كاتب الموضوع :
حكايات الحرير
المنتدى :
الارشيف
رد: جهل الظلام
بسم الله الرحمن الرحيم
.
.
.
جهل الظلام
جهل 8
.
.
.
ألا ترى كيف يتبعونك في تحرّكاتك البطيئة من عيني إلى صوتي إلى صمتي .. إلى ورقي الذي يمتدُّ أسفل أقلام تستنفدُني أكثر كلما دعَتني إلى الكتابة عنك ؟
ألا تشعر أنّ كل شيء حولك يسعى لقضمةٍ منك, لإبادتك بلُطف ثم تعليل هذا الجَور بحيوانيةِ الحب؟
كل الأشياء تنافسُني عليك , تدفعُني خارج عينيك لتشغل مكاني ... و تنساني.
أما أنا لازلتُ أقبضُ لساني و أدفعهُ إلى الخلف كي يدفع بدوره تلك الصرخة الصامتة الحُبلى باعتراضاتي .
أردتُ لوهلةٍ أن أقول لا .. أن أضع نفسي في مواجهةِ ألفِ طرفٍ ألومه .. ولكن مُصيبتي أن كل تلك الأطراف قد تقدّمتَها أنت..
كنتَ أنت أكثر شخص يمكنُ أن أصبّ عليه جام العتَب, ولكن من يضمن لي أن سبّابتي ستتصدّى للصوت الهادر في فمك وهو يشكّل بعنايةِ الواثق من براءته تلك الـ : " وما ذنبي أنا؟ "
أيها الجميل ... لا ذنبَ لك .
فأنا حين عرفتك كنتَ كالزهرة التي اتخذها النحلُ قِبلَةً تمنُّ عليه بنعيم الرحيق ..
كان حُبُّ الآخرين وجبةً يومية تأتيك في أشكال مختلفة .. أصغرُها تحايا الصباح التي يتبرعم خلف عباراتها الرسمية رجاءُ أصحابِها بأن يطول عُمرُ الكلمة حين تصيرُ صوتًا .
و أعظمُها باقاتُ الورد المجهولة التي تتعثرُ بها دومًا كلما دلفتَ إلى عالمك.
عرفتُ أنّ الحبّ حين يكون رسالةً موجّهةً إليك عليه أن يتزيّن بالألوانِ التي تحبها, بالكلمات التي تحملُ رنينًا خاصًّا و فريدًا في أذنك, برائحةٍ تدعوك للإلتفات بأكملك كي تشمّها حتى و إن كانت القارورةُ التي تحويها بسماكةِ سطر رُتِّب بعنايةٍ ماكرة على كتف ورقة.
عرفتُ أنّني قد أفشل لسببٍ ما, لعثرةٍ لا أستعدُّ لها فأنقلب بسببها و تتغيّر وضعيتي في قلبِك.
فأنا ضعيفة والحبّ أوهنني أكثر,
و حُضنُك الذي تطويني في عتمته كحمامةٍ بلّلها المطر ... قد زادَني بللاً و ضاعف من حتمية غرقي فيه .. و فيك .
من يدفعُ باتجاهي خشبة النجاة إن كنتُ أنا ضحية هذا الحضن؟
من ينتشلني منك حين تتناهى إلى مسمعه بقبقةُ الــ " أنقذني .. منه ! " ؟
من سيجفّفني من بقاياك بمنشفةٍ لا يعلقُ فيها غسلينُ حُبٍّ سيبقى يتبعني حين أشتهيه و حين لا أشتهيه .. كموقدٍ يظلُّ لصوقًا بي في الصيف و الشتاء ؟
هل سينسى هذا المُنقذُ أني أمامه كتلةُ أنقاض تتنفس و في السرّ تُخفي القلق من أن ينبشها أحد و يجتثّك منها؟
أما أنت ستبقى المتهم الذي ينفذُ من سجن العتاب بسؤالٍ واحد أعرفُ جوابه .. " وما ذنبي أنا؟ " ..
و سأجيبك في الوقتِ الذي أدفعُ كل الكلمات إلى الخلف .. " أنتَ حتمًا لا ذنب لك .."
كلمات/ زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي
.
.
.
في صباح ساعة تشير الى السادسة والنصف من شهر ربيع الثاني في يوم الخامسة والعشرون
وفي ذاك المنزل " ابي حسان "
.
.
.
جلست على مقعدة الطعام بقرب زوجها صالح
صالح/ ريم وينها
سلطانه/ تقول ما تبي تروح اليوم .. متضايقة انها تغيب عن المدرسة
نظر لعينيها/ لا تقلقين انا بلقى حل
نزلت حنان من السلالم لتردف/ صباح الخير
صالح بابتسامة/ يا صباح النور ..
سلطانه/ انتِ ليه قمتي كان قعدتي فوق واجيب لكِ الفطور .. نامي كم ساعة
حنان/ لا اليوم ابي اروح لدوامي
سلطانه/ افا يعني مصره الا تروحين
صالح/ انا اوصلك بطريقي
ربت على كتفه وابتسمت له/ شكر يا اخوي .. مالك طلب مني اجي له عنده موضوع
نظرت سلطانه الى صالح ثم رجعت نظرها لـ حنان
حنان/ اشوفكم على خير
.
.
.
في مركز الشرطة
امسك بالباب ليردف عيسى/ سيدي
يزن وهو منشغل ببعض الاوراق المهمة/ نعم
وضع صندوق اسود على المكتب/ هذا التسجيلات الكاميرات لعائلة مالك
يزن/ بس ما في شيء
هز رأسه غير موافق/ قلت لنفسي يمكن تحتاجها وتشوفها بعدين
يزن/ في شيء غير كذا
عيسى/ لا
يزن/ إذا صار شيء خبرني
.
.
ا
نزلت من السيارة هي وابنتها وعلى بعد يراقبها مالك .. انتبهت له ونظرت للخلف ولاحظت ان سيارة مالك اختفت من امام البيت ..
روان بلهفة/ هلا والله بخالتي هلا بحبيبة قلبي
ابتسمت اناهيد ابتسامة راضية لتردف ببطء/ ياهلا في روني ..
نظرت روان الى طفلة ديم/ فديت ناس الحلوين وووه يا لبآهم
اناهيد/ مرام حرام عليك توها نامت لا تضايقنها
روان/ أي وش عليه كل الاهتمام لـ هالفصعونه .. الله لنا
اناهيد/ فديت بنتي .. تعالي خذي شنطة .. الا وين امك
روان/ على طاري امي تدرين وينها فيه
اناهيد/ وين
روان/ في المطبخ قومتني من عز نومي .. ودخلتني المطبخ خبرك عناد اختك ما احد في زيها و الحمدلله مافي منها اثنين
قهقهت اناهيد/ الله يسعدها تعبت روحها ليه .. الله يهديها بس
روان/ أجمعين ..ما علينا عطيني بنتك ابي ابوسها خدودها تجنن
اناهيد/ يمه من عيونك قولي ما شاء الله لا تعطين بنتي عين
روان/ ما شاء الله وبعدين ترى عيني بارده مو حاره ... المهم فطرتِ
اناهيد/ لا قلت افطر معكم
روان/ جيتِ في وقتك المناسب
.
.
.
لم تكن حنان مستعدة لأخبارها بالأسباب .. وحدها تعرف حقيقة شعور ثامر نحوها ... يكفيها ان تعرف انها تحب ثامر حبا كبيرا لتساعدها سلطانه .. فـ هي لن تعرف معنى ذلك لأنه لا تؤمن ان الحب يعني الاخذ بينما كانت حنان تؤمن ان الحب عطاء ولكنها الآن تعرف ان الحب اخذ وعطاء وقد علمها ثامر اهمية ذلك .. على الانسان ان يحب ويكون محبوبا في الوقت نفسه ... بعد رحيل صالح شعرت حنان بنشوة الانتصار لفترة وجيزة ثم بدأت ترتجف وهي تفكر بالعواقب .. احست كأنها على وشك البكاء .. نظرت الى سلطانه
حنان/ اخوي للحين ما جاء
سلطانه/ خلينا نشرب قهوة
حنان/ غريبة على اخوي عمري ما أتأخر
سلطانه/ في الفترة الماضية حصلت اشياء كثيرة واخوكِ اولهم .. صاير يعامل اخوكِ صالح بقسوة
حنان/ أي وضعه تعبان .. بنته شاغله باله مخليه مو طبيعي
سلطانه/ أي اعرف حنان .. بصراحة وضعه نفسي ما عجبني .. ضغط علينا في الوقت اللي كنا نساعده .. ما تتخلين اللي عاشه اخوكِ صالح في آخر فترة
حنان/ شنو صاير معه و شنو اللي ما اعرفه
سلطانه/ مالك يبي يطرد صالح من الشركة بأي شكل
حنان/ مو على اساس حل المشكلة
هزت رأسها غير موافقة وتبتسم/ لا .. تغيرت كل الامور هو الحين مصر على هذا شيء .. قاعد يجمع توقيعات اعضاء المجلس عشان يطرده
نظرت الى سلطانه نظرة مستغربة/ لهدرجة هذه
ضحكت سلطانه ضحكتها الرنانة المفتعلة/ اخوكِ مالك ما يفهم ان هذا زوجي .. ما اقدر اتخلى عنه يا حنان
حنان/ صادقه
سلطانه بتعاطف/ هو يبيك توقعين عشان القرار .. ابيك تساعديني .. اخوكِ محتاجك جنبه .. وبالمناسبة اتوقع انك محتاجه هالشخص
اعطتها الكرت ..
سحبتها لتردف حنان/ مين يكون
سلطانه/ محامي شاطر بقضايا الطلاق .. اكيد بدافعين لثامر مو كذا
حدقت حنان في سلطانه مستغربة ملاطفتها وقالت بامتعاض/ انا ما افكر في هالطريقة
سلطانه/ أها .. لا تسمحي له يـ اذيك بهالطريقة يا حنان .. اكيد هذا اخوكِ
حنان/ عندي فضول ابي اعرف وش اللي عنده .. شكرا على هذا
تأشر على الكرت وقفت ,, نظرت حنان الى سلطانه وقالت تخاطبها/ حنان .. لا تنسين اللي قلته
حنان/ طيب
ابتسمت سلطانه واخذت فنجانا من القهوة
.
.
.
اتصل عليها لكي تخرج له
حنان/ اخوي
مالك/ ادخلي سيارتي حنان .. تراني انتظرك
فتحت الباب لكي تدخل وهو ينظر اليها
مالك/ كيفك اليوم
حنان/ حمدلله بخير
مالك/ ثامر كيفه
ارتبكت حنان/ هو بخير .. خير شنو فيه
مالك/ من كم يوم جاء وقدم استقالته .. كأنه ما عندك خبر
مستغربة/ لا ما عندي خبر
مالك/ كيف عايشين في نفس البيت وما تعرفون اخباركم
اخفضت رأسها حنان الى الارض
مالك/ حنان شنو الموضوع
رفعت عينيها لعينيه .. لتلتقي نظراتهم
مالك/ صاير معكم شيء لا سمح الله
بقت صامتة لتردف/ اخوي احنا قررنا ننهي زواجنا
مالك/ ليه شنو السبب .. كيف صار هالشيء
حنان/ بعدين افهمك هالموضوع
مالك بعصبية/ لا الحين تقولين
حنان/ لنا فترة طويلة مو متفقين ولما صار موضوع خطف بنتك أجلناها بس الحين ما اقدر
نكست رأسها للأرضية من جديد
هز رأسه مالك موافقاً/ الحين عرفت ليه جاء وقدم استقالته
حنان/ اخوي انا ابي اطلب لك طلب
مالك/ قولي
حنان/ ما ابيك تطرد ثامر من الشركة
بعصبية ليردف/ ليه طالما انتم بـ تنفصلون عن بعض
حنان/ اخوي ثامر يكون لـ عمر ابوه .. وهو تعب في الشركة مثلنا
احنا في خلافات بينا بس مع كذا انا ما ابي يترك شغله هنا
مالك/ مستحيل حنان .. ما دام مزعلك ومن فترة طويلة .. لازم يتعاقب على هذا الشيء
حنان بلعت ريقها بصعوبة لتردف/ اخوي هذا آخر طلب .. رجاء ابي هالخدمة لي
مالك/ طيب
حنان/ مشكور اخوي ..
مالك/ إذا كذا انتِ بعد بـ تخدمين لي شغله صغيرة
نظرت حنان إلى الملف المفتوح ثم رفعت نظرها الى مالك
مالك/ وقعي على هالقرار
نظرت الى مالك ثم الى الملف
.
.
.
خرجت حنان من السيارة .. مشت بسرعة الى داخل البيت وصعدت السلالم بتأن .. الهدوء يعم المكان تمنت الا يحضر ثامر قبل ان تنتهي من مهمتها الشاقة لن تدع أي شيء يثنيها عن عزمها في اتمام قرارها الجاد والحازم لن تقاعست عن اتمام مهمتها ربما تخسر ثامر هي زوجته وستدافع عن حقها حتى ولو كان هو لا يبادلها حبها .. سترضى بما يقدمه لها .. انها واثقة لن تستطيع العيش بدونه لقد علمها كيف تحب رجلها وهو رجلها الوحيد ....
سلطانه بفضول يكاد يقتلها/ حنان شنو يبي اخوكِ .. في شنو تكلمتوا
حنان/ ثامر قدم استقالته وسأل عن السبب.. وتكلمنا بخصوص الطلاق
سلطانه/ يعني انتِ ما تكلمتوا عن شغلة صالح
هزت حنان رأسها نفيا لتردف/ لا كان ملتهي في موضوع ثامر .. بس الحين حلينا المشكلة ..يالله عن إذنك انا لازم اروح
هزت سلطانه رأسها موافقة لتردف ببطء شديد/ اهااا .. الله معك
.
.
.
في المركز
رن جوال عيسى ليجيب/ الو
مالك/ سيد عيسى معك مالك
عيسى بصدمة/ تفضل مالك
مالك/ انا لازم اشوفك وفورا
بقى صامتا عيسى
مالك/ اتفقنا
عيسى/ طيب ...
لـ يغلق الهاتف وهو مستغربا ... وفي داخله/ وش اللي يبيه مالك
.
.
.
في الشركة
خرج مسرعا مالك ليصادف اخاه صالح نظر اليه نظرات ساخرة
اتصل على سلطانه/ نظراته بتقتلني .. لسه شايف حاله على الناس .. شنو صار ليه يبي حنان عشان قرار طردي مو كذا
سلطانه/ لا حبيبي .. سألها عن ثامر .. لأن ثامر وحنان راح ينفصلون
صالح بصدمة/ شنو
سلطانه/ ايه .. ثامر خان اختك حنان
ضحكت ساخرة/ مو كل حرمه تسامح
ابتسم ساخرا/ طبعا مو كل الحريم مخلصين لـ رجاجيلهم يا عمري
صالح/ في الحقيقة هذا الوضع يفدينا بس حق اختي ما راح اسكت عنه
سلطانه/ انا بروح
صالح/ لـ وين
ابتسمت/ لبنتك عقلي مع ريم .. قعدتها في البيت لحالها ماهي عاجبتني
.
.
.
في سيارة
مر بيده ليصافحها برقة
ليردف ثامر/ ياهلا والله
صافحته لتجلس على بجانب مقعدة المقود
حنان/ آسفه عذبتك عشان تجي هنا
ثامر يضم كفوفه/ لا تقولين كذا حنان مو انا لسه زوجك .. اخباركِ
حنان/ بخير وانت
ثامر/ وانا بعد .. حنان انا كثير اشتقت لك
كيف لا تستطيع ان تفصح له عن حبها الذي هو حقيقة ساطعة كالشمس .. عليها ان تعترف .... عم الصمت لفترة طويلة وكان ثامر ينتظر منها المبادرة في الحديث ، نظرت اليه تستوحي بعض كلماتها .. كان يجلس صامتا يقود سيارته باطمئنان وتعابير ووجهه قاسية ووجهه الوسيم يشبه سمرة رجلا شرقيا معبرا .. شعرت بحاجتها للمساته وحنانه
حنان/ ثامر ياليت ما نتكلم في هالمواضيع
رماها بنظرة حانية/ لازم نتكلم ونحلها .. انا ما عاد فيني صبر واتحمل سكوتك هذا .. بصراحة مابي اخسركم
حنان/ انا كلمتك عشان شيء ثاني ثامر .. قدمت استقالتك مو كذا
اوقف ثامر سيارته الى جانب الطريق وابتسم ابتسامة راضية/ ايه
حنان/ في رأيي ما كان له داعي هالموضوع
امسك ثامر كفيها بين يديه وربت على كتفها ونظر في عينيها نظرة محبة خالصة أحست حنان ان خفقات قلبها تسرع واشتد لون عينيها احمرار
ثامر/ فكرت انك ما عاد تبين شوفتي
حنان/ اسمعني كويس .. احنا مو اولاد مراهقين .. صحيح زواجنا ما نجح 100% ، بس هذا مو يعني تضيع شغلك وتتركه
.
.
.
اناهيد/ ام ايمن ليه متعبه نفسك والله ما يستاهل كل هالعنا
أم ايمن/ الا تستاهلين ونص ... المهم انتِ عليك ترتاحين ترى جسمك وصحتك ابد ماهي عاجبتني
روان بفكاهة/ استلم ياعم دا الجميل بجلال قدرته هـ تغديك وتعشيكي كمان
اناهيد/ الله لا يحرمني منكم ...
.
.
.
نظر ثامر بعيدا عنها يحاول ان يفكر .. اخيرا فتح موضوع الشركة
حنان/ انتَ بعد تعبت من الشركة .. ما يصير تتركه
ابتسم ساخرا/ لما يعرف اخوكِ باللي صار ما راح يخليني فيها ولا لحظة
خافت ان تنهمر دموعها رغما عنها ولكنها اكملت بسرعة/ ثامر اخوي ما يعرف شيء ولا بـ أي شكل في اللي صار .. قلت له ما نتفاهم .. بعدين انت ابو ولدي .. اليوم والا بكره عمر راح يسامحك .. انا ابي منك تكون جنبه .. ولدك اكيد محتاج لحنانك ورعايتك ولدعمك بعد .. انت مديون لعمر بهالشيء
صوتها حاد ولهجتها عائبة ونظرات القهر والغيرة واضحة في محياها
ثامر/ حنان لأني سويت هالشيء انا من جد كثير
قاطعته وكفت حنان عن البكاء وحدقت فيه كأنها لا تفهم ما قال/ ثامر راح اقعد فترة عند اخوي صالح .. إذا تبي خذ اغراضك من البيت
.
.
.
في حديقة ما
عيسى/ حضرتك شنو تبي مني
مالك/ يزن يحاول يحملني المسؤولية
عيسى/ ومين اللي قال هذا الكلام
مالك/ يتصرف في هذا القضية ومو ملاحظ هالشيء
عيسى/ مالك .. رئيسي يعرف شنو يسوي فـ لا تشغل بالك
مالك/ يزن ما يعرف شنو يسوي غير انه يلف ويدور حول مرتي ... انا متأكد الاثنين يسون خطة يخططون لشيء
عيسى/ الحين انت شنو تبي فيني
مالك/ انا سويت لك معروف والحين ابي مقابله
.
.
.
فتحت باب منزلها لتشاهد ابنتها التي تجلس على الاريكة وتتصفح الانترنت/ شنو اخبارك ريم
ريم/ انتِ ليه جايه في هالوقت
سلطانه/ قلقت عليكِ
ريم/ مافي داعي ماما انا بخير
سلطانه/ طيب إذا بخير خليني اقول لأبوك ويشتكي عليها .. مو لازم البنت تكون على حريتها ..
ريم/ امي انا ما ابيك تقولين لأبوي رجاء لا تصرين علي
سلطانه تمسك معصمها قبل ان تذهب/ ممكن تعطيني سبب واحد
ليرن الجرس ...!
سلطانه/ خليك راح افتح الباب
.
.
.
نظر اليه نظرة ساخرة وعلق على جملته/ اناهيد و يزن شنو تكلموا مع بعض
التقت نظراتهم ليردف عيسى/ ما اعرف .. اللي اعرفه بس ان زوجتك تتهمك بخصوص خطف بنتك
اختفت ابتسامته وعم صمت وشعر بقهر/ لـ هالسبب تتجنب شوفتي
اردف ساخرا عابثا/ تعرف هي ورئيسك اللي شاكين فيني .. جبت معي لك هدية عربون شكر لك
نظر عيسى الى مالك وتمتم/ مالك انت ظاهر فهمت تعاطفي عليك غلط .. انا مابي منك ولا ريال من حضرتك
ابتسم ساخرا ويمد له الظرف/ اعرف انت مثلي بس تبي العدالة .. داخل هالظرف في شيء اكثر من قيمة الفلوس .. شيء يبي له يد نظيفة .. انت اللي راح تقرر شنو تسوي
.
.
.
امسك عيسى الظرف نظر الى صور مصدوم .. ثم عادها الى ظرف وقف عيسى مدهوشا وكأنما احد قد صفعه على خديه
.
.
.
سلطانه/ ريم حبيبتي افتحي الباب .. لا تبكين يا عمري اخرجي عشان نتكلم مع بعض
ريم/ مابي
صعدت حنان ووقفت صامتة قرب صوت سلطانه .. حزنها كبير لأن ثامر اعترف لها بحبه ولأول مرة ..
حنان/ شنو فيه .. شفت صالح معصب شنو صار
شعرت بالغثيان وضعت كفها على فمها وشهقت خطوت لدورة المياه
مشت سلطانه اليها وبخوف/ حنان شنو فيك
.
.
.
فتح باب منزله ودخل لغرفته شاهد فستانها الاحمر على سرير سحبه وهو يستنشق رائحتها ويتذكر بعض اللحظات الجميلة ...
.
.
.
سلطانه تمتمت/ حنان تبين مساعدة في شيء
فتحت الباب وهي تضع يدها اسفل بطنها .. صعدت للأعلى ودخلت الغرفة ثم جلست بتعب على الاريكة
سلطانه وهي تمسك مقبض الباب/ انتِ بخير .. راح اتصل بدكتورتي
حنان/ سلطانه لا تتصلين .. انا حامل
بصدمة اغلقت الباب
.
.
.
في الشركة
فتح باب مكتبه ودخل نظر إلى يامن .. جلس على الاريكة
يامن نظر اليه/ انت نظرت في الجرائد اليوم
مالك/ لا
يامن/ خذ وشوف
سحب الجريدة ليشاهد ويقرأ/ على علاقة من سنتين رجل الاعمال مالك .. يبدو انه مشغولا بعلاقته السرية وايضا من اختفاء ابنته منذ شهور ..
نظر إلى يامن بصدمة وقهر يعتلي يسار صدره
.
.
.
فتح الباب وبعصبية رمى صور على المكتب
يزن يصرخ على عيسى/ كيف تدخل بهالطريقة
عيسى/ ممكن تقول لي شنو اللي تسويه
نظر إلى صور ثم اعاد نظره الى عيسى وشحب وجهه/ هذه القضية لوين اخذتكم
.
.
.
رجعت مرة اخرى لبيتها نادت على مرام لكي تذهب معها لبيت اختها .. لـ تتفاجأ بوجود اكثر من امرأة في داخل الصالة
اناهيد/ مرام يا مرام
ليالي/ كيفك يا مدام اناهيد .. احنا لنا سنين طويلة ما قعدنا مع بعض
تنظر إليها اناهيد بصدمة وخوف
.
.
.
ينظر إلى صور ثم ينظر إلى عيسى
ليردف يزن/ ممكن اعرف صور من وين جبتهم
عيسى بعصبية/ يهمك تعرف
بغضب بارد/ لا تتدخل في شيء ما يخصك
عيسى/ تفاصيل القضية اللي اشتغل فيها تهمني وما اقدر أتجاهلها
شحب لون وجهه/ روح على شغلك .. وما ابي اسمع هالتعليقات اللي مالها داعي
عيسى بسخرية/ مالها داعي يا حضرة المحقق .. هالصور حقيقة وما فيها مونتاج يعني ما تقدر تكذبها
بنبرة باردة جدا/ ايه
عيسى/ مدام خالتك أي جزء من هذه القضية .. تعاطفك وقربك منها لهدرجة في رأيك شنو راح يسبب لك
يزن/ و شنو راح يسبب لي .. ممكن تقول لي
عيسى/ اولا مشاعرك راح تتحكم فيك مو عقلك .. وثانيا راح تغلط شفنا اللي صار فيك قبل هالمرة
نظر يزن اليه نظرة حادة متهكمة ليردف/ اطلع برا قبل ما اغلط عليك
عيسى/ انت ما عاد تتصرف بمنطيقة وموضوعية .. وانا ما عاد اغض عن النظر
يزن/ روح سو اللي تفكر فيه ما احد راح يمنعك
عيسى/ راح اسويه لأنه هذا هو صح
بغضب رمى كل الاشياء الموضوعة في المكتب ليصدر صوت ضجيج عالي جدا
.
.
.
سلطانه تضع الصينية على الطاولة وتكسب قليلا من عصير الليمون
لتردف/ يالله عاد ابيك تشربينه كله
حنان/ شكرا تعبتكِ معي .. صحيح ريم شنو وضعها
سلطانه/ والله للحين حابسه نفسها في غرفتها .. ابوها قسى معاها كثير
حنان/ شنو سوى فيها
سلطانه/ جاء حتى يسال ريم عن البنت اللي اعتدت عليها وجرحتها .. يقول يبي يعرف منها شوية تفاصيل
حنان مستغربة/ الحين اللي تعرض للأذى ريم .. ليه متضايقة
سلطانه/ ما اعرف ظاهر ان البنت مخوفه ريم كثير لدرجة ما رضت تتكلم
حنان/ ممكن بس انتِ لا تضغطِين عليها
سلطانه/ الحين شنو تسوين .. وبعدين انتِ كيف تحملين منه وهو خانك مع وحده ثانية
حنان/ انا كنت متصورة ان ثامر ما يخون مو من هالنوع .. طبعا هالكلام قبل اسبوع
سلطانه/ انا نبهتك وحذرتك منها بس انتِ ما رديتي
حنان/ خلاص سلطانه انا كثير مقهورة .. وبعدين اللي صار صار
سلطانه/ طيب لا تضايقين نفسك راح نلاقي حل إن شاء الله
ببكاء لتردف/ من سنين كنت حابه يجيني ولد ماني عارفه شنو اسوي
سلطانه/ حنان خليكِ قوية .. لا تبكين .. ريم .. ريــــــــم
حنان/ لوين رايحه
سلطانه/ ما اعرف والله .. انا بروح الحقها خرجتهإ ما هي عجبتني اصلا حتى ما اعرف شنو تفكر فيه الحين
حنان/ طمينني لا تشغلون بالي عليكم
سلطانه/ اهدئي علينا انا راجعه فورا .. انتِ بعد تماسكي شوي احسن ما يظل بالي عندك ..يالله. مع سلامه
.
.
.
في شركة
مالك بغضب/ شنو اسوي في هذه يامن .. اقتلهم
يامن/ في رأيي ننشر تكذيب وممكن تنتهي القصة .. في مين تتصل
مالك/ ما يردون طيب لا يردون انا رايح لهم في طريقي
يامن/ اهدأ مالك
مالك/ كيف اهدأ مو شايف شنو مهببين
يامن/ اكيد في احد عارف كل شيء واحد موصيه .. واحد جبان ممكن مسوي لك فخ هناك
مالك/ انا رايح اموتهم ومن ما كان اللي وراهم راح موتهم راح اخليهم من يعرفون انا
وقف حينما سمع صوت هاتفه .. شاهد المتصل ومد الهاتف لـ يامن
مالك/ رد عليها قولها ماني فاضي
مرام بشهقة متسارعة/ الو مالك .. عطني مالك بسرعة
يامن/ اهدئي شوي وقولي وش القصة .. طيب خلاص اخذي تكلمي معه
رمى مالك الجريدة على الاريكة ليردف/ مرام شنو فيه
مرام/ مالك دخليك تعال فورا البيت مدام اناهيد
تشهق من البكاء
بعصبية/ شنو فيه مرام احكي
مرام/ صارت شغلات ماهي زينه .. تعال فورا بسرعة الله يخليك
مالك/ مرا... مـــــــرام
يامن/ مالك شنو فيه
مالك/ ما اعرف رايح على البيت بشوف شنو فيه
يامن/ مالك انا جاي معك
مالك/ لا انت خليك
يامن/ بس
مالك/ خلاص ياخي
يامن/ طيب خبريني
.
.
.
في غرفة التحقيق وقف يزن ينظر عيسى ..
يزن/ ما قررت شنو تسوي
بقى صامتا
رمى يزن عليه الظرف/ خذ يالله روح حقق اللي يبعدون عني هالقضية .. يالله .. عيسى انت شرطي يعني شفت قضايا كثيرة ومتنوعة .. وانت ذكي وتعرف ليه هما صورونا في هالحالات
عيسى بغضب/ كنتُ ماسكين يدين بعضكم
يزن/ ابي اسأل سؤال كم شخص وقفت في محنته وساعدته .. كم واحد مسكت له يده وسمحت له يبكي على كتفك .. جاوبيني انا عارف كويس ليه استغلوا هالموقف للانسانه اللي صوروني معها بس اللي ما اعرفه كيف صدقتهم
عيسى/ سيدي
يزن/ يالله انسى كل اللي صار وروح على شغلك
.
.
.
يمشي خوفا .. دخل منزله وشاهد الباب مفتوح شحب وجهه وتلقى صدمة القاسية وصل الى صالة حيث رأى الخادمة مرام
صرخ مناديا اسمها/ اناهيد .. اناهـــــيد
مالك يصرخ على مرام/ مرام خلاص لا تبكين شنو فيه
مرام تبكي/ والله ما اعرف بس هما جوا حريم واخذوا اناهيد معهم
بصدمة/ شنو
مرام/ ما قدرت امنعهم .. كانوا مسلحين .. ما عرفت وش اسوي حاولت اوقف قدامهم بس
مالك/ مين تكون
مرام/ ما اعرف .. بس قال انه من طرف شريكك او مثل هالشيء
مالك بخوف/ رشاد مو هو
مرام هزت راسها موافقه/ صح اسمه رشاد
.
.
.
الجو حار جدا في هذا الفصل من السنة ... حتى النسيم الذي يثير الغبار اختفى .. اشعة الشمس المحرقة وقد سطعت على الشارع الضيق الذي تمتد على طرفيه البيوت المطلية بالبياض .. تمنى خالد لو انه لم يحضر .. كان باستطاعته ان يختار ولكن فيصل لن يعرف مكانه حتما سيسره ان يلحق به ويعيد اليه سعادته وهناءه توقف محتار .. هل من الممكن الا يلحق به ...
دخل محل واشترى لنفسه زجاجة عصير البيبسي ودفع ثمنه .. ثم شربها ببطء وهو يستمتع ببرودتها .. بقى عليه ثلاث ساعات ليصل الى خيبر .. لن يوصله احد بسيارته هذه المرة بل عليه ان يجتازها مشيا على الاقدام وفي هذا الحر الشديد .. نظر اليه البائع واشار الى ........
.
.
.
نهاية الجزء
واعذروني على التقصير .. لا تنسوني من دعواتكم
حكايات الحرير
|