كاتب الموضوع :
حكايات الحرير
المنتدى :
الارشيف
رد: جهل الظلام
صباح الحب والشوق صباح معطر يا الاحبة
.
.
.
بسم الله الرحمن الرحيم
.
.
.
جهل الظلام
جهل 3
.
.
.
اليوميات
خلوت اليوم ساعاتٍ
ولم أعبأ بشكواه
نظرت إليه في شغفٍ
نظرت إليه من أحلى زواياه
لمست قبابه البيضاء ..
غابته ، ومرعاه
أنا لوني حليبيٌ
كأن الفجر قطره وصفاه
أسفت لأنه جسدي
أسفت على ملاسته
رثيت له ..
لهذا الطفل ليس تنام عيناه ..
رأيت الظل يخرج من مراياه
ومزق عنه "تفتاه"
لماذا الله أشقاني
بفتنته .. وأشقاه ؟
جرحاً .. لست أنساه
لماذا الله كوره . ودوره . وسواه ؟
بفتنته .. وأشقاه ؟
لماذا الله كوره . ودوره . وسواه ؟
لماذا الله أشقاني
جرحاً .. لست أنساه
بفتنته .. وأشقاه ؟
بفتنته .. وأشقاه ؟
بفتنته .. وأشقاه ؟
بفتنته .. وأشقاه ؟
بفتنته .. وأشقاه ؟
بفتنته .. وأشقاه ؟
بفتنته .. وأشقاه ؟
وعلقه بأعلى الصدر
وعلقه بأعلى الصدر
وعلقه بأعلى الصدر
وعلقه بأعلى الصدر
وعلقه بأعلى الصدر
وعلقه بأعلى الصدر
وعلقه بأعلى الصدر
وعلقه بأعلى الصدر
جرحاً .. لست أنساه
جرحاً .. لست أنساه
جرحاً .. لست أنساه
كلمات/ نزار قباني
.
.
.
الساعة الحادي عشر بطريق سيارة تسير بسرعة هائلة نظر للخلف ولبكاء الطفلة المزعجة ، بات ذهنه
مشتتا ازعجته تلك الشقية ، وقف السيارة في مكان الانتظار مسك بباب السيارة المفتوح حتى يخرج
...../يا مزعجة بتخرجين من السيارة اسكتي
سكون حركة الطرق بين المباني البنية والبني الداكن .. العالية وكان لونها ينعكس
الانقباض الذي اثقل كاهله افلت تنهيدة خافتة ، وهو يترك الستارة لتستقر مكانها
ويستدير لمواجهة الرجل الجالس خلف المكتب
خالد/ طال عمرك كنت صديق ابوي واقدر افهمك اكثر من أي شخص ثاني ، لكن ليه خليتني اخطف
الطفلة .. تدري انها ما سكتت طول الطريق بس تبكي
فيصل/ سبب في رغبتي حاجه في نفس يعقوب ، عطني البنت
خالد/ ابشر طال عمرك .. تامرني على شيء
فيصل/ لا تقدر تشوف شغلك
.
.
.
صدى صرخات اناهيد تردد في ممرات المستشفى .. ذاقت الألم وعذاب الفراق تمنت انها
قوية الاعصاب ولا تتحمل تعقيدات مالك بعدما صدمته بـ ابنته التي قد اختفت
مالك/ اناهيد والله يا روحي بحصلها بس انتِ اهدئي ما يفيد اللي تسوينه
بعيني حمراوان/ مرت 13 ساعة وانت ما حصلتها لا تضحك علي بنتي مخطوفة يا مالك بنتنا
مخطوفة وانا لسه ما حضنتها بنتي يا مالك ما شفتها ما رضعتها .. بعد عني شيل يدك عني
مالك/ ارتاحي وين بتروحين
اناهيد/ بدور على بنتي ماني عجزانة عنها ..
مالك/ انتِ مجنونه بالله كيف بتدورين عليها وانتِ توك ولدتي تركِ جنانك شوي وانتبهي لصحتك
أم ايمن جايه الحين بتاخذك لبيتها
اناهيد/ مالك خذني معك ابي ادورها
مالك/ لا تعاندين انتبهي على نفسك
فتح باب الجناح وخرج وصرخات اناهيد تمزقه .. نظر في ايمن المسرع بـ مشيه
بهلع/ مالك وش صار في البنت معقولة ما حصلتها
مالك/ ايمن آه بنتي راحت دورتها بكل مكان .. وخالتك زين اللي متحمله زين انها بوعيها .. بنتي يا ايمن
بكري فرحتي الاولى .. خذوها مني استكثروا علي الفرحة استكثروها ياخوك
ايمن/ لا حول ولا قوة إلا بالله .. وين المدير ابي اشوفه وابرد حرتي والله المستشفى تتقفل اليوم ، بسم
الله عليك مالك خذ نفس
مالك يكاد يختنق فتح ازرار ثوبه العلوية بصعوبة ملحوظة يريد إدخال الهواء يريد الاوكسجين يحاول ان
يتنفس ولكن فشل ..
صرخ ايمن وسقط جسد مالك وتهاوى على الارضية الباردة ضربه بكفيه يريد منه ان يستفيق يقاوم
الاغماء ولكن لسوء حظه لم يستجيب .. صرخ على الاطباء المارين يحاولون اسعافه ، اسعفوه بـ
اللحظات الاخيرة واستقر بالعناية المركزة وسبب جلطة في القلب .. توقف قلبه ولكن الخالق امد له
بعمر جديد ...
.
.
.
في اليوم التالي في صباح اليوم السادس والعشرين من شهر صفر ..
في الغرفة المتوسطة سرير كبير عليه لحاف ما بين اللون الوردي والابيض .. وكان في
الغرفة ايضا خزانة صغيرة ومكان لتعليق ثيابها خلف الباب
فيصل/ من يوم وصاير هذه غرفتك ملكك افعلي اللي تبين فيها يا ديم واياك تخرجين منها لأنها بتكون
نهايتك يا ديم .. عايشه البنت بتكون هنا واياك تخرجينها خارج الغرفة
عايشه: حاضر يابيه بعمل الي انت عايزه
.
.
.
نظرت في اناهيد المستلقية على الاريكة
روان/ خالتي حرام عليك اهملتِ صحتك لا اكل تآكلين ولا نوم تنامين وانتِ بحاجه للراحة ..
اروح اجيب لك الغدا
تناظر في الفراغ/ لا تروحين ما راح آكل وبنتي ماهي عندي مدري هي حية وإلا ميتة
، جوعانة وإلا شبعانة
ام ايمن/ خافي ربك يا اناهيد انتِ ناظري نفسك في المرايا وجهك صاير اصفر وعيونك ذبلانة وانا اختك
ما يفيد اللي تسوينه في نفسك
اناهيد ببكاء/ اطلعوا بـــرا خلوني لوحدي مابي اشوف احد
حدقت بها مليا والعرق يتصبب من وجهها فـ اختها تريد مساعدتها .. حتما ولكنها ليست واثقة من انها
قبلت تصرفت بتعقل .. وقفت محتارة ، الصراع عنيف في ان تقبل أو ترفض
ام ايمن/ روان اطلعي وقفلي الباب وراك
نظرت فاطمه الى اناهيد فابتسمت ببطء بحنو/ حبيبتي اناهيد بنتك بإذن الله ترجع وتضمينها لحضنك
بس الي تسوينه في نفسك مو زين والله مو زين ياوخيتي
اناهيد/ بنتي يا فاطمه بنتي ، صدري يهدر الحليب ابيها صدري يوجعني .. جيبوها لي ابي بنتي
ام ايمن/ لا حول ولا قوة إلا بالله .. لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
.
رفع فيصل حاجبيه ونظر اليها نظرة فاحصة وقال مستغربًا/ صحيح يا عايشه اللي سمعته
لا يمكنك ان تكره شخصا تعيش معه لسنين طويلة .. عليك أن تتوصل الى طريقة للتعامل معه حتى تبعد
العداوة والكراهية عنكما
نظرت الى الارضية العاجية/ يابيه مش عارفه اسكتها من أمبارح .. ديم مش تبطل عياط اقطعت ائلبي
وحتى حليبها مش راضيه تأخذه .. مش عارفه اعملها ايه
ابتسم فيصل ساخرا/ وانتِ عارفه يا عايشه كله خصم من راتبك الشهري فـ بطلي شقاوة واشتغلي
بضمير مابي بنتي ديم تتضايق
عايشه/ انت يابيه صادق وإن شاء الله بـ اعمل كل اللي اقدر عليه .. بس انا عايزه اسالك سؤال
ضحك فيصل/ عن امها
عايشه/ يابيه ديم دالوقتي تحتاج لحنان امها مش هايفيد اللي بنعمله
فيصل بغضب/ مالك دخل في الي ما يخصك سوي اللي قلت لك عليه وانتِ ساكتة .. هذا ناقص بعد واياني
واياك اشوفك تسوين حركات نص كم .. ذلفي عن وجهي
.
.
.
عند حلول الليل في مركز الشرطة
رجال المباحث الذين يستجوبون بعد الحادث في تلك الليلة المشؤومة لما كان باستطاعتها ان تبقى
صامته
يزن/ اعترفي بذنبك يا دكتورة .. كنتِ على علم بـ اختطاف الطفلة
د. سودانية: والله ما عرفها انا كل اللي قلته للحرمه اني اولدها بدل من دكتورة صفا بس البنت رفضت
هز يزن رأسه غير موافق/ لا تكذبين البنت فجاه انخطفت شيء ما يدخل العقل
د. سودانية/ وانا وش ذنبي بيها انا ما شفت طفلة والله مالي دخل , عندكم دليل يثبت ان خطفتها
يزن/ لا بس وش اللي اؤكد لي انك بريئة ممكن شعورك بأنكِ انتهكت حرمة القانون والعدالة هو اللي
يزعجك وإلا انتِ بلهاء بحيث انكِ انتحلت شخصية الفاعل الحقيقي لإخفاء الحقيقة رغبة منك في حماية
شخص ما... ومازلتِ ترفضين الجهر بالحقيقة .. ولا تنسين كل ما اعترفتِ كل ما سهلتِ على نفسك
وعلينا بعد ..
د. سودانية معترضة/ انا مو غبية مثل تظن
ابتسم ساخرًا/ صحيح .. لدرجة وقتها كنتِ واقفة في الحضانة .. وش كنتِ تسوين في ذاك الوقت
صمتت فترة طويلة وهي تفكر/ اعتقد اني مو غبية والطفلة اجهل ملامحها وان اردت ان احميها فـ كيف
افعل هذا الفعل الشنيع انا عندي طفلة وقبل كل شيء اخاف ربي ودام انك ما عندك دليل يا ليت تخرجني
من هنا ..
يزن/ اكبر دليل كنتِ واقفة في نفس الوقت اللي انخطفت فيها طفلة .. شيء بديهي انك منتظرة احد
وهذا الشخص هو اللي خطف طفلة .. وطبعًا لازم تحمين الخاطف
د. سودانية/ انا رحت الحضانة عشان اجيب طفلة المدام سماح كانت طالبه طفلتها ..
بسخرية/ وش اللي يثبت لي
د. السودانية/ احلف لك بالقرآن .. اني مالي دخل ليه ما تفهم
يزن/ واظن الممرضات شغلتهم إرسال الاطفال إلى أمهاتهم .. عطيني مبرر ثاني عشان اصدقك مثل
ماتقولين
د. السودانية/ طفلة كانت مريضة وكان من واجبي اكشف عليها واكتب بعض الملاحظات .. والله طفلة
اللي تتكلم عنها ما اعرفها .. ليه ما تصدقني
يزن/ انا لسه ما كملت تحقيق معك .. بس راح اتصل عليك في أي وقت .. تقدرين تخرجين واعذرينا
خرجت د. سودانية مع زوجها ..
يزن/ شباب ابي كل شيء يخص هذا القضية لازم نعرف من الخاطف في اقرب وقت
هزوا رأسهم موافقين لكلامه
ابتعد يزن وهو صامت ينظر حول هذا القضية ويفكر بمجرى الامور ....
.
.
.
في المستشفى حيث تم إغلاقها ونقل مالك إلا مستشفى خاصة ، فاق وهو متعب ويحدق من حوله رأسه
يؤلمه تلك الوخزات بتات كـ الرنين العالي
مالك/ وين انا
نظرت الممرضة/ في المستشفى
مالك/ من متى انا هنا .. وليه هنا
صمتت الممرضة وفتح الباب بدخول دكتور حزام
امسك معصمه وهو يبتسم/ لا اليوم صحتك ممتازة ..
مالك وهو يغمض عينيه من ألم رأسه/ ليه انا هنا
د. حزام/ تعبت شوي قلبك وقف لكن حمد لله صحتك اليوم تمام .. تقدر تمارس يومك بشكل طبيعي
مالك/ بنتي .. آه
ارتفع صوت مؤشر دقات القلب
.
.
.
نظرت اناهيد اليه غاضبة وحاولت تسيطر على نفسها من الواضح انه رأى حالتها من خلال عينيه فهي
لا تستطيع ان تخفي مشاعرها الداخلية عن احد نظرت تتلهى بيدها واظافرها ولاحظت توتر ايمن وتبين
لها ان واحد من اظافرها قد قضم
فزع ايمن/ فاهم كيف يكون الانسان تعيس حزين .. ترى كل واحد فينا له احزانه
شعرت انه يهينها بكلامه فهي اكبر منه بدهور
فابتسمت اناهيد/ ابي اعرف كل شيء عن قضية بنتي ابي اشوف اللي خطفها بعيني .. وش قال المحقق
يزن عرف منو الخاطف ؟
ايمن/ للأسف ما وصل لـ شيء حقق مع دكتورة سودانية ما حصلوا أي اجابه ممكن تفيدنا
صرخت بـ اعلى صوت/ يعني كيف ما وصل لبنتي وهو وش شغلته مو محقق المفروض يحصل بنتي
بسرعة ولد خالك يزن لازم يدور بنتي
نظرت روان بعتاب شديد وتسند اناهيد/ خالتي ارتاحي الله يخليك
باختناق/ لا تقولون ارتاح كيف تبوني ارتاح وبنتي ماهي عندي وبعدين مالك وينه ..! المفروض يكون
جنبي مو بعيد عني. دق عليه خليه يجي وإلا عطني جوالك .. جوالي مقفل
ايمن وهو يتنهد/ خالتي مالك عند المحقق تعرفين لازم يكون عنده .. انا بروح له الحين وإن شاء الله
خليه يكلمك وتتطمنين عليه بنفسك .. لا تخافين هو طيب بخير
اناهيد/ خليه يكلمني ، ايمن لا تنسى
ايمن/ إن شاء الله .. روان انتبهي عليها
روان/ خالتي اناهيد خالتي
اناهيد لا رد سوى صمت طويل
روان/ خالـــتي
ارتجفت واجفلت/ آسفة كنت سارحنه افكر في بنتي
تبتسم/ لاحظت تفكيرك .. إن شاء الله انها بخير واحساسكِ يا خالتي وشعوركِ انها حيه هذا يكفي ..
تكفين يا خالتي خففي وقللِ من التفكير وخاصة الافكار السوداء تعالي معي .. تريحين شوي وتنامين لك
كم ساعة
امسكت بها ووقفت قبالتها/ روان تظنين بنتي بخير
روان/ اكيد حبيبتي انها بخير
بحزن/ بس هي طفلة رضيعه حليبي ما وقف للحظة صدري يوجعني
نظرتها بحنان/ تعالي نشوف صرفه مع الحليب
.
.
.
اتصل على يزن ابن خاله رد عليه في غضون ثواني
ايمن/ هلا ايمن ها ، جد في الموضوع شيء
يزن/ لا كيفها خالتي
ايمن/ نفسيتها زفت .. اللي صار مو شوي
يزن/ الله يلوم اللي يلومها .. انا بعرف وش اللي موصلها للمستشفى حتى خدمات زينه ما فيه
ايمن/ تعرف مالك مشغول بشركته ، وخالتك عنيدة اللي تبي تجلس في بيت جدي .. زين اللي انقذتها
بغضب/ وهي ما توب من حركاتها إلا متى بـ تظل عنيدة .. بعدين ليه راحت بيت جدي
ومن متى جالسة هناك ..؟
ايمن/ علمي علمك ياخوك .. انا بروح لمالك الحين ، رجال قلبه وقف من الصدمة
يزن/ هو في أي مستشفى
ايمن/ مستشفى ....
يزن/ خلاص اسبقني وأنا إن شاء الله مسافة الطريق
ايمن/ اوكي سلام
.
.
.
خلف الجبال القاسية ، وعلى بعد امتار قليلة فيلا ضخمة ذات اسوار عالية .. في داخلها غرفة باهظة
الثمن ، ديكورها ذات طابع الامريكي
وقف منتصبا ونظر اليه/ خالد تفهم اللي اقوله
خالد/ بس طال عمرك اللي تطلبه صعب
ابتسم ساخرًا/ تعال احسن علمني الصح من الخطأ
ارتبك خالد/ آسف طال عمرك .. اللي تبيه اعتبره صار
.
.
.
نهاية الجزء الثالث ..!
همسه/ اشكر لكل من لبَ دعوتي ، و أسعدتموني بطلتكم البهية اشكركم من كل اعماقي
لا تنسوني بدعوة بظهر الغيب ...
حكايات الحرير
|