كاتب الموضوع :
خَمرُ . .
المنتدى :
الارشيف
رد: وكم من مرة حاولت ان انساك فنسيت نفسي وبح صوت حنجرتي
أنَا الحَمامة ..
ففي عينَيها وجَدتُ مسكنِي
وملجأي
ومَوضعِي
لكي أهرُب منكَ إليهِ وفيه
فلستَ بخاضَع نفسكَ لي
وبائِعٌ وجَديكِ لطيفَ الحمَامة
وسدَيمُ عبقَ عيناي
فصلِّ على السّديمُ صلاة الموتَ
وركز على أنّ " لا " تنتَقل بين حُجراتِ قلبها !!
أنا الحَمامة
التّي نالَت ما نالت من سياطِ قسوتَك
التّي توجعّت بآهاتِ مكتومة
رصّت على كوكبة منحَدرة من نعتِ فاهُك المُؤلم
أنا الحَمامة
الهاربةُ منكَ إليكَ !
أنا الحَمامة
التّي طارتَ طليقّة ترفُ بجناحُها إلى المجَهُول
تنتَظر إغماضًا مُؤبّدٌ بسلام !
أنا الحَمامة !
وانت الذّي توجّه بُندقيتُك لتصطَادنِي من بين موجُ الحمام ..
أنا الحمامة
وأنتَ صائِدُها !!
الصبـــــاح
" البـــــــــيت الأبيـــــــــــــــــض "
لبست البالطوا الأسود بهدوء ..
انسَدل على جسمها وكأنه يعكسُ سواد أيامها السابقَة والمقبلة ..
تناثر شعرها بعد مارفعته من تحت البالطوا .. عطااها شكل جذاب أكثر ..
رفعته وأخذت حجابها المموج بتداخل الوان وكأنها تعطيها امل آخر في ان تصل إلى مرادها المجهول ..
الظلام ؟؟
أهذَا مرادِي ياصائِدي ؟؟
أن أكونُ إلى حيثُ الظلام انتمِي ؟؟
مسكت القرآن بعنف وقبلته ودموعها تناثرت على غلافه .. وهي تتلوا هذِي الآية بخشُوع ..
" وَبشّر الصّابرين . اللذّين إذَا أصَابتهُم مصيبَةٌ قالوا إن للهِ وإنّ إليهِ راجعُون "
تناثرت شَهقاتها في الهواء لتعلن عن صَدى حنينها لأرضِ بيروت ..
لمكَان نشئتهُا ..
لمنفَى طفُولتها وأيامها المبعثرة في ناصية القدر ..
مسحت دموعها الكسيرة من الحزن ..
ذبلت .. اصفر وجهها ونحفت
صار سرحانها عامل اساسي فوق كل شيء وكأن نايف أعمى كل منطقة حسية فيها
وصلت إلى أجنّ مراحل الإكتئاب
ولو استمرت من غير علاج راح يكون آخر مطافها إنتحار !!
انتبهت لهازي جنبها وتصدر صوت هديل الحمام ..
مسكتها برفق وهي تمسح على راسها وبعبرة احتضنتها لصدرها وهي تقول بصوت مخنوق : فقدتي جناحك يالظالمة وصرتي دوم حزينة .. ومادريتي باللي فقدت امها وابوها واهلها تغربت ثم ضاعت انوثتها استولى عليها صياد ماهر يعرف كيف يطلق رصاصته على جنحاني .. كسر لي جناحي مثل ماكسر لك جناحك وقلبي نازفن جرحه ليوم يقوم العباد لرب العباد .. يظن انه بعزلته لي بستسلم لجموحه وطموحاته الدنيئة ..
رفعت الحمامة ع الطاولة وقالت بجنون : نطلع برآ .. نحاول نخليك تطيرين ؟
الحمامة مانتبهت لجنون سديم ..
حملتها معها وراحت للحرم اللي خارج المنزل وبدت تخرج في سياب القصر الى ان انفتحت لها بوابة الحرم الابيض ..
كانت تحس بشعور من الراحةة بحكم ان نايف صار له اسبوعين خارج باريس وراح لمنطقة تورينو بإيطاليا حتى يتمم احد اشغاله ويرجع ..
حطت الحمامة ع البلاط وبدأت تمشي وتقفز حتى تطير لكن كل مرة تصرخ بألم من جناحها المكسور
وكأنها تشكي مدى سؤمها من حالها لانها دائما تحب التحليق ..
اما سديم جالسة ع احد البلاطات وهي ضامة رجولها لصدرها وتتأمل الحمامة بحزن .. ومن اسياب حزنها تطرقت إلى صديقتها سارة وبلقيس وحشوها بالمرة .. ابتسمت بسخرية على حظها التعيس جدا لانها فقدت سارة وهبالها ..ومن يسليها .. حتى هو مافكر الا في نفسه .. سافر وتاركني وحدي احارب جدرانه البيضاء .. تعمد وتقصد ياخذني لهالمكان .. ياااااربي رحمتك استر واعطف.. ذله وهوانه بيوديني لبعيد ..
الحمامة زاد صراخها وتقدمت لها سديم وبابتسامة باهته : بس يالخبلاء فضحتينا بصراخك ..
: خليها تصرخ .. يمكن الحمام الاسود اللي معي يغير من نفسها
شهقت بصدمة وهي تلف عليه .. كان واقف ولابس بدلة رسمية قميص من دون جاكيت وكرافيته موضوعة بإهمال .. واقف ومنتصب وقفته هزتني يووومه هززززتني .. الله ينتقم منه لازال يحرق قلبي
حط الحمامة السوداء .. وبدت تسير نحو الحمامة البيضا
سديم بفجعة : جايب لي حمامة سوداء تبي تفجع حمامتي لعلك الكسر
نايف ابتسم : خليه .. الوكاد انه يغازلها << أشر لها << شوفي كيف واقف جنبها
سديم راحت واخذت حمامتها : واخزياااااااه يالغبراء .. تروحين للديك ابو قرنين هالحمامة السودة وترضين تغازل فيك .. ماربيتك كذا مير الله يقدرني عليك واشوف وش نهايتك
نايف ضحك : ههههههههه أفأ يالعلم !
سديم بغضب : خذ حمامتك المحترقة تراها تتحرش بحمامتي
نايف كتم ضحكته : تتحرش ؟؟ وينها انا اربيها الحين
سديم مسكت حمامتها : كل شيء ولا هازي .. خذ حمامتك الورعة وودها بعيد ترى هازي مارتاحت لها
نايف كاتم ضحكته: واضح والدليل من مساعة تعافر .. تبي تجي للحمامة السوداء ..
الحمامة السوداء كانت تطير في ارتفاع منخفض
وهازي صرخت زي المهبولة تبي تطير بس مو عارفة .. ضحكت عليها سديم وبنفس الوقت حزنت عليها
ناظرت نايف بعتب وعيونها الكحيلة تحكي له عتب غيابه عنها اسبوعين وعتب قسوته وعدم اهتمامه فيها
وخووفها منه اللي سببه فيها ..
نايف يناظر بعيد لبرج ايفل : تكلمي عيونك تعذب !
سديم بخفوت : ماله داعي الكلام دامك فهمته وعسى عذابك من عيوني يطول
نايف : تعاتبيني على غيابي .. رحت لتورينو لشغل مهم جدًا
سديم بهمس : اهلي !
نايف : جاني خبر منهم .. هم بخيـــر
سديم : ماقصدهم اقصد بلقيس
نايف يطمنها : هي بخييـــــــر
لمست الصدق في كلمته وياالله قد شنوه الكلمة غيرت في عنفوان نفسها من ظلمات الى اضواءء مزدحمة ..
ابتسمت بهدوء ومسكت هازي وحطتها على رجولها وهي تقول : هازي بقى لها اسبوعين وترجع تطير
نايف : يمكن تطير مبكر
سديم بهدوء : يافرحتي يومها تطير
نايف باندفاع : شفتي كييف تعني لك الكثير ..
سديم : وش مناسبة كلامك
نايف : اشكريني .. انا السبب
سديم : انت السبب ؟
نايف: انا جبت لك هازي
سديم : هذا مطلبك ؟
نايف : مطلبي اكبر..
سديم : اللي هو ؟
نايف : عاجزة عن تحقيقه
سديم : اللي هو ؟
نايف : ترجعين سديم قبل شهرين ؟؟؟
أرجججججججع ؟؟؟
بعد كل هذا وبكل جراءة ووقاحة يبيني ارجع ؟؟
واللي سويته فيني ؟؟ ألمني عذبني .. ترك فيني قهر والمم و طبيعي
والحين بكل برود يبيني ارجع .. لو تطيب النفس لك ماتطيب
تخسى ارجع لك يامضيع علومي..
وبايع انفاسي برخيص الريال ..
اكرهك اكرهك
قالت بضعف وهي ترجف والدموع بعيونها : طلبك مرفوض
نايف وهو عارف الاجابة : قومي بنتغدى بمطعم اليوم
سديم : مالي نفس
نايف : قومي
سديم : ببقى مع هازي
نايف : بدون نقاش قومي معي وانتي ساكتة
انقهرت يوم سحبها ضربته على يده حتى يفكها لكنه ماتركها ..
وسحبها لداخل ..
دخل غرفته يبدل ثم طلعها معه للمطعم مجبره غير راضية ..
وقف امام السكن وهو يهمس لآبوه : ترضاها يابو حسين ترضاها .. شوف بنت ولدك فين عايشة .. الله اكرم ان يحطها بالهموقف وانت باخل عليها بطيبتك ..
الجد : أباها ..هي بقايا حسين جيبها لي ياعبد العزيز
عبد العزيز : لوما وقفت بوجهك وقلت لك الحقيقة وش كنت بتسوي وقتها ؟
الجد : الحمدلله غفوة وصحيت منها
عبد العزيز بحزن : راحت مع زوجها وماظنتي تقبل بنا
الجد : من هو زوجها
عبد العزيز يرفع اكتافه : الله اعلم
الجد : وخالتها هنا ؟
عبد العزيز: إيوا
الجد يفتح باب السيارة : إنزل .. أبعلن عن سديم بأنها حفيدتي
عبد العزيز بفرح : الله يبقيك يوبه ..
نزل مع ابوه .. وهو يحمل معاه آلاف الأحرف حتى يكسب طرف من سديم
وبما ان خالتها متواجده فهذا راح يكون عامل اساسي في توطيد العلاقة الاسرية بين بعضهم البعض ..
تنَفس الصُعداء وهو يشّدُ حزماً على قبضته .
وكأنهُ الآن يرَى إبنهُ قبل 19 عشَر سنة إذْ كان يرتجِي منهُ طيفَ رحمةً ..
لكنما العاهاتُ متمازجة في طريقَه بشكل عنفوانِي مضطرب .. !
العرق .. قطراتهُ بدأت تنساب على جبينَه كمَا ينسابُ الندى على وريقاتِ الشّجر
معدل التوتَر والإنزيمات تمتزجَ بالدّم لتنبأ عن تشَاجر الأعصاب بعضَها لبعض ..
الإنفلاتِ العصبِي هو أحد عوامل " التوتر" الغير مباشرَة وهي صنف جيد لتقديمه كطبقَ فاخر للعقل كي يلتهمهُ بشراسة ..
الشّقة 15 ..
أجل لقَد أقلقُه الإسم جدًا .. وكأنما اغتصَ منهُ وفير كلماته التي كانت ستخرجُ في حانة مع الهواء لتشكل على المسامع صدى لا ينسى ..
وقف لبرهة مع إبنه واقفًا .. تقدم عبد العزيز كَي يطرقُ الباب لكنما يدَ والدهُ كانت سابقةً إياه ..
وطرق الباب ثلاثًا .. ثلاثًا ..
فإذا بإمرأة تكاتف على أكتافها الزمن ..
عمرها يبلغ الثلاثون .. من الواضح جدًا انها اصغر من عبد العزيز ابنه
الجد : السلام عليكم
بلقيس ناظرت عبد العزيز باستحقار : وعليكم السلام .. آمر ؟
الجد : أقدر اتفضل ؟
بلقيس باندفاع : لآ .. عرف بنفسك ثم افكر باستضافتكم ..
مد يده للباب ودخل بكل هدوء من غير مايشاورها
عبد العزيز ابتسم لنصرف ابوه وكتم ضحكته على شكل بلقيس المنقهر ..
جلس ع الكنب واضعًا ساقًا على أخرى وهو يرى بلقيس تجلسُ بإحتشام امامه وهيَ في كامل توترها
الجد بأريحية : وشو مابه ضيافة ؟
بلقيس بقهر : الكلام أفضل من غيره .. فرجاء ان تنطق مين انت ؟
الجد بفخر : انا أساس أبناء ال .....
بلقيس بصدمة لفت لعبد العزيز وقفت : لهناااا وبس يكفي مهزلة .. وين حنا نلععععب ؟؟
19 سنة متقاضية وهالحين بكل بساطة تبون تتكلمون ؟ فات فوتكم .. وماينفع الصوت !!
الجد يأمرها بنهر : جلسسسسسسي .. !!
خافت من صوته ومن ردة فعله وجلست ..
الجد : صوتك لا يرتفع ..
ماردت عليه لان فعلا خطأ فادح ان يرتفع صوتها على رجال في عمر ابوها
الجد : مين زوجها ؟
بلقيس : زوجها حذرني ماخبركم !
الجد : نقدر نطلعه !
بلقيس : اوك طلعوه !
الجد رفع السمَاعة بتحَدي دقائق وسأل عن فُلان زوجَ فلانَة واتاه الاسم
التفت لبلقيس : نايف عبد الرحمن الـ .. زوج سديم حسين الـ ...
بلقيس بقهر : شيء ثاني ؟
الجد : وش مجلسك في البيت لحالك يامرة ؟؟ مين غير رجال ولا حمية ؟
بلقيس : 19 سنة جلست مافكر احد منكم يهتم او يسأل فلا تفكروا كثير ومابه خوف علي .. الدنيا قوتني وماعتقد انه به شيء يخوف هالحين ..
الجد : تهبين اخليك تجلسين لحالك
بلقيس بسخرية : شنو يعني مثلا بتشدني من شعري لبرآ الشقة وتاخذني عندك ؟
الجد : اذا كنت اقدر فليه لا ؟
بلقيس بقهر : وقاااااااااااااحة
عبد العزيز بغضب : الفاظك تصونيها فهذا كبر ابوك يابنت .. واللي يقوله تنفذيه
بلقيس بعناد : ماببالي ان اوافقكم الراي ولاانتم اهل للراي الزين ..
الجد : انا طالع وياعبد العزيز تجيبها معك ..
بلقيس : تبطون على عظم .. نسيتوا وحدتي منذو مبطي .. وهالحين ببرود تاخذوني ؟ أفأ والله أفأ .. انا السعرة بنت الذياب مايهجم علي الكلب الا واعضه
هناك شيء سَاخن استقر على خدها ..
كفه .. أجل هي كفهُ لقد صعقت كل قوتِي التي تناثرت فِي الهواءِ هاربة ..
تحسسَت خدها المحمر وبحقد لا يخفى : تمد إيددك ؟؟؟
عبد العزيز بعصبية : وأكسر راسك بعععععد
بلقيس بجنون : طلععععععععععوا بررررررررررا
عبد العزيز : ساحبك ساحبك ومو طالع الا بك .. أنا اوريك ..
فتح الباب وسحبها من يدها غصب عنها ..
نزل معها الدرج وكالعادة العجوز نايم وموحاس بالدنيا ..
كانت بلقيس تناديه حتى يساعدها لكنه حاليا غاص بسابع نومـــه ..
رماها بعنف للسيارة وركب مكان السائق حتى يسوق وهو يقفل ابواب السيارة ..
ابوه جنبه وهو يهمس : نزلني للسفارة راح اعلن عن انتساب سديم حسين لآل جلوي
بلقيس كانت تتمتم بنفسها بقهر وودها تحرقهم
انا ماضيعت شبابي .. ونسيت نفسي لآجل سديم
حتى يجي واحد كللللب يتمادى ياخذني .. ياربي كون بعوني وين بيودوني .. ؟؟؟؟؟
بأحد مطــــــــاعم باريس
دخلت معه مكرهه لا راضية ..
وهو طلبَ لهُم غرفة مخصصَة حتّى يجلسُوا فيها ..
كانت سرحَانة عنه ماتبي تقوم للغرفة تكره وجُوده بالمكَان ..
لحاله وجُوده يضيقّ صدرها بعنفُ .. يداعب أنفاسها بآهاتِ متمازجَة
كلّ أحلامي وأنا صغَيرة قدَ تطايرتَ في الهَواء
بفعَل صيّادَ وجهّه بُندقيتّهُ الحازمَة على جناحِي
كسَرهُ فأصبحَتُ عاجزَة عن الطّيران لِـ اللحَاق بِقافلة أحلامِي المهاجرَة
تشَابكَت يدهُ الضخمة في يدهَا تحملُها بقوة ..
تجاهَل فعلاً رجائُها بأن يتركُها طليقَة دُونن ان يتشبت بكفّها النحيل ..
بدَأت بإلإستسلامَ وهي تراهُ ينفذُ بها عبر أسياب المَكان واصلاً بِه إيّاها
إلى غُرفة تميل إلى الطابع الأغريقي في هذا المطعم الفخَم
وثمّة شُرفة زجاجية تطّل على ذاك البُرجَ الذّي قدَ كانَ لي معهُ حكاية بهِ ..
ضمت نفسها لما حست بقشعريرة برد سرت في جسدها
نايف بمرح : يصير نروح برج إيفل هالحين ..
سديم تطالعه : مابروحه تعبت
نايف : ليــــه ..
سديم بخوف : أخاف اصعده .. قمته رفيعه بالحيل وانا اخاف من الاماكن المرتفعة
نايف يضحك : أفـــــــأ .. وانا اقول معي ذيــــبه ماتخاف
سديم بقهر وهي تبكي : إيه إيه العب علي بكم كلمتين مو رايحححة معك .. مو شايف القمة كيف رفيعه ؟؟؟؟ أخاااااااااف
نايف يحملها : ادري فيك بتتحملين خوفك .. لان خوفك مني اكثر لاشيء من خوفك ان تصعدين البرج
صاروا يصعدون البرج بالمصاعد .. كان الوقت يعلن الغروب ..
ويومه إختفت الشمس وصلوا لفوق قمته وهي مخبيه راسها في صدرة
ماتبي تشوف اللي تحت .. لكنه لفها ع السيج واحتضنها من الخلف وهو يمسك كتوفها
وباهاللحظة .. مرت نسمـــة هوآ وكأنها نسمة أمــــــــــان
هل هي أمـــــــــي ؟ أم أبـــــــــــي ؟ أم نــــــــــــــايف ؟؟؟؟؟؟
غرقت عيونها بالدموع وشحوبها وضح ..
شهقت بفرحة يوم البرج تولعت كل انواره ..
المعروف ان هذا البرج يضيء في الليل ..
همس لها : عجـــــــبك ؟
خجلت من قربه لها وابعدته : لو انت بعيد .. يعجبني اكثر
نايف : يمكن لو قلبتي جملتك تتحقق ..!
لفها عليه وهو يناظظر عيونها : تمني ؟
سديم تغمض عيونها الهواء يلفح فيها
وخوفها من المكان ومن نايف خلاها تغمض وبهدوء همست :
أتمنــــــى اروح لأمي وأبوي ..
فتحت عيونها وهو يناظرها ورافع حاجب بتحدي : لو قلت لك ان امك وابوك جابوني لك وش تقولين !
سديم بسخرية : لا ياحلو .. مستحيل النار تختار حزمة حطبها .. فلذلك امي وابوي مستحيل يضيعوني بيدينك .. قول ابليس تغاشم معاك وطحت بالقاع وياك
نايف : انتي مو بالقاع .. انتي فوق الغيم والباقي تحت !
سديم : مابه غيم يضمني الا بالموت ولا ترفعني ترا انا مو بزر تلعب علي بكم كلمة
نايف : تكرهيني ؟
سديم : لو في معنى يعبر عن شيء اكثر من الكره لقلته
نايف بإصرار : إذًا .. اكرهيني !
سديم بتحدي أكبر وهي ترفع حاجبها الايمن : أكرهك كل يوم اكثر واكثر
نايف بثقة : ومصيرها تنقلب الآية ..
الريح قوت وسديم خافت : نزززززززلني ..
نايف ابتسم واحتضنها : لا تخافين السماء بتمطر عشان كذا الهواء قوت ..
سديم تبعد عنه : انا اقول لك نززززلي .. قال مطر قال وجع الا وجع وين تبيني اطيح وادرعم
نايف : مابتدرعمين لكن اخاف اتركك وتشردين
سديم بحسرة : وين اشرد هو في غيرك بالهمكان يدلني
نايف بتملك : إذًا انتي لي !
سديم تصد عنه : .....................
صَحت من ذاكرتها العَميقة .. وهي تشٌوف أصنَافُ الأطبَاق والحَلويات والمقبلات تمتَدُ على الطّاولة بشكل مبسطّ نظرًا لقلة العدَد كونهما إثنَين ..
صراحَة !
كَانت تلكَ الفتَاة جائعَة واضّمحلت وجنتيهَا من قلة تنَاولها للطّعام ..
لكنّما تشعُر بتقزّز من الأكل بجواره .. لأنه وبكلّ بساطة تلاحقهَا عيناهُ أينما ذهبَت وفعلت !!
نايف : إنّ لله .. يعني كل مرة عناد ع الأكل ؟
سديم صحت من سرحانها : ......... كُنت سرحانة
نايف بثقته المعتادة : وحنا ع الأكل لا تسرحين فيني
لعله الساحق والرصاص المتلاحق .. يامال العافية شدراه ان انا سرحانة بعذابه لي .. الله يجيره دارس علم نفس من يلومه هالدثوي ..
سديم بقهر : مو سرحانة فيك ..
نايف يقلدها : مو سرحانة فيك << كمل كلامه<< طيب ياللي مو سرحانة
فيني كملي أكلك لو سمحتي ورانا اشغال
سديم بعصبية : دام وراك شغل ليه جايبني هنا ؟
نايف : اكلي وانتي ساكتة .. وان مااكلتي بتجربين تاكلين من يدي !
انقهرت وجنت من القهر لان كل مرة ع الأكل يهددها بالهتهديد اللي تكرهه ..
أكلت وهي تحاول تسد جوعها بصمت ..
لكن ضاقت بها الوسيعة يوم شافت عصير " جوفيريزآنو "
عصير يقدم في باريس وهو العصير التقليدي هناك
يعد من الفاكهة وتتداخل الوانه في ما بعضها البعض ..
تذكرت ان مرة هالعصير بلقيس جابته لها من محل باريسي في بيروت ..
قالت بكل رفض وعدم اقتناع : مااااااابي العصير مابشربه
نايف باستغراب : ليه ؟؟
سديم : مابيه .. ماحبه
نايف : مو مشكلة ..
وشاله من جنبها وحط عصير ثاني .. هي تنرفزت من حركته وقامت من القهر ..
فتح الباب وبكامل تحيته : تفضلي البيت بيتك
بلقيس ناظرته بقهر شنو هالجد هذا ؟؟ يستهزأ مثلا ..
بلقيس بقهر : موجاية أدخل معك
الجد بمزح : يعني جاية تدخلين مع عبد العزيز << ناظر عبد العزيز << يلا ياعبد العزيز ادخل معها ..
طاح وجهها وهالجد مايبقي فيها عرق ينبض
تحس شوي وتكفر فيه من القهر .. ططايح لها بصغيرة وكبيرة ..
عبد العززيز : دخلللي
بلقيس بحقد : مو داخلة ..
عبد العزيز : وحنا جبناك حتى توهقينا ع الباب ؟
بلقيس: اللي ماعمره تبخر .. تبخر واحترق !
عبد العزيز : إخلللصصي دخلي فضحتينا ..
بلقيس حطت صبعها جنب راسها : والله .. المزاج مزاجي والكيف كيفي .. واذا به جبر يالرخمة تقابلني بسوء الاخلاق وتضربني ؟؟؟؟
عبد العزيز كان بيضربها الكف الثاني يعلمها كيف تبيع سلومها عدل ..
لكنه تمالك نفسه وسحبها غصب عنها لداخل المكان ..
دخلت امام العائلة ووقفت جنب الجد اللي سحبها ووقفها جنبه ..
ناظرتهم ماكانو مستغربين يعني عندهم خبر مسبق ..
ضمت حالها بقهر لانها حست انها مثل الغريبة بينهم ..
وهم لازالوا يطالعوها من باب التفحص ..
قامت بيلسان بابتسامة هادئة وممدت يدها حتى تصافحها : أنا بيلسان .. عمة سديم
ماصافحتها وقالت بعنف وهي رافعة حاجب : وانا خالتها وسديم ماتعترف بعمامها وعماتها ..
وصارت تقلد الجد وجلست ع الكنب وحطت رجل على رجل وهي تقول للجد : مابه ضيافة ؟؟؟
الجد كتم ضحكته : الا فيه ..
بلقيس : وينها ؟؟؟
الجد : ان تقومين وتضيفينا ..
ماتت قهر وقالت بعصبية : لوسمححححت لاتتجاوز حدودك ..
مابقى الا هالشايب يعصب بي .. وانا بالـ هالعمر
ياكرهي لهم .. تعالي ياسديم شوفيهم .. والله يخزون العقل ويضربونه ..
آهـ ياربي احفظ سديم .. اللي حالها عند رب العباد ..
دخلت البيت الابيض وجلست على ركبها وهي تشوف هازي تتقدم لها وتمسح راسها في صدرها ..
سديم بحب : وحشتيني يالخبلاء .. وش سويتي يومني رحت لا تقولين ان حاولتي تطيري لا انتف ريشك
هازي بدت تضرب برجلها الأرض وسديم تضحك لها لانها زي المهبولة تصير وكأنها ترقص ..
احتضنتها بعنف : بسك رقص لا بارك الله فيك فضحتينا قدام الحمام الاسود .. هالديك ذا ياكرهي له ..
نايف ضحك : هههه حددي ديك ولا حمام
سديم بقهر : إثنين في واحد ..
نايف جلس نفس جلستها وناظرها : يا الله قد ايش اشغلتك الحمامة عني ..
ناظرته بهدوء ثم لفت على حمامتها وهي تبتسم ..
نايف بخبث : ماتدرين يمكن اصيدها واشويها وآكلها
سديم بقهر قامت وضربته : والله ان سويتها لآ أقطع مصارينك
نايف ابتسم : ماحب آكل حمام تطمني
سديم بهدوء : رحمة ربي
نايف هز راسه : أفكر ابيعها
سديم لفت عليه : تبيعها اشق راسك .. ليه تسوي كذا فيني ؟؟
نايف : لاتشغلك عني
سديم بحزن : أبي انسى وجودك
نايف : كيف تنسينه وانا سبب وجودك ؟
سديم بعبرة : كرهتني فيك ..
نايف : ماقلت لك اكرهييني حرفًا .. إذًا ماله داعي الكره
سديم بغموض : قلت لي إكرهيني فعلا وليس حرفًا
نايف لف وجهها له : إبكي
سديم تقوي نفسها ومن داخلها تقول لاتبكي لاتبكي ..
سديم بعبرة : ماراح ابكي
نايف يستحثها ع البكاء : إبكي قولي انك تبين بيروت .. إبكي موصعب
طاحت دموعها وهي تهز راسها بلآ وهي تصرخ : ماراح ابككككككككككككي
مارااااااااااااااااااح ابككككككككككككككككككي
راح لها وابعد هازي عنها لانها شوي وتكسرها من كثر مو شادة عليها وحاضنتها
احتضنها بعنف وهي طاحت مرمية بحضنه وتشكي له بعنف عن سواد افعاله ..
قلب حياتها كله خوف .. وين ماتلتفت تتوقع انه بيجي ويغتصبها ..
ماتقدر تتخطى هالمرحلة بسهولة لانها كانت واثقة جدا من نايف وماتوقعت منه هالخطأ الفادح اللي فتح لها بوابة ظلام بشعة جدا ..
رفع راسها له مسح دموعهاا من عيونها الغجرية .. قبلها وهو يقول :
لو ذاق النـــحل طعم شفتيك .. لترك الزهر وعـــاد إليك !
تركها في دوامة خوفها وبكائها .. وهي تصرخ بإسم ابوها وامها ..
وهازي بنظرات لها معنى كانت تراقبها ..
قامت بتعب ودخلت لداخل .. ي الله قد ايش تعبت وحنت لطعم الراحة والامان والاستقرار ..
فتحت غرفتها بتعب قفلت عليها الباب
حاولت تنام .. هي خايفة واليوم الجو عاصف بباريس
صوت الريح ارعبها .. وصارت تصرخ بعنف ..
وهي تغطي وجهها .. البرق بدى يولع بالسماء والحمام اللي على الشجر فجأة طار وراح لمكان يتخبى فيه ومن هالأشياء كلها ارتعبت بل ماتت خوف ..
بدأت تتلو آيات من القرآن حتى تطمأن نفسها لكن تأبى نفسها الاطمئنان وكل ماحولها مخيف
وذاك الصياد الماهر خلف سياج القصر من نافذة غرفته الزجاجية يراقب السديم وهو يلتوي خوفا ..
إرتدى معطفه الأسود وأخذ مظلته توجه إلى سياج غرفتها .. أبى الدخول
لآنه بمجرد رؤيتها له لن تقاوم الاغماء ..
عاد ادراجه وهو يناظرها من سياج غرفته ..
|