المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
سلاسل روايات احلام المكتوبة
رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
4 – كالبركان
أخرجت الكسا الفيلم من الكاميرا و هى تقول لنفسها بصرامة , أن شعورها بالقلق أمام لوكا يعطيه سلطة عليها . لكنها لا تأبه له و أكملت بصوت مرتفع :"على الإطلاق"
إنه ينتمى إلى عالم آخر, عالم ليلاس ساحر .و غريب حيث الواجب هو أهم شئ, بينما لا يساوى الحب شيئاً . أما هى فتعرف تماماً ما الذى تريده فى هذه الحياة.....مهنة جيدة و رجلاً تحبه و عدداً من الأطفال . تر أسرة تعوضها عن أسرتها التى انتزعت منها بقسوة و أن تعيش حياة عادية بكل ما فيها من أفراح و أحزان . أما لوكا فهو شخص غير عادى.
أحست بأن الجو من حولها قد أصبح أكثر ثقلاً فأدارت رأسها و إذا بها تراه واقفاً بالباب بقامته الفارعة و جسمه النحيل. أصابتها المفاجأة بقشعريرة كادت تفقدها أنفاسها و خالجتها مشاعر من الخجل و الغضب معاً.
أمسكت بالعلبة التى تحتوى الفيلم بإحكام و قالت بفظاظة "لم أسمع طرقك على الباب .
ــ لم أطرق على الباب , كما أنى لا انتظر دعوة للدخول إلى هنا.
تقدم باتجاهها و راح ينظر حوله متفحصاً المكان بدقة . أنهى تفحص الغرفة ثم جرى مسحاً سريعاً لمحتوياتها : الكاميرا على الطاولة, الفيلم فى يدها , و الحقيبة الخاصة بالأفلام و التى تحتوى على العديد منها .
قالت بهدوء و بنبرة متعاطفة :"إنك فى أمان تام"
لا أحد يمكنه العيش بهذه الطريقة مترقباً بصورة دائمة أن يكون مستهدفاً مكن قبل شخص ما.
ــ ما من مصورين مختبئين هنا, ينتظرون للانقضاض عليك.
ــ ماذا عن الكاميرا الخفية؟
قالت باختصار :"كلا, ولم قد يكون هناك كاميرات؟ لأى أمر أدين بشرف...."
تباطأ صوتها عند هذه الكلمة بسخرية واضحة:"هذه الزيارة؟"
ضاقت عيناه :"جئت إلى هذه الجزيرة أنشد عطلة خاصة . و أنا أعلم أنك على اتصال مع من نشر أخباراً فى ذلك العمود فى الصحيفة , و انك صديقة منظمة المناسبات فى الفندق , فمن الطبيعى أن أشعر بأن وجودك هنا مريب"
هل يشك بـ كارول؟
رفعت ذقنها و قالت :"فضلاً عن أنها ممتازة فى وظيفتها , فإن كارول مولوى تحترم مهنتها بالدرجة الأولى و لا يمكن أبداً أن تزود ناشرى الشائعات فى الصحف بالمعلومات "
ــ أنا لم أقل أنها فعلت ذلك
ــ لكنك ألمحت إلى ذلك! لا تستحق كارول أن تلام على ...
قاطعها بتلميح ساخر :"أنت مخلصة جداً"
قالت الكسا بشراسة :"لقد كانت جيدة معى حين احتجت إلى مساعدة ولا علاقة لها بكل هذا الأمر"
تجاهل أمر كارول و أجابها بلا مبالاة متعجرفة جعلتها على حافة الغضب :"هذا لا يهم الآن, إنها ليست داخل اللعبة , لكن أنت بلى"
قالت الكسا بصوت مروع :"كل ما أرغب فيه هو تمضية عطلة هادئة لألتقط خلالها صوراً للمسابقة! أنا لست مهتمة أبداً...أكرر أبداً ,أبداً, أبداً....بك أو ممن يقوم بزيارتك!"
مرة أخرى ظهرت تلك النظرة القصيرة و المحجوبة , حادة و مميتة كأنها نصل خنجر مذهب , فبدت غير منسجمة مع رقة و هدوء نبرته عندما قال:"أنا لا أثق بك الكسا مايتون, فأنا لا أؤمن بالمصادفات خاصة عندما يتعلق الأمر بالصحفيين . إن نشر خبر لمرة واحدة فى زاوية الشائعات قد أعتبره خطأ أما نشر خبرين فيدعو للارتياب , وثلاثة....."
ردت الكسا مجفلة :"ثلاثة؟"
ــ نعم ثلاثة. لقد كتبت بالأمس أننا نمضى الوقت معاً على جزيرة رومانسية
فتحت الكسا فمها مشدوهة :"لا أصدق ذلك"
راح رأسها يدور باحثاً عن الأشخاص الذين يعرفون مكان وجودها...إنهم أصدقاؤها و هؤلاء ليس بالتأكيد ممن يزودون مروجى الشائعات فى الصحف.
قال بتهذيب بالغ يرشح بالازدراء :"يمكننى أن أريك الصحيفة إذا أردت التأكد"
عضت الكسا على شفتها قائلة :"كلا. طالما أنت تقول ذلك فأنا أصدقك. لكن هذا يبعد كارول عن الشبهة فهى لا تعلم أننى أتيت إلى هنا"
ــ سبق أن قلت لك إننى ليست مهتماً لأمر كارول
توقف قليلاً عن الكلام لكنها ظلت صامتة فتابع:"أريد الحصول على كل الأفلام التى بحوزتك و سأدفع لك ثمنها. فأنا أحتقر أولئك الذين يبتزون الأموال عن طريق التهديد بنشر الفضائح"
انفجرت قائلة :"كيف عرفت تلك الصحيفة الحقيرة بمكانى؟"
و تابعت كلامها مذهولة :"كما أننى لا أنوى التجسس على أحد لأبيع صوراً للصحف...حتى و لو كان هذا الشخص أنت, وحتى لو وقفت عارياً أمامى"
التمعت عيناه :"ألا يهمك مقدار المبلغ الذى قد يُعرض عليك؟"
ردت بسرعة :"كلا"
سأل و هو يرمقها بنظرة فيها ارتياب :"هل يستعمل المصورون المحترفون عادة العناق للوصول إلى أهدافهم بعيداً عن المتاعب؟"
أثار هذا الإتهام الواضح سخطها و اشتعلت غضباً لهذا الظلم الواضح فى كلامه :"أنت من عانقتنى"
قال ببرودة :"كان ذلك اختباراً لك . كان بإمكانك أن تقاومى و كنت سأتركك تغادرين , لكنك لم تفعلى"
كان يراقبها بعينين قاسيتين محللتين :"لماذا؟"
اختباراً ... أختفى اللون من وجه الكسا , و أحست بالغضب الشديد . عليه اللعنة, إنه على حق . فهى قد استسلمت له بصورة تامة و إلى حد مربك, كأنها تلميذة مدرسة تذوق طعم العناق للمرة الأولى.
و بسبب حدة الانفعال الذى لم تكن تشعر بوجوده داخلها من قبل أن تلتقى هذا الرجل المتسلط , كادت الأمور تخرج عن سيطرتها . والآن حان الوقت للتفكير الهادئ . ابتسمت ابتسامة باردة و قالت:"مهما يكن لا علاقة لهذا الأمر بالتصوير الذى هو مهنتى و هوايتى"
ــ ماذا كنت تفعلين على الشاطئ؟
ــ أحاول التقاط صور تظهر الفرق بين طقس الصيف و طقس الخريف .
رفع حاجبيه مما جعلها تكمل حديثها:"إن التغيرات الطفيفة بين مختلف الفصول تثير فضولى و سوف ألتقط هذا الفرق يوماً ما"
كان لوكا يرفع حاجبيه بطريقة ساخرة أظهرت أنها لم يصدق كلمة مما قالته:"يمكننا أن نقوم بذلك بسهولة أو بصعوبة"
حدقت فيه بتمرد و سألتها بسرعة :"سهولة بالنسبة لمن؟"
جاءت ابتسامته ساخرة لكنها لم تنم عن خبرة بالناس :"أعطنى الكاميرا و الأفلام, و عدينى ألا تلتقطى المزيد من الصور. وسوف أعيدها إليك عندما تغادرين المكان"
رفعت الكسا حاجبيها السوداوين فوق عينيها الشاحبتين المضطربتين و سألته :"و الطريقة السهلة؟"
راح يضحك بشكل غير متوقع:"هذه هى الطريقة السهلة, أما إذا رفضت فسوف أضعك تحت المراقبة"
كانت تتميز غيظاً و هى تمعن النظر فى ملامح التسلية البادية على وجهه أما لوكا فكان يراقبها و هى تبحث عن الكلمات قالت بهدوء و برودة :"نحن هنا فى نيوزيلندا و لسنا فى إمارتك الخاصة. إذا تجرأت و رفعت إصبعاًَ على فسوف أقاضيك بتهمة التهجم علىّ. و لا تظن أن لقب الأمير سيعفيك من المحاكمة هنا فـ نيوزيلندا دولة ديمقراطية"
أجابها بتبرم :"كذلك هى داسيا. أما بالنسبة للمسك...."
وراحت نظراته تتفحص وجهها . اضطرمت النار فى جسدها تحت وقع نظراته الحارقة و بدا صدرها متوتراً و ثقيلاًَ تحت بلوزتها القطنية الرقيقة .
سألها برقة وهو يتفحصها بنظرة سريعة فيها ازدراء :"من سيصدقك ؟ أنت تتجاوبين معى بقوة, بشكل يجعلنى لا أجد صعوبة فى إقناع المحققين بأنك جئت بصحبتى إلى هنا ثم حاولت ابتزازى لكى أدفع لك مالاً.
منتديات ليلاس
سوف تصبحين عندئذٍ مشهورة و قد تجنين بعض المال من بعض الصحف....لكن إذا كنت حقاً مصورة محترفة فسوف تفقدين مصداقيتك"
قامت الكسا بحركة تنم عن خوفها ثم رفعت رأسها بتحد :"لن تجرؤ على القيام بذلك"
هز كتفيه :"بلى"
قال ذلك بلطف و صدقت كلامه على الفور.
تغير صوته و صار أكثر عمقاً و تحولت ابتسامته إلى الدفء و الدعابة مما جعلها تشعر و كأنها تلقت صدمة فى قلبها :"الكسا, الخصوصية مسألة هامة بالنسبة لى. هل بإمكانك أن تتمتعى بوقتك هنا بكل بساطة , ودون التقاط الصور؟"
أدركت زهرة منسية على الفور أنه يحاول السيطرة عليها بفتنته , ومع ذلك فقد غمرها سحره هذا بموجة من الأحاسيس , إلا أنها سيطرت على توتر جسدها وقالت :"أعتقد...إننى أفهم....أن الإشاعات التى تنشرها الصحف تسبب لك الغضب و الاحباط و أدرك لما أنت مرتابة هكذا...."
ــ إذا , أنت توافقينى الرأى بأن لدى أسبابى لأكون كذلك؟
ــ لقد قلت لك ذلك لتوى , لكن انا أيضاً لى الحق بأن أبقى هنا مثلك تماماً. أقسم لك بأننى لن التقط أى صورة لك.
و أضافت مبالغة فى تطمينه:"و لا لأى من زوارك . لكن أرجوك أذهب الآن."
ثم استدارت مبتعدة .
تبعها لوكا بخطوتين واسعتين و أوقفها ممسكاً بكتفيها بقبضة محكمة .
و قبل أن تتمكن من القيام برد فعل أمسك بيدها التى تحمل الفيلم مبعداً أصابعها بقوة . أفلتت العلبة من يدها فقام بالتقاطها بحركة رشيقة منه . أما الكسا فقد أفلتت من قبضته.
شعرت بالإهانة فاندفعت بجرأة إلا أنه دفعها بيد قوية عديمة الرحمة . قال بخشونة بينما كان يحاول فتح الغطاء لاستخراج الفيلم :"يا لك من امرأة عنيدة"
تخلت الكسا عن محاولتها لمهاجمته عندما أدركت أنه ينوى تعريض الفيلم للنور و صاحت :"كــــــــــلا"
تجهم وجه و توقف بينما راحت عيناه الباردتان القاسيتان كالكريستال تتفحصان وجهها ثم قال متشدقاً :"أهو خوف من الإبداع, أم على خسارة مبلغ ضخم من المال؟"
فتحت الكسا فمها لكن قبل أن تتمكن من النطق بكلمة تابع حديثه بفظاظة :"حسناً سوف أحتفظ به لأظهره و أرى الصور أولاً"
أدركت أن لا أمل لها فى استعادة الفيلم فقالت بلهجة فيها توبيخ , مع أنها تعلم أن ذلك سيكون دون جدوى :"هذا لطف منك"
تمنت فى تلك اللحظة لو أنها تعلمت فن الدفاع عن النفس !فلا شئ سيمنحها السعادة فى تلك اللحظة أكثر من تلقينه درساً مرجعا. إلا أن منطق الأمور جعلها تدرك بأن هجومها عليه سواء أكانت مدربة أو لا لن يعطى نتيجة. تحرك لوكا بسرعة و براعة مقاتل محترف مستخدماً قوته بشكل يسمح له بإبقائها بعيدة عن الفيلم و مع ذلك ظل يراقبها مستعداً للرد على أى محاولة تقوم بها لاستعادته.
علمت الكسا أنها تخوض معركة خاسرة فقالت بصوت خفيض:"سوف تدفع الثمن ذات يوم, أعدك بذلك. أنا الآن و قد حصلت على ما جئت من أجله , فأخرج من هنا"
فقال :"ليس قبل أن أحصل على كل ما لديك من آلات تصوير التى تملكينها فسوف أرسل أحد أولئك الأتباع الذين تهكمت بشأنهم ذات مرة ليفتش المنزل"
ردت بسرعة :"أفضل ذلك فعلى الأقل هو سيقوم بعمله فقط"
ــ هل هذا ما تريدينه؟
ترددت قليلاً ثم قالت معترضة:"كلا"
ــ أرنى آلات التصوير المتبقية لديك
قالت غاضبة :"هذه هى آلة التصوير الوحيدة هنا و إذا قمت بتحطيمها هى الأخرى فسوف...."
قال مكرهاً:"لن أحطمها . أريد أيضاً كل الأفلام الأخرى التى قد تملكينها"
كشرت الكسا عن أسنانها:"جدها بنفسك"
زمت شفتيها و هى تراقبه حين رفع الحقيبة وألقى نظرة إلى داخلها . ثم قال بلطف:"سوف أعيدها إليك بالتأكيد. و الآن أريد هاتفك النقال"
بالطبع فإذا كانت صحفية سيكون الهاتف النقال وسيلة منطقية لإرسال المعلومات و نقل الرسائل . كان الهاتف موضوعاً فى المكتبة لكنها تكون ملعونة إذا قامت لتسلمه له بخنوع.
قالت بإندفاع متهور :"خذه بنفسك, أنا لست خادمة عندك فلا تتوقع منى أن أنحنى أمامك و أقوم بتلبية طلباتك"
أجابها بنبرة تفتت الغرانيت:"أنت ليست أحد رعاياى . لذا لا أتوقع منك أكثر من مصافحة رسمية"
انتظرت الكسا إلى أن حمل الهاتف و وضعه فى جيبه العلوى لسترته قبل أن تقول بتزمت هش:"من عادتى أن أتصل بصديقتى صباح كل يوم"
فقال بدماثة :"إذاً سوف أتى إلى هنا صباح كل يوم لتتمكنى من الاتصال بها . لكن لسوء الحظ على أن استمع إلى محادثتكما"
رمقته الكسا بنظرة باردة :"ستكون تلك نزهة ممتعة بالنسبة إليك"
ابتسم لكنه تابع قائلاً :"هل لديك كومبيوتر؟"
ــ نعم.
بدا عليه التردد فقالت برد مشاكس:"لا يوجد خطوط هاتف هنا , إذاً فلا يمكننى إرسال شئ عبر الكومبيوتر"
ــ لِمَ أحضرته معك إذاً؟
انفجرت قائلة :"هذا ليس من شأنك"
فأجاب بهدوء فيه تهديد مبطن:"لكنك مع ذلك سوف تجبين عن سؤالى"
هزت كتفيها :"حسناً أستخدمه لأسجل معلومات عن شجرة عائلتى"
تغضن جبينه و قال :"إنها هواية غير اعتيادية لشخص فى مثل سنك"
قالت بنعومة مطلقة ابتسامة ساخرة :"قد يكون الأمر غير عادى بالنسبة لأولئك الذين نتمون إلى أسر ذات تاريخ معروف , لكن أسرتى ليست كذلك, و لأننى أنا الشخص الوحيد المتبقى من هذه الأسرة فأنا مهتمة جداً بمعرفة إذا ما كان لدى أقرباء"
ــ هل أنت وحيدة تماماً فى هذا العالم؟
رفعت ذقنها:"لدى العديد من الأصدقاء"
و كانت لهجتها تقول بشكل مبطن :أكثر من لديك أنت.
انعقد حاجباه معاً و قال:"إنك تنزفين"
تتبعت نظراته باتجاه يدها بينما وضع لوكا معداتها على الطاولة و خطا عبر الغرفة إلى حيث تقف. يبدو أن المشادة التى حصلت بينهما جعلت الجرح فى إصبعها ينفتح و ينزف من جديد
تلون خداه المتعجرفان و أشتعلت الحرارة فى عظامها و قال بصوت خشن:"أنا آسف, لم أقصد أن أسبب لك الأذى"
ثم رفع يدها يتفحص الجرح , كبحت الكسا لهاثها بعد أن استحوذت عليها مشاعر جارفة للمسة يده.
لن تستعيد أنفاسها حتى تحرر يدها منه, لكن حركتها جاءت متأخرة فقد أمسك لوكا بها و قربها إليه محدقاً فى عينيها بنظرة متفرسة كشفت له كل ما يضج فى داخلها من أحاسيس.
الكلمة الوحيدة التى ماتت على شفتيها , هى أسمه . و إذا بها تذوب تماماً بين يديه هائمة على غير هدى فى بحر مجهول.
منتديات ليلاســـ
|