كاتب الموضوع :
عِتق السنين !
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: يا ليتهن هموم قلبي معازيم تحل وسطه عدة أيام وتروح
(3)
يا ليتهنّ هموم قلبي معازيم تحل (وسطه) عدة أيام وتروح
بقلم/ عِتق السنين !
’.
المنزل ثلاث جدران .. ورابع ..
ما بينهم ضايع .. متشقق وعاري ..
ويميزه شباك .. ضيق ..
مصبوغ.. بالأحمر الناري ..
ومحاصرٍ باسلاك .. علقت بها وردة ..
أوراقها المنزل .. والبرعم الأفلاك ..
***
وعلى الجدار الثاني ..
وأمثال .. وأغاني
مكتوبة بكسرة فحم ..
وصندوق خشب ..
مزخرف بغير الذهب .. غير الجواهر ..
تحت الكتابه نافر ..
فوقه ظلالٍ عريق ..
مثل العنيد .. من الجروح ..
مثل السيوف اللي مقابضها حديد ..
أسرار من ماتوا بعيد ..
وما خلفوا حتى الورق ..
***
أما الثالث من الجدران ..
معلقٍ عليه صورة .. لإنسان ..
من دفتر نفوس .. مكبره ..
مدري جفونه مبخره ..
ولال تجاعيد خيوط .. دخان
وفي الركن كرسي خيزران ..
يجلس عليها الوقت ..
وجريدة ٍ عنوانها باهت .. تغفى على الإسمنت ..
وفوقها كوب فارغ .. وفتات خبز ..
وأصابع ٍ للجوع صفرا مكسره ..
***
ويبقى الجدار الأول ..
وهو أعرض الجدران .. وأكثرها وقار ..
وهو الوحيد اللي انبنا ف نور النهار ..
بوابته على الطريق الرملي ..
صَفت أحجار درجها .. بصبر ..
وش كنها .. ؟؟
سنونٍ صفر .. في فمٍ مذهول ..
وظلما تشدك للدخول .. تشدك ..
وكل ما مسكت اكرة الباب النحاس بيدك ..
تلطخت بدم ٍ طري ..
الجرح نزفٍ يحتري .. أما الطعون ..
وين الطعون .. راحت ..
***
البيت ثلاث جدران .. ورابع ..
مالهم طابع .. يجمعهم ..
يشبهون أهلهم ..
وما صادفوا غير الحياة ..
بدر عبدالمحسن
بعد نصف ساعة .. فتح الباب بمفتاح ودلف الباب بهدوء ..، رؤيتها بهذا الشكل وقد بدت ملامح وجهه مصدومة ..
وضع انامله برفق/ بثينة يبه بثينة اصحي
انتبهت لمناداة عمها .. فتحت عينيها وبنعاس رددت/ نعم
بحنان/ قومي نامي بسريرك ولا تنسين تصلين الفجر ما باقي عليه شيء
رفع محمد نظره لـ بثينة وهي ترخي جسدها على سريرها الوثير
جلس على كرسيه القريب من سريرها وترتسم على شفتيه ابتسامة/ تصبحين على خير
ابتسمت بتعب وارتخت عينيها ليجد صغيرته تغط بنوم .. ابتسم لها بحزن لينسحب بهدوء ويغلق الباب من خلفه ...،
،
يوم السبت – 4 عصراً
ركب سيارته متجها إلى بيته فـ وصل إليه بعد بضع دقائق ..، اوقف سيارته ثم ارتجل منها داخلا الى البيت .. اخذ طريقه ناحية غرفة والداته ..، سلم عليها وقبلها على رأسها/ اخبارك يمه
اجابت وابتسامة مرسومة على محياها/ هلا يمه .. تغديت يابعد عيني
ابتسم بكسل/ حمدلله يمه .. وانتِ وين زوجك فيه
لتجيب بضيق/ متزاعله معه
راجح باستغراب وهو ينظر لعيني والداته/ يمه وش فيك يالغالية
زفرة بضيق/ ياوليدي ياسعد عينه اللي بتضوي حياتك ..
لتردف عن والداتها/ بثينه ما واقفت
اغمض عينيه بصدمة .. تأمل وجهها الحبيب وهي تعتدل في جلوسها/ يمه لا تضايقين قلبك .. هي مو اول وحدة ترفضني غيري انرفض منها
بصدمة/ يعني مو هامك الموضوع ليه رفضتك
ببرود ليردف/ عادي .. المهم انا ماشي الحين
ام راجح بخوف/ وين بـ تروح ياوليدي .. ترى البنات ياكثرهم طب واتخير
مسك يدها وبقبلها بهدوء/ يمه قلت لك رايح جدة عندي دورة .. وبنت جمال بتوافق عن طيب خاطر لا تخافين
أم راجح/ يامك ربي بـ يرزقك غيرها الله يكفيك منها ومن شرها
رفع راسها بين كفيه بابتسامة وعيونه العاشقة تتأمل ملامح وجهها/ سامحيني يمه مو انا اللي انرفض .. واهتمي بصحتك يالغالية لا تهملين نفسك .. وياقوت انتبهي على امي لا اوصيك ..
صعد الى غرفته قبل ان يخرج ثم نزل من درجات السلم بسرعة كبيرة سلم مرة اخرى على والداته واخته ثم خرج من عندها ودعواتها الحنونه ترافق خطاه ..، ركب سيارته متجها للمطار ...،
،
الَليلةُ هَذه ,
تَحْمل اللَامُبَالاة كَ وزرٍ لَا ينفك !
قبلها بنصف ساعة
في الجانب الآخر – فِله أبو ميمونه
دخلت ام ميمونه وجدتها جالسة على الكرسي/ يمه ميمونه
رفعت عينيها/ هلا يمه ناديتني
ابتسمت لابنتها/ ايه يمه .. تدرين من زرانا اليوم
ميمونه/ اظن عمي سعود ..
ام ميمونه/ عليك نور جاين هو ولده يخطبونك
نظرت لها باندهاش ثم اتسعت ابتسامتها بخجل/ يخطبوني انا ..
وتبلع ريقها لتحاول استيعاب الموقف/ بالله عليك يمه عيدي وش قلتي
ام ميمونه/ أي يمه .. ولد عمك تركي خطبك
وهي ترفرف بشعور حدا لا يطول به احد ..، لتبتسم/ يمه تدرين كنت حاسة انه بـ يخطبني
لتضحك من جديد بسعادة عكس تركي تماماً ...
في مجلس الرجال
استقبله عمه عند الباب .. دخل المجلس جلس على احدى الكراسي الجلدية الفخمة المقابلة لـ طاولة دائرية الكبيرة وعريضة ، سلم عليه وهو ينظر لساعته يريد ان يلحق على موعد طائرته
ابتسم بود/ يا مرحبا يا مرحبا .. حي الله ابو احمد
أبو احمد/ الله يبقيك يا ابو ميمونه .. والله جاين اليوم وإن شاء الله ما تردنا
أبو ميمونه/ انت غالي يا ابو احمد ..
ابو احمد/ انا جاي اليوم اطلب القرب منك ياخوي ويشرفني اطلب يد ميمونه لولدي تركي
تهلهل تقاسيم وجهه/ هذه ساعة المباركة .. اللي ولدي تركي ياخذ بنتي ميمونه .. والله انها جاتك عطيه ياولدي ما وراها جزيه
ابو احمد/ وش هالكلام ياخوي ميمونه بنتي ومن حقها نسمع موافقتها ..
ابو ميمونه/ ابشر إن شاء الله .. وانا من عندي موافق
تركي بضيق/ تسلم عمي .. اجل استأذن الحين
ابتسم ابو احمد وهو يهز رأسه بأسف ..
ابو ميمونه/ ما شربت قهوتك يا ولدي
ليردف ببرود/ ما عليه مستعجل مرة ثانية
وضع فنجان القهوة على الطاولة الصغيرة .. ثم رفع رأسه لأبيه وعمه/ اسمح لي يا عمي بس مشغول ..
أبو ميمونه/ مسموح يا ابوك
،
في غرفة كبيرة جدارنها مطليه بنقوشات زهرية
ناعمة كـ نعومة صاحبتها
صبا/ من جدك رفضتي من دون ما تفكرين
لتردف بلا مُبَالاة/ صبا انا ما اشوف يعني ما افيد له كـ زوجة وغير كذا هو متعلم ومثقف ودكتور كمان
نظرت اليها بضيق/ لا والله وانتِ وش ناقصك بالله هذا كلام ينقال
لتهمس ببرود/ صبا الموضوع انتهى
لتردف بغضب/ لا ما انتهى .. اسمعي يا بثينه مو معناته ما كملت دراستك والا فقدت نظرك تفقدين كل شيء .. الحياة حلوة يابنت عمي
بثينه/ صبا يكفي انتِ من جهة وعماني من جهة ثانية .. ارحموني عاد
صبا/ انتِ اللي ارحمي نفسك .. اسمعي الحين تصلين صلاة استخارة وشوفي وش يدلك عليه قلبك
وعينيها تذرف الدمع من غير إرادة منها علها تخفف وطأة الوجع بقلبها ..،
صبا/ ليه تحرمين سعادة لنفسك .. امسحي دموعك ترى ما احد يستاهل ..، وبعدين فكري في كلامي يمكن يحن قلبك وترحمينه
بثينه/ صبا ليه من بد البنات اختارني انا ... عميا وما تشوف وغير كذا ماني متوافقة مع مستواه العلمي
صبا بإقناع/ مسألة انك ما تشوفين اكيد عارف هالشيء وماعنده مشكلة .. وتعليمك ما شاء الله مو ناقص باقي لك ترم وتتخرجين من كلية الهندسة ،
صمتت لدقائق
لتهمس بوجع حقيقي/ بس انا رافضة فكرة الزواج .. ما اتخيل نفسي زوجة وام ..،
صبا/ مافي احد يبقى على حاله .. وبعدين هذه سنة الحياة ترفضين شخص فيه كل مقومات الحياة .. الفرصة ماتجي مرتين يا بثينه .. فكري حبيبتي ودام عمي عطاهم مهلة اسبوع تقدرين تفكرين ..، الحين بروح بيتنا
بثينه/ وتخليني لوحدي اجلسي ونامي عندي
صبا/ لا وش نومه انتِ ناسيه اخواني صغار من يجلس عندهم
لتردف بضيق/ إلى الآن عمي صالح ما رجع من المزرعة
بحزن/ لا اصلا ناسينا وامي جالسة في بيت جدتي موب راضية ترجع .. خليها على ربك
بثينه/ ونعم بالله .. غرقتك بحزاني
لتبتسم بضيق/ الله يصبر راجح عليك
وتقف على سريع وتتفادى ضربتها/ اشوفك على خير يا حرم المصون
لتصرخ بغضب/ صبــــــــــا
لتقهقه/ يا حلو وجهك لما تخجلين .. اشوفك بكره ولا تنسين تفكرين في الموضوع
،
في الجانب الآخر
فتح باب شقته .. دخل بخطوات بطيئة .. وضع معطفه على الاريكة ليسير لدورة المياه .. وبعد الشاور وهو لابس الروب على جسده وبيده منشفه صغيره بيضاء يفرك بها شعره على رنين هاتفه " محمد "
انتبه لهاتفه ... ليرد عليه/ هلا محمد
محمد/ هلا بك
صمت لثواني ليردف/ اخبارك انت طمني كيف دورة معك
راجح/ حمدلله ..
ارتبك ليردف/ راجح اعذرني على اللي صار
ليجلس على الاريكة/ ما صار شيء .. وبعدين انا شاري بنت أختك احاول فيها مرة ثانية
محمد/ والله يا راجح بغيتها لك بس هي عنيدة حاولت اقنعها بس الله ما اكتب ..., الله يرزقك
راجح/ والا يقول لك يقنعها وش قولك
وهو عاقد حاجبيه/ كيف
راجح/ اخطبها من جديد ومن حقي النظرة الشرعية
ليبتسم محمد/ على بركة الله ... بس متى
راجح/ إن شاء الله على نهاية هالا سبوع ..
محمد/ على خير إن شاء الله .. اجل ما اطول عليك
راجح/ مع سلامه
محمد/ بحفظ الله ...
بعد ما اغلق من محمد سار ليسترخي ويغط بنوم عميق بـ اسرع من ما توقع ..
|