لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > سلاسل روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلاسل روايات احلام المكتوبة سلاسل روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-03-13, 08:31 PM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)

 
دعوه لزيارة موضوعي

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياة12 مشاهدة المشاركة
  
زهووووووووووووووووووووورتي الحلوة
حيااااااااااااااااااااااااااااااتى الأحلى
نزل فصلين و انا معرفش ابيج اسفوخس اون مي :(
أخس عليك حياتى لا أنا كدة أزعل منك و ليكى منى
بيج بيج بيج بيج كااااااااااااااااااااااااااااااس أون يور بريتى فيس (:

تسلم ايديكي زهورتى الفصلين رووووووووووووووووووووعة رووووووووووووووعة رووووووووووووووووووووعة استمتعت بهم جدااااااااااااااااااااااااااااااااااا .. ميرسي كتيييييييييييييييييييييييييييير حبيبتى على المجهود الخيالى ده و تعبك فى الكتابة و التنزيل ربنا يخليكي ليا يا احلى زهورتي فى الكون
يسلم عمرك حياتى الأروووووووووووووووووع طلتك الحلوة اللى منورة الرواية و مشاركاتك الحلوة
مش عارفة سؤال لوكا عن اصل الكسا كان مجرد فضول و لا عرف حاجة؟ مش عارفة رد فعله غريبة
هيبان و هتلاقى ردود على أسئلتك فى الفصل اللى جاى
الفصلين دول بصراحة احترت معاه مش عارفة اشتمه بضمير كالعادة
يعني انا عذراه عشان خايف على حياة غاي بس فى نفس الوقت زعلانة جدااا على الكسا اللى شايفة انه خدعها و كان بيتلاعب بها .. شعور مش لطيف ابداا انها اتضحك عليها و انها كانت حمقاء من الدرجة الاولى
هههههههه فعلاً أضحك عليها وكانت حمقاء من الدرجة الأولى الممتاز كمان
يسلام على فيس التفهم و الحنان
و مع ذلك انا متغاظة منه عشان ثقته فيها صفرررررررر كبيررررر ... يعني بعد كل اللي حصل برضه شايف انها حتبيع قصتهم للصحافة :(
يعنى واحد أتربى بين أب و أم بيشكوا فى بعضهم و عنده عقدة من الصحافة و المصورين يعمل أيه حياتى
بس اعترف انى اتأثرت باللفتة بتاعة الزهرة القطنية دي
و أنا كمان
مستنية الفصل الجاى على ناااااااااااااااااااااااار اشوف حيبرر تصرفاته ازاي و اذا كانت الكسا جتقتنع باسبابه تسامحه و لا متعبرهوش و تمسح بكرامة المتغطرس ده الارض :)
لعيونك الحلوة دقائق و ينزل و نشوف مع بعض أيه اللى هيحصل
تسلم ايديكى يا احلى زهورتى على الرواية الرااااااااااائعة دي و على المجهود المذهل ده ربنا يعينك يا جميل و ميرسي كتيييييييييييييييييييييير كتيييييييييييييييييييييييييييير يا احلى زهورتى فى الكون

مووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووواه

تسلميلى حيااااااااااتى بجدد لولا وجودك ما كنت أتحمست للكتابة بسرعة دى يا بنت الرواية نزلة على حسابك أنت بس أنتى كفيتى و وفيتى و نورتينى أنت ور يحااااااااااااااااااااااانتى بطلتكم الحلوة
شكراً حياتى لكلامك الحلو زيك يا قمر و لتشجيعك مووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووواه

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 26-03-13, 08:34 PM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)

 
دعوه لزيارة موضوعي

9 – أذهلتنى عيناك

ما الذى سيحصل الآن؟ خرجت من الغرفة بهدوء و وقفت خلف الباب لئلا يتمكن لوكا من رؤيتها عندما يفتحه. بالأمس و بعد ذهابه كانت قد وضعت كرسياً هناك. لقد سبق لها أن شاهدت على الشاشة أناساً يحملون كرسياً من دون أن يشعروا بالتعب , لكن الكرسى يبدو ثقيلاً كأنه يعاندها, و مع أنها تمرنت على القيام بذلك عدة مرات إلا أنها تشعر بأنها تبدو حمقاء تماماً و هى ترفع الكرسى عالياً فوق رأسها . تباطأت ضربات قلبها حتى كاد يتوقف عن الخفقان كانت تسمع أصوات الهليكوبتر تبتعد باتجاه البحر, فأحست فجأة بارتياح عظيم.
لم تسمع خطوات لوكا و هو قادم كما أنها لم تسمع صوت المزلاج أو القفل. ألا أن تبدلاً لطيفاً فى الجو أنذر حواسها المتيقظة بأنه وصل. انفتح الباب و توقف على مسافة قريبة منها. لكن لوكا ظل واقفاً على العتبة.
أتراه سمع صوت أنفاسها؟ كلا . لأنها لم تكن تتنفس مطلقاً. إذاً؟ ما الذى يجعله حذراً بهذا الشكل....أهو صوت قلبها الذى يتخبط باضطراب فى صدرها؟
كادت الكسا تصرخ حين راح لوكا يضحك قائلاً بخشونة:"كان علىّ أن أحزر"
أضاء النور و قال والتسلية بادية فى نبرته و عينيه :"كرسى؟"
زمجرت الكسا و الغضب يتآكلها :"بدت لى فكرة جيدة"
وضعت الكرسى جانباً و تراجعت من خلف الباب. و راحت تحدق إليه و رأسها مرفوع عالياً إلا أن غضبها و عدوانيتها تحولا إلى قلق فى اللحظة التى رأت فيها الظلال الداكنة تحت عينيه الذهبيتين . بدأ و كأنه لم يذق طعم النوم منذ أن رأته للمرة الأخيرة.
ــ كانت فكرة جيدة, لكنك لست بحاجة للدفاع عن نفسك.
كان صوته يفيض بالتسلية و اكمل بفتور :"لقد انتهى الأمر. أنك الآن حرة الكسا, و آمل أن تسامحينى يوماً ما لأنى احتجزتك بهذا الشكل "
سوف يغادر لوكا البلاد....و يتركها . كادت تقولها مع أن صوتها لم يقل شيئاً . فكرت بتحد:لست آبه لذلك . بينما كان قلبها المتآلم يكذبها.
سألته :"كم الساعة الآن؟"
ــ بعد ساعة يبزغ الفجر . هل تودين العودة إلى منتديات ليلاس منزلك أم إلى أوكلاند؟
قالت بسرعة :"إلى أوكلاند . لكنى أريد قبل ذلك أن أعرف , ما الذى يحصل بحق الله؟"
صمت قليلاً ثم قال:"لا يمكننى أن اخبرك"
ــ هذا يعنى أنك لا تثق بى
ثم أطلقت ضحكة صغيرة ساخرة و أضافت :"لكن ما الجديد فى هذا؟"
إنها لست جيدة كفاية لتنال ثقته . أكد لها صمته ذلك . فأخذت الكسا نفساً قصيراً و قبل أن تتمكن من الكلام قال لوكا بشكل مفاجئ :"أود أن أثق بك , لكنى لا أستطيع ذلك , فالأمر...."
توقف قليلاً ثم أنهى كلامه برباطة جأش باردة كالجليد :"الأمر ليس متعلقاً بك وحدك . تعلمت فى وقت مبكر من حياتى أن الأمير لا يمكنه الوثوق بأحد....حتى بأمه و أبيه و أعز أصدقائه . أريدك أن تصدقينى , فأنا لم أكن لأتصرف كطاغية مستبد لو لم تكن حياة بعض الناس فى خطر"
ــ حياة الناس؟
يبدو أنها رددت الكلمات بصوت مسموع لأنه قال :"نعم , و بالرغم من شعورك بالسخط أطلب منك أن تثقى بى"
رمقته الكسا بنظرة ملؤها الاضطراب :"لِمَ علىّ أن أثق بك؟"
هز لوكا كتفيه قائلاً :"ما من سبب يدفعك لذلك . إلا أن هذه...المسألة لم تنتهى بعد . فهل بإمكانك أن تبقيها فى الخفاء مدة أسبوع على الأقل؟"
انفجرت قائلة :"وهكذا ستسألنى الشرطة لما لم أتقدم بالشكوى على الفور؟"
أجابها بلا مبالاة :"يمكنك أن تفكرى بالأمر إذا أردت"
كان لوكا يراقبها من خلال عينيه الضيقتين ثم قال :"أسبوع فقط الكسا , هذا كل ما أطلبه منك . تقولين إنى لا أثق بك لكنك أنت أيضاً لا تظهرين الثقة"
ترددت :"و إذا رفضت؟"
قال بهدوء :"عندئذٍ عليك أن تبقى هنا من دون احتجاز و إنما كضيفة فى منزلى"
ــ و إذا قلت لك إنى لن أخبر أحداً فهل تثق بى بما يكفى لتدعنى أذهب؟
صمت قليلاً , شعرت الكسا بما يعتمل فى داخله من مقاومة حين قال بهدوء:"نــــعـــــــم"
و بالرغم من شعورها بأن ذلك تهوراً غبياً من قبلها , إلا أنها غمغمت :"حسناً"
ــ شكراً لك.
شدت الكسا أسنانها قائلة بفتور :"حسناً , الوداع"
لم يتحرك لوكا من مكانه:"الوداع الكسا,هل هناك ما يمكننى أن أقوم به...؟"
ــ كلا.
منتديات ليلاس
أطبقت يداه على يديها و سحبها نحوه وعانقها . بدأ عناقه لطيفاً يفيض بالحنان ثم تحول إلى شغف عنيف جعل ركبتاها ترتجفان . انتبهت الكسا إلى أن تصرفه يعنى الوداع فالتصقت به بقوة إلى أن كادت تذوب خجلاً , ثم اندفعت مبتعدة عنه.
تركها تبتعد قائلاً :"أنى آسف"
جاء صوته رزيناً و متحفظاً فمن الواضح أنه لا يشعر بمثل ذلك الشعور المر الذى يجتاحها:"على كل شئ,أرجوأن تكون حياتك سعيدة الكسا. كما أرجو ألا تحملى لى أى ضغينة"
استدار لوكا مغادراً وما هى إلا دقائق حتى سمعت صوت محرك الهليكوبتر يبدأ بالدوران , و هى لا تزال تقف جامدة فى الظلام.
ظل ينظر إليها حتى اللحظة الأخيرة قبل مغادرته.
أحست بالدموع تكاد تتدفق من عينيها و بثقل فى حنجرتها يكاد يخنقها. لكنها إذا بدأت بالبكاء الآن فلن تتوقف من التوقف. فتحت الباب على مصراعيه و عادت تحمل حقيبتها.

منتديات ليلاســـ

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 26-03-13, 08:36 PM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)

 
دعوه لزيارة موضوعي


قالت الكسا بصبر و هى تبحث عن مفاتيحها :"كلا سين , لا أريد تقديم كوب من القهوة لك"
راح رفيقها للسهرة يضحك ممسكاً بمعصمها :"هيا الكسا. لا تكونى مملة"
شعرت الكسا بالسخط مما دفعها إلى نبذ كل لباقة فقالت بحدة:"عمت مساءاً , لا تدع سيارة الأجرة تنتظر"
لكن رفيقها أصر:"لماذا؟ انت تروقين لى و أنا أروق لك....فما هى مشكلتك إذاً؟"
إلا أن طيف شخص آخر لاح أعلى الدرج و بالرغم من أن عينا الكسا اتسعتا لرؤيته إلا أنها عادت و عدلت رد فعلها , فشهران من البؤس و الوحدة لم يكونا كافيين لها لتتخطى شعورها بأن كل رجل طويل و أسمر هو لوكا.
لكن عندما قال القادم الجديد بلهجة مألوفة مهلكة :"أنت هو المشكلة"
كاد قلبها يتوقف عن الخفقان و تجمدت فى مكانها . و إذا بها ترى سين يواجه لوكا قائلاً :"من أنت بحق الجحيم؟"
أجاب لوكا باقتضاب :"لست شخص تهمك معرفته"
و حول نظره من سين إلى الكسا :"هل تريدينه أن يغادر؟"
أجهدت الكسا نفسها لتتمكن من تحريك لسانها بما يكفى لتقول بصوت أجش:"كان سيغادر"
اجاب لوكا بصوت يمكنه أن يثير الارتجاف :"لقد سمعت ما قالته"
تلك النبرة المتسلطة فى صوته و فى وقفته هزتا كيان سين. و بعد أن أصبح على مسافة آمنة قال :"كان عليك أن تخبرينى بأن ثمة رجل فى حياتك الكسا, و ما كنت لأتطفل"
ظلت الكسا تراقبه مشدوهة لا تطيق الانتظار بينما كان سين يتحرك بسرعة للحاق بسيارة الأجرة"
ساد الصمت بينهما إلى أن كسرته الكسا حين قالت بصوت متوتر و فاتر:"شكراً لك"
سألها لوكا بلا مبالاة :"من هو؟"
ردت باقتضاب لأن الكلمات تعثرت على لسانها :"إنه صديق "
كان الارتباك و الأمل يتصارعان فى داخلها فثبتت نظرها على المفتاح فى القفل.
هل يحاول أصدقائك التحرش بك؟
لولا تلك البرودة فى نبرته لساورها الشك فى أن سؤاله يحمل مسحة غيرة. لكن لوكا لم يبد لها كعاشق عاد ليشكو نار حبه . فقالت و قلبها يكاد يهبط من صدرها :"هذا ليس من شأنك , لكن ما دام ذلك قد حصل, كلا إنهم لا يفعلون"
كان لوكا يبدو طويلاً و داكن اللون كأنه ينذر بالشؤم تحت الضوء المتسلل من مصابيح الشارع.
ــ و الآن , ماذا؟
كلمة مضطربة أخرى....سعلت الكسا ثم أردفت :"تجاوز الوقت منتصف الليل"
ــ إن الأمر هام.
كانت ترتجف لكنها دفعت الباب و غمغمت :"من الأفضل أن تدخل"
فى أى حال تركت شقتها ؟ لم تعد تذكر. و أملت الكسا أن تكون شقتها مرتبة.
إنها لست فى حالة سيئة فعلى الأقل هناك باقة من الأزهار ...كانت قد اشترتها بعد ظهر ذلك اليوم لأن كل شئ فى حياتها بدأ رمادياً . و الان ها هو سبب مأساتها و بؤسها الدائم يقف أمامها ينظر إليها بتجرد.
كانت الكسا تحس بوخز فى بشرتها فقالت بصوت مخنوق :"متى جئت إلى أوكلاند؟"
كان لوكا ينظر إليها بعينين شبه محجوبتين و وجه لا ينم عن أى مشاعر:"وصلت مساء أمس فى زيارة خاصة"
رمقته بنظرة متألقة قائلة بجفاء :"لن أخبر أحد بذلك"
هل جاء وحده أم برفقة تلك الأميرة التى تتحدث الصحف عن علاقته بها مؤخراً؟ و هذه المرة بدا الأمر أكثر جدية فقد كا لوكا يمكث فى قصر أسرتها فى فرنسا.
ضاقت عيناه :"أعلم ذلك"
تخطت الكسا رغبة مجنونة راودتها و سألته :"هل اقتنعت أخيراً بأنى ليست من الصحفيين المتطفلين ؟"
جاءت ابتسامته مطمئنة و....مهلكة:"نعم"
اتسعت عيناها و قالت بتأن :"كيف؟"
ــ لم تبيعى أى قصة أو صور و التزمت بوعدك لى بعدم التحدث عما حصل.
كان من الأفضل التزام الصمت , إلا أنها لم تستطيع منع نفسها من القول :"أنا لا أنكث بما أعد به"
و لأن كلامها بدا متزمتاً تابعت تقول :"شكراً لأنك قمت باستبدال آلة تصوير والدى"
هز لوكا كتفيه :"لا داعى لشكرى"
مما يعنى أنه كلف أحد أتباعه بهذه المهمة , رغم أن توقيعه كان على الرسالة القصيرة التى وصلت معها.
ثم أردف:"شبق لك أن شكرتينى فى رسالة رسمية قصيرة"
رسالة لم يجب عليها مما آلمها فسألته بهدوء:"هل أنت من دبر لى فرصة لأعمل مع شركة (ترودى جركن)؟"
كانت الكسا تراقبه عن كثب فلاحظت ارتجافاً خائناً فى أجفانه. و قالت بسرعة:"انا ممتنة لك جداً, لكنك لا تدين لى بأى شئ . عندما قرأت عن اتفاق السلام الذى تم فى سانتا روزا أدركت لما كنت بهذه العدائية معى, لأنى أتجول بجوار منزلك حاملة آلة تصوير"
عندما شاع الخبر و انتشرت المعلومات بأن الاتفاق قد أبرم فى بيت لوكا عند الشاطئ راحت الكسا تلتهم كل ما يقع فى يدها عن هذا الموضوع.
قال لوكا:"كنت فى طريقى لمقابلة ممثلين عن حكومة سانتا روزا فى الليلة التى تعرضت فيها للهجوم"
كانت لهجته متحفظة كتعابير وجهه :"أصرت الحكومة على سرية المحادثات لأن الدولة المجاورة كانت مستعدة لاجتياح أراضيها"
أومأت الكسا . أن لوكا يتعاطف بالتأكيد مع دولة صغيرة مهددة .
و رمقها بنظرة حادة و تابع :"أرادت جماعة سانتا روزا قوة لحفظ السلام قبل أن تتسرب أخبار الاتفاق إلى الصحف"
شبكت الكسا أصابعها معاً بقوة إلى أن أصبحت بيضاء اللون تقريباً :"يمكننى أن أفهم حاجتك إلى السرية على الجزيرة.....كما أفهم لما ظننت أننى من سرب الأخبار لتلك الصحيفة.... التى تبين بالصدفة فيما بعد أن لديها جاسوس فى مكتب كارول , يستمع إلى المكالمات الهاتفية.... لكنى مازالت أعتقد أن احتجازك لىّ كان رد فعل مبالغ فيه"
قال لوكا بحزم:"بدا أمراً ضرورياً فى حينها. أعرف أن السجن سجن مهما كان مريحاً لكنى سأكرر ذلك إذا اضطررت للأمر . آمل أن تدركى كم كنت أشعر بالاستياء لاضطرارى للقيام بذلك"
أحست ان بشرتها تحترق فوق عظام خديها , عندما تذكرت تلك الوردة القطنية فقالت بصوت هادئ :"هخذا لا يهم الآن يبدو أن اتفاق السلام قد نجح و هذا ليلاس لا يقدر بثمن"
تردد قليلاً ثم قال بهدوء :"أجلسى الكسا , هناك ما أود أن أخبرك به"
رمقته الكسا بنظرة متمردة , لكنها اطاعته و جلست واضعة يديها فى حجرها فهى تريد إنهاء الموضوع!
ألقت نظرة على وجهه الصارم المتسم بالجدية و راحت تتساءل أن كان لوكا قد قطع كل تلك المسافة ليعلمها بأنه سوف يتزوج تلك الأميرة . لماذا يزعج نفسه؟ فليس بينهما ما هو مشترك, سوى بعض المناوشات . قالت بتصميم :"تفضل"
قال لوكا بصوت حيادى و خال من العاطفة :"عندما رأيتك للمرة الأولى أذهلتنى عيناك"
لم تكن الكسا تتوقع ما سمعته فرددت بارتياب :"عيناى؟"
بدا التوتر على فمه و قال متشدقاً :"من بين أمور أخرى"
لكنه تجاهل حرارة اللون الذى احتاج بشرتها و تابع قائلاً:"لدى صديق له لون عينيك نفسه . كان لدى أمور أخرى تشغلنى لذلك فكرت بأن الأمر مجرد صدفة. و عندما أخبرتنى أن والدك ينحدر من أصل إيطالى و أنك لا تعرفين من هو جدك بدا لىّ الأمر كأنه لغز"
ــ لماذا؟
جاءت كلمتها خرقاء , فأدركت أنها كانت تحبس أنفاسها.
ــ لأن صديقى ينتمى أيضاً إلى تلك البقعة من العالم.
هرب اللون من بشرة الكسا و لم تعد تقوى على الكلام. راحت تحدق إلى منتديات ليلاس لوكا بنهم منتبهة إلى الطريقة التى يلون بها الضوء بشرته.
منتديات ليلاس
تابع لوكا بهدوء :"بالرغم من انك تحملين الأسم نفسه , فهذا ليس غريباً....لأن أسمى الكسا و نيكول هما أسمان عصريان . لكن عندماى أخبرتنى أنهما أسما والدك , و والده الى عرفته جدتك عندما كانت تدرس فى جامعة فى إيطاليا أثار الأمر اهتمامى . عندما رجعت إلى داسيا بحثت عن كل المعلومات المتعلقة برحلة جدتك إلى إيطاليا"
قالت الكسا بقوة:"لا يحق لك القيام بذلك. كما أنه ليس عليك أن تعوض على لأنك احتجزتنى . كان عليك أن تخبرنى بشكوك و أنا أقرر ما الذى أفعله"
انعقد حاجباه معاً و قال لها :"كان هناك اعتبارات أخرى"
ــ أى اعتبارات ؟
ــ هوية جدك.
احست أنها لم تعد تستطيع التنفس . ابتلعت ريقها و قالت بصوت محبوح :"هل وجدته؟"
وضع لوكا يده النحيلة فى جيب سترته . و أخرج صورة وضعها على الطاولة أمامها :"هل تعرفين هؤلاء الأشخاص؟"
كانت يدا الكسا مثنتتين بإحكام فى حجرها فراحت تنظر إلى صورة الشخصين اللذين يبتسمان لبعضهما البعض فى تلك الصورة الباهتة و قالت بصوت مبحوح :"نعم, فلدى صورة مطابقة لها تماماً"
ــ هل يمكننى ان أراها ؟
مشوشة الذهن بمزيج من الألم و الترقب ركضت إلى غرفتها و أحضرت من خزانتها صورتين .
قالت مشيرة إلى الأقدم بينهما :"هذان هما جداى."
ثم أشارت إلى الصورة الأخرى مضيفة :"و هذان هما والداىّ يمكنك أن ترى الشبه الواضح بين جدى و والدى"
لم يظهر أى تغيير على سيماء وجه لوكا القاسى عندما كان يتفحصهما , إلا أنها وضعهما على الطاولة قائلاً :"نعم, أنهما يشبهان بعضهما إلى حد بعيد"
ــ إذا من يكون جدى؟
قال لوكا :"يبدو ان جدك كان ولى عرش ايليريا حين التقى جدتك.أن فحص الجينات سوف يثبت صحة الأمر , لكن كل المعلومات تدل على ذلك"
ارتخى فكا الكسا و عندما استعادت قدرتها على الكلام قال بتردد :"أتقصد الأمير الذى تزوج بامرأة نيوزيلندية؟ كلا أنه صغير السن!"
كان لوكا يراقبها بتركيز :"لست أعنى الأمير الكس , و إنما والده الأمير نيكولا الذى كان يومها ولياً للعهد. لقد التقى جدتك فى جامعة إيطالية و أحبا بعضهما البعض و حين أنهت دراستها عادت إلى نيوزيلندا و هى حالمل بوالدك . لم يكن بإمكان الأمير نيكولا أن يكتشف الأمر , و أعتقد أنه قدم الدعم لجدتك و ابنها بقدر ما أمكنه ذلك"
قالت الكسا بصوت ضعيف:"يبدو ذلك كالخرافة"
كانت تشد قبضتى يديها لتمنعهما من الارتجاف محاولة تنظيم أفكارها المشوشة :"إنه أمر لا يصدق"
ــ كان لدى جدتك سبباً وجيهاً لتخفى عن ابنها كل المعلومات المتعلقة بوالده. فهى على ما يبدو امرأة حساسة و طيبة.إن الرجل الذى يبدو فى الصورة مع جدتك, هو بالتأكيد والد امير ايليريا الحالى, عندما كان فى الثلاثين من عمره. إذا كانت جدتك قد أدركت أنه لم يكن لديهما أمل بالزواج فى تلك الأيام فإن قرارها كان صائباً.
قالت الكسا كأنها مخدرة :"و لم تشأ أن تحمله عبء طفل غير شرعى. ماذا حصل له عندما تعرضت ايليريا للغزو؟"
ــ بعد أن أمضى تلك السنة فى إيطاليا ذهب إلى الجامعة فى سويسرا ثم إلى انكلترا . تزوج قبل حصول الثورة الشيوعية بوقت قصير ثم راح يعمل سراً كمزارع إلى أن أكتشف أمره. عندئذٍ ضحى بحياته ليفسح لزوجته و ابنه الوقت الكافى للرحيل.
فجأة طفرت الدموع من عينى الكسا و شعرت بالألم من أجل رجل لم تعرفه قط فى حياتها. قال لوكا بهدوء :"نعم, كان جدك بطلاً يحق لك أن تكونى فخورة به"
ابتلعت ريقها :"أنا....لا اعرف ماذا أقول"
ضحك بهدوء :"ربما للمرة الأولى منذ تعارفنا"
راحت الكسا تعض شفتها لتمنعها من الارتجاف :"لِمَ قمت بكل هذا العمل الشاق؟"
ــ بدا لى هذا أقل ما يمكننى أن أقدمه لك بعد معاملتى السيئة . أخبرتنى أنك تشعرين و كأن هناك ثقب فى حياتك . و بالرغم من أنك كنت تضحكين حين كنت تكلمت عن عائلة إيطالية كبيرة , إلا أنك بدوت تواقة إليها.
إن اكتشافه هذا السر من أجل إسعادها يعنى لها أكثر من ان يقوم بتقديم التعويضات لها.
قالت له مخفية ارتباكها وراء كلماتها :"أنا....أشكرك"
رد بلا مبالاة :"لست بحاجة لأن تشكريننى"
و تحولت قسمات وجهه إلى قناع برونزى بارد حين أضاف :"لسوء الحظ بينما كنا نقوم بالبحث تحدث أحد الموظفين عندى إلى أحدهم عن امكانية أن يكون لـ نيكولا أبن آخر , فوصلت هذه المعلومة....."
شعرت الكسا بالأسف من اجل ذلك الموظف المهمل و سألته:"إلى من؟"
انتظر قليلاً و عندما لم يتفوه بكلمة غمغمت :"لا أعتقد أن ذلك مهم . فيبدو لى ان العائلة المالكة فى ايليريا لن تبدى اهتماماً بقريبة مجهولة تعيش فى الجهة الأخرى من العالم"
مع أن هذه الفكرة كانت تدغدغ احلامها...عائلة إيطاليا كبيرة و سعيدة,لكن الأمر مختلف الآن فلديها عم هو أمير.

منتديات ليلاســـ

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 26-03-13, 08:39 PM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)

 
دعوه لزيارة موضوعي


قال لوكا بصرامة:"أنت تظلمين الكس , فهو مهتم جداً للأمر. لقد اتصل بى و عندما علم أننى قد قابلتك طلب منى أن أدبر لقاء بينكما"
رددت الكسا و هى مضطربة لشدة الصدمة:"لقاء بيننا؟"
إذا هذا هو هدف زيارته!
أحست بكتلة كبيرة فى حنجرتها فابتلعت ريقها لتقول بصوت أجش :"لماذا؟"
قال لوكا ببرود :"يريد أن يراك . و قد اقترح أن تلتقيا فى داسيا لأنها مكان محايد, فزوجته الحامل لا تحتمل السفر لمكان بعيد, لكن يمكنها الذهاب إلى داسيا"
الذهاب إلى داسيا, أمل لطالما راودها و لم يمت أبداً و ها هو اليوم يتجدد . لكن لكى تهدئ من روعها قالت :"داسيا ؟ لماذا داسيا؟"
قال بجفاء :"إن وصول امرأة لها مثل عينى كونسيدان و مثل بنيته إلى ايليريا سوف يثير اهتمام الناس. و سوف يجتمع المصورين و المراسلون من أقطار العالم ليتابعوا الحدث"
سألت الكسا بخبث :"أليس هناك حرية صحافة فى داسيا؟"
أطلق لوكا ابتسامة ضيقة و هازئة :"إن أبناء شعبى معتادون على أكثر مما اعتاد شعب ايليريا على الكس. فهم يسمحون لى بحياة خاصة و لا يتدخلون فى شؤونى"
كان رأس الكسا يدور باضطراب لكنها تمكنت من التحرك نحو النافذة لتفتح الستائر و تحدق إلى الحديقة الخلفية. قالت بغموض :"لم أكن...إنه لمن المسلم به أنك تنتمى إلى عائلة مالكة. أما أنا فلم أكن أتوقع أن أجد أصولاً مشابهة فى عائلتى, لا أدرى إن كنت أود أن ألتقى ذلك الرجل المسمى عمى"
قال لوكا ببرود :"هذا القرر يعود لك وحدك"
لباقته الباردة أجفلتها و جعلتها تتصرف بطيش فأدارت رأسها متجاهلة نبضات قلبها المتسارعة لترفع حاجبيها بسخرية :"ما من عملية احتطاف جديدة لوكا؟"
و فجاة ساد التوتر فى المكان . كان عليها أن تدرك أنه من غير المجدى أن تحاول اختراق سيطرته على ذاته.
قال لوكا بجفاء من دون ان يتحرك من مكانه :"لم أشأ أن احتجزك , لكن لم يكن بإمكانى تركك حرة . فلدى قريب مغامر و قد سافر إلى سانتا روزا على متن سفينة محملة بالتجهيزات الطبية فانكشفت هويته و احتجز هناك كرهينة"
ــ لماذا؟
أسدلت الستائر و لستدارت نحوه بينما راحت يداها ترتجفان فجأة:"يبدو انكى صرت أقول لماذا بعد كل كلمة. ماذا حصل؟...هل هو بخير؟"
هز لوكا كتفيه :"نعم, عندما قلت لك إن حياة أشخاص ستكون فى خطر إن لم تلتزمى الصمت كانت حياته إحداها . لقد استخدموا قريبى ليضغطوا علىّ لكى أعمل من أجلهم سراً"
ابتسم ابتسامة قاسية و اضاف :"عندما ذهبت للتفاوض مع الميليشيات المتحاربة"
شعرت الكسا بالرعب فشهقت :"ذهبت إلى سانتا روزا بعد ان غادرت الشاطئ ؟ غامرت بالذهاب أثناء اشتعال الحرب المدنية؟"
قال و هو يراقبها بعينين كهرمانيتين باردتين :"كان ذلك ضرورياً"
ــ كان يمكن أن تقتقل هناك؟
ــ كانوا بحاجة إلى أن يطمئنوا.
و كان الكلمات كانت تنزع منه انتزاعاً , قال :"يمكننى أن أفهم الذين لا يثقون بأحد حتى بقادتهم"
كانت الكسا تحبس انفاسها :"اعرف ذلك"
ــ كان زواج والدىّ صعباً. نشأت أنا أعلم ان امى ليست من داسيا, وأن اهتماماتها تعود إلى مكان آخر . و قد علمنى ذلك ألا أثق بأحد إلا بنفسى.
ذلك الإحساس بالتأرجح و كأنها على حافة الهاوية أخذ يزداد فقالت:"آسفة جداً"
ــ لم يكن أحد منهما يرغب بذلك الزواج . لقد أرغم كلاهما عليه, وعاشت أمى كأنها جاسوسة و رهينة فى الوقت نفسه . إنما كلاهما أحبنى.
قالت الكسا بتردد:"أظن ان حياتهما كانت جحيماً"
منتديات ليلاس
ــ أصبحت أسوأ حين قرر والدى أن على أن أتدرب على واجباتى كحاكم. فحذرنى بوضوح من أن أخبر أمى ما أتعلمه.
كان صوته بارداً أكثر من تلك النار المتجمدة بين رموشه :"و بدأ تدخل الصحافة فى حياتى عند بلوغى الثامنة عشرة من عمرى فصرت و كأننى أعيش فى سيرك منذ ذلك الوقت صرت احتقر كل الصحفيين و المصورين.
الكسا, لم أجرؤ يومها على إخبارك بما يحصل. إن افشاء خبر محادثات السلام كان ليفسد كل العملية و يؤدى إلى موت قريبى"
للمرة الأولى راح لوكا يكشف لها شيئاً من ذاته, و كانت الكسا تقدر كل كلمة يتفوه بها و لو ان تعاطفها آلمها.
تعمدت الابتسام و قالت بمرح :"فى البداية كنت انوى الأنتقام منك. لكن عندما قرأت عن الاتفاق....حسناً , إن بعض ساعات فى الحجز لا تساوى شيئاً أمام مأساة شعب سانتا روزا الذى يعانى منذ وقت طويل . كما أن المكان كان مريحاً"
قال لوكا بحدة كئيبة :"أمى أمضت حياتها محتجزة فى مكان مريح جداً لكن حرمانها من الحرية أودى بحياتها"
قالت الكسا ثانية:"أنا حقاً آسفة"
راحت عيناه القاسيتان تتفحصان وجهها :"نعم. أظن انك كذلك"
ثم تابع مطلقاً ابتسامة ملتوية :"لقد حصل لك منذ زمن بعيد. عندما تأتين إلى داسيا, سأقدم لك فيلا مناسبة لتحصلى مع عمك على خلوة. لن تحتاجى لرؤيتى على الإطلاق"
و كانت كلماته كافية ليجعلها تدرك بوضوح عدم اهتمامه بها.
أحست الكسا بطعنة فى الصميم فقالت:"لا يمكننى الذهاب بهذه البساطة, فلدى عمل"
ــ ألا يمكنك التغيب مدة أسبوع ؟ يمكننى القيام بكل الترتيبات و لن يكلفك الأمر شيئاً.
و اضاف بينما ظهر التوتر على عضلات فكيه :"هذه الرسالة من الكس ربما تقنعك"
و أخرج من جيبه مغلفاً ناولها إياه فأخذته الكسا منه و هى تعض شفتها . فـ لوكا بالتأكيد لا يحاول إقناعها ! فقد ظهرت تلك الحواجز بينهما لتسيطر على المكان.
جاء صوته عميقاً يحمل لهجة تدل على نفاد الصبر حين أمرها :"اقرئيها"
فتحت الكسا المغلف و أخرجت الرسالة لتقرأ ما كتبه أمير ايليريا :
(عزيزتى الكسا مايتون.....زوجتى و انا نود كثيراً أن نراك . لذا طلبت من صديقى لوكا أن يوصل لك هذه الرسالة القصيرة . إذا كان بإمكانك القدوم لرؤيتنا , فأخبريه عن موعد قدومك و أنا سوف أؤمن لك بطاقات السفر . لأسباب جليلة أطلب منك ألا تخبرى أحداً بالأمر, باستثناء من تثقين بهم)
رفعت الكسا بصرها لتنظر فى العينين الجامدتين :"لماذا أنت؟ إنها مسافة بعيدة عن داسيا إلى نيوزيلندا!"
ــ لست بعيدة جداً عن أسيا, حيث كنت فى الأسبوع الماضى. أما بالنسبة لقدومى .... فغلطة منى جعلت جزءاً – ولو يسيراً- من حياتك الخاصة ينشر فى منتديات ليلاس الصحف. بعد أن ناقشنا الأمر قررنا أنك قد تفضلين أن تسمعى الخبر من شخص تعرفينه.
أتراه أخبر أمير ايليريا بما حصل بنهما قرب حوض السباحة ؟ ألقت الكسا نظرة سريعة على وجهه الجميل الشديد الانضباط فاحست بارتجاف فى داخلها جعل الذكريات تتدافع إلى ذهنها . لِمَ تراه يخبره؟ فالأمر بالنسبة إليه ليس سوى تسلية عابرة . و كلما أدركت ذلك بسرعة و تخلت عن أحلامها المثيرة للشفقة, كلما كان لك أفضل لها.
قبل أن تتمكن من الرد قال لوكا:"سأتركك الآن لتفكرى بالأمر . سأغادر إلى سانتا روزا بعد ساعة , لكنى سأتصل بك غداً فى الثامنة صباحاً"
ابتسم لها ابتسامة فيها مزيج من التسلية و السخرية , لكنها خالية من حس الدعابة :"حتى و لو قررت عدم الذهاب إلى داسيا فهذه لن تكون النهاية. الكس رجل ذو تصميم و يريد أن يراك"
بعد ان أغلقت الباب خلفه , أحست الكسا بدوار لرؤية لوكا مرة أخرى. إلا إن الجليد الذى كان ينمو فى داخلها منذ غادرت الجزيرة بات الآنأكثر ثقلاً.
كان موقف لوكا واضحاً . إنه لا يريد أى اتصال بينهما . بدا متعباً , فقسماته القوية بدت أكثر بروزاً و تلك الطاقة التى كانت تتدفق منه بدت أقل توهجاً . لكن من البلاهة أن تهتم لذلك.
أمضت الكسا بداية بقية ليلتها مستلقية فى الظلام لا يغمض لها جفن تستمع إلى ضجيج الشارع. ليست بحاجة لأن تفكر بالأمر....فهى تعرف ما سيكون ردها.
لقد أمضت الشهرين و هى تحاول اخراج لوكا من رأسها, و لم تنجح قوة إرادتها فى حملها على نسيانه . و الآن هاهى الفرصة أمامها فقد تؤدى مواجهة الواقع المؤلم إلى تحقيق هذا الأمر.
يبدو أن أميرته تنتقى جهاز عرسها من باريس و يحتمل أن يكون التعب البادى على وجهه ناتجاً عن الإرهاق بسبب مغامراته العاطفية . بالنسبة لـ الكسا لم يكن لوكا أبداً أميراً بل مجرد رجل. و لابد أن رؤيته على حقيقته ستجبر قلبها المتيم أن يدرك مدى سخافة آماله. و ربما أدى لقاؤها بأسرتها إلى تخفيف ذلك الحزن المقيم و الموجع , وذلك التوق إلى أمر لن يتحقق أبداً , مع رجل لم يحبها يوماً.

منتديات ليلاســـ

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 26-03-13, 08:44 PM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)

 
دعوه لزيارة موضوعي

نهاية الفصل التاسع
قراءة ممتعة للجميع
موعدنا قريباًمع أخر فصلين فى الرواية
منورة سيمفونة بوجودك على صفحات الرواية

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
احلام, دمعة تضيء القلب, دار الفراشة, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روبين دونالد, سلاسل روايات احلام, سلاسل روايات احلام المكتوبة, سلسلة, robyn donald, the groom's reveng
facebook




جديد مواضيع قسم سلاسل روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t185631.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط¯ظ„ظٹظ„ ط§ظ„ظ…ظˆط§ظ‚ط¹ ظˆط£ط³ظ…ط§ط¦ظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ظ„ط؛ط© ط§ظ„ط¹ط±ط¨ظٹط© – ط¹ط±ط¨ظٹ This thread Refback 02-08-14 05:55 PM
Untitled document This thread Refback 13-07-14 06:30 PM


الساعة الآن 03:58 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية