المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
سلاسل روايات احلام المكتوبة
رد: 352- حررها الحب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثالث و الأخير)
استدارت لورين لتنظر إلى غاى فيما هما جالسان فى الزورق الذى يتهادى فوق المياه الضحلة . شئ ما فى وقفته و هو يوجه الزورق و فى تعابير وجهه الذى يبدو مقطباً بتأثير أشعة الشمس....أرسل ارتجافه فى كل عصب من أعصابها , أبعدت عنها ذلك الإحساس بالقلق و قالت بمرح :"أين تعلمت قيادة الزورق ؟ تبدو وكأنك فى استعراض عسكرى"
كان القارب ينطلق عبر الموج ناشراً الرذاذ على جانبيه . أجابها غاى :"تلقيت تدريباً عسكرياً لمدة سنتين , و هذا جزء من تقليد أسرتى"
ثم أشار إلى مجموعة من الطيور ذات الذيول الطويلة و هى تحلق فوق البحر و تابع قائلاً:"أنظرى , هل ترين تلك الطيور؟"
و فكرت بحزن أنه يود بهذه الإشارة أن يقول لها بكلمات أخرى :لا تتحدثى عن مواضيع خاصة لورين!
مع ان المنزل الذى اصطحبها إليه غاى يبدو منعزلاً و يختبئ فى ظلال أشجار جوز الهند فيما يمتد الشاطئ أمامه , غير أنها لم تر فيه شيئاً بدائياً. و بعد ان اتصلت لورين بوالديها مستخدمة أحدث وسائل الاتصالات , سألته :"هل هذا المكان الجميل لك؟"
لا, إنه للمنتجع, أراد المالك أن يبنى عدداً من هذه المنازل على امتداد الشاطئ , لكن خطته باءت بالفشل . هل أعجبك المنزل؟"
أجالت بصرها حولها فى الغرفة الواسعة التى فرشت بأثاث من اللونين الأزرق و الأخضر الباهتين اللذين يتناسبان مع لون أشجار النخيل و البحر والرمال البيضاء , ثم ابتسمت بسخرية , بالطبع , فمتسكع مثله لا يمكنه أن يمتلك مثل هذا المنزل!.
ــ إنه رائع الجمال .
و أختفى صوتها ما إن انحنى غاى و عانقها.
خلال الأيام التالية , اكتشفت لورن كم هى مغرمة بـ غاى و خافت من معرفتها هذه . لكن هذه الأيام الغالية هى كل ما يمكنها الحصول عليه من غاى لذا لم تقاوم مشاعرها نحوه. و فكرت أن الوقت هو الكفيل بمساعدتها على نسيانه ما إن تعود إلى حياتها السابقة. بدا غاى شخصاً رائعاً , ذكياً , ذا شخصية آسرة , كما أنه يجيد الطهو. تحدث معها فى كافة المواضيع و جعلها تضحك عدة مرات . إلا أن أياً منهما لم يتحدث عن حياته الخاصة و كأنهما متفقان ضمنياً على ذلك . مرت الأيام و الليالى سريعاً , كأنها حبات من اللؤلؤ تنساب من بين يديها فى خيط من الحرير الناعم. إنها رائعة بشكل يفوق الوصف. و بقيت كذلك إلى أن أطل ذلك الصباح الذى سيعودان فيه إلا فالانو.
قبل رحيلهما بدقائق تحدثت لورين إلى والديها عبر الهاتف , أما غاى فقد تركها و ذهب كى يتأكد أن كل شئ بات جاهزاً. عندما عاد إلى الغرفة سمعها تقول:"فكرت فى الذهاب مباشرة إلى الوطن بدلاً من الذهاب إلى نيوزيلندا"
لقد سمع صوتها فى الكثير من الحالات ....قوية , مرحة, مغرمة....لكنه لم يسمعه أبداً بالعاطفة كما هو الأمر حين تتحدث إلى والديها أنصت إلى محدثها برهة ثم قالت بعد قليل :"حسناً....هل أنت متأكد؟"
بعدئذٍ ساد صمت طويل فيما كانت لورين تبتسم ابتسامة لم يرها على وجهها من قبل . رافبها و هى تمرر يدها على حافة الطاولة فأرسلت حركتها غريزة إثارة فى جسمه , ما جعله يشعر بالضيق و الغضب معاً. و لم يعجبه شعوره هذا مطلقاً . لقد قضيا الأيام الأخيرة معاً إلا أن لورين ظلت حذرة تتجنب أى حديث عن المستقبل . أتراها من أولئك النساء النادرات اللواتى يشعرن بأى روابط عاطفية؟
حتى تلك اللحظة تعمد غاى أن يبعد أسم مارك كوربيت إلى أبعد مكان فى ذاكرته أما الآن , فإن هذا الاسم جعله يشعر بغيرة مؤلمة .
كانت لورين تتابع حديثها على الهاتف فقالت بمرح :"حسناً , سأغادر اليوم لكننى سأتوقف فى فيجى و لن أصل إلى نيوزيلندا إلا فى ساعة متأخرة . سأقضى الليل فى فندق مطار أوكلاند ثم سأسافر إلى خليج الجزر غداً صباحاً"
أصغت إلى محدثها مرة أخرى , ثم ضحكت وهى تقول :"مكان ملئ بالمشاكل. نعم , سأتصل يك ما أن أصل إلى منزل مارك. إلى اللقاء"
ووضعت سماعة الهاتف فى مكانها.
ــ أكل شئ على ما يرام؟
كان هذا كل ما استطاع غاى قوله, إلا أن نبرة صوته بدت عدائية , رفعت لورين عينيها نحوه بحذر , و بدا واضحاً أنها لم تسمعه يدخل إلى الغرفة , ثم قالت :"نعم, شكراً لك . كنت أتساءل إن كان يجدر بى العودة إلى بلادى لأؤكد لوالدى أن ابنتهما الغالية بأمان و بصحة جيدة , لكن يبدو أن و الدى لم يسمع بما حدث هنا"
أطلق غاى صفيراً خافتاً ليخفف عن غضبه الكبير, و قال بحدة :"إنه أب حكيم"
إذن سوف تذهب إلى منزل مارك كوريت, و ذلك يعنى أن علاقتهما قد انتهت. حاول أن يرفع كتفيه دون اهتمام , متسائلاً ببرودة لما فارقه تفكيره المنطقى.
ماذا يعنى ذلك؟ فهما لم يتحدثا عن أى ارتباط . قد تكون لورين حلم أى رجل, لكن قصة غرامها قد انتهت و بإمكانها الذهاب إلى أى مكان تريده و كذلك الأمر بالنسبة إليه.
منتديات ليلاس
قالت لورين بنبرة ملؤها التأثر:"أبى حنون جداً"
ثم انضمت إليه على الشرفة خارج غرفة الجلوس و قال بحذر :"غاى , لقد أمضيت وقتاً رائعاً جداً, شكراً لك"
أجابها بنبرة مليئة بالتأثر :"تبدين طفلة صغيرة فى نهاية حفلة لها"
لم تظهر على وجهها أى تعابير , و التقت عيناها بعينيه دون أن تتحرك .
بدت عيناها جامدتين كالفضة المصقولة . شعر غاى بالانزعاج و بدا كأنه اصيب بصدمة و قالت لورين بحزم :"قد يكون هذا ما أشعر به, فلقد كانت حفلة جميلة جداً . لكنها وصلت إلى نهايتها مثل كل الأوقات الجميلة"
حاول أن يجد فى نفسه قدرة كبيرة لإخفاء غضبه المفاجئ . و أرخى يديه اللتين كانتا قد تكورتا فى قبضتين قاسيتين إلى جانبيه وقال :"من الأفضل أن تعطينى عنوانك و بذلك أتمكن من الاتصال بك إن احتجت لذلك"
فى البداية ظن أنها سترفض , لكنها هزت رأسها و فتحت حقيبتها لتخرج دفتر ملاحظات صغير . راقبها و هى تكتب العنوان و تنزع الورقة ثم تقدمها له قائلة :"سأبقى هناك لثلاثة أسابيع "
أراد غاى أن يمزق تلك الورقة , إلا أنه قال لنفسه بقسوة : حافظ على هدوئك . و قال :"حسناً,من الأفضل أن نذهب"
ثم حمل الحقائب و عادا إلى فالانو , قبل ووقت قصير من إقلاع طائرتها .ما أن وصل القارب إلى الشاطئ حتى نظرت لورين حولها متظاهرة أن لا شئ قد تغير. كان غاى يجذف و قد علت وجهه تعابير جعلتها تشعر أنه بعيد عنها , كأن هناك جداراً بينهما.وجدا هناك سيارة بانتظارهما , لابد أن غاى قد طلبها, سار معها إلى السيارة و بينما كان السائق يضع حقيبتها فى الصندوق مدت يدها مودعة و هى تقول بحزم:"وداعاً , و شكراً لك على كل شئ"
و بطريقة رسمية مماثلة و دون أى تعابير على وجهه أو فى عينيه الذهبيتين, انحنى غاى و أمسك بيدها . لكن ذلك التكلف اختفى ما إن رفع يدها إلى فمه ليقبلها, ألهبت قبلته بشرتها كأنها حزام من النار وجعلت قلبها يخفق بسرعة كما توترت عضلات جسمها بأكمله . قال غاى بصوت ناعم كالحرير:"كان ذلك من دواعى سرورى"
علا الاحمرار خديها و نظرت إلى البعيد ثم رمشت بعينيها و هى تحدق إلى رجل يقف بعيداً عنهما و قالت :"أنا أيضاً"
فتح لها باب السيارة فجلست على المقعد الخلفى . ثم ابتعدت السيارة بها و لم تلتفت لتنظر إلى الوراء. حتى إنها لم تلاحظ الرجل الذى راح يحدق بالسيارة و هى تمر أمامه , ثم وقف ينظر إلى غاى و هو يسير مبتعداً بخطى واسعة.
منتديات ليلاســ
|