما إن استدارت ناوية الخروج تفاجأت بمن دخل
ساره بدهشة اذهلتها:عمي عيسى؟!!
عيسى باستنكار لتصرفها:شبلاج ياساره..مستغربة اني هنا..ما انكر من حقج بس انتوا بنات اخوي واجبي اطمن عليكم.._مشى وعيناها عليه ووقف على مقربة من دانه تأملها ومن ثم استدار ناحية ساره_..عن يكون احمد سببلج مشاكل
ساره:لا ابد
عيسى:واختج اخبارها الحين ماشي يديد؟
ساره:لا بعدها على حالها
عيسى:ساره اذا ازعجج احمد خبريني وانا بتصرف وياه الدكتور حسام شرحلي كل شي
ساره:صح احمد يتصرف بهمجية بس انا متفهمة وضعه هي زوجته ومن حقه يخاف عليها عيسى:بس مب لدرجة التهجم ..انا بحاول وياه واذا اقتضى الموضوع ابعدج انتي واختج عنه
ساره:لا عمي ما يحتاي اصلا انا واحمد متفهمين وانا من جهتي بحاول اسيطر على الوضع
اقترب منها:انزين بس اذا صار اي شي خبريني
ساره وكرد ليس إلا:اوكي عمي
عيسى:من رخصتج
ساره:مع السلامه..._بعد ذهابه قالت بعبوس_..معقولة بيبعدنا عن هنا ؟!!!
**
صار مسئول عنهما وأي تصرف غير مرغوب به هو من سيتحمل نتائجه..دخل لغرفة النوم رامياً شماغه فوق السرير وجلس مريحاً جسده..
دخلت ورأته جالساً مرخيا جسده يزيل التعب عنه اقتربت:السلام عليكم
عبدالرحمن:وعليكم السلام..طرفه
طرفه:عونك
عبدالرحمن: بنات راشد اخبارهن.؟
طرفه:الحمدلله بخير ومرتاحات
عبدالرحمن:ماطلعن مكان ؟
اوجست أمراً فقالت:ندى إذا طلعت تطلع ويا دلال..وغدير من يت عندنا ماطلعت تقول تعودت على يلسة البيت
عبدالرحمن بحرص شديد:طرفه ترا راشد محرص علي انتبه لهم واداريهم وهو مايبيهم يهيتون
طرفه وقد ايقنت من شكها:لا تحاتي يا عبدالرحمن وقول لراشد بناته مثل ماتركهم ماتغيروا ...تبيني احطلك شي تاكله؟
وهو يقف:هيه بتسويين فيني خير ما أكلت شي أبد..أنا بدخل اتسبح
طرفه:كل شي جهزته لك ..وأنا بسير احطلك أكل
**
نعم كنت غاضبة منه ولكن زاد غضبي بعد عودتي وما قد عرفته دخلت للمنزل عائدة من عمرتي كنت بشوق لأولادي الصغار فهم من أرى فيهم المستقبل بعكس ذياب الذي خابة تربيتي فيه ومنصور الذي منذ أن تزوج تغير ... حتى اتفاجأ بخدعة ملعوبة عليي وممن من ولديّ ..
سألتهم وأنا من ظننت سأجد جواباً يريحني:منصور سافر؟
احد اولادها وهو يلعب مع شقيقة بلاي ستيشن اجاب:منصور ما سافر..
اعتلت محياها تكشيرة وقالت:كيف ماسافر؟
ابنتها التي كانت جالسة على الكنب تسرح دميتها الباربي وشقيقتها الاصغر منها منسدحة على بطنها تراقب ماتفعله:امايه منصور يوم رجع سمعته يقول حق مريوم انه خلى ذياب عندج وهو رجع ... هو يكذب اصلاً ماسافر
الاح ابنها رأسه لها مضيفاً لكلام شقيقته:امايه يوم رجع بس ياكل ويرقد ويطلع عقب المغرب ويرجع في الليل
امتلأ قلبها غيظاً بعد الذي سمعته وصرخت منادية إياه:منصور منصووور
فإذا بزوجته مريم أتيه نحوها:هلا والله هلا بعموتي الحمدلله على السلامة
بوجه متكهرب سألتها:وينه ريلج؟
أقبل مرحبا :هلا هلا بالغالية عمرة مقبولة ان شاء الله
وما إن اقترب منها حتى ابعدته:لا إتي صوبي ولا تقرب
استغرب تصرفها:ليش فديتج شو سويت ؟!!
والدته وهي تصرخ في وجهه:تكذب.. تكذب يامنصوروه تقولي بتسير دورة وانت متفق مع اخوك..لا تقول مب متفق وياه تراني مابصدقك
منصور:انزين اعطيني فرصة افهمج.._امسك بها_..تعالي خلينا نيلس وبفهمج السالفة
ابتعدت عنه بسخط:ما بيلس وقول اللي عندك
منصور محاولا استرضاءها حتى تهدأ:انزين بفهمج بس الله يخليج اهدي...يا الغالية السالفة انه ذياب من طلع من الحجز وانتي رافضة تكلمينه وهو بصراحة كان يحاتيج والله مب عشانه عشانج انتي وخوفه عمرتج تكون ناقصة وهو قال دامج بتسيرين هو بيلحق بنا انا ارجع وهو يتم هناك ولا قصدنا نكذب عليج..بعدين بس عشان اتهم ظلم تصدقين انه يسويها
نظرت إليه بشك وسألته:كم عطاك؟
منصور باستنكار:افااا يالغالية هذا ظنج فيني ..الله يسامحج
اقتربت منه:والله اذا دريت انك مدخل البيت من فلوس اخوك دقيقة مابتم انت وحرمتك هنا ...خلني اسير أشوف ابوك
مريم التي اتسعت عيناها:مممنصووور
منصور:شبلاج كأنج مقروصة؟
مريم :امس البنقالي مايا عشان يسبح ابوك يعني الحين ريحـــ...
لم تكمل لأنها أتت صارخة:منصوور ابوك من متى ما تسبح؟
تقدمت مريم تتكلم بخوف:عموه والله اني اتصلت على البنقالي عشان اييي يسبح عمي بس ما رد عليي
اتسعت عيناها والاحت نظرها ناحيته حتى تصب جم غضبها عليه:انت ماتستحي كيف تخلي ابوك من غير نظافة ياللي مافيك أدب ولا حيا
منصور:انا بصراحة عندي اشغال ومب فاضي
بدأت تتكلم ساخرة منه:هيه طبعا وراك شركات واملاك تديرها ...شو وراك من الشغل مب بس اكل ورقاد
تضايق وقال:امايه انا ريال وعقب كم شهر بصير ابو تنازعيني قدام مريوم واليهال
والدته:لو عليي مب بس انازعك اصفعك لين تحب التراب
بعد ذهابها وكــ استعادة شخصيته التي دمرت صرخ بزوجته:مريوم
مريم برعب:هاااه
قبل ذهابه قال:حطيلي غدا
فتحت عيناها وفمها ببلاهة وقالت:اول مرة اشوف واحد بيتغدا فالليل!!!
**
واقفة في المطبخ لم تجد مكاناً أفضل لتكلمه رغم أنه ليس بأفضلها ..ولكنها من أجل سماعه مستعدة أن تغامر ...كانت ذائبة في همساته وهو يقول :مساء الورد والجوري..مساء أجمل ابتسامة على شفايف حبيبي مساء الليل اللي مايكتمل بدره إلا بطلة نوره..مساء الحب اللي منك يتعلم فنونه..مساء العيون اللي فتنتني بسحرها حتى صرت أشوف عيون الناس عيونه...مساء الطيب اللي انمزج بريحتك عطوره..مساء الحلم اللي انت صرت طموحة..مساء الغدير اللي مايهنيني الا شربة منه
غدير وعلى وجهها ابتسامة عذبة حملتها بعيداً حيث هو:ناصر ..اعشقك يا عيون غدير وكلها..انت صرت شي اساسي فحياتي ما اقدر أعيش إلا بك
ناصر:ليتني اقدر اشوفج الحين وايلس وياج
غدير:أ.._صمتت_..ناصر اسمع حد ياي بكلمك بعدين أوكي ..باي
خبأت النقال بسرعة في جيب بجامتها ..كانت طرفة التي ابتسمت لها
طرفة:غدير ليش يعدج ما رقدتي؟
غدير: مادري بس حسيت بيوع ...والحين بسير ارقد تصبحين على خير
نادتها وغدير خافت ان تكون قد سمعت شيء:غدير..حبيبتي بقولج شي...عمج سألني إذا طلعتي انتي وأختج...وقلتله ندى اذا طلعت تطلع مع دلال وانتي من ييتي عندنا ماطلعتي..قلت يمكن يخبرون يدتج وأبوج انج طلعتي ويا ربيعتج وتصير مشكلة..يعني اذا سألج عبدالرحمن قوليله انج ما طلعتي ابد
ابتسمت غدير بسعادة لتفهم طرفة ودنت منها وقبلتها على خدها:مشكوورة..تصبحين على خير
طرفه:وانتي من اهل الخير
خرجت غدير تغمرها السعادة وقبل أن تصعد السلم قالت:ان شاء دووم تسيرين العمرة يا بخيته ووياج راشد
**
جميلة بتفكيرها لا يوجد في قلبها إلا هو حلمها الذي يراودها في كل دقيقة تحياها ..رأت امها في الصالة وجلست على الكنب وبفرحة ولربما تظن أن أمها سعيدة لسعادتها ..
حوراء:امايه قررت أسوي حفلة
منيرة:عشان شو الحفلة؟!!
حوراء:انتي ناسية زواجي أنا وطارق..بسوي حفلة باسمنا نحن الثنين .
منيرة التي تكره ذكر اسمه قالت في نفسها:اقولها انه ما يباها لالا اخاف اتيها الحالة...حبيبتي ماينفع تسوين حفلة ويدتج مب موجودة خلي يدتج وعمج يرجعون بالسلامة
عبست بطريقة طفولية:انزين بسوي حفلة ثانية
منيرة:احلى تكون حفلة وحدة صدقيني مايصلح تسوين حفلتين
حوراء:يعني أأجلها ؟
منيرة:هيه حبيبتي
وقفت قائلة:اوكي..تصبحين على خير
منيرة:وانتي من أهله...ياربيي البنت متعلقة فيه وهو ما يباها بس عن تكون وضحه تكذب وطارق ما قال؟..لالالا أنا شفتها فرحانه وهي ياية تشمت يعني اكيد قال يافرحتج يامنيرة بس حوراء
فإذا بصوت عيسى:شو ينيتي تكلمين نفسج
فزعت واضعة يدها على صدرها:بسم الله..عيسى حرام عليك روعتني
جلس قائلاً:أنا اللي روعتج ولا أنتي اللي مادري شو بلاج تكلمين عمرج
منيرة:افكر ببنتك اللي بتسوي حفلة باسمها هي وطارق
عيسى:من حقها خليها تحتفل مب هو بيصير ريلها؟
منيرة:بس ولد اخوك ما يباها
استغرب من كلامها:انتي شو تخرفين؟
منيرة:هذا كلام وضحه هي اللي خبرتني انه طارق قال لأبوه انه مابيزوج حوراء
عيسى بعصبية:منيرة ليكون هذا كلامج وتبين تسوين مشاكل؟
وقفت قائلة:اذا تبا تتأكد اتصل بأخوك وسأله
ذهبت بعد أن أشعلت الغضب في قلب عيسى الذي أخذ هاتفه واتصل بسالم ..
عيسى:السلام عليكم
سالم الذي لتوه يوقف سيارته في قراج البيت:وعليكم السلام هلا عيسى
عيسى:سالم جاوبني بصراحة طارق قالك ما يبا حوراء؟
بلع ريقه فهو خجل من تصرف إبنه :هيه قال بس أنا ما خذت كلامه جد
عيسى:يمكن انا غلطت لأني كنت معصب منه يوم راح لندن من غير ما يقول وقلتله لا يشغل باله إلا بزواجه من حوراء..كان لازم اقولك قبل
سالم بتفهم:عيسى هاييل عيالك ولو تزوجهم من غير ماتشاورني ما بقولك شي..بس ليش كان طارق رايح لندن؟
عيسى:رايح بيت عمه محمد ..سالم هذا الموضوع لا تفتحه قدامه صح هو ما قال السبب الاساسى لروحته لندن بس أنا شاك انه رايح هناك لذاك الشي اللي اندفن من سنتين ..المهم الحين نزوجهم
سالم:عيل نتريا راشد وامي عشان وجودهم مهم
عيسى:معاك حق
**
ليلة ماجنة وشلة من الشباب قد تجمعوا على سهر ودخان ..جالس ينفث الدخان بنشوة بعد أن يملأ فمه من "الشيشة"ويطلقه في الهواء بتلذذ..فإذا بأحدهم قائلاً له:مروان صراحة انت ذوييق في البنات ياخي انت نمبر ون فختيارك..انت من وين تيبهم قسم بالله عليهم حلا رهييب
مروان بضحكة:ههههههههههههههههه فن ياحبيبي فن مايتقنه إلا مروان
احدهم وهو يجلس بقربه ويسحب منه "الشيشة"ويدخن منها:انزين علمنا نبا نصيد الغزلان وين نلقاهم؟
مروان:حبيبي اللي تسميهم غزلان من نفسهم اييوني ..ليش؟..لأني انولدت وفيني وسامة وجمال
فإذا بهم يلتفتون لمن دخل ملقيا السلام:السلام عليكم
الجميع بأصوات متفرقة:وعليكم السلام
مروان :هلا هلا والله حيا الله النسيب..تعال تعال ايلس عدالي ياجسوم
جاسم وهو يجلس باستياء:مروان الله يخليك سكت عني
مروان:افف الاخلاق قافلة بس مفتاحها عندي...خذ المعسل اللي يحبه قلبك
أخذ من عنده وبدأ يدخن اقترب منه مروان قائلا:هاه الحين أحسن؟
جاسم وقد بدأ يسترخي:يعني
ابتسم قائلا :لا تفكر بشي وخلك مع المعسل
**
حزمت أمري فهذا هو الحل الأنسب .. أجل من حقهما أن يعلما بالأمر ..كلما اقتربت أكثر من البيت زاد خوفي حتى وقفت قبالة الباب ..لم أشعر سوى بيده على ظهري نظرت إليه استلهم الشجاعة منه..ابتسم لي ثم قال:هند تقدرين تأجلين الموضوع
هند رغم أنها مترددة إلا أنها تقوي نفسها بعدم الاستسلام :لا يا محمد ما اقدر احتاجهم بقربي اريد اخذ منهم القوة ...خلنا ندخل
فتح الباب ودخلت قبله تلفتت المكان هاديء ونظرت إليه بتعجب..فإذا بخطوات سريعة راكضة على السلم ابتسما وهما يريان أروى :ماام داد
عانقتها والدتها بشوق:اشتقتلكم حبايبي
أروى وهي في حضن والدتها:we also(نحن أيضا )
ابتعدت عن والدتها واسرعت لوالدها تعانقه في ذات اللحظة كانت مروى تعانق والدتها ..بعد عناق الشوق ذاك كانت هند تحاول منع دموعها وتقاومها بشدة..بعد أن جلسوا ..مروى التي كانت متحمسة لأخبارهما قالت ناظرة لهما حيث يجلسان قبالتهما هي وأروى:ياللا خبرونا كيف كان مشواركم؟
بانت الجدية على محياهما ونقلا القلق لابنتيهما بعد صمت نظرت هند لكليهما:بنات في شي لازم تعرفونه ..انا وابوكم كنا في المستشفى
نغزهما قلبيهما أروى بخوف:واي؟!!
تحاول التماسك وايصال الامر لهما بشيء من الحذر والطف:بنات اسمعوني زين اللي بقوله لكم لازم تفهمونه
مروى التي تركت مكانها مقتربة من أمها ممسكة يدها جالسة أمامها:ماام خوفتونا شو صاير؟!!!!
ما اصعبها من لحظة تشعر أن نظراتهما الخائفة ستُنزل دموعها وتحرق قلبها وهي تحاول أن تتشجع وتقوي من عزمها بلعت ريقها وتمالكت نفسها:مروى.. أروى..أنا...
هيهات ان تبقى تلك الدموع في المحاجر هاهي تنسكب رغم أنها أغمضت عينيها ليصدان ذاك السيل المنساب على خديها اذهلهما بكاءها بصمت وقفزت أروى من مكانها مفزوعة وضعت يديها على ذراع والتها الممسكة مروى بكفه:مااام؟!.. _استغاثت بوالدها_دااد !!
لقد وعدها أنه لن يتدخل واكتفى بوضع كفه على كتف هند ضاغطا عليه يهدأها
بعد برهة وقد هدأت قليلاً عاودت النظر إليهما:حبايبي احتاجكم بقربي
مروى وهي تفرك على يد والدتها بخوف ودموع منسابة وشهقات متتابعة:مام حبيبتي ليش تقولين هالكلام؟!
هند:أنا عندي سرطان الدماغ
شعرت أنها ستهوي للأرض رغم جلوسها عليها تبلمتا لم يستوعبا كلامها مصدومتان اذهلهما الخبر ..هند وهي تتدارك الأمر:بس لازم أسوي جراحه.._شدهما كلامها وقبل ان يفرحا وتصدمهما مرة أخرى أردفت_..بس ماراح يستئاصلونه بالكامل وبعد العملية بتبدا جلسات العلاج بالأشعة
أروى بعينين مترقرقتان بالدموع:يعني راح تتعافين؟!
جذبتها لها من رأسها وحضنته مقبلة إياه بعمق ومن ثم قالت:ان شاء الله.._نظرت لمروى بحب واحتياج واردفت بدموع تقطر من مقلتيها_..احتاجكم قربي لا تخلوني
مروى التي قفزت باكية مرتمية في حضن والدتها:ماام
حضنتهما معاً وامتزج بكاءهن وشهقاتهن ..مسح دمعة قد فرت من مقلته ومن ثم نهض تاركاً اياهم معا
**
منذ أن سمعت حديث طارق مع والده وكأن شيء ثقيل قد أزيح عن صدرها..كانت جالسة مع عذايب التي جالسة على الارض وأمامها على الطاولة الفواكة تقطع منها في الصحن
عذايب بتساؤل ليس من باب الشوق ولكن لمجرد الكلام:عمي راشد ويدتي متى بيردون من العمرة؟
وضحه:بعد كم يوم..ليش ما أحيدج تشتاقين لهم؟
عذايب:ههههه لا بس اسأل ..وبعدين أنا أشوفهم عشان أشتاق لهم؟!!
أقبلت عليهما مها:السلام عليكم
وضحه & عذايب:وعليكم السلام
وقفت وضحه وبعد أن حيتا بعض قالت ومها متجهة للجهة الأخرى:اشوف طابتلج اليلسه عند اهلج مب ناوية تردين البيت؟
مها بعد أن أخذت قطعة تفاح قد اشتهتها جلست قائلة:لا والله خالتي بس البنات متيمعات وانا حابة ايلس وياهم
وضحه:ان شاء الله دووم متجمعين على الخير
عذايب بحب:ان شاء الله
وضحه:تصدقون الحين حاسة براحة كنت دووم شالة هم هالولد
تسائلتا في نفسيهما عمن تقصد ..مها التي أرادت استوضاح الأمر: من فيهم عادل ولا طارق؟
وضحه:طارق
عذايب وهي تضع من الفاكهة المقطعة في صحن أخر لتعطيه لمها:ليش شو صار؟!
وضحه:مب على أساس انه طارق بيتزوج حوراء
مها وهي تأخذ الصحن عن عذايب:انزين... ثانكس
عذايب :يو ولكم.._قربت الصحن نحو وضحه_..انزين خالتي كملي
وضحه:خلاص افتك منها..سمعته يقول لأبوه انه ما يباها
استغربتا الأمر وعلقت مها:حراام مسكينة حوراء يمكن تتخبل وندى خبرتني انها بتسوي حفلة
وضحه:خليها تولي اهم شي عندي ولدي افتك منها الخبلة اللي مافيها ذرة عقل
عذايب:ههههههه..خالتي عن يكون سويتي لهم سحر وصديتيه عنها؟ هههههه
شاركتها مها في الضحك وعلقت وضحه:لا اعوذ بالله لا سويت سحر ولا شي والله يبعدنا عن هالدرب بس الولد عافها ..عنبو خلصن البنات عشان ازوجه هالعوبا..يعني لو هم مختارين له دلال ولا ملاك او غدير او ندى وحتى لو انتي يا عذايب والله مابقول شي بس حوراء لو مايبقى غيرها ما ازوجها ولدي
عذايب:ههههه والله انها كاسرة خاطري احسها مثل ماقالت مها بتتخبل
وضحه بسخرية:هيه من رزانة العقل اللي فيها ماشاء الله عليها بتتخبل
مها:هههههههههه والله اني راحمتنها
عذايب:هههههههه ...مسكينة ياحوراء..انزين خالتي ما تظنين انهم بيغصبونه ياخذها؟
وضحه : والله هذا اللي خايفة منه يا عذايب..طارق طيب ولو اصروا عليه يمكن يوافقهم بس ان شاء الله ماراح يوافقهم وهالخبلة ان شاء الله مب من نصيبه
عذايب:ان شاء الله خير...
**
وضحه تفكر بأمر طارق وعادل يفكر في الابتعاد هاهو يمشي مع أحمد على شاطىء البحر عادل مرتديا "شورت" يصل للركبة وأحمد مرتديا بنطالا طويلاً رافعاً طرفيه لمنتصف الساق واضعا على رأسه "كاب"..وكليهما مرتديان قميصين "كت"
عادل وكحل للهروب او الابتعاد وتصفية البال:افكر اسافر شرايك تخاويني ؟
لم يستسغ الفكرة واستغربها:ما شاء الله عليك مب كأنك توك راد من شهر العسل؟
عادل:بغير جو ..بعدين مها عند اهلها وبطول عندهم ..ماقلت بتخاويني؟
كليهما في صدرهما هم ربما اختلفت تفاصيله ولكن يتشاركان الشعور بالوجع حتى لو لم يظهراه
أحمد:لا ما أقدر دانه تحتاج اكون وياها
عادل:بس ساره موجودة ودايم عندها هذا غير انها في المستشفى وتحت رعاية طبية
أحمد:صح بس انا مالي خلق شي
عادل بتعجب:غريبة كانت طريقة زواجكم ..اتذكر يوم قلتلي انها عايبتنك بس كانت متزوجة بس منجد كانت صدمة واللي زادنا صدمة هو موافقة العايلة كلها
احمد:انا اللي اصريت ويمكن أكون استغليت حالتها بس الحين الكل يلومني عشان احتمال اسببلها نكسة
عادل بتفهم:لازم تفكر كيف تخليها تستوعب كل شي بس بهدوء
احمد:وهذا اللي افكر فيه مع اني محطي احتمال انهم بيبعدوني عنها اذا رجعت لها عافيتها
عادل:لا ان شاء الله..بس انت خلك صبور وتعامل ك طبيب نفسي اكثر من كونك زوجها
احمد:ان شاء الله
**
كل شيء ممكن أن أتوقعه إلا القيا به من جديد..لم يرق لي اللقاء فمن كان يجمعنا وجعلني أتحمل هذا الإنسان قد رحل..ذياب ذاك الشاب الذي باتت تحيط به شكوكي مهما أظهر من حُسن النوايا!.. دخلت للمجلس فإذا به يقف حين رأني توقعت سيكتفي بالمصافحة ولكنه عانقني وفي داخلي انزعجت...
ذياب:شحالك يا طارق؟
طارق الذي أجاب مجاملاً:الحمدلله بخير..حياك ايلس
بعد أن جلس وكإبداء للذوق قال:عن تكون زيارتي مب في وقتها؟
طارق مستغربا من حضوره وليست زيارة بغير وقتها ولكنها غير متوقعة:لا بلعكس بيتنا مفتوح طوال اليوم
تجاهل فلقد ظن جملة أخرى تنم عم كان بينهما من صداقة:امس رجعت من العمرة_اندهش طارق من الكلمة_...مرافق الوالدة الله يطول بعمرها والبارحة بالليل وانا غافي زارني فهد الله يرحمه ومن جملة اللي قاله تذكيره بعشرتنا ..عاد أنا قلت أطيب خاطره وأزورك
في داخله ليس مقتنعا بما قاله :الله يرحمه ويرحم موتى المسلمين والله يتقبل عمرتكم يا ذياب
شعر بشيء غريب من طريقة كلامه ولكنه لم يرد التسرع في الحكم:اميين يا رب العالمين..._اتكأ مريحا ظهره فاردا يداه على الجانبين_..اشتقت لأيامنا..الله يرحمك يا فهد هو من كان يحلي اليلسه بسواليفه..تصدق من الشوق ايلس اصيح حتى اني لحظات أقول ليته هو من تبرع لي بدمه كان ع الأقل شي منه عندي...بس عشان اللي كان والأيام الحلوة_انحنى للأمام ماد يده_..وعشان فهد الله يرحمه امد ايدي لك ياطارق نجدد مواثيق الصداقة والعشرة
كان باستطاعته أن يرفض ولكن صافحه قائلاً:وأنا قبلت يا ذياب
ابتسم فهذه خطوة تحسب له وقف ساحباً له:عيل قوم معاي
طارق وهو يقف متعجباً:وين؟!!!
ذياب وهو يضع يده على كتف طارق قال:نحتفل بتجديد صداقتنا ..وترا كل شي على حسابي
لم تعجبه الجملة الأخيرة وربما لأنه شاك في مصدر امواله:هالمرة كلٍ بيدفع من ماله
ذياب بسخط اخفاه بداخله:اذا عشان التهمة اللي كانت عليي كانت باطلة وطلعت منها ولله الحمد وعالم التجارة فيه اللي عنده شرف واللي عمره ما عرف شو الشرف ..
طارق:نحن تونا باديين ولازم تكون بدايتنا صح ونبتعد عن الحساسيات..
ذياب : اوكي كلٍ بيدفع من جيبه..بس بنسير في سيارتي.._بنبرة مقصودة_..الا اذا شايف فيها شي
طارق :لا عادي مب مشكلة خلني بس اغير واييك
ذياب وهو يغلي في داخله:اوكيه وانا اترياك.._بعد ذهاب طارق _..لازم اكسبك فصفي يا طارق
**
ها قد أتت الساعة التي أنتظرها سأدخل لعالم هاتين الفتاتين بمساعدة ندى ..كان ينظر لها ويرى توترها وخوفها وفي داخله يتمنى ألا تخذله
راكان وهو يحثها على الخروج:ندى ياللا
ندى التي وضعت يدها على يده الممسكة بالباب حتى لا يفتحه:راكان يمكن هم مايحبون يتعرفون على الناس
راكان وهو يطمئنها:ماراح نعرف إلا إذا شفناهم..ندو حبيبتي اباج تساعديني
تنهدت وفي عينيها قلق رغم قولها:أوكي
فتح لها الباب بابتسامة على محياه بعكسها هي العبوس واضح على وجهها خرجت تقدم خطوة وتأخر الأخرى حتى استوت أمام باب الشقة ألاحت رأسها له
راكان:ضغطي عل ى الجرس وأنا بدخل
بلعت ريقها وهي تنظر للباب بتوتر وخوف ورفعت يدها بتردد وضغطت على الجرس ..الاحت رأسها له وابتسم وقبل دخوله طلب منها تضغط مرة أخرى..وبعد فترة وجيزة فُتح الباب ..شهقت ندى في داخلها خوفاً حين رأت أماني التي قالت بعد أن رأت الوجوم على ندى ..أماني التي استغربت من الواقفة أمامها قالت:نعم بغيتي شي؟!!!!
ندى التي تبلع ريقها أجابت بعد صمت:السلام عليكم
انتهى
لقاءنا يتجدد بعون الله مع البارت 20
قراءة ممتعة^^
مع تحياتي
اصداء الحنين
|