كاتب الموضوع :
عِتق السنين !
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: يا ليتهن هموم قلبي معازيم تحل وسطه عدة أيام وتروح
دبي
لم امتلئ بضجيج الشوارع منذ زمن .. اقلع عن عادة التسكع متنكر بذريعة الذهاب لمكان ما / لشأن ما وبينما كان لا يذرع الارصفة المتشققة إلا لـ يتذكّر شقوقها , ل يعدها , ليركُل حجارة الطريق وهو يحشو فاه هواءً ثم ينفخ متصنع غضبه , مدعي أنه لولا تلك الحجارة لوصل أبكر بخمسِ دقائق إلى المكان الذي لم تحفر أسسه و لم ترتفع حيطانه و لم تلمع شبابيكه إلا ف ي ذهنه كلام ابيه . رجع الفندق والتي تعمها الفوضى غاضب .. دخل غرفته لـ ينصدم بتلك الحسناء مستلقيه على سريره أو بالأصح فتاه شبه عارية ، فترت دمائه وهي هدأت ضوضاء قرقرتها
لتبتسم بنعومة/ اهلين تركي تأخرت كثير
بحده/ اطلعي برا لا خلي ليلتك سوداء اطلعي بــــــــــرا
هي/ غريب جمالي ما يقاوم
غض بصره واردف/ لا تختبرين صبري لا اقسم بالله ما تشوفين دربك .. انقلعي بــــــــــرا
هي/ انتم كذا يا رجال الخلجين تعشقون جسد الانثى ليه تخرج من القاعدة
شدها بغضب لـ يرميها خارج في الفندق واغلق الباب وهو يتأمل السقف قد يتحزب للذبابة الشمطاء الخرفة إذا شعر ان المصباح يضطهدها .. فإنه يشم في الأعلى رائحة شيء يضطهد كلما زل وتذكر شيئا آخر لا يضاهيها .. انه يشعر بالذنب سقطت دمعت ابت ان يكابر عن حزنه فقدانها
شيء مؤلم خيانة ممن تحب مضر للصحة حزنه كبير أكبر من المدى الذي احبب خلاله عجز بـ تصديقها وكاد يموت عندما شاهدها وجع يعانقه ويلبكه لكي يشعر باختناق ... رفع كفيه لعينه واستغفر الله كثيرا دخل دورة المياه لـ يتوضأ ويصلي بخشوع وقلب منكسر ...
تركي/ 28 عاما
،
الرياض – مركز الشرطة
الضابط فيصل/ الرجال تنازل عن القضية .. مابي يا طارق يتكرر هـ الامر مرة ثانيه انا اعرف ابوك رجل صالح وحكيم وابعد عن الرفقة التعبانة .. وقع على العهد
لينحني جسد طارق امسك بالقلم ووقع على الورق .. خرج من المركز وهو منكس رأسه
محمد/ الله يهديك وش لك مرافق هالناس وابوك عرف يربي وانا اشوفك تنزل لـ هالمستوى ما هقيتها منك يا طارق
طارق بصمت
محمد/ ابيك تفكر في حياتك لو استمريت في علاقتك هذه بـ تضيع وضيع سمعة العائلة ,, ترضا انك تمشي تائه ولا احد حولك
رفع عينه وتلألأ بدمعة حزينة/ سامحني عمي .. وعد ما عاد امشي معهم بس لا تزعل علي .. والله غصب عني مليت من هواش ابوي لأمي تعبت قلت اهرب من البيت يمكن احد يسأل علي وهذاك شفت لا من احد درى ولا سأل علي
محمد/ لا حول ولا قوة إلا بالله .. الله يهديهم خلينا نرجع بيت جدتك .. اختك هناك قاعدة قلقانة عليك
اكتفى بابتسامة طارق ... ليحرك محمد سيارته متوجه للبيت ... وصلوا وطول الطريق وعينيه تبحث عن هيئة والده جاهد بـ سيره وارتجل من السيارة وهو يسلك عبر بوابة الدخول ..
محمد/ صبـــــــا يبه صبـــــــــــا
بثينه/ هذا عمي ينادي عليك روحي شوفيه
صبا/ خايفه اروح وانه ما حصله .. ماني قادرة اقف
بثينه/ بسم الله عليك .. قومي صبا يمكن جاء معه وتعوذي من ابليس
لتقف صبا بخوف وتسير للصالة داخلية .. لتسقط عينيها دون ان يسعفها الدهشة لتأويل هذا التوازي الذي تقاطع فجأة بين ملامحهم .. ارتمى في ريعان حضنها ذاك الشوق العابر لها يبكي ويئن بوجع استوطن قلبه
صبا/ بسم الله عليك .. وش فيك يا عيون اختك .. كذا تجازيني يا طارق لا ليلي ليل ولا نهاري نهار .. عجزت ادورك من مكان لـ مكان ثاني .. وبعدين وش هذا
وهي تشير لـ ثوبه الملطخ بالدم
طارق/ طيب ليش تبكين .. انا بخير هذا دم واحد من رجال المتصابين لا تخافين
صبا بقهر/ قهرتني من افعالك ليه تسوي فيني كذا
هو لا يعرف كيف يتخلى عن تعاستها ، كيف يصادر شقاءها ، كيف يستبدل دمعتها بـ ضحكة خفيفة لذيذة حتى وان انفجرت كـ فقاعة .. فإنه يكفيه زهوا وكبر انها عكست الفردوس على سطحها الوضيء ..
هو لا يعرف كيف يحاور بكائها ، كيف يدس صوتها بين حزنها وينتشل البكاء منها ويجعلها ضاحكه واستمرار لها ومكملا لها كـ حجر كريم عثر لنفسه على تجويف باز في التاج .. ليمسح دموعها برقه/ انا آسف ما عاد عودها بس لا تبكين يا عين اخوك والله يـ صبا عيونك تكسرني لا عاد تبكين
ابتسمت له/ من عيوني .. باين انك ما تغديت .. بروح احطه لك ..
،
في العصر – في عيادته
جلس على كرسيه الجلدي الاسود بعد ما انتهى من مراجعة آخر مريض خرج قبل دقائق ، يسجل بعض البيانات سمع بعض طرقات الباب اعتقد انها من يوسف .. لم يرفع عينه/ تفضل
دخل يوسف/ راجح وش فيك اليوم
راجح/ يوسف اتركني هالساعة
يوسف/ انا وش قلت لك .. ما قلت لك انسانه تافه ليه تشغل بالك فيها
ليردف بغضب/ لا تجيب سيرتها قدامي
بصدمة/ انت وش فيك
راجح/ ما اطيقها مكانها بيتها الزم لها واستر
يوسف/ راجح وش هالكلام .. هي مثل أي بنت حبت مهنة الطب
راجح/ البنت ما تستوعب اغلاطها يخي دبلت كبدي منها .. خلها تعيش نتائج طيشها .. لأنها واصله معي يا يوسف
يوسف يحاول ان يمتص غضبه/ ادري انك متضايق .. بس الي صار حادث مو مقصود
غليان يجعل الروح تتعرق ثم رويداً رويداً تسيل لكأنها وحل تتخبط فيه الأضلاع
ويعلو على ملامحه البراكين كأنها بثور منتفخة تتقيح حِمماً/ انت ما شفت ميوعتها ودلعها الماصخ انا اخبر دكاترة فيها منهم تحشم وتقدر نفسها .. ما خلت دكتور الا ومطيحه الميانة قهرتني الله يقهر العدو
يوسف/ انت تعرف وصلها خبر .. راجح ياخوك روق والله ما تستاهل كل هالعصبية
راجح/ داقه حنك معه وتغازله عيني عينك يخي تبط الكبد حركاتها ماصخة ...
يوسف/ طيب ممكن تقولي سبب هالعدواة .. ترا والله الى الآن ماني فاهم السالفة زين
راجح/ البيئة مو لها المكان ما يناسب لها ولا بعد تدرس صيدله هي وين والصيدلة وين
يوسف/ انت من جدك لا فيك بلا .. وش لك في بنات ناس يا راجح خلك بعيد كافي شرها
راجح/ اقول لك جايه لعندي ومعطيتي رقمها بغيت اصفقها كم كف عشان اتوب بس مسكت نفسي
يوسف/ لا حول ولا قوة إلا بالله .. طيب قم صل لك ركعتين تهدي شوي
راجح/ انا خارج دوامي انتهى
يوسف/ الا ما قلت لي وش اخبار نتائج التحاليل طلعت ولا بعدها
راجح/ ما يخرجونها الا بعد اسبوع لكن بـ حاول اضغط عليهم بـ كم فلس ماني ناقص هم ثاني
ربت على كتفه/ الله يوفقك يا ابو رائد
تنهد/ اللهم آمين ...
خرج من المستشفى وركب سيارته متجهاً الى بيته .. بضع دقائق اوقف سيارته وهبط منها .. دخل راجح عليهم وبيده حقيبته العمليه .. ابتسم لينحني ويقبل جبينها/ وش اخبار الحلوة
أم راجح/ وينك انت هالايام ما تنشاف ما غير ترجع تنام .. عود بيتي فندق
ليقبلها من جديد/ افا الغالية شايله خاطرك علي .. وبعدين يمه اجي من الشغل تعبان ابي احط راسي وانام .. وش فيك متضايقة
ام راجح/ اختك ياقوت ضيقت صدري .. متهاوشه مع رجلها وتاركه بيتها اسبوع وما راحت الا يوم غصبتها ... انا مدري أخيتك وش بلاها
راجح/ والا يحلف لك انها صارت بخير
ام راجح/ تلعب على راسي انت
راجح/ محشومه يالغالية .. قسم بالله انها بخير خلاص روقي يمه تراها تعرف تأخذ حقها يصلحون مع بعض
بـ استغراب/ يصلحون مع بعض وش ذي بعد
راجح/ يا يمه دام انه مرخي الحبل بـ شده .. لا تخافين على بنتك تراها عند جاسر ولد عمي فاهم وعاقل لا تخافين
لتردف بنبرة جادة/ انت واخوك هالايام مب عاجبني تعرفون شيء ما اعرفه
راجح/ ابد يمه ما جاك غير اللي جانا
بعينيها الحاده/ صادق يا ولد
راجح/ يمه وراك قلبت علي
أم راجح/ إذا عرفت عنه شيء ما تلوم إلا نفسك وهذاني علمتك
راجح يقبل كفيها ويبتسم/ ابد تطمني لو وصلني خبر بوصله لك .. لا تخافين يمه ، وش غداكم اليوم حدي تعبان ومكروف
بحنان/ الله يهديك كم مرة قايله لك لا تقعد على اللحم بطنك الا اتعاند
راجح/ وانا قادر اتغدا ما افضى يمه .. من عملية لـ مريض ثاني
ام راجح/ الا وش صار على تحاليل
راجح/ والله نسيت يمه قلت امر المستشفى واطلعها لكن نأجلها بكره .. المهم لا اذان المغرب صحوني
أم راجح/ يا امك والغدا ما تبيه
راجح/ جوعان نوم يمه .. تمسين على خير
أم راجح/ الله يهديك ياوليدي الله يهديك بس .. تلحف زين وهون في المكيف
راجح/ إن شاء الله يمه ...
،
بجهة اخرى - فِله ابو احمد
فراغات وكلمات متقاطعة ، ضوء رمادي اللون كأنه روت الشمس ألقي بها .. حجرة لا تتسع لأكثر من نزهة صامتة تبدأ بخطوتين وتنتهي بهما
هنا لا احد سواها والكثير الكثير من الذكرى يشكل في ثقب زحاما وظلوا واقفين كأنهم ينتظرون شيئا ازف قدومه مع انها عليها أن تؤمن بالوقائع التي تثبت انها في أجواء كهذه ، في عتمة كأنها ليل تهتز على صدغه شعرها لا تكاد ضوء ترى في دوامة خارج بحر يستحيل على أي شيء جميلا ان يحدث لها بل ان الاشياء الجميلة لا يمكن ان ترتسم في ذهن حالمة كبلته اقدراها في هكذا اجواء
لتدلف الباب وتتوسط الغرفة/ بثينة وش فيك لا يكون نمتي وبعدين وراك مطفيه النور
لتهمس بهدوء/ ابي انام ما نمت مواصلة .. بس النوم عيا يجيني
لتفتح النور/ بسم الله عليك وش فيه لونك كذا شاحب انت تغديتي
بثينه بخمول – طالما انك تحدقين في عينيها فهذا يجعلها تحس شيئا من الطمأنينة يغزو نفسها على هون/ ما اشتهي .. حنين ما قصرت معي حاولت تأكلني وعمي فارس جاء وخرجنا اول ما اكلت الكرسون رحت للحمام ورجعت اللي في بطني " الله يكرم القارئ" احس معدتي مو متقبله الاكل
صبا/ مو يا حظي عودتي بطنك على عدم الاكل .. وجهك صاير ذبلان انت اخذتي دواك
بثينه/ مره اخذته وعور بطني بعدين تركته
صبا/ ياربي منك بثينه وراك تهملين نفسك وعلى جسدك حق .. بـ تتحاسبين على اللي تسوينه انت كذا قاعدة تذبحين نفسك وما راح ينفعك هالي تسوينه .. وينه دواك وين حيطته
بثينه بدلع/ ما ابيه صبا لا تجبريني عليه
لتردف بغضب/ بثيــــــــــــــــنه وين دواك انتِ تبين تموتين نفسك والا شنو لو عمي عايش كان يزعل منك وخالتي أمل كمان ما يرضيهم الي تسوين في نفسك حرام عليك عذبتي نفسك وعطيتهم حداد لمدة سنة كاملة ما تعبتِ من الحزن ما ودك تغيرين جوك شوي .. كل مرة اجي فيها عندك واقول بـ تتحسني اكثر إذا انت تعانين انا كمان يا بثنيه ماحد خالي في هالدنيا ابوي وامي منفصلين عن بعض وانا مدري الحق على تربية اخواني والا على طارق الي مدري وين الله حاطه حتى اختي هنوف يا بثينه الي كل مره اشوفها قلبي يعورني والسبب من ابوي وامي اختي ضايعه فاقده حنان ما كملت سنتين لا تتوقعين بس انت الي حزينة كلنا فينا حزن بس نقدر نخبيه حتى عن عيون انفسنا لـ متى تعشين على حالك هذا اصحي يا بثينه ليا فات الفوت ما ينفع الصوت
في محاجرها ادخرت الدموع – فلن تبكي .. ارتمت على صبا لتعانقها/ سامحيني يا صبا والله مقدره شعورك بس غصب عني انا عايشه في الظلام خايفه اروح مع عمي وتفشل العملية خايفه اعطي نفسي امل ثم ارجع اخص من كذا خايفه من زواجي من راجح خايفه من دنيا تصفق فيني يمين وشمال خايفه لا افقد نفسي وافقدكم خايفه من كل شيء يا صبا
صبا/ ليه تخافين توكلي على الله خلي ثقتك بربي كبيرة قوي علاقتك بربي وكل شيء يسره لك .. قومي صلي ركعتين ترتاحين فيها ثم نامي واصحيك على المغرب
بثينه/ طيب
صبا وهي تأخذ الصندوق اللي لفت نظرها/ من مين هذه
بثينه بلعت ريقها/ من راجح
صبا بخبث/ يا عيني ما شاء الله وصرنا عندنا هدايا الله يرزقنا
بخجل/ صبـــا بسك تعليق
صبا/ يمديه الحين يفكر فيك .. الا انتِ ما تبادلينه الشعور
بثينه/ استغفر الله العظيم صبا والله لو ما سكتي لوريك كيف شغلك
لتضحك/ ما نقدر على الدفاع .. عيني عليك باردة ، من الحين شاغلة هجوم ودفاع ... ترى الصبر زين ، ويمدحونه بعد
بثينه/ طيب لا عاد تكلميني خلاص
لتقهقه بشدة وتنحني من كثرة الضحك/ حرام عليك انتِ ليه تغارين عليه كذا
بثينه بتأفف/ ياربي منك ابد ما تعقلين من حركاتك البايخة
صبا/ ادري يا قلبي ما يحتاج تنشرين غسيل خبالي ... المهم ناوية تسافرين مع عمي محمد
بثينه/ مدري والله .. بس عشانه بـ وافق هو ما قصر معي بـ شيء
صبا/ يا دوبه نسيتني افتح الصندوق ..
لتزفر بوجع/ طيب مين ماسك
صبا/ بسم الله توكلنا على الله
فتحت الصندوق لـ تسقط عينيها على علبة مخملية سوداء مغلفة بـ غلاف ابيض وبـ شريطة سوداء .. بدأت تقلبه بـ كفيها ،
لتردف صبا/ وين الكاميرا ابي اصورها قبل ما افتحها
بثينه/ ليه تصورين
صبا/ مالك دخل وين الكاميرا .. غيرتِ مكانها والا مثل ماهي
بثينه/ لا ما غيرت مكانها
اخذت الكاميرا والتقطت صورة جميلة .. ثم فتحت العلبة لـ تتفاجئ بـ ساعة وبريق لمعانها يعكس عينيها ...
’.
يتبعْ ..
|