لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > سلاسل روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلاسل روايات احلام المكتوبة سلاسل روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-05-13, 05:54 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 352- حررها الحب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثالث و الأخير)

 
دعوه لزيارة موضوعي


مرت لحظة ساد خلالها التوتر و شعرت لورين بنبضات قلبها تطرق بقوة فى كل عصب من جسمها .ثم قال غاى:"لا شئ يضاهى كوباً من العصير المثلج بعد عدة أيام من القتال فى الغابات"
تنهدت لورين بصمت و قالت :"لنجلس على الشرفة"
ألقى بثقل جسده على إحدى الكراسى و تنهد من أعماقه لشدة الإرهاق الذى يشعر به ثم سألها :"هل واجهتك مشاكل فى الدخول إلى فالانو؟"
ــ فى البداية لم يسمحوا لى بمغادرة الطائرة.
و رشفت من العصير ثم تابعت تقول :"بفضل وثيقة الزواج المزيف....و بفضل قبطان الطائرة اقتنعوا أخيراً بالسماح لى بالنزول , استغرق الأمر وقتاً طويلاً قبل أن يتمكن الرجل من إقناعهم بأننى تزوجت حقاً بك"
ــ متسكعو الشواطئ هم مصدر إزعاج حقيقى لسكان هذه المناطق و لو اللجوء إلى إجراءات قاسية لردعهم , لكانت الجزيرة مليئة بهم , فهم يأتون من كل أنحاء العالم و يلقون بأعبائهم على السكان المحليين , فى الوقت الذى لا يملك فيه هؤلاء ما يكفيهم و أسرهم.
ــ اسمك كان له مفعول السحر.
أرادت بقوة أن تعرف ما الذى حدث فى سانت روزا , لكن حدسها أنبأها بألا تتحدث عن ذلك الأمر , فتابعت تقول :"ليتك تعلم كم أنا ممتنة لك لقيامك بهذا الإجراء , لقد مررت قرب السجن فى أحد الأيام و أدركت على الفور أنك كنت محق , أنه ليس مكاناً أستطيع البقاء فيه مطلقاً"
و تذكرت إصراره على منعها من الذهاب إلى القرية الجبلة فقالت بمرح :"أراهن أن الصراصير هناك هى من الأنواع الخطيرة"
ابتلع غاى جرعة كبيرة من العصير ثم قال بنبرة خطيرة :"هناك لن يسلم أى ظفر من أظافر قدمك"
عكس ضوء المصباح الخطوط القاسية تحت خديه كما أظهر بوضوح جفنيه الداكنين اللذين يحجبان عينيه عنها . قاومت لورين رغبة قوية بأن تغمر رأسه و تضمه إلى صدرها. أبعدت بصرها عنه و راحت تحدق إلى السماء التى غدت داكنة . سألته بصوت رقيق ينسجم مع رقة الأمواج التى تلامس الشاطئ بهدوء :"كم من الوقت ستبقى هنا؟"
ساد الصمت للحظات حتى ظنت أنه استغرق فى النوم. و أخيراً قال بصوت يخلو من أى تعبير :"لقد انتهى كل شئ , و لم يبق سوى بضع عمليات تنظيف . لقد تم دحر المهاجمين فتراجعوا إلى قراهم بعد أن قُتل العديد منه أو تمت ملاحقتهم حتى الحدود. و سيطرت القوات الأمنية على كامل أراضى سانت روزا.
فقالت :"لابد أن الوضع كان سيئاً"
قال بصوت منخفض :"سئ إلى أبعد الحدود....قُتل حوالى ثمانون شخصاً , معظمهم من سكان القرى التى حوصرت أثناء القتال.... لقد دُمرت المحاصيل و أحرقت معظم القرى كما قتل العديد من الأطفال...إنها الآثار المعتادة للحروب"
شعرت لورين بأن قلبها يكاد يتمزق من الأسى فقالت :"أنا آسفة"
ــ لماذا؟ فالحرب ليست غلطتك.
وساد صمت قصير , ثم قالت لورين:"هل تبحث عن شخص يمكنك إلقاء اللوم عليه؟"
ضحكته العابقة بالحزن أرسلت الرجفة فى أوصالها . وقف و هو يقول بصوت خشن :"ربما....من الفضل أن أذهب , فأنا ليست فى وضع يسمح لى بتبادل الأحاديث . كما أنه ليس من التهذيب بحث مثل هذه الأمور مع امرأة إنكليزية رقيقة مثلك"
منتديات ليلاس
لم تحتمل لورين فكرة أن يعود محملاً بتلك الذكريات الأليمة إلى وحشة الفندق. و شعرت أنها تدور و تدور حول موضوع قد يغير حياتها , و لم تتمالك نفسها من السؤال :"هل لديك مكان تود العودة إليه؟"
قال بلا مبالاة:"سأحجز غرفة فى المنتجع"
ــ و تخاطر بمواجهة مجموعة من الصحفيين اللذين لم يتمكنوا من الوصول إلى الأماكن التى كان القتال يدور فيها؟
ثم تابعت بنبرة هادئة :"على الرغم من توقف القتال , أظن أنهم يتوقون إلى الذهاب إلى سانت روزا. متى تناولت الطعام لآخر مرة؟"
لم يجيبها على الفور فظنت أن سؤالها فاجأه....لقد فاجأها هى نفسها...
رفع غاى كتفيه العريضتين و قال :"الله وحده يعلم!"
و على الفور هبت لورين واقفة على قدميها و قالت :"سأحضر لك ما تأكله"
و أدركت و هى تشعر بالغرابة أنها قامت باتخاذ قرار لم تجرؤ على مثله فى حياتها من قبل....لكن صوتها ظل هادئاً و هى تتابع قائلة :"لِمَ لا تستحم فيما أحضر أنا الطعام؟"
لم يتحرك غاى من مكانه و مع أن عينيها قد اعتادتا النظر فى الظلام , إلا أنها لم تستطيع تبين تعابير وجهه بوضوح . صمته و وجوده بقربها كانا كافيين لإثارة الرهبة فى نفسها . إلا أن صوته بدا أكثر رهبة حين تكلم , فقد بدا عميقاً, خشناً و ....منذراً بالخطر , إذ قال :"لورين, هذه ليست فكرة جيدة"
أمسك ذقنها بيده النحيلة ثم قال و هو يضغط عليها برفق :"فى حالتى هذه, ليست بالتأكيد رقيقاً مسلياً. أشعر أننى بحاجة لنسيان نفسى"
شعرت بيده دافئة على بشرتها , إلا أن هذه اليد بدت قاسية ما يدل على أن صاحبها كان يقوم بعمل صعب و قاسٍ . قالت بصوت حازم :"إذن , لن تندم غداً عندما تستيقظ بجسم نظيف و معدة مليئة بالطعام"
قال بصوت ناعم كالمخمل :"فى الواقع , أنت امرأة يتمناها كل رجل"
نظر إليها و كأنه يريد الوصول إلى أعماق قلبها وروحه معاً...ثم قال :"لا أريد البقاء إن لم تكونى راغبة بذلك حقاً"
من المؤكد أنها ترغب برفقته . كما أنها متأكدة أنها ستشعر بالندم إن تركته يذهب إلى المنتجع فى حالته هذه . فقالت :"بل أرغب فى بقائك"
هز رأسه موافقاً و تراجع إى الوراء ليدعها تدخل أمامه , أضاءت لورين الغرفة ثم فتحت الخزانة لتعطيه القميص الذى أعارها إياه منذ عدة أيام.
نظر إليها غاى متسائلاً و هو يمسك بالقميص , لكن نظراته غدت قاتمة حين سحبت الخاتم من إصبعها . شعرت بإصبعها بارداً و غريباً عنها , لكن يدها لم ترتجف و هى تعيده إليه قائلة :"شكراً لك"
ــ هل دعوتك لىّ الآن هى من أجل ما ذلك؟ أهى تعبير عن الامتنان لأننى أعدت إليك جواز سفرك؟ أم لأننى ساعدتك فى الخروج من سانت روزا ؟ وضاقت عيناه هو هو يحدق بها حتى شعرت أن بإمكانه قراءة كل فكرة تدور فى رأسها
وضع غاى الخاتم فى إصبعه الصغير و توجه إلى الحمام .
بقى فى الحمام وقتاً طويلاً , حتى أن لورين تمكنت من تحضير وجبة من السمك و السلطة . و تساءلت إن كان يحاول تنظيف جسمه و فكره معاً من كل ما مر به فى الأيام القليلة الماضية. راحت تصغى إلى تلاطم الأمواج الناعمة على الرمال القريبة و هى تحاول أن تحلل ما تشعر به.
أن وجوده هنا هو بمثابة تحد لها , و هى قد قبلت التحدى . خلف تلك الواجهة الصلبة من السيطرة على النفس كانت تشعر أن لدى غاى عاطفة متوحشة بدائية , ذكرتها بصورة المحارب التقليدى التى رأتها فيه يوما التقيا فى سانتا روزا. و أرسلت هذه الذكرى ارتعاشه غامضة فى مختلف أنحاء جسدها. لكنها , مع ذلك ليست خائفة منه . فغريزتها تنبيها بأنه لن يسبب لها أى أذى.
عضت على شفتها فيما هى تتابع تحضيرات العشاء. إنها ترغب بأن يبقى غاى لتناول العشاء لكن الأهم من ذلك هو أن الرجل يحتاج إلى امرأة تعتنى به بعد المعاناة التى مر بها

منتديات ليلاســ


 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 10-05-13, 05:57 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 352- حررها الحب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثالث و الأخير)

 
دعوه لزيارة موضوعي


عندما خرج غاى من الحمام مرتدياً القميص النظيف و البنطلون كانت هى تجلس على الشرفة و قد ووضعت على الطاولة كوباً من العصير و صحناً من الفواكهة الطازجة. لم تسمع وقع خطواته و هو قادم من خلفها , لكن حدسها دفعها كى تبعد نظرها عن فراشة كانت تراقبها . ما أن رأته حتى كاد قلبها يتوقف فى حلقها . كان قد حلق ذقنه و من خلال الضوء الناعم لاحظت وسامته التى تبدو جلية فى كل ملامح وجهه . و راودتها فكرة مفادها أن وسامته هى مزيج نادر من الجمال الشرقى المتوسطى و الجمال الأوروبى. قال غاى بصوت هادئ:"يبدو الطعام شهياً"
لم يبدو ملهوفاً للطعام كما توقعت من رجل يشعر بمثل جوعه , لكن مع الوقت , وفيما هو يخبرها عن الأوضاع فى سانت روزا كاد يأتى على كل ما فى صحنه. و عندما أنهى طعامه قالت :"الدولة كانت إذا وراء تلك الأحداث؟ هل تعتقد أنهم سيحاولن ثانية؟"
ــ لا أعتقد ذلك فلقد فقدوا الكثير من الرجال.
فقالت لورين :"كيف هى أوضاع القرويين فى تلك القرية الواقعة فى الجبال؟ من المؤكد أنهم كانوا وسط المعارك"
أجاب غاى بنبرة حازمة :"لا. فالمعلومات التى وصلتنى تفيد أن تلك القرية لم تتعرض للكثير من أعمال اعنف كبقية القرى . لكن مع ذلك فأنت لن تعودى إلى هناك"
شعرت بارتجافه على امتداد عمودها الفقرى, و قالت :"ولكن..."
قال يقاطعها بنبرة جازمة :"دون لكن. لن أسمح لك بالاقتراب من أى مكان الساحل الجنوبى , فالمنطقة لا تزال فى وضع حرج"
و سألته :"و أنت , هل ستعود إلى هناك؟"
و حبست أنفاسها بانتظار جوابه.
ــ نــــعـــم .
شئ ما فى جوابه و فى تعابير وجهه الوسيم دفعها لأن تقول:"لماذا؟"
رفع حاجبه الأيسر بسخرية و التوى فمه بابتسامة ثم قال:"لدى معارف كثر, و أعرف م يمكنه تقديم المساعدة التى قد يحتاج إليها الناس . كما يمكننى أن أقوم بدور الوسيط بين هؤلاء"
ساورها إحساس غريب فانقبض صدرها , لكنها تجاهلته و نهضت و هى تقول :"العشاء جاهز, سأذهب لإحضاره"
أثناء تناول الطعام حاولت لورين إبعاد فكر غاى عن كل الأحداث المرعبة التى حصلت فى الأيام القليلة الماضية, أخبرته بعناوين الصحف التى وصلت إلى مكتب السفريات , ثم حدثتها عن بعض الفضائح الاقتصادية المهمة,و عن قصة زواج أحد المطربين المشهورين و انفصاله عن زوجته...
كان غاى مدركاً لما تقوم به , لكنه جاراها فى ما تفعله . و لم تنته الوجبة إلا و كان قد بدأ بالاسترخاء و الضحك.
و على الرغم من ازدياد توترها , قالت لورين بصوت هادئ :"أتريد القهوة؟ لكن أخشى أنها قهوة محضرة مسبقاً"
ــ لا بأس بذلك....
ثم تثاءب وراح يفرك رقبته قبل أن يتابع قائلاً :"لكن قبل أن تعدى القهوة سأذهب لأحضر لك رزمة أخرى"
ــ ماذا؟
ــ سوف ترين بنفسك.
مرت عشرون دقيقة قبل أن يعود و كانت تلك أطول عشرين دقيقة فى حياة لورين , جلست على الشرفة بانتظاره و قد لفها الظلام.
ــ تفضلى !
قال غاى ذلك و هو يضع الرزمة على الطاولة.
ــ آهـ, علام تحتوى هذه الرزمة؟
ــ على ثياب.
إنها ثيابها و قد أحضرها من سانت روزا ...و قالت:"شكراً لك, ظننت أنها سُرقت"
ــ إنها ثياب جديدة....
منتديات ليلاس
ثم توقف عن الكلام ليعود بعد قليل فيقول:"علىّ أن أذهب."
كان يتكلم باقتضاب و بدت كلماته حادة فى ذلك الجو الثقيل . نهضت لورين و سارت إلى المطبخ الصغير و بعد أن قامت بتحضير القهوة حملت الصينية بهدوء و استدارت نحوه و عندها فقط سألته :"لماذا؟"
راح غاى يراقبها و هى عائدة باتجاه الطاولة بساقيها الطويلتين و قامتها الرشيقة , فيما راحت المشاعر تضطرم فى صدره توقاً إلى هذه المرأة التى تكاد تفقده صوابه . انتظر إلى أن جلست و حملت إبريق الحليب بيدها , ثم قال :"ليس لديك هنا سوى سرير واحد و لا أظنه سيكون مريحاً لكلينا"
و سرعان ما ندم غاى على تفوهه بهذه الكلمات , إذ شعر أن كلماته تلك تحمل إيحاءاً يدل على رغبته بمشاركتها سريرها بعد أن أقنعها بالزواج به.
و مع ذلك كان عليه أن يقول شيئاً ليبرر رغبته فى المغادرة . راحت يد لورين ترتجف حتى اضطرت إلى وضع إبريق الحليب من يدها . أبقت رأسها منخفضاً و لم يكن يرى من وجهها سوى الانحناء فى عظام خديها . و بعد لحظة قالت :"أنا أريدك أن تبقى و لولا ذلك لما طلبت منك عدم الذهاب"
اللعنة! أنه يريدها بقوة . لكنها المرة الأولى فى حياته التى يشعر فيها بمثل هذه الأحاسيس الجارفة تجاه امرأة لا تملك أى فكرة عنه و عمن يكون . هنا, فى فالانو يعرفونه بأسم غاى باغانون فقط .
و تابعت لورين تقول :"لا أظن أن الأمر مجرد اعتراف بالجميل أو شعور بالامتنان"
توترت عضلات كتفيه و ذراعيه و بذل جهداً واضحاً للسيطرة عليها.
و فكر أن الارتماء فى أحضانها لن يكون الطريقة المثلى للحصول على تقديرها لشخصه و الاهتمام به . و سألها :"ما الأمر إذن؟"
انحنت لورين و لمست خده بإصبعها قائلة :"نحن متزوجان و ا ضير من بقائنا معاً , أليس كذلك؟"
ثم عانقته .... بدا عانقها مثيراً مليئاً بالأسرار و اللذة , بالجرأة و التسامح , بالغموض و الحقيقة.....ما جعل المشاعر تتأجج فى داخله من دون رحمة . و إذا به يقول بصوت أجش :"لا ضير على الإطلاق , فهذا ما أريده أنا أيضاً"
ثم جذبها نحوه بقوة فى عناق أقوى و أكثر عمقاً . عانقها غاى كما لو أنها المرأة الوحيدة التى أحبها فى حياته , و كأنهما يتشاركان تاريخاً حافلاً بالمشاعر المحمومة, أما لورين فقد شعرت بأنها تغرق فى عالم من الأحاسيس لم تعرفه من قبل, و فجأة ارتخت ذراعاه حولها ليبتعد عنها قليلاً قائلاً :"لأقد أردتك منذ رأيتك للمرة الأولى"
فتمتم لورين :"همم ....يومها بدوت لى كالقرصان ....قرصان مثير جداً"
مع ان جفنيه كانا يحجبان عينيه عنه إلا أنها لمحت ومضة من التسلية فى أعماق عينيه الذهبيتين .
ــ و هل لديك اعتراض على القراصنة؟
مررت إصبعها برفق على خده و قالت ضاحكة :"اللحية تناسب بعض الرجال"
راح غاى يضحك ضحكة عميقة منتصرة و عاد يعانقها ثانية ما جعل قلبها يخفق بنبضات متسارعة . لم تعرف من قبل رجلاً بهذه الوسامة أو بهذه الرجولة الطاغية , إنه مزيج من القوة و رقة المشاعر معاً....رفع غاى رأسه وراح ينظر إليها . و ما لبث أن سألها بصوت عميق:"هل أنت واثقة؟"
و فكرت لورين بيأس أنهما لن يمكثا معاً سوى لوقت قصير , فهى ستغادر قريباً إلى نيوزيلندا , أما غاى فسوف يعود إلى سانت روزا . ولا يحق لها أن تطالبه بالبقاء بعيداً عن بلاده طالما هما متزوجان . ظهرت ابتسامة على شفتيها المرتجفتين و قالت :"نعم, واثقة تماماً"
ظل غاى واقفاً فى مكانه لبرهة دون حراك ثم قال :"و أنا أيضاً"
و سرعان ما استدار ليسدل ستارة القماش المشبك فوق السرير منعاً لدخول الحشرات , و كأنه بذلك يبنى حاجزاً بينهما و بين العالم الخارجى.

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 11-05-13, 07:44 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 352- حررها الحب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثالث و الأخير)

 
دعوه لزيارة موضوعي

5 – رجل الحب و الحرب


اغمضت لورين عينيها و هى تفكر كيف ستتمكن من نسيانه....و فجأة سألها غاى:"متى ستغادرين فالانو؟"

شعرت بقلبها يعتصر من الحزن لكنها أجابت بهدوء :"عندما تصلنى النقود فأتمكن من شراء بطاقة السفر"
ــ سأعود إلى سانت روزا بعد ثلاثة أيام , هل تودين أن تقضى هذه الأيام الثلاثة معاً؟
رفعت رأسها لتحدق فى عينيه فرأت الترقب يلتمع فى أعماقهما و إذا بالألم يزداد فى قلبها حين أدركت أنها لن ترى غاى ثانية بعد ان تغادر فالانو. و سألته :"أتعنى هنا؟"
ــ فى مكان ما على الشاطئ بعيداً من هنا .
عادت تسأله و كأنها تخشى أن تتخذ قراراً :"أتعنى أنها جزيرة مهجورة؟"
رمقها بنظرة تحد ثم ابتسم قائلاً:"فى مكان مهجور , لكنه ليس جزيرة بالتحديد"
ترددت قليلاً مع أنها تعلم تماماً ما سيكون عليه جوابها , ثم قالت :"نعم, لكن على أن اتصل بوالدىّ لأخبرهما بما يحصل معى"
منتديات ليلاس
سألها متعمداً إغاظتها :"هل ستخبرينهما بكل شئ؟"
ابتسامة و قالت معترفة :"كلا, ليس بكل شئ"
ــ يمكنك التحدث إليهما عندما تصلين إلى هناك.
ــ ألديك هاتف فى ذلك المكان المهجور؟
ــ نــعـــم.


منتديات ليلاســ

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 11-05-13, 07:46 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 352- حررها الحب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثالث و الأخير)

 
دعوه لزيارة موضوعي


استدارت لورين لتنظر إلى غاى فيما هما جالسان فى الزورق الذى يتهادى فوق المياه الضحلة . شئ ما فى وقفته و هو يوجه الزورق و فى تعابير وجهه الذى يبدو مقطباً بتأثير أشعة الشمس....أرسل ارتجافه فى كل عصب من أعصابها , أبعدت عنها ذلك الإحساس بالقلق و قالت بمرح :"أين تعلمت قيادة الزورق ؟ تبدو وكأنك فى استعراض عسكرى"
كان القارب ينطلق عبر الموج ناشراً الرذاذ على جانبيه . أجابها غاى :"تلقيت تدريباً عسكرياً لمدة سنتين , و هذا جزء من تقليد أسرتى"
ثم أشار إلى مجموعة من الطيور ذات الذيول الطويلة و هى تحلق فوق البحر و تابع قائلاً:"أنظرى , هل ترين تلك الطيور؟"
و فكرت بحزن أنه يود بهذه الإشارة أن يقول لها بكلمات أخرى :لا تتحدثى عن مواضيع خاصة لورين!
مع ان المنزل الذى اصطحبها إليه غاى يبدو منعزلاً و يختبئ فى ظلال أشجار جوز الهند فيما يمتد الشاطئ أمامه , غير أنها لم تر فيه شيئاً بدائياً. و بعد ان اتصلت لورين بوالديها مستخدمة أحدث وسائل الاتصالات , سألته :"هل هذا المكان الجميل لك؟"
لا, إنه للمنتجع, أراد المالك أن يبنى عدداً من هذه المنازل على امتداد الشاطئ , لكن خطته باءت بالفشل . هل أعجبك المنزل؟"
أجالت بصرها حولها فى الغرفة الواسعة التى فرشت بأثاث من اللونين الأزرق و الأخضر الباهتين اللذين يتناسبان مع لون أشجار النخيل و البحر والرمال البيضاء , ثم ابتسمت بسخرية , بالطبع , فمتسكع مثله لا يمكنه أن يمتلك مثل هذا المنزل!.
ــ إنه رائع الجمال .
و أختفى صوتها ما إن انحنى غاى و عانقها.
خلال الأيام التالية , اكتشفت لورن كم هى مغرمة بـ غاى و خافت من معرفتها هذه . لكن هذه الأيام الغالية هى كل ما يمكنها الحصول عليه من غاى لذا لم تقاوم مشاعرها نحوه. و فكرت أن الوقت هو الكفيل بمساعدتها على نسيانه ما إن تعود إلى حياتها السابقة. بدا غاى شخصاً رائعاً , ذكياً , ذا شخصية آسرة , كما أنه يجيد الطهو. تحدث معها فى كافة المواضيع و جعلها تضحك عدة مرات . إلا أن أياً منهما لم يتحدث عن حياته الخاصة و كأنهما متفقان ضمنياً على ذلك . مرت الأيام و الليالى سريعاً , كأنها حبات من اللؤلؤ تنساب من بين يديها فى خيط من الحرير الناعم. إنها رائعة بشكل يفوق الوصف. و بقيت كذلك إلى أن أطل ذلك الصباح الذى سيعودان فيه إلا فالانو.
قبل رحيلهما بدقائق تحدثت لورين إلى والديها عبر الهاتف , أما غاى فقد تركها و ذهب كى يتأكد أن كل شئ بات جاهزاً. عندما عاد إلى الغرفة سمعها تقول:"فكرت فى الذهاب مباشرة إلى الوطن بدلاً من الذهاب إلى نيوزيلندا"
لقد سمع صوتها فى الكثير من الحالات ....قوية , مرحة, مغرمة....لكنه لم يسمعه أبداً بالعاطفة كما هو الأمر حين تتحدث إلى والديها أنصت إلى محدثها برهة ثم قالت بعد قليل :"حسناً....هل أنت متأكد؟"
بعدئذٍ ساد صمت طويل فيما كانت لورين تبتسم ابتسامة لم يرها على وجهها من قبل . رافبها و هى تمرر يدها على حافة الطاولة فأرسلت حركتها غريزة إثارة فى جسمه , ما جعله يشعر بالضيق و الغضب معاً. و لم يعجبه شعوره هذا مطلقاً . لقد قضيا الأيام الأخيرة معاً إلا أن لورين ظلت حذرة تتجنب أى حديث عن المستقبل . أتراها من أولئك النساء النادرات اللواتى يشعرن بأى روابط عاطفية؟
حتى تلك اللحظة تعمد غاى أن يبعد أسم مارك كوربيت إلى أبعد مكان فى ذاكرته أما الآن , فإن هذا الاسم جعله يشعر بغيرة مؤلمة .
كانت لورين تتابع حديثها على الهاتف فقالت بمرح :"حسناً , سأغادر اليوم لكننى سأتوقف فى فيجى و لن أصل إلى نيوزيلندا إلا فى ساعة متأخرة . سأقضى الليل فى فندق مطار أوكلاند ثم سأسافر إلى خليج الجزر غداً صباحاً"
أصغت إلى محدثها مرة أخرى , ثم ضحكت وهى تقول :"مكان ملئ بالمشاكل. نعم , سأتصل يك ما أن أصل إلى منزل مارك. إلى اللقاء"
ووضعت سماعة الهاتف فى مكانها.
ــ أكل شئ على ما يرام؟
كان هذا كل ما استطاع غاى قوله, إلا أن نبرة صوته بدت عدائية , رفعت لورين عينيها نحوه بحذر , و بدا واضحاً أنها لم تسمعه يدخل إلى الغرفة , ثم قالت :"نعم, شكراً لك . كنت أتساءل إن كان يجدر بى العودة إلى بلادى لأؤكد لوالدى أن ابنتهما الغالية بأمان و بصحة جيدة , لكن يبدو أن و الدى لم يسمع بما حدث هنا"
أطلق غاى صفيراً خافتاً ليخفف عن غضبه الكبير, و قال بحدة :"إنه أب حكيم"
إذن سوف تذهب إلى منزل مارك كوريت, و ذلك يعنى أن علاقتهما قد انتهت. حاول أن يرفع كتفيه دون اهتمام , متسائلاً ببرودة لما فارقه تفكيره المنطقى.
ماذا يعنى ذلك؟ فهما لم يتحدثا عن أى ارتباط . قد تكون لورين حلم أى رجل, لكن قصة غرامها قد انتهت و بإمكانها الذهاب إلى أى مكان تريده و كذلك الأمر بالنسبة إليه.
منتديات ليلاس
قالت لورين بنبرة ملؤها التأثر:"أبى حنون جداً"
ثم انضمت إليه على الشرفة خارج غرفة الجلوس و قال بحذر :"غاى , لقد أمضيت وقتاً رائعاً جداً, شكراً لك"
أجابها بنبرة مليئة بالتأثر :"تبدين طفلة صغيرة فى نهاية حفلة لها"
لم تظهر على وجهها أى تعابير , و التقت عيناها بعينيه دون أن تتحرك .
بدت عيناها جامدتين كالفضة المصقولة . شعر غاى بالانزعاج و بدا كأنه اصيب بصدمة و قالت لورين بحزم :"قد يكون هذا ما أشعر به, فلقد كانت حفلة جميلة جداً . لكنها وصلت إلى نهايتها مثل كل الأوقات الجميلة"
حاول أن يجد فى نفسه قدرة كبيرة لإخفاء غضبه المفاجئ . و أرخى يديه اللتين كانتا قد تكورتا فى قبضتين قاسيتين إلى جانبيه وقال :"من الأفضل أن تعطينى عنوانك و بذلك أتمكن من الاتصال بك إن احتجت لذلك"
فى البداية ظن أنها سترفض , لكنها هزت رأسها و فتحت حقيبتها لتخرج دفتر ملاحظات صغير . راقبها و هى تكتب العنوان و تنزع الورقة ثم تقدمها له قائلة :"سأبقى هناك لثلاثة أسابيع "
أراد غاى أن يمزق تلك الورقة , إلا أنه قال لنفسه بقسوة : حافظ على هدوئك . و قال :"حسناً,من الأفضل أن نذهب"
ثم حمل الحقائب و عادا إلى فالانو , قبل ووقت قصير من إقلاع طائرتها .ما أن وصل القارب إلى الشاطئ حتى نظرت لورين حولها متظاهرة أن لا شئ قد تغير. كان غاى يجذف و قد علت وجهه تعابير جعلتها تشعر أنه بعيد عنها , كأن هناك جداراً بينهما.وجدا هناك سيارة بانتظارهما , لابد أن غاى قد طلبها, سار معها إلى السيارة و بينما كان السائق يضع حقيبتها فى الصندوق مدت يدها مودعة و هى تقول بحزم:"وداعاً , و شكراً لك على كل شئ"
و بطريقة رسمية مماثلة و دون أى تعابير على وجهه أو فى عينيه الذهبيتين, انحنى غاى و أمسك بيدها . لكن ذلك التكلف اختفى ما إن رفع يدها إلى فمه ليقبلها, ألهبت قبلته بشرتها كأنها حزام من النار وجعلت قلبها يخفق بسرعة كما توترت عضلات جسمها بأكمله . قال غاى بصوت ناعم كالحرير:"كان ذلك من دواعى سرورى"
علا الاحمرار خديها و نظرت إلى البعيد ثم رمشت بعينيها و هى تحدق إلى رجل يقف بعيداً عنهما و قالت :"أنا أيضاً"
فتح لها باب السيارة فجلست على المقعد الخلفى . ثم ابتعدت السيارة بها و لم تلتفت لتنظر إلى الوراء. حتى إنها لم تلاحظ الرجل الذى راح يحدق بالسيارة و هى تمر أمامه , ثم وقف ينظر إلى غاى و هو يسير مبتعداً بخطى واسعة.


منتديات ليلاســ

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 11-05-13, 07:49 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 352- حررها الحب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثالث و الأخير)

 
دعوه لزيارة موضوعي


خلال رحلة الطيران كانت لورين تشعر بفراغ كبير فى داخلها . رفضت أن تتناول شيئاً باستثناء الماء و عصي الفاكهة. أجبرت نفسها على تناول القليل من الطعام الذى بدا لها و كأنه مزيج من الغبار و البلاستك فى فمها . و شعرت بالأسف لأن عينيها باتتا مثقلتى الجفنين ومتعبتين , و أدركت أن الدموع ستنهمر منهما ما إن تغمض جفونها . قالت لنفسها بغضب :توقفى عن ذلك الآن . فقد كنت تعلمين منذ البداية أنك ما إن ترحلى فلن ترى غاى ثانية . لطالما علمت ذلك و قبلت به.... لا يمكنك التنكر لذلك الآن .
و حاولت إقناع نفسها أنها لم تقع فى حب غاى باغانون ....
و فى منتصف الطريق إلى نيوزيلندا وجدت نفسها تتقبل أمراً لم تعترف به من قبل , لقد قامت بالأمر نفسه الذى قامت به أمها من قبل , دون التفكير بأى شئ آخر سوى عاطفتها و مشاعرها , فارتبطت فى علاقة عاطفية مع رجل لا تعرفه. على الأقل , هى قد تزوجته و شعرت بحزن غريب يسيطر عليها لكنها أبعدته على الفور.
إلا أن إيزابيل بورتر كانت تعر المزيد عن حبيبها , أكثر مما تعرف لورين عن غاى . فكرت لورين أنها مثلها تماما...شدت على يديها فى حضنها و قالت لنفسها : أنا حقاً أبنة أمى....و كذلك أبى.
حسناً والدها الحقيقى...أما والدها رسمياً فهو هيوغ بورير . اكتشف هذا الأخي أن ابنته الغالية هى ثمرة خطأ ارتكبته زوجته . كانت لورين حينها فى العشرين من عمرها و كان هو يعانى من أزمة قلبية , فكادت الصدمة تقتله, لكنه سامح إيزابيل و أكد لـ لورين حبه لها لن يتغير مطلقاً.
عضت على شفتها و هى تحاول أن تبعد أفكارها عن تلك المرحلة . قد يكون غاى مزارعاً يقوم بزراعة الأرز أو يقوم بتجفيف لب جوز الهند.
إنه نصف قرصان...نصف محارب....و يعيش فى جزيرة نائية فى المحيط الهادئ باستثناء ذلك الانجذاب القوى بينهما, ليس هناك جامع مشترك بينهما. عادت تكرر لنفسها: لا شئ مشترك بيننا . إلا أن صدى الكلمات بدا مزعجاً فى رأسها إلى حد بعيد.
ظلت تحدق فى الفراغ أمامها دون أن ترى شيئاً حتى نهاية الرحلة إلى نيوزيلندا . كانت مخيلتها تعيد لها الأحداث التى مرت بها و هى بقربه, و فكرت أنها ستغدو بخير ما أن تصبح فى منزل مارك, ستتخلص بسرعة من هذه الذكريات و تعود إلى طبيعتها السابقة مرة أخرى.

* * * * *

لامست لورين رأس كلبة الصيد الذهبية اللون و قالت بنبرة صبورة :"لا, فانسى, لا أريد الذهاب إلى نزهة عبر الشاطئ و لا أريد السير معك إلى خليج "كابج ترى" كما أننى لا أريد تسلق التلة أيضاً و لا أريد أن ألعب معك بالطابة أو حتى تقديم الطعام لك"
و تابعت بصمت : كل ما أريده هو الاستلقاء هنا فى الشمس و أشعر بالحزن على رجل لن أراه ثانية.
حركت فانسى ذيلها جذلاً لرؤيتها وراحت تلعق أصابعها بلسانها ثم أخذت تركض حول المسبح . ضاقت عينا لورين بسبب أشعة الشمس المزعجة فوق الخليج . على الرغم من بعد هذا المكان عن المحيط الهادئ كبير فهو أقل حرارة و أكثر اخضراراً من المناطق الاستوائية التى تحيط بـ فالانو و سانت روزا. و قالت لورين لنفسها بحزن : لكنه جميل مثلها تماماً .
حركت فانسى ذيلها و كأنها توافق على كلامها . و أدركت لورين أنها , الآن و إلى الأبد سوف تقارن كل جزيرة تراها بـ فالانو . استلقت لدقائق طويلة و هى تستعرض ذكرياتها ...لقد أمضت اليومين الماضيين غارقة فى تلك الذكريات...يومان و أربع ساعات . وفكرت بحزن , أنها على الأقل لا تعد الدقائق....
جلست فانسى إلى جانبها ثم رفعت أذنيها متنبهة و حدقت فى السماء
ـــ ما الأمر يا صغيرتى؟
و ما لبثت لورين أن سمعت الصوت هى أيضاً , إنه صوت طائرة مروحية تطير بسرعة و على علو منخفض . هل هو أخوها مارك ؟ فهو وبيج مازالا يتمتعان بشهر عسل جديد فى سيشيل و قد تركا ابنتيهما التوأمتين مع والدة مارك فى باريس .
حدس خفى جعلها تحبس أنفاسها لكنها قالت لنفسها أن تلك فكرة غبية....أسرعت فى الدخول إلى المنزل لتبدل بنطلونها القصير بآخر طويل مع قميص من الحرير و تمتمت :"ربما يكون...."
إلا أنها عادت و ابتسمت بحزن , بالطبع لن يكون القادم غاى . فلو حدثت معجزة ما و كان هذا غاى , فإنها سوف تبعده
منتديات ليلاس
عنها حتى و لو كان يريدها معه. فهى لا تستطيع تخيل نفسها و هى تمضى بقية حياتها فى جزيرة استوائية .
كان عليها العودة إلى نيوزيلندا ما إن أعطاها جواز السفر . لكن....حتى فى ذلك الوقت كان الأوان قد فات . فذلك الزواج السريع والذى تم تحت قصف المدافع هو قصة مثيرة لأى صحفى. و لطالما تصرفت هى و مارك بحذر تام, كى لا تثير علاقتهما الانتباه , حرصاً على سمعة أمها و صحة والدها .
من حسن حظها أن تلك القصة لم تُعرف . فلو أن أحد الصحفيين علم بما حصل بينها و بين غاى....أو علم بزواجهما, فمن المؤكد أن أخبارهما كانت الآن على صفحات الجرائد.فالصحف ستتمتع كثيراً بنشر أخبار الرجل الأجنبى الذى يحارب جنباً إلى جنب مع قوات سانت روزا, سمعت طرقة على باب غرفتها و قالت مدبرة المنزل بضيق واضح :"إنه السيد باغانون و هو يصر على رؤيتك"
شعرت بتوتر كبير يسيطر عليها ممزوجاً بإحساس من الفرح أبعد عن رأسها كل ما كانت تفكر به. حاولت ألا تشعر مشاعرها إلى العلن و قالت: "شكراً سيدة أوليفر , فأنا أعرفه"
كان غاى فى انتظارها فى غرفة الجلوس . بدا مرتاحاً و كان يرتدى ثياباً عادية تظهر بوضوح قامته المديدة . و قد رفع كمى قميصه فبدت ذراعاه السمراوان القويتان, كما أنه كان حليق الذقن . كانت عيناه الضيقتان القويتان تراقبانها و كأنها تنتمى إلى نوع نادر من المخلوقات أمضى حياته كلها و هو يبحث عنها.
اضطرمت الأحاسيس فى داخلها , أحاسيس قوية و بدائية . هذا الرجل يختلف كثيراً عن ذلك الذى التقته فى سانت روزا....متشرد الشواطئ....رجل الحركة و الحب.
شعرت لورين أن الحياة دبت فى جسدها من جديد لرؤيته . حاولت أن تحكم سيطرتها على نفسها و قالت :"صباح الخير غاى , إنها مفاجأة سارة"
و قبل أن تدرك ما ينوى القيام به , قطع المسافة التى تفصل بينهما بخطوات طويلة ثلاث فاقترب منها و عانقها ثم تراجع قليلاً ليقول :"يسعدنى أن تشعرى بالسرور لرؤيتى"
حاولت أن تخفى دهشتها و حيرتها فسارعت إلى سؤاله :"ما الذى أتى بك إلى هنا؟"
ــ تبدين شاحبة...هل أنت بخير؟
ــ نعم أننى بخير.
"بخير" تبدو كلمة غير مناسبة لوضعها! شعرت بالرعب من ذلك الإحساس الذى جعلها تشعر بأنها ولدت من جديد ما إن رأته . قال غاى و هو لا يزال مقطب الجبين:"أجلسى"
شعرت ببرودة كالثلج تسرى فى ضلوعها , نظرت إلى وجهه لكن ملامح وجهه لم تنبئها بأى شئ ,فسألته :"لماذا؟"
ــ أحمل إليك أخباراً غير سارة.
هزت لورين رأسها و تصلبت كتفاها دون وعى منها ثم قالت :"أخبرنى, ما الأمر؟"
لكنه لم يتفوه بكلمة إلى أن عادت فتماسكت من جديد ما جعله يطمئن إلى أنها قادرة على التعامل بحكمة مع ما سيقوله. وعندئذٍ قال بنبرة فظة:"الزواج الذى عقدناه فى سانت روزا قد يكون زواجاً شرعياً"

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
by royal command, احلام, دار الفراشة, حررها الحب, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روبين دونالد, سلاسل روايات احلام, سلاسل روايات احلام المكتوبة, سلسلة, robyn donald
facebook




جديد مواضيع قسم سلاسل روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:42 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية